إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٠

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

مستدرك

حديث الطائر الشريف

وفيه دلالة على أن عليا عليه‌السلام أحب الخلق إلى الله بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قد مرّ منا نقل ما يدل على ذلك في ج ٥ ص ٢٩ وص ٣١ وص ٣٩ وص ٥١ وص ٣١٨ وج ٧ ص ٤٥٢ وج ١٦ ص ١٦٩ وج ٢١ ص ٢٢١ ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

وفيه أحاديث :

منها

حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في

٢٤١

«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٦٢ ط دار الفكر) قال :

قال أنس : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير يقال له الحباري ، فوضعت بين يديه ، وكان أنس بن مالك يحجبه ، فرفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده إلى الله ، ثم قال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير.

قال : فجاء علي فاستأذن ، فقال له أنس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يعني ـ على حاجة ، فرجع ، ثم دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرجع ، ثم دعا الثالثة فجاء علي فأدخله ، فلما رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : اللهم وإلي ، فأكل معه ، فلما أكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج علي. قال أنس : اتبعت عليا فقلت : يا أبا حسن ، استغفر لي ، فإن لي إليك ذنبا ، وإن عندي بشارة ، فأخبرته بما كان من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحمد الله واستغفر لي ورضي عني ، أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه.

وعن أنس قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حجل مشوي بخبزه وصنابه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام ، فقالت عائشة : اللهم اجعله أبي ، وقالت حفصة : اللهم اجعله أبي ، قال أنس : وقلت : اللهم اجعله سعد بن عبادة ، قال أنس : فسمعت حركة بالباب ، فخرجت فإذا علي بالباب ، فقلت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حاجة ، فانصرف ، ثم سمعت حركة بالباب ، فخرجت فإذا علي بالباب ، فقلت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حاجة ، فانصرف ، ثم سمعت حركة بالباب ، فسلم علي ، فسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صوته ، فقال : انظر من هذا؟ فخرجت فإذا هو علي ، فجئت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فقال : ائذن له ، فدخل علي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وإلي ، اللهم ، وإلي. وعن أنس قال : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير مشوي فقال : اللهم أدخل علي أحب أهل الأرض إليك يأكل معي.

٢٤٢

قال أنس : فجاء علي فحجبته ، ثم جاء ثانية فحجبته ، ثم جاء ثالثة فحجبته : رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي ، ثم جاء الرابعة فأذنت له ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : اللهم وأنا أحبه ، فأكل معه من الطير.

وعن أنس قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير ، فقال : اللهم ائتني برجل يحبه الله ، ويحبه رسولك.

قال أنس : فأتى علي فقرع الباب ، فقلت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشغول ، وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار ، ثم إن عليا فعل مثل ذلك ، ثم أتى الثالثة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أنس أدخله فقد عنيته ، فلما أقبل قال : اللهم إلي ، اللهم إلي.

قال عبد العزيز بن زياد : إن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة ، فسأله عن علي بن أبي طالب ، فقال : أهدي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طائر ، فأمر به فطبخ وصنع ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم ائتني بأحب الخلق إليّ يأكل معي ، فجاء علي فرددته ، ثم جاء ثانية فرددته ، ثم جاء الثالثة فرددته ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أنس ، إني قد دعوت ربي ، وقد استجيب لي ، فانظر من كان بالباب فأدخله ، فخرجت ، فإذا أنا بعلي فأدخلته ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني قد دعوت ربي أن يأتيني بأحب خلقه إلي ، وقد استجيب لي ، فما حبسك؟ قال : يا نبي الله حبست أربع مرات ، كل ذلك يردني أنس ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال : قلت : يا نبي الله بأبي أنت وأمي ، إنه ليس أحد إلا وهو يحب قومه ، وإن عليا جاء ، فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلا من قومي.

قال : وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نبي الرحمة ، فسكت ولم يقل شيئا.

وفي حديث آخر بمعناه :

لأني سمعت دعوتك فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال النبي صلى الله

٢٤٣

عليه وسلم : الرجل يحب قومه.

وفي حديث آخر عن أنس أيضا : أهدي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحامات.

وعن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان عنده طائر ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر ـ وقال الحيري : عثمان ـ فرده ، ثم جاء علي ، فأذن له.

وعن أنس قال : كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتته أم أيمن بطير أهدي له من الليل ، فلما أصبح أتته بفضله ، فقال : ما هذا؟ قلت : فضل الطير الذي أكلت البارحة ، فقال : أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه ، اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، قال : فقلت : اللهم اجعله من الأنصار ، قال : فنظرت فإذا علي قد أقبل ، فقلت له : إنما دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الساعة فوضع ثيابه ، فسمعني أكلمه ، فقال : من هذا الذي تكلمه؟ قلت : علي ، فلما نظر إليه قال : اللهم أحب خلقك إليك وإلي.

وفي رواية عن أنس قال : أهدي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طائر كان يعجبه أكله ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي (الحديث).

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٢٨ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

الطريق الأول : أخبرنا محمد بن أبي القاسم البغدادي ، قال : أنا حمد بن أحمد ، قال : نا أبو نعيم ، قال : نا علي بن حميد الواسطي ، قال : نا أسلم بن سهل ، قال : نا محمد بن صالح بن مهران ، قال : نا عبد الله بن محمد بن عمارة ، قال : سمعت من مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس ، قال : بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير

٢٤٤

فأتيته به ، فوضعته بين يديه ، فقال : يا أنس أدع لنا من يأكل معنا هذا الطير ، اللهم آتنا بخير خلقك ، فخرجت فلم يكن [بي] همة إلا رجل من أهلي آتيه فأدعوه ، فإذا أنا بعلي ابن أبي طالب ، فدخلت فقال : أما وجدت أحدا؟ قلت : لا ، قال : أنظر ، فنظرت فلم أجد أحدا إلا عليا ، ففعل ذلك ثلاث مرات ، فرجعت فقلت : هذا علي بن أبي طالب ، فقال : ائذن له ، اللهم وال ، اللهم وال ..

إلى أن قال :

الطريق الثاني : أنبأنا اسماعيل بن أحمد ، قال : أنا بن مسعدة ، قال : نا حمزة ، قال : نا بن عدي ، قال : نا الحسن بن أبي الطيب بن شجاع ، قال : نا الحسن بن حماد الضبي ، قال : نا مسهر بن عبد الملك ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن اسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان عنده طائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء رجل فرده ثم جاء علي بن أبي طالب فأذن له فأكل معه.

قال المؤلف : وقد أنبأنا أبو القاسم الحريري ، قال : أنبأنا أبو طالب العشاري ، قال : نا [الدار قطني ، قال نا] محمد بن مخلد ، قال : نا حاتم بن الليث ، قال : نا عبد الله بن موسى ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السدي ، قال : أنس أهدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أطيار فقسمهن ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب فدخل فأكل معه من ذلك الطير ..

إلى أن قال :

الطريق الثالث : أنا منصور القزاز ، قال : نا أبو بكر بن ثابت ، قال : أنا الحسن بن أبي بكر ، قال : نا محمد بن العباس بن نجيح ، قال : نا محمد بن القاسم النحوي

٢٤٥

أبو عبد الله ، قال : نا أبو عاصم ، عن أبي الهندي ، عن أنس ، قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي ، فجاء علي فحجبته مرتين فجاء في الثالثة فأذنت له ، فقال : [يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال] : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الرجل يحب قومه.

الطريق الرابع : أنا القزاز ، قال : نا أحمد بن علي ، قال : نا عبد القاهر بن محمد الموصلي ، قال : نا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري ، قال : نا أحمد بن علي الخراز ، قال : نا محمد بن عاصم الرازي ، عن عبد الملك بن عيسى ، عن عطاء ، عن أنس بن مالك ، قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي فدق الباب ، وذكر الحديث ..

إلى أن قال :

الطريق الخامس : أخبرنا اسماعيل بن أحمد ، قال : نا اسماعيل بن مسعدة ، قال : نا حمزة ، قال : أخبرنا ابن عدي ، قال : نا جعفر بن أحمد بن عاصم ، قال : نا بن مصفى ، قال : نا حفص بن عمر العدني ، عن موسى بن مسعود ، عن الحسن ، عن أنس قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطير جبلي ، فقال : اللهم ائتني برجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فإذا علي يقرع الباب ، فقال أنس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشغول ، ثم أتى الثانية ، فقال أنس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشغول ، فأتى الثالثة ، فقال : يا أنس أدخله فقد عنيته ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم وال ..

إلى أن قال :

الطريق السادس : أنبأنا اسماعيل ، قال : نا بن مسعدة ، قال : أخبرنا حمزة ، قال :

٢٤٦

أنا بن عدي ، قال : نا عصمة ، قال : نا محمد بن أبي الهيثم ، قال : نا يوسف بن عدي ، قال : حدثنا حماد بن المختار ، عن عبد المالك بن عمير ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طائر فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي ..

إلى أن قال :

الطريق السابع : أنبأنا اسماعيل ، قال : أنا بن مسعدة ، قال : أخبرنا حمزة ، قال : نا ابن عدي ، قال : نا عبد الله بن محمد بن ثابت ، قال : أنا العلاء بن عمران ، قال : نا خالد بن عبيد أبو عصام ، قال : حدثني أنس ، قال : بينا أنا ذات يوم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاء رجل بطبق مغطى فقال : هل من إذن؟ فقلت : نعم ، فوضع الطبق بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه طائر مشوي ، وقال : أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله ، فقال : اللهم أدخل علي من أحب خلقك إلي ينازعني هذا الطعام ، فذكر حديث الطير ..

إلى أن قال :

الطريق الثامن : أنا القزاز ، قال : نا أحمد بن علي ، قال : قرأت في كتاب عبيد الله بن أحمد النحوي المعروف بجخجخ سماعه من أحمد بن كامل ، قال : قال لنا محمد بن موسى البربري : رأيت شيخا أسودا في المسجد الجامع بالرصافة سنة تسع وعشرين فسمعته يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير فقال : اللهم ائتني بأحب قومي إليك يأكل معي من هذا الطير.

الطريق التاسع : أنا القزاز ، قال : نا أحمد بن علي ، قال : نا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع ، قال : نا محمد بن مخلد ، قال : حدثني علي بن الحسن بن ابراهيم بن قتيبة بن جبلة القطان ، قال : نا

٢٤٧

سهل ابن زنجلة ، قال : نا الصباح يعني ابن محارب ، عن عمر بن عبد الله بن يعلى ابن مرة ، عن أبيه ، عن جده وعن أنس قالا : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طيرا ما نراه إلا حبارى فقال : اللهم ابعث إلي أحب أصحابي إليك يواكلني هذا الطير ، وذكر الحديث ..

إلى أن قال :

الطريق العاشر : أنا زاهر بن طاهر ، قال : أنبأنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا : أنا محمد بن عبد الله الأندلسي ، قال : نا سليمان بن أحمد البلخي ، قال : نا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي ، قال : نا أبو حمة محمد بن يوسف اليمامي ، قال : نا أبو قرة موسى بن طارق ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله ، عن أنس بن مالك قال : بينا أنا واقف عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أهدي إليه طير فقال : اللهم ائتني بأخير خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي فقلت : رسول الله على حاجة ، ثم جاء فدخل فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم وال اللهم وال ، فأكل معه.

الطريق الحادي عشر : روى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، قال : نا علي بن ابراهيم بن حماد ، قال : نا محمد بن خليد بن الحكم ، قال : نا محمد بن طريف ، قال : نا مفضل بن صالح ، عن الحسن بن الحكم ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ثلاثا ، فدق الباب علي فقال : يا أنس افتح له ، فدخل ..

إلى أن قال :

الطريق الثاني عشر : روى أبو بكر بن مردويه ، قال : نا فهد بن ابراهيم البصري ، قال : نا محمد بن زكريا ، قال : نا العباس بن بكار الضبي ، قال : نا عبد الله بن المثنى

٢٤٨

الأنصاري ، عن عمه ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك أن أم سلمة ضيف لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طيرا أو ضباعا فبعث إليه فلما وضع بين يديه قال : اللهم جئني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب فقال له أنس : إن رسول الله على حاجة ، فرجع علي ، واجتهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الدعاء قال : اللهم جئني بأحب خلقك إليك وأوجههم عندك ، فجاء علي فقال له أنس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حاجة ، قال أنس : فرفع علي يده فركز في صدري ثم دخل ، فلما نظر إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام قائما فضمه إليه وقال : يا رب وال يا رب وال ، ما أبطا بك يا علي؟ قال : يا رسول الله قد جئت ثلاثا كل ذلك يردني أنس : فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : يا أنس ما حملك على رده؟ قلت : يا رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار ، قال : لست بأول رجل أحب قومه ، أبى الله يا أنس إلا أن يكون ابن أبي طالب ..

إلى أن قال :

الطريق الثالث عشر : روى أبو بكر بن مردويه ، قال : نا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ، قال : نا علي بن الحسن السمالي ، قال : حدثني محمد بن الحسن بن الجهم ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أنس قال : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طائر فأعجبه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم ائتني بأحب [خلقك] إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطير ، قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا منا حتى يشرف به. قال : فإذا علي ، فلما أن رأيته حسدته فقلت : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشغول ، فرجع ، قال : فدعى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الثانية فأقبل علي كأنما يضرب بالسياط ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : افتح افتح ، فدخل فسمعته يقول : اللهم وال ، حتى أكل

٢٤٩

معه من ذلك الطير ..

إلى أن قال :

الطريق الرابع عشر : روى ابن مردويه ، قال : نا الحسن بن محمد السكوني ، قال : نا الحسن بن علي النسوي ، قال : نا ابراهيم بن مهدي المصيصي ، قال : نا علي بن مسهر ، عن مسلم أبي عبد الله ، عن أنس ، قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير مشوي فوضع بين يديه ، فقال : اللهم أدخل علىّ من تحبه وأحبه ، فجاء علي فاستأذن فقلت له : إنه على حاجة ، رجاء أن يجئني رجل من الأنصار ، ثم استأذن الثانية فقلت : إنه على حاجة ، فلما أن كانت الثالثة سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صوته فقال : أدخل ، فدخل فأمره فطعم.

إلى أن قال :

وقد ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم ، وفيها مطعن فلم أر الإطالة بذلك.

ثم طعن على الحاكم أبي عبد الله صاحب «المستدرك» واتهمه بالتعصب بالرافضة لروايته حديث الطائر وتأليفه في ذلك كتابا مستقلا.

والحاكم هذا من الثقات وثّقه أصحاب الرجال منهم ابن حبان وأبو حاتم الرازي وابن قانع والخطيب وغيرهم ، وإنكاره على الحاكم في غير محله بل هو ناش عن تعصبه الباطل.

ونقلنا في ج ٧ ص ٤٥٢ عن الناصب الفضل بن روزبهان الاصبهاني أنه قال : إن حديث الطير مشهور وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة.

ونقلنا أيضا قول السيد القاضي التستري الشهيد صاحب «الإحقاق» أنه قال : إن

٢٥٠

حديث الطير مع أنه كما اعترف به الناصب مشهور بل بالغ حدّ التواتر وقد رواه خمسة وثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس وغيره عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصنّف أكابر المحدثين فيه كتبا ورسائل مؤيد بما مرّ من حديث خيبر وغيره. ووجه التأييد شهادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على علي عليه‌السلام بمحبة الله تعالى له ومحبته لله تعالى كما ذكره المصنف في شرح الياقوت لا معنى لها إلا زيادة الثواب وذلك لا يكون إلا بالعمل ان يكون عمل علي عليه‌السلام أكثر من غيره .. إلى آخر مقاله رفع الله درجاته.

ومنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد سنة ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ في «معجم الشيوخ» (ص ٣٩٦ ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان ـ بيروت وطرابلس) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي بصور ، أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثني أبو محمد علي بن الحسن بن إبراهيم بن قتيبة بن جبلة القطان ، حدثنا سهل بن زنجلة ، حدثنا الصباح ـ يعني ابن محارب ـ عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة ، عن أبيه ، عن جده ، وعن أنس بن مالك ، قالا : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير ، ما نراه إلا حبارى فقال : اللهم ابعث إلي أحب أصحابي إليك يواكلني هذا الطير .. وذكر الحديث.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف التيفاشي المولود سنة ٥٨٠ والمتوفى ٦٥١ في «الشفا في الطب» (ص ٢٣٦ ط دار المعرفة ـ بيروت) قال :

عن أنس بن مالك قال : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حجل مشوي بخبزة وصبابة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم آتيني بأحب خلقك إليك

٢٥١

يأكل معي من هذا الطعام ، فدخل علي فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم وال اللهم وال.

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٣٣ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :

وقال عبيد الله بن موسى ، وغيره ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السدي قال : ثنا أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أطيار ، فقسمها ، وترك طيرا فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك [يأكل معي] فجاء علي ، وذكر حديث الطير.

وله طرق كثيرة عن أنس متكلم فيها ، وبعضها على شرط السنن ، من أجودها حديث قطن بن نسير شيخ مسلم ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس قال : أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حجل مشوي فقال : اللهم فأتني بأحب خلقك إليك يأكل معي .. وذكر الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ١٨ ط دار الجيل في بيروت)

فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو طالب القاضي في «ترتيب علل الترمذي» (ص ٩٤١ ط مكتبة الأقصى عمان الأردن) قال :

حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : نا عبيد الله بن موسى ، عن عيسى بن عمر ، عن السدي ، عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير فقال :

٢٥٢

اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه.

وقال في ص ٣٧٤ مثل ذلك.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ص ١٠١ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن أنس بن مالك : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير فقال ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» (ص ٢٥ ط دار الكتب العلمية ببيروت) قال :

أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا الحسن بن حماد ، قال : أخبرنا مسهر بن عبد الملك ، عن عيسى بن عمر ، عن السدي ، عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان عنده طائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر فرده ، ثم جاء علي فأذن له.

ومنها

حديث عبد الله بن عباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٠ ص ٣٤٣ ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :

حدثنا عبيد العجلي ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا حسين بن محمد المروذي ، عن سليمان بن قرم ، عن محمد بن سعيد ، عن داود بن علي بن عبد الله

٢٥٣

ابن عباس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه فقال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ، فجاء علي ، فقال : اللهم وال.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٢٨ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

وأما حديث ابن عباس فأنبأنا اسماعيل بن أحمد ، قال : أنا مسعدة ، قال : أخبرنا حمزة بن يوسف ، قال : أنا بن عدي ، قال : نا إبراهيم بن سعيد ، قال : نا حسين بن محمد ، قال : نا سليمان بن قرم ، عن محمد بن شعيب ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي فأكل معه.

ومنها

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٦١ ط دار الفكر) قال :

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صنعت امرأة من الأنصار لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعة أرغفة ، وذبحت له دجاجة فطبختها ، فقدمته بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي بكر وعمر فأتياه ، ثم رفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يديه إلى السماء ، ثم قال : اللهم سق إلينا رجلا رابعا محبا لك ولرسولك ، تحبه اللهم أنت ورسولك ، فيشركنا في طعامنا ،

٢٥٤

وبارك لنا فيه ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم اجعله علي بن أبي طالب ، قال : فو الله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب ، فكبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : الحمد لله الذي سرني بكم جميعا ، وجمعه وإياكم ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انظروا هل ترون بالباب أحدا؟

ومنها

ما روي مرسلا

روى الحديث مرسلا جماعة من الأعلام :

فمنهم الفاضل المعاصر حسين سليم أسد في «فهارس مسند أبي يعلى الموصلي» (ص ٥٠ ط دار المأمون للتراث) قال :

اللهم ائتني بأحب خلقك ٧ / ٤٠٥٢

ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» (ص ٢٥ ط مكتبة غريب في القاهرة) قال :

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحبه حبا جما .. وقد كان عنده طعام تمنى أن يشاركه فيه إنسان يحبه الله ، فدعا ربه : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي. وكان هذا الدعاء من نصيب علي بن أبي طالب.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٢ ص ١٥٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :

اللهم ائتني بأحبّ (الخلق إلي يأكل معى)

بداية ٧ / ١٥٢ ـ متناهية ١ / ٢٣٢

اللهم ائتني بأحب الخلق إليك

كنز ٤٦٥٠٧ ـ مجمع ٩ / ١٢٥ ـ تذكرة ٩٦٩٦ ـ اتحاف ٧ / ١٢٠

٢٥٥

اللهم ائتني بأحب الناس

فوائد ٣٨٢.

اللهم ائتني بأحب أهلي إليك

كر ٥ / ٢٢٢ ، ٧ / ٢٤٢

اللهم ائتني بأحب خلقك إليك (يأكل معي)

ت ٣٧٢١ ـ طب ١ / ٣٢٦ ، ٧ / ٩٦ ، ١٠ / ٣٤٣ ـ خط ٩ / ٣٦٩ ـ ميزان ٢٢٨٠ ، ٢٦٣٣ ، ٧٦٧١ ، ٨٥٠٦ ـ لسان ١ / ٧١ ، ٨٥ ـ تذكرة ٩٥ ـ مشكاة ٦٠٨٥ ـ ك ٣ / ١٣٠ ـ كنز ٣٩٦٤ ، ٣٦٥٠٥ ـ تخ ١ / ٣٥٨ ، ٢ / ٣ ـ عر ٢ / ٢٦٩ ـ مجمع ٩ / ١٢٦ ـ جرجان ١٧٦ ـ متناهية ١ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، ٢٣١ ـ بداية ٧ / ٣٥١ ، ٣٥٢ ، ٣٥٤ ـ عقيلي ١ / ٤٧ ، ٤ / ٨٣ ، ١٨٩.

اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك

بداية ٧ / ٣٥٤.

اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي

متناهية ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ـ أصفهان ١ / ٢٠٥ ، ٢٣٢

اللهم ائتني بأحب قومي إليك

متناهية ١ / ٢٣٠

اللهم ائتني بأخير خلقك إليك

متناهية ١ / ٢٣٠.

اللهم ائتني برجل يحب الله ورسوله

متناهية ١ / ٢٢٨ ـ بداية ٧ / ٣٥٤.

اللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي

بداية ٧ / ٣٥٣.

٢٥٦

مستدرك

قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

والله أشد حبا لعلي مني

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٥ ص ٢٤ وج ٦ ص ٨١ وج ٧ ص ٥ وج ١٦ ص ٥٣١ وج ١٧ ص ٢٩٣ وج ٢١ ص ٣٠٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق ٣٤ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أن عليا دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام إليه وعانقه وقبل ما بين عينيه. فقال العباس : أتحبّ هذا يا رسول الله؟ فقال : يا عم والله أشدّ حبا له مني. خرجه أبو الخير القزويني.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في

٢٥٧

«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٦٥ ط دار الفكر) قال :

وعن عبد الله بن العباس قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب ، فسلم فرد عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبش به ، وقام إليه فاعتنقه ، وقبل بين عينيه ، وأجلسه عن يمينه ، فقال العباس : يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عم رسول الله ـ والله ـ لله أشد حبا له مني ، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا.

٢٥٨

مستدرك

علي عليه‌السلام أعلم الناس باسم الله

وأشد الناس حبا وتعظيما بأهل لا إله إلا الله

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٥ ص ٣٩٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه‌السلام (ص ٥٧ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :

عن [علي] كرم الله وجهه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : علي بن أبي طالب أعلم الناس باسم الله وأشد الناس حبا وتعظيما بأهل لا إله إلا الله. أخرجه أبو نعيم.

وقال المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في «تعليقاته على القول الجلي في فضائل علي عليه‌السلام» للجلال السيوطي المتوفى سنة ٩١١ (ص ٥٧ المطبوعة في ذيل

٢٥٩

القول الجلي بمؤسسة نادر ـ بيروت) قال :

قلت : عزاه صاحب الكنز (٦٠٥ / ١١) لأبي نعيم بلفظ : علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله والناس ، حبا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله.

قلت : لعله سقط لفظ (وأشد) من الحديث فيكون اللفظ : أعلم الناس بالله وأشد الناس حبا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله. كذا في الكنز.

وكذا نقله السيد مرتضى الفيروزآبادي في فضائل الخمسة (٢ / ٢٧٣) عن صاحب الكنز.

والذي وجدته في الحلية لأبي نعيم (١ / ٧٤) : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيب ، ثنا ضرار بن صرد ، ثنا علي بن هاشم بن البريد بن محمد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن عمر بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي قال : أنصح الناس وأعلمهم بالله وأشد الناس حبا وتعظيما لحرمة لا إله إلا الله.

٢٦٠