شرح الزيارة الجامعة الكبيرة

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

شرح الزيارة الجامعة الكبيرة

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة الرافد للمطبوعات
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-90891-4-7
الصفحات: ١٨٨

بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره ، لأنّ الإمام صلّى الله عليه لا يُتقدّم عليه ولا يساوى» (١).

يقول في أثناء غسل الزيارة ما ذكره ابن عياش في كتاب الأغسال : «اللّهمّ طهّرني من كلّ ذنب ، ونجّني من كلّ كرب ، وذلّل لي كلّ صعب ، إنّك نعم المولى ونعم الربّ ، ربّ كلّ يابس ورطب».

وتقول أيضاً ما روي في غسل الزيارة : «بسم الله وبالله ، اللّهمّ اجعله لي نوراً وطهوراً وحرزاً ، وشفاءً من كلّ داء ، وآفة وعاهة ، اللّهمّ طهّر به قلبي ، واشرح به صدري ، وسهّل به أمري» (٢).

عن الصّادق عليه السلام قال : «من زار إماماً مفترض الطّاعة بعد وفاته وصلّى عنده أربع ركعات كتبت له حجّة وعمرة» (٣).

عن بكير قال : لقيت أبا بصير المرادي فقلت : أين تريد؟ قال : اُريد مولاك ، قلت : أنا أتبعك ، فمضى معي فدخلنا عليه وأحدّ النظر إليه

__________________

(١) الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٥٨٣ ، ضمن جوابات الحجّة عليه السلام لمسائل الحميري.

(٢) العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٩٧ : ١٢٨ / ٩ ، عن مصباح الكفعمي حاشية صفحة ٤٧٢.

(٣) المفيد في المقنعة : ٤٨٦.

٢١

فقال : «هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب» قال : أعوذ بالله من غضب الله وغضبك ، فقال : أستغفر الله ولا أعود. روى ذلك أبو عبد الله البرقي عن بكير (١).

بيان : يفهم من هذا الخبر المنع من دخول الجنب في مشاهدهم ؛ لِما دلّت عليه الأخبار من أنّ حرمتهم بعد موتهم كحرمتهم في حياتهم ، ويؤيّده العمومات الدالة على تكريمهم وتعظيمهم ، بل الأحوط عدم دخول الحائض والنفساء أيضاً فيها.

عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (٢) قال : «الغسل عند لقاء كلّ إمام» (٣).

عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في غسل الزيارة إذا فرغ من الغسل : «اللّهمّ اجعله لي نوراً وطهوراً ، وحرزاً وكافياً من كلّ داء وسقم ومن كلّ آفة وعاهة ، وطهّر به قلبي وجوارحي ، وعظامي ولحمي ، ودمي وشعري وبشري ، ومخّي وعصبي وما أقلّت الأرض منّي ، واجعله لي شاهداً يوم القيامة ، يوم

__________________

(١) الطوسي في اختيار معرفة الرجال : ١٧٠ / ٢٨٨.

(٢) سورة الأعراف ٧ : ٣١.

(٣) الطوسي في التهذيب ٦ : ١١٠ / ١٣.

٢٢

حاجتي وفقري وفاقتي» (١).

عن عثمان بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «من اغتسل بعد طلوع الفجر كفاه غسله إلى اللّيل في كلّ موضع يجب فيه الغسل ، ومن اغتسل ليلاً كفاه غسله إلى طلوع الفجر» (٢).

بيان : هذا الخبر الصحيح يدلّ بعمومه على أنّ غسل الزيارة إذا أتى به في اليوم يكتفي به إلى اللّيل ، وكذا إن فعل في اللّيل كفى إلى الفجر ، إذ الظّاهر أنّ المراد بالوجوب هنا اللزوم والاستحباب المؤكّد ، إذ الأغسال الّتي هذا حكمها مستحبّة على الأشهر والأظهر فلا يبطل الغسل الحدث الأصغر من النوم وغيره.

قال الشهيد رحمة الله عليه في «الدّروس» : للزيارة آداب :

أحدها : الغسل قبل دخول المشهد والكون على طهارة ، فلو أحدث أعاد الغسل قاله المفيد قدس سره ، وإتيانه بخضوع وخشوع في ثياب طاهرة نظيفة جدد.

وثانيها : الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور ؛ فإن

__________________

(١) الطوسي في التهذيب ٦ : ٥٤ / ٧.

(٢) الطوسي في التهذيب ٥ : ٦٤ / ١٢.

٢٣

وجد خشوعاً ورقّة دخل وإلّا فالأفضل له تحري زمان الرقّة ؛ لأنّ الغرض الأهمّ حضور القلب ؛ ليلقى الرّحمة النّازلة من الرّب ، فإذا دخل قدّم رجله اليمنى وإذا خرج فباليسرى.

وثالثها : الوقوف على الضريح ملاصقاً له أو غير ملاصق ، وتوهّم أنّ البعد أدب وهم ، فقد نصّ على الاتكاء على الضريح وتقبيله (١).

ورابعها : استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة ، ثمّ يضع عليه خدّه الأيمن عند الفراغ من الزيارة ويدعو متضرّعاً ، ثمّ يضع خدّه الأيسر ويدعو سائلاً من الله تعالى بحقّه وحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ، ويبالغ في الدّعاء والالحاح ، ثمّ ينصرف إلى ما يلي الرأس ثمّ يستقبل القبلة ويدعو.

وخامسها : الزيارة بالمأثور ، ويكفي السّلام والحضور.

وسادسها : صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ ، فإن كان زائراً للنبي صلى الله عليه وآله ففي الرّوضة ، وإن كان لأحد الأئمة صلى الله عليهم فعند رأسه ، ولو صلّاها بمسجد المكان جاز ، ورويت رخصة في صلاتهما إلى القبر ، ولو استدبر القبر وصلّى جاز وإن كان غير

__________________

(١) انظر الوسائل ١٤ : ٣٤٢ / ٢ ، ابواب المزار ، باب ٦.

٢٤

مستحسن إلّا مع البعد.

وسابعها : الدّعاء بعد الرّكعتين بما نقل ، وإلّا فبما سنح له في أُمور دينه ودنياه ، وليعمّم الدّعاء ؛ فإنّه أقرب إلى الإجابة.

وثامنها : تلاوة شيء من القرآن عند الضّريح وإهداؤه إلى المزور ، والمنتفع بذلك الزّائر وفيه تعظيم للمزور.

وتاسعها : إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع والتّوبة من الذّنب والاستغفار ، والإقلاع.

وعاشرها : التصدّق على السّدنة والحفظة للمشهد بإكرامهم وإعظامهم ؛ فإنّ فيه إكرام صاحب المشهد عليه الصلاة والسلام ، وينبغي لهؤلاء أن يكونوا من أهل الخير والصّلاح والدّين والمروّة والاحتمال والصّبر وكظم الغيظ ، خالين من الغلظة على الزّائرين قائمين بحوائج المحتاجين ، مرشدين ضالّ الغرباء والواردين ، وليعهّد أحوالهم النّاظر فيه ، فإن وجد من أحد منهم تقصيراً نبّهه عليه ، فإن أصرّ زجره ، فإن كان من المحرّم جاز ردعه بالضرب إن لم يجد لتعنيف من باب النهي عن المنكر.

وحادي عشرها : إنّه إذا انصرف من الزيارة إلى منزله استحبّ له العود إليها مادام مقيماً ، فإذا حان الخروج ودّع وداعاً بالمأثور ،

٢٥

وسأل الله تعالى العود إليه.

وثاني عشرها : أن يكون الزّائر بعد الزيارة خيراً منه قبلها ؛ فإنّها تحطّ الأوزار إذا صادفت القبول.

وثالث عشرها : تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة ؛ لتعظيم الحرمة ويشتدُّ الشّوق ، وروي أنّ الخارج يمشي القهقرى (١) حتّى يتوارى.

ورابع عشرها : الصّدقة على المحاويج بتلك البقعة ؛ فإنّ الصّدقة مضاعفة هناك وخصوصاً على الذّريّة الطّاهرة ، كما تقدّم بالمدينة.

ويستحبّ الزيارة في المواسم المشهورة قصداً ، وقصد الإمام الرّضا في رجب ؛ فإنّه من أفضل الأعمال.

ولا كراهة في تقبيل الضرائح ، بل هو سنّة عندنا ، ولو كان هناك تقية فتركه أولى.

وأمّا تقبيل الأعتاب فلم نقف فيه على نصّ نعتدّ به ، ولكن عليه الإماميّة ، ولو سجد الزّائر ونوى بالسّجدة الشّكر لله تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى ، وإذا أدرك الجمعة فلا يخرج قبل الصلاة.

ومن دخل المشهد والإمام يصلّي بدأ بالصّلاة قبل الزيارة ،

__________________

(١) القهقرى : الرجوع إلى خلف. الصحاح ٢ : ٥٢٦ «قهر».

٢٦

وكذلك لو كان قد حضر وقتها وإلّا فالبدأة بالزّيارة أولى ؛ لأنّها غاية مقصده ، ولو أقيمت الصلاة استحبّ للزّائرين قطع الزيارة والإقبال على الصّلاة ، ويكره تركها ، وعلى النّاظر أمرهم بذلك.

وإذا زارت النّساء فليكنّ منفردات عن الرّجال ، ولو كان ليلاً فهو أولى ، وليكنّ متنكّرات مستترات ، ولو زرن بين الرّجال جاز وإن كره ، وينبغي مع كثرة الزّائرين أن يخفّف السّابقون إلى الضّريح الزيارة وينصرفوا ؛ ليحضر من بعدهم فيفوزوا من القرب إلى الضّريح بما فاز أولئك (١).

وقال قدس سره : ويستحبّ لمن حضر مزاراً أن يزور عن والديه وأحبّائه وعن جميع المؤمنين فيقول : «السّلام عليك يا مولاي من فلان بن فلان ، أتيتك زائراً عنه فاشفع له عند ربّك» ثمّ تدعو له ، ولو قال : «السّلام عليك يا نبيّ الله من أبي وأمّي وزوجتي وولدي وحامّتي وجميع إخواني من المؤمنين» أجزأ ، وجاز له أن يقول لكلّ واحد : قد أقرأت رسول الله عنك السّلام ، وكذا باقي الأنبياء والأئمّة عليهم السلام (٢).

__________________

(١) الشهيد الاول في الدروس ٢ : ٢٢ ـ ٢٥.

(٢) الشهيد الاول في الدروس ٢ : ١٧.

٢٧
٢٨

ترجمة المؤلف

هو محمّد تقيّ بن مقصود عليّ المجلسيّ من أعاظم علماء الاماميّة وأجلّائهم ، ذكره العلماء في تراجمهم مقروناً بالحفاوة والإجلال ، مرموقاً بعين الإكبار والاحترام.

قال المولى الأردبيلي : محمّد تقيّ بن المقصود عليّ المقلّب بالمجلسيّ وحيد عصره ، فريد دهره ، أمره في الجلالة والثقة ، والأمانة ، وعلوّ القدر وعظم الشأن وسموّ الرتبة ، والتبحّر في العلوم أشهر من أن يذكر ، وفوق ما تحوم حوله العبارة ، أورع أهل زمانه وأزهدهم وأتقاهم وأعبدهم ، بلغ فيضه ديناً ودنياً بأكثر أهل زمانه من العوام والخواصّ ، ونشر أخبار الأئمّة صلوات الله عليهم بإصفهان جزاه الله تعالى خير جزاء المحسنين (١).

وقال الشيخ الحرّ العاملي في كتابه أمل الآمل : كان فاضلاً ، عالماً ،

__________________

(١) جامع الرواة ٢ : ٨٢.

٢٩

محقّقاً متبحّراً ، زاهداً عابداً ، ثقة ، متكلّماً ، فقهياً (١).

وقال صاحب حدائق المقرّبين : كان في علوم الفقه والتفسير والحديث والرجال فائق أهل الدهر ، وفي الزهد والعبادة والتقوى والورع وترك الدنيا تالياً تلو استاده الاوّل ، (٢) مشتغلاً طول حياته بالرياضات والمجاهدات ، وتهذيب الأخلاق ، والعبادات ، وترويج الأحاديث ، والسعي في حوائج المؤمنين ، وهداية الخلق ، وانتشرت بيمن همّته أحاديث أهل البيت ، واهتدى بنور هدايته الجمّ الغفير.

ونقل في بعض مؤلّفاته الرائقة قال : اتّفق لي التشرّف بزيارة العتبات العاليات فلمّا وردت النجف الأشرف أخذ في الشتاء فعزمت على الاقامة هنا فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام يلاطفني كثيراً ويقول : «لا تقم بعد ذلك هاهنا ، واخرج الى بلدك إصفهان ؛ فإنّ وجودك في ذلك المكان أنفع وأبرّ» وبالغت كثيراً في استدعاء الرخصة عنه في التوقّف فلم ينفع ذلك شيئاً وقال : إنّ شاه عبّاس قد توفّي في هذه السنة ، وإنّما يجلس مجلسه شاه صفيّ الصفويّ ، ويحدث في بلادكم الفتن الشديدة ، والله تبارك

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ٦١٠.

(٢) أراد به المولى عبد الله التستري.

٣٠

وتعالى يريد أن تكون في هذه النائرة بإصفهان باذلاً جهدك في هداية الخلق فارجع فلابدّ لك من الرجوع (١).

ووصفه في مناقب الفضلاء بقوله : الفقيه النبيه العلّامة ، والفاضل الكامل الفهّامة ، شيخ الفقهاء والمحدّثين ، ورئيس الاتقياء المتورّعين ، مقتدى الأنام في زمانه ، ومفتي مسائل الحلال والحرام في أوانه ، زبدة العارفين ، وقدوة السالكين ، وجمال الزاهدين ، ونور مصباح المتهجّدين وضياء المسترشدين ، صاحب الكرمات الشريفة ، والمقامات المنيفة (٢).

ووصفه التستريّ في المقابس بقوله : منها (٣) : المقدّسي ، للشيخ الاجلّ الاكمل الأفضل الأوحد الأعلم الأعبد الأزهد الأسعد ، جامع الفنون العقليّة والنقليّة ، حاوي الفضائل العلميّة والعمليّة ، صاحب النفس القدسيّة ، والسمات الملكوتيّة ، والكرامات السنيّة ، والمقامات

__________________

(١) ثمّ ذكر رجوعه إلى إصفهان ووقوع الأمر كما سمع في المنام. انظر روضات الجنات ٢ : ١٣١.

(٢) راجع الفيض القدسي الفصل الرابع (ضمن بحار الانوار ١٠٥ : ١٠٥).

(٣) أي من الالقاب. والظاهر ان المقدسي تصحيف المجلسي وإلا فلم نعثر بمن لقّبه بذلك.

٣١

العليّة ، وناشر الأخبار الدينيّة ، والآثار المدنيّة ، والأحكام النبويّة ، والأعلام الاماميّة ، العالم العلم الربّاني ، المؤيّد بالتأييد السبحاني المولى محمّد تقيّ ابن المجلسيّ الاصفهانيّ قدّس الله روحه ونوّر ضريحه. انتهى (١).

وأطراه صاحب الروضات بقوله : كان أفضل أهل عصره في فهم الحديث ، وأحصرهم على إحيائه ، وأقدمهم إلى خدمته ، وأعلمهم برجاله ، وأعملهم بموجبه ، وأعدلهم في الدين ، وأقواهم في النفس ، وأجلّهم في القدر ، وأكملهم في التقوى ، وأورعهم في الفتوى ، وأعرفهم بالمراتب العالية ، وأوقفهم لدى الشبهات ، وأجهدهم في الطاعات والقربات ، ينتهي نسبه من جهة الأب إلى الحافظ النبيل أبي نعيم الاصفهانيّ كما أشير إليه في ترجمته ، ومن جهة الاُم إلى المولى درويش محمّد بن الحسن النطنزيّ الذي يوجد اسمه أيضاً في طرق اجازاته.

وقيل : إنّه كان أوّل من نشر حديث الشيعة بعد ظهور الدولة الصفويّة راوياً عن الشيخ عليّ الكركيّ المشتهر بالمحقّق الثاني ، ويروي عنه الشيخ عبد الله بن جابر العامليّ ابن عمّة صاحب العنوان

__________________

(١) مقابس الأنوار : ٢٢.

٣٢

وأحد مشايخ إجازة ولده العلّامة المجلسيّ ، فظهر من ذلك أيضاً أنّ محتد الرجل وأصله من جبل عامل الّتي هي من الأرض المقدّسة التي بارك الله حولها ، وكانت مجمع علماء هذه الطائفة الحقّة دائماً الى آخره (١).

والسابر لسائر كتب التراجم يرى المترجم له في الصفّ الأوّل من العلماء الباحثين ، وفي الرعيل المقدّم من رجال التحقيق والتدقيق.

وكان والده المولى مقصود علي على ما في «مرآة الاحوال» (٢) بصيراً ورعاً مروّجاً لمذهب الاثني عشريّة ، جامعاً للكمال والحسن في المقال ، وكانت له أبيات رائقة بديعة ، ولحسن محاضراته وجودة مجالسه سمّي بالمجلسيّ وتخلّص به ، فصار هذا لقباً في هذه الطائفة الجليلة والسلسلة العليّة (٣).

وكانت أمّة عارفة صالحة مقدّسة بنت العالم المولى كمال الدين محمّد بن الشيخ حسن العامليّ ثمّ النطنزيّ (٤).

__________________

(١) روضات الجنات ٢ : ١٨١.

(٢) مرآة الاحوال : ٩٩.

(٣) راجع الفيض القدسي الفصل الرابع ، ضمن البحار ١٠٥ : ١٠٥.

(٤) قال العلامة المجلسي في اجازته للأردبيلي : منها ما أخبرني به الشيخ الثقة

٣٣

وكانت زوجة المولى محمّد تقي والدة العلّامة المجلسيّ من أقارب العالم الشيخ عبد الله بن جابر العامليّ.

من روى عنهم

يروي مولانا المترحم محمّد تقيّ عن جملة من المشايخ :

١ ـ شيخ الطائفة الامامية في عصره العلّامة المحقّق الزاهد الورع المولى عبد الله بن حسين التستري المتوفّى في العشر الاول من المحرم سنة ١٠٢١ هـ ، وكان رحمه الله قد قرأ على المولى أحمد الأردبيلي ، وعلى الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمّد بن خاتون العامليّ ، وعلى ابنه أحمد بن نعمة الله رحمهم الله.

٢ ـ شيخ الإسلام والمسلمين اليخ بهاء الدين العامليّ المتوفّى سنة ١٠٣٠ هـ او ١٠٣١.

٣ ـ المحقّق النحرير مير محمّد باقر الحسينيّ الاسترآباديّ المعروف بالداماد المتوفّى ١٠٤١ هـ.

__________________

عبد الله بن الشيخ جابر العاملي عن جدّ والدي من قبل امه الشيخ الفاضل المحدث مولانا درويش محمّد بن الشيخ حسن برد الله مضاجعهم إلى آخره. راجع جامع الرواة ، ٢ : ٥٥١.

٣٤

٤ ـ الشيخ الفاضل العابد الشيخ يونس الجزائريّ.

٥ ـ السيّد حسين بن السيّد حيدر الكركيّ.

٦ ـ القاضي أبو الشرف الاصفهانيّ وقد تقدّم ذكره في مشايخ ولده ١٩.

٧ ـ الشيخ عبد الله بن جابر كما يظهر من آخر الوسائل.

٨ ـ الشيخ جابر عبّاس النجفيّ.

٩ ـ القاضي معزُّ الدين محمّد بن تقي الدين الاصفهاني.

١٠ ـ الشيخ أبو البركات.

١١ ـ السيّد ظهير الدين ابراهيم بن الحسين الحسينيّ الهمدانيّ (١).

١٢ ـ الامير اسحاق الاسترآبادي (٢).

ويروي عنه كثير من العلماء الأعلام.

قال صاحب حدائق المقرّبين : وأكثر العلماء الأعلام من تلامذته مثل آغا حسين الخونساريّ ، واستاذنا المولى محمّد باقر ، بل سائر

__________________

(١) نص على ذلك العلامة النوري في خاتمة المستدرك ص ٤١٧ وأورد ترجمته كاملة فليراجع.

(٢) الروضات ٢ : ١٣١.

٣٥

الفضلاء الأعيان الّذين كانوا قبل هذه الطبقة كانوا من تلامذته ، وأخذوا عنه الفقه والحديث والتفسير ، ولو لم يكن له أثر غير ولده المبرور لكان يكفيه فضلاً عن سارئ فضلاء عصره الّذين صاروا ببركته علماء الدين ... الى آخره (١).

تأليفاته

له قدس سره تأليفات ، منها :

١ ـ روضة المتقين ، وهو على من لا يحضره الفقيه باللغة الغربية.

٢ ـ لوامع صاحبقراني وهو شرح فارسيّ عليه أيضاً (٢).

٣ ـ كتاب حديثة المتّقين ، فارسي.

٤ ـ رسالة في مناسك الحجّ.

٥ ـ رسالة في الرضاع (٣).

٦ ـ رسالة في شرح مشيخة الفقيه.

__________________

(١) انظر الروضات ٢ : ١٢١.

(٢) طبع بايران في مجلدين سنة ١٣٣١.

(٣) جامع الرواة ٢ : ٨٢.

٣٦

وفاته

توفّي قدّس الله روحه بإصفهان سنة ١٠٧٠ هـ ، وله نحو من سبع وستّين سنة وقبره بإصفهان له قبّة عالية هي مطاف الشيعة.

أولاده

له قدس سره سبعة أولاد ثلاثة منهم ذكور :

١ ـ الأكر : العالم المهذّب المولى عزيز الله (١).

٢ ـ الأوسط : العالم الفاضل المقدّس الصالح المولى عبد الله (٢).

٣ ـ الأصغر : العلّامة محمّد باقر المجلسيّ.

وأربعة منهم أناث :

١ ـ الفاضلة الصالحة : آمنة بيكم زوج العلّامة الفهّامة المولى

__________________

(١) له حواشي على المدارك والتهذيب ، وكان قليل النظر في حسن العبارة ، وانشاء وقائع الروم له مشهور ، راجع الفيض القدسي.

(٢) بالغ في الثناء عليه صاحب الرياض ٥ : ٤٧ ، فقال : قرأ على والده العلامة في الشرعيات ، وفي العقليات على الاستاذ المحقق ، وسافر إلى بلاد الهند وأقام بها إلى أن مات فيها في سنة ١٠٧٤ هـ تقريباً.

٣٧

محمّد صالح المازندراني ، صاحب شرح الكافي (١).

٢ ـ زوج المولى محمّد عليّ الاسترآباديّ (٢).

٣ ـ زوج العالم الوحيد ميرزا محمّد بن الحسن الشيروانيّ الشهير مبلّا ميرزا ، صاحب الحواشي المعروفة على المعالم ، وغيره (٣).

٤ ـ زوج الفاضل المتبحّر آغا ميرزا كمال الدين محمّد الفسوي شارح الشافية. وقد فصّل العلّامة النوري قدّس سرّه في كتابه الفيض القدسيّ ذكر أولاده وأحفاده وذراريه ، ومن خرج من بيته الرفيع السامي من العلماء الفطاحل وأساتذة الفقه والحديث (٤).

نزيل قم المقدسة

خادم تراث أهل البيت عليهم السلام

نبيل رضا علوان

١٧ ربيع الأول ١٤١٥ هـ

__________________

(١) ترجمها صاحب الرياض ومرآة الاحوال وأثنيا عليها ، راجع الفيض القدسي.

(٢) جامع الرواة ٢ : ١٥٢.

(٣) جامع الرواة ٢ : ٩٢.

(٤) الفيض القدسي (ضمن البحار ١٠٥ : ١٠٥).

٣٨

الزيارة الجامعة الكبيرة

لقد أورد الشيخ قدس سره الزيارة الجامعة الكبيرة في «التهذيب» (١) ، وقال العلامة المجلسي رحمه الله : إنّما هي من أرقى الزيارات الجامعة متناً وسنداً ، وهي أفصحها وأبلغها (٢).

وقال والده في «شرح الفقيه» : إنّ هذه الزيارة أحسن الزيارات وأكملها ، وإنّي لم أزر الأئمّة عليهم السلام ما دمت في الأعتاب المقدسة إلّا بها (٣).

وأمّا كيفيّتها

فقد روى الصدوق في «الفقيه والعيون» (٤) : عن موسى بن عبد الله النخعي أنّه قال للإمام علي النقي عليه السلام : علّمني يابن رسول الله قولاً

__________________

(١) الشيخ الطوسي في تهذيب الاحكام ٦ : ٩٥ / ١٧٧.

(٢) بحار الأنوار ١٠٢ : ١٤٤.

(٣) روضة المتقين ٥ : ٤٥٢.

(٤) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٦٠٩ / ٣٢١٣ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٣٠٥ / ١.

٣٩

أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ، فقال : «إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين ، ـ أي قل ـ :

أَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إلّا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمّداً صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : (اللهُ أَكبَرُ) ثلاثين مرة ، ثمّ أمش قليلاً وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثمّ قف وكبّر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرة ، ثمّ أدن من القبر وكبّر الله أربعة مرة تمام مائة تكبيرة ، ولعل الوجه في الأمر بهذه التكبيرات هو الاحتراز عما قد تورثه أمثال هذه العباراة الواردة في الزيارة من الغلوّ والغفلة عن عظمة الله سبحانه وتعالى ، فالطباع مائلة إلى الغلوّ وغير ذلك من الوجوه ثمّ قل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزّانَ الْعِلْمِ وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ وَاُصُولَ الْكَرَمِ وَقادَةَ الاْمَمِ وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الاْبْرارِ وَدَعائِمَ الاْخْيارِ وَساسَةَ الْعِبادِ وَاَرْكانَ الْبِلادِ وَاَبْوابَ الاْيمانِ وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلينَ وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

٤٠