ذلك الشيخ الوقور

المؤلف:

كمال السيد


الموضوع : التراجم
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٦

الحديثيّة عندنا كانوا يهتمّون بجمع الأحاديث المرويّة عن الأئمّة عليهم السلام حتّى إذا لم يكن راويه ثقة إذا كان عليه شاهد كرواية مشابهة لها من راوٍ آخر ثقة أو دلالة قرآنيّة على ذلك أو وجود روايات عديدة بذلك المضمون قد يبلغ مجموعها حدّ الاستفاضة وحصول الوثوق من مجموعها ، أو كون الحكم المروي في ذاك الحديث من المسلّمات أو المشهورات أو المرتكزات لدى فقهاء مدرسة أهل البيت ممّا يوجب حصول الوثوق والاطمئنان بصحّة ذاك المضمون.

وهكذا قواعد ونكات حديثيّة أو اُصوليّة أو فقهيّة منقّحة من قبل فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام بشكل دقيق ومعمّق ممّا أوجدت لهذه المدرسة الفقهيّة والاُصوليّة تطوّراً عظيماً تتميّز به عن غيرها من المدارس والمذاهب الفقهيّة كما هو واضح عند أهل العلم.

وأمّا بالنسبة لما ذكر من ورود بعض الروايات عن كعب الأحبار أو غيره من رواة العامّة في بعض الكتب الفقهيّة أو المجاميع الحديثيّة ، فالمجاميع الحديثيّة قد تنقل أيضاً روايات

٨١

عن رواة غير شيعة كأبي هريرة وعطاء بن يسار وغيرهم إلّا أنّ ذلك با يعد من الموروث الشيعي وإنّما هو للاستشهاد من قبلهم على الموروث الشيعي بأحاديث ومرويّات من غير الشيعة لمزيد تأكيد صحّة ذاك المضمون والموروث الشيعي ، وهذا ما يكون في غير الفقه عادة ، وهذه طريقة البحث العلمي فيما بين المذاهب واحتجاجات أصحابها فيما بينهم ، وقد كان الفقيه الأعظم السيّد البروجردي قدس سره صاحب تأليف جامع أحاديث الشيعة يريد ذكر روايات المجاميع الحديثيّة لأه السنّة مع أحاديث الشيعة الصادرة عن الأئمّة عليهم السلام في كل ّ باب من الأبواب الفقهيّة ، وكان هذا عملاً مهمّاً ومقارنة بين المذهب السني والشيعي في الفقه والحديث معاً ، إلّا أنّه ـ ومع الأسف ـ لم يوفق لذلك لأسباب خارجيّة.

كما أنّ كتابيّ «الخلاف» و «المنتهى» من كتب الفقه المقارن والذي يكون من الطبيعي نقل فتاوى فقهاء المذاهب الاُخرى فيها وذكر مستند لها من روايات مجاميعهم الحديثيّة ، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ تلك الروايات معتمد عليها من

٨٢

قبل الشيعة وانّها من الموروث الروائي الشيعي بوجه من الوجوه أبداً ، فلا ينبغي الخلط والمغالطة في البحوث العلميّة بهذا النحو (١).

__________________

١. منشورات مكتب السيّد محمود الهاشمي ، ١٤٣٤ هـ.

٨٣
٨٤

الملحق الثاني

مختارات من روايات الكافي

حديث الشيخ مع الإمام الباقر عليه السلام

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ : بَيْنَا أَنَا مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَالْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَنَزَةٍ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ سَكَتَ.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ أَقْبَلَ الشَّيْخُ بِوَجْهِهِ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ

٨٥

ثُمَّ سَكَتَ حَتَّى أَجَابَهُ الْقَوْمُ جَمِيعاً وَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلامَ ثُمَّ أَقْبَبَ بِوَجْهِهِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام.

ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ أَدْنِنِي مِنْكَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ فَوَ اللهِ إِنِّي لأُحِبُّكُمْ وَأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّكُمْ وَوَاللهِ مَا أُحِبُّكُمْ وَأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّكُمْ لِطَمَعٍ فِي دُنْيَا وَاللهِ إِنِّي لأُبْغِضُ عَدُوَّكُمْ وَأَبْرَأُ مِنْهُ وَوَاللهِ مَا أُبْغِضُهُ وَأَبْرَأُ مِنْهُ لِوَتْرٍ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَاللهِ إِنِّي لأُجحِلُّ حَلالَكُمْ وَأُحَرِّمُ حَرَامَكُمْ وَأَنْتَظِرُ أَمْرَكُمْ فَهَلْ تَرْجُو لِي جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِلَيَّ إِلَيَّ حَتَّى أَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ.

ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا الشَّيْخُ إنَّ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي عليه السلام : إِنْ تَمُتْ تَرِدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَعَلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَيَثْلَجُ قَلْبُكَ وَيَبْرُدُ فُؤَادُكَ وَتَقَرُّ عَيْنُكَ وَتُسْتَقْبَلُ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ مَعَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ لَوْ قَدْ بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَا هُنَا وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ وَإِنْ تَعِشْ تَرَى مَا يُقِرُّ اللهُ بِهِ عَيْنَكَ وَتَكُونُ مَعَنَا فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى فَقَالَ الشَّيْخُ كِيْفَ قُلْتَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ فَأَعَادَ

٨٦

عَلَيْهِ الْكَلامِ.

فَقَالَ الشَّيْخُ : اللهُ أَكْبَرُ يَا أَبّا جَعْفَرٍ إِنْ أَنَا مِتُّ أَرِدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَعَلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَتَقَرُّ عَيْنِي وَيَثْلِجُ قَلْبِي وَيَبْرُدُ فُؤَادِي وَأُسْتَقْبَلُ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ مَعَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ لَوْ قَدْ بَلَغَتْ نَفْسِي إِلَى هَاهُنَا وَإِنْ أَعِشْ أَرَى مَا يُقِرُّ اللهُ بِهِ عَيْنِي فَأَكُونُ مَعَكُمْ فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى.

ثُمَّ أَقْبَلَ الشَّيْخُ يَنْتَحِبُ يَنْشِجُ هَا هَا هَا حَتَّى لَصِقَ بِالْأَرْضِ وَأَقْبَلَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَنْتَحِبُونَ لِمَا يَرَوْنَ مِن حَالِ الشَّيْخِ وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَمْسَحُ بِإِصْبِعِهِ الدُّمُوعَ مِنْ حَمَالِيقِ عَيْنَيْهِ وَيَنْفُضُهَا ثُمَّ رَفَعَ الشَّيْخُ رَأْسَهُ.

فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ نَاوِلْنِي يَدَك جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ وَخَدَّهِ ثُمَّ حَسَرَ عَنْ بَطْنِهِ وَصَدْرِهِ ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ.

وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَنْظُرُ فِي قَفَاهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ.

ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى

٨٧

رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ لَمْ أَرَ مَأْتَماً قَطُّ يُشْبِهُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ.

حديث محاسبة النفس

١ ـ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلّا أعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلّا مِنْ عِنْدِ اللهِ عّزَّ ذِكْرُهُ فَإِذَا عَلِمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلْهُ شَيْئاً إِلّا أَعْطَاهُ فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا عَلَيْهَا فَإِنَّ لِلْقِيَامَةِ خَمْسِينَ مَوْقِفاً كُلُّ مَوْقِفٍ مَقْدَارُهُ أَلْفُ سَنَةٍ ، ثُمَّ تَلا فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ.

٢ ـ وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : مَنْ كَانَ مُسَافِراً فَلْيُسَافِرْ يَوْمَ السَّبْتِ فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ عَنْ جَبَلٍ

٨٨

يَوْمَ السَّبْتِ لَرَدَّهُ اللهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَى مَوْضِعِهِ وَمَنْ تَعَذَرَتْ عَلَيْهِ الْحَوَائِجُ فَلْيَلْتَمِسْ طَلَبَهَا يَوْمَ الثَّلاثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَلانَ اللهُ فِيهِ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ عليه السلام.

حديث الذي أضاف رسول الله صلى الله عليه وآله بالطائف

١ ـ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَزِيدِ الْكُنَاسِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله كَانَ نَزَلَ عَلَى رَجُلٍ بِالطَّائِفِ قَبْلَ الْإِسْلامِ فَأَكْرَمَهُ.

فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله إِلَى النَّاسِ قِيلَ لِلرَّجُلِ : أَتَدْرِي مَنِ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى النَّاسِ؟ قَالَ : لا قَالُوا لَهُ : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ الَّذِي كَانَ نَزَلَ بِكَ بِالطَّائِفِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَأَكْرَمْتَهُ.

قَالَ : فَقَدِمَ الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَسْلَمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَتَعْرِفُنِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ : أنَا رَبُّ الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلْتَ بِهِ بِالطَّائِفِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا

٨٩

فَأَكْرَمْتُكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله :

مَرْحَباً بِكَ سَلْ حَاجَتَكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ مِائَتَيْ شَاةٍ بِرُعَاتِهَا فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله بِمَا سَأَلَ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : مَا كَانَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْ يَسْأَلَنِي سُؤَالَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى عليه السلام.

فَقَالُوا : وَمَا سَأَلْتْ عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى؟

فَقَالَ : إِنَّ اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ أَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنِ احْمِلْ عِظَامَ يُوسُفَ مِنْ مِصْرَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ بِالشَّامِ فَسَأَلَ مُوسَى عَنْ قَبْرِ يُوسُفَ عليه السلام فَجَاءَهُ شَيْخٌ فَقَالَ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَعْرِفُ قَبْرَهُ فَفُلانَةُ فَأَرْسَلَ مُوسَى عليه السلام إِلَيْهَا فَلَمَّا جَاءَتْهُ قَالَ : تَعْلَمِينَ مَوْضِعَ قَبْرِ يُوسُفَ عليه السلام؟ قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ : فَدُلِّينِي عَلَيْهِ وَلَكِ مَا سَأَلْتِ قَالَ : لا أَدُلُّكَ عَلَيْهِ إِلّا بِحُكْمِي قَالَ : فَلَكِ الْجَنَّةُ قَالَتْ : لا إِلّا بِحُكْمِي عَلَيْكَ فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى لا يَكْبُرُ عَلَيْكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهَا حُكْمَهَا. فَقَالَ لَهَا مُوسَى : فَلَكِ حُكْمُكِ قَالَتْ : فَإِنَّ حٌكْمِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي دَرَجَتِكَ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا يَوْمَ الْقِيامَةِ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله : مَا كَانَ

٩٠

عَلَى هَذَا لَوْ سَأَلَنِي مَا سَأَلَتْ عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

٢ ـ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ : كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَوَدُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَتُكْثِرُ التَّعَاهُدَ لَنَا وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَقِيَهَا ذَاتَ يَوْمٍ وَهِيَ تُرِيدُنَا.

فَقَالَ لَهَا : أيْنَ تَذْهَبِينَ يَا عَجُوزَ الْأنْصَارِ؟ فَقَالَتْ : أَذْهَبُ إِلَى آلِ مُحَمَّدْ أُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ وَأُجَدِّدُ بِهِمْ عَهْداً وَأَقْضِي حَقَّهُمْ.

فَقَالَ لَهَا : عُمَرُ وَيْلِكَ لَيْسَ لَهُمُ الْيُوْمَ حَقٌّ عَلَيْكِ وَلا عَلَيْنَا إِنَّمَا كَانَ لَهُمْ حَقٌّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَيْسَ لَهُمْ حَقٌّ فَانْصَرِفِي فَانْصَرَفَتْ حَتَّى أَتَتْ أُمَّ سَلَمَةَ.

فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ مَا ذَا أَبْطَأَ بِكِ عَنَّا؟

فَقَالَت : إِنِّي لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَخْبَرَتْهَا بِمَا قَالَتْ لِعُمَرَ وَمَا قَالَ لَهَا عُمَرُ.

فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ : كَذَبَ لا يَزَالُ حَقُّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وَاجِباً عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

٩١

من علامات الظهور

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِيلِ الْأَزْدِيِّ قَالَ : كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فَقَالَ : آيَتَانِ تَكُونَانِ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ عليه السلام لَمْ تَكُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالْقَمَرُ فِي آخِرِهِ.

فَقَالَ رَجُلٌ : يَا ابْنَ رَسُلِ اللهِ تِنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ وَالْقَمَرُ فِي النِّصْفِ؟

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنِّي أَعْلَمُ مَا تَقُولُ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ عليه السلام.

حديث العابد

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَن عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ كَانَ عَابِدٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُقَارِفْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا شَيْئاً فَنَخَرَ

٩٢

إِبْلِيسُ نَخْرَةً فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُنُودُهُ فَقَالَ مَنْ لِي بِفُلانٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أَنّا لَهُ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ فَقَالَ مِنْ ناحِيَةِ النِّسَاءِ قَالَ لَسْتَ لَهُ لَمْ يُجَرِّبِ النِّسَاءَ فَقَالَ لَهُ آخَرُ فَأَنَا لَهُ فَقَالَ لَهُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ قَالَ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّرَابِ وَاللَّذَّاتِ قَالَ لَسْتَ لَهُ لَيْسَ هَذَا بِهَذَا قَالَ آخَرُ فَأَنَا لَهُ قَالَ مِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ قَالَ مِنْ نَاحِيَةِ الْبِرِّ قَالَ انْطَلِقْ فَأَنْتَ صَاحِبُهُ فَانْطَلَقَ إِلَى مَوْضِعِ الرَّجُلِ فَأَقَامَ حِذَاهُ يُصَلِّي قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ يَنَامُ وَالشَّيْطَانُ لا يَنَامُ وَيَسْتَرِيحُ وَالشَّيْطَانُ لا يَسْتَرِيحُ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَقَدْ تَقَاصَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ وَاسْتَصْغَرَ عَمَلَهُ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بِأَيِّ شَيْءٍ قَوِيتَ عَلَى هَذِهِ الصَّلاةِ فَلَمْ يُحِبْهُ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُحِبْهُ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللهِ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْباً وَأَنَا تَائِبٌ مِنْهُ فَإِذَا ذَكَرْتُ الذَّنْبَ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي بِذَنْبِكَ حَتَّى أَعْمَلَهُ وَأَتُوبَ فَإِذَا فَعَلْتُهُ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ ادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَسَلْ عَنْ فُلانَةَ الْبَغِيَّةِ فَأَعْطِهَا دِرْهَمَيْنِ وَنَلْ مِنْهَا قَالَ وَمِنْ أَيْنَ لِي دِرْهَمَيْنِ مَا أَدْرِي مَا الدِّرْهَمَيْنِ فَتَنَاوَلَ الشَّيْطَانُ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ دِرْهَمَيْنِ فَنَاوَلَهُ

٩٣

إِيَّاهُمَا فَقَامَ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بِجَلابِيبِهِ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ فُلانَةَ الْبَغِيَّةِ فَأَرْشَدَهُ النَّاسُ وَظَنُّوا أَنَّهُ جَاءَ يَعِظُهَا فَأَرْشَدُوهُ فَجَاءَ إِلَيْهَا فَرَمَى إِلَيْهَا بِالدِّرْهَمَيْنِ وَقَالَ قُومِي فَقَامَتْ فَدَخَلَتْ مَنْزِلَهَا وَقَالَتِ ادْخُلْ وَقَالَتْ إِنَّكَ جِئْتَنِي فِي هَيْئَةٍ لَيْسَ يُؤْتَى مِثْلِي فِي مِثْلِهَا فَأَخْبِرْنِي بِخَبَرِكَ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ لَهُ يَا عَبْدَ اللهِ إِنَّ تَرْكَ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ طَلَبَ التَّوْبَةَ وَجَدَهَا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا شَيْطَاناً مُثِّلَ لَكَ فَانْصَرِفْ ضفَإِنَّكَ لا تَرَى شَيْئاُ فَانْصَرَفَ وَمَاتَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا فَأَصْبَحَتْ فَإِذَا عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبٌ احْضُرُوا فُلانَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَارْتَابَ النَّاسُ فَمَكَثُوا ثَلاثاً لَمْ يَدْفِنُوهَا ارْتِيَاباً فِي أَمْرِهَا فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لا أَعْلَمُهُ إِلَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه السلام أَنِ ائْتِ فُلانَةَ فَصَلِّ عَلَيْهَا وَمُرِ النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهَا فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهَا وَأَوْجَبْتُ لَهَا الْجَنَّةَ بِتَشْبِيطِهَا عَبْدِي فُلاناً عَنْ مَعْصِيَتِي.

٩٤

المحتويات

في البدء......................................................................... ٥

في مدينة الري.................................................................. ١٢

إلى قم........................................................................ ١٥

إلى مدينة الكوفة............................................................... ١٨

التطوّرات السياسيّة.............................................................. ١٩

إلى العاصمة بغداد.............................................................. ٢٤

الكليني في بغداد................................................................ ٢٦

الكافي........................................................................ ٢٨

التطوّرات في بغداد.............................................................. ٣٦

٩٥

ثلوج وهزات وحوادث في الكوفة.................................................. ٣٩

الشلمغاني صعود وسقوط........................................................ ٤٨

صدور «الكافي»............................................................... ٥٥

اضطرابات وحوادث شغب....................................................... ٦١

السفارة الرابعة.................................................................. ٦٤

المحلق الأوّل.................................................................... ٧١

الملحق الثاني ـ مختارات من روايات الكافي........................................... ٨٥

حديث الشيخ مع الإمام الباقر عليه السلام........................................ ٨٨

حديث محاسبة النفس........................................................... ٨٩

حديث الذي أضاف رسول الله صلى الله عليه وآله بالطائف......................... ٨٩

من علامات الظهور............................................................. ٩٢

حديث العابد.................................................................. ٩٢

المحتويات...................................................................... ٩٥

٩٦