مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٨
سأبكي على ذنبي وأوقات غفلتي |
|
ويحدث لي بعد النحيب نحيب |
سأبكي على ما قد جنيت تأسفا |
|
إذا ما شدا فوق الغصون طروب |
إذا جن ليل المذنبين رأيتني |
|
تفيض به من مقلتي غروب (١٨) |
أناجي إلهي في الذي اجترحت يدي |
|
وإني منه مشفق ومريب |
وأدعوه بالأطهار آل محمد |
|
ومن بهم يدعو عليه يتوب |
* * *
أولاك الهداة الطيبون من الورى |
|
وفرع نماه الطيبون يطيب |
من القوم أزكى العالمين ومن هم |
|
سليل نجيب قد نماه نجيب |
وإن كانت الأيام أخنت عليهم |
|
ونالهم منها عنا وكروب |
وأمست شرار قد جنت في دمائهم |
|
فحسبهم أن الإله حسيب |
إلى أن يقول :
ولهفي على السبط الشهيد بكربلا |
|
بيوم على آل النبي عصيب |
وحول ركاب السبط كل غضنفر |
|
له دون أشبال العرين وثوب |
يسيرون في ظل السيوف إلى الوغى |
|
كما قد مشى نحو الحبيب حبيب |
ولهفي لهم فوق الصعيد كأنهم |
|
بدور لها أرض الطفوف مغيب |
ولهفي على السبط الشهيد عقيب ما |
|
قضوا وهو فرد ما لديه صحيب |
__________________
(١٨) غروب ـ جمع غرب ـ : وهو عرق في العين يسقي لا ينقطع ، أو الدمع ، أو مسيل الدمع ، والمراد هنا : الدموع.
ثم يقول عن لسان السيدة العقيلة زينب الكبرى عليهاالسلام :
وفي آخرها يقول :
__________________ (١٩) الذابل : الرمح ، والقضيب : السيف القاطع. (٢٠) يقصد : بمعنى يكسر ـ من قصد ، أي : كسر ـ والكعوب : الرماح. (٢١) الهوج ـ جمع : هوجاء ـ : وهي الريح الشديدة المضطربة ، وأراد بالأربع الهوج الرياح الشديدة من الجهات الأربع. (٢٢) المهمة : المفازة البعيدة ، أو البلد المقفر. |
ودونكم مني نظام غ ريبة |
|
بها منكم نشر يفوح وطيب |
ويقصر في مضمارها عن لحاقها |
|
(طحا بك قلب في الحسان طروب) (٢٣) |
يروم بها (السبعي) في نشر مدحكم |
|
يثيب له يوم الجزاء مثيب |
وما المدح إلا في علاكم فإن روى |
|
له مادح في غيركم فكذوب |
يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى |
|
إليكم تلقى طيبكم فيطيب |
ولكن درا فيكم أنا ناظم |
|
أسفت له إذ لا يراه أديب |
أسفت له فهو الذي في زمانه |
|
غريب وفي نظم البديع غريب |
وما عابه جهل الورى بنظامه |
|
إذا لم يعبه في النظام معيب |
فلو شاهدا نظمي (حبيب) و (دعبل) |
|
لهام اشتياقا (دعبل) و (حبيب) |
عليكم سلام الله ما اغدودق الحيا |
|
وما اهتز غصن في الرياض رطيب |
وله أيضا في رثاء الإمام الحسين عليهالسلام :
مصائب عاشورا أطلت بها العشر |
|
تذكر للأحزان إن نفع الذكر |
فتح في لياليها إذا ما تبركت |
|
بها أمة ضلت وتاه بها الفكر |
لعمر سواها كيف في يوم ذبحت |
|
به عترة الهادي يطيب لها النحر |
أقول لصحبي في ليالي محرم |
|
قفوا نبك رزءا فيه ما بقي الشهر |
ولا تسأموا طول النياحة إنما |
|
على قدر من نبكيه يأتي لنا أجر |
تعالوا بنا نبك القتيل الذي مضى |
|
على عطش والماء يقذفه النهر |
تعالوا بنا نبك المعفر في الثرى |
|
وقد طاب من تعفيره ذلك العفر |
__________________
(٢٣) هذا شطر من مطلع معلقة علقمة الفحل بن عبدة التميمي ، و (طحا بك قلب) أي : ذهب بك قلبك بعيدا.
تعالوا بنا نبك الشهيد الذي بكى |
|
له الدين والإسلام والبيت والحجر |
تعالوا بنا نبك الذي قد بكى له |
|
علي وجبريل وأحمد الطهر |
وفاطمة الزهراء في لحد قبرها |
|
تساعدها في نوحها حورها الزهر |
فوالله لا أنسى وإن بعد المدى |
|
قتيل الضبابي الذي دينه الكفر |
ألا إن خير الناس جدا ووالدا |
|
وخيرهم أما قتيلك يا شمر |
قتيلك يا نسل الضبابي هاج لي |
|
جوى وأسى ما امتد لي في الدنا عمر |
قتيلك أبقى في فؤادي كآبة |
|
يزيد على حر الجحيم لها حر |
لأنت وإن كنت الأخس قتلت من |
|
بمفخره يا ويك يفتخر الفخر |
تنح عن الصدر الذي قد علوته |
|
لقطع وريد ، إنه للهدى صدر |
وفي آخرها يقول :
بني صفوة الباري رثيت لرزئكم |
|
بدرة فكر لا يقاس بها الدر |
ولم يجلها (السبعي) إلا عليكم |
|
وفي زعمه أن القبول لها مهر |
رضيتكم لي سادة وأئمة |
|
وما لي سوى حبي لكم في غد ذخر |
ولي مهجة تزداد فيكم محبة |
|
وقلب على ما نالكم خانه الصبر |
على رزئكم أبكي وأبكي محبكم |
|
بنظم مراث لا يساجلها النشر (٢٤) |
إذا سئم الباكون قلت لسلوتي |
|
أيا سلوة الأيام موعدك الحشر |
ولا قلت إلا في ادكاري لرزئكم |
|
(كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر) (٢٥) |
عليكم سلام الله ما فاه ناطق |
|
يصلي عليكم حين يتلا لكم ذكر |
__________________
(٢٤) يساجل : من ساجله أي : باراه وفاخره ، والنشر : الريح الطيبة ، والمراد : أن تأثير مراثيه ونظمه على مشاعر المحبين أقوى وأبلغ من تأثير النشر (الريح الطيبة) فالنشر لا يباهي نظمه في إثارة المشاعر والتأثير عليها.
(٢٥) ما بين القوسين من مطلع قصيدة أخرى للشاعر.
مصطلحات نحوية (٢) |
|
السيد علي حسن مطر
ثالثا : مصطلح الفعل
١ ـ الفعل لغة :
معنى الفعل في اللغة هو (نفي الحدث الذي يحدثه الفاعل من قيام أو قعود أو نحوهما) (١) قال ابن منظور : (الفعل كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد. فعل يفعل فعلا وفعلا ... والاسم : الفعل ، والجمع : الفعال ...
والفعل ـ بالفتح ـ مصدر) (٢).
* * *
٢ ـ الفعل اصطلاحا :
الفعل من المصطلحات التي وجدت بوجود النحو ، فقد روي أن الإمام
__________________
(١) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، ص ١٤.
(٢) لسان العرب ، ابن منظور ، مادة (فعل).
بتا فعلت وأتت ويا افعلي |
|
ونون أقبلن فعل ينجلي |
وقوله (يا افعلي) أفضل من قول بعضهم (الياء أو ياء الضمير) : لأنها تكون في الاسم نحو : غلامي ، وفي الحرف نحو : كأني (١٦).
وعرفه أبو حيان (ت ٧٤٥ ه) بقوله : (ويعرف الفعل بتاء التأنيث الساكنة ، وبالياء وبلم ، نحو : قامت وقومي ولم يضرب) (١٧).
ويؤخذ عليه ما ذكرناه توا من دخول الياء على كل من الاسم والحرف أيضا.
__________________
(١٤) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات ، ص ٣.
(١٥) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي ، ١ / ٩٧.
(١٦) حاشية الملوي على شرح المكودي على الألفية ، ص ٧.
(١٧) شرح اللمحة البدرية في علم العربية ، ابن هشام ، تحقيق الدكتور هادي نهر ، ١ / ٢٢٣.