إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٩

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١٠١ ط المطبعة الفاسية) قال :

وقال ابن خلكان في تاريخه : إنه سعي بأبي الحسن العسكري ابن محمد الجواد إلى المتوكل بأن في منزله سلاحا وكتبا من شيعته وإنه يطلب الأمر لنفسه ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مآثر الإنافة» ـ إلى أن قال :

فلما كثرت السعاية به عند المتوكل أخرجه من المدينة وأقرّه بسر من رأى وتدعى العسكر ، لأن المعتصم لما بناها انتقل بعسكره إليها فقيل لها العسكر. فهو أقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر ، ولهذا قيل له العسكري. وتوفي سنة أربع وخمسين ومائتين ، وهو أحد الأئمّة الإثني عشر عند الإمامية.

ثم قال :

وذكر وهب بن منبه أن هذه الأبيات وجدت على قصر سيف بن ذي يزن وكان من ملوك الحلة. والله أعلم.

__________________

أين الوجوه التي كانت منعمة

من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم

تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

وطالما عمروا دورا لتحصنهم

ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا

فخلفوها على الأعداء وارتحلوا

أضحت منازلهم قفرا معطلة

وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا

فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته ، ثم أمر برفع الشراب وأمر له بأربعة آلاف دينار يقضي بها دينه ، ورده إلى منزله مكرما.

٤١

ومنهم العلامة أمين الدولة أبو الغنائم مسلم بن محمود الشيزر المتوفى سنة ٦٢٢ في «جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام» (ص ١٩٠ ط معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت بالتصوير عن مخطوطة مكتبة جامعة ليدن في هولندا سنة ١٤٠٧) قال :

وكذلك سعى إلى المتوكل بأبي الحسن علي بن محمد العلوي ، وقيل له : إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مآثر الإنافة في معالم الخلافة».

ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه‌السلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢ بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ٣ ص ٦٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٣٩٩) قال :

بينما المتوكل في مجلسه إذ جاءه واش ، فأخبره بأن عليا الهادي أحد الأئمة الإمامية عنده سلاح وذخيرة ، وفي عزمه الخروج على المتوكل ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مآثر الإنافة».

وذكر أيضا مثله في كتابه «أحسن القصص» ج ٤ ص ٣٠٢.

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٥٣ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وقال الدميري في «حياة الحيوان» ١ / ٧٧ : كان المتوكل يبغض عليا رضي الله تعالى عنه وينقصه.

وقال ابن الأثير في الكامل ٧ / ٥٥ : كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ولأهل بيته.

وفي وفيات الأعيان لابن خلكان : كان قد سعى بعلي الزكي إلى المتوكل ، وقيل : إن

٤٢

في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مآثر الإنافة».

ومنهم العلامة تاج الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات الأعيان» لابن خلكان (ص ٨٠) قال :

أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا المقدم ذكره ، ويعرف بالعسكري ، كان قد سعي به إلى المتوكل وقيل : إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته ـ فذكر مثل ما تقدم عن «الإنافة».

أقول : في بعض ألفاظ الأبيات خلاف بين هذه المرويات ، ففي بعضها «الأجبال» مكان «الجبال» ، وفي بعضها «فلم تنفعهم» وفي بعضها «فلم تمنعهم» مكان «فما أغنتهم». وفي البيت الثاني : «واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ، فأسكنوا حفرا» وفي بعضها «من منازلهم» مكان «من معاقلهم». وفي البيت الثالث : مكان «قبروا» : «رحلوا ـ دفنوا» ، ومكان «الحلل» : «الخول». وفي البيت الرابع : مكان «منعمة»: «محجّبة». وفي البيت السادس : مكان «يا طال» : «قد طال» و «ما طال» ، ومكان «بعد طول الأكل» : «بعد ذاك الأكل» و «بعد هذا الأكل».

ومنهم الفاضل الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب ع. م. (ص ٢١٥ ط مؤسسة المفيد ، بيروت) قال عند ذكره الإمام علي النقي عليه‌السلام :

ويختلف في سنة ولادته فمن قائل انها سنة ٨٢٧ ومن قائل انها سنة ٨٢٩. فإذا أخذنا بالتاريخ الأول فإن عمره كان قد جاوز السبع بقليل عند ما توفي والده. وأمه ، حسب الرواة الذين نقلنا عنهم ، أم ولد اسمها سمانة المغربية ، إلا أن صاحب كتاب عقائد الشيعة (المشكاة ٤) يقول بأن اسمها كان سوسن ويقال لها : الدرة المغربية (درة مغربية) وهذا يدل على أنها كانت من سبايا بعض الأمم النصرانية.

ونشأ الغلام في المدينة حتى بلغ مبلغ الرجال وكان يشتغل في التعليم ، فقصده

٤٣

كثيرون للأخذ به من البلاد التي يكثر فيها شيعة آل محمد ، وهي العراق وإيران ومصر. ولا نسمع خلال السنوات السبع أو الثمان الباقية من ملك المعتصم بعد وفاة الإمام محمد التقي عليه‌السلام والسنوات الخمس الأولى من حكم الواثق أن أحدا تعرض للإمام الشاب. وكان من الأحاديث التي رواها أنه قد كتب في الصحيفة التي عند علي بن أبى طالب (ع) بإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويتوارثها الأئمة (ع) صاغرا عن كابر ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الإيمان ما وقرته القلوب وصدقته الأعمال ، والإسلام ما جرى به اللسان وحلت به المناكحة.

إلا أن في خلافة المتوكل قامت حركة ضد المخالفين يصحبها اضطهاد أسلوبي للمعتزلة والشيعة. ولم ينج من ذلك إلا من كان صحيح الإعتقاد. وفي سنة ٨٥١ عند ما كان عمر الإمام نحو ٢٥ سنة منع المتوكل زيارة قبري الإمامين علي والحسين (ع) ثم أمر أخيرا بهدم قبر الحسين.

وارتاب الخليفة في هذه الفترة أيضا بالإمام محمد التقي الشاب. وأنقذ الإمام نفسه مرة على الأقل حسب قول المسعودي بجواب يدل على الدهاء على سؤال ماكر وجهه إليه الخليفة. قال المتوكل : ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال : وما يقول ولد أبي أمير المؤمنين في رجل افترض الله طاعة بنيه على خلقه وافترض طاعته على بنيه؟ فسر الخليفة بالجواب وأمر له بمائة ألف درهم.

وينقل المسعودي حادثة أخرى رواها عن المبرد وقد ذكرها ابن خلكان عند وصفه الإمام علي النقي أبي الحسن العسكري. قال : وقد كان سعى بأبي الحسن (ع) إلى المتوكل وقيل له : إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته ، فوجه إليه ليلا من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره فوجده في بيت وحده مغلق عليه وعليه مدرعة من شعر ولا بساط في البيت إلا الرمل والحصى وعلى رأسه ملحفة من الصوف متوجها إلى ربه يترنم بآيات القرآن في الوعد والوعيد. فأخذ على ما وجد عليه وحمل إلى المتوكل في جوف الليل. فمثل بين يديه والمتوكل

٤٤

يشرب وفي يده كأس.

فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه ، وقال من أتى به : يا أمير المؤمنين لم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ولا حالة يتعلل عليه بها. فناوله المتوكل الكأس الذي في يده فقال : يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني منه. فعافاه وقال : أنشدني شعرا أستحسنه. فقال : إني لقليل الرواية للأشعار. فقال : لا بد أن تنشدني. فأنشده :

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

غلب الرجال فما أغنتهم القلل

واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم

وأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد دفنهم

أين الأسرّة والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة

من دونها تضرب الأستار والكلل

فأصفح القبر عنهم حين ساء لهم

تلك الوجوه عليها الدود ينتقل

قد طال ما أكلوا قدما وما شربوا

وأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

وأشفق من حضر على أبي الحسن الهادي ، وبكى المتوكل بكاء شديدا حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى من حضر ثم أمر برفع الشراب. ثم قال : يا أبا الحسن أعليك دين؟قال : نعم أربعة آلاف دينار. فأمر بدفعها إليه ورده إلى منزله مكرما من ساعته.

وحدث يحيى بن هرثمة قال : وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر لشيء بلغه عنه ، فلما صرت إليه ضج أهلها وعجوا ضجيجا وعجيجا ما سمعت مثله ، فجعلت أسكتهم وأحلف لهم أني لم أومر فيه بمكروه ، وفتشت بيته فلم أجد فيه إلا مصحفا ودعاء وما أشبه ذلك ، فأشخصته وتوليت خدمته وأحسنت عشرته.

فبينا أنا نائم يوما من الأيام والسماء صاحية والشمس طالعة إذ ركب وعليه ممطرة وقد عقب ذنب دابته. فعجبت من فعله. فلم يكن بعد ذلك إلا هنيهة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها ونالنا من المطر أمر عظيم جدا ، فالتفت إلي وقال : أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت وتوهمت أني علمت من الأمر ما لا تعلمه. ليس ذلك كما ظننت

٤٥

ولكن نشأت بالبادية فأنا أعرف الرياح التي يكون وفي عقبها المطر. فلما أصبحت هبت ريح لا تخلف وشممت منها رائحة المطر فتأهبت لذلك.

فلما قدمت مدينة السلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري ـ وكان على بغداد ـ فقال : يا يحيى ، إن هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمتوكل من تعلم ، وإن حرضته على قتله كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خصمك. فقلت : والله ما وقفت له إلا على كل أمر جميل. فصرت إلى سامراء فبدأت بوصيف التركي وكنت من أصحابه فقال : والله لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري. فعجبت من قولهما ، وعرفت المتوكل ما وقفت عليه وما سمعته من الثناء عليه ، فأحسن جائزته وأظهر بره وتكرمته.

وقال المسعودي أيضا : وقد ذكرنا خبر علي بن محمد بن موسى رضي‌الله‌عنه مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل ونزوله إلى بركة السباع وتذللها له ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة الحسن بن علي بن أبي طالب وأنّ الله تعالى أطال عمرها إلى ذلك الوقت في كتابنا أخبار الزمان (وقد فقد هذا المؤلّف العظيم).

وبالرغم من كل ذلك فإن عدة ووشايات بلغت مسامع المتوكل عن الإمام علي النقي فجعله أسيرا بسامراء. وكانت هذه المدينة تعرف بالعسكر لأن المعتصم بناها لتكون معسكرا لجنده خارج بغداد ، فصار الإمام يعرف بالعسكري لسجنه في مدينة العسكر عشرين سنة.

أما معجزاته التي رواها أصحابه وشيعته فمعظمها يرجع إلى حياته في سامراء. فقد روى أبو هاشم الجعفري أنه رأى مرة جماعة من الناس قادمين من المدينة إلى سامراء فخرج الإمام علي النقي من المدينة للقائهم وقد امتطى جوادا عليه سرج مذهب ، فلما بلغ مكانا في الصحراء ترجل وتوسد الرمل ، واغتنم أبو هاشم الفرصة ليشكو إليه حاله وضيق ذات يده. فقال الإمام : لا تحزن فسأزيل عنك همك. ثم تناول حفنة من الرمل والحصى ودفعها إليه قائلا : أيكفيك هذا؟ فارتبك أبو هاشم. ولما فتح يده بعد ذلك

٤٦

ليرى وجد ذهبا أحمر. وتحسنت حال أبي هاشم بذلك مدة طويلة.

ويروى أنه ركب مرة مع محمد بن الخصيب فحثه هذا على الإسراع بجواده. فأجابه الإمام : ستقيد في السجن قبلي. ولم تمض أربعة أيام حتى قيد محمد الخصيب وقتل بعد ذلك بأيام قليلة.

ويروى أن جماعة من المماليك عرفوا الإمام علي النقي بحضور الخليفة فسجدوا أمامه وقبلوا يديه ورجليه. فسأل المتوكل بلتان رئيسهم عن فعلهم فقال : إنه لا يعلم عنه شيئا. فسأل الخليفة المماليك : لم فعلتم هذا؟ فقالوا : إن هذا الرجل يأتينا من البحر كل سنة فيعلمنا أمور ديننا ، وهو وصي خاتم النبيين وقد شاهدنا منه المعجزات. فلما سمع الخليفة كلامهم قال لبلتان : اقتل هؤلاء المماليك. فقال بلتان : فقتلتهم ودفنتهم. فلما جن الليل أردت زيارة الإمام فقمت وذهبت إليه مسرعا لإيقافه على الخبر. فأخبرني خادم الباب أن الإمام يطلبني. فأخذني معه إلى (الأندرون). فوجدت الإمام قاعدا فقال لي : كيف حال المماليك؟ فقلت : لقد قتلتهم جميعا. فسألني : أقتلتهم جميعا؟ فأجبته : أقسم لك بذلك. ثم سألني : أتريد أن تراهم؟ قلت : نعم. ولكني أخبرك بأنني قتلتهم ودفنتهم. فأشار إلى أن أدخل الأندرون ففعلت ، فرأيت المماليك جميعا. ويذكر مؤلف خلاصة الأخبار أن هذا الخبر موجود في كتابين أو ثلاثة ، والله وحده أعلم بصحته.

وتدل هذه الأخبار على أن الإمام علي النقي كان يتمتع في أكثر الأحيان بحرية شخصية كبيرة في حياته بسامراء فيلقى أصحابه ويركب خارج المدينة ويجلس بحضرة الخليفة إلا أنه كان محاطا بالجواسيس. ويقال : إن المتوكل أمر أخيرا بقتله. فجلس يوما في الدار وأمر حاجبه بإدخال الإمام ودعا بأربعة من الخدم وسيوفهم مسلولة وأمرهم بقتله عند الإشارة ، فلما خرج الإمام كان الخدم الأربعة عند الباب بسيوفهم المسلولة ، ولكنهم عند ما رأوه ألقوا سيوفهم وخروا سجدا مذعورين. فسأل المتوكل عن سبب فعلتهم هذه. فقالوا : إنهم رأوا رجلا بيده سيف مسلول وهو

٤٧

يقول لهم : إن مسستم الإمام بسوء قتلتكم جميعا. فلم يجرؤوا على إطاعة أمر الخليفة بقتله ، وبذلك يقال بأن الإمام نجا بعون إلهي.

وبعد مدة أصاب المتوكل دمل وخراج من القعود والقيام ، فاستدعى الأطباء لفتحه ، فامتنع الخليفة ، ولم تنجع فيه الأدوية الأخرى. فأرسلت أم المتوكل سرا إلى الإمام لتستشيره ، فوصف لها لبخة من بعر العنز. فلما قرئت الوصفة على الأطباء ضحكوا منها ورأوا عدم فائدتها. ولكن الفتح بن خاقان أشار بتجربتها. فما كادت أن توضع على الدمل حتى انفجر وشفى الخليفة.

وقتل الخليفة بعد سنة ٨٦١ بيد جنوده الأتراك الذين أخذوا يسيطرون على أمور بغداد ويتحكمون خاصة في الخلفاء في سامراء. ومات ابنه المنتصر بعده بسنة وحكم المستعين ثلاث سنوات ومات سنة ٨٦٥. ولكن الإمام علي النقي عاش سجينا مكرما في سامراء. وقد وفى مؤرخو الشيعة البحث في مناقبه. وإذا ما ألقينا بالمبالغات العظيمة التي تتصف بها بحوثهم عن الإمام جانبا ظهر لنا بأنه كان هادئ الطبع كريم النفس ، عانى طول أيامه من بغض المتوكل كثيرا واحتفظ رغم كل ذلك بكرامته وأظهر مقدرة على الصبر.

ويقول اليعقوبي : إنه توفي لثلاث بقين من العشرين من جمادى الآخرة سنة ٥٤ (٨٦٨ م) وبعث المعتز بأخيه أبي أحمد بن المتوكل فصلّى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد. فلما كثر الناس واجتمعوا وكثر بكاؤهم وضجتهم رد النعش إلى داره فدفن فيها. وكانت سنة أربعين سنة. وخلف من الذكور الحسن وجعفرا.

ومنهم العلامة العارف الشيخ محيي الدين أبو بكر محمد بن علي الطائي الحاتمي الأندلسي في «المناقب» المطبوع في آخر «وسيلة الخادم» للشيخ فضل الله بن روزبهان الأصبهاني (ص ٢٩٧ ط قم) قال :

وعلى الداعي إلى الحق أمين الله على الخلق لسان الصدق وباب السلم أصل

٤٨

المعارف ومنبت العلم منجي أرباب المعادات ومنقذ أصحاب الضلالات والبدعات انسان عين الإبداع أنموذج أصول الاختراع مهجة الكونين ومحجة الثقلين مفتاح خزائن الوجوب حافظ مكان الغيوب طيار جو الأزل والأبد علي بن محمد عليه صلوات الله الملك الأحد.

ومنهم العلامة فضل الله بن روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة ٩٢٧ في «وسيلة الخادم إلى المخدوم در شرح صلوات چهارده معصوم» (ص ٢٤٣ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفى ، قم) قال :

اللهم وصل وسلم على الإمام العاشر

ودرود وصلوات ده وسلام فرست بر امام دهم.

از اينجا شروع است در صلوات بر حضرت امام على نقى هادى كه امام دهم است وآن حضرت بعد از پدر خود محمد تقى جواد امام به حق است ، به نص از قبل پدر خود چنانچه ثابت شده وهيچ خلافي در امامت او نيست. وآن حضرت بعد از وفات پدر خود در مدينه ساكن بوده وآن حضرت مبدول طاعات وعبادات بوده تا واثق خليفه آن حضرت را به سر من رأى نقل كرد.

مقتدى الحي والنادي ، سيد الحاضر والبادي

آن حضرت مقتداى حاضر وباديه نشين بود وآن حضرت سيد بزرگ حي وقبيله ومجلس مردمان بود. واين اشارت است بدانكه آن حضرت همه طوائف امت را از مردمان شهرها وولايتها كه ايشان را حاضر گويند. يعنى مردمان حضرى ، واز مردمان باديه نشين وساكن برها كه ايشان را بادى گويند ، امام وپيشوا وسيد ومقتدا بود چنانچه روايت كرده اند كه شأن آن حضرت به غايت بزرگ بوده وجميع طوائف قبايل عرب وعجم بدان حضرت اقتدا مى كرده اند وآن حضرت در شهر سر من رأى

٤٩

كه از مداين عراق عرب است وبر كنار دجله واقع است ساكن بوده وآن حضرت را در آنجا خانه مشهور بوده وهمه طوائف از آن حضرت فوايد مى يافته اند وهمگنان از بنى العباس وساير بنى هاشم وامراى عرب آن حضرت را امام ومقتداى خود مى دانسته اند.

صاحب كشف الغمة در كتاب خود آورده به روايت از پسر فتح بن خاقان در زمان واثق خليفه بود كه هنگامى كه والى شهر قم شده بود شبى با مردم خود حكايت كرده كه پدر من فتح بن خاقان در زمان واثق خليفه به غايت بزرگ وعظيم الشأن بود وعنان اختيار خلافت واثق در دست او بود وتمامى مهمات ملك ومال ولشكر ورعيت براى پدر من منوط بود واو مردى به غايت متعظم ومتكبر بود ، وهيچ كس را از امراى بنى العباس وقواد لشكر تعظيم نمى كردى وجهت كس برنمى خاست.

يك روز صباح در خانه خود بر مسند حكومت نشسته بود ومن بر بالاى سر او ايستاده بودم وحاجبان مى آمدند ونزد او ياد مى كردند كه فلان وفلان آمده از اكابر بنى هاشم وأقوام خليفه وامراى بزرگ واو به هيچ كس التفات نمى كرد. ناگاه حاجب درآمد وگفت : ابو الحسن بن الرضا بر درگاه است. ديدم كه پدرم از جانب خود برخاست وگفت : درآيد ، درآيد. من تعجب كردم كه اين چه كس است كه نام او پيش پدر من به كنيت ياد كردند وهيچ كس را به غير از خليفه در حضور پدرم به كنيت ياد نمى كردند ، وديگر اين همه اكابر بنى هاشم را ياد كردند كه بر درگاه نشسته اند وبه هيچ التفات نكردند وچون نام او بردند همچنين اقبال وشعف اظهار كرد.

من در اين تعجب بماندم. چون درآمد جوانى ديدم در كمال جمال وفر وشكوه كه مثل او هيچ كس را نديده بودم. چون پدرم او را بديد از مسند خود به تعجيل تمام برخاست واستقبال كرد واو را بياورد وبر مسند خود نشانيد ودست او را ببوسيد وبا او به مكالمه درآمد ودر اثناى سخن چند نوبت با او گفت : پدر ومادر من فداى تو

٥٠

باد. وتعجب من در آن احوال زيادت شد. در اين اثنا خبر آوردند كه متوكل خليفه كه پسر واثق بود بر درگاه است. تعجب در آن حال زيادت شد. پدرم گفت : غلامان از دو طرف صف راست كنندى ـ آن را سماطين گويند ـ تا متوكل درآيد ، وبا حضرت امام گفت : پدر ومادرم فداى تو باد ، تو پس صفها برو تا او تو را نبيند. آن حضرت برخاست وروان شد. ومتوكل درآمد ومن در آن تعجب بودم وعادت پدرم چنان بود كه شب ساعتي مى نشست ودر مهمات روز نظر مى كرد چون به عادت خود بنشست من پيش آمدم وگفتم : من امروز بر حال تو تعجب كردم كه شخصى درآمد من او را نمى شناختم واو را به كنيت پيش تو ياد كردند وتو او را به خلاف طريقه خود تعظيمهاى بسيار كردى ومن هرگز نديده ام كه تو با هيچ كس از اكابر بنى هاشم چنين عمل كرده باشى. پدرم گفت : اى پسر آن شخص على بن الرضا است واو بزرگترين خلايق است ودر جميع بنى هاشم كس به فضل وكمال ومناقب او نيست وتمامى عالم او را مسلم مى دارند واو امام شيعه است واگر خلافت از بنى العباس زايل شود هيچ كس شايسته آن نيست از بنى هاشم الا او وسيادت وبزرگى او مسلم است.

حارز نتيجة الوصاية والإمامة من المبادي

آن حضرت جمع كننده وفراگيرنده نتيجه وصايت وامامت است از مبادي. يعنى منصب وصايت نبوت ومرتبت ولايت كه او را نتيجه داده از پدران او كه مبدأها ومنشآن او بوده اند بدو رسيده ، يا آن كه نتيجه منصب وصايت وامامت از مقدمات آنكه علم وتقوا واعمال صالحه است بدان حضرت رسيده واز حسن اعمال بدين پايه عظيم ومرتبه جسيم راه برده. وبالله التوفيق.

٥١

السيف الغاضب على رقبة كل مخالف معادي

آن حضرت شمشير برنده است بر گردن هر مخالف كه دشمنى كننده باشد. واين اشارت است بدانكه آن حضرت همچو ساير ائمه مهديين گردن دشمنان دين را به شمشير حجت وبرهان قطع مى فرموده. ومخالفان را به حكم الهى وقوت امامت در ربقه طاعت وانقياد در مى آورده.

روايت كرده اند كه برادر آن حضرت كه بر سيرت وطريقه آن حضرت وپدر آن نبوده با آن حضرت در مقام مخالفت ومعادات بوده ودعوى امامت مى كرده. آن حضرت به حجت وبرهان او را الزام كرده وقصد او را باطل گردانيده وآيات امامت وبينات وصايت بر او درست كرده چنانچه او را مجال مخالفت نمانده.

كهف الملهوفين في النوائب والعوادي

آن حضرت همچو غار پناه ضعيفان وعاجزان است در حوادث ونوائب روزگار كه بديشان عائد شود. واين اشارت است بدانكه آن حضرت ملاذ وملجأ ضعيفان وفقيران بود ، وهر كس را اجابتى بود توسل بدو مى نمود وآن حضرت او را پناه مى داد. وراه نماينده حيرانان اوديه فقر وضرر بود در وقتى كه حوادث روزگار ونوايب زمان ايشان را عاجز وپريشان مى ساخته ودور چرخ بديشان باز مى گردانيده.

قاطع العطش من الأكباد الصوادي

آن حضرت بازنشاننده تشنگى است از جگرهاى تشنه. واين اشارت است به اخلاق ومكارم آن حضرت ، چنانچه روايت كرده اند آن حضرت نسبت به محتاجان در غايت عطوفت ومهربانى بود وهر كس را بدان حضرت حاجتى ومقصدي بود

٥٢

آن حضرت با او به طريق ملاحظه وترحم زندگانى كردى. گويا همچو آب زلال تشنگى جگرهاى تشنه را به زلال مرحمت وافضال ساكن مى گردانيد. واين در هر زمان از اخلاق ائمه هدى بوده.

الشاهد بكمال فضله الأحباب والأعادي

آن حضرت گواه است بر كمال فضل وبزرگى او ودوستان ودشمنان. يعنى آن حضرت در كمال چنان متعين وممتاز بوده كه دوست ودشمن بر آن گواهى مى داده اند ، اما دوستان خود ظاهر است. واما دشمنان خود بواسطه آنكه كمال فضل آن حضرت چنان ظاهر بوده كه دشمنان هم در مقام اقرار وشهادت بوده اند وهيچ كس را از آن به هيچ وجه استنكافى وامتناعى نبوده وكمال فضل آن است كه دشمن بدان معترف گردد ، بلكه بر آن گواهى دهد. چنانچه گفته اند : الحسن ما شهدت به الضرات. يعنى حسن آن است كه زنان شوهر بدان گواهى دهند.

ملجأ أوليائه بولائه يوم ينادي المنادي

آن حضرت پناه ومحل التجاء دوستان خود است به دوستى ومحبت كه با ايشان دارد. يا آنكه پناه دوستان خود است به واسطه دوستى كه محبان با او دارند. در روزى كه ندا كند منادى ، ومراد روز قيامت است يعنى در روز قيامت آن حضرت پناه دوستان واحباب خود خواهد بود بواسطه ولا ومحبتي كه با او دارند. واين اشارت است بدانكه دوستان وارباب تولاى اهل بيت روز قيامت كه منادى (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ندا كند وهر كس را به امام خود بخواند در پناه آن ائمه بزرگ مقدار خواهند بود. اللهم احشرنا في زمرتهم.

٥٣

أبي الحسن علي النقي هادي بن محمد

كنيت آن حضرت ابو الحسن است همچون كنيت جد خود على بن موسى (ع) وآن حضرت را از اولاد ، امام حسن عسكري [ع] بوده كه بعد از آن حضرت امام است. ووالده آن حضرت ام الولد بوده واز جمله القاب آن حضرت يكى نقى است يعنى پاكيزه از جميع عيوب. واين اشارت است به عصمت وطهارت آن حضرت وپاكيزگى از عيوب حسبي ونسبى با آنكه آن حضرت نقاوه وبرگزيده ائمه عظام واجداد كرام خود است. ديگر از القاب آن حضرت هادى است زيرا كه او را نماينده مردمان است به طريق صواب وحق ، والله الهادي.

الشهيد بكيد الأعداء المقبور بسرّ من رأى

آن حضرت شهيد است به كيد دشمنان. واين اشارت است بدانكه آن حضرت را زهر دادند. ودر كتاب كشف الغمة روايت كند كه چون حضرت امام نقى خسته شد. تمامى رءوس بنى هاشم واكابر سر من رأى همه اوقات ملازم بودند واطباء تردد مى كردند. وخليفه فرموده بود كه اطباء ملازم درگاه او باشند. وشأن ومرتبت او در آن مملكت بسيار بزرگ بود وهمه مردم درگاه شده ومهمات خلايق معطل مانده وواقعه مرض آن حضرت بر مردم بسيار دشوار بود تا بعد از چند روز مرض آن حضرت اشتداد يافت وغموم ومصائب مردم زيادت شد وخواطر از انديشه فوت وفراق آن حضرت بسيار مكدر بود. بعد از چند روز آن حضرت وفات فرمود واز دار فانى به جنب جاودانى انتقال كرد.

وولادت آن حضرت به موضعي بود از ولايت مدينه در نصف ذى الحجة سنه اثنى عشره ومائتين. ودر روايتى روز سه شنبه خامس رجب. وفات آن حضرت در

٥٤

سر من رأى ماه رجب سنه اربع وخمسين ومائتين. وسن مبارك آن حضرت چهل ويك سال بود. وصباح آن روز كه آن حضرت وفات فرمود. اضطرابى در سر من رأى افتاد كه گويا صبح قيامت است. وخليفه ولشكر واكابر بر در خانه آن حضرت آمدند. وآن حضرت را در موضع سر من رأى در مشهد مقدس كه منسوب به آن حضرت است دفن كردند. وآن مزار مشهور است.

اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد سيما سيد الحي والنادي علي النقي الهادي وسلم تسليما.

٥٥

أولاده عليه‌السلام

ذكرهم جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٠٣ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

أولاده : أبو محمد الحسن ومحمد أبو جعفر ، وله ابنة اسمها عائشة.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٣٠١ ط دار الكتب العلمية في بيروت)

فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ الأحمدي».

٥٦

الإمام الحادي عشر

أبو محمد الحسن بن علي العسكري

(عليه‌السلام)

٥٧
٥٨

مستدرك

فضائل الإمام الحسن بن علي العسكري

عليهما‌السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٤٥٨ وج ١٩ ص ٦١٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

نسبه الشريف وميلاده ووفاته

عليه‌السلام

ذكرها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٥٢ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

قال في تاريخ الخميس : وفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين ولد الحسن الزكي بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق بالمدينة.

٥٩

وقال في ص ٣٥٥ نقلا عن «الصواعق» : أبو محمد الحسن الخالص ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وقال في ص ٣٥٧ :

وقال ابن الأثير الجزري في «الكامل» ٧ / ٢٧٤ : وفي سنة ستين ومائتين توفي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وقال في الصواعق المحرقة : مات بسرّ من رأى ودفن عند أبيه وعمره ثمانية وعشرون ، ويقال : إنه سمّ ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة وعمره عند وفاته خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة ، قيل : إنه ستر وغاب.

ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي اليمني المكي المتوفى سنة ٧٦٨ في «مرآة الجنان» (ج ٢ ص ١٠٧ ط حيدرآباد الدكن) قال :

وفيها ـ أي سنة ٢٣٢ ـ وقيل : سنة ستين ، توفي الشريف العسكري الحسن بن علي ابن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم ، أحد الأئمة الإثني عشر على اعتقاد الإمامية ، وهو والد المنتظر صاحب السرداب.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٣٠٤ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

نسبه : هو سيدنا الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم. وأمه أم ولد يقال لها : حديث وقيل : سوسن.

٦٠