__________________
فقد صرّح بكونه منكرا أبو عبد الرحمن النسائي وإنه لجدير لذلك إذ مداره على محمد بن خالد الجندي.
وفي كتاب «العلل المتناهية» للإمام أبي الفرج بن الجوزي ، ما نقله في توهين هذا الحديث من كلام الحافظ أبي بكر البيهقي ، قال : فرجع الحديث إلى الجندي وهو مجهول ، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك غير مقبول ، عن الحسن ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم وهو منقطع غير موصول.
وحكى البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري وناهيك به معرفة بعلم الحديث وعلى أحوال رواته مطلع ، أنه قال : الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك ، وهذا الحديث بهذا الإسناد منقطع.
وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة ، وكلها معرّضة بذكره ومصرحة ، وفي ذلك أدل دليل على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا الفن خبرة وبعضها لبعض مصحّحة.
وقد ذكر الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه «المستدرك على الصحيحين» من ذلك ما فيه غنية ونبهة ترجيح رواته الجم الغفير من كان له في ذلك بغية.
ولما انتهى في كتابه إلى ذكر هذه الرواية ، بيّن حالها لمن له فهم ودراية ، فقال : قد ذكرت ما انتهى إليّ من علم هذا الحديث تعجبا لا محتجا به ، وهذا غاية التوهين.
ثم قال : فإن أولى من هذا الحديث ، حديث سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، عن النبي الصادق الأمين أنه قال : لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. وهذا تصريح باسمه وتعيين.
وقد قال بعض العلماء الأماثل : إن معنى قوله «يواطئ» يشبه ويماثل.
فقد اتضح لمن أنصف من جملة هذا الكلام أن المهدي من ولد الزهراء فاطمة لا ابن مريم عليهاالسلام.
على أنّا نقول : ولئن سلمنا صحة هذا الحديث فإنه يحمل على تأويل ، إذ لا يجد لإلغاء ما