إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٩

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

__________________

فقد صرّح بكونه منكرا أبو عبد الرحمن النسائي وإنه لجدير لذلك إذ مداره على محمد بن خالد الجندي.

وفي كتاب «العلل المتناهية» للإمام أبي الفرج بن الجوزي ، ما نقله في توهين هذا الحديث من كلام الحافظ أبي بكر البيهقي ، قال : فرجع الحديث إلى الجندي وهو مجهول ، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك غير مقبول ، عن الحسن ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو منقطع غير موصول.

وحكى البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري وناهيك به معرفة بعلم الحديث وعلى أحوال رواته مطلع ، أنه قال : الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك ، وهذا الحديث بهذا الإسناد منقطع.

وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة ، وكلها معرّضة بذكره ومصرحة ، وفي ذلك أدل دليل على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا الفن خبرة وبعضها لبعض مصحّحة.

وقد ذكر الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه «المستدرك على الصحيحين» من ذلك ما فيه غنية ونبهة ترجيح رواته الجم الغفير من كان له في ذلك بغية.

ولما انتهى في كتابه إلى ذكر هذه الرواية ، بيّن حالها لمن له فهم ودراية ، فقال : قد ذكرت ما انتهى إليّ من علم هذا الحديث تعجبا لا محتجا به ، وهذا غاية التوهين.

ثم قال : فإن أولى من هذا الحديث ، حديث سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، عن النبي الصادق الأمين أنه قال : لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. وهذا تصريح باسمه وتعيين.

وقد قال بعض العلماء الأماثل : إن معنى قوله «يواطئ» يشبه ويماثل.

فقد اتضح لمن أنصف من جملة هذا الكلام أن المهدي من ولد الزهراء فاطمة لا ابن مريم عليها‌السلام.

على أنّا نقول : ولئن سلمنا صحة هذا الحديث فإنه يحمل على تأويل ، إذ لا يجد لإلغاء ما

٣٠١

منها

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «نزول عيسى بن مريم آخر الزمان» (ص ٥٧ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

وفي مسند أحمد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج الدجال ... فذكر الحديث إلى أن قال : فإذا هم عيسى. فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله. فيقول : ليتقدم إمامكم ... الحديث.

وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال فصلّ. فيقول : لا إن بعضكم على بعض

__________________

يعارضه من الأحاديث الصحيحة سبيل ، ولعل تأويله كتأويل «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» إذ ألفاظ الحديثين يقرب بعضها من بعض ولا يبعد ، وفي الحديث من هذا النوع كثير ، وليس ذلك بمحمول على نفي المنفي بل على الترجيح والتوقير ، أو لعل له تأويلا غير ذلك ، فوجوه العلم متسعة المسالك.

قال الشيخ الإمام الحافظ العلامة شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعيرضي‌الله‌عنه : ولقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا مهدي إلا عيسى بن مريم» وجه آخر من التأويل ، وهو أن يكون على حذف مضاف ، أي إلا مهدي عيسى. أي الذي يجيء في زمن عيسى عليه‌السلام ، فهو احتراز ممن يسمى بالمهدي قبل ذلك من الملوك وغيرهم ، أو يكون التقدير : إلا زمن عيسى. أي الذي يجيء في ذلك الزمن ، لا في غيره ، والله أعلم.

٣٠٢

أمراء تكرمة الله هذه الأمة.

ومنهم الشريف عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الإدريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٦١ ط بيروت) قال :

وفي معناه ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن السيوطي.

وقال أيضا في ص ٤٣ :

وخرج أبو نعيم في «أخبار المهدي» عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

وقال أيضا :

وخرج أبو عمرو الداني في «سننه» عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق ، حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ، ينزل على المهدي فيقال : تقدم يا نبي الله ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الشريف علي فكري القاهري الحسيني في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٣٠٨ ط بيروت) قال :

وعن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنهما قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ٢٢٩

٣٠٣

ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يزال طائفة من أمتي ـ فذكر مثل ما تقدم. ثم قال : أخرجه الإمام مسلم في «صحيحه».

وقال أيضا في ص ٢٣٠ :

وعن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ، ينزل على المهدي فيقال : تقدم يا نبي الله فصلّ بنا. فيقول : هذه الأمة أمّر بعضهم على بعض.

أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ في «سننه».

وقال أيضا في ص ٢٣٢ :

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج الدجال في خفقة من الدين ، وذكر الدجال ، ثم قال : ثم ينزل عيسى فينادي من السحر ، فيقول : يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث ، فيقولون : هذا رجل جنّي ، فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريم عليه‌السلام ، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله.

فيقول : ليتقدم إمامكم فليصلّ بكم. فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه.

قال : فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء.

أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده».

ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في «البرهان في علامات مهدي آخر

٣٠٤

الزمان» (ص ١٥٨ ط قم) قال :

وأخرج [أبو] نعيم عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صلّ بنا ، فيقول : لا وإن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله لهذه الأمة.

وقال في ص ١٥٩ :

لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صلّ بنا ـ فذكر مثل ما تقدم آنفا ، ثم قال : رواه أحمد ومسلم وابن جرير وابن حبان عن جابر بن عبد الله.

وقال أيضا في ص ١٦٠ :

وأخرج أبو عمرو الداني في «سننه» عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدي فيقول المهدي : تقدم يا نبي الله فصلّ بنا ، فيقول : هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض.

ومنها

حديث حذيفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشريف عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الإدريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٤٦ ط بيروت) قال :

وخرجه الطبراني عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يلتفت

٣٠٥

المهدي وقد نزل عيسى بن مريم عليه‌السلام كأنه يقطر من شعره الماء ، فيقول له المهدي : تقدم صل بالناس ، فيقول : إنما أقيمت لك الصلاة ، فيصلي خلف رجل من ولدي.

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ١٧ ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وعن حذيفة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم ـ فذكر مثل ما تقدم عن الشريف الإدريسي.

وقال أيضا في ص ٢٢٩ :

وعن حذيفة بن اليمان رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يلتفت المهدي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم ، وزاد : فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه ـ وذكر باقي الحديث. ثم قال :

أخرجه الحافظ أبو نعيم في «مناقب المهدي» وأخرجه أبو القاسم الطبراني في «معجمه».

وقال أيضا في ص ٢٣٣ :

وعن حذيفة رضي‌الله‌عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قصة الدجال قال : فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة وقد أقيمت الصلاة فالتفت المهدي ، فإذا هو عيسى بن مريم ، وقد نزل من السماء في ثوبين ، كأنما يقطر من رأسه الماء.

فقال أبو هريرة : إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى ، تلقى عليه مهابة كمهابة الموت.

٣٠٦

فيقول له الإمام : تقدم ، فصل بالناس ، فيقول له عيسى : إنما أقيمت الصلاة لك.

فيصلي عيسى خلفه.

قال حذيفة : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد أفلحت أمة أنا أولها وعيسى آخرها.

أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في «سننه».

ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان» (ص ١٦٠ ط قم) قال :

وأخرج أبو عمرو الداني في «سننه» عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يلتفت المهدي ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المهدي المنتظر».

ومنها

حديث أبي سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ١٥٧ ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وعن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه.

أخرجه الحافظ أبو نعيم في «مناقب المهدي».

وقال أيضا في ص ٢٣٠ :

٣٠٧

وعن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : منا الذي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم متنا وسندا.

ومنهم العلامة المتقي الهندي في «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان» (ص ١٥٨ ط مطبعة الخيام بقم) قال :

أخرج [أبو] نعيم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثل ما تقدم عن «عقد الدرر».

ومنهم الشريف السيد محمد صديق حسن الحسيني في «الإذاعة» (ص ١٣٠ ط بيروت) قال :

وعن أبي سعيد بلفظ «منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه». أخرجه أبو نعيم في كتاب «المهدي».

ومنها

حديث عمران بن الحصين

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشريف عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الإدريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٦١ ط بيروت) قال :

وأما حديث عمران بن حصين ، فخرجه الحافظ أبو عمرو الداني في «سننه» عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عليهما‌السلام عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدي فيقال : يا نبي الله تقدم فصلّ بنا ، فيقول : هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض.

٣٠٨

ومنها

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «نزول عيسى بن مريم آخر الزمان» (ص ٨٥ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

عن عبد الله بن عمرو أيضا قال : المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه عيسى.

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي السلمي الشافعي في «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ٢٣٠ ط القاهرة) قال :

وعن عبد الله بن عمرو قال : المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه عيسى.

أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن».

ومنهم العلامة أبو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي الحنفي في «الفتن والملاحم» (ج ٢ ص ٣٧٣ ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال :

وعن غير واحد ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو رضي‌الله‌عنه قال : المهدي الذي ينزل عليه ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

٣٠٩

ومنها

حديث هشام بن محمد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ٢٣١ ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وعن هشام بن محمد قال : المهدي من هذه الأمة ، وهو الذي يؤم عيسى بن مريم.

أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن».

ومنهم العلامة أبو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي الحنفي في «الفتن والملاحم» (ج ٢ ص ٣٧٤ ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال :

حدثنا أبو أسامة عن هشام ، عن محمد قال : المهدي من هذه الأمة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «عقد الدرر».

وفيه : عن هشام ، عن محمد.

ومنها

حديث أبي أمامة الباهلي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «نزول عيسى بن مريم آخر الزمان» (ص ٥٧ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

٣١٠

وروى أبو داود ، وابن حبان ، عن أبي أمامة الباهلي قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحدثنا عن الدجال ... فذكر الحديث ، إلى أن قال : وإمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح ، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم فرجع الإمام ينكص ، يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي ، فيضع عيسى عليه‌السلام يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصلّ فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه‌السلام : افتحوا الباب فيفتح ورواه الدجال.

ومنهم الشريف عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الإدريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٥٣ ط بيروت) قال :

وقال ابن ماجة : ثنا علي بن محمد ، ثنا عبد الرحمن المحاربي ، عن إسماعيل بن رافع أبي رافع ، عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو ، عن أبي أمامة الباهلي قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر الدجال إلى أن قال : فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ـ يعني الدجال ـ فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم ، يوم الخلاص. فقالت أم شريك بنت أبي العكر : يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال : هم يومئذ قليل ، وجلهم ببيت المقدس ، وإمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح ، فرجع ذلك الإمام ينكص ، يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصلّ فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم.

وخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم وأبو نعيم والروياني من طرق ، وفي بعضها «وإمامهم المهدي رجل صالح». الحديث.

ومنهم العلامة المولوي المتقي الهندي في «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان» (ص ١٦٠ ط مطبعة الخيام بقم) قال :

٣١١

وخرج ابن ماجة والروياني وابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم وأبو نعيم واللفظ له عن أبي أمامة قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر الدجال ـ وقال : فتنقى المدينة الخبث منها كما ينقي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص ، فقالت أم شريك ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المهدي المنتظر».

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ٢٣١ ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وعن أبي أمامة الباهلي رضي‌الله‌عنه قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر الدجال ، وقال فيه : إن المدينة لتنفى خبثها ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المهدي المنتظر» ، وفيه : وإمامهم مهدي رجل صالح. وأيضا فيه : إذ نزل عيسى ابن مريم حين كبّر للصبح.

وقال بعد تمام الحديث :

أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب «الحلية» ، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد ابن يزيد بن ماجة في «سننه» أتم من هذا ، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن» بمعناه.

ومنها

حديث عثمان بن أبي العاص

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «نزول عيسى بن مريم آخر الزمان» (ص ٥٦ ط دار الكتب العلمية في

٣١٢

بيروت) قال :

ما رواه أحمد في «مسنده» والحاكم في «مستدركه» و «صححه» ، عن عثمان ابن أبي العاص قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ـ فذكر الحديث ، وفيه أن عيسى عليه‌السلام ينزل عند صلاة الفجر. فيقول له أمير الناس : تقدم يا رسول الله فصلّ بنا. فيقول : هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض ، فيتقدم أميرهم فيصلي بهم ، فإذا انصرفوا من الصلاة أخذ عيسى حربته فيذهب نحو الدجال.

ومنها

حديث أبي هريرة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتاب «نزول عيسى بن مريم آخر الزمان» (ص ٥٧ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وفي الصحيحين ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كيف إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي المقدسي السلمي الشافعي في «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ٢٢٩ ط القاهرة) قال :

عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.

أخرجه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في «صحيحيهما».

٣١٣

ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان» (ص ١٥٩ ط قم) قال :

روى الحديث مثل ما تقدم عن «عقد الدرر» ، وفيه ليس «فيكم». ثم قال :

رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.

ومنهم الشريف علي فكري القاهري الحسيني في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٣٠٨ ط بيروت) قال :

وعن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «عقد الدرر». ثم قال : رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.

ومنها

حديث السدي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ٢٣٤ ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وروي عن السدي أنه قال : يجتمع المهدي وعيسى بن مريم في وقت الصلاة ، فيقول المهدي لعيسى : تقدم. فيقول عيسى : أنت أولى بالصلاة. فيصلي عيسى وراءه مأموما.

٣١٤

ومنها

ما رواه القوم مرسلا :

فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «نزول عيسى بن مريم آخر الزمان» (ص ٦١ ط بيروت) قال :

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في كتابه «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» (ج ١٠ ص ٣٨٠ ط بيروت) قال :

حديث «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فإمامكم منكم. خ في أحاديث الأنبياء (٥٠ : ٢) عن يحيى بن بكير ، عن ليث ، عن يونس ، عن الزهري ، عن نافع مولى أبي قتادة (١) ومسلم في الإيمان (٧٠ : ٤) عن حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب ، عن يونس مثله (٢).

وقال محشى الكتاب :

(١) بخاري ج ٤ ص ٢٠٥ ـ المطبوع بأمر سلطان عبد الحميد. (٢) صحيح مسلم ج ١ ص ٩٤ ط القاهرة من طبعة إستامبول.

ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان» (ص ١٥٩ ط قم) قال :

وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» عن ابن سيرين قال : المهدي من هذه الأمة ، وهو الذي يؤم عيسى بن مريم عليهما‌السلام.

وأخرج نعيم بن حماد قال : المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه

٣١٥

عيسى.

ومنهم الشريف عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني الغماري الإدريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٧٨ ط بيروت) قال :

وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» عن ابن سيرين ـ فذكر مثل ما تقدم عن «البرهان».

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٨ ص ٦٨٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر ، بيروت) قال :

المهدي من هذه الأمة وهو الذي يؤم عيسى بن مريم.

ش ١٥ : ١٩٨ ـ حاوي ٢ : ١٣٥.

وقال أيضا في ج ١١ ص ٤٢٩ :

ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا.

حم ٣ : ٣٨٤ ـ ه ق ٩ : ١٨٠.

وقال أيضا :

ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي.

حديثية ٣٨ ـ أبو عوانة ١ : ١٠٧.

٣١٦

حديث

من كذب بالمهدي فقد كفر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشريف عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الإدريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٩٤ ط بيروت) قال :

أخرج الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد الإسكافي في «فوائد الأخبار» من طريق مالك ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كذب بالمهدي فقد كفر ، ومن كذب بالدجال فقد كفر ، وقال في طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك.

قال السفاريني : وسنده مرضي.

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه «عقد الدرر في أخبار المنتظر» (ص ١٥٧ ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر) قال :

وعن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كذّب بالدجال فقد كفر ، ومن كذّب بالمهدي فقد كفر.

٣١٧

أخرجه الإمام أبو بكر الإسكاف في «فوائد الأخبار». كذا رواه أبو القاسم السهيلي رحمه‌الله تعالى في «شرح السيرة» له.

حديث آخر

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٨ ص ٦٨٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر ، بيروت) قال :

المهدي حق.

١ : ٣٤٦.

٣١٨

مستدرك

أفضل العبادة انتظار الفرج

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٣ ص ٢٦٥ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها هناك :

وفيه أحاديث :

منها

حديث عبد الله

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٠ ص ١٢٤ ط بغداد) قال :

حدثنا محمد بن الحسين الأنماطي ، ثنا محمد بن عبد الله الرزي ، ثنا حماد بن واقد الصفار ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سلوا الله من فضله ، فإن الله عزوجل يحب أن يسأل ، وأفضل العبادة انتظار الفرج.

٣١٩

ومنها

حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج ١ ص ٦٧٩ ط دمشق) قالا :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أفضل العبادة انتظار الفرج (هب) والقضاعي عن أنس.

ومنها

حديث ابن مسعود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضلان المذكوران آنفا في «الكتاب المذكور» (ج ٤ ص ٣١٧ ط دمشق) قالا :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سلوا الله من فضله ، فإن الله يحب أن يسأل ، وأفضل العبادة انتظار الفرج (عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه).

ومنها

حديث حكيم بن جبير

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٣٢٠