قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل [ ج ٢٨ ]

    401/683
    *

    أعيد منهما والقرآن لا يمل؟ فيجيب : لأن القرآن حجة على أهل العصر الثاني كما هو حجة على أهل العصر الأول ، فكل طائفة تراه عصرا جديدا ، ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مدة علوما غضة ، وليس هذا كله في الشعر والخطب.

    ويقول المفضل قلت : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال : يعني بذلك الإمامة ، جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة. فقلت : فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد حسن وهما جميعا ولدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال : إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين ، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى. ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك ، فإن الإمامة خلافة الله عزوجل جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لأن الله هو الحكيم في أفعاله ، لا يسأل عن فعله وهم يسألون.

    ويعلن الإمام رأيه بوجوب الإمامة ، فيسأله السائل عن منزلة الأئمة ومن يشبهون؟ فيقول : كصاحب موسى وذي القرنين ، كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

    وفي قوله تعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) يقول الإمام : وهل يمحو الله إلا ما كان ثابتا ، وهل يثبت الله إلا ما لم يكن ، ويقول : لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه. وإنما يقصد استجابة الله لدعاء العباد ، وفي ذلك قوله : ما عظم الله بشيء مثل البداء.

    ويسأله عمرو بن عبيد عن الكبائر من كتاب الله ، فيسردها ، ويضع في جوار كل كبيرة النص عليها من الكتاب العزيز ، فهي :

    الشرك : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ).

    اليأس من روح الله : (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ).

    عقوق الوالدين : (وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا).

    قتل النفس : (مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها).