إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٨

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

على الدين ، أبهذا أمرك الرحمن؟ أم على هذا أنزل القرآن؟

تخرب ما يبقى وتعمر فانيا

فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر

وهل لك إن وافاك حتفك بغتة

ولم تكتسب خيرا لدى الله عاذر

أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي

ودينك منقوص ومالك وافر

ورواه ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٠ ط دار النشر بدمشق) فقال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ، نا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العسكري ، نا أبو محمد عبد الله بن مجالد بن بشر البجلي بالكوفة ، أنا أبو الحسن محمد بن عمران ، أنا محمد بن عبد الله المقرئ ، حدثني سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحتسب نفسه ويناجي ربه ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المختصر».

وصيته عليه‌السلام

لابنه الباقر عليه‌السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج ١٢ ص ١٠٦ و ١٠٧ وج ١٩ ص ٤٨٥ عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دار الفكر بدمشق) قال :

قال أبو جعفر محمد بن علي : قال لي أبي : يا بني أنظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم ولا تر معهم في طريق. قلت : يا أبت من هؤلاء الخمسة؟ قال : إياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة وأقل منها. قلت : وما أقل منها؟ قال : الطمع فيها ثم لا ينالها. وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه. وإياك ومصاحبة الكذاب ، فإنه بمنزلة السراب ، يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب.

١٤١

وإياك ومصاحبة الأحمق ، فإنه يحضرك ، يريد أن ينفعك فيضرك. وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع : في الذين كفروا : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) إلى آخر الآية ، وفي الرعد : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) الآية ، وفي البقرة : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) إلى آخر الآيتين.

ومنهم العلامة علي بن الحسين الدمشقي ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو العزيز كاوس فيما قرأ على أستاده وناولني إياه وقال : اروه عني ، أنا محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا أبي ، نا أبو أحمد الختلي ، نا محمد بن يزيد مولى بني هاشم ، نا محمد بن عبد الله القرشي ، حدثني محمد بن عبد الله الأسدي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : قال لي أبي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، إلا أن فيه : من الثاني ومن الثالث ومن الرابع ومن الخامس ، وليس فيه كلمة «يحضرك» في بيان مصاحبة الأحمق ، وفيه «فإنه يريد».

ومنهم العلامة جابر الجزائري في كتاب «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط بيروت)

قد ذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، مع تقديم بعض الجمل على بعض.

ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٦٨ ط دار المعارف ، القاهرة)

فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ومنهم الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي المولود بميافارقين سنة ٦٧٣ والمتوفى بدمشق سنة ٧٤٨ في «الكبائر» (ص ٥٣

١٤٢

ط دار مكتبة الحياة) قال :

وعن علي بن الحسين رضي‌الله‌عنهما أنه قال لولده : يا بني لا تصحبنّ قاطع رحم ، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع.

ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دمشق) قال :

قال علي بن الحسين لابنه ، وكان من أفضل بني هاشم : يا بني اصبر على النوائب ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له.

ومنهم العلامة الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ ط دار البشير بدمشق) قال :

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمد بن زكريا الغلابي ، نا العتبي ، نا أبي قال : قال علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٩ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :

وقال محمد بن زكريا الغلابي ، عن العتبي ، عن أبيه : قال علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة محمد الخضر حسين في «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط التعاونية) قال :

قال زين العابدين لابنه وهو يعظه : يا بني اصبر على النائبة ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى شيء ضرره أعظم من منفعته له.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة ٣٢٨ في

١٤٣

«تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين» (ص ٢٢٣ تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم ط مكتبة القرآن ، القاهرة)

فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، إلا أن فيه «للحتوف ولا تجب أخاك من الأمر إلى ما مضرته عليك أكثر من منفعته لك».

١٤٤

كثرة بكائه عليه‌السلام

ذكر كثرة بكائه عليه‌السلام جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمد بن أحمد ، أنا أبو الحسن البناني ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن أبي حمزة محمد بن يعقوب ، عن جعفر بن محمد قال : سئل علي بن حسين عن كثرة بكائه؟ فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب عليه‌السلام فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم يعلم أنه مات ، وقد رأيت أبي وأربعة عشر رجلا من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبدا (١).

__________________

(١) قال الفاضل المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» ص ١٢٥ ط دار التركي : وهناك ظاهرتان بارزتان في إمامة زين العابدين أولهما المذهب السلوكي الذي أراده ، ولم يتخذ له طريقة الوعظ اللفظي أو الإرشاد والإصلاح الكلامي من على المنابر ، وما كانت السيادة الأموية إذ ذاك تبيح لأبناء آل البيت أن يجهروا بأصواتهم على المنابر من جديد ، وإنما اتخذ طريقة التوجيه الروحي والعمل القلبي أو التأثير النفسي : طريقة الابتهال والدعاء الذي وضع له صحيفته المشهورة : «الصحيفة السجادية». وقد ضمنها ٥٤ دعاء ينبث في عبادات

١٤٥

__________________

الصلاة والصيام والحج وفي الاستعاذة والإستخارة ومواقف الملمات والتوبة ...

والظاهرة الثانية : سنة البكاء التي انتهجها لشيعته ، فهو قد بكى أباه الحسين ومن كان معه من شهداء كربلاء ، بكى وبكى كما بكى نوح قومه المقضي عليهم بالطوفان ، وكما بكى يعقوب ابنه يوسف المغرر به ، وكما بكى يحيى خوف نار جهنم ، وكما بكت فاطمة النبي أباها بعد وفاته ... بل كما بكى آدم غبّ ارتكاب المعصية. ومما ينسب إليه في سنة البكاء هذه قوله : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين حتى تسيل على خديه بوّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه على خديه فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوّأه الله منزلة صدق ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خديه من فرط ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وأمّنه يوم القيامة من عذاب النار.

نعم إن عصر زين العابدين كان عصر اللوعة الغضة على دماء الحسين والندم على ما فات من تقاعس على نصرة آل البيت ، عصر حركة التوابين بقيادة سليمان بن سرد للأخذ بالثأر ، عصر الزفرات التي عبّر عنها الشاعر بقوله :

نحن بني المصطفى ذوو غصص

يجرعها في الأنام كاظمها

عظيمة في الأيام محنتنا

أولنا مبتلى وآخرنا

يفرح هذا الورى بعيدهم

ونحن أعيادنا مآتمنا

والناس في الأمن والسرور وما

يأمن طول الزمان خائفنا

وما خصصنا به من الشرف الطا

ئل في الأنام آفتنا

وما خصصنا به من الشرف الطا

ئل في الأنام آفتنا

يحكم فينا والحكم لنا

لا لجاحدنا حقنا وغاصبنا

وقال الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» ج ١ ص ٢٣ ط الهيئة المصرية العامة للكتاب» قال :

وقد اختار على زين العابدين بن الحسين أن يعلم الناس وأن يفقههم بأمور دينهم ، وأخذ أولاده بالنظر في علوم الدين ، وأعدهم ليكونوا من بعده أئمة صالحين.

وقد كان علي زين العابدين هو أصغر آل البيت في كربلاء ... أنقذه مرضه واستماتة السيدة زينب دفاعا عنه ، وكان القتلة قد ذبحوا آل البيت من الذكور لم يرحموا أحدا حتى

١٤٦

وقال أيضا :

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشا بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن مروان ، أنا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، أنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن يعقوب بن براز ، عن جعفر بن محمد قال : سئل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن كثرة بكائه؟ فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب فقد سبطا من ولده ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٩ ط دار الفكر بدمشق) قال :

وعن جعفر بن محمد : سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه؟ فقال : لا تلوموني ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٩ ط بيروت) قال :

__________________

الأطفال ، وشردوا نساء رسول الله في الفلوات ... ثم ساقوهن في موكب وحشي من كربلاء إلى دمشق يتقدمهن رأس سيد الشهداء على اسن حربة.

كل تلك الذكريات الفاجعة ظلت تعيش في أعماق علي زين العابدين ، وصورة أبيه لا تفارق عينيه ... عبد صالح خرج يطلب العدل للناس ويناضل لاسترداد حقوقهم وحريتهم ، وبايعوه على أن ينصروه ليسترد لهم شرفهم وكبرياءهم وإذا بهم يخذلونه ويسلمونه وآل بيته إلى ظالميهم!

من أجل ذلك رفض علي زين العابدين طلب شيعة آل البيت في العراق أن ينهض من المدينة كما نهض أبوه ، وصرف زين العابدين عنه هؤلاء أولئك الذين استنهضوه فقد وعى ما حدث لأبيه في العراق ... وظل يوصي ولديه محمد الباقر وزيدا ألا ينخدعا باستنهاض أهل العراق ، ففي مأساة الحسين عبرة!

١٤٧

وقال أبو حمزة محمد بن يعقوب بن سوار ، عن جعفر بن محمد : سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه ، فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب فقد سبطا من ولده ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٧ ط القاهرة) قال : وحول تعبده وعبادته ، فإن زين العابدين وصف بأنه بكاء ، لأنه كان يبكي من كثرة الخوف من الله.

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٣٢٤ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة ١٤٠٧) قال :

حدثنا أحمد ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن يعقوب بن سوار ، عن جعفر بن محمد رضي‌الله‌عنه قال : سئل علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي‌الله‌عنه عن كثرة بكائه ، قال ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ابن عساكر.

١٤٨

مستدرك

ما قال فيه عليه‌السلام أعيان الصحابة والتابعين وغيرهم

منها

ما قاله الزهري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٤ ط دار البشير بدمشق) قال :

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا محمد بن أبي عمر ، أنبأنا سفيان قال : قال الزهري : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين. قال سفيان : وقال الزهري : ما كان أكثر مجالستي علي بن الحسين ، وقال أبو زرعة : مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ، ولكنه قال أبو زرعة : ولكن كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد المابيوردي ، قالا : أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي ، أنبأنا محمد بن يحيى ، أنبأنا أبو اليمان أنبأنا سعيد بن الزهري ،

١٤٩

حدثني علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ـ وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان وعبد الملك بن مروان.

وقال فيه أيضا :

أخبرنا أبو محمد ، أنبأنا أبو محمد ، أنبأنا أبو الميمون ، أنبأنا أبو زرعة ، حدثني حكم ابن نافع ، أنبأنا شعيب [كذا في الأصل] أبي مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ، أنبأنا أبو منصور النهاوندي ، أنبأنا أبو العباس النهاوندي ، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني علي بن الحسين وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان وعبد الملك.

وقال فيه أيضا :

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرمة الدقاق ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن بن المنفور ، أنبأنا عيسى بن علي إملاء ، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي ، أنبأنا محمد بن عبد الملك ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين عليهما‌السلام.

ورواه بأسانيد أخرى ومن أراد الإطلاع عليها فليراجع هناك.

ومنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٤ ط دار الفكر بدمشق) قال :

قال الزهري : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين ، قال : وكان من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم طاعة ، وأحبهم إلى مروان وعبد الملك.

١٥٠

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الله الأنصاري في «خلاصة التهذيب» (ص ٢٣١ ط القاهرة) قال :

قال الزهري : ما رأيت قرشيا أفضل منه وما رأيت أفقه منه.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة : أصح الأسانيد الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي.

ومنهم العلامة أبو الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال :

قال الزهري : ما رأيت أحدا أفقه من زين العابدين لكنه قليل الحديث.

ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٨٦ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :

وقال معمر ، عن الزهري : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين.

وقال أيضا في ص ٣٨٨ :

وقال أبو بكر ابن البرقي : ونسل الحسين بن علي كله من قبل علي الأصغر ، وأمه أم ولد ، وكان أفضل أهل زمانه. وأما الزهري فحكي عنه أنه قال : ما رأيت هاشميا أفضل منه.

ومنهم الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ق ١٧٥ نسخة جستربيتي) قال :

عن الزهري كان أكثر مجالستي مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ، ولكنه كان قليل الحديث. وقال شعيب عن الزهري : كان علي بن الحسين من أفضل

١٥١

أهل بيته.

ومنهم الشيخ جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥ ط دار الكتب السلفية) قال : فهذه شهادة الزهري له بالعلم والفقه ، فإنه قد روي عنه قوله : لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا أفقه منه. وكفى بهذه الشهادة لزين العابدين من شهادة تثبت فضله وفقهه رحمه‌الله تعالى.

ومنهم الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :

قال الزهري : ما رأيت أحدا أفقه من علي بن الحسين ولكنه كان قليل الحديث.

وروى عنه أيضا في ص ٢٧ أنه قال : ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين.

ومنهم العلامة أحمد بن محمد الشيباني في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

حدثنا عبد الله ، حدثنا عمر بن محمد الناقد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال الزهري : لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

ومنهم الحافظ شمس الدين الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج ١ ص ١١١ ط الكويت) قال :

قال الزهري : ما رأيت أحدا أفقه منه لكنه قليل الحديث. وقال أبو حاتم الأعرج : ما رأيت هاشميا أفضل منه.

ومنهم الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين المتوفى سنة ٣٨٥ في كتابه «تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم» (ص ٢٠٦ ط دار الكتب العلمية

١٥٢

في بيروت سنة ١٤٠٦) قال :

أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، أخبرنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدي ، قال : أخبرنا سفيان ، عن الزهري ، قال : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن حسين لكن كان قليل الحديث.

ومنهم علامة التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد المرواني الأصفهاني المتوفى سنة ٣٥٦ في «الأغاني» (ج ١٤ ص ١٧٢ ط دار الفكر)

حدثني البالحيدي ، قال : حدثني محمد بن عمر السندي ، قال حدثني سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.

ومنهم العلامة أحمد بن علي الشهير بابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ في «تقريب التهذيب» (ج ٢ ص ٣٥) قال :

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين ، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور ، قال ابن عيينة : عن الزهري : ما رأيت قرشيا أفضل منه ، من الثالثة ، مات سنة ثلاث وتسعين ، وقيل غير ذلك.

ومنهم العلامة محمد بن داود البازلي الكردي الحموي الشافعي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق ٧٩ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

قال الزهري : ما رأيت قرشيا ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة جمال الإسلام إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ق ١٧ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

قال الزهري : ما رأيت قرشيا أفضل ـ فذكر مثل ما تقدم.

١٥٣

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «طبقات الحفاظ» (ص ٣٧ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسين ، وأبو الحسن أو أبو محمد أو أبو عبد الله المدني زين العابدين.

قال الزهري : ما رأيت قرشيا أفضل منه ولا أفقه.

وقال أيضا مثله في كتابه «عجائب القرآن» ص ٥٥ ط الزهراء لإعلام العربي.

أصح الأسانيد عند الزهري

عن علي بن الحسين عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٧ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرني أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، نا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : أصح الأسانيد كلها : الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٥ ط دار الفكر) قال :

قال أبو بكر بن أبي شيبة : أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.

ومنهم الحافظ السيوطي في «طبقات الحفاظ» (ج ١ ص ٣٧ ط بيروت) قال :

١٥٤

وقال ابن أبي شيبة : أصح الأسانيد ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الحافظ الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر ابن إبراهيم العراقي الكردي المتوفى سنة ٨٠٦ في «شرح الألفية المسماة بالتبصرة والتذكرة ـ له أيضا» (ص ٢٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

وقيل زين العابدين عن أبه

عن جده وابن شهاب عنه به

أي وقيل أصح الأسانيد ما رواه ابن شهاب المذكور عن زين العابدين ، وهو علي ابن الحسين عن أبيه الحسين عن جده علي بن أبي طالب ، وهو قول عبد الرزاق. وروي أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة ، فقوله وابن شهاب عنه به أي عن زين العابدين بالحديث ، وابن مرفوع على الابتداء والواو للحال ، أي في حال كون ابن شهاب راويا للحديث عنه.

ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠ ص ٣٨٨ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :

وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، قال : أصح الأسانيد كلها : الزهري عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي.

ومنها

قول مالك

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٦ ط دار البشير

١٥٥

بدمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن ابن قيس ، نا أبو العباس ، نا أبو نصر بن الحيان ، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم ، أنا أبو غسان عبد الله بن محمد المكي ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا ابن وهب ، عن مالك قال : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل علي بن الحسين ، وهو ابن أمة.

ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠ ص ٣٨٧ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :

قال ابن وهب عن مالك : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الشيخ جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥ ط دار الكتب السلفية) قال : وقال مالك : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثل ما تقدم ، إلا أنه ليس فيه «وهو ابن أمة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :

وقال مالك بن أنس : لقد أحرم علي بن الحسين ، فلما أراد أن يقول : لبيك ، قالها فأغمي عليه حتى سقط من أعلى ناقته ، وروي أنه قال : أخشى أن أقول : لبيك ، فيقول : لا لبيك ، وقال مالك ، إنه كان يصلي في كل يوم وليلة مئات الركعات إلى أن مات.

١٥٦

ومنها

قول أبي حازم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٥ ط دار البشير بدمشق) قال :

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أنبأنا عبد الله ابن أحمد ، حدثني أبو معمر ، أنبأنا ابن أبي حازم ، قال : سمعت أبا حازم يقول : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.

ومنهم أبو الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال : وقال أبو حازم الأعرج ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة ابن منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٠ ط دار الفكر بدمشق) قال :

ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين.

ومنهم الحافظ جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٢٨٧ ط بيروت) قال :

وقال عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه : ما رأيت هاشميا ـ فذكر مثل ما تقدم.

١٥٧

ومنها

قول سعيد بن المسيب

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشيخ أبو الفلاح عبد الحي في «الشذرات» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال : وعن سعيد بن المسيب قال : ما رأيت أورع منه.

ومنهم الشيخ أحمد بن عبد الله الأنصاري في «خلاصة تهذيب الكمال» (ص ٢٣١ ط القاهرة) قال :

وقال ابن المسيب : ما رأيت أورع منه.

ومنهم جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في «طبقات الحفاظ» (ص ٣٧ ط بيروت) قال :

وقال سعيد بن المسيب : ما رأيت أورع منه.

ومنهم العلامة الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج ١ ص ١١١ ط الكويت) قال :

وعن ابن المسيب قال ـ فذكر مثله.

ومنهم العلامة ابن منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٦ ط دار الفكر بدمشق) قال :

قال صالح بن حسان : قال رجل لسعيد بن المسيب : ما رأيت أحدا أورع من فلان ، قال : هل رأيت علي بن الحسين؟ قال : لا. قال : ما رأيت أحدا أورع منه.

١٥٨

ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠ ص ٣٨٩ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :

وقال الهيثم بن عدي ، عن صالح بن حسان ، قال رجل لسعيد بن المسيب : ما رأيت أحدا أورع من فلان. قال : هل رأيت علي بن الحسين؟ قال : لا ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :

قال سعيد بن المسيب : ما رأيت أورع من علي بن الحسين.

ومنها

قول يحيى بن سعيد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٦ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسين ابن الفرا ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، قال : قال زبير : قال عمي مصعب ابن عبد الله : ذكر حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد قال : سمعت علي بن الحسين ـ وكان أفضل هاشمي أدركته ـ يقول : يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا بحبكم حتى صار علينا عارا.

قرأت على ابن غالب وأبي عبد الله ابني البنا ، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، أنا علي بن محمد حزقه ، أنا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : رأيت في كتاب علي بن المديني ، سمعت يحيى بن سعيد قال : ذكر يحيى بن سعيد الأنصاري

١٥٩

علي بن الحسين فذكره بخير.

ومنهم العلامة ابن منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :

قال يحيى بن سعيد : سمعت علي بن الحسين ـ وكان أفضل هاشمي أدركته ـ يقول ـ فذكر الحديث.

ومنها

قول زيد بن أسلم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٥ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، نا أبو الفضل بن البقال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا حسين بن علي ، عن الوليد بن علي ، عن زيد بن أسلم قال : ما جالست في أهل القبلة مثله ـ يعني علي ابن الحسين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ابن جعفر ، نا يعقوب ، نا زيد بن بشر ، أخبرني ابن وهب ، نا ابن زيد قال : كان أبي يقول : ما رأيت مثل علي بن الحسين فيهم قط.

ومنهم الحافظ جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٢٨٧ ط بيروت) قال :

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه : ما رأيت فيهم مثل علي بن

١٦٠