إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٨

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

محمد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللبناني ، أنا أبو بكر ابن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، حدثني عبد الله بن صالح العجلي ، قال : أبطأ على علي بن الحسين ابن أخ له كان يأنس به ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٣ ط بيروت) قال :

وقال علي بن موسى الرضى : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي بن الحسين : إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل.

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن عبيد الله القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة ٥١٠ والمتوفى بها سنة ٥٩٧ في كتابه «غريب الحديث» (ج ٢ ص ٣٣٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

وقال علي بن الحسين في «المستلاط» أنه لا يرث. يعني الملصق بالرجل في النسب الذي ولد لغير رشدة.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٥ ص ١٦٩ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فطر ، عن ثابت الثمالي قال : سمعت أبا جعفر قال : دخل علي بن حسين الكنيف وأنا قائم على الباب وقد وضعت له وضوءا ، قال فخرج فقال : يا بني ، قلت : لبيك ، قال : قد رأيت في الكنيف شيئا رابني ،

١٠١

قلت : وما ذاك؟ قال : رأيت الذباب يقعن على العذرات ثم يطرن فيقعن على جلد الرجل فأردت أن أتخذ ثوبا إذا دخلت الكنيف لبسته. ثم قال : لا ينبغي لي شيء لا يسع الناس.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دار الفكر) قال :

قال علي بن الحسين : الفكرة مرآة تري المؤمن حسناته وسيئاته.

ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو القاسم السمياطي ، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي ، أنبأنا أبو هاشم زهرة بن محمد الغساني ، أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق ، أنبأنا الحسين ابن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين ، قال : سمعت علي بن الحسين يقول ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن مكرم ، وفيه «تورى» بالتاء.

ومن كلامه عليه‌السلام

وقد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ١٠٤ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

وقال رضي‌الله‌عنه : أربع عزهن ذل : البنت ولو مريم ، والدّين ولو درهم ، والغربة ولو ليلة ، والسؤال ولو أين الطريق.

١٠٢

ومن كلماته عليه‌السلام

نقلها بعض الأعلام في كتبهم :

فمنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز للعلامة السمهودي (ص ٩٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال في تعليقه على كلامه عليه‌السلام :

«جمال الرجل فصاحة لسانه».

وأخرجه ابن لال ، بلفظ : «الجمال في الرجل اللسان» وفي إسناده محمد بن زكريا الغلابي ، وهو ضعيف جدا. وأورده السيوطي بهذا اللفظ في الصغير ، وعزاه للحاكم ، عن علي بن الحسين مرسلا ، وصححه.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤١ ط دار الفكر) قال :

سمع علي بن الحسين رجلا يغتاب رجلا فقال : إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار.

ومنهم المؤرخ الكبير ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ٨ ص ١٨٣ نسخة جستربيتي) قال :

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن أبي عثمان ، أنبأنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنبأنا أبو علي بن صفوان البردعي ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدثني حسين بن عبد الرحمن ، قال : سمع علي بن الحسين رجلا يغتاب رجلا فقال : إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار.

ومنهم الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في «مختصر منهاج القاصدين» (ص ٣٦٩ ط مكتبة دار التراث ، القاهرة):

١٠٣

فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ومنهم الحافظ المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ بدمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا علي بن المديني ، أنبأنا سفيان بن عيينة ، قال : قيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : من أعظم الناس خطرا؟ قال :

من يرض الدنيا خطرا لنفسه.

ومنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دار الفكر بدمشق) قال :

قيل لعلي بن الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٨ ط بيروت) قال :

قيل لعلي بن الحسين : من أعظم الناس خطرا؟ ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٥٦ ط دار الفكر) قال :

قال محمد بن علي : كان أبي علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول :

نراع إذا الجنائز قابلتنا

ونلهو حين تمضي ذاهبات

كروعة ثلة لمغار سبع

فلما غاب عادت راتعات

١٠٤

ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٢٤ ط دار البشير ، دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو محمد علي بن أحمد الموساني ، حدثني أبي أحمد بن موسى ، حدثني موسى بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني محمد بن علي قال : كان علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول ـ فذكر مثل ما تقدم في «مختصر تاريخ مدينة دمشق».

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

وقال رضي‌الله‌عنه : من قنع بما قسم الله فهو من أغنى الناس.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٧ ط القاهرة) قال :

وكان زين العابدين يقول : «من قنع بما قسم له ، فهو أغنى الناس» و «الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين».

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٤ ط دار الفكر) قال :

وحدث علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد قال : كان علي بن الحسين إذا سار على بغلته في سكك المدينة لم يقل لأحد : الطريق وكان يقول : الطريق مشترك ، ليس لي أن أنحي أحدا عن الطريق.

ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٧ ط دار البشير بدمشق) قال :

١٠٥

أنبأنا أبو محمد الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفضل وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الحمصان ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن خالويه ، أنبأنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، أنبأنا داود بن سليمان الداري ، حدثني علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد قال : كان علي بن الحسين إذا سار على بغلته في سكك المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

من كلامه في حب أهل البيت

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٨٧ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :

وقال أبو معاوية الضرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن علي بن الحسين أنه قال : يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام ، ولا تحبونا حب الأصنام ، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا.

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة :

فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٣٨٣ ط مصر) قال :

قال علي بن الحسين : ما صاحب البلاء الذي قد طال به أحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.

١٠٦

ومنهم الفاضل المعاصر عدنان علي شلاق في «فهرس الأحاديث والآثار لكتاب الكنى والأسماء للدولابي» (ص ١٧ ط عالم الكتب ، بيروت) قال :

إذا رأيتم الحريق فكبروا ... علي بن الحسين أبو ميسرة ١٣٧ ٢

من كلامه في عبادة العبيد

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ١٠٢ وج ١٩ ص ٤٨٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :

وكان يقول : إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.

ومنهم الحافظ العلامة ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم ، نا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله ، نا أبو بكر الأنباري ، نا أحمد بن الصلت ، نا قاسم بن إبراهيم العلوي ، نا أبي ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ومنهم العلامة أبو الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٥ ط دار إحياء التراث العربي ، بيروت) قال :

ومن قوله : ان لله عبادا عبدوه رهبة ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

١٠٧

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة)

فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور الإفريقي.

ومنهم العلامة محمد الخضر حسين في «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط التعاونية) قال :

وقال : إن لله عبادا عبدوه رهبة ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم ، إلا أن فيه بلفظ «عبدوه».

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٥ ط دمشق) قال :

قال علي بن الحسين : إن للحق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشر دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخرق دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوتات الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة ، وما من شيء إلا وله دولة ، حتى تنتضي دولته ، فتعوذوا بالله من تلك الدول ، ومن الحيّات في النعمات.

ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد وأبو بكر محمد بن عبد الواحد

١٠٨

بن محمد وأبو الوفا المفضل بن المطهر بن المفضل بن بحر قالوا : أنبأنا أبو عمرو بن سندة ، أنبأنا أبي ، أنبأنا عمر بن الحسين البغدادي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن سعيد ، حدثني أبي ، أنبأنا حسين بن مخارق ، عن عبد الله بن العنبري ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال ـ فذكر مثل ما تقدم ، وفيه «للحمق» بدل للحق و «حتى تنقضي» بدل حتى تنتضي و «فنعوذ بالله» بدل فتعوذوا بالله و «من الحياة في النقيمات» بدل ومن الحيّات في النعمات.

ومن كلامه في ذم التكبر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة صدر الأئمة صدر الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في «مناقب أبي حنيفة» (ج ٢ ص ٤١٠ ط دار الكتاب العربي ، بيروت) قال :

وبه عن علي بن الحسين قال : قال : ما أتيت مجلسا أريد أن أتكبر فيه إلا افتضحت.

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص ٢٣ ط مكتبة ابن سينا ، القاهرة) قال :

وقال علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليهما : هلك من ليس له حكيم يرشده ، وذل من ليس له سيف يعضده.

١٠٩

ومن كلامه عليه‌السلام

في القنوط من رحمة الله

رواه جماعة من الأعلام :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٥ ط دار الفكر) قال :

قال المدائني : قارف الزهري ذنبا فاستوحش من ذلك ، وهام على وجهه ، فقال له علي بن الحسين : يا زهري ، قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أعظم عليك من ذنبك ، فقال الزهري الله أعلم حيث يجعل رسالاته ، فرجع إلى ماله وأهله.

وقال أيضا في ص ٢٤٦ :

وعن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ ، فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال : لا يظلني سقف بيت ، فمر به علي بن الحسين فقال : يا بن شهاب قنوطك أشد من ذنبك ، فاتق الله واستغفر ، وابعث إلى أهله بالدية ، وارجع إلى أهلك ، فكان الزهري يقول : علي بن حسين أعظم الناس علي منة.

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٧ ط دار البشير بدمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمد بن موسى ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني قال : قارف الزهري ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

١١٠

وقال أيضا :

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيويه ، نا أبو إسحاق الجلاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، نا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٥ ص ١٦٥ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

أخبرنا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال : لا يظلني سقيف بيت ـ فذكر مثل ما تقدم بعينه.

ومن كلامه عليه‌السلام

ذكره جماعة من الأعلام :

فمنهم العلامة محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط التعاونية) قال :

وقال : الناس من بين مغمور بالجهل ، ومفتون بالعجب ، ومعدول بالهوى عن التثبت ، ومصروف بسوء العادة عن تفضيل التعلم.

ومن كلامه عليه‌السلام

في أهل الفضل والصبر وجيران الله تعالى

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١١٨ و ١١٩ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي

١١١

المتوفى سنة ٦٢٠ في «المتحابين في الله» (ص ١٠١ ط دار الطباع بدمشق عام ١٤١١ ـ ١٩٩١) قال :

أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا حمد بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبيد الله العرزمي ، حدثنا حفص بن عبد الله الحلواني ، حدثنا زياد بن سليمان ، عن عبد الحميد بن جعفر الفراء ، عن ثابت بن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم أهل الفضل. فيقوم ناس من الناس ، فيقال : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين؟ فيقولون : إلى الجنة. قالوا : قبل الحساب؟ قالوا : نعم. قالوا : من أنتم؟ قالوا : أهل الفضل. قالوا : وما كان فضلكم؟ قالوا : كنا إذا جهل علينا حلمنا ، وإذا ظلمنا صبرنا ، وإذا أسيء إلينا غفرنا. قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.

ثم ينادي مناد : ليقم أهل الصبر. فيقوم ناس من الناس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك ، فيقولون : نحن أهل الصبر. قالوا : وما كان صبركم؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله عزوجل. قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.

ثم ينادي مناد : ليقم جيران الله في داره ، فيقوم ناس من الناس وهم قليل ، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، قالوا : وبم جاورتم الله في داره؟ قالوا : كنا نتزاور في الله عزوجل ونتجالس فيه ونتباذل فيه. قالوا : أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.

ورواه صاحب «مناقب الأبرار» (ص ٢٦١ المصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة).

ورواه أيضا العلامة الشيخ أبو عبد محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة ١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة والنسبة الشريفة المصونة» (ص ١٢٦ ط المطبعة الفاسية).

١١٢

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٣٢٤ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة ١٤٠٧) قال :

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، نا سعيد بن سليمان ، نا سنان بن هارون ، نا ثابت الثمالي ، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى مناد : أين أهل الفضل ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ فيقوم عنق من الناس ، فتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون : إلى الجنة. فيقولون : قبل الحساب؟ فيقولون : نعم ، فيقولون : من أنتم؟ فيقولون : نحن الصابرون. فيقولون : وما كان صبركم؟ فيقولون : صبرنا على طاعة الله ، وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا إليه.

ومن كلامه عليه‌السلام

في الوصية لابنه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة ٣٢٨ في «تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين» (ص ٢٢٥ تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم ط مكتبة القرآن ، القاهرة) قال :

وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام لابنه : يا بني إن الله لم يرضك لي فأوصاك بي ، ورضيني لك فحذرني منك ، وإن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط فيه ، وخير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له.

١١٣

ومن كلامه عليه‌السلام

في الرياء وخلوص العمل

رواه جماعة من أعلام العامة :

فمنهم العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المشتهر بابن عباد الرندي الأندلسي النفري المتوفى سنة ٧٩٢ في «شرح الحكم العطائية» (ص ٢١١ ط مركز الاهرام للترجمة والنشر ، القاهرة) قال :

وقال علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه : كل شيء من أفعالك إذا اتصلت به رؤيتك فذلك دليل على أنه لا يقبل منك ، لأن القبول مرفوع مغيب عنك ، وما انقطعت عنه رؤيتك فذلك دليل على القبول.

ومن كلامه عليه‌السلام

في وصف المؤمن والمنافق

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي الأندلسي المتوفى سنة ٤٦٣ في «جامع بيان العلم وفضله» (ج ١ ص ١٣٦ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :

وعن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال : يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق. قلت : بلى جعلني الله فداك. فقال : إن المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم ، وينصت ليسلم ، لا يحدث بالسر والأمانة إلا صدقا ، ولا يكتم الشهادة للعبد ، ولا يحيف على الأعداء ، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يدعه حياء ، فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون ، وإن المنافق ينهى ولا ينتهي ويؤمر ولا يأتمر ، إذا قام إلى الصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا

١١٤

سجد نقر ، يمسي وهمته العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمته النوم ولم يسهر.

ومن كلامه عليه‌السلام

في بدء الطواف بالبيت الحرام

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج ١٢ ص ١١٠ و ١١١ عن كتب العامة ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى :

فمنهم العلامة السيد أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد الحسيني المغربي الفاسي المالكي في «تاريخ أم القرى» (ص ٨٥ الموجود في خزانة كتبنا) قال :

في ذكر بدو الطواف بهذا البيت المعظم وما ورد من طواف غير الآدميين من الملائكة وغيرهم ، روينا في «تاريخ الأزرقي» : ان بعض أهل الشام سأل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بمكة عن بدء الطواف بهذا البيت؟ فقال له علي ابن الحسين : أما بدء الطواف بهذا البيت ، فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) قالت الملائكة : أي رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون ، أي رب اجعل ذلك الخليفة منا ، فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتحاسد ونتباغض ولا نتباغى ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك. قال الله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) قال : فظنت الملائكة ما قالوا ردا على ربهم عزوجل وأنه قد غضب من قولهم ، فلا ذوا بالعرش ورفعوا رءوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون أسفا والغضية ، وطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر الله عزوجل إليهم ، فنزلت الرحمة عليهم ، فوضع الله تعالى تحت العرش بيتا على أربعة أساطين من زبرجد وغشافين بياقوتة حجرا وسمي البيت الصراح ، ثم قال الله عزوجل للملائكة : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش. قال : فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم ، وهو البيت

١١٥

المعمور الذي ذكره الله عزوجل ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ، ثم ان الله عزوجل بعث ملائكة فقال : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره ، وأمر الله من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور ، فقال الرجل : صدقت يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. انتهى.

وروينا نحوه بالمعنى مختصرا ، في كتاب النسب للزبير بن بكار قاضي مكة.

وروينا في «تاريخ الأزرقي» وغيره أخبارا تدل على طواف الملائكة بالبيت.

ومن كلامه عليه‌السلام في قصة زينب

زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

ذكره جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي في كتابه «أضواء البيان في إيضاح القرآن» (ج ٦ ص ٥٨١ ط عالم الكتب في بيروت) قال:

وذكر القرطبي عن علي بن الحسين أن الله أوحى إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن زيدا سيطلق زينب ، وأن الله يزوجها رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبعد أن علم هذا بالوحي قال لزيد : أمسك عليك زوجك. وأن الذي أخفاه في نفسه : هو أن الله سيزوجه زينب رضي‌الله‌عنها.

وقال أيضا في ص ٥٨٢ :

قال الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» وأسند إلى علي بن الحسين قوله : فعلي ابن الحسين جاء بهذا من خزانة العلم جوهرا من الجواهر ودرا من الدرر ، أنه إنما عتب الله عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك ، فكيف قال بعد ذلك لزيد «أمسك عليك زوجك» ، وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، والله

١١٦

أحق أن تخشاه. انتهى محل الغرض منه.

ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ١١ ص ٣٧١ ط دار الحكمة ، دمشق وبيروت سنة ١٤٠٢) قال :

روي عن علي بن الحسين رضي‌الله‌عنهم أجمعين أنه قال : أعلم الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له : «أمسك عليك زوجك واتق الله» عاتبه الله وقال له : أخبرتك أني مزوجكها ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه ، فالذي أخفاه الرسول ليس هو الحب ، وإنما أخفى ما أوحى الله إليه من أمر الزواج بها لحكمة عظيمة ، هي إبطال عادة التبني. ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعرف زينب من الصغر ، لأنها ابنة عمه ، وهي لا تحتجب عنه فمن كان يمنعه منها ، وكيف يقدم إنسان امرأة لشخص وهي بكر حتى إذا تزوجها وصارت ثيبا رغب فيها. ا ه

ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٤ ص ٢٦٩ المطبوع بهامش «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ، بيروت) قال :

عن علي بن الحسين : ان الله تعالى كان أعلم نبيه عليه‌السلام والصلاة أن زينب ستكون من أزواجه ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٤ ص ٢٦٩ ط دار الفكر ، بيروت)

فذكر القصة مثل ما تقدم.

بعض حكمه عليه‌السلام

١١٧

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ محمد بن فضائل بن عبد الساتر في «نديم الكرام ونسيم الغرام» (ق ٩٥ نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث باسلامبول) قال :

ومن حكمه : أحزم الملوك لا يلتمس من عدوه القتال ما وجد إلى غير القتال سبيلا ، فان القتال إنما النفقة فيه من الأنفس وسائر الأشياء النفقة فيها من الأموال ، إذا كان وزير السلطان يأمره بالمحاربة فيما يقدر على دفعه بالمسالمة فهو أشد أعدائه له عداوة ، لا شيء أهلك للسلطان من صاحب يحسن القول ولا يحسن العمل.

وقال :

ومنه [أي السجاد عليه‌السلام] إذا كان السلطان صالحا وكان وزراؤه وزراء سوء امتنع خيره من الناس ولا يجترئ عليه أحد ولا يدنو منه أحد ، وإنما مثله في ذلك مثل الماء الصافي الطيب الذي فيه التمساح ، فلا يستطيع الرجل أن يدخله وإن كان سابحا أو كان إلى الماء محتاجا.

وقال :

ومن حكمه : ليس أحد أحوج إلى المودة والتثبت من الملوك ، فإنما الولد بوالديه والمتعلم بالمعلم والجند بالقائد والناسك بالدين والعامة بالملوك والملوك بالتقوى.

وقال أيضا :

ومن حكمه : العاقل باستصغار [أي يعرف باستصغار] ما احتمل في دينه من مشقة أو أذى في جنب ما يصير إليه من روح الأبدان وراحته.

وقال أيضا :

١١٨

ومن حقائقه : صاحب الدين قد فكّر فعلته السكينة ، وسكن فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي فلم يهتم ، وخلع الدنيا فنجى من الشرور ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وانفرد فكفي الأحزان ، واطرح الحسد وظهرت له المحبة ، وسخت نفسه بكل فاستكمل العقل ، وأبصر العاقبة فأمن من الندامة ، فلم يخف الناس ولم يخففهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم.

وقال أيضا :

ومن حكمه : ليس من شهوات الدنيا ولذاتها شيء إلا وهو متحول أذى ومورث حزنا ، فالدنيا كالماء المالح ما يزداد صاحبه منه شربا إلا ازداد عطشا ، وكأحلام النائم تفرحه في منامه فإذا استيقظ انقطع الفرح ، وكالبرق يضيء قليلا ويذهب وشيكا ويبقى صاحبه في الظلام مقيما ، وكدودة الإبريسم التي لا تزداد على نفسها لفا إلا ازدادت من الخروج بعدا.

وقال أيضا :

ومن حكمه البالغة : العاقل حقيق بأن زهده في الدنيا علمه بأنه من نال منها كثر عناؤه فيه وحباله عليه واشتدت مرزيته عند فراقه وعظمت التبعة منه بعد فراقه ، وعلى العاقل أن يديم ذكره لما بعد هذه الدار ، وأن ينسبه إلى ما يسره منها ويستحي من مشاركة العجزة الجهال في حب هذه العاجلة الفانية التي من كان في يده شيء منها فليس له وليس بباق معه ، فليس بمنخدع بها إلا المغترون والغافلون ، ولا يتخذ عن العاقل بصحبته الأخلاء ولا الأحباء ، ولا يحرص على ذلك كل الحريص ، فإن صحبتم على ما فيها من السرور كثيرة الأذى والأحزان ، ثم يختم ذلك كله بعاقبة الفراق.

وقال أيضا :

١١٩

ومن حكمه : ليس للملك أن يمتنع من مراجعة كل من أصابته جفوة أو عقوبة عن جرم أجرمه أو ظلم ظلمه ، فإن امتناعه من ذلك مضر بأموره وأعماله ، ولكن عليه أن ينظر في أمر من يكون كذلك وما عنده وما يرجى منه ، فإن كان ممن يستعان به ويوثق برأيه وأمانته كان الملك أحق بالحرص على مراجعته منه.

وقال :

ومن وصاياه : ينبغي للسلطان أن لا يلج في تضييع حق ذوي الحق ووضع منزلة ذوي المروة ، ويستدرك ذلك رأيه في ذلك ، ولا يغره أن يرى في صاحبه المفعول ذلك به رضى وإقرارا ، فإن الناس في ذلك رجلان : رجل أضل طباعه الشراسة فهو كالحية إن وطئها الواطئ فلم تلدغه لم يكن جديرا أن تغره ذلك فيعود ، ورجل أصل طباعه السهولة فهو كالصندل البارد إذا أفرط في حكه عاد حارا يؤذي.

وقال في ص ٩٦ :

ومن حكمه : كثرة الأعوان إذا لم يكونوا متخيرين مضرة بالعمل ، فإن العمل صلاحه بصلاح الأعوان لا بكثرة الأعوان ، فإن حامل الحجر الثقيل يثقل نفسه ولا يجد به ثمنا ، وحامل الياقوت لا ثقل عليه منه وهو يجد به حاجته.

وقال فيه :

[ومنها] إذا لم يكن في ملك الملوك سرور رعيته كان ملكه ظلما.

وقال فيه أيضا :

[ومنها] لا ينبغي للرجل الفاضل المروءة أن يرى إلا في مكانين : إما مع النساك متبتلا ، وإما مع الملوك مكرما.

١٢٠