إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٧

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

قول النبي

لبعض حملة رأس الحسين عليه‌السلام : اذهب لا غفر الله لك

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ١٠٠ نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وعن أبي لهيعة قال : رأيت رجلا يقول في الطواف : اللهم اغفر لي ولا أراك فاعلا. قلت له : يا عبد الله اتّق الله ولا تيئس من رحمته ، فلو أن ذنوبك بعدد قطر السماء ثم استغفرت لوجدته رحيما. فقال لي : ادن مني ، فدنوت منه ، فقال : كنا خمسين رجلا ممّن قاتل الحسين ، وحملنا رأسه الى يزيد بعد أن لفّ في حرير ووضع في تابوت ، وكنا نضع التابوت ليلا ونشرب الخمر الى الصباح ، فذات ليلة شربوا ولم أشرب شيئا فبينا أنا نائم إذ سمعت صوت رعد ، فنظرت الى السماء وأبوابها مفتوحة ، وإذا أبونا آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد وجبرئيل وميكائيل ، فدنى جبرئيل من التابوت وفتحه وأخرج الرأس وقبّله ، ثم أخذه النبي وقبّله ، ثم قال جبرئيل : انّ الله عزوجل أمرني أن أطيعك فان أمرتني أن أجعل الدنيا عاليها سافلها لفعلت. فقال النبي : يا جبرئيل انّ لي موقفا ولهم موقفا بين يدي الملك الجبار ، وأنا الخصم والله عزوجل الحاكم العدل ، إذ أقبل فوج من الملائكة فقالوا : يا محمد ان الله يقرئك السلام ويأمرنا بقتل هؤلاء الخمسين. فقال النبي : شأنكم بهم ، فأقبل على كل رجل منهم ملك وبيده حربة ، فأقبل اليّ ملك فقلت : يا رسول الله الأمان. فقال : اذهب لا غفر الله لك ، فانتبهت مذعورا.

٣٤١

حديث

سطوع النور من تحت اجانة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ١٠١) قال :

قال الواقدي : لما حمل الشمر رأس الحسين عليه‌السلام جعله في مخلاة وذهب به الى منزله ، فوضعه على التراب وجعل عليه اجانة ، فخرجت امرأته ليلا فرأت نورا ساطعا عند الرأس الى عنان السماء ، فجاءت الى الاجانة فسمعت أنينا تحتها ، فجاءت الى شمر فقالت : رأيت كذا وكذا فأي شيء تحت الاجانة؟ قال : رأس خارجي قتلته وأريد أذهب به الى يزيد ليعطيني عليه ما لا كثيرا. قالت : ومن يكون؟ قال : الحسين ابن علي. فصاحت وخرت مغشية ، فلما أفاقت قالت : يا شر المجوس أما خفت من اله الأرض والسماء؟ ثم خرجت من عنده باكية ورفعت الرأس وقبلته ووضعته في حجرها ودعت نساء يساعدنها بالبكاء عليه ، وقالت : لعن الله قاتلك.

فلما جن الليل غلب عليها النوم ، فرأت كأن الحائط قد انشق بنصفين وغشي البيت نور وجاءت سحابة فإذا فيها امرأتان ، فأخذتا الرأس وبكتا ، فسألت عنهما فقيل : انهما خديجة وفاطمة. ثم رأت رجالا وفي وسطهم انسان وجهه كالقمر ليلة تمه ، فسألت عنه فقيل : محمد ، وعن يمينه حمزة وجعفر وأصحابه ، فبكوا وقبلوا الرأس ، ثم

٣٤٢

جاءت خديجة وفاطمة الى امرأة الشمر وقالتا لها : تمني ما شئت ، فان لك عندنا منّة ويدا بما فعلت ، فان أردت أن تكوني من رفقائنا في الجنة فأصلحي أمرك فانا منتظرون. فانتبهت من النوم ورأس الحسين في حجرها ، فجاء الشمر لطلب الرأس فلم تدفعه اليه وقالت له : يا عدو الله طلقني فإنك يهودي ، والله لا أكون معك أبدا. فطلقها فقالت : والله لا أدفع إليك هذا الرأس أو تقتلني ، فضربها ضربة كانت منيتها فيها وعجل الله بروحها الى الجنة.

٣٤٣

حديث

شيخ من قتلة الحسين عليه‌السلام ورأى النبي في المنام

أكحله من دم الحسين (ع) فعمي

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج ١١ ص ٥٥٣ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٩٩ نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وحكى الواقدي عن ابن الرماح قال : كان بالكوفة شيخ أعمى قد شهد قتل الحسين عليه‌السلام ، فسألناه يوما عن ذهاب بصره ، فقال : كنت من القوم الذين خرجوا على الحسين عليه‌السلام ، وكنا عشرة غير أني لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا رميت بسهم ، فلما قتل الحسين عليه‌السلام وحمل رأسه رجعت الى منزلي ونمت تلك الليلة ، فأتاني آت في منامي فقال : أجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقلت : مالي ولرسول الله؟ فأخذ بيدي وانتهرني ولزم بثيابي وانطلق بي الى مكان فيه جماعة ورسول الله جالس ، وهو مغتم معتجر حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ، وإذا أصحابي العشرة مذبوحين بين يديه ، فسلمت عليه فقال : لا سلام الله عليك ولا حياك يا عدو الله ، أما استحييت مني تهتك حرمتي وتقتل عترتي ولم ترع حقي؟ فقلت : يا رسول الله ما قتلت. قال : نعم ، ولكنك كثرت السواد ، وإذا بطشت عن يمينه فيه دم

٣٤٤

الحسين ، فقال : اقعد ، فجثوت بين يديه فأخذ مردودا فأحماه ثم كحل به عيني فأصبحت أعمى كما ترون.

حديث آخر

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج ١١ ص ٥٥٥ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ احمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الجعابي الحافظ ، قال : حدثني عبد الله بن بريد بن قطن بن هلال ، أبو محمد ، وأبو عبد الله الحسين بن علي السلولي قالا : نا محمد بن الحسن السلولي ، نا عمر بن زياد الهلالي ، عن أبي حصين ، عن شيخ من قومه من بني أسد قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام والناس يعرضون عليه ، وبين يديه طست فيها أسهم ودم ، وهو يلطخ الناس ، فقلت : بأبي أنت وأمي والله ما طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : كذبت ، قد هويت قتل الحسين. ثم أومأ بإصبعه إلي فأصبحت أعمى.

٣٤٥

حديث

رجل كان يبيع أوتاد الحديد لعسكر عمر بن سعد

سقاه علي عليه‌السلام في النوم قطرانا

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١١ ص ٥٥٤ وج ١٩ ص ٤١٣ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ١٥٧ ط دار الفكر) قال :

قال الفضيل بن الزبير : كنت جالسا [الى السدي] فأقبل رجل فجلس اليه ، رائحته القطران فقال له : يا هذا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قط. قال : فما هذه الرائحة؟ قا :كنت فيمن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلما جنّ عليّ الليل رقدت فرأيت في نومي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه علي ، وعلي يسقي القتلى من أصحاب حسين ، فقلت له : اسقني ، فأبى ، فقلت : يا رسول الله مره يسقني. فقال : ألست ممن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول الله ، والله ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، ولكني كنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فقال : يا علي اسقه. فناولني قعبا مملوءا قطرانا ، فشربت منه قطرانا ، ولم أزل أبول القطران أياما ، ثم انقطع ذلك البول عني ، وبقيت الرائحة في جسمي ، فقال له السدي : يا عبد الله ، كل من بر العراق ، واشرب من ماء الفرات ، فما أراك تعاين محمدا أبدا.

٣٤٦

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٤٢ ط دمشق) قال :

قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال : حدثنا الفضيل بن الزبير قال : ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

٣٤٧

قول علي

قاتل الحسين في تابوت من نار

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١١ ص ٣٣٠ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز ـ للعلامة السمهودي» (ص ١٦٠ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال في تعليقه على حديث «قاتل الحسين (ع) في ثوب من نار» :

أورده السخاوي في المقاصد الحسنة ، بلفظ «قاتل الحسين في تابوت من نار ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا». وقال : قد ورد عن علي مرفوعا.

أنظر : (المقاصد الحسنة ٧٥٣ ، وكشف الخفا ١٨٥٥).

ومنهم العلامة نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني الشافعي السمهودي المصري المولود سنة ٨٤٤ بسمهود والمتوفى سنة ٩١١ بالمدينة المشرفة في كتابه «الغماز على اللماز» (ص ١٦٠ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت):

رواه مثل ما تقدم عن «تعليقات كتاب الغماز».

٣٤٨

ومنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة ١٢٠٩ والمتوفى بها أيضا سنة ١٢٧٦ في كتابه : «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص ١٨٣ ط عالم الكتب في بيروت ١٤٠٣):

رواه مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان النفيسي الحنفي في «الفائق من اللفظ الرائق» ص ١٠٠ (والنسخة مصورة من مكتبة بايرلندة) قال :

روي أن قاتل الحسين في تابوت من نار.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ١٦٧ ـ المخطوط) قال :

وفي رواية علي : قاتل الحسين في تابوت من النار ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا.

٣٤٩

حديث

اضطرام النار في وجه ابن زياد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص ٨٤ ط عالم الكتب) قال :

وأخرج أيضا عن حاجب عبيد الله بن زيد قال : دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين ، فاضطرم في وجهه نار ، فقال هكذا بكمه على وجهه ، فقال : هل رأيت؟ قلت : نعم ، وأمرني أن أكتم ذلك. قال الهيثمي : حاجب عبيد الله لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

٣٥٠

حديث

عذاب رجلين من قتلة الحسين عليه‌السلام في الدنيا

قد تقدم نقل ما رواه أعلام العامة في ذلك في ج ١٩ ص ٣٨٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٢١) قال :

أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص بالموصل ، قال : أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن ابراهيم بن نبهان ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد ، قال : حدثني أبو يوسف يعقوب بن خضر المتطبب ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن أبيه قال : أدركت من قتلة الحسين رضي‌الله‌عنه رجلين ، أما أحدهما فان الله طول ذكره ، فكان يحمله على عاتقه ، وأما الآخر فكان يأتي عزلاء الراوية فيضعها على فيّه حتى يستفرغها ويصيح : العطش العطش ، ويدور الى الجانب الآخر من الراوية فيستفرغها ، ولا يروى ، وذلك أنه نظر الى الحسين وقد أهوى الى فيه وهو يشرب فرماه بسهم ، فقال الحسين : مالك لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا

٣٥١

أخبرنا أبو المظفر حامد بن العميد بحلب وأبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس ، ومحفوظ بن هلال الرسعني برأس عين ، قالوا : أخبرنا شهدة بنت أحمد بن فرج الكاتبة. قال محفوظ : إجازة ، قالت : أخبرنا طراد بن محمد الزينبي ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي بن صفوان ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا اسحق بن اسماعيل ، قال : أخبرنا سفيان ، قال : حدثتني جدتي أم أبي قالت : أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين ، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان : أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٣٨ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

وقال إسحاق بن اسماعيل ، عن سفيان بن عيينة : حدثتني جدتي أم أبي ، قالت : شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي ، قالت ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

٣٥٢

قاتل الحسين

يعذب بالعطش الى يوم القيامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٤٣) قال :

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا علي بن أبي محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، قال : حدثنا أسد بن القاسم الحلبي ، قال : رأى جدي صالح بن الشحام بحلب رحمه‌الله ، وكان صالحا دينا ، في النوم كلبا أسود ، وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره ، فقلت : هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة ، وهممت لأفعل ذلك ، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه ، يا صالح لا تسقه ، هذا قاتل الحسين بن علي ، أعذبه بالعطش الى يوم القيامة.

ومنهم العلامة مؤلف «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٠٢ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

قال أسد بن القاسم الحلبي : رأى جدّي صالح بن الشحام ، وكان صالحا دينا في النوم كلبا أسود ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

٣٥٣

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ١٥٧ ط دار الفكر) قال :

وعن أسد بن القاسم الحلبي قال : رأى جدي صالح بن الشحام بحلب في النوم كلبا أسود ، وهو يلهث عطشا ـ فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» بعينه.

٣٥٤

حديث

رجل ممن شهد قتل الحسين عليه‌السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة في ج ١١ ص ٥٣٦ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٤٠ ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة ، قال : أنبأنا أبو القاسم بن محمد بن حسين ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسن ابن النخاس ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا خيثمة ، قال : حدثنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة ، قال : حدثنا عبيد بن جنّاد ، قال : حدثنا عطاء بن مسلم ، عن ابن السدي ، عن أبيه قال : كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلاء. قال : فنزلنا برجل من طي. قال : فقرب إلينا العشاء. قال : فتذاكرنا قتلة الحسين. قال : فقلنا : ما بقي أحد ممن شهد قتلة الحسين إلّا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء. قال : فقال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة ، تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتل الحسين الّا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء ، وأنا لممن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مال منه. قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام ، قال : وكان السراج يوقد ، قال : فيذهب ليطفأ ، قال : فيذهب

٣٥٥

ليخرج الفتيلة بإصبعه ، قال : فأخذت النار بإصبعه. قال : فمدها الى فيه فأخذت بلحيته ، قال : فأحضر الى الماء حتى ألقى نفسه. قال : فرأيته يتوقد فيه حتى صار حممة.

ومنهم العلامة صاحب كتاب «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٠٢) قال :

قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البر بها ، فعمل لنا شيخ من طي طعاما ـ فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ٧ ص ١٥١ ط دمشق) قال :

وعن السدي قال : كنا غلمة نبيع البزّ في رستاق كربلاء ـ فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ١٠٠):

روى عن هشام بن محمد عن القاسم بن الأصبع المجاشعي ـ فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» باختلاف في اللفظ.

ومنهم المولوي علي بن سلطان القاري في «شرح الشفاء ـ للقاضي عياض» (ج ٣ ص ١٩١ المطبوع بهامش «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ـ بيروت) قال :

وذكر أبو الربيع ابن سبع في مناقب الحسين بن علي ، عن يعقوب بن سفيان ، قال : كنت في ضيعتي ، فصلينا العتمة ثم جلسنا في البيت ونحن جماعة ، فذكروا الحسين بن علي ، فقال رجل : ما من أحد أعان على قتل الحسين الّا أصابه عذاب قبل أن يموت ،

٣٥٦

وكان في البيت شيخ كبير فقال : أنا ممن شهدها وما أصابني أمر أكرهه الى ساعتي هذه ، فطفئ السراج ، فقام لإصلاحه ففارت النار فأخذته ، فجعل يبادر نفسه الى الفرات ينغمس فيه ، فأخذته النار حتى مات. ثم قال : قلت : بل جمع له بين الإحراق والإغراق.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٣٦ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

وقال عمر بن شبة النميري : حدثني عبيد بن جناد ، قال : أخبرني عطاء بن مسلم ، قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البن بها ، فعمل لنا شيخ من طي طعاما فتعشينا عنده ، فذكرنا قتل الحسين ، فقلنا : ما شرك في قتله أحد إلّا مات بأسوإ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق ، فأنا ممن شرك في ذلك ، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد ، فنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها ، فذهب يطفئها بريقه ، فأخذت النار في لحيته ، فغدا فألقى نفسه في الماء ، فرأيته كأنه حممة.

أخبرنا بذلك أبو العز الحراني بمصر ، فقال : أنبأنا أبو الفرج بن كليب ، قال : أخبرنا أبو علي بن نبهان ، قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، قال : حدثني عمر ابن شبة ، فذكره.

ورواه أحمد بن العلاء أخو هلال بن العلاء ، عن عبيد بن جناد ، عن عطاء بن مسلم عن ابن السدي ، عن أبيه.

رواه أبو السكين الطائي ، عن عم أبيه زحر بن حصن ، عن اسماعيل بن داود من بني أسد ، عن أبيه ، عن مولى لبني سلامة ، قال : كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل ، فقلنا : ما أحد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى تصيبه بلية ، ومعنا رجل من طيّ ، فقال الطائي : فأنا ممن أعان على قتل الحسين ، فما أصابني إلّا

٣٥٧

خيرا. قال : وعشي السراج فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سباحته ، فمر يعدو نحو الفرات ، فرمى بنفسه في الماء فأتبعناه ، فجعل إذا انغمس في الماء رفرفت النار على الماء ، فإذا ظهر أخذته حتى قتلته.

أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة وأبو الحسن بن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ ، قال : أخبرنا أبو العلاء الوراق هو محمد بن الحسن بن محمد ، قال : حدثنا بكار بن أحمد المقرئ ، قال : حدثنا الحسين بن محمد الأنصاري ، قال : حدثني محمد بن الحسن المدني ، عن أبي السكين البصري ، فذكره.

ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص ٨٤ ط عالم الكتب) قال :

وقال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» : قرأت على أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح ابن عبد السلام أن هبة الله بن الحسن أخبرهم قال : أنا أحمد بن محمد البزار ، أنا علي ابن عيسى إملاء ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ ، حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ، أنا عمر بن شبة ، أنا عبيد بن جناد ، أخبرني عطاء بن مسلم قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البز بها ، فعمل لنا رجل من طي طعاما ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» ، ثم قال : قلت : السدي راوي هذه الكرامة هو السدي الكبير ، وهو ثقة بخلاف السدي الصغير فهو هالك ، والكرامات التي ظهرت عند مقتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما فيمن قتله أو أعان عليه كثير يطول تتبعها.

٣٥٨

ذهاب عقل

سنان بن انس فكان يأكل ويحدث مكانه

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ١٥١ ط دار الفكر) قال :

حدث شيخ من النخع قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم ، فقام قوم فذكروا ، وقام سنان بن أنس ، فقال : أنا قاتل حسين ، فقال : بلاء حسن ، ورجع الى منزله فاعتقل لسانه ، وذهب عقله ، فكان يأكل ويحدث مكانه.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٤١ ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي ببغداد ، قال : حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن أحمد ، قال : زحدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن عبد الله المكي ، قال : حدثنا محمد ابن زنبور ، قال : حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش ، قال الكلبي : رأيت سنان بن أوس الذي قتل الحسين عليه‌السلام يحدث في المسجد شيخ كبير قد ذهب عقله.

٣٥٩

ومنهم العلامة أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٨٤ نسخة مكتبتنا بقم) قال :

قال الواقدي : وجاء سنان بن انس وقيل الشمر ، ووقف على باب فسطاط عمر بن سعد وقال :

املأ ركابي فضّة وذهبا

اني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا

وخيرهم إذ ينسبون نسبا

فناداه عمر بن سعد : مجنون أنت.

وذكر ابن سعد في الطبقات : ان سنان بن انس النخعي جاء الى باب ابن زياد وأنشد هذه الأبيات ، فلم يعطه ابن زياد شيئا.

٣٦٠