إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٧

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

أخبروني ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته ، أو بقصاص من جراحة؟».

فأخذوا لا يكلمونه لأنه أقام عليهم الحجة ، فنادى :

يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار واخضرّ الخباب (لحاء الشجر) وطمّت الجمام (فاض الماء الكثير) وإنما تقدم على جند لك فأقبل.

فقالوا : لم نفعل ، لم نفعل ، فقال : سبحان الله ، بلى والله لقد فعلتم ، ثم قال : فدعوني أنصرف عنكم الى مأمني من الأرض ، فقال له قيس بن الأشعث : أولا تنزل على حكم بني عمك ، فإنهم لن يروك الا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسين : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد ، عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.

ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه.

لقد خطبهم الحسين رضي‌الله‌عنه وأعلمهم شرف مركزه ، وتوسل إليهم أن لا يسفكوا دمه وأن يتركوه يذهب إلى مأمنه. ومن العجيب حقا أنه كان فيهم نفر من الذين كاتبوه ليقدم ويبايعوه ، فلما قال لهم ذلك أنكروا أنهم كاتبوه ، وهو صادق فيما قال وهم كاذبون ، ومع ذلك طلبوا إليه أن ينزل على حكم بني أمية ويسلم نفسه. فلما أبى قاتلوه ، وكان من أشد الناس عليه شمر بن ذي الجوشن ، أما الحر بن يزيد فإنه انضم إلى الحسين وكان شجاعا فارسا ، فقال له الحسين : أنت الحر إن شاء الله في الدنيا والآخرة.

١٤١

ومن خطبة له عليه‌السلام

قد تقدم نقلها عن أعلام العامة في ج ١١ ص ٦٢٥ ، ونستدرك هاهنا عمن لمن نرو عنه فيما مضى :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الأموي» (ص ١٨٢ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

فلما سمع أخواته كلامه صحن وبكين ، فأرسل إليهن يأمرهن بالسكوت ، فلما سكتن حمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله وصلى على رسول الله وعلى ملائكته وأنبيائه ، ثم قال :

أما بعد ، فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسول الله بما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لي ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة! فإن صدقتموني بما أقول ـ وهو الحق ـ والله ما تعمدت كذبا مذ علمت ان الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه ؛ وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري أو أبا سعيد الخدري أو سهل بن سعد الساعدي أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لي ولأخي. أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟

ثم تابع الحسين قوله : فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أثرا ما أني ابن بنت نبيكم؟ فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري منكم ولا من غيركم. أنا ابن بنت نبيكم خاصة. أخبروني : أتطلبوني بقتل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو

١٤٢

بقصاص من جراحة؟

ولما لم يسمع جوابا نادى : يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إليّ : أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وطمت الجمام ، وإنما تقدم على جند لك مجندة فأقبل؟ قالوا له : لم نفعل. فقال : سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم. ثم قال :

أيها الناس : إذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم الى مأمني من الأرض.

فقال له قيس بن الأشعث : أو لا تنزل على حكم بني عمك؟ فإنهم لن يروك إلّا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه.

فقال له الحسين : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد ، عباد الله إني قد عذت بربي وربكم أن ترحمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج ٤ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣]

خطبته عليه‌السلام غداة يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها منا عن أعلام العامة في كتبهم في ج ١١ ص ٦١٤ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص ٢١٥ ط بيروت) قال :

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي ، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني ، أنبأنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري ، أنبأنا الحسين بن رشيق ، أنبأنا يموت بن المزرع ، أنبأنا محمد بن الصباح السماك ، أنبأنا بشر بن طافحة ، عن رجل من همدان ، قال : خطبنا الحسين بن علي غداة اليوم الذي استشهد فيه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم

١٤٣

قال : عباد الله اتقوا الله وكونوا في الدنيا على حذر ، فان الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد كانت الأنبياء أحق بالبقاء ، وأولى بالرضا ، وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء ، فجديدها بال ، ونعيمها مضمحل ، وسرورها مكفهر ، والمنزل بلغة ، والدار قلعة ، فتزودوا فان خير الزاد التقوى ، فاتقوا الله لعلكم تفلحون.

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٥٨٦ ط دمشق) قال :

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي ، قال : ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر سندا ومتنا ، وفيه «الحسن بن رشيق».

ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» ج ٤ ص ٢٤٠ عن ابن عساكر.

ومن خطبة له عليه‌السلام خطبها على أصحابه

قد تقدم نقلها عن بعض أعلام العامة في ج ١١ ص ٦١١ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (ص ١١٦ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال:

كان أصحاب الحسين وأهل بيته قليل ، ولم يكن لهم أمل في الانتصار على عدوهم

١٤٤

ولا في النجاة ، لكنهم كانوا في منتهى الشجاعة ، يفدون الحسين رضي‌الله‌عنه بأرواحهم ، وقد فتك العدو بهم فتكا مروعا ، ولم يشفق عليهم ولم يرع حرمتهم ، وقد أثنى الحسين على أصحابه وأهل بيته.

قال علي بن الحسين : جمع الحسين أصحابه بعد ما رجع عمر بن سعد ، وذلك عند قرب المساء ، فدنوت منه لأسمع وأنا مريض ، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه :

«أثني على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء ، وأحمده على السراء والضراء ، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين.

أما بعد ، فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيتي ، فجزاكم الله عني جميعا خيرا. ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا. ألا وإني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا فليس عليكم مني ذمام ، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله ، فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري».

أراد الحسين بذلك أن ينصرف عنه أصحابه وأهل بيته ويتفرقوا في المدن ولا يقتلوا لأجله ويبقى هو وحده ، فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : لم نفعل لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا.

والذي بدأ بهذا القول العباس بن علي ـ وهو أخوه من أبيه. ثم إنهم تكلموا بهذا ونحوه فقال الحسين عليه‌السلام : يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم ، اذهبوا قد أذنت لكم. قالوا : فما يقول الناس ، يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا ، لا والله لا نفعل ، ولكن نفديك بأرواحنا وأموالنا وأهلنا ، ونقاتل معك حتى نرد موردك ، قبح الله العيش بعدك.

وقام اليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال : «أنحن نتخلى عنك ولما نعذر الى الله

١٤٥

في أداء حقك ، أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك».

وقال سعيد بن عبد الله الحنفي :

«والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. والله لو علمت أني أقتل ثم أحيي ثم أحرق حيا ثم أذر ، يفعل بي ذلك سبعين مرة ، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك!!! فكيف لا أفعل وهي قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا».

وهذا أبلغ ما سمعنا في إظهار التفاني في الحب والتضحية لأجل المحب واحتمال منتهى العذاب لا مرة واحدة بل مرارا ، فهل بعد ذلك إخلاص وتفان؟

وقال مثل ذلك زهير بن القين :

«والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف مرة ، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك ونفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك».

خطبته عليه‌السلام

حين أراد معاوية ان يأخذ البيعة ليزيد في المدينة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص ١٤٠ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

خطبة الحسين بن علي :

فقام الحسين فقال : والله لقد تركت من هو خير منه أبا وأما ونفسا.

١٤٦

فقال معاوية : كأنك تريد نفسك؟

فقال الحسين : نعم ، أصلحك الله.

قالها عليه‌السلام بعد خطبة معاوية خطبها في المدينة من أجل أخذ البيعة ليزيد ، وهي هذه:

قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وبعد ما ذكر يزيدا وفضله :

يا أهل المدينة ، لقد هممت ببيعة يزيد ، ولا تركت قرية ولا مدرة إلا بعثت إليها في بيعته ، فبايع الناس جميعا وسلموا ، وأخرت المدينة بيعته ، وقلت بيضته وأصله ومن لا أخافهم عليهم ، وكان الذين أبوا البيعة منهم من كان أجدر أن يصله ، وو الله لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له.

فلما أجاب الحسين عليه‌السلام بما مرّ آنفا فقال معاوية : إذا أخبرك ، أما قولك خير منه أما ، فلعمري أمك خير من أمه ، ولو لم تكن إلا امراة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن ، فكيف وهي ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم فاطمة في دينها وسابقتها ، فأمك لعمر الله خير من أمه ، وأما أبوك فقد حاكم أباه الى الله فقضى لأبيه على أبيك.

فقال الحسين : حسبك جهلك ، آثرت العاجل على الآجل.

فقال معاوية : وأما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا ، فيزيد والله خير لأمة محمد منك.

فقال الحسين : هذا هو الافك والزور ، يزيد شارب الخمر ومشتري اللهو خير مني.

ومن خطبة له عليه‌السلام

رواها الجماعة من العامة :

١٤٧

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين عليهما‌السلام سبطا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ١٥٢) قال : «اعلموا أن المعروف يكسب حمدا ، ويعقب أجرا ، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه رجلا جميلا يسر الناظرين ، ولو رأيتم اللؤم رجلا لرأيتموه رجلا قبيح المنظر تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار».

من خطبة له عليه‌السلام

ذكرها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٣٩ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

قال رضي‌الله‌عنه في خطبة خطبها : أيها الناس نافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، واكتسبوا الحمد بالمنح ، واعلموا أن المعروف يكسب حمدا ، ويعقب أجرا ، ولو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار.

أيها الناس من جاد ساد ، ومن بخل ذل ، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وأعف الناس من عفا عن قدرة ، وأفضل الناس من وصل من قطعه ، ومن يعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه ، ومن أحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين.

خطبته عليه‌السلام

في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد الرياحي

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

١٤٨

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص ١٨١ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

خطبة الحسين في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد :

قدم الحسين بأصحابه حتى اقترب من الكوفة ، وهناك أتاه نبأ فشل حركة مسلم بن عقيل ، وأرسل له ابن زياد جيشا بقيادة الحر بن يزيد. فلما حان موعد صلاة الظهر أذّن أحد أصحاب الحسين ، فلما حضرت الإقامة قام الحسين فخطب بالجميع فقال :

أيها الناس ، إنها معذرة إلى الله عزوجل وإليكم ، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا بك الهدى ، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم ، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذي أقبلت منه إليكم.

خطبة أخرى للحسين عليه‌السلام

في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد

قال في «الوثائق السياسية» أيضا :

لم تؤثر الخطبة السابقة في جنود الحر بن يزيد ، ولما حان موعد صلاة العصر صلّى الحسين بالناس ثم أقبل على جنود الحر بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

أما بعد أيها الناس ، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وإن أنتم كرهتمونا وأضعتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم.

١٤٩

ولكن هذا الكلام لم يؤثر في أصحاب ابن زياد ولم يجعلهم ينضمون إليه أو يسمحون له بالرجوع.[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج ٤ / ٣٠٣]

خطبة الحسين عليه‌السلام

قبل نشوب القتال بينه وبين جيوش ابن زياد مباشرة

قال الدكتور محمد ماهر أيضا في كتابه المذكور : أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوني حتى أعظكم بما للحق لكم عليّ ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم ، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ، وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون ، (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).

١٥٠

كتب الحسين عليه‌السلام ورسائله

كتابه عليه‌السلام الى أهل الكوفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (ص ٨٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

«أما بعد ، فقد فهمت كل الذي اقتصصتم ، وقد بعثت إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ، فإن كتب إليّ أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، أقدم إليكم وشيكا إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والقائم بالقسط والدائن بدين الحق. والسلام».

قال :

اجتمعت الشيعة في منزل كبيرهم سليمان بن صرد الخزاعي وكتبوا إلى الحسين عن نفر منهم سليمان المذكور والمسيب بن محمد ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وغيرهم يستقدمونه ليبايعوه ، وقالوا : إنهم لم يبايعوا للنعمان ولا يجتمعون معه في جمعة ولا عيد ، ولو جئتنا أخرجناه. وبعثوا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال ، وهذا نص الكتاب :

١٥١

«بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليك ، فإننا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها ، وإنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد. ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله تعالى. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

ثم كتبوا إليه ثانيا بعد ليلتين نحو ١٥٠ صحيفة ، ثم ثالثا يستحثونه للحاق بهم ، كتب بذلك شبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر بن جابر العجلي ، ويزيد بن الحارث ، ويزيد ابن رويم ، وعروة بن قيس ، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، ومحمد بن عمير التميمي ، ولما اجتمعت عند الحسين رضي‌الله‌عنه كتب إليهم : اما بعد ـ إلخ.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت ـ وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج ٢ ص ٧١ ط المكتبة العلمية ـ بيروت):

فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «الحسن والحسين سبطا رسول الله» بعينه.

كتابه عليه‌السلام الى الشيعة ومنهم اليه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص ١٥١ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

رسالة الحسين لشيعته جوابا لعرضهم عليه :

١٥٢

أما أخي فأرجو أن يكون الله قد وفقه وسدده فيما يأتي. وأما أنا فليس رأيي اليوم ذاك فالصقوا ـ رحمكم الله ـ بالأرض واكمنوا في البيوت واحترسوا من الظنة ما دام معاوية حيا ، فإن يحدث الله به حدثا وأنا حي كتبت إليكم برأيي.

[الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ص ٢٠٣]

قال الدكتور :

لما توفي الحسن وبلغ الشيعة ذلك اجتمعوا بالكوفة في دار سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين يعزّونه :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين.

سلام عليك ، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فقد بلغنا وفاة الحسن بن علي عليه‌السلام يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وغفر الله ذنبه وتقبل حسناته وألحقه بنبيه وضاعف لك الأجر في المصاب به وجبر بك المصيبة من بعده فعند الله تحتسبه ، وإنا لله وانا إليه راجعون ، ما أعظم ما أصيب به هذه الامة عامة ، وأنت وهذه الشيعة خاصة بهلاك ابن الوصي وابن بنت النبي علم الهدى ونور البلاد المرجو لإقامة الدين وإعادة سير الصالحين. فاصبر ـ رحمك الله ـ على ما أصابك ، إن ذلك لمن عزم الأمور ؛ فإن فيك خلفا عمن كان قبلك ، وإن الله يؤتي رشده من يهدي بهداك ، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك المحزونة بحزنك المسرورة بسرورك السائرة بسيرتك المنتظرة لأمرك ، شرح الله صدرك ورفع ذكرك وأعظم أجرك وغفر ذنبك وردّ عليك حقك». [تاريخ اليعقوبي ص ٢٥٨] رسالة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب الى الحسين حول وفاة الحسن والدعوة للحسين للطلب بالأمر :

لما توفي الحسن أرسل رؤساء الشيعة رسائل إلى الحسين يعزّونه بأخيه وأرسل إليه

١٥٣

جعدة الرسالة التالية :

«أما بعد ، فإن من قبلنا من شيعتك متطلعة أنفسهم إليك لا يعدلون بك أحدا ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في دفع الحرب ، وعرفوك باللين لأوليائك والغلظة على أعدائك والشدة في أمر الله ، فإن كنت تحب أن تطلب هذا الأمر فاقدم علينا فقد وطنا أنفسنا على الموت معك».

كتابه الى عبد الله بن جعفر في جواب كتابه

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص ٢٠٢ ط بيروت) قال :

وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كتابا يحذره من أهل الكوفة ، ويناشده الى أن يشخص إليهم ، فكتب اليه الحسين اني رأيت رؤيا ، ورأيت فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمرني بأمر أنا ما له ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي عملي.

وروى الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص ١٩٥ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

انه خرج الحسين من مكة متوجها الى الكوفة على الرغم من النصائح التي وجهها إليه المخلصون وعلى رأسهم عبد الله بن جعفر. ولما بلغ عبد الله خروج الحسين أرسل له كتابا مع ابنه :

«أما بعد ، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك ، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض فإنك علم المهتدين ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالسير فإني في أثر

١٥٤

الكتاب ، والسلام».

فكتب عليه‌السلام في جواب كتابه الكتاب الماضي آنفا.

كتابه عليه‌السلام الى أهل البصرة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت ـ وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج ٢ ص ٨٦ ط المكتبة العلمية ـ بيروت) قال :

وقد كان الحسين كتب مع مولى لهم يقال له سليمان كتابا إلى أهل البصرة ، إلى رؤس الأخماس والى الأشراف ، فكتب الى مالك بن مسمع البكري ، والى الأحنف بن قيس ، وإلى المنذر بن الجارود ، وإلى مسعود بن عمرو ، والى قيس بن الهيثم ، والى عمر بن عبيد الله بن معمر ، فجاءت منه نسخة واحدة الى جميع أشرافها ، وهي : «أما بعد ، فإن الله اصطفى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم على خلقه ، وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله اليه ، وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما أرسل به صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته ، وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا ، وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحقّ فرحمهم‌الله ، وغفر لنا ولهم.

وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله ، وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فان السنة قد أميتت ، وإن البدعة قد أحييت ، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد ، والسلام عليكم ورحمة الله».

فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه غير المنذر بن الجارود ، فانه

١٥٥

خشي بزعمه أن يكون دسيسا من قبل عبيد الله ، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد صبيحتها أن يسبق الى الكوفة ، وأقرأه كتابه ، فقدم الرسول فضرب عنقه.

[تاريخ الطبري ٦ / ٢٠٠]

كتابه عليه‌السلام الى عمرو بن سعيد بن العاص في جواب كتابه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق» (ص ٢٠٣ ط بيروت) قال :

فكتب اليه الحسين : ان كنت أردت بكتابك اليّ برّي وصلتي فجزيت خير الدنيا والآخرة ، وانه لم يشاقق الله من دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ، وخير الأمان أمان الله ، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده.

ذكره الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» ص ١٩٤ ط ـ بيروت فقال :

ذهب عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد والي مكة من قبل يزيد وكلمه وقال له : اكتب الى الحسين كتابا تجعل له فيه الأمان وتمنيه فيه الود وتسأله الرجوع لعله يطمئن الى ذلك فيرجع ، فقال له عمرو : أكتب ما شئت وائتني به حتى أختمه ، ففعل وختمه وأرسله مع أخيه يحيى بن سعيد. فلحق عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد حسينا وسلماه كتاب عمرو ولكنه رفض الرجوع.

وفيما يلي نص الرسالة :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، من عمرو بن سعيد الى الحسين بن علي

١٥٦

أما بعد ، فإني أسأل الله أن يصرفك عما يوبقك ، وأن يهديك لما يرشدك. بلغني أنك قد توجهت الى العراق واني أعيذك بالله من الشقاق ، واني أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد فأقبل إلي معهما فإن لك عندي الأمان والصلة والبر وحسن الجوار ، ولك الله عليّ بذلك شهيد وكفيل ومراع ووكيل ، والسلام عليك».

رسالة جوابية من الحسين الى عمرو بن سعيد :

«أما بعد ، فإنه لم يشاقق الله ورسوله من دعا الى الله عزوجل وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. وقد دعوت الى الأمان والبر والصلة فخير الأمان أمان الله ، ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا. فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانة يوم القيامة ، فإن كنت نويت بالكتاب صلتي وبري فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ، والسلام».[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج ٤ / ٢٩١ ـ ٢٩٢]

كتابه عليه‌السلام الى أهل الكوفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص ١٩٨ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

تلاقت الرسل كلها عند الحسين ، فقرأ الكتب ، وسأل الرسل عن أمر الناس ، ثم كتب مع هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي ، وكانا آخر الرسل.

«بسم الله الرحمن الرحيم. من حسين بن علي الى الملأ من المؤمنين والمسلمين ؛ أما بعد ، فإن هانئا وسعيدا قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، قد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم : إنه ليس علينا إمام ، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من

١٥٧

أهل بيتي ، وأمرته أن يكتب اليّ بحالكم وأمركم ورأيكم ، فإن كتب الي أنه قد أجمع رأي ملتكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله ، والسلام».

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج ٤ / ٢٦٢]

رواه الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت في «جمهرة رسائل العرب» ج ٢ ص ٨٢ ط بيروت بعينه.

وذكر الدكتور محمد ماهر حمادة ايضا في الكتاب المذكور ص ١٩٩ كتابه عليه‌السلام الى اهل الكوفة :

«بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى إخوانه من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.

أما بعد ، فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج ٤ / ٢٩٧]

كتابه عليه‌السلام الى الاعراب الذين التفوا حوله

أثناء مسيره الى الكوفة لما وصله نبأ تفرق الناس عنه

ومقتل ابن عقيل وإرسال الجيوش لحربه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

١٥٨

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر في «الوثائق السياسية» (ص ١٩٩ ط بيروت) قال :

رسالة من حسين الى الاعراب الذين التفوا حوله أثناء مسيره الى الكوفة لما وصله نبأ تفرق الناس عنه ومقتل ابن عقيل وإرسال الجيوش لحربه :

«بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد : فانه قد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام» [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج ٤ / ٣٠٠]

كتابه عليه‌السلام الى اهل الكوفة

رواه جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم :

فمنهم الشريف المعاصر علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٣٦ ط بيروت) قال :

«بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى من بلغه كتابي هذا من أوليائه وشيعته بالكوفة.

سلام عليكم ، أما بعد فقد أتتني كتبكم ، وفهمت ما ذكرتم من محبتكم بقدومي عليكم ، وأنا باعث إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ليعلم لي كنه أمركم ، ويكتب إليّ بما يتبين له من اجتماعكم ، فإن كان أمركم على ما أتتني به كتبكم وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم عليكم ، ان شاء الله ، والسلام».

أما صورة الكتاب الذي أرسل اليه من أهل الكوفة فها هو :

«بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه رضي‌الله‌عنهما.

١٥٩

أما بعد ، فان الناس منتظروك ، لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لعل الله يجمعنا بك على الحق ويؤيد الإسلام بك ، بعد أجزل السلام وأتمه عليك ، ورحمة الله وبركاته».

كتابه الى أهل الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي :

«بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى إخوته من المؤمنين المسلمين.

سلام عليكم ، فاني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ملئكم على نصرنا ، والطلب بحقنا ، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فاكتموا أمركم وجدوا ، فاني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله تعالى ، والسلام».

كتابه عليه‌السلام الى أهل الكوفة أرسله مع مسلم بن عقيل

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني [الحافي ـ الخوافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٧٥ المخطوط) قال :

ثم بعث الحسين عليه‌السلام قبل خروجه من مكة مسلم بن عقيل وقال له : أنظر ما كتبوا به علينا ، فان حقا فأخبرني الخبر لنكون على يقين من قولهم وبصيرة من أمرهم. فقال : حبا وكرامة وسمعا وطاعة لله ولك يا ابن رسول الله ، ثم سار ومعه كتاب الحسين عليه‌السلام وهو :

١٦٠