إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٦

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

العشيرة وحمل الجريرة. قال : فما المروءة؟ قال : العفاف وإصلاح المال. قال : فما الدقة؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير. قال : فما اللؤم؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرسه. قال : فما السماحة؟ قال : البذل من اليسير والعسير. قال : فما الشح؟ قال : أن ترى ما أنفقت تلفا. قال : فما الإخاء؟ قال : المؤاخاة في الشدة والرخاء. قال : فما الجبن؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال : فما الغنيمة؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة. قال : فما الحلم؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس.

[قال ابن عساكر :] وقد وقعت إلى هذه الحكاية أتم مما هاهنا :

أخبرنا بها أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي ، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم ابن عثمان الحلالي ، أنبأنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بعكبرا ، أنبأنا أبو القاسم بدر بن الهيثم القاضي ببغداد.

حيلولة وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله فيما قرأ علي اسناده وناولني إياه وقال : اروه عني أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، أنبأنا بدر بن الهيثم الحضرمي ، أنبأنا علي بن المنذر الطريقي ، أنبأنا عثمان بن سعيد ، أنبأنا محمد بن عبد الله أبو رجاء من أهل تستر ، أنبأنا شعبة بن الحجاج الواسطي ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحرث الأعور قال : إن عليا عليه الصلاة والسلام سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة ـ وقال ابن كادش : من المروءة ـ فقال :

يا بني ما السداد؟ قال : يا أبه السداد دفع المنكر بالمعروف. قال : فما الشرف؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال : فما المروءة؟ قال : العفاف وإصلاح المال. قال: فما الدقة؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير. قال : فما اللؤم؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرسه من اللؤم. قال : فما السماحة؟ قال : البذل في العسر واليسر. قال : فما الشح؟ قال : أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا. قال : فما الإخاء؟ قال : الوفاء في الشدة والرخاء. قال : فما الجبن؟ قال : الجرأة على الصديق

٥٠١

والنكول عن العدو. قال : فما الغنيمة؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة. قال : فما الحلم؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس. قال : فما الغنى؟ قال : رضا النفس بما قسم الله جل وعز لها وإن قل ، فإنما الغنى غنى النفس. قال : فما الفقر؟ قال : شره النفس في كل شيء. قال : فما المنعة؟ قال : شدة البأس ومقارعة أشد الناس. قال : فما الذل؟ قال : الفزع عند المصدوقة. قال : فما الجرأة؟ قال : مواقفة الأقران. قال : فما الكلفة؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك. قال : فما المجد؟ قال : أن تعطي في الغرم وأن تعفو عن الجرم. قال : فما العقل؟ قال : حفظ القلب كلما استرعيته. قال : فما الخرق؟ قال : معاداتك لامامك ورفعك عليه كلامك. قال : فما السناء؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح. قال : فما الحزم؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم. قال : فما الشرف؟ قال : موافقة الاخوان وحفظ الجيران. قال : فما السفه؟ قال : اتباع الدناءة ومصاحبة الغواة. قال : فما الغفلة؟ قال : تركك المسجد وطاعتك المفسد. قال : فما الحرمان؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك. قال : فما السيد؟ قال : السيد الأحمق في المال المتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب [و] المختزن بأمر عشيرته هو السيد.

قال : ثم قال علي عليه‌السلام : يا بني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا ورع كالكف ، ولا عبادة كالتفكر ، ولا إيمان كالحياء والصبر ، وآفة الحديث الكذب ، وآفة العلم النسيان ، وآفة الحلم السفه ، وآفة العبادة الفترة ، وآفة الظرف الصلف وآفة الشجاعة البغي ، وآفة السماحة المن ، وآفة الجمال الخيلاء ، وآفة الحسب الفخر.

يا بني لا تستخفن برجل تراه أبدا فإن كان أكبر منك فعد أنه أبوك ، وإن كان مثلك فهو أخوك ، وإن كان أصغر منك فاحسبه أنه ابنك.

[قال ابن عساكر :] فهذا ما ساءل علي بن أبي طالب ابنه الحسن عن أشياء من

٥٠٢

المروءة وأجابه الحسن واللفظ لرواية ابن كادش وزاد : قال : قال القاضي أبو الفرج : في هذا الخبر من جوابات الحسن أباه عما ساءله عنه من الحكمة وجزيل الفائدة ما ينتفع به من راعاه وحفظه ووعاه وعمل به ، وأدب نفسه بالعمل عليه وهداها بالرجوع إليه وتتوفر فائدته بالوقوف عنده ، وفيما رواه في أضعافه أمير المؤمنين رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما لا غنى بكل لبيب عليم ومدره حكيم [ظ] عن حفظه وتأمله ، والمسعود من هدي لتقبله ، والمحدود من وفق لامتثاله وتقبله.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٢٣٨ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

وقال أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري : حدثنا بدر بن الهيثم الحضرمي ، قال : حدثنا علي بن المنذر الطريقي ، قال حدثنا عثمان بن سعيد الزيات ، قال حدثنا أبو رجاء محمد بن عبد الله الحبطي من أهل تستر ، قال حدثنا شعبة بن الحجاج الواسطي ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث الأعور : ان عليا عليه‌السلام سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر في «تاريخ دمشق» إلى قوله : والمجدود من وفق لامتثاله وتقبله. ثم زاد وقال :

تابعه أبو عمر خشيش بن أصرم البصري ، عن محمد بن عبد الله الحبطي.

أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو سعد ابن الصفار ، قال أخبرنا أبو عبد الله الفزاري ، قال أخبرنا أبو عثمان الصابوني ، قال حدثنا الأستاذ أبو منصور محمد ابن عبد الله بن حمشاذ ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن الجرجاني بجرجان ، قال : أحسب عليكم هذا الحديث بمائة حديث ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن المهلب البجلي العابد ، قال أخبرنا أبو عمر خشيش بن أصرم البصري ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحبطي ، عن شعبة ، فذكره بمعناه ، وزاد ونقص فما زاد بعد قوله «وملك النفس»

٥٠٣

قال : فما الغنى؟ قال : رضى النفس بما قسم الله لها ، وبعد قوله «كلامك فيما لا يعنيك» ، قال : فما العي؟ قال : العبث باللحية وكثرة التبزق ، وبعد قوله «وآفة الجمال الخيلاء» : وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا أن يكون له من النهار أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يأتي أهل العلم الذين يبصرونه أمر دينه وينصحونه ، وساعة يخلي بين نفسه ولذتها من النساء فيما يحل ويحمل. وقد ينبغي أن لا يكون شاخصا إلّا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو خلوة لمعاد ، أو لذة في غير محرم. وقد ينبغي للعاقل أن ينظر في شأنه فيحفظ فرجه ولسانه ، ويعرف أهل زمانه. والعلم خليل الرجل ، والعقل دليله ، والحلم وزيره ، والعمل قيمه ، والصبر أمير جنده ، والرفق والده ، والبر أخوه. ولم يذكر «قال : فما الحرمان»؟ ولا قوله : «قال : فما السيد»؟ ولا قوله: «ولا حسن كحسن الخلق» ، ولا قوله : «وآفة الحلم السفه» ، ولا قوله : «وآفة الحسب الفخر».

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٦ ص ٤٢٠ ط دمشق) قالا :

عن الحارث الأعور : ان عليا سأل ابنه الحسن عن أشياء من المروءة ـ فذكرا الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر إلى قوله : فأحسب انه ابنك.

ثم قالا (الصابوني في المائتين ـ طب ، كر).

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ٣٠ ط دار الفكر) قال :

وعن الحارث الأعور : أن عليا عليه‌السلام سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

٥٠٤

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في كتابه «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢١١ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

قال الحافظ أبو نعيم بسنده :

إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه سأل الحسن رضي‌الله‌عنه فقال : يا بني ما السداد؟ فقال : يا أبت ، السداد دفع المنكر بالمعروف.

قال : فما الشرف؟ قال : اصطناع العشيرة والاحتمال.

قال : فما السماح؟ قال : البذل في العسر واليسر.

قال : فما اللؤم؟ قال : إحراز المرء ماله ، وبذله عرضه.

قال : فما الجبن؟ قال : الجراءة على الصديق ، والنكول عن العدو.

قال : فما الغنى؟ قال : رضا النفس بما قسم الله لها وإن قل.

قال : فما الحلم؟ قال : كظم الغيظ ، وملك النفس.

قال : فما المنعة؟ قال : شدة البأس ، ومنازعة أعز الناس.

قال : فما الذل؟ قال : الفزع عند الصدمة.

قال : فما الكلفة؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك.

قال : فما الجد؟ قال : أن تعطي في العزم ، وتعفو في الجرم.

قال : فما السؤدد؟ قال : إتيان الجميل ، وترك القبيح.

قال : فما السفه؟ قال : اتباع الدناءة ، وصحبة الغواة.

قال : فما الغفلة؟ قال : ترك المسجد ، وطاعة المفسد.

٥٠٥

مستدرك

كلامه عليه‌السلام لأصحابه

قد تقدم نقل ذلك عن أعلام العامة في ج ١١ ص ٢١٩ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الحافظ المؤرخ ابن عساكر الشافعي الدمشقي في «تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام» (ص ١٦٠ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس ، أنبأنا وأبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا محمد ابن الحسين بن حميد اللخمي ، حدثني خضر بن أبان بن عبيدة الواعظ ، حدثني عثيم البغدادي الزاهد :

حدثني محمد بن كيسان أبو بكر الأصم قال : قال الحسن بن علي ذات يوم لأصحابه : إني أخبركم عن أخ لي وكان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه.

[و] كان خارجا من سلطان بطنه ، فلا يشتهي ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد.

[و] كان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه.

[و] كان خارجا من سلطان الجهلة فلا يمد يدا إلّا على ثقة المنفعة.

[و] كان لا يسخط ولا يتبرم.

٥٠٦

[و] كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم.

[و] كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت.

[و] كان أكثر دهره صامتا فإذا قال بذ القائلين.

[و] كان لا يشارك في دعوى ولا يدخل في مراء ، ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا.

[و] كان يقول ما يفعل ، ويفعل ما لا يقول تفضلا وتكرما.

[و] كان لا يغفل عن إخوانه ولا يختص بشيء دونهم.

[و] كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله.

[و] كان إذا ابتداه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه.

ومنهم صاحب كتاب «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٠٠ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

وقال أبو بكر الأصم : قال الحسن بن علي ذات يوم لأصحابه : اني أخبركم عن أخ لي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد العليم البردوني في «المختار من كتاب عيون الأخبار ـ لابن قتيبة» (ص ٢٢٩ ط دار الثقافة والإرشاد القومي ـ القاهرة) قال :

قال الحسن بن علي : ألا أخبركم عن صديق كان لي من أعظم الناس في عيني ، وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه. كان خارجا من سلطان بطنه ، فلا يتشهى ما لا يحل ، ولا يكنز إذا وجد. وكان خارجا من سلطان الجهالة ، فلا يمد يدا إلّا على ثقة لمنفعة. كان لا يتشكى ولا يتبرم. كان أكثر دهره صامتا ، فإذا قال بذ القائلين. كان ضعيفا مستضعفا ، فإذا جاء الجد ، فإذا هو الليث عاديا. كان إذا اجتمع بالعلماء على أن يسمع أحرص منه على أن يقول. كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت. كان لا يقول ما يفعل ويفعل ما لا يقول. كان إذا عرض له أمران لا يدري أيهما أقرب

٥٠٧

إلى الحق نظر أقربهما من هواه فخالفه. كان لا يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله.

٥٠٨

كلام الحسن عليه‌السلام

في وصف أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة صفي الدين أحمد بن فضل الشافعي الحضرمي المكي المتوفى سنة ١٠٤٧ في «وسيلة المآل» (ص ١٢٤ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وعن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما وقد سئل عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : كان والله سهما صائبا في مرام الله على عدوه ، ورباني هذه الأمة ، وذا فضلها ، وذا سابقتها ، وذا قرابتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يكن بالنوم عن أمر الله ، ولا بالملومة في دين الله ، ولا بالمسروقة لمال الله عزوجل ، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة ، ذاك علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (أخرجه القلعي).

٥٠٩

ومن كلامه أيضا فيه

قد رواه جماعة من الأعلام :

فمنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في كتابه «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٤٣١ طبع معهد العلوم العربية في فرانكفورت بالتصوير في سنة ١٤٠٧) قال :

حدثنا أحمد ، نا أحمد بن علي ، نا إبراهيم بن شاو ، نا نعيم بن مورع ، نا هشام بن حسان ، قال : بينا نحن عند الحسن إذ جاء رجل فقال : ما تقول في علي بن أبي طالب؟

فقال الحسن : رحم الله عليا؟ ان عليا كان سهما صائبا في أعدائه ، وكان في محلة العلم أشرفها وأقرنها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان رهباني هذه الأمة ، لم يكن لمال الله بالسروقة ، ولا في أمر الله بالنومة ، أعطى القرآن عزيمة علمه ، فكان منه في رياض مونقة وأعلام بينة ، ذلك علي يا لكع.

٥١٠

ومن كلامه أيضا

في صفة أبيه عليهما‌السلام

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم علامة التاريخ صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أيدمر بن دقماق المتولد سنة ٧٥٠ والمتوفى سنة ٨٠٩ في «الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين» (ج ١ ص ٦٤ ط عالم الكتب في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

وسئل الحسن رضي‌الله‌عنه عن صفة أبيه ، قال : كان رجلا أسمر ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، أصلع ، ربعة ، إلى القصر ، لا يخضب ، وكان إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا.

٥١١

ومن كلامه عليه‌السلام

في تقسيم الناس إلى أربعة أقسام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (ص ١٥٩) قال :

أخبرنا القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا محمد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنبأنا محمد بن فارس بن محمد الغوري ، أنبأنا محمد بن جعفر بن أحمد العسكري ، أنبأنا عبد الله بن محمد القرشي ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا أبو عثمان ، عن سهل بن شعيب ، عن قنان النهمي عن جعيد بن همدان أن الحسن بن علي قال له : يا جعيد بن همدان إن الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق ـ فذاك أشر الناس ـ ومنهم من له خلق وخلاق فذاك أفضل الناس.

ومنهم العلامة جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي الكلبي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٢٣٥ ط بيروت) قال :

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثنا يوسف بن موسى ، قال حدثنا أبو عثمان ، عن سهل بن شعيب ، عن قنان النهمي ، عن جعيد بن همدان : أن الحسن بن علي قال له : يا

٥١٢

جعيد ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الحافظ ابن عساكر بعينه.

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٤٨٤ ط مصر) قال :

قال الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما : لو أن رجلا شتمني في أذني هذه ، واعتذر إلي في أذني هذه لقبلت عذره.

وقال أيضا في ص ٦٣٨ :

وسئل الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما عن البخل؟ فقال : هو أن يرى الرجل ما ينفقه تلفا ، وما أمسكه شرفا.

٥١٣

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سأله معاوية عن الكرم والنجدة والمودة

قد تقدم نقله منا عن بعض أعلام القوم في ج ١١ ص ٢٤١ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي الشافعي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص ١٦٥ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن رشاء بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا محمد بن موسى ، أنبأنا محمد بن الحرث عن المدائني ، قال : قال معاوية للحسن بن علي بن أبي طالب : ما المروءة يا أبا محمد؟ فقال : فقه الرجل في دينه وإصلاح معيشته وحسن مخالقته. قال : فما النجدة؟ قال : الذب عن الجار ، والاقدام على الكريهة والصبر على النائبة. قال : فما الجود؟ قال : التبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه ، أنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان ، أنبأنا أحمد بن منصور ـ وليس بالرمادي ـ أنبأنا العتبي قال : سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم والمروءة؟ فقال الحسن : أما الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال ، والإطعام في المحل. واما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس ، وقيامه بضيفه وأداء الحقوق

٥١٤

وإفشاء السلام.

قال : وأنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان ، حدثني مسلم بن يزيد ، أنبأنا أبو الفضل الرياشي أنبأنا العتبي قال : سأل معاوية بن أبي سفيان الحسن بن علي بن أبي طالب عن المروءة والكرم؟ فقال الحسن بن علي : أما الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل. واما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس ، وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور ، وأبو منصور ابن العطار ، قالا : أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو يعلى زكريا بن يحيى ، أنبأنا الأصمعي ، أخبرني عيسى بن سليمان ، قال :

سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم والنجدة والمروءة؟ فقال الحسن : الكرم : التبرع بالمعروف والعطاء قبل السؤال ، وإطعام الطعام في المحل. واما النجدة : فالذب عن الجار ، والصبر في المواطن والاقدام عند الكريهة. واما المروءة : فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس ، وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٢٤٢ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) قال :

وقال الأصمعي عن عيسى بن سليمان سأل معاوية الحسن بن علي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة الشيخ أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي النفوسي الخارجي الأباضي من علماء الخوارج المتوفى في أوائل المائة الثامنة في كتابه «قناطر الخيرات» (ج ٢ ص ٤٢٦ طبع مطبعة وزارة التراث القومي والثقافة في عمان) قال :

ان معاوية سأل عن المروة والنجدة والكرم ، فقال : أما المروة فحفظ الرجل دينه ،

٥١٥

وحرزه نفسه ، وحسن قيامه بصنيعه ، وحسن المنازعة ، والاقدام في الكراهية. وأما النجدة فالذب عن الجار ، والصبر في المواطن. وأما الكرم فالتبرع بالمعروف قبل السؤال ، والانعام في الجدب ، والرأفة بالسائل مع بذل النائل.

ومنهم العلامة صاحب كتاب «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٠١ مصورة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

سأله معاوية عن الكرم والنجدة والمروة فقال عليه‌السلام : الكرم التبرع بالمعروف ، والعطاء قبل السؤال ، وإطعام الطعام في المحل. وأما النجدة فالذب عن الجار ، والصبر في المواطن ، والاقدام عند الكريهة. وأما المروة فحفظ الرجل دينه ، وإحراز نفسه عن الدنس ، وقيامه بضيفه ، وأداء الحقوق ، وإفشاء السلام.

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص ٥٤ ط مكتبة ابن سينا ـ القاهرة) قال :

وقال معاوية للحسن بن علي : ما المروءة يا أبا محمد؟ قال : فقه الرجل في دينه ، وإصلاحه معيشته.

قال : فما النجدة؟ قال : الذب عن الجار ، والصبر على النائبة ، والإقدام على الكراهية.

قال : فما الجود؟ قال : التبرع بالموجود ، والإعطاء قبل السؤال.

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٥١٦

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي في «مسند علي عليه‌السلام» (ج ١ ص ٤١٦ ط حيدرآباد) قال :

عن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه : أنه سئل ما مكتوب على جناح الجرادة؟ فقال : سألت أبي فقال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لي : على جناح الجرادة مكتوب : «إني أنا الله لا إله إلّا أنا رب الجرادة ورازقها ، إذا شئت بعثتها رزقا بقوم ، وإن شئت على قوم بلاء» (طب وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين).

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي في كتابه «التبيان في آداب حملة القرآن» (ص ٢٨ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وعن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه قال : إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار.

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن عبيد الله القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة ٥١٠ والمتوفى بها سنة ٥٩٧ في كتابه «غريب الحديث» (ج ١ ص ٢٩٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

ورأى الحسن رجلا يمشي مشية أنكرها فقال : يخلج في مشيته خلجان المجنون.

٥١٧

ومن كلامه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي في «بغية المرتاح إلى طلب الأرباح» (ص ٨٧ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة لندن) قال :

وسئل الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما عن الجواد من هو؟ فقال : لو كانت الدنيا كلها له بحذافيرها فأنفقها في الحقوق لرأى على نفسه أن عليه بعد ذلك حقوقا.

كلمات له عليه‌السلام

روى جماعة من أعلام القوم كلمات للإمام الحسن عليه‌السلام ننقلها فيما يلي :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن الصديق الحسني الغماري الشافعي في كتابه «فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب» (ج ٢ ص ١٩٢ ط بيروت ١٤٠٨) قال :

ورواه ابن صرصري في أماليه الحديثية من حديث الحسن بن علي عليهما‌السلام بلفظ : الغل والحسد يأكلان الجسد كما تأكل النار الحطب.

ومنهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشتهر بالملا علي القاري المتوفي ١٠١٤ في «الأسرار المرفوعة والأخبار الموضوعة» (ص ١٥٧ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

حديث : «العار خير من النار».

قاله الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما حين أذعن لمعاوية فقال له أصحابه : يا عار المسلمين. فقال : العار خير من النار.

٥١٨

ومنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز ـ للعلامة السمهودي» (ص ١٥٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال في تعليقه على حديث «العار ولا النار» :

أورده السخاوي بلفظ «العار خبر من النار» ، وقال : قاله الحسن بن علي بن أبي طالب حين قال له أصحابه لما أذعن لمعاوية خوفا من قتل من لعله يموت من المسلمين بين الفريقين ، بحيث انطبق ذلك مع قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين : يا عار المؤمنين». أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب. وفي لفظ عنده أيضا : أنه قيل له : يا مذل المؤمنين ، فقال : إني لم أذلهم ، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.

وقال القاري : أما قول بعض العامة «النار ولا العار» فهو من كلام الكفار ، إلّا أن يراد بها نار الدنيا. (انظر المقاصد الحسنة ٦٧٣ ، وكشف الخفاء ١٦٩٦).

ومنهم العلامة نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي السمهودي المصري المولود سنة ٨٤٤ بسمهود والمتوفى سنة ٩١١ بالمدينة المشرفة في كتابه «الغماز على اللماز» (ص ١٥٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

١٧٠ ـ حديث «العار ولا النار».

ليس بحديث ، إنما هو من كلام الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه حين اشتدت الفتنة بينه وبين معاوية ، فقالوا له : يا عار المسلمين ، فقال : العار ولا النار.

٥١٩

ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل بنسبه بالحسين عليه‌السلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢ بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ٤ ص ١٨٦ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٣٩٩) قال :

وقال الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه : المسئول حر حتى يعد ، ومسترق بالوعد حتى ينجز ، فأوف يا بني بعهد الله إذا عاهدت ، ولا تنقض الأيمان بعد توكيدها ، واحذر الغدر بالعهد ، فإنه دليل اللؤم ، وبرهان الدناءة والسفالة.

واعلم أن الوعد دين على الحر واجب أداؤه ، فلا تخلف وعدك ، ولا تعد أحدا بما لا تقدر على وفائه ، فإن من أخلف الوعد فقد عصى الله ، وخالف سنته في نظامه.

ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن شرف الدين النووي المتوفى سنة ٦٧٦ في «متن الأربعين النووية» (ص ١٨ ط بيروت سنة ١٩٨٣ الميلادي) قال :

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وريحانته رضي‌الله‌عنهما قال : حفظت من رسول الله «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» رواه الترمذي والنسائي ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

ومنهم العلامة الخطاط ياقوت المستعصمي في «رسالة آداب وحكم وأخبار وآثار وفقر وأشعار» (ص ٥٤ ط دار المدينة ـ بيروت بضميمة رسائل أخرى) قال :

وقال الحسن بن علي عليهما‌السلام : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا يجيبوه.

٥٢٠