إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٦

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

مستدرك

اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك من أعلام العامة في ج ٩ ص ١٤٥ إلى ١٤٨ وج ١٨ ص ٤٥٣ و ٤٥٤ و ٤٧١ و ٤٧٢ ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ١٢ ط دار الفكر) قال :

وعن أم سلمة أنها قالت : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم : إن عليا وفاطمة بالسدة. قالت : فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي. قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران ، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما. قالت : واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى ، فقبل فاطمة وقبل عليا ، فأغدق عليهم خميصة سوداء فقال : اللهم إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي. قالت : فقلت : وأنا يا رسول الله. فقال : وأنت.

٣٠١

مستدرك

مكتوب على باب الجنة «الحسن والحسين صفوة الله»

قد تقدم منا نقل ذلك في ج ٤ ص ١٣٠ و ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٣٧٨ وج ٩ ص ٢٥٧ ، ٢٦٨ وج ١٨ ص ٤٠٧ ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة ١٠٣١ في كتابه «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٧٦ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

عن ابن عباس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب «لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله». [رواه الديلمي ـ وحكم بعضهم بوضعه].

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٥٩ ط مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة) قال :

قال عبد الله بن عباس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم.

٣٠٢

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ١٢٤ ط دار الفكر) قال :

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا «لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، علي حب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمّة الله ، على باغضهم لعنة الله».

أنكر الخطيب هذا الحديث بهذا الاسناد.

٣٠٣

حديث

ترد أم الحسنين فاطمة الزهراء سلام الله عليها على المحشر

وبيديها قميصا الحسن والحسين عليهما‌السلام الملطخين بدمهما

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الشافعي في «التبر المذاب» (ص ١١٠ نسخة مكتبتنا بقم) قال :

وذكر صاحب كتاب «اللطائف» : إذا كان يوم القيامة تجيء فاطمة وبيدها اليمنى الحسن وبيدها اليسرى الحسين عليهما‌السلام ، وعلى كتفها الأيمن قميص الحسن ملطخ بالسم وعلى الأيسر قميص الحسين عليهما‌السلام مطلخ بالدم ، فتنادي وتقول : رب احكم بيني وبين قاتلي ولدي. فيأمر الله الزبانية فيقول لهم خذوه فغلوه ، فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وما أحسن من قال :

لا بد أن ترد القيامة فاطم

وقميصها بدم الحسين ملطخ

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

والصور في حر الخلائق ينفخ

فالحسن والحسين عليهما‌السلام كانا شمس دولة المصطفى ، وقطب فلك المحبة والوفاء ، ونجوم أفق الشريعة وحبهما إلى الله ذريعة ، وهما لؤلؤ صدف الألطاف ، ومرجان الايمان ، وزهر رياض الرسالة ، وياسمين السلالة ، ومسك التوحيد ، ومجد أهل التمجيد ، وكواكب الكرامة ، وصدور أهل القيامة ، عجنت طينتهما من طينة

٣٠٤

صاحب قاب قوسين ، وأعتق من النار محب الحسن والحسين ، نورهما أضوء من نور القمرين ، وهما زين الدارين ، سلوة الرسول وسلالته وقرة عينه وقرابته ، عليه وعليهم‌السلام.

٣٠٥

مستدرك

ان الحسن والحسين عليهما‌السلام يسكنان في

الوسيلة مع جدهما وأبويهما عليهم‌السلام

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن كتب العامة في ج ٩ ص ١٩٣ و ١٩٤ و ٥٢٢ وج ١٨ ص ٤٢٧ و ٤٢٨ و ٤٢٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٢٦ ط مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة) قال :

وذات ضحى جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحوله أصحابه في مسجده فقال : في الجنة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة. فتساءل أبو الحسن ونفر من الصحابة : يا رسول الله من يسكن معك فيها؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام : علي وفاطمة والحسن والحسين.

ثم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل على ابنته الزهراء فقالت : يا أبه إن لنا لثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا على علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان.

فأيقظ النبي عليه الصلاة والسلام الحسن والحسين وأجلسهما على فخذيه وجعل أمهما بين يديه وعليا ، واعتنقهم جميعا ورفع رأسه إلى السماء وقال : هؤلاء أهل بيتي ،

٣٠٦

اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فطابت نفس الزهراء لهذا الدعاء وأحست بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببرده وسلامه.

٣٠٧

حديث

إمساك ابن عباس بركاب دابة الحسنين

عليهما‌السلام حين ركوبهما عليها

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ٢١ ط دار الفكر) قال :

وعن مدرك أبي زياد قال : كنا في حيطان ابن عباس ، فجاء ابن عباس وحسن وحسين ، فطافوا في البستان فنظروا ، ثم جاءوا إلى ساقية فجلسوا على شاطئها ، فقال لي حسن : يا مدرك عندك غداء؟ قلت : قد خبزنا. قال : ائت به. قال : فجئته بخبز وشيء من ملح جريش وطاقتي بقل. فأكل ثم قال : يا مدرك ما أطيب هذا! ثم أتي بغدائه ، وكان كثير الطعام طيبه ، فقال : يا مدرك ، اجمع لي غلمان البستان. قال : فقدم إليهم فأكلوا ولم يأكل ، فقلت : ألا تأكل؟ فقال : ذاك عندي أشهى من هذا ، ثم قاموا فتوضئوا ، ثم قدمت دابة الحسن فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه ، ثم جيء بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه.

فلما مضيا قلت : أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوي عليهما؟ فقال : يا لكع أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو ليس هذا مما أنعم الله علي به أن أمسك لهما وأسوي عليهما؟

٣٠٨

وقال أيضا في ص ١٢٨ :

رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين ، فقيل له : أتأخذ بركابهما وأنت أسن منهما؟ فقال : إن هذين ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو ليس من سعادتي أن آخذ بركابيهما؟

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٥٨١ ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل ، قال أخبرنا أبو القاسم بن بوش ، قال أخبرنا أبو العز بن كادش ، قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري ، قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال حدثنا الغلابي ، قال حدثنا ابن عائشة ، قال حدثنا حسن بن حسين الفزازي ، قال حدثنا قطري الحساب ، عن مدرك بن عمارة قال : رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين عليهما‌السلام ـ فذكر مثل ما تقدم.

٣٠٩

نبذة من كرمهما عليهما‌السلام

روى طرفا منها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في كتابه «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٠٤ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

روى أبو الحسن المدائني قال : خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي‌الله‌عنهم حجاجا إلى بيت الله الحرام ، فلما كانوا ببعض الطريق جاعوا وعطشوا وقد فاتتهم أثقالهم ، فنظروا إلى خباء فقصدوه ، فإذا فيه عجوز ، فقالوا : هل من شراب؟ فقالت : نعم ، فأناخوا بها وليس عندها إلّا شاة ، فقالت : احلبوها واشربوا لبنها. ففعلوا ذلك ، وأقاموا عندها حتى أبردوا. فلما ارتحلوا من عندها قالوا لها : يا هذه نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون بك خيرا إن شاء الله تعالى ، ثم ارتحلوا وأقبل زوجها فأخبرته الخبر فغضب وقال : ويحك تذبحين شاتنا لقوم لا نعرفهم ثم تقولين نفر من قريش.

ثم بعد زمن طويل أصابت المرأة وزوجها الفاقة ، فاضطرتهم الحاجة إلى دخول المدينة ، فدخلاها يلتقطان البعر ، فمرت العجوز في بعض سكك المدينة ومعها مكتلها تلتقط فيه البعر والحسن رضي‌الله‌عنه جالس على باب داره ، فنظر إليها فعرفها ، فناداها وقال لها : يا أمة الله هل تعرفينني؟ فقالت : لا. فقال : أنا أحد ضيوفك يوم كذا سنة كذا في المنزل الفلاني. فقالت : بأبي أنت وأمي لست أعرفك. قال : فإن لم تعرفيني فأنا

٣١٠

أعرفك. فأمر غلامه فاشترى لها من غنم الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار ، وبعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين رضي‌الله‌عنه ، فلما دخل بها الغلام على أخيه الحسين عرفها وقال : بكم وصلها أخي الحسن؟ فأخبره الغلام ، فأمر لها بمثل ذلك.

ثم بعث بها الغلام إلى عبد الله بن جعفر رضي‌الله‌عنهما ، فلما دخلت عليه عرفها وأخبره الغلام بما فعل معها الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما ، فقال : والله لو بدأت بي لأتعبتهما ، وأمر لها بألفي شاة وألفي دينار ، فرجعت وهي من أغني الناس.

٣١١

حديث

إرشادهما الرجل الذي لم يحسن الوضوء بكمال

الأدب الخاص لهما عليهما‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه‌السلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢ بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ١ ص ٥٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٣٩٩) قال :

كان سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي‌الله‌عنهما على جانب عظيم من الأدب وحسن الذوق ، بدليل أنهما كانا سائرين في الطريق فمرا على رجل يتوضأ ولكنه لم يحسن الوضوء ، لأنه لم يغسل وجهه تماما ، ولم يحسن غسل يديه كلتيهما ، وترك بعض رجليه بدون غسل ، فلما رأى الحسن والحسين ذلك من الرجل أرادا إرشاده إلى خطئه في الوضوء ، وكان الرجل أكبر منهما سنا ، فخافا إذا هما قالا له : أعد الوضوء ، أو إن وضوءك غير صحيح ، أو أنت لا تعرف الوضوء ، أن يخجل الرجل ويغضب من كلامهما ، ففكرا في حيلة يعملانها لارشاده بدون أن يحصل له أدنى خجل في ذلك ، فتقدم إليه أحدهما وقال له : أيها الشيخ الكبير إن أخي هذا يظن أنه يحسن الوضوء أكثر مني ، فنسألك أن تنظر إلى كل منا وهو يتوضأ ثم تشهد لمن يحسن الوضوء منا. فتوضأ

٣١٢

كل منهما والرجل ينظر إليهما ، فرأى أن كل واحد منهما يحسن الوضوء جيدا ، وفهم أنه هو الذي لا يحسن الوضوء ويقصدان إرشاده.

فقال لهما : إني أشكر لكما حسن إرشادكما وكمال أدبكما ، وأعترف بأني أنا الذي لا أحسن الوضوء ، وقد تعلمت منكما الآن كيف أتوضأ ، وها أنا ذا أعيد الوضوء أمامكما. (الدروس التهذيبية).

٣١٣

مستدرك

قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحسنين عليهما‌السلام :

«انهما خير الناس أبا وأمّا وجدا وجدة وخالا وخالة

وعما وعمة وهم جميعا في الجنة»

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه في ج ٥ ص ١٨ وج ٩ ص ١٨١ و ١٨٨ و ١٨٩ وج ١١ ص ٢٨١ وج ١٨ ص ٤٠٠ و ٤٠١ و ٤٠٢ و ٤٢٥ وج ١٩ ص ٢٩٠ ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ٧ ص ٢٠ ط دار الفكر ـ دمشق) قال :

وعن ابن عباس قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة العصر ، فلما كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما سلم وضعهما بين يديه ، وأقبل الحسن فحمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ، ثم قال:

أيها الناس ، ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين : جدهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ،

٣١٤

وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبوهما علي بن أبي طالب ، وعمهما جعفر بن أبي طالب ، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب ، وخالهما القاسم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخالاتهما : زينب ورقية وأم كلثوم ، بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، جدهما في الجنة ، وجدتهما في الجنة ، وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة ، وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالاتهما في الجنة ، وهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة.

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج ٣ ص ٧٧٤ ط دمشق) قالا :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ ـ فذكرا مثل ما تقدم باختلاف يسير. ثم قالا (طب) وابن عساكر عن ابن عباس.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٥٦ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ـ الهند) قال :

أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ، ألا أخبركم ـ فذكر مثل ما تقدم وقال في آخره (طب ، وابن عساكر عن ابن عباس).

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ج ٢ ص ١٩١ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :

وقال الزرندي رحمه‌الله تعالى : روى إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قال : سمعت أبي يوما يحدث أنهم كانوا عند هارون الرشيد أمير المؤمنين ، فقال : حدثني أمير المؤمنين المهدي ، عن أمير المؤمنين منصور ، أنه حدثه عن أبيه ، عن

٣١٥

جده ، عن عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنه : أنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم فقال : ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة ـ فذكر الحديث إلى آخره ، ولفظه كما مر «ومن أحبهما في الجنة ، ومن أبغضهما في النار». قال الراوي : وقال هارون الرشيد : يحدثنا وعينه تدمع ، وخنقته العبرة.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٦١ ط مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين .. جدهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب وعمهما جعفر وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخالاتهما رقية وزينب وأم كلثوم بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجدهما في الجنة وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة ومن أغضبهما في النار.

ثم أردف صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب.

كلمات القوم ذكرها جماعة في كتبهم

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفي ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ٧ ص ٢٢ ط دار الفكر) قال :

قال أبو الحسن المدائني : قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف :

٣١٦

من أكرم الناس أبا وأما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة؟ فقام النعمان بن العجلان الزرقي ، فأخذ بيد الحسن فقال : هذا ، أبوه علي ، وأمه فاطمة ، وجده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجدته خديجة ، وعمه جعفر ، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب ، وخاله القاسم ، وخالته زينب ، فقال عمرو بن العاص : أحب بني هاشم دعاك إلى ما عملت؟

قال ابن العجلان : يا بن العاص أما علمت أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالق حرمه الله أمنيته وختم له بالشقاء في آخر عمره؟ بنو هاشم أنضر قريش عودا ، وأقعدها سلفا ، وأفضلها أحلاما.

ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلي الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٩ مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال :

عن ابن عباس أنه قال : لما فتح الله تعالى المدائن على أصحاب رسول الله في أيام عمر ، فأمر بالنطاع فبسطت في مسجد رسول الله وأمرنا بالأموال فأفرغت عليها ، ثم اجتمع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأول من بدر إليه الحسن بن علي فقال : يا أمير المؤمنين أعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال : بالرحب والكرامة ، فأمر له بألف درهم ، ثم انصرف فبدر إليه ابنه عبد الله بن عمر فقال : يا أمير المؤمنين أعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال : بالرحب والكرامة ، فأمر له بخمسمائة درهم ، فقال : يا أمير المؤمنين أنا رجل مشيد كنت أضرب بالسيف بين يدي رسول الله والحسن والحسين طفلان يدرجان في سكك المدينة تعطيهم ألفا ألفا وتعطيني خمسمائة درهم. فقال : اذهب فائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجد كجدهما وجدة كجدتهما وعم كعمهما وخال كخالهما ، فإنك لا تأتيني بهم ، أما أبوهما فعلي المرتضى ، وأمهما فاطمة الزهراء ، وجدهما محمد المصطفى ، وجدتهما الخديجة

٣١٧

الكبرى ، وعمهما جعفر بن أبي طالب ، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب ، وخالهما إبراهيم بن رسول الله ، وخالتهما رقية وأم كلثوم بنتا رسول الله.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في كتابه «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٢١ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

قال ابن عباس : كان عمر بن الخطاب يحب الحسن والحسين ويقدمهما على ولده ، ولقد قسم يوما ـ فذكر مثل ما تقدم عن «وسيلة النجاة» باختلاف يسير في اللفظ والتقدم والتأخر.

ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٧٠ نسخة مكتبتنا بقم) قال :

وقال عكرمة : حدثني ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب ـ فذكر مثل ما تقدم.

٣١٨

مستدرك

ان الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا أشبه الناس

بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأن الحسن كان أشبه

بالنبي من الرأس إلى الصدر والحسين فيما أسفل من ذلك

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج ١٠ ص ٥٣٤ إلى ص ٥٤٣ وج ١٩ ص ١٨٩ إلى ص ١٩١ ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج ١ ص ١٧٤ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ـ الهند) قال :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : الحسن أشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما كان أسفل من ذلك (ط ، حم ، ت ، وقال حسن غريب حب ، والدولابي في الذرية الطاهرة ، ق : في الدلائل ، ض).

٣١٩

ومنهم العلامة أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري في «الذرية الطاهرة المطهرة» (ص ٨٧ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة السليمانية باستانبول) قال :

أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدثنا أبو بشر ، حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة ٧٣٩ في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج ٩ ص ٦٠ ط بيروت) قال :

أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا شبابة ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي عليه‌السلام ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ٧ ص ١١٧ ط دار الفكر) قال :

وعن علي بن أبي طالب قال : كان الحسن بن علي أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من شعر رأسه إلى سرته ، وكان الحسين بن علي أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من لدن قدميه إلى سرته ، اقتسما شبهه.

ومنهم العلامة علي بن الحسن ابن عساكر الدمشقي الشافعي في «تاريخ مدينة دمشق» ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام (ص ٢٨ ط بيروت) قال :

أخبرناه أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن مندويه ، انبأنا علي بن محمد بن أحمد الحسن آباذي ، انبأنا أحمد بن محمد بن الصلت ، انبأنا ابن عقدة ، انبأنا عبد الواحد بن

٣٢٠