إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٥

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

الى الرفيق الأعلى ودرعه ـ ذات الفضول ـ مرهونة عند يهودي على آصع من شعير وافتكها ابو بكر.

والتقى أبو بكر وعمر فقال الفاروق للصديق : انطلق بنا الى فاطمة فانا قد أغضبناها.

فانطلقا الى بيت أبى الحسن فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها حولت الزهراء وجهها الى الحائط ، فسلما عليها فلم ترد على أبى بكر وعمر السلام ، فتكلم الصديق فقال : يا حبيبة رسول الله والله ان قرابة رسول الله أحب الي من قرابتي وأنك أحب الي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، الا اني سمعت أباك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا نورث ما تركناه فهو صدقة».

فقالت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أرأيتكما إذا حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قال ابو بكر وعمر : نعم فقالت الزهراء : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ فقال الصديق والفاروق : نعم سمعناه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقالت فاطمة : فاني أشهد الله وملائكته انكما سخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما اليه. فقال ابو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة.

ثم انتخب يبكي وخرج باكيا فلقيه الناس فقالوا : ما وراءك يا خليفة رسول الله؟ قال الخليفة الأول : يبيت كل رجل منكم معانقا خليلته ـ زوجته ـ مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه؟ لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتكم.

٥٤١

فقال الناس : يا خليفة رسول الله ان هذا الأمر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، انه ان كان هذا لم يقم لله دين.

فقال ابو بكر الصديق : والله لو لا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة بعد ما سمعت من فاطمة.

قال الفاضل المعاصر الأمير احمد حسين بهادر خان البريانوى المذكور في المتن في كتابه المزبور ص ١٣٢ من الطبعة المذكورة :

وفي فتوح البلدان للبلاذري : كانت فدك لرسول الله «ص» خاصة لأنه لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب.

وعن مالك بن جعونة عن أبيه قال : قالت فاطمة لأبي بكر : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل لي فدك فأعطني إياها ، وشهد لها علي بن أبي طالب ، فسألها شاهدا آخر فشهدت لها ام ايمن ، فقال : قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا تجوز الا شهادة رجلين او رجل وامرأتين.

وقال الحلبي في السيرة الحلبية : وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه‌الله : ان ابا بكر رضي‌الله‌عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر بن الخطاب فقال له : ما هذا؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها ، فقال : فما ذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه.

وفي تاريخ ابن واضح : وكان الغالب على أبي بكر عمر بن الخطاب.

وقال ايضا في ص ٣٤٤ من الطبعة المذكورة :

وفي فتوح البلدان للبلاذري : قام امير المؤمنين المأمون بدفع فدك الى ولد فاطمة ، وقد كتب امير المؤمنين الى المبارك الطبري مولى امير المؤمنين يأمره برد فدك على ورثة فاطمة بنت رسول الله (ص) بحدودها وجميع حقوقها.

٥٤٢

وقال العلامة ابو عبد الله محمد بن احمد بن عثمان الذهبي في «تذهيب التهذيب في مختصر التهذيب» (ج ٣ ص ٨٢ نسخة اسلامبول).

وروى الأصمعى عن الوليد بن يسار الخزاعي قال : لما استخلف عمر بن عبد عبد العزيز قال للحاجب : ادن منى قريشا ووجوه الناس ، ثم قال لهم : ان فدك كانت بيد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان يضعها حيث أراه الله ، ثم وليها ابو بكر ففعل مثل ذلك ، ثم وليها عمر ففعل مثل ذلك ، ثم ان مروان اقطعها فوهبها لمن لا يرثها من بنى بنيه فكنت أحدهم ، ثم ولي الوليد فوهب لي نصيبه ، ثم ولى سليمان فوهب لي نصيبه ، ثم لم يكن من مالي شيء ارق علي منها ألا وانى قد رددتها موضعها. قال : فانقطعت ظهور الناس ويئسوا من المظالم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عامر النجار في «الخوارج عقيدة وفكرا وفلسفة» (ص ١٩ ط بيروت) قال :

وموضوع «فدك» ذلك أن فاطمة الزهراء رضي‌الله‌عنها والعباس عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتيا أبا بكر بعد استخلافه يطلبان ميراثهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أرض فدك وفي سهمه من خيبر ، فقال لهما أبو بكر : أما اني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ، انما يأكل أهل محمد في هذا المال ، واني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه الا صنعته. فغضبت فاطمة لذلك وهجرت أبا بكر. وقد مكثت فاطمة ستة أشهر بعد وفاة أبيها ، وكان علي يغاضب أبا بكر غضبا لفاطمة زوجه ، فلما ماتت مال الى مصالحته وصالحه.

٥٤٣

ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ١٢٨ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وفي العقد الفريد لابن عبد ربه قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة ، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم ابو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له : ان أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من النار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت عليه الأمة.

وقال أبو الفداء : فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار ، فلقيته فاطمة وقالت : الى أين يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم أو تدخلوا فيما دخل فيه الأمة.

وقال أبو جعفر ابن جرير في تاريخه : أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن الى البيعة.

وفي كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الكاتب الدينوري : ان أبا بكر رضي‌الله‌عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا ، فدعا عمر بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن او لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ان فيها فاطمة فقال وان ، فخرجوا فبايعوا الا علي. وفيه وقال علي : أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ، وتأخذونه من أهل البيت غصبا ، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد (ص) منكم. فأنا أحتج عليكم بمثل ما

٥٤٤

احتججتم على الأنصار نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا ان كنتم تؤمنون بالله وتخافونه.

الى أن قال ـ : وقال علي : يا معشر المهاجرين الله الله لا تخرجوا سلطان محمد (ص) في العرب من داره وعقر بيته الى دوركم وقعور بيتكم ، فوقفت فاطمة رضي‌الله‌عنها على بابها وقالت : تركتم رسول الله (ص) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم وكم تروا لنا حقا.

٥٤٥

حديث

أمرت فاطمة عليها‌السلام اسماء بنت عميس ان تجعل لها نعشا يستر به جسدها

فهي اول من عمل عليه النعش

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج ١٠ ص ٤٧٠ الى ص ٤٧٥ وج ١٩ ص ١٧٥ و ١٧٦ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي في «التبيين في انساب الصحابة القرشيين» (ص ١١ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :

وروي أنها قالت لأسماء ابنة عميس : اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت اسماء : يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، تعرف به المرأة من الرجل ، فإذا أنا متّ فاغسليني أنت وعلي ، ولا يدخل علي أحد ، ففعله بها ذلك ، فأمرت أن تدفن ليلا

٥٤٦

فدفنت ، وصلى عليها علي ، وقيل : صلى عليها العباس ، ودخل قبرها هو وعلي والفضل في سنة إحدى عشر رضي‌الله‌عنها.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الغنى بن اسماعيل المقدسي الدمشقي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص ١٩٦ نسخة مكتبة ايرلندة) قال :

وقيل : ان فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : اني استقبح ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، وقالت : يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل ، إذا أنا متّ فاغسليني أنت وعلي ولا يدخلن علي أحد ـ الحديث.

ومنهم العلامة محمد بن داود البازلى الشافعي في «غاية المرام» (ص ٢٩٥ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

قال انس : قالت لي فاطمة : يا أنس كيف طابت قلوبكم تحثوا التراب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ ولما حضرها الوفاة قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت اسماء : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ، قد بنيت بجرائد رطبة فتنحتها ، ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله فإذا مت فاغسليني أنت وعلي ، ولا يدخل علي أحدا. فلما توفيت جاءتها عائشة ، فمنعتها أسماء ، فشكتها عائشة الى أبي بكر وقالت : هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فوقف ابو بكر على الباب فقال : يا اسماء ما حملك على ان منعت ازواج النبي «ص» ان يدخلن على بنت رسول الله؟ وكانت

٥٤٧

قد صنعت لها هودجا ، فقالت : هي أمرتني ان لا ادخل عليها أحدا ، وان أصنع لها ذلك. فقال : فافعلي ما أمرتك. وغسلتها أسماء وعلي ، وهي أول من غطى نعشها في الإسلام ، ثم زينب بنت جحش ، وصلى عليها علي بن ابى طالب ، وقيل العباس ، وأوصت أن تدفن ليلا ، ففعل ذلك ، ودخل قبرها علي وعباس وابنه الفضل ، وعاشت ثلاثين سنة ، او خمسا وثلاثين.

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي في «الوسائل في مسامرة الأوائل» (ص ٢٤ ط بيروت سنة ١٤٠٦) قال :

وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : فاطمة رضي‌الله‌عنها اول من جعل لها النعش ، عملته لها اسماء بنت عميس ، وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول» (ص ٢٧٣ ط القاهرة سنة ١٣٩٩).

روى مثل ما تقدم عن «الوسائل في مسامرة الأوائل».

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبى في «حياة فاطمة عليها‌السلام» (ص ٣٤٢ ط دار الجيل بيروت).

فروى عن ابن عباس مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضلة المعاصرة وداد السكاكينى في «أمهات المؤمنين وبنات الرسول» (ص ١٩٨ ط دار الفكر بيروت) قال :

وشكت فاطمة ذات يوم الى أسماء بنت عميس إحدى السابقات الى الايمان

٥٤٨

والهجرة ، نحول جسمها وتوعك مزاجها ، وشد ما راع أسماء أن تسألها الزهراء سؤالا أجفلها ، إذ قالت : أتستطيعين يا أسماء أن تواريني بشيء؟

فخففت عنها الوهم وهدهدت أشجانها ، ولما ألحت الزهراء أجابت أسماء : اني رأيت أهل الحبشة يعملون السرير للمرأة ، ويشدون النعش بقوائم السرير .. فالتمست الزهراء أن يصنع لها مثل ذلك ، فلما رأته قالت : سترتموني ستركم الله.

وأقام علي بين يديها يواسيها ويسليها ، ويهون عليها ، ويرجو لها العافية ، وقد امتلأت نفسه حنانا عليها ، فلما لحقت فاطمة بأبيها بعد أشهر معدودات ، دفنها علي وروحه تكاد تنفطر حزنا وغما ، ونزل في قبرها يودعها الوداع الأخير.

وكانت لا تنقطع عن البكاء بنتاها زينب وأم كلثوم ، وأسرف أولادها على أنفسهم فلم يتعزوا عن الحزن الذي ملأ قلوبهم لوعة وحسرة ، واستوحش علي بعدها من البيت ، وجزع عليها وبكاها ، وكان لا يشفيه الا أن يزور قبرها ويرثيها بشعره الدميع.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٢٥ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

وأخرج ابن السكن في المعرفة عن عبيد الله بن بريدة قال : أتت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبعين بين يوم وليلة ، فقالت : اني لأستحي من خلل هذا النعش إذا حملت فيه. فقالت لها امرأة ـ لا أدري أسماء بنت عميس أو أم سلمة : ان شئت عملت لك شيئا يعمل بالحبشة يحمل فيه النساء. قالت أجل فاصنعيه ، فصنعت النعش ، فلما رأته قالت لها : سترك الله. قال : فما زالت النعوش تصنع بعدها.

٥٤٩

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء اهل الجنة» (ص ١٥١ ط مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة) قال :

ودخلت أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر ـ كانت أسماء أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي عليه الصلاة والسلام لأمها وكانت تحت جعفر بن أبي طالب فلما نال الشهادة يوم موتة زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابا بكر اسماء بنت عميس يوم حنين ـ على فاطمة فقالت : اني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت اسماء بنت عميس : ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ـ كانت اسماء من مهاجري الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ـ؟ فقالت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بلى.

فدعت اسماء بجريدة رطبة فحسيتها ـ حنتها ـ ثم طرحت عليها ثوبا فقالت الزهراء : ما احسن هذا وأجمله لا تعرف به المرأة من الرجل ، إذا انا مت فغسلينى أنت وعلي ، ولا تدخلي علي أحدا ، ثم اصنعي بى هكذا.

وصدقت نبؤة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقد ماتت الزهراء وكانت اول اهله لحوقا به صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجاءت ام المؤمنين عائشة تدخل عليها ولكن اسماء بنت عميس منعتها وقالت لها : لا تدخلي. فشكت عائشة الى أبيها فقالت : ان هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد جعلت لها مثل هودج ـ نعش ـ العرس. فجاء ابو بكر الصديق فوقف على الباب وقال لزوجته : يا اسماء ما حملك على ان منعت ازواج النبي عليه الصلاة والسلام أن يدخلن على بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجعلت لها مثل هودج العرس؟ قالت اسماء بنت عميس : أمرتني ألا يدخل عليها احد وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتنى ان اصنع ذلك لها. فقال خليفة رسول الله صلى الله عليه

٥٥٠

وسلم : فاصنعى ما امرتك.

ثم انصرف ، فغسلتها اسماء بنت عميس وابو الحسن كما أوصت الزهراء بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب ـ وقيل العباس بن عبد المطلب ـ ونزل ابو الحسن وعمه العباس والفضل بن العباس قبرها ، ونظر علي بن أبي طالب إليها وقال : هذا ركني الثاني الذي قال لي النبي عليه الصلاة والسلام.

ثم استطرد ابو الحسن :

«السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورق عنها تجلدي ، ألا إن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز ، فقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، انا لله وانا اليه راجعون ، فقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة ، أما حزني فسرمد ، واما ليلي فمسهد الى ان يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم ، وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها ـ الإحفاء بالسؤال الاستقصاء فيه ـ السؤال ، واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منه الذكر ، عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم ، فان أنصرف فلا عن ملالة ، وان أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين».

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ١ ص ٢٢٧ ط دمشق) قالا :

عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : يا أسماء اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، انه يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت

٥٥١

أسماء : يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، يعرف به الرجل من المرأة ، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحد ، فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء : لا تدخلي ، فشكت الى ابى بكر فقالت : ان هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء ابو بكر فوقف على الباب وقال : يا أسماء! ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدخلن على ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتنى أن لا يدخل عليها أحد ، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتنى أن أصنع ذلك لها ، فقال ابو بكر : فاصنعي ما أمرتك ، ثم غسلها علي وأسماء(ق).

وقالا أيضا في ج ٦ ص ٣٠٢ :

عن أم جعفر ـ فذكرا الحديث مثل ما تقدم ، وقالا في آخره (ه ق).

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٩٠ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند سنة ١٤٠٦).

روى الحديث مثل ما تقدم عن «جامع الأحاديث».

٥٥٢

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج ٣ ص ٤٨ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :

قال قتيبة : نا محمد بن موسى ، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر ، وعن عمارة بن مهاجر ، عن أم جعفر ، أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : اني أستقبح ما يصنع بالنساء ـ روى الحديث مثل ما تقدم.

وقال في آخره :

قال ابن عبد البر : فهي أول من غطى نعشها في الإسلام على تلك الصفة.

٥٥٣

تاريخ

وفاة فاطمة الزهراء عليها‌السلام ومدة عمرها

ومدة مكثها بعد أبيها صلى الله عليهما وآلهما

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعيان العامة في ج ١٠ ص ٤٥٥ الى ص ٤٦٢ وج ١٩ ص ١٧٥ الى ص ١٧٨ ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ ابو بكر جابر الجزائرى في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٢٤٠ ط دار الكتب بالقاهرة) قال :

عاشت الزهراء عمرا مباركا غير طويل ، إذ توفيت وعمرها ثمان وعشرون سنة ونصف ، ولم تتزوج بغير علي رضي‌الله‌عنها ، وأنجبت الحسن والحسين ومحسنا ـ ومات الأخير صغيرا ـ وزينب وأم كلثوم ، وكان زواجها في السنة الثانية من الهجرة بعد وقعة بدر.

وكان ميلادها قبل نبوة والدها بخمس سنين ، وتوفيت رضي‌الله‌عنها في رمضان لثلاث خلون منه ، فغسلها علي بنفسه وصلى عليها عليها ودفنها ليلا. وكانت وفاتها

٥٥٤

بعد وفاة والدها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر على الصحيح من الروايات فرضي الله عن الزهراء وأرضاها وأسكنها بجوار والدها خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم أجمعين وألحقنا بهم في مواكب الصالحين بعد أن يتوفانا مسلمين.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف على فكرى بن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهرى في «احسن القصص» (ج ٥ ص ٥٩ ط بيروت) قال :

وقال عروة بن الزبير وعائشة : لبثت ستة أشهر ، وهو الصحيح.

ومنهم الحافظ ابو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة الاحوذى بشرح جامع الترمذي» (ج ١ ص ٦٦ ط دار الفكر في بيروت) قال :

وماتت سيدة النساء بعده بستة أشهر ولم تجد رضي‌الله‌عنها فرصة الرواية.

ومنهم العلامة موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي في «التبيين في انساب القرشيين» (ص ١١ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

وولدت ـ أي فاطمة «ع» ـ لعلي رضي‌الله‌عنه الحسن والحسين وام كلثوم وزينب ، وروي أنها ولدت ابنا سماه رسول الله محسنا ، وقال : سميتهم بأسماء ولد هاون شبر وشبير ومشبر ، فلم يبق من ولد رسول الله «ص» حيا بعد موته الا فاطمة ، وماتت بعده بستة أشهر ، وقيل بثلاثة أشهر ، وقيل غير ذلك.

٥٥٥

ومنهم العلامة شمس الدين ابو البركات محمد الباعونى الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام ابى الحسنين على بن ابى طالب» (ص ٢١ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

أما وفاتها بعد أبيها بستة أشهر ، كذا ذكره الامام الجليل القشيري في صحيح مسلم وعليه الاعتماد ، والله أعلم. أخرجه الملا في سيرته والله سبحانه أعلم.

ثم قال أيضا :

وقد اختلفوا في مولدها رضي‌الله‌عنها ، والصحيح أنها ولدت بعد البعثة بخمسة أعوام ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن خمس وأربعين سنة ، وأقامت معه بمكة الى حين هاجرت سنة ثلاث وخمسين ، وهي بنت ثماني سنين ، وأقامت بالمدينة عشرة أعوام ، فهذه ثمانية عشر سنة ، وعاشت بعد أبيها صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر كما ذكره الامام مسلم في صحيحه.

ومنهم الفاضل المعاصر الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى في «تاريخ الأحمدي» (ص ١٣٢ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

قال الديار بكري في تاريخ الخميس : توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله «ص» لستة أشهر في ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهي بنت ثمان وعشرين سنة. وقال عبد الله بن حسن : ابنة ثلاثين سنة ـ الى أن قال ـ وغسلها علي وصلى عليها.

وأخرج ابن جرير في التاريخ : عن عروة قال : توفيت فاطمة بعد النبي «ص» بستة أشهر وغسلها علي واسماء بنت عميس.

٥٥٦

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف على فكرى بن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهرى في «احسن القصص» (ج ٥ ص ٥٩ ط بيروت) قال :

وفاتها ـ توفيت عليها‌السلام ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة ، وهي بنت ثمان وعشرين سنة ، ودفنت بالبقيع ليلا ، وصلى عليها علي عليه‌السلام.

وقيل : صلى عليها ونزل في قبرها هو والفضل بن العباس.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء اهل الجنة» (ص ١٥٣ ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال :

وقد توفيت فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشر من الهجرة بعد أن انتقل أبوها صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى الرفيق الأعلى بستة أشهر.

ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١ ص ٤٣٥ ط دار البشير) قال :

وقال : وحدثني ابو عبد الله ، حدثنا سفيان قال : قال عمر وعن الزبيري قال : ماتت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاثة أشهر ، يعني فاطمة.

وقال : وحدثني ابو عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن أبي جعفر قال : ماتت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر ، قيل : سفيان عن عمرو عن أبي جعفر؟ قال : نعم.

٥٥٧

وقال في ص ٤٣٦ من الطبعة المذكورة :

حدثني ابو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي ، أخبرنا ابو بكر بن خلف حدثنا الحاكم ابو عبد الله ، حدثنا ابو جعفر محمد بن محمد البغدادي ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب قال : توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر ، وهي بنت ثمان وعشرين سنة ، وكانت مولدها وقريش تبنى الكعبة ، ورسول الله «ص» ابن خمس وثلاثين سنة.

أخبرنا ابو محمد بن الاكفاني ، حدثنا عبد العزيز الكناني ، حدثنا ابو محمد ابن ابى نصر ، حدثنا ابو الميمون بن راشد ، حدثنا ابو زرعة ، حدثني الحكم بن نافع ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : توفيت ـ يعنى فاطمة ـ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر ، فدفنها علي بن أبي طالب ليلا.

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن احمد الذهبي الشافعي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٧ ط بيروت) قال :

الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : عاشت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر ، ودفنت ليلا.

قال الواقدي : هذا أثبت الأقاويل عندنا ، قال : وصلى عليها العباس ، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول» (ص ٢٧٣ ط القاهرة) قال :

عن أبي جعفر قال : ستة أشهر.

٥٥٨

عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر.

قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا : وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها.

ومنهمالحافظ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج ٣ ص ٤٧ ط بيروت) قال :

وقال الزهري عن عروة ، عن عائشة ، ان فاطمة عاشت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر ، ودفنت ليلا.

وقال الواقدي : هذا أثبت الأقاويل عندنا. وقال : وصلى عليها العباس ، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العباس.

وقال سعيد بن عفير : ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان ، وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها ، ودفنت ليلا.

ومنهم العلامة ابو القاسم على بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١ ص ٤٣٤ ط دار البشير) قال :

حدثني ابو القاسم محمود بن عبد الرحمن بن خلف ، أخبرنا ابو بكر احمد ابن خلف ، انبأنا الحاكم ابو عبد الله الحافظ ، قال سمعت ابا إسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى الزكي يقول : سمعت ابا العباس محمد بن إسحاق يقول : سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت ابى جعفر بن سليمان يقول : ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وماتت فاطمة وهي ابنة إحدى وعشرين سنة.

٥٥٩

ومنهم العلامة ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج ٦ ص ٣٦٥ ط بيروت) قال :

واختلفوا في مكث فاطمة رضي‌الله‌عنها بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى ماتت ، فقيل مكثت شهرين وقيل ثلاثة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل ثمانية أشهر. وأصح الروايات رواية الزهري عن عروة عن عائشة ، قالت : مكثت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر ، أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا ابو اليمان ، قال أخبرنا شعيب ، قال : وأخبرنا الحجاج بن أبي منيع ، حدثنا جدي ، جميعا عن الزهري ، قال : حدثنا عروة ، ان عائشة أخبرته ، قالت :

عاشت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر. أخرجاه في الصحيح.

ومنهم العلامة جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن ابن يوسف الكلبي المزي المتوفى سنة ٧٤٣ في «تهذيب الكمال في اسماء الرجال» (ج ٢٢ ص ١٤٤ نسخة جامع السلطان احمد باسلامبول) قال :

قال الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : عاشت فاطمة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر ، وكذلك قال محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير عن أبيه عن عائشة وغير واحد.

وقال ابو بكر بن ابى شيبة : توفيت فاطمة وهي بنت سبع وعشرين سنة.

وقال محمد بن إسحاق في موضع آخر : توفيت فاطمة وهي بنت ثمان وعشرين

٥٦٠