آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩٠
أحاديث
رويت عن الزهراء عليهاالسلام
وللزهراء البتول أحاديث ذكرها علماء العامة في كتبهم ، وأما عند الخاصة هي سلام الله عليها محدثة ـ بفتح الدال ـ ولها كتاب جمعت فيه ما سمعته من الملك وكتاب آخر من إملاء أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ونذكر هاهنا نبذة من أحاديثها التي رواها علماء العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ٢٢ ص ٤١٣ ط مطبعة الامة في بغداد) قال :
حدثنا بكر بن مقبل البصري ، ثنا الخليل بن أسد النوشجاني ، ثنا رويم بن يزيد المقرئ ، ثنا سوار بن مصعب الهمداني ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن سلمة بن كهيل ، عن شقيق بن سلمة ، عن ابن مسعود قال : جاء رجل الى فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا ابنة رسول الله ترك رسول الله صلىاللهعليهوسلم عندك شيئا تطرفينيه؟ فقالت : يا جارية هاتي تلك الجريدة. فطلبتها فلم تجدها ، فقالت : ويحك اطلبيها فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا ، فطلبتها فإذا
هي قد قمتها في قمامتها ، فإذا فيها : قال محمد صلىاللهعليهوسلم : ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ، والله يحب الحيي الحليم الضعيف المتعفف ، ويبغض الفاحش البذيء المسائل الملحف ، ان الحياء من الايمان والايمان في الجنة ، وان الفحش من البذاء والبذاء في النار.
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٦ ص ٣١٥ ط دمشق) قالا :
عن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت : مر بي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا مضجعة متصحبة ، فحركني برجله وقال : يا بنية قومي فاشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين ، فان الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس (ابن النجار).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء اهل الجنة» (ص ١٣٠ ط مكتبة التراث الإسلامي في القاهرة) قال :
تقول فاطمة الزهراء : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا دخل المسجد تقول : بسم الله والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.
وتقول : وإذا خرج قال : باسم الله والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي
ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٢ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ـ الهند) قال :
قارئ «الحديد» و «إذا وقعت» و «الرحمن» يدعي في ملكوت السماوات والأرض : ساكن الفردوس (هب ، فر عن فاطمة).
وقال أيضا في ص ٦ : شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ، الذين يأكلون ألوان الطعام ، ويلبسون ألوان الثياب ، ويتشدقون في الكلام (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة ، هب عن فاطمة الزهراء).
وقال أيضا في ص ١١٦ :
الزم رجلها ، فان الجنة تحت أقدامها ـ يعنى الوالدة (حم ، ن عن فاطمة).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٦٤ ط مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة) قال :
لم ترو فاطمة بنت رسول الله من الأحاديث الا قليلا لسرعة موتها ، فقد ذكروا أن جميع ما روته لا يبلغ عشرة أحاديث فمن ذلك :
١ ـ حديث المسارة : من عائشة قالت : اجتمعت نساء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجاءت فاطمة تمشي وما تخطئ مشيتها مشية أبيها فقال : مرحبا بابنتي
فأقعدها عن يمينه فسارها بشيء فبكت ثم سارها فضحكت فقلت لها : أخبريني بما سارك؟ قالت : ما كنت لأفشي سرا. فلما توفي قلت لها : أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني بما سارك. قالت : أما الآن فنعم ، سارني قال : ان جبريل يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وأنه عارضني العام مرتين ولا أرى الا اقتراب أجلى فاتقى الله واصبري فنعم السلف أنا لك ، فبكيت ثم سارني وقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين فضحكت.
٢ ـ حديث القول عند دخول المسجد : قالت الزهراء : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا دخل المسجد قال : «بسم الله والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك».
وعنها أيضا قالت : كان رسول الله إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم ثم قال: «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك». وإذا خرج ـ خرج من المسجد ـ صلى على محمد وسلم وقال : «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك».
٣ ـ قالت فاطمة : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ألا يلومن امرؤ الا نفسه ، يبيت وفي يده رمح مخمر ـ مغطى.
٤ ـ حديث : ترك الوضوء مما مسته النار.
٥ ـ حديث : ساعة الاجابة في يوم الجمعة وأنها إذا تدلت الشمس للغروب
٦ ـ كتب الي عمر بن عبد العزيز أن أفتح له وصية فاطمة فكان في وصيتها : الستر الذي يزعم الناس أنها أحدثته وأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل عليها فلما رآه رجع .. كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا خرج كان آخره عهده بفاطمة فإذا رجع كان أول عهده بالزهراء ، فلما رجع من غزوة تبوك وقد اشترت مقينعة ـ شبيهة بغطاء الرأس كما في تاج العروس ـ فصبغتها بزعفران وألقت على
بابها سترا أو ألقت في بيتها بساطا فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام رجع فأتى المسجد فقعد فيه فأرسلت فاطمة بلالا وقالت له : اذهب فانظر ما رده عن بابى؟ فأتى بلال بن رباح رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبره ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : اني رأيتها صنعت ثمة كذا وكذا.
فرجع بلال إليها فأخبرها ، فهتكت الستر وكل شيء أحدثته وألقت ما عليها ولبست أطمارها ، فأتى بلال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبره ، فجاء حتى دخل عليها فقال عليه الصلاة والسلام لها : كوني كذلك فداك أبي وأمي.
٧ ـ وأتت الزهراء أباها صلىاللهعليهوسلم بالحسن والحسين في شكواه الذي توفي فيه فقالت : يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا.
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : أما الحسن فله هيبتي وسؤددى ، وأما الحسين فله جودي وجرأتى ، فان ابتليتم فاصبروا فان العاقبة للمتقين.
٨ ـ يقول ابن مليكة : كان فاطمة تنقر ـ صوت يحدث من قرع الإبهام على الوسطى ـ الحسن وتقول : بنى شبه رسول الله انه ليس شبيها لعلى.
٩ ـ يقول أنس بن مالك : قالت فاطمة له : كيف طابت نفوسكم أن تحثوا التراب ـ حثو التراب صبه والقاؤه وبالنسبة للميت تغطية الجثة به ودفنه داخله ـ على رسول الله؟
١٠ ـ يقول جابر بن سعيد : أخبرتنى فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنها رأت في نومها أنها نكحت أبا بكر فنكح علي أسماء بنت عميس ـ تزوجت جعفر بن أبى طالب فلما استشهد يوم مؤتة تزوجت أبا بكر ثم تزوجها علي بن أبي طالب ـ وكانت بنت عميس تحت أبى بكر فمات أبو بكر وفاطمة فنكح علي أسماء بنت عميس.
خطبة
الزهراء عليهالسلام في مسجد أبيها
قد تقدم نقلها منا عن جماعة من أعيان العامة في ج ١٠ ص ٢٩٦ الى ص ٣٠٧ وج ١٩ ص ١٦٣ الى ص ١٦٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين ابو البركات محمد الباعونى الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين على بن أبي طالب» (ص ٢٢ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
ولما توفى الله نبيه ونقله الى المقر الأعلى صلىاللهعليهوسلم وبلغها أن ابا بكر منعها ، فأرخت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في طائفة من حفدتها ونساء قومها من نساء عبد المطلب ، يطأن ذيولها حتى دخلت على أبي بكر الصديق رضياللهعنهما وعنده لحشد من المهاجرين والأنصار ، فنيطت دونها ملاءة ، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ، حتى ارتج المجلس وعلت الأصوات ،
ثم انها أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت الأصوات وسكنت فورتهم ، افتتحت كلامها بالحمد لله والثناء عليه الصلاة على رسوله صلىاللهعليهوسلم.
«قال تعالى (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) الى قوله (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، فان تعرفونه تجدونه أبي دون آبائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة والموعظة الحسنة ، فهشم الأصنام وفلق الهام حتى انهزم الجمع وولوا الأدبار ، حتى نطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشيطان وتمت كلمة الإخلاص ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم ، نهزة الطامع ومذقة الشارب وقبسة العجلان وموطئ الاقدام ، تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاشعين ، يتخطفكم الناس من حولكم ، حتى أنقذكم الله برسوله بعد اللتيا واللتى ، بعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، كلما أوقدوا نارا للحرب اطفأها الله وقد نجم قرن الشيطان وفغرت فاغرة المشركين ، فقذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه وتطفى نارها وعاديها بسيفه ، مكدودا في ذات الله ، وأنتم في رفاهية فاكهون آمنون وادعون».
«حتى اختار الله لنبيه دار أنبيائه وألحقه بالرفيق الأعلى ، فظهرت حسيكة النفاق ، ونطق ناطق الغاوين ، ونبغ خامل الآفلين ، وهدر فنيق المبطلين».
ومن ألفاظها رضياللهعنها : «وما زالوا حتى استبدلوا الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، لفظتهم وشنأتهم بعد أن خلط الرأي ، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم».
وكلام كثير اختصرناهم ، ثم قامت وانصرفت. نقلت ذلك من «نثر الدر».
رثاء
الزهراء الطاهرة للنبي الأكرم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن جماعة من علماء العامة في ج ١٠ ص ٤٢٨ وج ١٩ ص ١٥٥ ، ونروى هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى :
وفيه أحاديث :
منها
حديث على عليهالسلام
رواه جماعة من أعلام العلماء في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند على بن أبي طالب» (ج ١ ص ١٤٣ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :
عن علي رضياللهعنه : أن فاطمة لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم
كانت تقول : وا أبتاه من ربه ما أدناه ، وا أبتاه جنان الخلد مأواه ، وا أبتاه ربه يكرمه إذ أدناه ، وا أبتاه الرب والرسل تسلم عليه حين تلقاه (ك).
ومنهم العلامة الحافظ المذكور في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٢٩ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند سنة ١٤٠٦) قال :
عن علي أن فاطمة رضياللهعنهما لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانت تقول ـ روى مثل ما تقدم عن مسند علي عليهالسلام.
ومنها
حديث انس بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة ابو محمد عبد بن حميد الكسى الحنفي في «المسند» (ص ٢٢ والنسخة مصورة من مكتبة أياصوفيا) قال :
روى بإسناده عن انس بن مالك قال : لما ثقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت فاطمة : وا كرب أبتاه. فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما مات قالت فاطمة رضياللهعنها :
يا أبتاه أجاب ربا دعاه. |
|
يا أبتاه جنة الفردوس مأواه |
يا أبتاه الى جبرئيل أنعاه |
|
يا أبتاه من ربه ما أدناه |
فلما دفن رسول الله «ص» ، قالت فاطمة : يا انس أطابت أنفسكم أن تحثوا
على رأس رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب.
ومنهم العلامة الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة ٧٣٩ في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج ٨ ص ٢١٤ ط بيروت) قال :
أخبرنا احمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا عبد الله بن الرومي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ثابت ، عن انس : ان فاطمة بكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت: يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه الى جبريل أنعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه.
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع ، حدثنا اسماعيل بن يونس ، حدثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن انس قال : لما تغشى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكرب كان رأسه في حجر فاطمة ، فقالت فاطمة : وا كرباه لكربك اليوم يا أبتاه. فرفع رأسه صلىاللهعليهوسلم وقال : لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة فلما توفي قالت فاطمة : وا أبتاه أجاب ربا دعاه ، وا أبتاه من ربه ما أدناه، وا أبتاه الى جنة الفردوس مأواه ، وا أبتاه الى جبريل أنعاه.
قال أنس : فلما دفناه مررت بمنزل فاطمة فقالت : يا أنس أطابت أنفسكم ان تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب.
ومنهم العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن محمد المنبجى الحنبلي في كتابه «تسلية اهل المصائب» (ص ٦١ ط دار الكتب العلمية) قال :
في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضياللهعنه قال : لما ثقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة : وا كرب أبتاه
فقال : ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه الى جبريل أنعاه ، فلما دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت فاطمة : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج ١ ص ٥٥٩ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وقال مبارك بن فضالة ، عن ثابت ، عن انس قال : لما قالت فاطمة عليهاالسلام : وا كرباه. قال لها النبي صلىاللهعليهوسلم : انه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة. وبعضهم يقول : مبارك ، عن الحسن ، ويرسله.
وقال حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما ثقل جعل يتغشاه ـ يعني الكرب ـ فقالت فاطمة : وا كرب أبتاه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم. أخرجه البخاري.
وقال أيضا في ص ٥٦٢ :
وقال حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : قالت فاطمة : لما مات النبي صلىاللهعليهوسلم وهي تبكي : يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه الى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب ربا دعاه.
قال : وقالت : يا أنس ، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على النبي صلىاللهعليهوسلم التراب (خ).
وقال أيضا في ج ٣ ص ٤٣ :
وقد ذكرنا أن النبي صلىاللهعليهوسلم أسر إليها في مرضه.
وقالت لأنس : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟
ولها مناقب مشهورة ولقد جمعها أبو عبد الله الحاكم ، وكانت أصغر من زينب ورقية ، وانقطع نسب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الا منها ، لأن أمامة بنت بنته زينب تزوجت بعلي ، ثم بعده بالمغيرة بن نوفل ، وجاءها منهما أولاد.
قال الزبير بن بكار : انقرض عقب زينب.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٢٩ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند سنة ١٤٠٦) قال :
عن أنس رضياللهعنه قال : لما وجد النبي صلىاللهعليهوسلم من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة رضياللهعنها : وا كرب أبتاه. فقال : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، قد حضر من أبيك ما الله تبارك وتعالى ليس بتارك منه أحدا. وفي لفظ : ما ليس بناج منه أحدا الموافاة يوم القيامة(ع ، وابن خزيمة ، ك).
عن أنس رضياللهعنه قال : لما مرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم فثقل ضمته فاطمة الى صدرها ثم قالت : وا كرباه لكرب أبتاه. ثم قالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه الى جبريل ننعاه ،
يا أبتاه جنات الفردوس مأواه ، يا أبتاه أجاب ربا دعاه. ثم قالت : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللهصلىاللهعليهوسلمالتراب(كر،ع).
عن أنس رضياللهعنه قال : لما ثقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعل
يبسط رجلا ويقبض أخرى ، قالت فاطمة : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه الى جبرئيل أنعاه ، يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه. فلما دفناه قالت لي فاطمة : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب (ع ، كر).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول» (ص ٢٥٦ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :
عن أنس قال : لما ثقل النبي صلىاللهعليهوسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليهاالسلام : وا كرب أباه. فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه الى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة عليهاالسلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب.
عن أنس قال : لما قالت فاطمة ذلك يعني : لما وجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة : وا كرباه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا بنية انه قد حضر بأبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة.
عن أنس أن فاطمة بكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه الى جبريل أنعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبى في كتابه «حياة الامام على عليهالسلام» (ص ٢٦٨ ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن أنس قال : لما ثقل النبي صلىاللهعليهوسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة
عليهاالسلام : وا كرب أباه. فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه الى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة عليهاالسلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب.
وروى أيضا في ص ٣٠٨ مثل ما تقدم.
وروى أيضا في ص ٣٠٩ : عن أنس قال : لما قالت فاطمة ذلك ـ يعني : لما وجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة : وا كرباه. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا بنية انه قد حضر بأبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة[أخرجه الامام أحمد].
وقال في ص ٣١٠ :
عن أنس أيضا : أن فاطمة بكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه الى جبريل أنعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه [أخرجه الامام أحمد].
ومنها
مرسلات الباب
روى جماعة مرسلا هذه الأحاديث :
فمنهم الحافظ جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في كتابه «تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف» (ج ١ ص ١١٤ ط بيروت) قال :
حديث : لما ثقل النبي صلىاللهعليهوسلم قالت فاطمة : وا كرب أبتاه! قال «ليس على أبيك كرب بعد اليوم». فلما مات قالت : يا أبتاه! أجاب ربا دعاه ... الحديث. خ في آخر المغازي (٨٤ : ٢٣) عن سليمان بن حرب ، عنه به. ق في الجنائز (٦٥ : ٤) عن علي بن محمد الطنافسي ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، عنه ببعضه : قالت لي فاطمة : يا أنس! كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهرى في «خلافة على بن أبي طالب» (ص ٣١ ط مكتبة غريب في القاهرة) قال :
ووسط الأحزان التي تخيم على بيت النبوة كانت صيحات الزهراء : أبتاه أبتاه يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه الى جبريل منعاه.
ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ١١٦ ط بيروت) قال :
ودر مدارج النبوه است كه چون آن حضرت صلىاللهعليهوسلم رحلت فرمود فاطمه زهرا ندبه كرد وزارى نمود وفرمود : يا أبتاه دعوت حق أجابت فرمودى
وا أبتاه بجنت الفردوس نزول نمودى وا أبتاه بعد از تو وحى بر كه آيد خداوند روح فاطمه را بروح او رسان بار خدايا مرا بدار رسول خويش قرين گردان ، بار خدايا مرا از ثواب حبيب خويش بى نصيب ودر روز قيامت از شفاعت او محروم مگذار.
ودر روضة الأحباب ومدارج النبوه است كه بعد از پيغمبر صلىاللهعليهوسلم هرگز فاطمه را كسى خندان نديد.
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين ابو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي في كتابه «الثبات عند الممات» (ص ٦٦ ط دار الكتب العلمية بيروت سنة ١٤٠٦) قال :
وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان عنده قدح من ماء عند الموت ، فجعل يدخل يده في الماء ثم يمسح بها وجهه ، ويقول : اللهم هون علي سكرات الموت.
وفاطمة رضى الله عنها تقول : وا كرباه لكربك يا أبتاه ، وهو يقول : لا كرب على أبيك بعد اليوم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء اهل الجنة» (ص ١٤٧ ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال :
ونزل في قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو الحسن والفضل بن العباس وقثم بن العباس وشقران مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان آخر الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوسلم قثم بن العباس ، ولما دفن النبي عليه الصلاة
والسلام قالت الزهراء لزوجها أبى الحسن : دفنتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال أبو السبطين : نعم. قالت فاطمة : كيف طابت قلوبكم أن تحثوا التراب عليه؟ كان نبي الرحمة.
فقال أبو تراب ـ كان علي يحب أن يكنى بهذا الاسم الذي كناه به النبي عليه الصلاة والسلام : نعم ولكن لا راد من أمر الله.
ووقفت فاطمة على قبر أبيها وقالت :
انا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتب |
فليت قبلك كان الموت صادفنا |
|
لما نعيت وحالت دونك الكثب |
ولم تحزن امرأة على موت أبيها كما حزنت الزهراء على موت والدها صلىاللهعليهوسلم ، حتى ضرب بها المثل في الحزن ، وعدوها من البكائين الخمسة الذين مثلوا الحزن والأسى في عالم الوجود ، فقد دخل عليها زوجات رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع بعض النسوة ، فسألن فاطمة عن حالها ويعزينها بمصابها ، فقالت بقلب مكلوم :
«أجدني كارهة لدنياكن ، مسرورة بفراقكن ، ألقى الله ورسوله بحسرات منكن ، فما حفظ لي الحق ، ولا رعيت مني الذمة ، ولا قبلت الوصية ، ولا عرفت الحرمة».
لقد أضناها الحزن ، وكسا الشحوب وجهها ، وملأت اللوعة صدرها ، وراحت الزهراء تذوب ، ومكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر ما رئيت ضاحكة بعده أبدا.
ولقيت عائشة بنت أبى بكر الزهراء فقالت لها : أسألك بما لي من الحق استخصك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحديث؟ فقالت فاطمة : أما الآن فنعم ، انه أسر الي أن جبريل عليهالسلام كان يعارضني ـ يأتي الى بمثل ما يأتي ـ
بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضني به العام مرتين ولا أراه ـ أظنه ـ الا حضر أجلى فاتقي الله واصبري ، فنعم السلف ـ المتقدم أنا لك ـ فبكيت لذلك ثم قال : وانك أول أهل بيتي لحوقا بي ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت.
مراثي
للزهراء عليهاالسلام منظومة ولها عليهاالسلام
رثاء منظوم قالته بعد أبيها صلوات الله عليهماالسلام وآلهما
قد تقدم نقل نبذة من رثائها المنظوم في ج ١٠ ص ٤٣٥ وج ١٩ ص ١٥٩ عن كتب العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ١١٦ ط بيروت ١٤٠٨) قال :
وفي كتاب «ما ثبت بالسنة» للمحدث الدهلوي قال : وأخذت فاطمة تربة من تراب رسول الله «ص» وشمته ثم أنشدت :
ما ذا على من شم تربة احمد |
|
ان لا يشم مدى الزمان غواليا؟ |
صبت علي مصائب لو أنها |
|
صبت على الأيام صرن لياليا |
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف على فكرى ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهرى المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا سنة ١٣٧٢ في «احسن القصص» (ج ٥ ص ٥٩ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
ولم تضحك فاطمة عليهاالسلام بعد وفاة أبيها قط ، ولقد حزنت الزهراء حزنا شديدا لوفاته صلىاللهعليهوسلم الى أن توفاها الله ، فلم تظهر عليها امارة من السرور طول تلك المدة. ولما زارت قبر أبيها عليه الصلاة والسلام بعد وفاته بأيام أخذت بيدها قبضة من تراب القبر فجعلتها على عينها ووجهها ، وأخذت تبكي وتقول :
ما ذا على من شم تربة أحمد |
|
ألا يشم مدى الزمان غواليا |
صبت علي مصائب لو أنها |
|
صبت على الأيام عدن لياليا |
وقد رثته بهذه المرثية :
اغبر آفاق السماء وكورت |
|
شمس النهار وأظلم العصران |
والأرض من بعد النبي كئيبة |
|
أسفا عليه كثيرة الأحزان |
فليبكه شرق البلاد وغربها |
|
ولتبكه مضر وكل يمان |
يا خاتم الرسل المبارك صنوه |
|
صلى عليك منزل القرآن |
فلم يسمعها انسان حتى بكى معها ، وبعد أن فاضت دموع العين بما في القلب من نيران الحزن عادت الى منزلها واجمة مطرقة حزينة.