إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٥

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

فقالت لي مولاة لي : هل علمت أن فاطمة خطبت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قلت : لا. قالت : خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيزوجك؟ فقلت : وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت : انك ان جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زوجك ، فو الله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما استطعت أن أتكلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت ، فقال : ما جاء بك؟ فسكت ، فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت : نعم. فقال : وهل عندك من شيء تستحلها؟ فقلت : لا والله يا رسول الله. فقال : ما فعلت درع سلحتكها؟ فو الذي نفس علي بيده انها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم. فقال : قد زوجتك ، فابعث بها إليها تستحلها بها ، فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ق في الدلائل والدولابي في الذرية الطاهرة).

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج ٢ ص ١٤١ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :

قال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي ، قال : خطبت فاطمة الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المسند» باختلاف قليل في اللفظ.

٤٠١

ومنهم العلامة الزبير بن بكار ابو عبد الله القرشي الزبيري في «الاخبار الموفقيات» (ص ٣٧٤ ط بغداد) قال :

حدثني أبو غزية ، عن ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن اسحق ، عن عبد الله ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بن خير أبي الحجاج عن علي بن أبي طالب قال : قالت لي مولاة لنا ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المسند» باختلاف يسير في اللفظ.

ومنهم العلامتان الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٤٨٤ ط دمشق) قالا :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة رضي‌الله‌عنها قلت : يا رسول الله ابن لي؟ قال : أعطها شيئا. قلت : ما عندي شيء. قال : فأين درعك الحطمية؟ قلت : هي عندي. قال: فأعطها إياه (ن) وابن جرير (طب ، ق ، ض).

وقالا أيضا في ص ٤٨٥ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : زوجني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة على درع حديد حطمية وكان سلحنيها ، وقال : ابعث بها إليها تحللها بها ، فبعثت بها إليها ، والله ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع).

وقالا أيضا في ص ٤٨٥ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما خطبت فاطمة رضي‌الله‌عنها قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل لك من مهر؟ قلت : معي راحلتي ودرعي. قال : بعهما ، فبعتهما بأربعمائة ، وقال : أكثروا الطيب لفاطمة ، فإنها امرأة من النساء (ق).

وقالا أيضا في ص ٤٨٧ :

٤٠٢

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : خطبت فاطمة الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت لي مولاة لي : هل علمت أن فاطمة رضي‌الله‌عنها خطبت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : لا ، قالت : قد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيزوجك؟ فقلت : وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت : انك ان جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زوجك ، فو الله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلالة وهيبة! فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما استطعت أن أتكلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت ، فقال : ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت ، فقال لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت : نعم ، فقال : وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت : لا والله يا رسول الله. فقال : ما فعلت درع سلحتكها؟ فو الذي نفس علي بيده انها لحطمية ، ما ثمنها أربعمائة درهم ، فقال : قد زوجتك ، فابعث بها إليها تستحلها بها ، فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ق) في الدلائل والدولابي في الذرية الطاهرة).

وذكرا مثله في ج ٦ ص ٢٩٨ ، وفيه (ه ق) مكان (ق).

وقالا أيضا في ج ٦ ص ٢٩٥ من القسم الثاني :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ما أبيع ، فرسي أو درعي؟ قال : بع درعك ، فبعتها بثنتي عشرة أوقية ، وكان ذلك مهر فاطمة (ع).

وقالا أيضا في ص ٢٩٦ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : زوجني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة على درع حديد حطمية وكان سلحنيها ، وقال : ابعث بها إليها تحللها بها ، فبعثت بها إليها ، والله ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع).

٤٠٣

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ابن لي؟ قال : أعطها شيئا. قلت : ما عندي شيء. قال : فأين درعك الحطمية؟ قلت : هي عندي ، قال : فأعطها إياه (ن ، وابن جرير ، طب ، ه ق ، ض).

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند على بن ابى طالب» (ج ١ ص ٣٧ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : أردت أن أخطب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنته فقلت : ما لي من شيء [فكيف] ، ثم ذكرت صلته وعائدته ، فخطبتها اليه فقال هل لك شيء؟ قلت : لا. قال : فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا. قلت : هي عندي. قال : فأعطها فأعطيتها إياها ، فزوجنيها فلما أدخلها علي قال : لا تحدثا شيئا حتى آتيكما ، فجاء وعلينا كساء أو قطيفة ، فلما رأيناه تخشخشنا فقال : مكانكما ، فدعا بإناء فيه ماء ، فدعا فيه ثم رشه علينا فقلت : يا رسول الله أهي أحب إليك أم أنا؟ قال : هي أحب الي منك وأنت أعز علي منها(الحميدي ، حم ، والعدني ، ومسدد ، والدورقي ، ق).

وقال أيضا في ١٣٥ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي. قال : بع درعك ، فبعتها بثنتى عشرة أوقية ، وكان ذلك مهر فاطمة (ع).

وقال أيضا في ص ١٧١ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : زوجني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة على

٤٠٤

حديد حطمية وكان سلحنيها وقال : أبعث بها إليها تحللها بها ، فبعثت بها إليها ، والله ما ثمنها كذا وأربعمائة درهم (ع).

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٨٢ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن علي رضي‌الله‌عنه ، قال : لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال : بع درعك ، فبعتها بثنتى عشرة أوقية ، وكان ذلك مهر فاطمة (ع).

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة ، قلت : يا رسول الله ابن لي ، قال : أعطها شيئا. قلت : ما عندي شيء. قال : فأين درعك الحطمية؟ قلت هي عندي. قال : فأعطها إياه (ن وابن جرير ، طب ، ق ، ض).

وقال أيضا في ص ٨٣ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : زوجني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة على درع حديد حطمية ، وكان سلحنيها وقال : ابعث بها إليها تحللها بها ، فبعثت بها إليها ، والله ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع).

وقال أيضا في ص ٨٥ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما خطبت فاطمة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل لك من مهر؟ قلت : معي راحلتي ودرعي. قال : فبعهما بأربعمائة ، وقال : أكثروا الطيب لفاطمة فإنها امرأة من النساء (ق).

وقال أيضا في ص ٨٥ :

٤٠٥

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : خطبت فاطمة الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت لي مولاة لي : هل علمت أن فاطمة قد خطبت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : لا. قالت : فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيزوجك. فقلت : وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت : انك ان جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زوجك ، والله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما استطعت أن أتكلم. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكت ، فقال : ما جاءك ألك حاجة؟ فسكت فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت : نعم. فقال : وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت : لا والله يا رسول الله. فقال : ما فعلت درع سلحتكها ، فو الذي نفس علي بيده انها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم ، فقلت : عندي. فقال : زوجتك فابعث بها إليها تستحلها بها ، فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ق في الدلائل ، والدلابي في الذرية الطاهرية).

ومنها

حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١١ ص ٣٤٦ ط مطبعة الامة ببغداد) قال :

حدثنا عبدان بن احمد ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا الخليل بن موسى ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان علي بن أبي طالب لما أراد أن

٤٠٦

يدخل على فاطمة قالوا : هات شيئا. قال : ما أجد شيئا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أين درعك الحطمية؟

وقال أيضا في ص ٣٥٥ :

حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الحسين الانماطي وابراهيم بن هاشم البغوي ، قالوا ثنا سعيد بن زنبور ، ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين زوج فاطمة قال : أعطها درعك الحطمية.

ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج ٢ ١٤١ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :

وقال أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما تزوج علي فاطمة قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أعطها شيئا. قال : ما عندي شيء. قال : أين درعك الحطمية؟

(أخرجه أبو داود).

ومنهم العلامة ابو حفص عمر بن احمد البغدادي المعروف بابن شاهين في «فضائل فاطمة الزهراء» (ص ٤٨ ط بيروت) قال :

حدثنا محمد بن زهير بن الفضل ، حدثنا هارون بن اسحق ، حدثني عبيدة ابن سليمان ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة من علي رضي‌الله‌عنهما قال :

٤٠٧

فأين درعك الحطمية؟

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسي الحنفي في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج ٩ ص ٤٩ ط بيروت) قال :

أخبرنا احمد بن محمد بن الشرقي ، حدثنا أحمد بن منصور زاج ، حدثنا إسحاق بن ابراهيم قاضي سمرقند ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه سمعه يقول : ما استحل علي فاطمة الا ببدن من حديد.

وقال أيضا في ص ٥٩ :

حدثنا ابو يعلى ، قال حدثنا الحسن بن حماد سجادة ، حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما تزوج علي فاطمة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أعطها شيئا. قال : ما عندي شيء. قال : فأين درعك الحطمية.

ومنها

حديث على وام سلمة وسلمان الفارسي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة السيد شهاب الدين احمد بن عبد الله الحسيني الفارسي الإيجي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٣٤ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

وفي رواية ابن سيرين عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلى بن أبي طالب

٤٠٨

رضوان الله ، تعالى عليهما قالوا : لما أدركت فاطمة عليها‌السلام خطبها رجال من قريش ، كلما خطبها رجل أعرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم بوجهه عنه فيبكي الرجل ويخاف أن يكون أنزل فيه ، فلقي بعضهم بعضا وشكى بعضهم الى بعض ما صنع بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، وقال رجل ممن خطبها : ان عليا عليه‌السلام خاصته أنا أكفيكم هذا الأمر ، أنطلق الى علي فأهيجه الى أن يخطبها اليه ، فان هو رده بمثل ما ردنا فالأمر واجه ينتظر فيها أمر الله عزوجل ، وان زوجه فعليه كان يحبسها.

فانطلق الرجل وعلي عليه‌السلام في حائط له ينضح على نخل له ، فقال : يا علي والله ما من خصال الخير خصلة الا وقد نلتها الا بخصلة واحدة ما أدري ما يمنعك من هذا؟ فقال أمير المؤمنين : وما هذا هي؟ قال : فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم وعليها ، تزوجها. فقال علي عليه‌السلام : لقد حثثتني على امر أني كنت عنه لفي غطاء.

فقام الى وبيع البئر فتوضأ منه ثم لبس نعليه وقال للرجل : انطلق ، فانطلقا ورسول الله في بيت أم سلمة رضي الله تعالى عنها ، فدخل وسلم ثم قال : يا رسول الله أنا من قد عرفت قرابتي وصحبتي وبلائي. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : صدقت فما حاجتك؟ قال رضوان الله تعالى عليه : فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم زوجنيها. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وبارك وسلم وقال : وما عندك يا علي إذا زوجتك؟ قال عليه‌السلام : عندي فرسي ودرعي. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : أما فرسك فلا بد لك منه تجاهد في سبيل الله عزوجل ، وأما ناضحك فلا بد لك منه على نخلك ، وأما درعك فقد قبلناها وزوجناك فانطلق وبعها وائتنا بثمنها.

فأخذها علي عليه‌السلام فطرحها على عاتقه يريد السوق ، فمر بالرجل وهو

٤٠٩

ينتظره ، فقال : يا علي ما صنع بك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم؟ فقال : زوجني فاطمة على درعي هذا وأمرني ببيعها وان آتيه بثمنها. فانطلق الرجل الى أصحابه فقال : قد زوجه.

فانطلق علي عليه‌السلام فباع الدرع بثمانين وأربعمائة درهم ، فجاء بها في طرف ثوبه فوضعها بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، فلم يسأله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم كم هي؟ ولم يخبره علي ، فقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم قبضة فقال لبلال : ابتع بها طيبا لفاطمة. ثم قال لأم سلمة رضي الله تعالى عنها : جهزي بها فاطمة. فأخذت أم سلمة البقية فوجدتها مأتين فمكثت تسعا وعشرين ليلة.

ثم ان عليا دخل على جعفر بن ابى طالب رضي الله تعالى عنه ، فقال له جعفر : سله أن يدخل عليك أهلك. فدخل علي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، ثم يخرج ثم يعود حتى إذا فعل الثالثة ، أنكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ـ يعني فعله ـ فقال له : مالك يا علي لعلك تريد أن يدخل عليك أهلك؟ فقال : نعم.

فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم أم سلمة ففرغت من جهازها فراشين من خيوش أحدهما محشو بليف والآخر بحذوة الحذائين وأربع وسائد وسادتين بليف وثنتين صوف ، حتى إذا صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم عشاء الآخرة انصرف الى بيت فاطمة فدعاها فأجلسها خلف ظهره ، ثم دعا عليا فأخذ بيد فاطمة عليها‌السلام فوضعها في يد علي ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انطلقا الى بيتكما ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما. فقامت فاطمة عليها‌السلام معه غير عاصية ولا متلكئة ، حتى دخلا بيتهما فجلسا على فراش ، ثم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم حتى دخل عليهما فجلس بينهما ، ثم قال لعلي عليه‌السلام

٤١٠

قم فأتني بماء ، فأخذ علي عليه‌السلام قعبا فاصطب من ماء شلوة فأتاه به ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم القعب بيده ثم أخذ ملاء فيه ماء فتمضمض به ثم عاده في القعب ، فأخذ قبضة من الماء فنضح به رأس علي عليه‌السلام ووجهه وصدره ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : اشربه فشربه ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم لفاطمة عليها‌السلام : قومي فأتني بماء ، فجاءت به أيضا في القدح ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ملاء فيه فتمضمض به فأعاده في القدح ، ثم أخذ قبضة فنضح به رأس فاطمة عليها‌السلام ووجهها ونحرها. ثم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم وخلاهما.

ولبث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم أربعا لا يدخل عليهما ، حتى إذا كان يوم الرابع انصرف من صلاة الفجر في غداة سبرة ، فدخل عليهما وهما في لحاف ، فلما سمعا خشخشة نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ذهبا يتفرقان ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : كما أنتما ، فجلس عند رأسهما فخلع نعليه ثم أدخل قدميه وساقيه بينهما ، فأخذ علي أحدهما وفاطمة أخرى فوضعا على صدريهما ، فقال علي لفاطمة عليهما‌السلام رويدا : استخدميه.

فقالت فاطمة : يا رسول الله اني كنت في عيالك وكنت مكفية ، واني قد أفردت بنفسي وقد شق علي العمل فأخدمني يا رسول الله. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : أولا أدلك على خير من الخادم ، يا فاطمة إذا أخذت مضجعك من الليل فاحمدي الله تعالى ثلاثا وثلاثين وسبحيه ثلاثا وثلاثين وكبريه أربعا وثلاثين ، فذلك مائة هي أثقل في الميزان من جبل أحد ذهبا ، نعم يا فاطمة نغزو فنصيب فنخدمك إن شاء الله تعالى.

فلبث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ستة أشهر ، ثم غزا ساحل البحر فأصاب سبيا فقسمه ، وأمسك امرأتين أحدهما شابة والأخرى امرأة قد دخلت

٤١١

في السن ليست بشابة ، فبعث صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم الى فاطمة فدعاها فأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة عليها‌السلام ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : يا فاطمة هذه لك فلا تضربيها فاني قد رأيتها تصلى ، وان جبرئيل عليه‌السلام نهاني عن ضرب المصلين ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم يوصيها.

فلما رأت فاطمة ما يوصيها تلفتت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم فقالت : يا رسول الله علي يوم وعليها يوم ، ففاضت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم بالبكاء ، ثم قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

ومنها

مرسلات الباب

رواه جماعة من الأعلام مرسلا في كتبهم :

فمنهم العلامة شيخ محمد بن سالم الحنفي المصري في «شرح الجامع الصغير» (ص ٣٦٧ ط القاهرة) قال :

ولذا خطبها ابو بكر وعمر وغيرهما فأبى ـ وذكر الحديث وعقد عليها لسيدنا علي وهو غير حاضر فقبل بالحال فقال رضيت ، فلما علم سيدنا علي أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل المهر درعه أرسله اليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرده وأمره ببيعه وبعث الثمن له صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل ثلثه للطيب وبعثه مع الباقي للسيدة فاطمة رضي‌الله‌عنها.

٤١٢

ومنهم الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني المتوفى سنة ٢١١ والمولود سنة ١٢٦ في كتابه «المصنف» (طبع بيروت ج ٦ ص ١٧٤) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا ابن جريح ، قال أخبرني عمرو بن دينار ، أنه سمع عكرمة يقول : ما استحل علي فاطمة الا ببدن من حديد. قال عمرو : ما زادها عليها.

٤١٣

صداق فاطمة

كان أربعمائة وثمانين درهما

قد تقدم نقل الأخبار الواردة في ذلك عن أعلام القوم في ج ١٠ ص ٣٥٨ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٥٠ ط المكتبة الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم ابن الحسن بن شاذان البزاز اذنا ، حدثنا محمد بن أحمد بن يوسف ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز ، أخبرني عبد الله بن سليمان الأزدي ، عن الأسود ابن عامر ، عن شريك بن عبد الله ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه‌السلام قال : زوجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة على أربعمائة وثمانين درهما وزن ستة. قال أبو جعفر بن الحارث : فذلك على هذا الحساب مائتا مثقال وثمانية وثلاثون مثقال تكون من دراهمنا اليوم أربعمائة درهم وإحدى عشر درهما ودانقين ونصف.

٤١٤

أخرجه ابو عبيد في كتاب «الأموال» وخرجه عنه المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» ٥ / ٩٩.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٨٧ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ـ الهند).

ذكر مثل ما تقدم عن «المناقب» عن علي بلا اسناد ، وقال في آخره : (أبو عبيد في كتاب «الأموال» وقال : كان الدرهم في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة دوانيق ، وسنده ضعيف).

ومنهم العلامة حسين بن محمد بن الحسن الديار بكرى في «تاريخ الخميس» (ج ١ ص ٣٦٠ ط مصر) قال :

روي أن أبا بكر خطب فاطمة ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا بكر انتظر بها القضاء ، ثم خطبها عمر ، فقال له مثل ما قال لأبي بكر ، ثم اهل علي فقالوا : يا علي أخطب فاطمة. قال : أخطب بعد أبي بكر وعمر وقد منعهما ـ وفي رواية قال : كيف والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يعطها أشراف قريش ـ فذكروا له قرابته من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخطبها ، فزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أربعمائة وثمانين درهما ، فباع علي بعيرا له وبعض متاعه ، فبلغ أربعمائة وثمانين درهما ، فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجعل ثلثيها في الطيب وثلثها في المتاع ، وفي رواية جعل ثلثها في الطيب وثلثيها في الثياب.

٤١٥

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٣٠٠ ط دمشق) قالا :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : زوجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة على أربعمائة وثمانين درهما وزن ستة(أبو عبيد في كتاب «الأموال» وقال : كان الدرهم في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة دوانيق ، وسنده ضعيف).

وذكرا في ص ٤٨٨ مثله بعينه.

وقالا أيضا في ج ٦ ص ٢٩٨ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما خطبت فاطمة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هل لك من مهر؟ قلت : معي راحلتي ودرعي. قال : فبعهما بأربعمائة. وقال : أكثروا الطيب لفاطمة ، فإنها امرأة من النساء (ه ق).

٤١٦

حديث

كان صداق فاطمة اثنى عشر أوقية

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٤٨٤ ط دمشق) قالا :

لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال : بع درعك ، فبعتها بثنتى عشرة أوقية ، وكان ذلك مهر فاطمة (ع).

ومنهم العلامة الحافظ ابو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني في «المصنف» (ج ٦ ص ١٧٦ ط بيروت) قال :

عبد الرزاق قال : أخبرنا ابراهيم بن محمد ، عن صفوان بن سليم ان عليا أصدق فاطمة ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اثنتي عشرة أوقية.

٤١٧

ومنهم العلامة ابو حفص عمر بن احمد البغدادي المشتهر بابن شاهين في «فضائل فاطمة الزهراء» (ص ٤٦ ط بيروت) قال :

حدثنا محمد بن سليمان بن علي المالكي بالبصرة ، ومحمد بن هارون الحضرمي قالا : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا عباس بن جعفر بن زيد بن طلق ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي رضي‌الله‌عنه ، قال : لما تزوجت فاطمة رضي‌الله‌عنها قلت لرسول الله : ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال : بع درعك ، فباعها باثني عشر أوقية ، فكان ذلك مهر فاطمة عليها‌السلام ـ اللفظ لمحمد بن هارون.

٤١٨

حديث

كان صداق فاطمة الأرض أو ربعها أو خمسها

قد تقدم نقل حديث ربع الأرض أو خمسها منا عن جماعة من أعلام القوم في ج ١٠ ص ٣٦٨ ، ونستدرك هاهنا حديث الأرض عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة ابو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي في «فردوس الاخبار» (ص ١٧٦ والنسخة مصورة من مخطوطة) قال :

قال ابن عباس (عن النبي ص): يا علي ان الله عزوجل زوجك فاطمة ، وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما.

ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الأمر تسرى من المعاصرين في «أرجح المطالب» (ص ٢٥٣ ط لاهور) قال :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي ان الله زوجك فاطمة ، وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضا مشى حراما ـ أخرجه

٤١٩

الديلمي.

ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص ٧١ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :

يا علي ان الله زوجك فاطمة وجعل صداقها الأرض ١ / ٤١١

٤٢٠