إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٤

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

__________________

أخرج الامام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان في صحيحه من حديث سليم بن حيان ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يبغضنا أهل البيت رجل الا أدخله الله النار.

وسليم بن حيان هو الهذلي ، وأبو المتوكل هو علي بن داود الناجي البصري ، وكلاهما من رواة الصحيحين.

وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال : صحيح على شرط مسلم ، عن محمد بن فضيل ، عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن إياس ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يبغضنا أهل البيت أحد الا أدخله الله النار.

كان العاص بن وائل ـ وهو من المشركين ـ يقول : ان محمدا أبتر لا عقب له ، فأنزل الله تعالى على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ). وفي رواية أخرى : أنه نهر الحوض الموعود به في الآخرة ترده هذه الأمة.

والمقصود هنا أن الخير الكثير الذي أعطاه الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يحصره حاصر ، ولا يأتي عليه قلم كاتب ، منها ما هو في نفسه كالنبوة والكتاب والمقام المحمود والشفاعة والمنزلة العظيمة عند الله ، ومنها ما هو في أهل بيته وعشيرته ، ومنها ما هو في أصحابه وأنصاره ، ومنها ما هو في أمته. فالمؤمن الصادق يفرح بفضل الله السابغ عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والحاسد المستكثر تضيق حوصلته بهذا كله. أما من جعل ديدنه بمعاداته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بمحاداة أهل بيته فلا تسأل عن ضيق خناقه ، وحرج صدره إذا ذكر آله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فان كان ممن يتكسب بعلم الدين اسودت في عينه وعظمت عليه بذلك المصيبة ، لاستشعاره أن ذلك مما يصرف عنه وجوه الناس ، فتراه في غمة من أمره

٤٤١

__________________

يلتمس وجود الحيل ليمحو هذا الفضل الثابت لهم في قلوب الناس ويزرع لهم البغضاء في صدورهم ، فان كان ممن لا يتقيد بمروءة ولا أدب فما عنده الا ما زينه له إبليس مما لا يليق الا بأمثاله.

وقد حكى النيسابوري في تفسير الكوثر عدة أقوال ، منها قوله : والقول الثالث أن الكوثر أولاده ، لأن هذه السورة نزلت ردا على من زعم انه الأبتر كما يجيء ، والمعنى أنه يعطيه بفاطمة نسلا يبقون على مر الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت ، ثم العالم مملوء منهم ، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ، والعلماء الأكابر منهم لاحد لهم ولا حصر ، منهم الباقر والكاظم والرضا والتقي والنقي والذكي وغيرهم.

والأولى في توجيه ذلك ما تقدم ، فان جميع ما أنعم الله به عليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفسه ومن تعلق به داخل في الكوثر الذي هو الخير الكثير.

وما تقدم القول فيمن قتل من أهل البيت ، وان العالم مملوء منهم ، أصدق في الواقع ومطابق للقول المأثور «بقية السيف أنمى عددا» بل لو تأملنا من تناسلوا من ذرية الامام المهاجر وحده فقط لكفى ذلك ، فقد ملأ شرق افريقيا وأوساطها وجنوب جزيرة العرب وجنوب الهند وجنوب شرقي آسيا وغيرها علما وتلاميذا.

وفي فضل القرابة والال المنتمين اليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وردت آيات وأحاديث ، فمن الآيات قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قال العلماء : هذه الآية منبع فضائل أهل البيت لاشتمالها على غرر مآثرهم واعتناء الباري بهم حيث أنزلها في حقهم.

ومنها قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال ابن عباس : علي وفاطمة وابناهما.

٤٤٢

__________________

وعن السدي أنه قال في قوله تعالى (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) ان الله غفور لذنوب آل محمد شكور لحسناتهم.

ولا ينافي ذلك ما في البخاري عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال سعيد بن جبير : قربى آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له ابن عباس : عجلت ، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة ، فقال : الا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. لأن ابن عباس انما رد عليه لاقتصاره في تفسير الآية على ذلك ، مع أن المقصود منها العموم ، ولذلك لم ينسبه الى الخطأ بل الى العجلة. ويلحظ ابن جبير أن الآية إذا أفادت الحث على المودة والصلة والحفظ لقرابته صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانت أدل بطريق الأولى على الحث على هذه الأمور بالنسبة اليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأرد ابن عباس بيان مسلك العموم ، أي تودوني في قرابتي لكم ، لأن من جملة مودة الله تعالى مودة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأهل بيته.

ومنها قوله تعالى (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فقد صح لما نزلت قالوا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال : قولوا «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» الحديث.

وفي بعض الروايات : كيف نصلي عليك يا رسول الله؟.

ففي ذلك دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على الال مراد من الآية ، والا لما سألوه عن الصلاة على أهل البيت عقب نزولها ، ولم يجابوا بما ذكر. على أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، إذ القصد من الصلاة عليه أن ينيله مولاه عزوجل من الرحمة المقرونة بتعظيمه ما يليق به ، ومن ذلك ما يفيضه عزوجل منه على أهل بيته من جملة تعظيمه وتكريمه. ويؤيد ذلك ما يأتي في طرق أحاديث

٤٤٣

__________________

الكساء من قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد» ، وقوله «اللهم انهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ...» ويروى : لا تصلوا علي الصلاة البتراء ، تقولوا اللهم صل على محمد وتمسكوا ، بل قولوا «اللهم صلّ على محمد وآل محمد».

ومنها قوله تعالى «سلام على آل ياسين» ، نقل جمع من المفسرين عن ابن عباس ان المراد آل محمد ، وأكثر المفسرين على أن المراد الياس عليه‌السلام.

ومنها قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) أخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر الصادق أنه قال : نحن حبل الله.

ومنها قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال الواحدي : مسئولون عن ولاية أهل البيت.

ومنها قوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر أنه قال في هذه : نحن الناس.

ومنها قوله تعالى (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) سيأتي في الأحاديث ما يشير الى وجود ذلك في أهل البيت وأنهم أمان لأهل الأرض.

ومنها قوله تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال ثابت البناني : اهتدى الى ولاية أهل البيت ، بل جاء ذلك عن محمد الباقر أيضا.

ومنها قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس قال : رضا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يدخل أحدا من أهل بيته النار. قاله السدي.

فهذه الآيات بعض ما أنزل الله تعالى في كتابه ، ونسأله سبحانه أن يجعلنا من

٤٤٤

__________________

جملة أحبابه.

وأما الأحاديث فكثيرة ، ولكن نشير الى ما يهتدى به ذوو القلوب المنيرة ، فمما ورد في فضل النسب والسبب قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي ونسبي.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ، ان كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا ما كان من سببى ونسبي ، وان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بال أقوام يؤذوني في نسبي وذوي رحمي ، ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله.

ومما ورد في فضل الرحم ما صح أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ما بال أقوام يقولون ان رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا ينفع قومه يوم القيامة ، بلى والله ان رحمي موصولة في الدنيا الآخرة ، واني أيها الناس فرط لكم على الحوض.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا ينفع ، بل ينفع حتى يبلغ جا وجكم ، اني لأشفع فأشفع حتى من أشفع له فيشفع ، حتى أن إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان لله حرمات ثلاثا فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دينه ولا دنياه : حرمة الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمي.

وفي فضل القرابة قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي ، من آذى قرابتي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحب الله أحب القرآن ، ومن أحب القرآن

٤٤٥

__________________

أحبنى ، ومن أحبني أحب أصحابي وقرابتي ، ولا يدخل قلب امرئ مسلم ايمان حتى يحبكم لله لقرابتي.

وفي فضل الال قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حب آل محمد خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان لله سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : معرفة آل محمد براءة من النفاق ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لال محمد أمان من العذاب.

وفي فضل أهل البيت قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيها الناس انما انا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه ، اني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله عزوجل فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به. فحث عليه ورغب ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم في أهل بيتي (ثلاث مرات).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الأخر ، كتاب الله عزوجل ، حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا بم تخلفوني فيهما.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وانهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض.

٤٤٦

__________________

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وأهل بيتي لم يفترقا حتى يردا علي الحوض ، سألت ربي ذلك لهما ، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.

وفي رواية : كتاب الله وسنتي ، وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب ، لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها.

وعن عمر رضي‌الله‌عنه قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أخلفوني في أهل بيتي».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثل حطة لبني إسرائيل.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : استوصوا بأهل بيتي خيرا ، فاني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحب أن ينسأ له في أجله وأن يمتع بما خوله الله تعالى فليخلفني في أهل بيتي خلافة حسنة ، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وو ورد علي يوم القيامة مسودا وجهه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان من صنع الى أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة.

٤٤٧

__________________

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب الله عزوجل ، وأحبوا أهل بيتي بحبي.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وعلى قراءة القرآن ، فان حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل الا ظله مع أنبيائه وأصفيائه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ، ومن أحبني من أمتي.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي ، واني سائلكم غدا عنهم.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الزموا مودتنا أهل البيت ، فانه من لقي الله عزوجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله الا بمعرفة حقنا.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : في كل خلق من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، ألا وان أئمتكم وفدكم الى الله عزوجل فانظروا من توفدون.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله وعدني في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلّى الله

٤٤٨

__________________

عليه وسلّم وأهل بيته.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حرمت الجنة على من ظلمني في أهل بيتي وآذاني في عترتي.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله تعالى وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل النار.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ستة لعنهم الله تعالى ولعنتهم وكل نبي مجاب الدعوة : الزائد في كتاب الله عزوجل ، والمكذب بقدرة الله ، والمسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذل الله ، والمستحل حرمة الله تعالى. وفي رواية «لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك للسنة» ، وزاد في رواية «والمستأثر فيما القي».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله يبغض الاكل فوق شبعه ، والغافل عن طاعة ربه ، والتارك لسنة نبيه ، والمحقر ذنبه ، والمبغض عترة نبيه ، والمؤذي جيرانه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اشتد غضب الله ورسوله وغضب ملائكة على من أهرق دم نبي أو آذاه في عترته.

وفي فضل الذرية ، قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم والمحب لهم بقلبه ولسانه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : أما ترضي أنك معي في الجنة ، والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرياتنا ، وأشياعنا عن أيماننا

٤٤٩

__________________

وشمائلنا.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا. وأشار الى علي.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كل بني آدم ينتمون الى عصبة الا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم.

الى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المثبوتة في مظانها.

ويستفاد مما سبق ، ما ذكره (المشرع الروي) ننقله باختصار وتصرف ما يلي :

١ ـ ما اشتهر من وصفهم بذوي القربى ، والال ، وأهل البيت ، والعترة ، والذرية. أما ذوو القربى فقيل ما ينسبون الى جده صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأقرب ، وهو عبد المطلب من ذكر وأنثى.

والال أصله أهل ، ولا يضاف الا الى معظم ، كخبر حملة القرآن «آل الله» ، وعند الشافعي والجمهور من حرمت عليهم الصدقة (دون أخويهما نوفل وعبد شمس) لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «انما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد».

وانما حرمت الزكاة عليهم لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «انما هي أوساخ الناس وانها لا تحل لمحمد ولا لال محمد».

قال السيد عمر البصري : انهم لو منعوا حقهم من خمس الخمس جوز الأصطخري اعطاءهم الزكاة ، واختاره الهروي ومحمد بن يحيى ، وأعنى به شرف الدين البارزي وغيره. وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة ، وذهب صاحبه أبو يوسف الى جوازها من بعضهم لبعض ، وألحق بهم مواليهم ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «مولى القوم منهم».

وذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد في رواية عنه أن المراد بالال بنو هاشم خاصة ،

٤٥٠

__________________

وقيل ذرية علي والعباس وجعفر وعقيل وحمزة ، وقيل ذرية فاطمة خاصة.

أما أهل البيت : فقيل نساؤه وأهل بيت نسبه ، وقيل بنو هاشم ، وقيل علي وفاطمة وابناهما ، وهو المعتمد الذي عليه الجمهور. ويدل على ذلك ما في مسلم أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله تحته ، ثم الحسين فأدخله ، ثم فاطمة فأدخلها ، ثم علي فأدخله ، ثم قال (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

والترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيت أم سلمة ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ، ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس» قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير.

أشار المحب الطبري الى أن هذا الفعل تكرر منه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبه يجتمع اختلاف الروايات في هيئة اجتماعهم وما جللهم به وما دعا به لهم وما أجاب به أم سلمة ... إلخ ما ذكره.

وأما العترة ، فقال في القاموس نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون.

وأما الذرية فنسل الإنسان من ذكر وأنثى ، وقد تخص بالنساء والأطفال ، ويدخل فيهم أولاد البنات عند الأكثر ، وأجمعوا على دخول أولاد فاطمة في ذريته صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢ ـ ما ذكره أصحابنا أن من خصائصه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أولاد بناته ينسبون اليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة.

ومن ثم وقع من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الإلحاح على علي كرم الله

٤٥١

__________________

وجهه في ابنته ، واعتبروا ذلك في الأحكام كالوقف والوصية والكفاءة ، فلا يكافئ هاشمي غير شريف شريفة ، ويصرف الوقف على أولاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والموصى به إليهم دون غيرهم.

أخرج الحاكم في المستدرك عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لكل بني أم عصبة الا ابني فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما.

وأخرج أبو يعلى في مسنده عن فاطمة رضي‌الله‌عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لكل بني أم عصبة الا ابني فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما.

لقد خص لفظ الحديث الانتساب والتعصب بالحسن والحسين دون غيرهما ، وقد جرى السلف والخلف على أن ابن الشريفة لا يكون شريفا إذا لم يكن أبوه شريفا ، والا لكان ابن شريفة شريفا محرما عليه الصدقة وان لم يكن أبوه كذلك.

ولقب (الشريف) كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء أكان حسنيا أم حسينيا أو علويا (من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب) أو جعفريا أو عباسيا ، ثم قصر على ذرية الحسن والحسين فقط ، واستمر ذلك الى الآن.

قال الحافظ ابن حجر في «التحفة» في باب الوصايا : الشريف المنتسب من جهة الأب الى الحسن والحسين ، لأن الشريف وان عم كل رفيع الا انه اختص بأولاد فاطمة رضي‌الله‌عنها عرفا مطردا على الإطلاق. ا ه.

ومثله (السيد) هو في الأصل من يفوق أقرانه ، وخصه العرف بأولاد الحسنين رضي‌الله‌عنهما في جميع الجهات الإسلامية من غير نكير.

٣ ـ عظم الانتساب اليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقد صح عن ابن عباس في قوله تعالى (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) انه قال : ترفع ذرية المؤمن معه في درجته يوم القيامة

٤٥٢

__________________

وان كانوا دونه في العمل لتقر به عينه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحبني وأحب هذين (يعني الحسن والحسين) وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. وفي رواية : كان معي في الجنة. ومن ثم كانوا أمانا لأهل الأرض.

وشبههم صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسفينة نوح من ركبها نجا ، وبباب حطة من دخله غفر له.

وسماهم كالقرآن ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما ، لأن الثقل محركا يطلق لغة على كل شيء نفيس مصون ، إذ هما معدن العلوم الشرعية والأسرار اللدنية ، ولأن العمل بما يتلقى عنهما والعمل بواجب حرمتهما ثقيل ، ومنه قوله تعالى (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً).

وقد حث على التمسك بهم ، وفيه إشارة الى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به الى يوم القيامة ، كما أن الكتاب العزيز كذلك ، وان من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية مقدم على غيره.

أخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : ان الله يقيض في كل رأس مائة سنة رجلا من أهل بيتي يعلم أمتي الدين.

وأخرج ابو اسماعيل العروي من طريق حميد بن زنجويه عن أحمد بن حنبل هذا الحديث مع اختلاف بعض ألفاظه.

٤ ـ وجوب محبتهم وتحريم بغضهم وندب توقيرهم وصلتهم ، لا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية ، وقد أكثر السلف من ذلك.

في البخاري عن الصديق رضي‌الله‌عنه : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله

٤٥٣

__________________

صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحب الي من قرابتي.

وقال عمر رضي‌الله‌عنه : ان عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة.

ولما فرض للناس قيل له : ابدأ بنفسك ، فأبى وبدأ بالأقرب فالأقرب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وصح عن ابن عباس في قوله تعالى (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً) أنه قال : حفظا بصلاح أبويهما وما ذكر عنهما صلاحا. وروي انه كان بينهما سبعة أو تسعة آباء.

ومن ثم قال جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه : احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين.

وكان الامام أبو حنيفة رضي‌الله‌عنه يعظم أهل البيت ويتقرب بالإنفاق عليهم ، حتى نقل عنه أنه بعث الى بعض المستترين منهم اثني عشر ألف درهم دفعة واحدة. وكان يأمر أصحابه برعاية أحوالهم واقتفاء آثارهم والاهتداء بأنوارهم ، وكان إذا جاءه واحد منهم قدمه بين يديه ومشى خلفه.

ولمبالغة امام الأئمة محمد بن إدريس الشافعي رضي‌الله‌عنه صرح بأنه من شيعتهم حتى نسبه الخوارج الى الرفض ، فأجاب عن ذلك بقوله :

يا راكبا قف بالمحصب من منى

واهتف بقاعد خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج الى منى

فيضا كملتطم الفرات الفائض

ان كان رفضا حب آل محمد

فليشهد الثقلان اني رافضي

وقال رضي‌الله‌عنه :

قالوا ترفضت ، قلت كلا

ما الرفض ديني ولا اعتقادي

لكن توليت غير شك

حب امام وخير هادي

٤٥٤

__________________

ان كان حب الوصي رفضا

فانني أرفض العباد

وقال الامام المزني : انك رجل توالي أهل البيت ، فلو عملت أبياتا في هذا الباب ، فقال :

ما زال كتمانيك حتى كأنني

برد السائلين لأعجم

واكتم ودي مع صفاء مودتي

لأسلم من قول الوشاة وأسلم

وقال رضي‌الله‌عنه :

إذا نحن فضلنا عليا فاننا

روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته

رميت بنصب عند ذكري للفضل

فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما

بحبيهما حتى أوسد في الرمل.

ا ه وأقول : اني أعتقد ان المسيء من أهل البيت مغمور في ضمن محسنهم ، فاحذر يا أخي أن تمني النفس في بغضهم بما يرمى به بعضهم من الابتداع ومجانبة الأتباع ، كما وقع مثلا لحكام الدولة الفاطمية حيث رماهم بعض المؤرخين بكل عظيمة وبرأهم بعضهم الآخر منها. بل لو فرضنا صحة ذلك فهذا لا يخرجهم عن دائرة الذرية ولا النسبة النبوية. والولد العاق لا يمنع من الإرث والانتساب ، والشفاعة انما تكون لذوي الجناية ، بل قال بعض الأئمة لا يخرج أحد من أهل البيت حتى يطهر من الدنس المعنوي بمرض ونحوه. وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «تجاوزوا عن مسيئهم».

نعم محل ذلك في غير الحدود وحقوق الآدميين ، فمن أتى منهم بما يوجب حدا أقمنا عليه ـ كالتائب إذا بلغ الحاكم أمره وقد زنى أو سرق مثلا ـ فانه يقيم الحد عليه ، وان تحققنا توبته وانه مغفور له. ا ه.

٤٥٥

__________________

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أقيلوا ذوي الهنات عثراتهم الا الحدود.

وفي رواية «زلاتهم» وفسرهم الشافعي رضي‌الله‌عنه بمن لم يعرف بالشر.

فان قيل : ان ذلك ربما سبب لبعضهم الاغترار وترك العمل اعتمادا على النسب ونحوه.

قلنا : فان علماءهم والقائمين بأمرهم من أنفسهم أعلم منا بذلك ، فان صاحب كتاب (المشرع الروي) نفسه قال في ختام المقدمة : يتأكد على أهل البيت خاصة وسائر الناس عامة الاعتناء بتحصيل العلوم الشرعية ، والتحلي بالأخلاق النبوية ، والتخلي عن الصفات الدنية ، فان القبيح إذا صدر من أهل البيت يكون أقبح مما لو كان من غيرهم. ولهذا قال العباس لابنه عبد الله رضي‌الله‌عنهما : يا بني ان الكذب ليس بأحد من هذه الأمة أقبح منه بي وبك وبأهل بيتك ، يا بني لا يكون شيء مما خلق الله أحب إليك من طاعته ولا أكره إليك من معصيته ، فان الله عزوجل ينفعك بذلك في الدنيا والآخرة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة انقذي نفسك من النار ، فاني لا أملك لكم من الله شيئا ، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها (أي أصلها بصلتها).

فان قيل : هذه الأحاديث تعارض الأحاديث السابقة في فضائلهم.

قلنا : كلا لا تعارضها ، لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يملك شيئا لا نفعا ولا ضرا ، ولكن الله يملكه نفع أقاربه بل جميع أمته بالشفاعة عامة وخاصة ، فهو لا يملك الا ما يملكه الله سبحانه وتعالى ، واليه يشير الاستثناء في قوله «غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها» وكذا قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا أغنى عنكم من الله شيئا» أي

٤٥٦

__________________

بمجرد نفسي من غير ما يكرمني به الله من شفاعة أو مغفرة ونحو ذلك.

قال سيدنا علي كرم الله وجهه : الشريف كل من شرفه علمه ، والسؤدد لمن اتقى الله ربه ، والكريم من كرم عن ذل النار وجهه.

ثم ان صاحب المشرع أيضا كان يحث في نفس الكتاب على ترك الفخر بالاباء والأحساب ، وذكر بقوله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وبقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة الا عن أعمالكم ، أكرمكم عند الله أتقاكم.

وبقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الناس مستوون كأسنان المشط ، ليس لأحد على أحد فضل الا بتقوى الله عزوجل.

وبقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أيها الناس ان ربكم واحد ، وان أباكم واحد ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لأسود على أحمر الا بالتقوى ، خيركم عند الله أتقاكم.

وبقوله عليه الصلاة والسّلام : المسلمون أخوة ، لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى.

وأجاب الامام الحليمي عن الأحاديث التي وقع فيها الانتساب الى الآباء : أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يرد بذلك الفخر ، وانما أراد تعريف منازل أولئك ومراتبهم ، فهو من التحدث بالنعمة.

واعلم أننا انما نحبهم لله تعالى لقرابتهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أخرج الترمذي عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب : أن العباس ابن عبد المطلب رضي‌الله‌عنه دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مغضبا وأنا عنده ، فقال : ما أغضبك؟ قال : يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا

٤٥٧

وفيه أحاديث :

منها

حديث ابن مسعود

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوى الشرف» (ص ٣٤ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف افندى باسلامبول) قال :

وعن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة.

__________________

بوجوه مستبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال : فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى احمر وجهه ، ثم قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله. ثم قال : يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني ، فإنما عم الرجل صنو أبيه. قال : هذا حديث حسن صحيح ، قال السيد السمهودي : وأخرجه أحمد والحاكم في صحيحه وغيرهم.

٤٥٨

ومنها

حديث على عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة شهاب الدين احمد بن صالح بن محمد اليماني في «مطلع البدور ومجمع البحور» (ج ١ ص ٤ والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال :

وروى السخاوي مرفوعا ـ فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «استجلاب ارتقاء الغرف» آنفا وقال : عن علي كرم الله وجهه ورواه معاوية ، وهو عجيب منه.

ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في «الامام المهاجر» (ص ٢١٨ ط دار الشروق بجدة) قال :

وفي فضل الال قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حب آل محمد خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنة.

٤٥٩

ومنهم العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسى المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١٩ ط المطبعة الفاسية) قال :

وقال الشيخ على وصاحب «وصلة الزلفى» : روى ابن مسعود رضي‌الله‌عنه : حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنة.

٤٦٠