إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٣

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

حديث

«ركوب على عليه‌السلام الناقة بأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتحركها بعد ركوبه عليه‌السلام وبناء مسجد قباء على مدار هذه الناقة»

ذكره جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم :

فمنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج ٤ ص ٤٠٢ ط دمشق) قالا :

عن جابر : لما سأل أهل قباء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبني لهم مسجدا قال رسول الله : ليقم بعضكم فيركب الناقة ، فقام ابو بكر رضي‌الله‌عنه فركبها وحركها فلم تنبعث ، فرجع فقعد ، فقام عمر رضي‌الله‌عنه فركبها فحركها فلم تنبعث ، فرجع فقعد ، فقام علي رضي‌الله‌عنه فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي ارخ زمامها ، وابنوا على مدارها فإنها مأمورة (طب).

٥٠١

مستدرك

قول امير المؤمنين عليه‌السلام «ما رمدت منذ بصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في عيني يوم خيبر ولا صدعت منذ مسح وجهى»

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأحاديث عن كتب أعلام العامة في ج ١٧ ص ١٣٢ الى ١٣٤ ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبيرة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٣٣٤ ط دمشق) قالا :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : ما رمدت مذ تفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عيني (حم ، ع ، ض).

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : ما رمدت ولا صدعت منذ دفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الي الراية يوم خيبر(ط ، ق في الدلائل).

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى

٥٠٢

الله عليه وسلم وجهى وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية(ش ومسدد وابن جرير وصححه ، ع ، ص).

ومنهم العلامة الحافظ ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في «الاعتقاد والهداية الى سبيل الرشاد» (ص ١٩٤ ط عالم الكتب في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

وبصق في عين علي رضي‌الله‌عنه يوم خيبر من رمد كان بها ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، ثم لم يشك عينيه بعد.

ومنهم الحافظ ابو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في «المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» (ج ٣ ص ١٦ ط بيروت) قال :

روى عن أبى وائل عن عبد الله : أن النبي عليه الصلاة والسلام كحل عين علي ببزاقه. رواه عنه جعفر بن عون.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف على فكرى ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهرى المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها ايضا سنة ١٣٧٢ في كتابه «احسن القصص» (ج ٣ ص ٢١٢ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فبات الناس يدوكون (أى يخوضون ويتحدثون) ليلتهم أيهم

٥٠٣

يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبى طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا اليه ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عينيه ودعا له فبرئ ، حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية.

٥٠٤

مستدرك

ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «اوصى عليا عليه‌السلام ان يغسله»

تقدم نقل الأحاديث الدالة على ذلك عن كتب أعلام العامة في ج ٧ ص ٢٩ الى ص ٣٦ وج ٨ ص ٦٩٦ الى ص ٧٠٤ وج ١٨ ص ١٨٧ الى ص ١٩٤ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند على بن ابى طالب» (ج ١ ص ٣٤٠ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن علي بن حسين ، عن أبيه ، عن جده قال : أوصى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا أن يغسله ، فقال علي رضي‌الله‌عنه : يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك. فقال : انك ستعان. قال علي : فو الله ما أردت أن أقلب من رسول الله عضوا الا قلب (كر).

٥٠٥

ومنهم الحافظ محمد بن حبان بن ابى حاتم التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في كتابه «الثقات» (ج ٢ ص ١٥٨ ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :

فأسنده «ص» علي الى صدره ، فكان العباس والفضل والقثم يقلبونه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه يصبان عليه الماء ، وعلي يغسله ويدلكه من ورائه ، لا يفضي بيده الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول : بأبى أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد صالح البنداق في كتابه «في صحبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٢٢٩ ط دار الآفاق الجديدة بيروت سنة ١٣٩٨) قال :

وتقول بعض المصادر أن وفاة النبي كانت يوم الاثنين في ١٢ ربيع الأول سنة ١١ ه‍ ، ٨ يونيه سنة ٦٣٢ م عن ٦٣ عاما. فتولى غسله علي بن أبي طالب والعباس ابن عبد المطلب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله ، فكان علي بن أبي طالب يسنده الى صدره ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه ، وعلي يغسله قد أسنده الى صدره ، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، لا يفضي بيده الى رسول الله ، وعلي يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا.

٥٠٦

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ١٧٤ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن عامر قال : غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب والفضل ابن العباس وأسامة بن زيد ، وكان علي يغسله ويقول : بأبي أنت وأمي طبت ميتا وحيا.

عن عامر قال : كان علي يغسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والفضل وأسامة يحجبانه.

عن الشعبي قال : غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والعباس قاعد والفضل محتضنه ، وعلي يغسله وعليه قميص ، وأسامة يختلف.

عن علي قال : أوصى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ألا يغسله أحد غيري ، فانه لا يرى أحد عورتي الا طمست عيناه. قال علي : فكان الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين. قال علي : فما تناولت عضوا الا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله.

عن سعيد بن المسيب قال : غسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي ، وكفنه أربعة علي والعباس والفضل وشقران.

عن عبد الواحد بن أبي عون قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي ابن ابى طالب في مرضه الذي توفي به : اغسلني يا علي إذا مت. فقال : يا رسول الله ما غسلت ميتا قط. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انك ستهيأ أو تيسر. ثقال علي : فغسلته فما آخذ عضوا الا تبعني ، والفضل آخذ بحضنه يقول : اعجل يا علي انقطع ظهري.

٥٠٧

ومنهم العلامة ابو الطيب محمد صديق بن حسن بن على الحسيني القنوجى البخاري المتوفى سنة ١٣٠٧ في «لقطة العجلان» (ص ١٤٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

وكان الذي تولى غسله علي بن ابى طالب والعباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان العباس وابناه يقلبونه وأسامة وشقران يصبان الماء وعلي يغسله ، وعليه قميصه وهو يقول : بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفى الرحمن المباركفورى الهندي في كتابه «الرحيق المختوم» (ص ٤٣٢ طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

ويوم الثلاثاء غسلوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه ، وكان القائمون بالغسل العباس وعليا والفضل وقثم ابني العباس وشقران مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأسامة بن زيد وأوس بن خولي ، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه ، وأسامة وشقران يصبان الماء ، وعلي يغسله ، وأوس أسنده الى صدره. ثم كفنوه في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ، ليس فيها قميص ولا عمامة أدرجوه فيها إدراجا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخى الحنفي الملطي المتولد سنة ٨٤٤ في ملطية والمتوفى بالسل سنة ٩٢٠ في كتابه «غاية السؤل في سيرة الرسول» (ص ٢٦٦ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

المروي في هذا الباب لدى ابن ماجة (السنن ص ٤٧١ ح ١٤٦٧) أن عليا

٥٠٨

لما غسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت ، فلم يجده ، فقال : بأبي الطيب طبت حيا وطبت ميتا.

ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ١٢٠ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

قال ابن الوردي في تاريخه : تولى غسله علي والعباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن زيد أو شقران مولى النبي «ص» ، فكان العباس وأبناؤه يقلبونه وأسامة وشقران يصبان الماء وعلي يغسله.

وفي تاريخ الخميس : كان العباس والفضل وقثم يقلبونه وكان أسامة وشقران يصبان الماء عليه وأعينهم معصوبة.

أخرج ابن سعد في الطبقات عن علي قال : قال : أوصاني النبي «ص» أن لا يغسله أحد غيري ، فانه لا يرى عورتي أحد الا طمست عيناه.

وفي الاستيعاب لابن عبد البر عن ابن عباس قال : لعلي أربعة خصال ليست لأحد غيره : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو الذي كان معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله في قبره.

ومنهم العلامة ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في «دلائل النبوة» (ج ٧ ص ١٧٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال أخبرنا ابن ملحان ، قال حدثنا يحيى بن بكر ، عن الليث.

٥٠٩

(ح) وأخبرنا ابو صالح بن أبي طاهر العنبري ، قال أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي ، قال حدثنا ابو بكر عمر بن حفص السدوسي ، قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرنا عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة ، أن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : لما ثقل النبي واشتد به الوجع ، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي ، فأذن له فخرج بين رجلين ، تخط رجلاه في الأرض بين العباس وبين رجل آخر. قال عبيد الله : فأخبرت عبد الله بن عباس بالذي قالت عائشة؟ فقال لي: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمه عائشة؟ قلت : لا. قال : عليرضي‌الله‌عنه.

وقال أيضا في ص ٢٤٣ :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا عبد الله بن محمد الكعبي ، قال حدثنا اسماعيل بن قتيبة ، قال حدثنا ابو بكر بن شيبة ، قال حدثنا محمد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي رضي‌الله‌عنه ، وعلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قميصه ، وعلى يد علي خرقة يغسله بها ، فأدخل يده تحت القميص وغسله والقميص عليه.

أخبرنا ابو طاهر الفقيه ، قال أخبرنا ابو بكر محمد بن الحسين القطان ، قال حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى ، قالا أخبرنا اسماعيل هو ابن أبي خالد ، عن عامر ، قال : قلت من غسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : غسله علي وأسامة والفضل بن العباس. قال : وأدخلوه قبره ، وكان علي يقول وهو يغسله : بأبي وأمي طيبا حيا وميتا.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، قال حدثنا مسدد ، قال حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : قال علي بن ابى

٥١٠

طالب رضي‌الله‌عنه : غسلت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وولي دفنه وإجنانه دون الناس أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولحد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحدا نصب عليه اللبن نصبا.

وقال أيضا في ص ٢٤٤ :

وروى أبو عمر بن كيسان [القصار يروي ، عن مولاه ، عن زيد بن بلال روى عنه عبد الصمد بن النعمان ، والقاسم بن مالك ، وأسباط ـ قاله مسلم بن الحجاج] عن يزيد بن بلال ، قال سمعت عليا يقول : أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يغسله أحد غيري ، فانه لا يرى أحد عورتي الا طمست عيناه.

قال علي ، فكان العباس وأسامة يناولان الماء وراء الستر. قال علي : فما تناولت عضوا الا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، قال أخبرنا محمد ابن غالب ، قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان ، قال حدثنا أبو عمر ابن كيسان ـ فذكره.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب ، قال حدثنا احمد بن عبد الجبار ، قال حدثنا يونس ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس ، قال : كان الذي غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب ، والفضل بن عباس يصب عليه الماء. قال : فما كنا نريد أن نرفع منه عضوا لنغسله الا رفع لنا ، حتى انتهينا الى عورته فسمعنا من جانب البيت صوتا : لا تكشفوا عن عورة نبيكم.

وقال أيضا في ص ٢٥٣ :

٥١١

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، قال حدثنا زياد بن الخليل التستري ، قال حدثنا مسدد ، قال حدثنا عبد الواحد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن علي قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : غسلت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذهبت أنظر ما يكون من الميت ، فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا ، وولي دفنه وإجنانه دون الناس أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولحد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحد ونصب عليه اللبن نصبا.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا ابو عبد الله الأصبهاني ، قال حدثنا الحسن بن الجهم ، قال : حدثنا الحسين بن الفرج ، عن الواقدي ، قال حدثنا ابن أبي سبرة ، عن عباس بن عبد الله بن معبد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موضوعا على سريره ، من حين زاغت الشمس من يوم الاثنين الى أن زاغت الشمس يوم الثلاثاء ، يصلي الناس عليه ، وسريره على شفير قبره ، فلما أرادوا أن يقبروه نحوا السرير قبل رجليه ، فأدخل من هناك ، ونزل في حفرته العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وقثم بن العباس والفضل بن العباس وشقران.

وقال أيضا في ص ٢٥٨ :

أخبرنا ابو عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا ابو عبد الله الاصفهاني ، قال حدثنا الحسن ابن الجهم ، قال حدثنا الحسين بن الفرج ، قال حدثنا الواقدي بن عتبة ، قال : ألقى المغيرة [خاتمه في قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم] فقال علي : انما ألقيته لتقول نزلت قبر النبي ، فنزل فأعطاه او أمر رجلا فأعطاه.

٥١٢

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٦٩ ط دمشق) قالا :

عن جابر بن عبد الله : أن كعب الأحبار قدم زمن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه فقال ونحن جلوس عنده : يا أمير المؤمنين ما كان آخر ما تكلم به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال عمر : سل عليا. فقال : أين هو؟ قال : هو ذا ، فسأله فقال علي : أسندته الى صدري ، فوضع رأسه على منكبى وقال : الصلاة الصلاة. فقال كعب :كذلك عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون. قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال : سل عليا ، فسأله فقال : كنت اغسله وكان عباس جالسا ، وكان أسامة وشقران يختلفان الي بالماء(ابن سعد).

وقالا أيضا في ص ٧١٣ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : أوصاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يغسله أحد غيرى ، فانه لا يرى عورتي أحد الا طمست عيناه.

زاد ابن سعد : قال علي رضي‌الله‌عنه : فكان الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، قال علي : فما تناولت عضوا الا كأنما يقلبه معى ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد السلام هارون في كتابه «تهذيب سيرة ابن هشام» (ص ٣٤٩ ط بيروت سنة ١٤٠٦) قال :

قال ابن إسحاق : فلما بويع ابو بكر رضى الله عنه أقبل الناس على جهاز

٥١٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الثلاثاء.

فحدثني عبد الله بن ابى بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا : أن علي ابن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة ابن زيد وشقران مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هم الذي ولوا غسله ، وأن أوس بن خولي أحد بني عوف قال لعلي بن أبي طالب : أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكان أوس من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأهل بدر ـ قال : ادخل. فدخل فجلس ، وحضر غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسنده علي بن أبي طالب الى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء وعلي يغسله ، قد أسنده الى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، لا يفضي بيده الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلي يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا.

ولم ير من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيء مما يرى من الميت.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٩٣) قال :

قال محمد بن اسحق : حدثني عبد الله بن ابى بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا أن علي بن ابى طالب رضى الله عنه والعباس بن عبد المطلب والفضل ابن عباس وقثم بن عباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله هم الذين تولوا غسله ، والأوس بن خولي احد بنى الخزرج قال لعلي بن ابى طالب رضي‌الله‌عنه أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله ـ وكان أوس من أصحاب رسول الله وأهل

٥١٤

بدر ـ قال أدخل ، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستند علي الى صدره والفضل ، وكان العباس والعباس وقثم يغسلونه معه وأسامة بن زيد وشقران مولياه وهما اللذان يصبان الماء عليه ، وعلى بن ابى طالب يغسله وقد أسنده الى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضي بيده الى رسول الله ، وهو يقول : بأبى أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا ، ولم ير من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما يرى من الميت.

ثم قال ابن اسحق : وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن العباس وشقران مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥١٥

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مستدرك

النعوت التي وصف بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على بن ابى طالب عليه‌السلام

قد تقدم في المجلد الرابع والمجلد الخامس عشر والمجلد العشرين والمجلد الثاني والعشرين من هذه الموسوعة الكبيرة الشريفة ـ ملحقات الاحقاق ـ ما ورد من الآثار النبوية والأحاديث المصطفوية في شأن سيدنا ومولانا قائد الغر المحجلين سيد المسلمين أخي سيد المرسلين ابى الحسن والحسين زوج سيدة نساء العالمين الذي لو لاه لما كان ـ لما خلق لها كفو أبدا ، والذي لو لم يكن سيفه لم يستقم أمر الدين ، والذي رجح ايمانه على السماوات والأرضين ، والذي زين خلافة المسلمين يعسوب المؤمنين ، سيد الأولين والآخرين ، قاتل القاسطين والمارقين والناكثين ، خاتم الوصيين ، مدينة الهدى وغاية المنى ، ولي كل مؤمن ومؤمنة ، أول من صلى مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأول من آمن وأسلم ، امام الأتقياء سند الأولياء ،

٥١٦

أخي الملائكة قسيم النار والجنة ، الصديق الأكبر ، خير البشر ، الرءوف بالرعية والأبصر بالقضية ، حبيب رب العالمين وخليل سيد المرسلين علي بن ابى طالب روحي وأرواح العالمين له الفداء ، نقلا عن كتب أعلام العامة وأكابر رواتهم وأعاظم ثقاتهم.

ونستدرك في هذا المجلد ـ وهو الثالث والعشرون من ملحقات الاحقاق ـ عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق.

ونسأل الله تعالى التوفيق للإتمام ، ونرجو من سيدنا الأمير سلام الله عليه احسن القبول والانعام.

٥١٧

مستدرك

قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في على عليه‌السلام «هو الصديق الأكبر»

تقدم نقل ما يدل عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج ٤ ص ٢٦ الى ص ٣٥ وص ٢٠٩ الى ص ٢١٧ وص ٣٦٨ الى ص ٣٧١ وج ٦ ص ١٦٠ وج ٧ ص ١٣١ وج ١٥ ص ٢٨٣ الى ص ٣٠٠ وص ٣٤٢ وص ٣٤٥ وص ٥١٢ وج ١٦ ص ٥١٤ وج ٢٠ ص ٢٢٤ و ٢٢٧ الى ص ٢٢٩ وص ٢٥٩ الى ص ٢٦٣ وص ٣٧٦ الى ص ٣٧٩ وص ٤٥٤ و ٤٥٩ و ٤٦٦ و ٤٧٢ وج ٢٠ ص ٣٧٦ الى ص ٣٧٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى :

منهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٢١٣ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن عباد بن عبد الله ، قال : قال علي : أنا عبد الله ، وأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي الا كذاب ، صليت قبل الناس لسبع سنين.

٥١٨

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند على بن ابى طالب» (ج ١ ص ١٨ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا رضي‌الله‌عنه يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي الا كذاب مفترى ، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين (ش ، ن في الخصائص ، وابن أبى عاصم في السنة ، عق ، ك ، وأبو نعيم في المعرفة).

وقال أيضا في ص ٢٤٢ :

عن سليمان بن عبد الله ، عن معاذة العدوية قالت : سمعت عليا وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم (محمد بن أيوب الرازي في جزئه ، عق ، وقال قال (خ) لا يتابع سليمان عليه ولا يعرف سماعه من معاذة).

ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ١٦٤ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وفي الرياض النضرة : لم يزل اسمه في الجاهلية والإسلام عليا وكان يكنى أبا الحسن وسماه رسول الله «ص» صديقا.

٥١٩

مستدرك

قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمير المؤمنين عليه‌السلام «انا دار الحكمة وعلى بابها»

تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج ٥ ص ٥٠٧ الى ص ٥١٦ وج ١٦ ص ٣٠٤ الى ص ٣٠٩ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن الصنابحي ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.

ومنهم الحافظ ابو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في «المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» (ج ٢ ص ٩٤ ط بيروت) قال :

عمر بن عبد الله الرومي ، روى عن شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن الصنابحى عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.

٥٢٠