إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٣

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

عن أبى ذر. قال : وعي علما ثم عجز فيه. قالوا : أخبرنا عن حذيفة. قال : أعلم أصحاب محمد بالمنافقين. قالوا : أخبرنا عن سلمان. قال : أدرك العلم الأول والعلم الآخر ، بحر لا ينزح قعره منا أهل البيت. قالوا : أخبرنا عنك. قال : إياها أردتم ، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت (ابن سعد ، والمروزي في العلم ، والدورقي ، كر).

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (ص ٣٣ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه أنه قيل لعلي : مالك أكثر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا؟ قال : اني كنت إذا سألته انبأني وإذا سكت ابتدأني.

ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد الخافى الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٥٧ نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وروى صاحب كتاب «قوت القلوب» أنه قيل لعلي عليه‌السلام : صف لنا أصحابك؟ فقال : عن أيهم تسألون؟ قالوا : عن سلمان. قال : أدرك علم الاول والآخر. قالوا : فعمار. قال : هو من ملأ ايمانا مشامته. قالوا : أبو ذر. قال : جمع العلم والزهد ، لا يخاف في الله لومة لائم ، ما أظلت الخضراء أصدق لهجة منه. قالوا : حذيفة. قال : صاحب السر أعطى المنافقين. قالوا : فأخبر عن نفسك. قال : إياي أردتم ، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت.

١٠١

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٣٨٦ ط دمشق) قال :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : كنت إذا سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاني وإذا سكت ابتدأني (ش ، ت) والشاشي ، (حل) والدورقي (ك ، ص).

وقالا أيضا في ص ٣٩٣ :

عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أنه قيل لعلي رضي‌الله‌عنه : مالك أكثر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا؟ فقال : اني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني (ابن سعد).

عن هبيرة قال : شهدت عليا رضي‌الله‌عنه وسئل عن حذيفة قال : سأل عن أسماء المنافقين فأخبر بهم ، وسئل عن نفسه قال : كنت إذا سألت أجبت وإذا سكت ابتدئت (ك).

وقالا أيضا في ص ٦٣٤ :

عن عمير بن عبد الملك قال : خطبنا علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه على منبر الكوفة ، قال : كنت ان لم أسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابتدأني ، وان سألته عن الخبر أنبأني.

١٠٢

وقالا ايضا في القسم الثاني ج ٤ ص ٤١٦ :

عن زاذان قال : بينا الناس ذات يوم عند علي رضي‌الله‌عنه إذ وافقوا منه نفسا طيبة فقالوا : حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين. قال : عن أي أصحابي؟ قالوا : عن أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : كل أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابي ، فأيهم تريدون؟ قالوا : النفر الذين رأيناك تلفظهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم. قال : أيهم؟ قالوا : عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه. قال : علم السنة ، وقرأ القرآن وكفى به علما ، ثم ختم به عنده. فلم يدروا ما يريد بقوله «كفى به علما» كفى بعبد الله أم كفى بالقرآن. قالوا : فحذيفة رضي‌الله‌عنه؟ قال :علم ـ أو علم أسماء المنافقين ـ وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها ، فان سألتموه عنها تجدوه بها عالما. قالوا : فأبو ذر رضي‌الله‌عنه؟ قال : وعى علما ، وكان شحيحا حريصا على دينه ، حريصا على العلم ، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع ، أما انه قد مليء له في وعائه حتى امتلأ. قالوا : فسلمان رضي‌الله‌عنه؟ قال : امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ علم العلم الأول وأدرك العلم الآخر وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف. قالوا : فعمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه؟ قال : ذاك امرؤ خلط الله الايمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره ، لا يفارق الحق ساعة حيث زال زال معه ، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا. قالوا :

فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين. قال : مهلا نهى الله عن التزكية. فقال قائل : فان الله عزوجل يقول (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ). قال : فاني أحدثكم بنعمة ربي ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت ، فبين الجوانح مني ملئ علما جما. فقام عبد الله بن الكواء الأعور من بنى بكر بن وائل فقال : يا أمير المؤمنين «ما الذاريات ذروا» قال : الرياح. قال : «فما الحاملات وقرا»؟ قال : السحاب. قال :

١٠٣

«فما الجاريات يسرا»؟ قال : السفن. قال : «فما المقسمات أمرا»؟ قال : الملائكة ، ولا تعد لمثل هذا ، ولا تسألن عن مثل هذا. قال : «فما السماء ذات الحبك»؟ قال : ذات الخلق الحسن ، فما السواد الذي في جوف القمر؟ قال : أعمى سأل عن عمياء ، ما العلم أردت بهذا ، ويحك سل تفقها ولا تسأل تعبثا ـ أو قال : تعنتا ـ سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك. قال : فو الله ان هذا ليعنيني ، فان الله تعالى يقول (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) السواد الذي في جوف القمر. قال : فما المجرة؟ قال شرج السماء ، ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر زمن الغرق على قوم نوح. قال : فما قوس قزح؟ قال : لا تقل قوس قزح ، فان قزح هو الشيطان ، ولكنه القوس وهي أمان من الغرق. قال : فكم بين السماء الى الأرض؟ قال : قدر دعوة عبد دعا الله ، لا أقول غير ذلك. قال : فكم بين المشرق والمغرب؟ قال : مسيرة يوم للشمس ، من حدثك غير هذا فقد كذب. قال : فمن الذين قال الله تعالى (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ). قال : دعهم فقد كفيتهم. قال : فما ذو القرنين؟ قال : رجل بعثه الله الى قوم عما لا كفرة أهل الكتاب ، كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم وأحدثوا على أنفسهم ، فهم الذين يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ، ويجتهدون في الضلالة ويحسبون أنهم على هدى ، فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ورفع صوته وقال : وما أهل النهروان منهم ببعيد. فقال ابن الكواء : لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك. قال : ان كان الأمر إليك فافعل (ابن منيع ، (ض).

١٠٤

ومنهم الحافظ جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في كتاب «تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف» (ج ٧ ص ٤١٥ ط بيروت) قال :

حديث : كنت إذا سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني. ت في المناقب (٧٢ : ٢) عن خلاد بن أسلم البغدادي ، عن النضر بن شميل ، عن عوف الأعرابي ، عنه به. وقال : حسن غريب من هذا الوجه.

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ١٧٩ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

وعن علي رضي الله تعالى عنه قال : كنت إذا سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني.

رواه في المشكاة ، قال : وأخرجه الترمذي ، وقال : حديث حسن غريب.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٣١٩ نسخة مكتبة السيد الاشكورى) قال :

النسائي : اخبر احمد بن شعيب ، قال أخبرنا يوسف بن سعيد ، قال أخبرنا حجاج بن خديج ، قال حدثنا ابو حرب ، عن ابى الأسود ورجل آخر ، عن زاذان قال : قال علي: كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت.

وقال في ص ٣١٨ :

النسائي : أخبرنا احمد بن شعيب ، قال أخبرنا محمد بن بشار ، قال حدثني

١٠٥

ابو المساور ، قال حدثنا عوف ، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : كنت إذا سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطيت وإذا سكت ابتدأني.

وقال أيضا :

النسائي : أخبرنا احمد بن شعيب ، قال أخبرنا محمد بن المثنى ، قال حدثنا ابو معاوية ، قال حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن ابى البحتري ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في «تهذيب خصائص النسائي» (ص ٦٨ ط بيروت) قال :

أخبرنا احمد بن شعيب ، قال أخبرنا محمد بن بشار ، قال حدثني ابو المساور ، قال حدثنا عوف ، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال كنت إذا سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطيت وإذا سكت ابتدأني.

أخبرنا احمد بن شعيب ، قال أخبرنا محمد بن المثنى ، قال حدثنا ابو معاوية ، قال حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن ابى البحتري ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت.

وقال أيضا في ص ٦٩ :

أخبرنا احمد بن شعيب ، قال أخبرنا يوسف بن سعيد ، قال أخبرنا حجاج بن خديج ، قال حدثنا ابو حرب ، عن ابى الأسود ورجل آخر ، عن زاذان قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت.

١٠٦

مستدرك

قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «على يحب الله ورسوله وهما يحبانه» حديث الراية.

قد تقدم نقل ما يدل عليه في الأحاديث عن كتب أعلام العامة في ج ٤ ص ٤٠٧ و ٤١٢ الى ص ٤٥٠ وج ٥ ص ٦٩ الى ص ٤٦٨ وج ١٦ ص ٢٢٠ الى ص ٢٦٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (ص ٩ ط القاهرة) قال :

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فتطاولنا لها ، فقال : أدعوا لي عليا. فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه.

وذكر في ص ٥٧ مثله بعينه :

وقال أيضا في ص ٧٨ :

عن عمرو بن ميمونة قال : اني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا :

١٠٧

يا ابا عباس اما أن تقوم معنا واما أن يخلونا هؤلاء. قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم. قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال : فابتدءوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا.

قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر : وقعوا في رجل قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا بعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله» ، قال فاستشرف لها من استشرف ، قال أين علي؟ فقالوا : هو في الرحل يطحن. قال [وما كان أحدكم ليطحن]؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي.

قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها الا رجل منى وأنا منه.

قال : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ، فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة. قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣].

وقال أيضا في ص ٩٣ :

عن عمرو بن ميمونة قال : أني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا :

١٠٨

يا ابا عباس اما أن تقوم معنا واما أن يخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال : فابتدءوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر :

وقعوا في رجل قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله» قال : فاستشرف لها من استشرف. قال : أين علي؟ فقالوا : هو في الرحل يطحن. قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر. قال ، فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حيي.

قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها الا رجل مني وأنا منه.

قال : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ، فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة. قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا. قال : فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة.

فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطى أمين قلعجى في «آل بيت الرسول» (ص ١٠١ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن سهل بن سعد رضي‌الله‌عنه ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ، فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : أين علي؟ فقيل : يشتكي عينيه. فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم

١٠٩

حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم ، فو الله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.

عن ابى حازم قال : أخبرني سهل رضي‌الله‌عنه (يعني ابن سعد) قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى. فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : أين علي؟ فقيل : يشتكي عينيه ، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع. فأعطاه ، فقال : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

عن سهل بن سعد رضي‌الله‌عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : يشتكي عينيه يا رسول الله. قال : فأرسلوا اليه فأتوني به. فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

عن أبي حازم قال : أخبرني سهل بن سعد رضي‌الله‌عنه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ،

١١٠

يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا اليه. فأتي به ، فبصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية.

فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

قال سلمة بن الأكوع ، من حديث طويل ... ثم أرسلنى الى علي وهو أرمد ، فقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله.

قال : فأتيت عليا ، فجئت به أقوده وهو أرمد ، حتى أتيت به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبصق في عينيه فبرأ ، وأعطاه الراية ، وخرج مرحب فقال :

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي :

أنا الذي سمتني أمي حيدره

كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قال : فضرب رأس مرحب فقتله ، ثم كان الفتح على يديه.

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم :

١١١

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له (خلفه في بعض مغازيه) فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي؟. وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله رسوله ، ويحبه الله ورسوله. قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتى به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية اليه ، ففتح الله عليه.

ولما نزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

عن أبي حازم ، أخبرني سهل بن سعد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا اليه ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية. فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلي ـ وخلفه في بعض مغازيه ـ

١١٢

فقال له علي : يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتاه وبه رمد ، فبصق في عينه ، فدفع الراية اليه ، ففتح الله عليه.

وأنزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ...) الآية [آل عمران : ٦١] دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال : كان أبي يسمر مع علي ، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل له : لو سألته فسأله فقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث الي وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله اني أرمد العين. قال : فتفل في عيني وقال : اللهم أذهب عنه الحر والبرد. فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ. وقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار. فتشرف لها أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطانيها.

عن عامر بن سعد عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال علي : أتخلفني مع النساء والصبيان؟ قال : يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي؟.

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية اليه ، ففتح الله عليه.

ولما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله صلى الله عليه

١١٣

وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

عن عمرو بن ميمونة قال : اني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : يا ابا عباس اما أن تقوم معنا واما أن يخلونا هؤلاء. قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم. قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال : فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا. قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر : وقعوا في رجل قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله». قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحل يطحن. قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حيي.

قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها الا رجل مني وأنا منه.

قال : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ، فأبوا. فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣].

١١٤

قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم نام مكانه. قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء ابو بكر وعلي نائم قال : وابو بكر يحسب أنه نبي الله. قال فقال : يا نبي الله. قال : فقال له علي : ان نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه. قال : فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار.

قال : وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يتضور قد لف رأسه بالثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه ، فقالوا : انك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور ، استنكرنا ذلك.

قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك. قال : فقال له علي : أخرج معك؟ قال : فقال له نبي الله «لا» ، فبكى علي ، فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزله هرون من موسى الا أنك لست بنبي ، انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي.

قال : وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنت وليي في كل مؤمن بعدي.

وقال : سدوا أبواب المسجد غير باب علي ، فقال : فيدخل المسجد جنبا ، وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال : وقال : من كنت مولاه فان مولاه علي.

قال : وأخبرنا الله عزوجل في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم ، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟

قال : وقال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمر حين قال : ائذن لي فلأضرب عنقه ، قال : أو كنت فاعلا ، وما يدريك لعل الله قد اطلع الى أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم.

عن سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : لأعطين

١١٥

هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. قال : فقال أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا اليه ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية.

فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة الأسلمي قال : لما نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض معه من نهض من المسلمين ، فلقوا أهل خيبر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه اللواء ، ونهض الناس معه ، فلقي أهل خيبر ، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول :

لقد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

أطعن أحيانا وحينا أضرب

إذا الليوث أقبلت تلهب

قال : فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل المعسكر صوت ضربته. قال : وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم.

وقال أيضا في ص ١٤٩ :

١١٦

عن البراء قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشين وأمر على أحدهما علي بن ابى طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد ، وقال : إذا كان القتال فعلي. قال : فافتتح علي حصنا فأخذ منه جارية ، فكتب معي خالد كتابا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشي به. قال : فقدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ الكتاب ، فتغير لونه ثم قال : ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ قال : قلت : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، وانما أنا رسول. فسكت.

وقال أيضا في ص ١٦٥ :

عن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : رسول الله خير الناس ، ثم ابو بكر ، ثم عمر ، ولقد اوتى ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب الا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر.

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم خيبر : لأدفعن الراية الى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه. قال : فقال عمر : فما أحببت الامارة قبل يومئذ ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها الي ، فلما كان الغد دعا عليا عليه‌السلام ، فدفعها اليه فقال : قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك ، فسار قريبا ثم نادى : يا رسول الله علام أقاتل؟ قال : حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم الا بحقه ، وحسابهم على الله عزوجل.

عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. قال : فقال أين علي بن أبي طالب؟

١١٧

فقال : هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا اليه فأتي به ، فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن في عينيه وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم.

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : حاصرنا خيبر ، فأخذ اللواء ابو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني دافع اللواء غدا الى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ، فلما أن أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغداة ثم قام قائما ، فدعا باللواء والناس على مصافهم ، فدعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينيه ودفع اليه اللواء وفتح له. قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها.

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة الأسلمي قال : لما نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض معه من نهض من المسلمين ، فلقوا أهل خيبر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأعطين اللواء رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه اللواء ونهض الناس معه فلقي أهل خيبر ، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول :

لقد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

أطعن أحيانا وحينا أضرب

إذا الليوث أقبلت تلهب

١١٨

قال : فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته. قال : وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم.

ومنهم المحدث الحافظ ابو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المكي المتوفى ٢٢٨ في كتابه «السنن» (ج ٣ ق ٢ ص ١٧٨ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:

حدثنا سعيد ، قال نا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم أن سهلا أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه ، فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينيه ، فأرسل اليه فأتي به ، فبصق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ودعا له فبرئ حتى كأنه لم يكن به وجع وأعطاه الراية ، فقال علي رضي‌الله‌عنه : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، لأن يهدي الله لك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

حدثنا سعيد ، قال : نا عبد العزيز بن ابى حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله ، الا أنه قال : والله لأن يهدي الله بهداك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.

وقال أيضا ص ١٧٩ :

حدثنا سعيد ، قال نا خالد بن عبد الله ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ،

١١٩

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله عليه. قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الامارة قبل يومئذ ، فدعا عليا رضي‌الله‌عنه فدفعها اليه ، وقال : انطلق ولا تلتفت ، فمشى ساعة ثم وقف ولم يلتفت ، فقال : يا رسول الله على ما أقاتل الناس؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في «تهذيب خصائص النسائي» (ص ٢٠ ط بيروت) قال :

أخبرنا زكريا بن يحيى السجستاني ، قال أخبرنا نصر بن علي ، قال حدثنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه أن سعدا قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأدفعن الراية الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله بيده ، فاستشرف لها أصحابه فدفعها الى علي.

أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم بن منهال ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال لعلي وكان يسير معه : ان الناس قد أنكروا منك شيئا ، تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ. فقال : ألم تكن معنا بخيبر. قال : بلى. قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر وعقد له لواء ، فرجع وبعث عمر وعقد له لواء فرجع ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، فأرسل الي وأنا أرمد فتفل في عيني فقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد. قال : ما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا.

أخبرنا محمد بن علي بن هبة الواقدي ، قال أخبرنا معاذ بن خالد ، قال أخبرنا

١٢٠