نفح الطّيب - ج ١

الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني

نفح الطّيب - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني


المحقق: يوسف الشيخ محمّد البقاعي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥٤

ومن ملوك الطوائف بالأندلس بنو هود ملوك سرقسطة وما إليها ، ومن أشهرهم المقتدر بالله ، وابنه يوسف المؤتمن ، وكان المؤتمن قائما على العلوم الرياضية ، وله فيها تآليف ، ومنها كتاب الاستكمال والمناظر ، وولي بعده ابنه المستعين أحمد سنة أخذ طليطلة ، وعلى يده كانت وقعة وشقة ـ زحف سنة تسع وثمانين في آلاف لا تحصى من المسلمين ليدافع الطاغية عن وشقة ، وكان محاصرا لها ، فلقيه الطاغية وهزمه ، وهلك من المسلمين نحو عشرة آلاف ، وهلك هو شهيدا سنة ثلاث وخمسمائة ، بظاهر سرقسطة في زحف الطاغية إليها. وولي ابنه عبد الملك عماد الدولة ، وأخرجه الطاغية من سرقسطة سنة ثنتي عشرة ، وتولّى ابنه سيف الدولة ، وبالغ في النكاية بالطاغية ، ثم اتّفق معه ، وانتقل بحشمه إلى طليطلة ، فكان فيها حمامه (١).

ومن شعر المقتدر بن هود قوله رحمه الله في مبانيه : [الكامل]

قصر السرور ومجلس الذّهب

بكما بلغت نهاية الأرب

لو لم يحز ملكي خلافكما

كانت لديّ كفاية الطّلب

ومن مشاهير ملوك الطوائف بنو الأفطس أصحاب بطليوس وما إليها ، والمظفر منهم هو صاحب التأليف المسمّى بالمظفري في نحو الخمسين مجلدا ، والمتوكّل منهم قتل على يد جيش يوسف بن تاشفين ، وفيه قال ابن عبدون قصيدته المشهورة : [البسيط]

الدهر يفجع بعد العين بالأثر

فما البكاء على الأشباح والصّور

وهي من غرر القصائد الأندلسية (٢).

ولما استولى ملوك لمتونة على بلاد الأندلس (٣) وأزالوا ملوك الطوائف منها ، وبقيت عمّالهم تتردّد إليها وبنوهم حتى فشلت ريحهم ، وهبّت ريح الموحدين ، أعني عبد المؤمن بن علي وبنيه ، فحاربوا لمتونة ، واستولوا على ملكهم بالمغرب بعد حروب كثيرة ، ثم أجازوا البحر إلى الأندلس ، وملكوا أكثر بلاد الأندلس ، وملك بنو مردنيش شرق الأندلس ، وملخص ذلك أن الأندلس كان ملكها مجموعا للمتونة بعد خلعهم ملوك الطوائف ، فلما اشتغل لمتونة في العدوة بحرب الموحّدين اضطربت عليهم الأندلس ، وعادت إلى الفرقة بعض الشيء ، ثم خلص أكثرها لعبد المؤمن وبنيه بعد حروب منها ما حصل بين عبد المؤمن وبين ابن مردنيش

__________________

(١) الحمام : الموت.

(٢) في ب : كلمة «الأندلسية» ساقطة.

(٣) هذه الجملة ساقطة في ج.

٣٤١

وقائده ابن همشك بفحص غرناطة ، وقد استعان ابن مردنيش بالنصارى على الموحّدين ، فهزمهم عبد المؤمن ، وقتلهم أبرح قتل ، واستخلص غرناطة سنة سبع وخمسين وخمسمائة من يد ابن مردنيش. وولي الأمر بعد عبد المؤمن ابنه يوسف ، وأجاز إلى الأندلس ، وكانت له مواقف في جهاد العدوّ ، وولي بعده ابنه يعقوب المنصور الطائر الصيت ، وكانت له في النصارى بالأندلس نكاية كبيرة ، ومن أعظمها غزوة الأرك (١) التي تضاهي وقعة الزلّاقة أو تزيد ، والأرك : موضع بنواحي بطليوس ، وكانت سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، وغنم فيها المسلمون ما عظم قدره ، وكان عدّة من قتل من الفرنج ـ فيما قيل ـ مائة ألف وستّة وأربعين ألفا ، وعدّة الأسارى ثلاثين ألفا ، وعدّة الخيام مائة ألف وخمسين ألف خيمة ، والخيل ثمانين ألفا ، والبغال مائة ألف ، والحمير أربعمائة ألف ، جاء بها الكفّار لحمل أثقالهم لأنهم لا إبل لهم ، وأما الجواهر والأموال فلا تحصى ، وبيع الأسير بدرهم ، والسيف بنصف درهم ، والفرس بخمسة دراهم ، والحمار بدرهم ، وقسّم يعقوب الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع ، ونجا ألفنش ملك النصارى إلى طليطلة في أسوإ حال ، فحلق رأسه ولحيته ، ونكس صليبه ، وآلى أن لا ينام على فراش ، ولا يقرب النساء ، ولا يركب فرسا ولا دابّة ، حتى يأخذ بالثأر ، وصار يجمع من الجزائر والبلاد البعيدة ويستعدّ ، ثم لقيه يعقوب وهزمه وساق خلفه إلى طليطلة وحاصره ورمى عليها بالمجانيق وضيّق عليها ، ولم يبق إلّا فتحها ، فخرجت إليه والدة الأذفونش وبناته ونساؤه وبكين بين يديه ، وسألنه إبقاء البلد عليهنّ ، فرقّ لهنّ ، ومنّ عليهنّ بها ، ووهب لهنّ من الأموال والجواهر ما جلّ ، وردّهنّ مكرمات ، وعنا بعد القدرة ، وعاد إلى قرطبة ، فأقام شهرا يقسم الغنائم ، وجاءته رسل ألفنش بطلب الصلح ، فصالحه ، وأمّن الناس مدّته ، وفيه يقول بعض شعراء عصره : [الكامل]

أهل بأن يسعى إليه ويرتجى

ويزار من أقصى البلاد على الرّجا

من قد غدا بالمكرمات مقلّدا

وموشّحا ومختّما ومتوّجا

عمرت مقامات الملوك بذكره

وتعطّرت منه الرّياح تأرّجا

ولمّا أرسل له السلطان صلاح الدين بن أيوب شمس الدين بن منقذ يستنجد به على الفرنج الخارجين عليه بساحل البلاد المقدّسة ، ولم يخاطبه بأمير المؤمنين ، لم يجبه إلى ما طلبه ، وكل ذلك في سنة ٥٨٧ ، ومدحه ابن منقذ بقوله من قصيدة : [الكامل]

__________________

(١) الأرك : حصن منيع قريب من قلعة رباح. (انظر صفة جزيرة الأندلس صفحة ١٢).

٣٤٢

سأشكر بحرا ذا عباب قطعته

إلى بحر جود ما لأخراه ساحل

إلى معدن التّقوى إلى كعبة النّدى

إلى من سمت بالذكر منه الأوائل

إليك أمير المؤمنين ولم تزل

إلى بابك المأمول تزجى الرّواحل

قطعت إليك البرّ والبحر موقنا

بأنّ نداك الغمر بالنّجح كافل

وحزت بقصديك العلا فبلغتها

وأدنى عطاياك العلا والفواضل

فلا زلت للعلياء والجود بانيا

تبلّغك الآمال ما أنت آمل

وعدّتها أربعون بيتا ، فأعطاه بكل بيت ألفا ، وقال له : إنّما أعطيناك لفضلك ولبيتك.

وكان عنوان الكتاب الذي أرسله صلاح الدين «إلى أمير المسلمين» وفي أوّله «الفقير إلى الله تعالى يوسف بن أيوب» وبعده من إنشاء الفاضل «الحمد لله الذي استعمل على الملّة الحنيفية من استعمر الأرض ، وأغنى من أهلها من سأله القرض ، وأجزى من أجرى على يده النافلة والفرض ، وزيّن سماء الملّة بدراري الذراري التي بعضها من بعض» وهو كتاب طويل سأله فيه أن يقطع عنه مادة البحر ، واستنجده على الإفرنج إذ كانت له اليد عليهم ، وعاد ابن منقذ من هذه الرسالة سنة ٥٨٨ بغير فائدة ، وبعث معه هديّة حقيرة ، وأمّا ابن منقذ فإنه أحسن إليه وأغناه ، لا لأجل صلاح الدين ، بل لبيته وفضله كما مرّ ، وما وقع من يعقوب في صلاح الدين إنّما هو لأجل أنّه لم يوفّه حقّه في الخطاب.

رجع ـ ولمّا استفحل أمر الموحّدين بالأندلس استعملوا القرابة على الأندلس وكانوا يسمّونهم السادة ، واقتسموا ولايتها بينهم. ولهم مواقف في جهاد العدوّ مذكورة ، وكان صاحب الأمر بمراكش يأتي الأندلس للجهاد ، وهزم يعقوب المنصور كما سبق قريبا بالأرك ابن أدفونش ملك الجلالقة الهزيمة الشنعاء.

وأجاز ابنه الناصر الوالي بعده البحر إلى الأندلس من المغرب سنة تسع وستمائة ومعه من الجنود ما لا يحصى ، حتى حكى بعض الثقات من مؤرّخي المغرب أنه اجتمع معه من أهل الأندلس والمغرب ستمائة ألف مقاتل ، فمحص الله المسلمين (١) بالموضع المعروف بالعقاب (٢) ، واستشهد منهم عدّة. وكانت سبب ضعف المغرب والأندلس ، أما المغرب فبخلاء

__________________

(١) محص الله المسلمين : اختبرهم وابتلاهم.

(٢) العقاب ـ بكسر العين ـ موضع بالأندلس بين جيان وقلعة رباح كانت في هذا الموضع موقعة عظيمة هزم فيها المسلمون سنة ٦٠٩ ه‍. (انظر صفة جزيرة الأندلس صفحة ١٣٧).

٣٤٣

كثير من قراه وأقطاره ، وأما الأندلس فبطلب العدوّ عليها ؛ لأنه لمّا التاث (١) أمر الموحدين بعد الناصر ابن المنصور انتزى (٢) السادة بنواحي الأندلس كلّ في عمله ، وضعف ملكهم بمراكش ، فصاروا إلى الاستجاشة (٣) بالطاغية بعضهم على بعض ، وإسلام حصون المسلمين إليه في ذلك ، فمشت رجالات الأندلس وأعقاب العرب منذ الدولة الأموية ، وأجمعوا على إخراجهم ، فثاروا به لحين واحد ، وأخرجوهم. وتولى كبر ذلك محمد بن يوسف بن هود الجذامي الثائر بالأندلس وابن مردنيش وثوّار آخرون.

وقال ابن خلدون (٤) : ثم خرج على ابن هود في دولته من أعقاب دولة العرب أيضا وأهل نسبهم محمد بن يوسف بن نصر المعروف بابن الأحمر ، وتلقّب محمد هذا بالشيخ ، فجاذبه الحبل ، وكانت لكل واحد منهما دولة أورثها بنيه ، انتهى.

وكان ابن هود يخطب للعباسي صاحب بغداد ، ثم حصلت لابن هود وأعقابه حروب وخطوب إلى أن كان آخرهم الواثق بن المتوكل ، فضايقه ألفنش والبرشلوني فبعث بالطاعة لابن الأحمر ، فبعث إليه ابن أشقيلولة ، وتسلّم مرسية منه ، وخطب لابن الأحمر بها ، ثم خرج منها راجعا إلى ابن الأحمر ، فأوقع به النصارى في طريقه ، ثم رجع الواثق إلى مرسية ثالثة ، فلم يزل إلى أن ملكها العدو من يده سنة ثمان وستّين وستمائة ، وعوّضه عنها حصنا يسمّى يسر ، وهو من عملها ، فبقي فيه إلى أن هلك. وانقرضت دولة ابن هود ، والله وارث الأرض ومن عليها.

رجع إلى ذكر دولة أولاد الأحمر (٥) ؛ لأن لسان الدين وزير أحدهم ، ولأنهم آخر ملوك الأندلس ، ومن يدهم استولى النصارى على جميعها كما سنذكره. قال ابن خلدون : أصلهم من أرجونة من حصون قرطبة ، ولهم فيها سلف من أبناء الجند ، ويعرفون ببني نصر ، وينتسبون إلى سعد بن عبادة سيد الخزرج. وكان كبيرهم لآخر دولة الموحّدين محمد بن يوسف بن نصر ، ويعرف بالشيخ ، وأخوه إسماعيل. وكانت له وجاهة في ناحيتهم.

ولمّا فشلت ريح الموحّدين ، وانتزى الثوّار بالأندلس ، وأعطى السادة حصونها للطاغية ، استقل بأمر الجماعة محمد بن يوسف بن هود الثائر بمرسية بدعوة العباسية ، وتغلّب على شرق الأندلس أجمع ، فتصدّى الشيخ هذا للثورة عليه وبويع له سنة تسع وعشرين وستمائة ، ودعا

__________________

(١) التاث : اضطرب.

(٢) انتزى : ثار.

(٣) استجاشه : طلب منه المساعدة.

(٤) انظر ابن خلدون ٤ / ١٦٧.

(٥) في ب ، ه : ولنذكر ملوك بني الأحمر إجمالا.

٣٤٤

لأبي زكرياء صاحب إفريقية ، وأطاعته جيّان وشريش سنة ثلاثين بعدها ، واستظهر على أمره بقرابته من بني نصر وأصهاره بني أشقيلولة. ثم بايع لبني هود سنة إحدى وثلاثين ، عند ما بلغه خطاب الخليفة من بغداد. ثم ثار بإشبيلية أبو مروان الباجي عند خروج ابن هود عنها ورجوعه إلى مرسية ، فداخله محمد بن الأحمر في الصلح على أن يزوّجه ابنته ، فأطاعه ، ودخل إشبيلية سنة اثنتين وثلاثين. ثم فتك بابن الباجي فقتله ، وتناول البطش به علي بن أشقيلولة. ثم راجع أهل إشبيلية بعدها بشهر دعوة ابن هود ، وأخرج ابن الأحمر. ثم تغلّب على غرناطة سنة خمس وثلاثين بمداخلة أهلها حين ثار ابن أبي خالد بدعوته فيها ، ووصلته بيعتها وهو بجيّان ، فقدم إليها علي بن أشقيلولة. ثم جاء على أثره ، ونزلها ، وابتنى بها حصن الحمراء لنزوله. ثم تغلّب على مالقة ، ثم تناول ألمريّة من يد ابن الرميمي وزير ابن هود الثائر بها سنة ثلاث وأربعين ، ثم بايعه أهل لورقة سنة ثلاث وستّين ، وكان ابن الأحمر أول أمره وصل يده بالطاغية استظهارا على أمره ، فعضده وأعطاه ابن هود ثلاثين حصنا في كفّ غربه بسبب ابن الأحمر ، وليعينه على ملك قرطبة ، فتسلّمها ، ثم تغلّب على قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ، أعادها الله! ثم نازل إشبيلية سنة ست وأربعين وابن الأحمر معه ، ثم دخلها صلحا ، وملك أعمالها. ثم ملك مرسية سنة خمس وستّين. ولم يزل الطاغية يقتطع ممالك المسلمين كورة كورة وثغرا ثغرا إلى أن ألجأ المسلمين إلى سيف البحر ما بين رندة من الغرب وإلبيرة من شرق الأندلس نحو عشر مراحل من الغرب إلى الشرق ، وفي قدر مرحلة أو دونها في العرض ما بين البحر والجوف. ثم سخط ابن الأحمر وطمع في الاستيلاء على سائر الجزيرة فامتنعت عليه ، وتلاحق بالأندلس الغزاة من بني مرين وغيرهم ، وعقد ملك المغرب يعقوب بن عبد الحق لنحو الثلاثة آلاف منهم ، فأجازوا في حدود الستّين وستمائة ، وتقبّل ابن الأحمر إجازتهم ، ودفع بهم في نحر عدوّة ، ورجعوا. ثم تناسلوا إليه بعد ذلك ، ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن هلك الشيخ ابن الأحمر سنة إحدى وسبعين وستمائة ، وولي بعده ابنه محمد الفقيه ، وأوصاه باستصراخ بني مرين ، ملوك المغرب بعد الموحدين ، إن طرقه أمر أن يعتضد بهم ، فأجازه الفقيه إلى يعقوب بن عبد الحقّ سلطان فاس والمغرب سنة ثنتين وسبعين ، فأجاب صريخه ، وأرسل ابنه وعساكره معه. ثم أجاز على أثره وتسلّم الجزيرة الخضراء من ثائر كان بها وجعلها ركابا لجهاده ، ونزل إليه ابن الأحمر عن طريف وما إليها من الحصون ، وهزم هو وابن الأحمر زعيم النصرانية دنّنه وفرّق جمعه ، وأوقع بجموع الطاغية من كل جهة ، وبثّ سراياه وبعوثه في أرض النصرانية ، ثم خاف ابن الأحمر على ملكه ، وصالح الطاغية ثم عاد ، انتهى كلام ابن خلدون ملخصا.

وثبتت قدم عقب ابن الأحمر بالأندلس ، واستولوا على جميع ما بأيدي المسلمين من ملكها مثل الجزيرة وطريف ورندة التي كانت بيد بني مرين.

٣٤٥

وبعد مدّة ألّب ملوك النصارى سنة تسع عشرة وسبعمائة على غرناطة ، وجاءها الطاغية دون بطره في جيش لا يحصى ومعه خمسة وعشرون ملكا ، وكان من خبر هذه الوقعة أن الإفرنج حشدوا وجمعوا وذهب سلطانهم دون بطره إلى طليطلة ، ودخل على مرجعهم الذي يقال له البابا ، وسجد له ، وتضرّع ، وطلب منه استئصال ما بقي من المسلمين بالأندلس ، وأكّد عزمه ، فقلق المسلمون بغرناطة وغيرها ، وعزموا على الاستنجاد بالمريني أبي سعيد صاحب فاس ، وأنفذوا إليه رسلا ، فلم ينجع ذلك الدواء ، فرجعوا إلى أعظم الأدوية وهو اللّجأ إلى الله تعالى ، وأخلصوا النيّات ، وأقبل الإفرنج في جموع لا تحصى ، فقضى ناصر من لا ناصر له سواه بهزم أمم النصرانية ، وقتل طاغيتهم دون بطره ، ومن معه ، وكان نصرا عزيزا ويوما مشهورا مشهودا.

وكان السلطان إذ ذاك بالأندلس الغالب بالله أبو الوليد إسماعيل بن الرئيس أبي سعيد فرج بن نصر المعروف بابن الأحمر رغب أن يحصّن البلاد والثغور ، فلما بلغ النصارى ذلك عزموا على منازلة الجزيرة الخضراء ، فانتدب السلطان ابن الأحمر لردّهم ، وجهّز الأساطيل والرجال ، فلمّا رأوا ذلك طلبوا إلى طليطلة ، وعزموا على استئصال المسلمين وبلادهم (١) وتأهّبوا لذلك غاية الأهبة ، ووصلت الأثقال والمجانيق وآلات الحصار والأقوات في المراكب ، ووصل العدوّ إلى غرناطة ، وامتلأت الأرض بهم ، فتقدّم السلطان إلى شيخ الغزاة الشيخ العالم أبي سعيد عثمان بن أبي العلاء المريني بالخروج إلى لقائهم بأنجاد (٢) المسلمين وشجعانهم ، فخرج إليهم يوم الخميس الموفي عشرين لربيع الأول.

ولمّا كانت ليلة الأحد أغارت سريّة من العدوّ على ضيعة من المسلمين ، فخرجت إليهم جماعة من فرسان الأندلس الرّماة ، فقطعوهم عن الجيش ، وفرّت تلك السّريّة أمامهم إلى جهة سلطانهم ، فتبعهم المسلمون إلى الصبح ، فاستأصلوهم وكان هذا أول النصر.

ولمّا كان يوم الأحد ركب الشيخ أبو سعيد لقتال العدوّ في خمسة آلاف من أبطال المسلمين المشهورين ، فلمّا شاهدهم الفرنج عجبوا من إقدامهم مع قلّتهم في تلك الجيوش العظيمة ، فركبوا وحملوا بجملتهم عليهم ، فانهزم الفرنج أقبح هزيمة ، وأخذتهم السيوف ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ثلاثة أيام ، وخرج أهل غرناطة لجمع الأموال ، وأخذ الأسرى ، فاستولوا على أموال عظيمة منها من الذهب ـ فيما قيل ـ ثلاثة وأربعون قنطارا ، ومن

__________________

(١) ابن خلدون ٤ / ١٧٠.

(٢) في ب : وعزموا على استئصال بلاد المسلمين.

٣٤٦

الفضّة مائة وأربعون قنطارا ، ومن السّبي سبعة آلاف نفس حسبما كتب بذلك بعض الغرناطيين إلى الديار المصرية ، وكان من جملة الأسارى امرأة الطاغية وأولاده ، فبذلت في نفسها مدينة طريف وجبل الفتح وثمانية عشر حصنا فيما حكى بعض المؤرّخين ، فلم يقبل المسلمون ذلك ، وزادت عدّة القتلى في هذه الغزوة على خمسين ألفا ، ويقال : إنه هلك منهم بالوادي مثل هذا العدد ، لعدم معرفتهم بالطريق ، وأمّا الذين هلكوا بالجبال والشّعاب فلا يحصون ، وقتل الملوك الخمسة والعشرون جميعهم ، واستمرّ البيع في الأسرى والأسلاب والدوابّ ستّة أشهر ، ووردت البشائر بهذا النصر العظيم إلى سائر البلاد.

ومن العجب أنه لم يقتل من المسلمين والأجناد سوى ثلاثة عشر فارسا ، وقيل : عشرة أنفس ، وقيل : كان عسكر الإسلام نحو ألف وخمسمائة فارس ، والرّجّالة نحوا من أربعة آلاف راجل ، وقيل دون ذلك.

وكانت الغنيمة تفوق الوصف ، وسلخ الطاغية دون بطره وحشي جلده قطنا ، وعلّق على باب غرناطة ، وبقي معلّقا سنوات ، وطلبت النصارى الهدنة ، فعقدت لهم بعد أن ملكوا جبل الفتح الذي كان من أعمال سلطان فاس والمغرب ، وهو جبل طارق ، ولم يزل بأيديهم إلى أن ارتجعه أمير المسلمين أبو الحسن المريني صاحب فاس والمغرب ، بعد أن أنفق عليه الأموال ، وصرف إليه الجنود والحشود ، ونازلته جيوشه مع ولده وخواصّه ، وضيّقوا به ، إلى أن استرجعوه ليد المسلمين ، واهتمّ ببنائه وتحصينه ، وأنفق عليه أحمال مال في بنائه وحصنه وسوره وأبراجه وجامعه ودوره ، ومخازنه ، ولمّا كاد يتمّ ذلك نازله العدوّ برّا وبحرا ، فصبر المسلمون ، وخيّب الله سعي الكافرين ، فأراد السلطان المذكور أن يحصّن سفح الجبل بسور محيط به من جميع جهاته حتى لا يطمع عدوّ في منازلته ، ولا يجد سبيلا للتضييق عند محاصرته ، ورأى الناس ذلك من المحال ، فأنفق الأموال ، وأنصف العمّال ، فأحاط بمجموعه إحاطة الهالة بالهلال ، وكان بقاء هذا الجبل بيد العدوّ نيّفا وعشرين سنة ، وحاصره السلطان أبو الحسن ستّة أشهر ، وزاد في تحصينه ابنه السلطان أبو عنان ، ولمّا أجاز السلطان أبو الحسن المذكور إلى الأندلس ، واجتمع عليه ابن الأحمر ، وقاتلهم الطاغية. هزمهم في وقعة طريف ، واستولى على الجزيرة الخضراء ، حتى قيّض الله من بني الأحمر الغني بالله محمدا الذي كان لسان الدين بن الخطيب وزيره ، فاسترجعها وجملة بلاد كجيّان وغيرها.

وكانت له في الجهاد مواقف مشهورة ، وامتدّ ملكه واشتدّ حتى محا دولة سلاطين فاس ممّا وراء البحر ، وملك جبل الفتح ، ونصر الله الإسلام على يده ، كما ستقف عليه في بعض مكاتبات لسان الدين ـ رحمه الله! ـ في مواضع من هذا الكتاب ، وسعد هذا الغني بالله من العجائب.

٣٤٧

وبقي ملك الأندلس في عقبه إلى أن أخذ ما بقي من الأندلس العدوّ الكافر واستولى على حضرة الملك غرناطة أعادها الله للإسلام ، كما نبيّن ذلك إن شاء الله ، وخلت جزيرة الأندلس من أهل الإسلام ، فأبدلت من النور بالظلام ، حسبما اقتضته الأقدار النافذة والأحكام ، والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

قال ابن خلدون : واتفق بنو الأحمر سلاطين غرناطة أن يجعلوا مشيخة الغزاة لواحد يكون من أقارب بني مرين سلاطين المغرب ؛ لأنهم أوّل من ولي الأندلس عند استيلاء بني عمّهم على ملك المغرب لما بينهم من المنافسة ، وكان لهؤلاء في الجهاد مواقف مشهورة ، منها ما كتب على قبر شيخ الغزاة عثمان بن أبي العلاء لتستدلّ عند ذلك على ما ذكرناه «بحمد الله تعالى ، هذا قبر شيخ الحماة وصدر الأبطال والكماة ، واحد الجلالة ، ليث الإقدام والبسالة ، علم الأعلام ، حامي ذمار الإسلام ، صاحب الكتائب المنصورة ، والأفعال المشهورة ، والمغازي المسطورة ، وإمام الصفوف ، القائم بباب «الجنّة تحت ظلال السيوف» ، سيف الجهاد ، وقاصم الأعاد ، وأسد الآساد ، العالي الهمم ، الثابت القدم ، الهمام المجاهد الأرضى ، البطل الباسل الأمضى ، المقدّس ، المرحوم أبي سعيد عثمان ابن الشيخ الجليل الهمام الكبير ، الأصيل الشهير ، المقدّس المرحوم أبي العلاء إدريس بن عبد الله بن عبد الحق ، كان عمره ثمانيا وثمانين سنة أنفقه ما بين روحة في سبيل الله وغدوة ، حتى استوفى في المشهور سبعمائة واثنتين وثلاثين غزوة ، وقطع عمره جاهدا مجتهدا في طاعة الربّ ، محتسبا في إدارة الحرب ، ماضي العزائم في جهاد الكفّار ، مصادما بين جموعهم تدفّق التّيّار ، وصنع الله تعالى له فيهم من الصنائع الكبار ، ما سار ذكره في الأقطار ، أشهر من المثل السّيّار ، حتى توفي رحمه الله وغبار الجهاد طيّ أثوابه ، وهو مراقب لطاغية الكفّار وأحزابه ، فمات على ما عاش عليه ، وفي ملحمة الجهاد قبضه الله تعالى إليه ، واستأثر به سعيدا مرتضى ، وسيفه على رأس ملك الروم منتضى ، مقدّمة قبول وإسعاد ، ونتيجة جهاد وجلاد ، ودليلا على نيّته الصالحة ، وتجارته الرابحة ، فارتجّت الأندلس لبعده ، أتحفه الله تعالى رحمة من عنده! توفي يوم الأحد الثاني لذي الحجة من عام ثلاثين وسبعمائة» انتهى.

ومنها ما كتب به لسان الدين بن الخطيب ـ رحمه الله! ـ في تولية علي بن بدر الدين مشيخة الغزاة ما نصّه : «هذا شيخ الغزاة الذي فتح على الإسلام أبواب السّرّاء ، وراق طرازا مذهّبا على عاتق الدولة الغرّاء ، وأعمل عوامل الجهاد ، في طاعة ربّ العباد شارعة لأهل الكفر والعناد ، من باب الإعمال والإغراء ، أمر به فلان صدر صدور أودّائه ، وحسامه المشهور على أعدائه ، ووليّه الذي خبر صدق وفائه ، وجلّى في مضمار الخلوص له مغبّرا في وجوه أكفائه ،

٣٤٨

شيخ شيوخ المجاهدين وقائد كتائبه المنصورة إلى غزو الكافرين والمعتدين ، وعترته التي يدافع بها عن الدين ، وسابق ودّه المبرّز في الميادين ، الشيخ الأجلّ» إلى آخر ما وصفه به ممّا ضاق الوقت عن مثله ، والله وليّ التوفيق.

[تمّ بحمد الله الجزء الأول من نفح الطيب ويليه الجزء الثاني مفتتحا بالباب الرابع في ذكر قرطبة نسأل الله أن يعيننا على إكماله].

٣٤٩

فهرس الرسائل والخطيب والظهائر

للجزء الأول من كتاب نفح الطيب

ابن برد الأكبر : عهد أنشأه لعبد الرحمن شنجول على لسان المؤيد............................ ٣٢٩

ابن شهيد الوزير : رسالته إلى الناصر في ذكر هديته........................................... ٢٨١

ابن عقال : رسالة إلى الحفصي سلطان إفريقية................................................ ٢٤٨

قطعة من رسالة له.......................................................... ٢٥١

قطعة أخرى............................................................... ٢٥٢

من رسالة إلى صاحبين له.................................................... ٢٤٧

رسالة في ضياع بعض المدن الأندلسية......................................... ٢٥١

رسالة عن أهل شاطبة في تهنئة ابن هود....................................... ٢٥٢

أبو إبراهيم الفقيه : رده على رسالة وصلته من الحكم المستنصر............................... ٢٩٣

أحمد بن شاهين : مقتطفات من رسالته إلى المؤلف............................................. ٩٦

الحكم المستنصر : رسالته إلى الفقيه أبي إبراهيم لتخلفه عن إعذار............................. ٢٩٣

صفوان بن إدريس ، أبو البحر : رسالته في تنافس مدن الأندلس على أمير موحدي........... ١٤٥

طارق بن زياد : خطبته عند دخول الأندلس................................................. ١٩٥

لسان الدين بن الخطيب : رسالة على لسان السلطان في تفضيل الجهاد على الحج............. ١٥٧

رسالته عن الغني بالله إلى المنصور بن قلاوون................................... ٢٥٤

ظهير في تولية علي بن بدر مشيخة الغزاة...................................... ٣٤٨

منذر بن سعيد : خطبته في استقبال وفد الروم.................................. ٢٩٠

٣٥٠

فهرس موضوعات الجزء الأول من كتاب نفح الطيب

مقدمة الناشر

٥

وصف داريا

٨٢

خطبة الكتاب للمؤلف

١٧

المؤلف يصف موقف الوداع

٨٣

حديث المؤلف عن وطنه وحنينه إليه

٢٧

عودة المؤلف إلى مصر وشوقه إلى دمشق

٩٤

وصف أهوال البحر

٤٤

شوق المؤلف إلى دمشق

٩٥

وصف مصر والتمدح بها

٤٥

شروع المؤلف في التصنيف ، ورسالة من الشاهين يحثه على ذلك

٩٦

وصف مصر ونيلها

٤٦

المؤلف يصف رسالة ابن شاهين

٩٧

حج المؤلف وزيارته المدينة ووصفه المشاهد المباركة

٤٩

مقتطفات من رسالة الشاهيني

٩٩

عودة المؤلف إلى مصر وزيارته بين المقدس

٦١

قصيدة للشاهيني

١٠٠

زيارة المؤلف بيت المقدس

٦٣

تصميم المؤلف على استئناف التصنيف

١٠٢

عودة المؤلف إلى مصر وخدمته العلم بالأزهر

٦٣

بدء التأليف

١٠٣

زيارة ثانية إلى القدس ، ثم زيارة إلى دمشق

٦٤

تقدير المؤلف للسان الدين بن الخطيب

١٠٤

وصف دمشق

٦٥

تقدير المؤلف للسان الدين بن الخطيب ، ومدحه النبي والصحابة

١٠٦

ذكر أهل دمشق ومدحهم

٦٨

تقسيم الكتاب وتبويبه

١٠٧

وصف دمشق وذكر محاسنها

٧١

خاتمة المقدمة وذم الدنيا

١١١

تتيم المؤلف بالشام وبوطنه

٧٢

القسم الأول

١١٥

فضل دمشق

٧٣

الباب الأول

١١٧

ذكر المؤلف الأندلس ووصف محاسنها

٧٤

أقوال في مزايا الأندلس

١١٧

اقتراح ابن شاهين على المؤلف تأليف كتاب عن لسان الدين بن الخطيب ، واعتذاره

٧٤

مساحة الأندلس وأبعادها

١١٨

إصرار ابن شاهين وعدم قبوله عذر المؤلف

٧٨

مساحة الأندلس وأبعادها ومناخها

١٢١

اعتذار المؤلف عن الكتابة عن لسان الدين بن الخطيب وأسبابه

٧٨

أول من استوطن الأندلس

١٢٢

اعتزام المؤلف إجابة طلب ابن شاهين وتوديعه الشام ووصفه داريا

٨١

غرائب ما أصيب بالأندلس عند الفتح الإسلامي

١٢٣

موقع الأندلس من الأقاليم

١٢٤

إشبان والخصر عليه السلام

١٢٥

دخول عجم رومة والقوط الأندلس ، ودخول النصرانية إليها

١٢٦

٣٥١

حكم القوط في الأندلس

١٢٧

أبو بكر المخزومي الهجاء والوزير أبو بكر بن سعيد

١٦٠

مناخ الأندلس وخيراتها ومعادنها

١٢٧

أبو بكر المخزومي والشاعرة نزهون الغرناطية

١٦١

خواص طليطلة وبعض حاصلات الأندلس ومعادنها ، ووصف أهلها

١٢٩

عبد الوهاب بن الحسين الحاجب المغني الشاعر

١٦٢

الأندلسيون والأمم المجاورة ونبذة عن خراج الأندلس

١٢٩

بعض عجائب سرقسطة

١٦٤

خبر ابن خلدون عن الأمم التي استوطنت الأندلس ، ووصف غرناطة

١٣٠

السمور بالأندلس

١٦٥

غرناطة وأعمالها

١٣٢

بعض وحش الأندلس وحيوانها وطيورها

١٦٦

شهرة غرناطة وسرقسطة وبرجة

١٣٣

ثمار الأندلس ومعادنها

١٦٧

شهرة برجة ومالقة

١٣٤

بعض مصنوعات الأندلس

١٦٨

وصف مالقة وأشبونة وقرطبة

١٣٤

الآلات الحربية والآثار الأولية بالأندلس

١٦٨

نبذة من قرطبة وشهرتها

١٣٥

ابن سعيد يذكر بعض عجائب الأندلس

١٦٩

إشبيلية وإقليمها

١٣٧

وصف ابن سعيد للأندلس

١٦٩

باجة وجبل طارق

١٣٩

بيلتا طليطلة

١٧١

كورة طليطلة وما اشتهرت به

١٤٠

عود إلى ذكر إشبيلية

١٧٢

مدينة المرية ، وما اشتهرت به

١٤١

ابن سعيد يقارن بين الأندلس وغيرها

١٧٣

شنتره وخصائصها

١٤٢

وصف ابن حوقل لرخاء الأندلس

١٧٤

أقاليم الأندلس ، وكور كل إقليم

١٤٢

ردّ ابن سعيد على ابن حوقل

١٧٥

الجزر البحرية بالأندلس

١٤٢

لمحة من تاريخ الحكم في الأندلس منذ الفتح

١٧٦

خطاب يتضمن المناظرة بين بلاد الأندلس

١٤٥

الوزارة في الأندلس

١٧٨

عود إلى ذكر غرناطة

١٤٩

الكتابة ، والخراج في الأندلس ، القضاء ، والشرطة

١٧٩

ابن جزيّ يصف غرناطة

١٥٠

الحسبة في الأندلس ، الطواف بالليل ، والتدين في الأندلس

١٨٠

وصف قرية نارجة

١٥٠

التسول ، والعلوم والآداب في الأندلس

١٨١

وصف بلنسية

١٥٢

زيّ أهل الأندلس

١٨٢

بعض أعمال بلنسية وبعض متفرجات إشبيلية

١٥٣

نظافة الأندلسيين ، واحتياطهم ، وتدبيرهم ، ومروءاتهم

١٨٣

موسى بن سعيد يعتذر عن مفارقة الأندلس

١٥٤

منهج كتاب المغرب لابن سعيد

١٨٤

وصف شريش وشلب وكورة اشكونية

١٥٥

وصف بعض المؤرخين للأندلس

١٨٤

في بطليوس وشاطبة

١٥٦

مقطعات في وصف الأندلس

١٨٥

كتاب لسان الدين بن الخطيب على لسان سلطانه في تفضيل الجهاد

١٥٧

من خصائص الأندلس

١٨٦

ابن تاشفين يصف الأندلس ويشبهها بالعقاب

١٥٩

٣٥٢

الباب الثاني

١٨٧

سليمان بن عبد الملك ينكل بموسى ابن نصير

٢٢٣

فتح الأندلس وأسبابه

١٨٧

مقتل عبد العزيز بن موسى بن نصير وأسبابه

٢٢٤

رواية ابن خلدون في فتح الأندلس

١٨٩

لمحة عن عبد الرحمن الداخل ، وعود إلى قصة التنكيل بموسى بن نصير

٢٢٥

بعض أمراء الأندلس

١٩٠

قصة التنكيل بموسى بن نصير ونهايته

٢٢٦

ولاة الأمراء وأمراؤها

١٩١

نهاية موسى بن نصير ، وشيء من صفاته

٢٢٧

رواية الحميدي للفتح

١٩٤

ذكر بعض من دخل الأندلس من التابعين

٢٢٩

رجع إلى حديث طارق بن زياد

١٩٥

غنائم الأندلس ، والحديث عن مائدة سليمان

 ٢٣٠

خبر بيت الحكمة الذي كان بالأندلس

١٩٧

القبائل العربية التي نزحت إلى الأندلس واستوطنتها

٢٣١

الكراهية والبغضاء بين المغربيين والأندلسيين

١٩٧

أسماء من حكم الأندلس من العرب

 ٢٣٧

حكاية ابنة ملك قادس وعمل الرحيّ واتخاذ الطلسم

١٩٨

الوزير أبو الحزم بن جهور

٢٣٩

فتح لذريق بيت الحكمة ، وما وجد فيه

١٩٩

كتاب أبي مطرف بن عميرة لأبي جعفر بن أمية

 ٢٤٠

ابن حيان يتحدث عن فتح الأندلس ويذكر أمراءها

٢٠٠

كتاب أبي المطرف إلى سلطان أفريقية

 ٢٤٣

ملخص خبر الفتح من الكتاب الخزائني

٢٠١

من خطاب لأبي المطرف إلى بعض ذوي الألباب

 ٢٤٥

رواية الرازي في شأن الفتح

٢٠٩

رسالة من أبي المطرف إلى أبي الحسن الرعيني

 ٢٤٦

رواية ابن حيان في فتح طليطلة

٢١٢

من رسائل أبي المطرف أيضا

 ٢٤٧

شأن أولاد غيطسة ، وخبر سارة بنت ألمند القوطية

٢١٣

ترجمة أبي المطرف بن عميرة

 ٢٤٨

بعض أخبار القوطية سارة بنت ألمند

٢١٤

رسالة لأبي المطرف

 ٢٥١

حسد موسى بن نصير طارقا واشتراكه في الفتح

٢١٥

رسالة أبي المطرف إلى ابن هود

 ٢٥٣

موسى بن نصير وفتح الأندلس

٢١٦

رسالة صاحب الأندلس إلى أحمد بن قلاوون بقلم لسان الدين بن الخطيب

 ٢٥٤

فتح موسى للأندلس ، ثم نكبته ، ومائدة سليمان

٢١٧

الباب الثالث دولة بني أمية بالأندلس

 ٢٥٨

مائدة سليمان ، ثم رجع إلى رواية ابن حيان في الفتح

٢١٧

عبد الرحمن الداخل

 ٢٥٨

رجع إلى رواية ابن حيان في الفتح

٢١٨

وصف أبي جعفر المنصور لعبد الرحمن الداخل

٢٦١

انتصارات موسى وابنه عبد الأعلى

٢١٩

المنصور يبعث العلاء بن مغيث اليحصبي

انتصارات موسى ، ثم عودته إلى المشرق

٢٢٠

اسماء من دخل الأندلس من الصحابة والتابعين

٢٢١

عود إلى عودة موسى إلى الشام

٢٢٣

٣٥٣

ليدعو للمنصور فينتصر عليه عبد الرحمن ويقتله

٢٦١

أخبار في سيرة المنصور

٣١٧

هرب عبد الرحمن من الشام ووصوله إلى الأندلس

٢٦٢

أمثلة من عدل المنصور بن أبي عامر

٣١٨

هشام بن عبد الرحمن الداخل

٢٦٣

دهاء المنصور بن أبي عامر

٣٢٠

الحكم بن هشام

٢٦٦

غزو المنصور لمدينة شنت ياقب

٣٢٢

حروب الحكم وفتوحه

٢٦٧

أخبار المنصور (من كتاب الأزهار المنثورة)

٣٢٤

صفات الحكم

٢٦٨

عود إلى أخبار المنصور (من المطمح)

٣٢٦

آثار الحكم في الدولة

٢٦٨

ولاية عبد الملك المظفر بن المنصور ، ثم ولاية عبد الرحمن الناصر لدين الله

٣٢٨

من أخبار الحكم

٢٦٨

ولاية عبد الرحمن بن المنصور بن أبي عامر

٣٢٩

عبد الرحمن بن الحكم

٢٧٠

خلع هشام المؤيد وبيعة محمد بن هشام المهدي بالله

٣٣٠

محمد عبد الرحمن

٢٧٤

ثورة سليمان المستعين على المهدي

٣٣١

ولاية المنذر بن محمد ، ثم عبد الله بن محمد

٢٧٦

شعر للمستعين

٣٣٢

عبد الرحمن الناصر

٢٧٧

بنو حمود

٣٣٣

هدية ابن شهيد للناصر

٢٧٩

خلافة المستظهر عبد الرحمن بن هشام الأموي

٣٣٧

غزوات الناصر

٢٨٤

انقطاع الدولة الأموية وظهور ملوك الطوائف

٣٣٨

وفود دول النصرانية على الناصر

٢٨٥

بنو عباد ، وبنو جهور

٣٣٩

ترجمة منذر بن سعيد البلوطي (عن المغرب)

٢٩٠

بنو ذي النون

٣٤٠

ترجمة منذر بن سعيد (في المطمح)

٢٩٢

بنو هود

٣٤١

رجع لأخبار الناصر لدين الله

٢٩٣

بنو الأفطس

٣٤١

الحكم المستنصر بالله

٢٩٧

يعقوب المنصور بن يوسف ملك الموحدين وغزو الأرك

٣٤٢

صفات المستنصر ، وغايته بالكتب

٣٠٧

بين صلاح الدين الأيوبي ويعقوب الموحدي

٣٤٣

وفاة المستنصر ، وولاية هشام بن الحكم وتسلط ابن أبي عام

٣٠٨

الناصر بن يعقوب الموحدي

٣٤٣

ترجمة المنصور بن أبي عامر من كلام ابن سعيد

٣١٠

دولة بني الأحمر

٣٤٤

ترجمة الحاجب المصحفي (عن المطمح)

٣١٣

شيخ الغزاة أيام بني الأحمر

٣٤٨

ترجمة ابن أبي عامر المنصور (عن المطمح)

٣١٤

تم فهرس الجزء الأول من كتاب نفح الطيب

٣٥٤