تراثنا ـ العددان [ 32 و 33 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 32 و 33 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢

١٨ ـ جواب الملاحدة في قدم العالم.

١٩ ـ الفصول المختارة من العيون والمحاسن (مطبوع).

راجع = الشيخ المفيد ، (العيون والمحاسن).

٢٠ ـ كتاب في أقوال المنجمين = (النجوم والمنجمون ـ الغدير ، ٤ / ٢٦٥ ، تأسيس الشيعة / ٣٩٢) = (الرد على المنجمين ـ الذريعة ، ١٠ / ٢٢٩ ، وقال : هو عندي).

وطبع في رسائل المرتضى ، ٢ / ٣٠١ ـ ٣١٢ بعنوان : «مسألة في الرد على المنجمين».

٢١ ـ تنزيله الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام (مطبوع).

٢٢ ـ معنى العصمة.

٢٣ ـ رسالة في العصمة.

طبعت ملحقة بأمالي المرتضى ، ط. مصر ـ ٢ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، ورسائل المرتضى ، ٣ / ٣٢٥ ، ٣٢٧.

٢٤ ـ مسألة في تفضيل لأنبياء على الملائكة.

طبعت ملحقة بالأمالي ، ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٩ ، ورسائل المرتضى ، ٢ / ١٥٥ ـ ١٦٦.

٢٥ ـ المنع عن تفضيل الملائكة على الأنبياء.

طبع ضمن مجموعة أربع رسائل للشريف المرتضى ـ النجف الأشرف ـ مطبعة الآداب ـ ١٣٨٦ / ١٩٦٦ ، ورسائل المرتضى ، ٢ / ١٦٩ ـ ١٧٤.

٢٦ ـ الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة (مطبوع).

وهو نقض لكتاب الإمامة ، من أجزاء كتاب «المغني» في مباحث التوحيد والعدل ، الموسوعة الشهيرة تأليف القاضي عبد الجبار المعتزلي.

٢٧ ـ جواب بعض المعتزلة في أن الإمامة لا تكون إلا بالنص.

حيث إنهم ينكرون ذلك ، قال في الذريعة ، ٥ / ١٧٩ : مبسوط في مائة

١٠١

صفحة.

٢٨ ـ المسائل الباهرة في العترة الطاهرة.

طبع ضمن رسائل المرتضى ، ٢ / ٢٥١ ـ ٢٥٧ ، ولكن العنوان : الرسالة الباهرة في ...

٢٩ ـ المقنع في الغيبة.

حققه السيد محمد علي الحكيم ونشره في العدد ٢٧ من مجلة «تراثنا».

٣٠ ـ الوجيز في الغيبة.

طبع في بغداد بأول المجموعة الرابعة من «نفائس المخطوطات» بعنوان : مسألة وجيزة في الغيبة.

طبع في قم ضمن المجموعة الثانية من رسائل المؤلف.

وكان قد طبع ضمن مجموعة «كلمات المحققين» ، طبع الحجر ـ إيران ـ سنة ١٣١٥ / ١٨٩٧ ـ ١٨٩٨ ، ص ١٩٥ ـ ١٩٧ بعنوان : «رسالة في غيبة الحجة» ثم طبع طبعة حجرية أخرى في إيران ـ سنة ١٣١٩ / ١٩٠١ على هامش تعليقة الشيخ محمد كاظم الخراساني على رسائل الشيخ الأنصاري.

٣١ ـ الانتصار لما انفردت الإمامية به (في الفقه) (مطبوع).

٣٢ ـ الموضح عن جهة إعجاز القرآن.

٣٣ ـ النقض (الرد) على ابن جني في الحكاية والمحكي.

وهو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي ثم البغدادي (نحو ٣٢٧ / ٩٣٩ ـ ٣٩٢ / ١٠٠٢) من أئمة الأدب والنحو واللغة.

٣٤ ـ الغرر والدرر = الأمالي (مطبوع).

وهي مجالس أملاها الشريف المرتضى ، فيها : التفسير ، والكلام ، واللغة ، والأدب ، والنحو ، قال ابن خلكان والقفطي واليافعي : «كتب ممتع ،

١٠٢

يدل على فضل كثير وتوسع في الاطلاع على العلوم» (٧١)

٣٥ ـ إبطال القياس.

ذكره محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة «الأمالي» ١ / ١٢ ، عن الذهبي.

قال الذهبي : «وكتاب في إبطال القياس» (٧٢).

٣٦ ـ مسألة في التوبة.

(٦)

وقد جاء ضمن المجموعات الأربع لرسائل الشريف المرتضى رسائل لم أجد عناوينها فيما ذكرت ، أذكرها كملحق لهذه القائمة.

١ ـ مسألة في المنامات.

رسائل المرتضى ، ٢ / ٩ ـ ١٤ ، وجاء في أولها أنها سادسة المسائل التي سأله عنها السائل.

٢ ـ مسألة في وجه العلم بتناول الوعيد كافة الكفار.

رسائل المرتضى ، ٢ / ٨٥ ـ ٨٦.

٣ ـ مسألة في نفي الحكم بعدم الدليل عليه.

رسائل المرتضى ، ٢ / ١٠١ ـ ١٠٤.

__________________

(٧١) وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣ ، إنباه الرواة ، ٢ / ٢٥٠ ، مرآة الجنان ، ٣ / ٥٥ ، غربال الزمان / ٣٥٦.

وراجع وصف محقق الأمالي محمد أبو الفضل إبراهيم للكتاب ـ مقدمة الأمالي ١ / ١٨ ـ ١٩٩.

(٧٢) سير أعلام النبلاء ، ١٧ / ٥٨٩.

(٧٣) الأعلام ط ٣ ـ ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، معجم المؤلفين ، ٤ / ٢٠ ـ ٢٣ ، والمصادر المشار إليها فيهما.

١٠٣

٤ ـ مناظرة الخصوم وكيفية الاستدلال عليهم.

رسائل المرتضى ، ٢ / ١١٧ ـ ١٣٠.

٥ ـ مسألة في أحكام أهل الآخرة.

رسائل المرتضى ، ٢ / ١٣٣ ـ ١٤٣.

٦ ـ مسألة في توارد الأدلة.

رسائل المرتضى ، ٢ / ١٤٧ ـ ١٥٢.

جاء في أولها قول السائل : «وجدت كل المتكلمين قالوا في كتبهم ، حتى سيدنا كبت الله أعداءه ، الذي هو إمامهم والكاشف عما يلبس عليهم (...) ولا يعلم بدليل أبي علي بن سينا ...».

وفي هذا دلالة على أن الصلة الفكرية بين الفلسفة والكلام كانت قائمة يومذاك ، والمشار إليه هو : الحسين بن عبد الله ، الشيخ الرئيس ، أبو علي بن سينا (٣٧٠ / ٩٨٠ ـ ٤٢٨ / ١٠٣٧) الفيلسوف ، الطبيب ، الرياضي ، المشارك في كافة العلوم العقلية (٧٣).

وفي هذا دلالة على الصلة حتى بين المتعاصرين.

٧ ـ أجوبة المسائل القرآنية.

رسائل المرتضى ، ، ٣ / ٨ ـ ١٢٠.

وفيه : «وسأله ـ قدس الله روحه ـ أبو القاسم علي بن عبد الله بن الشبيه العلوي الحسني» (٧٤).

والمطبوع بحاجة إلى تصحيح وتعديل ، لأنه هو :

علي بن [أبي محمد عبيد الله] (٧٥) عبد الله بن الحسين بن علي [الأحول] ابن الحسين بن زيد [الشبيه النسابة] بن علي بن الحسين بن زيد بن علي

__________________

(٧٤) رسائل المرتضى ، ٣ / ١٠٣ ، وراجع ، ٣ / ١٠٥ ، ١٢٥.

(٧٥) عمدة الطالب ـ ط. ٢ ـ / ٢٧٨ ـ ٢٨٥ فقط.

١٠٤

ابن الحسين عليهما‌السلام ، أبو القاسم العلوي الحسيني ، ابن الشبيه (٣٦٠ / ٩٧١ ـ ٤٤١ / ١٠٤٩).

قال الخطيب : كتبت عنه وكان صدوقا دينا ، حسن الاعتقاد ، يورق بالأجرة ، ويأكل من كسب يده ، ويواسي الفقراء من كسبه.

أخبرنا أبو القاسم بن الشبيه ، أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ ، أخبرنا محمد بن القاسم ، حدثنا زكريا المحاربي ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا علي ابن هاشم ، ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب : أن النبي ، صلى الله عليه [وآله] وسلم رأى الحسن بن علي فقال : «اللهم إني أحبه ، وأحب من يحبه».

سألته عن مولده فقال : ولدت في ليلة عيد الأضحى من سنة ستين وثلاثمائة [١٠ / ١٢ / ٣٦٠ ه] ومات في العشر الأول من رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة (٧٦).

وفيه : «سأل الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن ابن أحمد بن القاسم العلوي المحمدي النقيب ، السيد الأجل المرتضى ...» (٧٧).

وهذا أيضا لا بد له من تعديل ، لأنه هو :

أبو محمد الحسن بن (أبي الحسن) أحمد بن القاسم بن محمد (العويد) بن علي بن عبد الله (رأس المذري) (٧٨) بن جعفر (الثاني) بن عبد الله ابن جعفر بن محمد ابن الحنفية.

قال ابن عنبة : وهو السيد الجليل النقيب المحمدي ، كان يخلف

__________________

(٧٦) تاريخ بغداد ، ١٢ / ٩ = ٦٣٦٥ ، المنتظم ، ٨ / ١٤٢ ـ ١٤٣ = ١٩٧ ، المجدي في النسب / ١٦٤ ـ ١٦٥ ، تهذيب الأنساب / ٢٠٧.

(٧٧) رسائل المرتضى ٣ / ١١٧.

(٧٨) في المجدي والتهذيب : المدري.

١٠٥

المرتضى على النقابة ببغداد ، له عقب يعرفون ببني النقيب المحمدي ، كانوا أهل جلالة وعلم ورواية ونسب ، ثم انقرضوا (٧٩).

وقال النجاشي : الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عليه‌السلام ، الشريف النقيب ، أبو محمد ، سيد في هذه الطائفة ، غير إني رأيت بعض أصحابنا يغمز عليه في بعض رواياته. له كتب منها [ثم ذكر له ثلاثة كتب] قرأت عليه فوائد كثيرة ، وقرئ عليه وأنا أسمع ، مات ... (٨٠).

وقال شيخ الطائفة ـ في طريقه إلى الفضل بن شاذان ـ : وأخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم العلوي المحمدي ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الفضل ابن شاذان (٨١)

٨ ـ أجوبة مسائل متفرقة من الحديث وغيره.

رسائل المرتضى ، ٣ / ١٢٣ ـ ١٥١.

٩ ـ مسألة في من يتولى غسل الإمام.

رسائل المرتضى ، ٣ / ١٥٥ ـ ١٥٧.

١٠ ـ مسألة في الحسن والقبح العقلي.

رسائل المرتضى ، ٣ / ١٧٧ ـ ١٨٠.

__________________

(٧٩) عمدة الطالب ـ ط ١ ـ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ـ ط ٢ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ، الفصول الفخرية / ١٩٨ ـ ١٩٩ ، موارد الإتحاف في نقباء الأشراف ، ١ / ٢٩ ـ ٣٠.

وهذا مأخوذ بمضمونه من المجدي / ٢٢٩ ، تهذيب الأنساب / ٢٦٧ ـ ٢٦٨.

(٨٠) النجاشي / ٦٥ = ١٥٢ ، وسقط تاريخ الوفاة. وفي النسب إما اختصار أو سقط ، مجمع الرجال ، ٢٠ / ٩٧ ، معجم رجال الحديث ، ط ١ ـ ٤ / ٢٩٢ ـ ٢٩٩٣ = ٢٧١٤ ـ ط ٢ ـ ٤ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ = ٢٧١٣.

(٨١) التهذيب ، المشيحة (ملحق الجزء العاشر) / ٨٦ ـ ٨.

١٠٦

١١ ـ مسألة في خلق الأفعال.

رسائل المرتضى ، ٣ / ١٨٩ ـ ١٩٧.

١٢ ـ مسألة في علة خذلان أهل البيت عليهم‌السلام وعدم نصرتهم [من الله تعالى].

رسائل المرتضى ، ٣ / ٢٠٩ ـ ٢٢٠.

١٣ ـ مسألة في علة مبايعة أمير المؤمنين عليه‌السلام أبا بكر.

رسائل المرتضى ، ٣ / ٢٤٣ ـ ٢٤٧.

١٤ ـ مسألة في الجواب عن الشبهات الواردة لخبر الغدير.

رسائل المرتضى ، ٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٤.

١٥ ـ مسألة في نفي الرؤية [لله تعالى] رسائل المرتضى ، ٣ / ٢٨١ ـ ٢٨٤.

١٦ ـ مسألة في علة امتناع علي عليه‌السلام عن محاربة الغاصبين لحقه بعد الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

رسائل المرتضى ، ٣ / ٣١٧ ـ ٣٢١.

١٧ ـ مسألة في معجزات الأنبياء عليهم‌السلام.

رسائل المرتضى ، ٤ / ٢٧٩ ـ ٢٩٩.

وهو تعقيب على كلام للقاضي عبد الجبار.

١٨ ـ مسال شتى / ٢٢ مسألة.

رسائل المرتضى ، ٤ / ٣١٩ ـ ٣٥٥.

١٩ ـ إنكاح أمير المؤمنين عليه‌السلام ابنته من عمر.

طبع مستقلا ، وقد حكاه ابن الجوزي في المنتظم ، في ترجمة الشريف المرتضى ، ٨ / ١٢١ ـ ١٢٥ ، وبينه وبين المطبوع بعض الاختلاف.

١٠٧

(٧)

وللشريف المرتضى مجموعة كبيرة من أجوبة المسائل التي كانت ترد عليه ، نذكرها لنفس ما بيناه حينما ذكرنا أجوبة الشيخ المفيد :

١ ـ المسائل الواسطية ـ وهي مائة مسألة.

وواسط من أشهر المدن الإسلامية في العراق ، ولا تزال أطلالها قائمة.

وطبعت في رسائل المرتضى ، ٤ / ٣٩ ـ ٤٤ بعنوان : «جوابات المسائل الواسطيات» وتبدأ من المسألة الخامسة إلى الثانية عشرة.

٢ ـ المسائل البادرائيات ـ وهي ٢٤ مسألة.

وبادرايا : بلد من نواحي واسط ، قرب بندنيجين ـ مندلي حاليا في العراق (٨٢).

٣ ـ ٥ المسائل الموصليات :

الأولى : ثلاث مسائل في الاعتماد ، والوعيد ، والقياس.

الثانية : ١١٠ مسألة في الفقه ـ وقد وردت على الشريف المرتضى في ربيع الأول سنة ٤٢٠ / ٣ ـ ٤ سنة ١٠٢٩ (٨٣).

الثالثة : ٩ مسائل في الفقه.

والموصل من أشهر المدن العراقية.

وطبعت الثانية والثالثة في رسائل المرتضى بعنوان : «جوابات المسائل الموصليات» الثانية ، ١ / ١٦٩ ـ ١٩٦ ، الثالثة ، ١ / ٢٠١ ـ ٢٦٦.

__________________

(٨٢) معجم البلدان ، ١ / ٣١٦ ـ ٣١٧ ، بلدان الخلافة الشرقية ـ بالإنجليزية ـ / ٦٣ ، ٨٠.

(٨٣) الانتصار / ٦.

١٠٨

٦ ـ المسائل الطوسية ـ خمس مسائل.

وطوس من أشهر مدن خراسان.

٧ ـ المسائل الجرجانية.

٨ ـ المسائل الديلمية.

٩ ـ المسائل الرازية / ١٤ مسألة في مواضيع كلامية.

وطبعت في رسائل المرتضى ، ١ / ٩٦ ـ ١٣٢ ، ولكنها ١٥ مسألة. وراجع الذريعة ، ٥ / ٢٢١ = ١٠٥٥.

والري من أشهر مدن إيران المركزية ، وقد طمست أطلالها بقيام طهران وضواحيها.

١٠ ـ المسائل الدمشقية.

وهي المسائل الناصرية الثانية. وجاء ضمن : «أجوبة مسائل متفرقة من الحديث وغيره» في رسائل المرتضى ، ٣ / ١٢٣ ـ ١٥١ : «مسألة في الرجعة من جملة الدمشقيات» ، ٣ / ١٣٥.

١١ ـ المسائل الصيداوية.

وصيدا من أشهر مدن الشام ـ لبنان حاليا ـ.

١٢ ـ ١٤ ـ المسائل الحلبية.

الأولى : وهي ثلاث مسائل.

الثانية : وهي ثلاث مسائل أيضا.

الثالثة : وهي ٣٣ مسألة.

وحلب من أشهر مدن الشام ـ سوريا حاليا ـ.

١٥ ـ ١٨ ـ المسائل الطرابلسيات :

الأولى : وهي ١٧ مسألة.

الثانية : وهي ١٢ مسألة.

الثالثة : وهي ٢٣ مسألة. وردت في شعبان ٤٢٧ ه /

١٠٩

٦ (حزيران) / ١٠٣٦ م (٨٤).

الرابعة : ٢٥ مسألة. وكلها في مواضيع كلامية.

١٩ ـ المسائل الميافارقية.

وهي إما ١٠٠ ، أو ٦٦ مسألة ، وجاء في رسائل المرتضى ، ١ / ٢٧١ ـ ٣٠٦ : «جوابات المسائل الميافارقيات» وفيها ٦٦ مسألة.

وراجع حول ميافارقين : الشيخ المفيد ، أجوبة المسائل = ١٦.

٢٠ ـ ٢٢ ـ المسائل المصريات :

الأولى : وهي خمس مسائل ، وصورة الأسئلة ـ كما جاء في فهرست البصروي ، مقدمة ديوان المرتضى ، ١ / ١٢٨ ـ كما يلي :

١ ـ هل العلوم أن يحصل [؟ التي تحصل] للعاقل عند إدراك المدركات ، الطريق إليها الادراك أو بجريان العادة؟.

٢ ـ هل الطريق بالعلم بأن للنار أفعالا لا يمكن أن يكون طريقا بأن النار فاعلة؟ [خلافا لمن قال بأن لا فاعل إلا الله سبحانه؟].

٣ ـ هل جميع الدلائل تدل من حيث تستند إلى علوم ضرورية ، أو الدلائل على ضربين؟.

٤ ـ هل يجوز أن تقع الأفعال من العقلاء لأجل الداعي والصوارف وتمتنع لأجلها ، ولا يعلم العاقل نفس الداعي والصارف؟.

٥ ـ الكلام في كيفية مضادة السواد للبياض.

الثانية : وهي ٩ مسائل.

الثالثة : وهي ٧ مسائل.

جاء ضمن رسائل المرتضى ، ٤ / ١٧ ـ ٣٥ : «جوابات المسائل

__________________

(٨٤) وهذه المسائل الثلاث السائل فيها هو الشيخ أبو الفضل إبراهيم بن الحسن الاباني الساكن بطرابلس (طبقات أعلام الشيعة ، الخامس / ١ ـ ٢ ، الذريعة ، ٥ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ = ١٠٧٩) ، ولعل الرابعة أيضا له.

١١٠

المصريات» وجاء في أولها : «ما وجد من المسائل الواردة من النيل وجوابها ، سوى ما شذ منها» (٨٥) وتبدأ من المسألة السادسة ، وتنتهي بالسابعة والعشرين.

أقول : لا شك أن للشريف المرتضى جوابات المسائل المصريات ، والأولى والثانية ذكرهما النجاشي وشيخ الطائفة ، وفصلها البصروي ، ويقول شيخنا الرازي : إن الأولى موجودة ، وهي خمس مسائل ، وذكر عناوينها ـ كما حكيته عن البصروي ـ (٨٦).

ولكن المطبوع هنا صرح في أوله أن المسائل وردت من النيل ، وليس المقصود منها نيل مصر ونهرها الشهير ، بل بليدة كانت في سواد الكوفة قرب حلة بني مزيد ، على شاطئ نهر يتخلج من الفرات العظمى ، حفره الحجاج ابن يوسف (٨٧).

وعدد المسائل في الذي جاء ضمن رسائل المرتضى ، يختلف عما ذكر في المصرية الموجودة.

٢٣ ـ المسائل الرمليات.

والرملة : مدينة بفلسطين لا تزال قائمة. وهي سبع مسائل :

١ ـ مسألة في الصنعة والصانع.

٢ ـ مسألة في الجوهر وتسميته جوهرا في العدم [أي : هل المعدوم يسمى جوهرا؟].

٣ ـ مسألة في عصمة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من

__________________

(٨٥) رسائل المرتضى ، ٤ / ١٧.

(٨٦) الذريعة ، ٥ / ٢٣٤ = ١١٢٥ ، ١١٢٦ ، ٢٠ / ٣٦٧.

(٨٧) معجم البلدان ، ٥ / ٣٣٤ ، مراصد الاطلاع ، ٣ / ١٤١٣ ، الأنساب ، ٥٧٤ / ب ، اللباب ، ٣ / ٣٤٢ ، الروض المعطار / ٨٥٦ ، ابن خلكان ، ٣ / ٣٩٨ ، الطبري ، ٣ / ١٩٣٢ ، بلدان الخلافة الشرقية ـ بالإنجليزية ـ / ٧٢ ، ٧٣ ، ٨٠.

١١١

السهو.

٤ ـ مسألة في الإنسان.

٥ ـ مسألة في المتواترين ، ومسألتان في بعض مسائل الفقه.

ولكن جاء في رسائل المرتضى ، ٤ / ٥٧ ـ ٥٠ : «لمسائل الرملية» وهما مسألتان فقهيتان فحسب!

٢٤ ـ المسائل المحمديات.

وهي ثلاث مسائل ، ولكن جاء في الذريعة ، ٥ / ٢٣٢ = ١١١٧ : «جوابات المسائل المحمدية» ، وأنها خمس مسائل ، وعددها وذكر المسؤول عنه فيها.

٢٥ ـ المسائل السلارية.

هي التي سألها تلميذه أبو علي سلار [سالار = حمزة] بن عبد العزيز الديلمي (ـ ٤٤٨ / ١٠٥٦).

٢٦ و ٢٧ ـ المسائل الرسية.

وهي أجوبة المسائل التي سألها السيد الشريف الفاضل أبو الحسن المحسن بن محمد بن الناصر الحسيني الرسي.

قال ابن إدريس في «رسالة المضايقة» : «وكان هذا السيد مدققا ، عالما ، فقيها ، حاذقا ، ملزما لخصمه محتجا عليه بما لا يكاد يتفصى منه إلا من كان في درجة السيد المرتضى» كما حكاه عنه في الذريعة ، ٥ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ = ١٠٥٥.

الأولى : وهي ٢٨ مسألة طبعت في رسائل المرتضى ، ٢ / ٣١٥ ـ ٣٧٩ ، جاء في آخرها : وكان الفراغ من جواب هذه المسائل في اليوم التاسع من المحرم من سنة تسع وعشرين وأربعمائة [٢٢ / ١٠ / ١٠٣٧ م].

والثانية : وهي خمس مسائل. طبعت في رسائل المرتضى ، ٢ / ٣٨٣ ـ ٣٩١.

١١٢

الذريعة ، ٥ / ٢٢١ ، ٢٢٢.

٢٨ ـ المسائل التبانية وهي «جوابات المسائل التبانيات» ويحيل عليها الشريف المرتضى في الرد على أصحاب العدد : «في جواب مسائل أبي عبد الله التبان ، رحمه‌الله».

رسائل المرتضى ، ١ / ١٩ ، ٣ / ٢٠٢.

وهي المسائل التي سألها محمد بن عبد الملك بن محمد ، أبو عبد الله التبان البغدادي (ـ ٤١٩ / ١٠٢٨).

قال النجاشي : كان معتزليا ثم أظهر الانتقال إلى التشيع. وله كتب (٨٨).

__________________

(٨٨) النجاشي / ٤٠٣ = ١٠٦٩ ، مجمع الرجال ، ٥ / ٢٥٥ ، معجم رجال الحديث ، ١٦ / ٢٩٣ ، المنتظم ، ٨ / ٣٨ ، هدية العارفين ، ٢ / ٦٣ ، معجم المؤلفين ، ١٠ / ٢٥٨.

١١٣

أهم مصادر ترجمة الشريف المرتضى :

الطوسي ، الفهرست / ٩٩ ـ ١٠٠ ، الرجال / ٤٨٤ ـ ٤٨٥ ، النجاشي / ٢٧٠ ـ ٢٧١ = ٧٠٨ ، معالم العلماء ، / ٦١ ـ ٦٣ ، مجمع الرجال ٤ / ١٨٩ ـ ١٩١ ، تنقيح المقال ، ٢ ـ ١ / ٢٨ ـ ٢٨٥ ، معجم رجال الحديث ، ١١ / ٣٩٤ ، ٣٩٨ ، أمل الآمل ٢ / ١٨٢ ـ ٢٨٥ ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥١٥ ـ ٥١٧ ، روضات الجنات ، ٤ / ٢٩٤ ـ ٣١٢ ، الدرجات الرفيعة / ٤٥٨ ـ ٤٦٦ ، تاريخ بغداد ، ١١ / ٤٠٢ ـ ٤٠٣ ، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ق ٤ ـ مج ٢ / ٤٦٥ ـ ٤٧٥ ، الباخرزي ، دمية القصر ، ١ / ٢٩٩ ـ ٣٠٣ = ٨ ، ابن خلكان ، ٣ / ٣١٣ ـ ٣١٧ ، معجم الأدباء ٥ / ١٧٣ ـ ١٧٩ ، إنباه الرواة ، ٢ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠ ، الوافي بالوفيات ، ٢١ / ٦ ـ ١١ = ٢ ، ابن الفوطي ، تلخيص. مجمع الآداب في معجم الألقاب (علم الهدى) ٤ ـ ١ / ٦٠٠ ـ ٦٠٢ ، (اللام والميم) (المرتضى) ٥ / ٤٨٧ ـ ٤٨٨ = ١٠٢٦ ، بغية الوعاة ٢ / ١٦٢ ، المنتظم ، ٨ / ١٢٠ ـ ١٢٦ ، سير أعلام النبلاء ، ١٧ / ٥٨٨ ـ ٥٩٠ = ٣٩٤ شذرات الذهب ، ٣ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، مرآة الجنان ، ٣ / ٥٥ ٥٧ ، لسان الميزان ، ٤ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، الأعلام ـ ط ٣ ـ ٥ / ٨٩ ، معجم المؤلفين ، ٧ / ٨١ ـ ٨٢ الدكتور عبد الرزاق محيي الدين ، أدب المرتضى (مطبعة المعارف ـ بغداد ـ ١٩٥٨) ، هدية العارفين ، ١ / ٦٨٨ ، رجال بحر العلوم ، ٣ / ٨٧ ـ ١٥٥ ، عمدة الطالب / ١٩٣ ـ ١٩٥ ، أعيان الشيعة (ط. دار التعارف) ٨ / ٢١٣ ـ ٢١٩ ، الغدير ، ٤ / ٢٦٢ ـ ٢٩٩ ، محمد أبو الفضل إبراهيم ، مقدمة الأمالي ، ١ / ٣ ـ ٢٦ ، الشيخ محمد رضا الشبيبي ، والدكتور مصطفى جواد ، ورشيد الصفار ، مقدمة ديوان المرتضى في ١٤٤ صفحة ، السيد محمد رضا الخرسان ، مقدمة الانتصار في ٦١ صفحة ، وصديقي العلامة البحاثة السيد عبد العزيز الطباطبائي ، لا عدمته ولا حرمته ، «الغدير في التراث الإسلامي».

١١٤

موجز تاريخ الطباعة

لمحة سريعة

في تأريخ ظهور الكتابة والورق والطباعة

عبد الجبار الرفاعي

الكتابة وعاء الحضارة

الكتابة من أعظم تجليات الوعي البشري ، الذي عبر عن تفوق الإنسان على المخلوقات الأخرى الكثيرة التي تعيش معه على الأرض.

من خلال الكتابة تفرد الإنسان بحفظ تأريخه ، ونقل تراثه الممتد في تجاربه الأولى إلى حاضره ، واحتضانه وحراسته وحمله إلى مستقبله وأجياله الآتية ، فلولا الكتابة لما وصلنا خبر الحضارات القديمة ، ولا إنجازاتها وآدابها وفنونها ، وهكذا لولا الكتابة لاندثر تأريخ النبوات وباد تراثها المقدس ، وتوارى دورها وعطاؤها في تأريخ البشرية.

كما أن التشويهات والتحريفات التي تعرض لها تراث النبوات ، هو أحد نتائج عدم مراعاة ضوابط وأصول الكتابة الصحيحة ، لأن الحركات التحريفية تعمد دائما إلى تعطيل الدور الحضاري الذي تضطلع به الكتابة في التوثيق ، وتحولها إلى أداة للتزييف والتضليل والتجهيل.

ويمكن القول بأن الحركة التكاملية في المعرفة البشرية ، والتطور المتواصل في البحث العلمي ، وتراكم اكتشافات الإنسان للطبيعة والقوانين ـ التي تتحكم بها ـ والفضاء من حولها ، لم يكن أن يتحقق شئ من ذلك ، لو

١١٥

لم يبتكر الإنسان الكتابة ، ويسجل بواسطتها المعارف والخبرات والقوانين التي يكتشفها ، فيحفظها ويصنفها ويبقى على صلة مستمرة بها ، ينقحها ويصححها ويضيف إليها ، ومن ثم يسلمها لمن يخلفه من الأجيال اللاحقة ، لكي تستلهم منها ، وتتكئ عليها في كل خطوة تخطوها نحو التكامل.

ولذلك أضحت الكتابة منذ أن اعتمدها الإنسان القناة الأساسية لنقل المعرفة وحفظها ، والجسر الذي عبرت منه الحضارات ونتاجاتها نحو الزمن الآتي ، حيث يجري هضمها واستيعاب معطياتها وإعادة تركيبها وتكييفها في ضوء متطلبات الواقع المتجدد.

لقد كانت الكتابة رمزا للتفكير ، وشفرة للحضارة ، فالشعوب التي لم تكتشف الكتابة حتى وقت متأخر من حياتها ، انخفض إسهامها في حركة التطور والاكتشاف ، لأن التطور يقوم على التراكم المعرفي ، ولا سبيل لتجميع وحفظ وتراكم المعارف من دون كتابة.

من هنا اتفق الباحثون في التأريخ القديم على أن «ظهور الكتابة هو الحد الذي يعين بداية التأريخ ، تلك البداية التي يتراجع عهدها كلما اتسعت معارف الإنسان بآثار الأولين» (١).

ويظل الشعب الذي احتضن التجربة الأولى للكتابة ، هو الشعب الشاهد على بداية التأريخ ، والمحقق لأعظم إنجاز عرفته البشرية في وقت مبكر من عصورها التأريخية.

ولئن كان أول من ترك لنا تراثا مهما مكتوبا هم السومريون ، كما يذهب معظم الباحثين في تأريخ ظهور الكتابة أو غيرهم ، فإننا يمكن أن نقول بوضوح : بأن أول من كتب هو أول من وعى الحياة وعيا آخر لم يشهده من سبقه ، وبتعبير آخر :

__________________

(١) ديورانت ، ول وايريل. قصة الحضارة. ترجمة : د. زكي نجيب محمود. بيروت : دار الجيل ، ١٤٠٨ ه = ١٩٨٨ م ، ١ : ١٨٤.

١١٦

إن الوعي الحقيقي بالتأريخ تشكل مع اكتشاف الإنسان للكتابة ، بينما كان الإنسان قبل ذلك يعيش انقطاعا عن أمسه ، لكن الكتابة استدعت التأريخ فجعلته حاضرا بين يديه ، ولم يعد الماضي غائبا عن الذاكرة ، وإنما صار الزمان بساطا واحدا ممتدا ، بعد أن حولت الكتابة ماضيه إلى حاضر.

ظهور الكتابة والمكتبات

ذهب الكثير من الباحثين إلى أن السومريين هم أول من ترك لنا تراثا واسعا مكتوبا ، بل انتهى معظم الباحثين إلى أن الكتابة ظهرت في الحضارة السومرية ، واستعملت على نطاق واسع ، فقد «عرفت الحاضرة العراقية الوركاء (أوروك تقع في جنوب شرقي السماوة) ، وقبل أية منطقة في العالم أصول التدوين ، وذلك قبل أكثر من خمسة آلاف سنة ، حيث عثر في الطبقة الرابعة » ب «من المدينة المذكورة وفي أحد معابدها على أكثر من ألف رقيم طيني ، تتضمن وثائق اقتصادية بأقدم أنواع الكتابة وبأبسط أشكالها ، وهي الكتابة الصورية Pictographic وذلك في حدود ٣٥٠٠ ق. م في العصر المسمى (الشبيه بالكتابي protoliterate) ، ويشمل هذا الدور النصف الثاني من عصر الوركاء وعصر جمدة نصر» (٢).

وقد بدأت الكتابة عند السومريين باستخدام الإشارات التصويرية ، «ففي ذلك الوقت كان السومريون يستعملون نحو ٢٠٠٠ إشارة تصويرية ، إلا أن هذا العدد أخذ يقل تدريجيا نتيجة لتزايد ارتباط الإشارات بالأصوات حتى وصل عددها إلى ٥٠٠ ـ ٦٠٠ إشارة خلال الألف الثانية قبل الميلاد» (٣).

__________________

(٢) إسماعيل ، د. بهيجة خليل. الكتابة. في : حضارة العراق ١ / ٢٢١. بغداد : ١٩٨٥ م.

(٣) ستيبتشفيتش ، د. الكندر. تأريخ الكتاب. ترجمة : د. محمد الارناؤوط. الكويت : مجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، ١٩٩٣ م ، ق ١ : ص ١٣.

١١٧

ثم تطورت هذه الكتابة إلى الكتابة المسمارية المعروفة لدى السومريين ، حيث «ظلت الكتابة المسمارية مستعملة في التدوين حتى بعد انتهاء آخر الأدوار الحضارية في العراق وسقوط بابل في عام ٥٣٩ ق. م ، وقد وصلت إلينا رقم طينية من الفترات المتأخرة ... ويظهر أن الخط بقي مستخدما من قبل الكهنة في تدوين ملاحظاتهم حول الفلك إلى سنة ٥٠ ميلادية ، إذ حصلنا على نص فلكي من هذا التأريخ معروض حاليا في المتحف العراقي : وبهذا فإن الكتابة المسمارية بقيت مستعملة في التدوين عبر مسيرة من الزمن تنوف على ثلاثة آلاف سنة» (٤).

ولم يقتصر استخدام الخط المسماري على اللغة السومرية ، وإنما استخدم أيضا في اللغة الأكدية ، التي تفرعت إلى لهجتين هما اللهجة البابلية التي تفرعت بدورها إلى لهجات ، واللهجة الآشورية التي تفرعت إلى لهجات أيضا (٥).

لقد انتشرت المكتبات في وادي الرافدين القديم ، بفضل ظهور الكتابة وازدهارها هناك «فلم يحل عام ٢٧٠٠ ق. م حتى كان عدد كبير من دور الكتب العظيمة قد أنشئ في المدن السومرية ، فقد كشف (ده سرزاك) في مدينة (تلو) مثلا وفي أنقاض عمائر معاصرة لعهد جوديا ، مجموعة مؤلفة من ثلاثين ألف لوح ، موضوعة بعضها فوق بعض في نظام أنيق منطقي دقيق» (٦).

وفي فترة لاحقة ورث البابليون عن السومريين ظاهرة الكتابة والاهتمام بالتدوين ، حيث تركوا إنتاجا كتابيا ضخما ، أكد بعض الباحثين «أن عدد الرقم الطينية البابلية التي تم اكتشافها حتى الآن يتجاوز ٦٠٠ ألف رقم تتضمن

__________________

(٤) إسماعيل ، د. بهيجة خليل. مصدر سابق. ص ٢٢٨.

(٥) ن. م ، ص ٢٢٩.

(٦) ديورانت. مصدر سابق ٢ / ٣٥ ـ ٣٦.

١١٨

مختلف الموضوعات» (٧).

وحين نتابع المكتشفات الأثرية في بلدان الشرق القديم ، في بلاد فارس وبلاد الشام ووادي النيل والجزيرة العربية ، نجد أن الحضارات القديمة التي توطنت في هذه البلاد ، في الفترة الموازية لازدهار الكتابة وشيوعها في وادي الرافدين ، كانت قد اهتمت بالكتابة ، وحاولت تدوين فنونها وآدابها وعقائدها الدينية ، كما تؤكد ذلك الألواح والرقم القديمة المكتشفة في مدنها الأثرية.

وبذلك أصبحت الكتابة من أبرز الفنون التي توارثها الإنسان ، وسعى إلى تطويرها وتيسيرها ، وتهيئة مستلزماتها الأساسية ، حتى أسهمت الإنسانية جميعا في المشاركة بهذا الإرث الحضاري الكبير ، ففي حين تولد الكتابة بين يدي أمة من الأمم ، ومن ثم ينتشر ويعمم استخدامها لدى الأمم الأخرى ، تكتشف أمة أخرى تعيش في أقصى الأرض (الصين) صناعة الورق ، الذي هو أهم عنصر في الكتابة ، فيكون اكتشافها هذا منعطفا جديدا في تأريخ الكتابة وتقدم وسائلها ، ثم بعد عدة قرون أخرى تكتشف الطباعة ، تلك الوسيلة الأهم التي مثلت أحد أبرز المنعطفات الكبرى ، بعد اكتشاف الكتابة ، وصناعة الورق ، في تأريخ الكتابة والكتاب ، حيث أضحت أهم وسيلة للتواصل الفكري ، والتنمية الثقافية والتقدم العلمي.

فبعد أن كانت عملية نقل المعارف زمانيا ومكانيا تتم من خلال الكتابة والنسخ باليد ، استبدلت اليد بالآلة وصار تكثير الكتاب واستنساخه من أيسر الأعمال ، وتم الاستغناء عن أعداد غفيرة من النساخ ، وتعويضهم بآلة طباعة واحدة ، تتدفق منها آلاف الصفحات في وقت محدود.

إن الكتابة إرث حضاري إنساني ، اشتركت كل الأمم في تطويرها وتقنين أساليبها ، وتبسيط عملية الاستفادة منها ، وإن كان السومريون هم مكتشفوها

__________________

(٧) ستيبتشفيتش. مصدر سابق. ص ١٧.

١١٩

الأوائل بصورتها التي استخدمت في التدوين الواسع ، والصينيون هم مكتشفو صناعة أهم وسائلها (الورق) ، والألمان أو غيرهم ـ كما سيأتي ـ هم مكتشفو سهل طريقة لنشرها وتعميمها (الطباعة).

من هنا لا يصح أن يختزل أحد هذا التأريخ الطويل لتطور الكتابة ووسائلها عبر آلاف السنين ، ويتجاهل الاسهام الأعظم للشرق في اكتشاف الكتابة وابتكار أدواتها ، وكيف أن هذه الاكتشافات أصبحت مفتاحا بل شرطا أساسيا للتراكم المعرفي ، والتقدم الإنساني الذي حققته ، أو ما تحققه البشرية في ماضيها وحاضرها

كما يزعم بعض الباحثين الغربيين ، حين يتناسون الإنجازات الكبرى في تاريخ الحضارة ، التي اضطلع بها الشرق ، فيحسبون التأريخ بدأ باليونان وانتهى بأوروبا الحديثة ، فيما تنفى أبرز الإنجازات التي تراكمت منذ آلاف السنين خارج التأريخ.

لذلك وجدنا من الضروري أن نؤرخ عاجلا لاكتشاف الكتابة ، ثم اكتشاف صناعة الورق ، وأخيرا اختراع الطباعة ، لكي نتجاوز بعض الأوهام التي أحاط بها بعض الباحثين الغربيين هذه المسألة ، بإسقاط حاضر أوروبا على ماضيها ، ونفي ماضي الأمم الأخرى ، بالكيفية التي يجري بها تدمير حاضرها.

صناعة الورق

المعروف أن الصينيين هم أول من اكتشف صناعة الورق قبل أكثر من ألفي عام ، حيث كانوا قبل ذلك يعتمدون على سيقان نبات البامبو (الخيزران) المجوفة ، فقد كان هذا النبات ينمو بكثرة عند الصينيين ، ولذلك استخدموا شرائح ضيقة من سيقانه لا تتسع لأكثر من رمز كتابي واحد ، فطولها لا يتجاوز (٢٠) سم ، في كتابتهم.

وكانت هذه الشرائح تثقب من الأعلى ، لتضم إلى بعضها بخيط ، حتى

١٢٠