منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٣

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٣

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٢

حمزة ، عن يحيى بن أبي القاسم ، قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...) (١) ، فقال : المتّقون شيعة علي عليه‌السلام ، والغيب فهو الحجّة الغائب. وشاهد ذلك قول الله عزوجل : (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (٢).

١٢٦٠ ـ (٩) ـ كمال الدين : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود وحيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا ، عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، قال : حدّثني علي بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام في قول الله عزوجل : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) (٣) يعني : خروج القائم المنتظر منّا ، ثمّ قال عليه‌السلام : يا أبا بصير! طوبى لشيعة قائمنا ، المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ، اولئك أولياء الله الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

١٢٦١ ـ (١٠) ـ غيبة النعماني : حدّثنا علي بن أحمد ، عن عبيد الله

__________________

(١) البقرة : ١ ـ ٣.

(٢) يونس : ٢٠.

(٩) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٥٧ ب ٣٣ ح ٥٤ وفيه سهو في السند ؛ المحجّة : ص ٦٩ ـ ٧٠ الآية ١٥ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ب ٢٢ ح ٧٦.

(٣) الأنعام : ١٥٨.

(١٠) ـ غيبة النعماني : ص ١٩٩ ب ١١ ح ١٣ ؛ تأويل الآيات الظاهرة : ص ١٣٣ عن غيبة

٢٤١

ابن موسى ، عن هارون بن مسلم ، عن القاسم بن عروة ، عن بريد بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام في قوله عزوجل : (اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) فقال : اصبروا على أداء الفرائض ، وصابروا عدوّكم ، ورابطوا إمامكم [المنتظر].

١٢٦٢ ـ (١١) ـ نهج البلاغة : الزموا الأرض ، واصبروا على البلاء ، ولا تحرّكوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجّله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه ، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلا.

١٢٦٣ ـ (١٢) ـ كتاب الفضل : عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سيأتي قوم من بعدكم ، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ، قالوا : يا رسول الله! نحن كنّا معك ببدر واحد وحنين ، ونزل فينا القرآن ، فقال : إنّكم لو تحملو [ن ـ خ] لما حملوا لم تصبروا

__________________

الشيخ المفيد ، عن رجاله بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) قال : اصبروا على أداء الفرائض ، وصابروا عدوّكم ، ورابطوا إمامكم المنتظر.

المحجّة : ص ٥٢ الآية الخامسة ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٢١ ب ٧١ ووقع فيه السهو من المؤلّف أو الناسخ ، فذكر بدل «آل عمران» : «الأنفال» ، وقال : «إمامكم المهدي المنتظر».

(١١) ـ نهج البلاغة : صبحي الصالح ؛ خ ١٩٠ البحار : ج ٥٢ ص ١٤٤ ب ٢٢ ح ٦٣.

(١٢) ـ غيبة الشيخ : ص ٤٥٦ ـ ٤٥٧ ح ٤٦٧ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٣٠ ب ٢٢ ح ٢٦ ؛ الخرائج والجرائح : ج ٣ ص ١١٤٩ ب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ... الخ.

٢٤٢

صبرهم.

١٢٦٤ ـ (١٣) ـ غيبة الشيخ : عن الفضل بن شاذان ، عن إسماعيل ابن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن رفاعة بن موسى ومعاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه ، يتولّى وليّه ، ويتبرّأ من عدوّه ، ويتولّى الأئمّة الهادية من قبله ، اولئك رفقائي ، وذوو ودّي ومودّتي ، وأكرم أمّتي عليّ. قال رفاعة : وأكرم خلق الله عليّ.

١٢٦٥ ـ (١٤) ـ المحاسن : عنه (يعني : أحمد بن أبي عبد الله البرقي) ، عن أبيه ، عن حمزة بن عبد الله ، عن حسّان بن درّاج ، عن مالك بن أعين ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٢٦٦ ـ (١٥) ـ المحاسن : عنه ، عن أبيه ، عن العلاء بن سيابة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم عليه‌السلام ، بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه ، بل بمنزلة من استشهد معه ، بل بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٢٦٧ ـ (١٦) ـ المحاسن : عنه ، عن ابن فضّال ، عن علي بن شجرة ،

__________________

(١٣) ـ غيبة الشيخ : ص ٤٥٦ ح ٤٦٦ ؛ إثبات الهداة : ج ١ ص ٥٥٠ ـ ٥٥١ ب ٩ ح ٣٧٨ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٢٩ ـ ١٣٠ ب ٢٢ ح ٢٥.

(١٤) ـ المحاسن : ج ١ ص ١٧٢ كتاب الصفوة والنور ب ٣٨ ح ١٤٤.

(١٥) ـ المحاسن : ج ١ ص ١٧٣ كتاب الصفوة والنور ب ٣٨ ح ١٤٥ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥١٩ ب ٣٢ ح ٣٨٥.

(١٦) ـ المحاسن : ج ١ ص ١٧٣ كتاب الصفوة والنور ب ٣٨ ح ١٤٩ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥١٩ ب ٣٢ ح ٣٨٩.

٢٤٣

عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أو عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : من مات على هذا الأمر كان بمنزلة من حضر مع القائم ، وشهد مع القائم عليه‌السلام.

١٢٦٨ ـ (١٧) ـ المحاسن : عنه ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن مالك بن أعين الجهني ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ الميّت منكم على هذا الأمر بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله.

١٢٦٩ ـ (١٨) ـ المحاسن : عنه ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون البصري ، عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث ، عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري ، عن الصبّاح بن يحيى المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الحكم بن عيينة ، قال : لمّا قتل أمير المؤمنين الخوارج يوم النهروان قام إليه

__________________

(١٧) ـ المحاسن : ج ١ ص ١٧٤ كتاب الصفوة والنور ب ٣٨ ح ١٥٠ ؛ البحار : ج ٥١ ص ١٢٦ ب ٢٢ ح ١٧.

(١٨) ـ المحاسن : ج ١ ص ٢٦١ ـ ٢٦٢ كتاب مصابيح الظلم ب ٣٣ ح ٣٢٢ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٣١ ب ٢٢ ح ٣٢.

ومثل هذا الحديث في أصل المضمون ما في نهج البلاغة (الخطبة ١٢) من أنّ الله تعالى لمّا أظفر مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام بأصحاب الجمل ، قال له بعض أصحابه : وددت أنّ أخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك ، فقال له عليه‌السلام : أهوى أخيك معنا؟ فقال : نعم ، قال : فقد شهدنا ، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، سيرعف بهم الزمان ، ويقوى بهم الإيمان.

أقول : فكما أنّ هؤلاء شهداء مشاهد الأئمّة الماضين إلى مولانا المهدي ـ بأبي هو وامّي ـ هم شهداء مشاهد المهدي عليه‌السلام أيضا وإن ماتوا قبل ظهوره ، سواء في ذلك من مات في عصر الغيبة أو قبله في أعصار إمامة آبائه الطاهرين ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «إنّما يجمع الناس الرضا والسخط ، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه ، ومن سخطه فقد خرج منه». (المحاسن : ج ١ ص ٢٦٢ ب ٣٣ ح ٣٢٣) وفي نهج البلاغة (خ ٢٠١ : أيّها الناس إنّما يجمع الناس الرضا والسخط ... الخطبة.

٢٤٤

رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف ، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد ، فقال الرجل : وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟! قال : بلى ، قوم يكونون في آخر الزمان ، يشركوننا فيما نحن فيه وهم يسلّمون لنا ، فاولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقّا حقّا.

١٢٧٠ ـ (١٩) ـ تاريخ قم : وعن علي بن عيسى ، عن علي بن محمّد الربيع ، عن صفوان بن يحيى بيّاع السابري ، قال : كنت يوما عند أبي الحسن عليه‌السلام ، فجرى ذكر قم وأهله ، وميلهم إلى المهدي عليه‌السلام ، فترحّم عليهم وقال : رضي‌الله‌عنهم ، ثمّ قال : إنّ للجنّة ثمانية أبواب ، وواحد منها لأهل قم ، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد ، خمّر الله تعالى ولايتنا في طينتهم.

١٢٧١ ـ (٢٠) ـ غيبة الشيخ : عن الفضل ، عن ابن فضّال ، عن المثنّى الحنّاط ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من عرف بهذا الأمر ثمّ مات قبل أن يقوم القائم كان له أجر مثل [أجر من قتل معه.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ١١٣ ، ٤٩٩ ، ٥١١ ، ٥١٣ ، ٥٣٦ ، ٥٣٨ ، ٥٥١ ، ٥٦٣ ، ٥٨٠ ، ١١٠٤ ، ١١٢٢.

__________________

(١٩) ـ بحار الأنوار : ج ٦٠ ص ٢١٦ ب ٣٦ الممدوح من البلدان والمذموم منها ح ٣٩.

(٢٠) ـ غيبة الشيخ : ص ٤٦٠ ح ٤٧٤ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٣١ ح ٣١.

٢٤٥

الفصل الخامس

في كيفيّة التسليم والصلاة عليه

وفيه ٩ أحاديث

١٢٧٢ ـ (١) ـ كتاب فضل بن شاذان : عن ابن محبوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من أدرك منكم قائمنا فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة.

وأخرج في كمال الدين بسنده عن محمّد بن سنان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ العلم بكتاب الله عزوجل وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته ، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوّة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة.

__________________

(١) ـ غيبة الشيخ : ص ٢٨٢ ب ٨ ح ٨ ؛ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٥٣ ب ٥٧ ح ١٨ ؛ بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٣٣١ ب ٢٧ ح ٥٥ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٣٩ في ذكر الحجّة ب ٤٢ في كيفيّة السلام عليه ؛ وج ٢ ص ٥٥٧ ب ١٥ في علمه عليه‌السلام ؛ اثبات الهداة : ج ٧ ص ٣٤ ب ٣٢ ح ٣٦٦.

٢٤٦

١٢٧٣ ـ (٢) ـ كمال الدين : وروي أنّ التسليم على القائم عليه‌السلام أن يقال له : السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه.

١٢٧٤ ـ (٣) ـ مصباح المتهجّد : أخبرنا جماعة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل الشيباني ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد العابد بالدالية لفظا ، قال : سألت مولاي أبا محمّد الحسن بن علي عليهما‌السلام في منزله بسرّمن رأى سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي عليّ [من] الصّلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم‌السلام ، وأحضرت معي قرطاسا كبيرا ، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب [وقال : اكتب] الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ... ثمّ ذكر الصلاة عليه وعلى الأئمّة عليهم‌السلام واحدا بعد واحد إلى مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام ، وقال ما هذا لفظه : الصلاة على وليّ الأمر المنتظر صاحب الزمان محمّد بن الحسن بن علي عليهم‌السلام. اللهمّ صلّ على وليك وابن أوليائك الّذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقّهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيرا ، اللهمّ انصره وانتصر به لدينك ، وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره ، واجعلنا منهم ، اللهمّ أعذه من شرّ كلّ باغ وطاغ ، ومن شرّ جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل ، وأيّده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفرة [الكفر ـ خ] ، واقتل به الكفّار والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا ، وأين كانوا ، من مشارق

__________________

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٥٣ ب ٥٧ ذيل ح ١٨.

(٣) ـ مصباح المتهجّد : ص ٣٥٧ ـ ٣٦٢ ؛ جمال الاسبوع : ص ٤٨٣ ـ ٤٩٤ ب ٤٧ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٣٩ ب ٤٢ وص ٥٥٧ ب ١٥ في علمه عليه‌السلام.

٢٤٧

الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلا ، وأظهر به دين نبيّك عليه وآله السلام ، واجعلني اللهمّ من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمّد ما يأملون ، وفي عدوّهم ما يحذرون ، إله الحقّ آمين.

١٢٧٥ ـ (٤) ـ الاحتجاج : عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنّه قال : خرج التوقيع من الناحية المقدّسة ـ حرسها الله ـ بعد المسائل : بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون ، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، إذا أردتم التوجّه بنا إلى الله وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) : السلام عليك يا داعي الله وربّاني آياته ... إلى آخر الزيارة والدعاء الّذي بعده ، فراجع الاحتجاج ، وكتب الأدعية والزيارات ، وزره عليه‌السلام بها ، وبغيرها من الزيارات المأثورة وغيرها ، ولا تترك التوجّه إليه سيّما في الأماكن والأزمنة الّتي يتأكّد فيها ذلك ، ولا تحرمني من صالح دعائك إن شاء الله تعالى.

١٢٧٦ ـ (٥) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري ، عن عمر بن زاهر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : (في حديث فيه النهي عن التسليم على القائم عليه‌السلام بإمرة المؤمنين لاختصاص لقب أمير المؤمنين بالإمام علي عليه‌السلام ، وفيه بعد ذمّ من سمّي به أحد قبله قلت : جعلت فداك ،

__________________

(٤) ـ الاحتجاج : ج ٢ ص ٤٩٢ ـ ٤٩٣.

(٥) ـ الكافي : ج ١ ص ٤١١ ـ ٤١٢ ب ١٦٥ ح ٢ ؛ مرآة العقول : ج ٤ ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ب نادر ح ٢ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٧٣ ب ٢٧ ح ١٦٥.

٢٤٨

كيف يسلّم عليه؟ قال : يقولون : السلام عليك يا بقية الله ، ثمّ قرأ : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١).

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٣٢٧ ، ٦٦٩ ، ٧٢٣ ، ١١٠٥.

__________________

(١) هود : ٨٦.

٢٤٩

الفصل السادس

في دعائه عليه‌السلام ، وبعض الأدعية المأثورة عنه

نذكر فيه ١٣ حديثا

١٢٧٧ ـ (١) ـ دلائل الإمامة : وبهذا الإسناد (يعني : عن أبي الحسين محمّد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي علي محمّد بن همّام) عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الحميري ، قال : حدّثني أحمد بن جعفر ، قال : حدّثني علي بن محمد ، يرفعه إلى أمير المؤمنين في صفة القائم عليهما‌السلام : كأنّني به قد عبر وادي السلام إلى مسجد السهلة ، على فرس محجّل له شمراخ يزهو ، ويدعو ويقول في دعائه : لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله إلّا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلّا الله تعبّدا ورقّا ، اللهمّ معين كلّ مؤمن وحيد ، ومذلّ كلّ جبّار عنيد ، أنت كهفي حين تعييني المذاهب ، وتضيق عليّ الأرض بما رحبت ، اللهمّ خلقتني وكنت عن خلقي غنيّا ، ولو لا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين ، يا مبعثر [منشر] الرحمة من مواضعها ، ومخرج البركات من معادنها ، ويا من خصّ نفسه

__________________

(١) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ب معرفة وجوب القائم عليه‌السلام ح ٢٥ ؛ البحار : ج ٩٤ ص ٣٦٥ ب ٥٠ ح ٢ مع اختلاف يسير.

٢٥٠

بشموخ الرفعة ، فأولياؤه بعزّه يتعزّزون ، يا من وضعت له الملوك نير المذلّة على أعناقها ، فهم من سطوته خائفون ، أسألك باسمك الّذي قصر عنه خلقك ، فكلّ لك مذعنون ، أسألك أن تصلّي على محمّد وعلى آل محمد ، وأن تنجز لي أمري ، وتعجّل لي الفرج ، وتكفيني ، وتعافيني ، وتقضي حوائجي ، الساعة الساعة ، الليلة الليلة ، إنّك على كلّ شيء قدير.

١٢٧٨ ـ (٢) ـ كنوز النجاح : قال : دعاء علّمه صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنّان ، أبا الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الليث ـ رحمه‌الله تعالى ـ في بلدة بغداد في مقابر قريش ، وكان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش ، والتجأ إليه من خوف القتل ، فنجا منه ببركة هذا الدعاء.

قال أبو الحسن المذكور : إنّه علّمني أن أقول : اللهمّ عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، وانقطع الرجاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الأرض ، ومنعت السماء ، وإليك يا ربّ المشتكى ، وعليك المعوّل في الشدّة والرخاء ، اللهمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد اولي الأمر الّذين فرضت علينا طاعتهم ، فعرّفتنا بذلك منزلتهم ، ففرّج عنّا بحقّهم فرجا عاجلا ، كلمح البصر أو هو أقرب ، يا محمّد يا علي! اكفياني فإنّكما كافياي ، وانصراني فإنّكما ناصراي ، يا مولاي يا صاحب الزمان! الغوث الغوث

__________________

(٢) ـ كنوز النجاح : مخطوط ؛ جنّة المأوى الموجود في ضمن البحار : ج ٥٣ ص ٢٧٥ (الحكاية الأربعون) ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ١٠٣ الرقم ١١٥٤.

أقول : ذكر في جمال الاسبوع : ف ٢٩ ص ٢٨٠ ـ ٢٨١ هذا الدعاء مع اختلافات وزيادات تحت هذا العنوان : «صلاة الحجّة القائم عليه‌السلام» ، فاطلبه منه أيضا إن شئت.

٢٥١

[الغوث] ، أدركني أدركني أدركني.

قال الراوي : إنّه عليه‌السلام عند قوله : يا صاحب الزمان ، كان يشير إلى صدره الشريف.

١٢٧٩ ـ (٣) ـ البلد الأمين : عن مولانا المهدي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كتب هذا الدعاء في إناء جديد ، بتربة الحسين عليه‌السلام ، وغسله وشربه ، شفي من علّته : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله دواء ، والحمد لله شفاء ، ولا إله إلّا الله كفاء ، هو الشافي شفاء ، وهو الكافي كفاء ، اذهب البأس بربّ الناس شفاء لا يغادره سقم ، وصلّى الله على محمّد وآله النجباء.

ورأيت بخطّ السيّد زين الدين علي بن الحسين الحسيني ـ رحمه‌الله ـ أنّ هذا الدعاء تعلّمه رجل كان مجاورا بالحائر على مشرّفه السلام [عن] المهدي سلام الله عليه في منامه وكان به علّة فشكاها إلى القائم عجّل الله فرجه ، فأمره بكتابته وغسله وشربه ، ففعل ذلك فبرأ في الحال.

١٢٨٠ ـ (٤) ـ الكلم الطيّب : رأيت بخطّ بعض أصحابنا من السادات الأجلاء الصلحاء الثقات الأثبات ما هذه صورته : سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف الأخ في الله المولى الصدوق العالم العامل ، جامع الكمالات الانسية ، والصفات القدسيّة ، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن علي بن سليمان الجابري الأنصاري ـ أنار الله برهانه ـ يقول : سمعت الشيخ الصالح المتّقي الورع الشيخ الحاجّ عليّا المكّي أنّه قال : ابتليت بضيق وشدّة مناقضة خصوم ، حتّى خفت على

__________________

(٣) ـ جنّة المأوى ضمن بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ٢٢٦ ـ ٢٢٧ (الحكاية السادسة). ولم أعثر عليه في البلد الأمين.

(٤) ـ الكلم الطيّب : ص ٩ ـ ١٣.

٢٥٢

نفسي القتل والهلاك ، فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد ، فتعجّبت من ذلك وكنت متحيّرا ، فرأيت في المنام أنّ قائلا في زيّ الصلحاء والزهاد يقول : إنّا أعطيناك الدعاء الفلاني ، فادع به تنج من الضيق والشدّة ، ولم يتبيّن لي من القائل ، فزاد تعجّبي ، فرأيت مرّة اخرى الحجّة المنتظر صلوات الله عليه فقال لي : ادع بالدعاء الّذي أعطيتكه ، وعلّم من أردت ، وقد جرّبته مرارا عديدة فرأيت فرجا قريبا ، وبعد هذا ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان ، وكنت متأسّفا على فواته ، مستغفرا من سوء العمل ، فجاءني شخص وقال لي : إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني ، وما كان في بالي أنّي رحت إلى ذلك المكان ، فأخذت الدعاء وسجدت لله شكرا ، وهو : بسم الله الرحمن الرحيم ، ربّ أسألك مددا روحانيا تقوى به قواي الكلّيّة والجزئيّة حتى أقهر بمبادي نفسي كلّ نفس قاهرة ، فتنقبض لي إشارة دقائقها انقباضا تسقط به قواها ، حتّى لا يبقى في الكون ذو روح إلّا ونار قهري قد أحرقت ظهوره ، يا شديد يا شديد ، يا ذا البطش الشديد ، يا قاهر يا قهّار ، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهريّة فانفعلت له النفوس بالقهر ، أن تودعني هذا السرّ في هذه الساعة ، حتّى أليّن به كلّ صعب ، واذلّل به كلّ منيع ، بقوّتك يا ذا القوّة المتين. يقرأ سحرا ثلاثا إن أمكن ، وفي الصبح ثلاثا ، وفي المساء ثلاثا ، فإذا اشتدّ الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرّة : يا رحمان يا رحيم ، يا أرحم الراحمين ، أسألك اللطف بما جرت به المقادير.

١٢٨١ ـ (٥) ـ الكلم الطيّب : هذا دعاء عظيم عن صاحب الأمر لمن

__________________

(٥) ـ الكلم الطيّب : ص ١٣ ـ ١٥.

٢٥٣

ضاع له شيء ، أو كانت له حاجة. وله قصّة عجيبة قريبة من قصّة الدعاء الّذي قبله ، فليكثر الداعي من قراءته عند طلب مهمّاته ، وهو : بسم الله الرحمن الرحيم ، أنت الله الذي لا إله إلّا أنت مبدئ الخلق ومعيدهم ، وأنت الله الذي لا إله إلّا أنت مدبّر الامور وباعث من في القبور ، وأنت الله الّذي لا إله إلّا أنت القابض الباسط ، وأنت الله الّذي لا إله إلّا أنت وارث الأرض ومن عليها ، أسألك باسمك الّذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وأسألك بحقّ محمّد وأهل بيته ، وبحقّهم الّذي أوجبته على نفسك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تقضي حاجتي الساعة الساعة ، يا سيّداه يا مولاه يا غياثاه ، أسألك بكلّ اسم سمّيته به نفسك ، واستأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعجّل خلاصنا من هذه الشدّة ، يا مقلّب القلوب والأبصار ، يا سميع الدعاء ، إنّك على كلّ شيء قدير ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

١٢٨٢ ـ (٦) ـ الجنّة الواقية : دعاؤه (يعني : صاحب الأمر عليه‌السلام) : يا نور النور ، يا مدبّر الامور ، يا باعث من في القبور ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل لي ولشيعتي من الضيق فرجا ، ومن الهمّ مخرجا ، وأوسع لنا المنهج ، وأطلق لنا من عندك ما يفرج ، وافعل بنا ما أنت أهله يا كريم.

قال : وروي أنّه من اختار هذا الدعاء حشر مع صاحب الأمر عليه‌السلام.

__________________

(٦) ـ الجنّة الواقية والجنة الباقية (مختصر المصباح) : ص ٩٦ ف ٢٦ ؛ مصباح الكفعمي : ص ٣٠٥ ف ٣٠ وليس فيه : «قال : وروي أنّه ... إلى آخره».

٢٥٤

١٢٨٣ ـ (٧) ـ مهج الدعوات : حرز لمولانا القائم عليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، يا مالك الرقاب ، ويا هازم الأحزاب ، يا مفتّح الأبواب ، يا مسبّب الأسباب ، سبّب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحقّ لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله أجمعين.

١٢٨٤ ـ (٨) ـ مهج الدعوات : في (حديث طويل ذكر فيه قنوتات الأئمّة عليهم‌السلام ، قال :) قنوت مولانا الحجّة محمّد بن الحسن عليهما‌السلام : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وأكرم أولياءك بإنجاز وعدك ، وبلّغهم درك ما يأملونه من نصرك ، واكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك ، وتمرّد بمنعك على ركوب مخالفتك ، واستعان برفدك على فلّ حدّك ، وقصد لكيدك بأيدك ، ووسعته حلما لتأخذه على جهرة ، وتستأصله على غرّة ، فإنّك اللهمّ قلت وقولك الحقّ : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً ، فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وقلت : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) ، وإنّ الغاية عندنا قد تناهت ، وإنّا لغضبك غاضبون ، وإنّا على نصر الحقّ متعاصبون ، وإلى ورود أمرك مشتاقون ، ولإنجاز وعدك مرتقبون ، ولحلول وعيدك بأعدائك متوقّعون ، اللهمّ فأذن بذلك ، وافتح طرقاته ، وسهّل خروجه ، ووطّئ مسالكه ، واشرع شرائعه ، وأيّد جنوده وأعوانه ، وبادر بأسك

__________________

(٧) ـ مهج الدعوات : ص ٤٥ ؛ مصباح الكفعمي : ص ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ؛ البحار : ج ٩٤ ص ٣٦٥ ب ٥٠ ح ١ مثله.

(٨) ـ مهج الدعوات : ص ٦٧ ـ ٦٨ ثمّ ذكر في المهج بعد هذا القنوت دعاء جليلا دعا به في قنوته عليه‌السلام أوّله : «اللهمّ يا مالك الملك ... إلى آخره» ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ٢٠ ـ ٢١.

٢٥٥

القوم الظالمين ، وابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين وخذ بالثار إنّك جواد مكّار.

١٢٨٥ ـ (٩) ـ كنوز النجاح : روى أحمد بن الدربي ، عن خزامة ، عن أبي عبد الله الحسين بن محمّد البزوفري ، قال : خرج عن الناحية المقدّسة : من كانت له إلى الله حاجة فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل ، ويأتي مصلّاه ويصلّي ركعتين ، يقرأ في الركعة الاولى الحمد ، فإذا بلغ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) يكرّرها مائة مرّة ، ويتمّ في المائة إلى آخرها ، ويقرأ سورة التوحيد مرّة واحدة ، ثمّ يركع ويسجد ، ويسبّح فيها سبعة سبعة ، ويصلّي الركعة الثانية على هيئته ، ويدعو بهذا الدعاء ، فإنّ الله تعالى يقضي حاجته البتّة ، كائنا ما كان ، إلّا أن يكون في قطيعة رحم ، والدعاء : «اللهمّ إن أطعتك فالمحمدة لك ، وإن عصيتك فالحجّة لك ، منك الروح ومنك الفرج ، سبحان من أنعم وشكر ، سبحان من قدر وغفر ، اللهمّ إن كنت قد عصيتك فإنّي قد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك وهو الإيمان بك ، لم أتّخذ لك ولدا ، ولم أدع لك شريكا ، منّا منك به عليّ ، لا منّا منّي به عليك ، وقد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة ، ولا الخروج عن عبوديّتك ، ولا الجحود بربوبيّتك ، ولكن أطعت هواي ، وأزلّني الشيطان ، فلك الحجّة عليّ والبيان ، فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالم ، وإن تغفر لي وترحمني فإنّك جواد كريم ، يا كريم

__________________

(٩) ـ كنوز النجاح : مخطوط ؛ مكارم الاخلاق : ص ١٨٤ ف ٤ نوادر من الصلوات ؛ مهج الدعوات : ص ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ؛ البحار : ج ٨٩ ص ٣٢٣ ح ٣٠ ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ٤٠٩ ـ ٤١٠ ب ٨ ح ١٧١٩ وقال : «قد وقع لي مكرّرا مهمّات ، فصلّيت هذه الصلاة بهذه الكيفيّة فكفاها الله تعالى بمنّه وكرمه ، وببركة مولانا صلوات الله عليه».

المستدرك : ج ١ ص ٤٢٠ ح ١ عن كنوز النجاح ؛ وج ٦ ص ٧٥ طبع مؤسسة آل البيت.

٢٥٦

يا كريم ... (حتّى ينقطع النفس) ، ثمّ يقول : يا آمنا من كلّ شيء ، وكلّ شيء منك خائف حذر ، أسألك بأمنك من كلّ شيء ، وخوف كلّ شيء منك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي وولدي ، وسائر ما أنعمت به عليّ ، حتّى لا أخاف أحدا ، ولا أحذر من شيء أبدا ، إنّك على كلّ شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، يا كافي إبراهيم نمرود ، ويا كافي موسى فرعون ، ويا كافي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله الأحزاب ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تكفيني شرّ فلان بن فلان». فيستكفي شرّ من يخاف شرّه ، فانّه يكفى شرّه إن شاء الله تعالى. ثمّ يسجد ويسأل [الله] حاجته ، ويتضرّع إلى الله تعالى ، فإنّه ما من مؤمن ولا مؤمنة صلّى هذه الصلاة ، ودعا بهذا الدعاء خالصا إلّا فتحت له أبواب السماء للإجابة ، ويجاب في وقته وليلته كائنا ما كان ، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس.

١٢٨٦ ـ (١٠) ـ مصباح الكفعمي : قال (بعد ذكر بعض ما ذكرناه من الأدعية) : اعلم أنّ للمهدي عليه‌السلام دعاءين آخرين ، خفيفين على اللسان ، ثقيلين في الميزان ، يليق وصفهما في هذا المكان ، الأوّل : نقلته من كتاب مهج الدعوات ، والثاني : من كتاب الأدعية المستجابات ، ثمّ ذكر دعاء : يا مالك الرقاب ... إلى آخره ، وذكر بعده الدعاء الثاني من كتاب الأدعية المستجابات ، وهو هذا : إلهي بحقّ من ناجاك ، وبحقّ من دعاك في البحر والبرّ ، صلّ على محمّد وآله ، وتفضّل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والسعة ، وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء

__________________

(١٠) ـ مصباح الكفعمي : ص ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ف ٣٠ ؛ مهج الدعوات : ص ٣٦٨ ؛ البحار : ج ٩٢ ص ٤٥٠ ب ١٣٠ ح ٢.

٢٥٧

والصحّة والراحة ، وعلى أحياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرامة ، وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة ، وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالردّ إلى أوطانهم سالمين غانمين ، بحقّ محمّد وآله أجمعين.

١٢٨٧ ـ (١١) ـ مصباح الكفعمي : قال في الفصل التاسع والعشرين الّذي عقده لذكر أدعية مأثورة ليس لها أسماء تعرف بها ، فمن ذلك دعاء مروي عن المهدي عليه‌السلام : اللهمّ ارزقنا توفيق الطاعة ، وبعد المعصية ، وصدق النيّة ، وعرفان الحرمة ، وأكرمنا بالهدى والاستقامة ، وسدّد ألسنتنا بالصواب والحكمة ، واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة ، وطهّر بطوننا من الحرام والشبهة ، واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة ، واغضض أبصارنا عن الفجور والخيانة ، واسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة ، وتفضّل على علمائنا بالزهد والنصيحة ، وعلى المتعلّمين بالجهد والرغبة ، وعلى المستمعين بالاتّباع والموعظة ، وعلى مرضى المسلمين بالشفاء والراحة ، وعلى موتاهم بالرأفة والرحمة ، وعلى مشايخنا بالوقار والسكينة ، وعلى الشباب بالإنابة والتوبة ، وعلى النساء بالحياء والعفّة ، وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة ، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة ، وعلى الغزاة بالنصر والغلبة ، وعلى الاسراء بالخلاص والراحة ، وعلى الامراء بالعدل والشفقة ، وعلى الرعيّة بالإنصاف وحسن السيرة ، وبارك للحجّاج والزوّار في الزاد والنفقة ، واقض ما أوجبت عليهم من الحجّ والعمرة ، بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

أقول : المتكفّل لذكر الأدعية المرويّة عنه عليه‌السلام هو كتب الدعوات ، فعلى من طلب المزيد الرجوع إليها ، وممّا روي عنه

__________________

(١١) ـ مصباح الكفعمي : ص ٢٨٠ ـ ٢٨١ ف ٢٩ الدعاء الأوّل.

٢٥٨

عليه‌السلام في غيبة الشيخ : ص ٢٧٣ ـ ٢٨٠ ، ومصباح المتهجّد : ص ٢٨٤ ، ومصباح الكفعمي : ص ٣٠٦ ، وجمال الاسبوع : ص ٥٠٠ ، وغيرها ، الصلوات على النبي والأئمّة عليهم‌السلام ، وهي مشهورة مذكورة في كتب الأدعية المتداولة بين أهلها. قال السيّد في جمال الاسبوع : «إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبدا لأمر أطلعنا الله جلّ جلاله عليه».

ويدلّ عليه أيضا ح ٨٢٩ ، ٨٤٢.

٢٥٩
٢٦٠