منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٣

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٣

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٢

المكتّب ، قال : حدّثنا أبو علي بن همّام بهذا الدعاء ، وذكر أنّ الشيخ العمري ـ قدس الله روحه ـ أملاه عليه ، وأمره أن يدعو به ، وهو الدعاء في غيبة القائم عليه‌السلام : «اللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك (١) ، اللهمّ عرّفني نبيّك فإنّك إن لم تعرّفني نبيّك لم أعرف حجّتك ، اللهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني ، اللهمّ لا تمتني ميتة جاهليّة ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللهمّ فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليّا ومحمّدا وجعفرا وموسى وعليّا ومحمّدا وعليّا والحسن والحجّة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين ، اللهم فثبّتني على دينك ، واستعملني بطاعتك ، وليّن قلبي لوليّ أمرك ، وعافني ممّا امتحنت به خلقك ، وثبّتني على طاعة وليّ أمرك الّذي سترته عن خلقك ، فبإذنك غاب عن بريّتك ، وأمرك ينتظر ، وأنت العالم غير معلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره ، فصبّرني على ذلك حتّى لا احبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت ، ولا أكشف عمّا سترته ، ولا أبحث عمّا كتمته ، ولا انازعك في تدبيرك ، ولا أقول : لم ، وكيف ، وما بال وليّ الأمر (٢) لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور؟ وافوّض امورى كلّها إليك ، اللهم إنّي أسألك أن تريني وليّ أمرك ظاهرا نافذا لأمرك مع علمي بأنّ لك السلطان والقدرة والبرهان والحجّة والمشيئة والإرادة والحول والقوّة ، فافعل ذلك

__________________

(١) في بعض النسخ : «رسولك» ، وكذا ما يأتي.

(٢) في بعض النسخ : «ولي أمر الله».

٢٢١

بي وبجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، شافيا من الجهالة ، أبرز يا ربّ مشاهده ، وثبّت قواعده ، واجعلنا ممّن تقرّ عينه برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفّنا على ملّته ، واحشرنا في زمرته ، اللهمّ أعذه من شرّ جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصوّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصيّ رسولك ، اللهمّ ومدّ في عمره ، وزد في أجله ، وأعنه على ما أوليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فإنّه الهادي والمهتدي ، والقائم المهدي ، الطاهر التقيّ النقي ، الزكي الرضي المرضي ، الصابر المجتهد الشكور ، اللهمّ ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته وانقطاع خبره عنّا ، ولا تنسنا ذكره وانتظاره والإيمان وقوّة اليقين في ظهوره والدّعاء له والصلاة عليه ، حتّى لا يقنّطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، وقوّ قلوبنا على الايمان به ، حتّى تسلك بنا على يده منهاج الهدى والحجّة العظمى والطريقة الوسطى ، وقوّنا على طاعته وثبّتنا على متابعته (١) ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ، والراضين بفعله (٢) ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا ، حتّى تتوفّانا ونحن على ذلك غير شاكّين ، ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذّبين ، اللهمّ عجّل فرجه ، وأيّده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمّر على من (٣) نصب له وكذّب به ، وأظهر به الحقّ ،

__________________

(١) في بعض النسخ : «على مطايعته» ، وفي بعضها : «على مشايعته».

(٢) في بعض النسخ : «راغبين بفعله».

(٣) في بعض النسخ : «دمدم على من» ، ودمدم عليه : أي أهلكه.

٢٢٢

وأمت به الباطل (١) ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذلّ ، وانعش به البلاد (٢) ، واقتل به جبابرة الكفر ، واقصم به رءوس الضلالة وذلّل به الجبّارين والكافرين ، وأبر (٣) به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها ، حتّى لا تدع منهم ديّارا ، ولا تبقي لهم آثارا ، وتطهّر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك ، وجدّد به ما امتحى من دينك (٤) ، وأصلح به ما بدّل من حكمك ، وغيّر من سنّتك ، حتّى يعود دينك به وعلى يديه غضّا (٥) جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتّى تطفئ بعدله نيران الكافرين ، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصرة نبيّك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب وبرّأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ، وطهّرته من الرجس ، ونقّيته من الدنس ، اللهم فصلّ عليه وعلى آبائه الأئمّة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين ، وبلّغهم من آمالهم أفضل ما يأملون ، واجعل ذلك منّا خالصا من كلّ شكّ وشبهة ورياء وسمعة ، حتّى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك ، اللهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا ، وغيبة وليّنا ، وشدّة الزمان علينا ، ووقوع الفتن [بنا] ، وتظاهر الأعداء [علينا] ، وكثرة عدوّنا ، وقلّة عددنا ، اللهمّ فافرج ذلك بفتح منك تعجّله ، ونصر منك تعزّه (٦) ، وإمام عدل تظهره ، إله الحقّ ربّ العالمين ، اللهمّ إنّا نسألك أن

__________________

(١) في بعض النسخ : «به الجور».

(٢) نعشه الله : أي رفعه ، وانتعش العاثر : نهض من عثرته.

(٣) أباره : أي أهلكه ، والمبير : المهلك. وفي بعض النسخ : «أفن».

(٤) أي : ما زال وذهب منه.

(٥) الغضّ : الطريّ.

(٦) في بعض النسخ : «وبصبر منك تيسّره».

٢٢٣

تأذن لوليّك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك في بلادك ، حتّى لا تدع للجور يا ربّ دعامة إلّا قصمتها ، ولا بنية إلّا أفنيتها ، ولا قوّة إلّا أوهنتها ، ولا ركنا إلّا هددته (١) ولا حدّا إلّا فللته ، ولا سلاحا إلّا أكللته (٢) ، ولا راية إلّا نكّستها ، ولا شجاعا إلّا قتلته ، ولا جيشا إلّا خذلته ، وارمهم يا ربّ بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وببأسك الّذي لا تردّه عن القوم المجرمين ، وعذّب أعداءك وأعداء دينك وأعداء رسولك بيد وليّك ، وأيدي عبادك المؤمنين ، اللهمّ اكف وليّك وحجّتك في أرضك هول عدوّه ، وكد من كاده ، وامكر من مكر به ، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا ، واقطع عنه مادّتهم ، وأرعب له قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة ، وشدّد عليهم عقابك ، وأخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشدّ عذابك ، وأصلهم نارا ، واحش قبور موتاهم نارا ، وأصلهم حرّ نارك ، فإنّهم أضاعوا الصلاة ، واتّبعوا الشهوات ، وأذلّوا عبادك ، اللهمّ وأحي بوليّك القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميّتة ، واشف به الصدور الوغرة (٣) ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحقّ ، وأقم به الحدود المعطّلة والأحكام المهملة ، حتّى لا يبقى حقّ إلّا ظهر ، ولا عدل إلّا زهر ، واجعلنا يا ربّ من أعوانه ، ومقوّي سلطانه (٤) ، والمؤتمرين لأمره ، والراضين بفعله ، والمسلمين

__________________

(١) الهدّة : الهدم والكسر.

(٢) الحدّ : السيف ، والفلّ : الكسر والثلمة وما يقال بالفارسية (كند شدن وكند كردن) ، والكلل ـ بفتح الكاف ـ بمعناه.

(٣) الوغرة ـ بالتسكين ـ : شدّة توقّد الحرّ. وفي صدره وغر أي : ضغن ، والضغن : الحقد والعداوة.

(٤) في بعض النسخ : «وممّن يقوى بسلطانه».

٢٢٤

لأحكامه ، وممّن لا حاجة له به إلى التقيّة من خلقك ، أنت يا ربّ الّذي تكشف السوء ، وتجيب المضطرّ إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم ، فاكشف يا ربّ الضرّ عن وليّك ، واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له ، اللهمّ ولا تجعلني من خصماء آل محمّد ، ولا تجعلني من أعداء آل محمّد ، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمّد ، فإنّي أعوذ بك من ذلك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ، ومن المقرّبين».

١٢٤٣ ـ (٣) ـ الذريعة : حكى فيه عن مؤجّج الأحزان للمولى عبد الرضا بن محمّد الأوالي أنّه ذكر فيه أنّ دعبل الخزاعي لمّا بلغ قوله في التائية :

الى الحشر حتّى يبعث الله قائما

يفرّج عنّا الهمّ والكربات

قال من حضر مجلس الرضا عليه‌السلام : لمّا نطق دعبل بهذا البيت تهلّل وجه الرضا عليه‌السلام وطأطأ رأسه إلى الأرض ، وبسط كفّيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال : اللهمّ عجّل فرجه ، وسهّل مخرجه ، وانصرنا به ، وأهلك عدوّه ... إلى قوله : يا دعبل! هو قائمنا ، ثم ذكر بقيّة قصيدة دعبل إلى قوله :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

قال ما لفظه : قال أبو الصلت : فلمّا سمع الإمام ذلك قام قائما على قدميه ، وطأطأ رأسه منحنيا به إلى الأرض بعد أن وضع كفّه اليمنى

__________________

(٣) ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج ٢٣ ص ٢٤٧ الرقم ٨٨٣٦.

أقول : ذكر شيخنا مؤلّف الذريعة ج ٢١ ص ٥٤ حديث قيام الرضا عليه‌السلام عند سماع لفظ القائم عليه‌السلام عن مشكاة الأنوار بواسطة الدمعة الساكبة ؛ ورواه في تكاليف الأنام في غيبة الإمام عليه‌السلام : ص ٢٤٠ ت ٤٩.

٢٢٥

على هامته وقال : اللهمّ عجّل فرجه ، وسهّل مخرجه ، وانصرنا به نصرا عزيزا.

١٢٤٤ ـ (٤) ـ إلزام الناصب : (عن تنزيه الخاطر) سئل الصادق عليه‌السلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم من ألقاب الحجّة عليه‌السلام ، قال : لأنّ له غيبة طولانيّة ، ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته والحسرة بغربته ، ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع لصاحبه عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة ، فليقم وليطلب من الله جلّ ذكره تعجيل فرجه.

١٢٤٥ ـ (٥) ـ الكلم الطيّب : [قال] هذه استغاثة إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه من حيث تكون ، تصلّي ركعتين بالحمد

__________________

(٤) ـ إلزام الناصب : ج ١ ص ٢٧١ ث ٢.

أقول : ذكر المحدّث النوري ـ قدس‌سره ـ في كتابه النجم الثاقب ما ترجمته بالعربية : هذا القيام والتعظيم خصوصا عند ذكر اللقب المخصوص سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد ، من العرب والعجم والترك والهند والديلم وغيرها ، وهذا يكشف عن وجود أصل ومأخذ لهذا العمل وإن لم نطّلع عليه بعد ، ولكن سمع عن عدّة من العلماء وأهل الاطلاع أنّهم رأوا حديثا في هذا الباب ، ثمّ ذكر ما نقل عن العالم المتبحّر السيّد عبد الله سبط المحدّث الجزائري في بعض تصانيفه أنّه رأى هذه الرواية المنسوبة إلى الصادق عليه‌السلام (الرواية الرابعة من هذا الباب) ، ثمّ قال : وعند أهل السنّة مرسومة عند ذكر اسم الرسول المبارك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال السيّد أحمد المفتي الشافعي في سيرته : قد جرت العادة بين الناس أنّهم يقومون عند ذكر وصفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تعظيما ، وهذا أمر مستحسن ؛ لأنّ فيه تعظيما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قد عمل به كثير من علماء الامّة ممّن يلزم الاقتداء بهم ، ثمّ روى عن الحلبي أنّه جمع عند السبكي جمع من علماء عصره ، فإذا قرأ أحد من الشعراء :

قليل لمدح المصطفى الخطّ بالذهب

على ورق من خطّ أحسن من كتب

وأن تنهض الأشراف عند سماعه

قياما صفوفا أو جثيا على الركب

فإذا قاموا كلّهم تعظيما ، انتهى.

(٥) ـ الكلم الطيّب : ص ٨٥ ـ ٨٩.

٢٢٦

وسورة ، وقم مستقبل القبلة تحت السماء وقل : سلام الله الكامل التامّ ، الشامل العامّ ، وصلواته الدائمة ، وبركاته القائمة التامّة ، على حجّة الله ووليّه في أرضه وبلاده ، وخليفته على خلقه وعباده ، وسلالة النبوّة ، وبقيّة العترة والصفوة ، صاحب الزمان ، ومظهر الإيمان ، وملقّن أحكام القرآن ، ومطهّر الأرض ، وناشر العدل في الطول والعرض ، والحجّة القائم المهدي الإمام المنتظر المرتضى ، وابن الأئمّة الطاهرين ، الوصيّ ابن الأوصياء المرضيّين ، الهادي المعصوم ابن الائمّة الهداة المعصومين ، السلام عليك يا معزّ المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك يا مذلّ الكافرين المتكبّرين الظالمين ، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ابن الأئمّة الحجج المعصومين ، والإمام على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاية ، أشهد أنّك الإمام المهدي قولا وفعلا ، وأنت الّذي تملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، فعجّل الله فرجك ، وسهّل مخرجك ، وقرّب زمانك ، وكثّر أنصارك وأعوانك ، وأنجز لك ما وعدك ، فهو أصدق القائلين : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) ، يا مولاي يا صاحب الزمان يا ابن رسول الله ، حاجتي ... كذا وكذا ، فاشفع لي في نجاحها ، فقد توجّهت إليك بحاجتي لعلمي أنّ لك عند الله شفاعة مقبولة ، ومقاما محمودا ، فبحقّ من اختصّكم بأمره ، وارتضاكم لسرّه ، وبالشأن الّذي لكم عند الله بينكم وبينه ، سل الله تعالى في نجح طلبتي ، وإجابة دعوتي ، وكشف كربتي. وادع بما أحببت

٢٢٧

فإنّه تقضى إن شاء الله.

أقول : نقل الوالد الماجد العلامة ـ قدّس الله سرّه ـ في حاشية «الكلم الطيّب» عن بعض النسخ بعد قوله : «تصلّي ركعتين بالحمد وسورة» : «إنّا فتحنا في الاولى ، وإذا جاء نصر الله في الثانية» ، وذكر : «بركاته القائمة على حجّة الله» ، ولم يذكر : «التامّة» ، وذكر : «معلن الإيمان» بدل «مظهر الايمان» ، وذكر : «مطهّر الأرض» بدون الواو ، و «الحجّة القائم» بدون الواو ، وذكر : «والإمام المنتظر» مع الواو ، وذكر بدل «المرتضى» : «المرضي» ، وبدل «وابن الأئمّة الطاهرين» : «الطاهر ابن الأئمّة الطاهرين» ، وذكر : «ابن الهداة المعصومين» بدل «ابن الأئمّة الهداة المعصومين» ، وذكر بعده هذه الجملة : «السلام عليك يا إمام المسلمين والمؤمنين ، السلام عليك يا وارث علم النبيّين ، ومستودع حكمة الوصيّين ، السلام عليك يا عصمة الدين [يا ناصر الدين ـ خ]» ، وذكر : «السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، وابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين» ، وذكر بدل «يا ابن الأئمّة الحجج المعصومين» : «يا ابن الحجج على الخلق أجمعين» ، وبدل «في الولاية» : «في الولاء» ، وبدل «وأنت الّذي» : «وأنّك الّذي» ، وبدل «فعجّل الله» : «عجّل الله» ، وبدل «أنجز لك ما وعدك» : «أنجز لك موعدك» ، وفي آخره بعد قوله : «وكشف كربتي» ذكر : «واسجد سجدة الشكر ، ويدعو الله طويلا».

١٢٤٦ ـ (٦) ـ فلاح السائل : قال : ومن المهمّات بعد صلاة العصر

__________________

(٦) ـ فلاح السائل : ص ١٩٩ ـ ٢٠٠ في نوافل العصر وأدعيتها ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ١٢ ـ ١٣ ب ٦.

أقول : كتاب مكيال المكارم كتاب كبير حسن نافع ، لم أر مثله في موضوعه ، أفرده مصنّفه ـ رحمه‌الله ـ لذكر فوائد الدعاء لمولانا القائم عليه‌السلام ، وما ورد من الأدعية

٢٢٨

الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليهما‌السلام في الدعاء لمولانا المهدي صلوات الله وسلامه وبركاته على محمّد جدّه ، وبلغ ذلك إليه كما رواه محمّد بن بشير الأزدي ، قال : حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى الكاتب ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور القمّي ، عن أبيه محمّد بن جمهور ، عن يحيى بن الفضل النوفلي ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر ، فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول : أنت الله لا إله إلّا أنت الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، وأنت الله لا إله إلّا أنت إليك زيادة الأشياء ونقصانها ، وأنت الله لا إله إلّا أنت خلقت الخلق بغير معونة من غيرك ولا حاجة إليهم ، أنت الله لا إله إلّا أنت منك المشيّة وإليك البداء ، أنت الله لا إله إلّا أنت قبل القبل وخالق القبل ، أنت الله لا إله إلّا أنت بعد البعد وخالق البعد ، أنت الله لا إله إلّا أنت تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب ، أنت الله لا إله إلّا أنت غاية كلّ شيء ووارثه ، أنت الله لا إله إلّا أنت لا يعزب عنك الدقيق ولا الجليل ، أنت الله لا إله إلّا أنت لا تخفى عليك اللغات ، ولا تتشابه عليك الأصوات ، كلّ يوم أنت في شأن ، لا يشغلك شأن عن شأن ، عالم الغيب وأخفى ، ديّان الدين ، مدبّر الامور ، باعث من في القبور ، محيي العظام وهي رميم ، أسألك باسمك المكنون المخزون الحيّ القيّوم ، الّذي لا يخيب من سألك به ، أن تصلّي على محمّد وآله ، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك ، وأنجز له ما وعدته ، يا ذا الجلال والإكرام.

__________________

له ولفرجه ، وما يتقرّب به إليه. وقد جمع فيه أدعية كثيرة جليلة من الكتب المعتبرة ، وذكر فيه من الآداب والفوائد والجهات الموجبة للدعاء له ، والآثار المترتّبة عليه والأوقات والحالات والأماكن الّتي يتأكّد فيها الدعاء له ما لا يتّسعه هذا الكتاب.

٢٢٩

قال : قلت : من المدعوّ له؟ قال : ذلك المهدي من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : بأبي المنبدح [المنفدح] البطن ، المقرون الحاجبين ، أحمش الساقين ، بعيد ما بين المنكبين ، أسمر اللون ، يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل ، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا وراكعا ، بأبي من لا تأخذه في الله لومة لائم ، مصباح الدجى ، بأبي القائم بأمر الله.

قلت : متى خروجه؟ قال : إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات والصراة ودجلة ، وهدم قنطرة الكوفة ، وإحراق بعض بيوتات الكوفة ، فإذا رأيت ذلك فإنّ الله يفعل ما يشاء ، لا غالب لأمر الله ، ولا معقّب لحكمه.

١٢٤٧ ـ (٧) ـ من لا يحضره الفقيه : وقال (يعني : الإمام أبا جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما‌السلام على الظاهر من الحديث الّذي أخرجه قبله) : إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل : رضيت بالله ربّا ، وبالإسلام دينا ، وبالقرآن كتابا ، وبالكعبة قبلة ، وبمحمّد نبيّا ، وبعليّ وليّا ، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن بن علي أئمّة ، اللهمّ وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، وامدد له في عمره ، واجعله القائم بأمرك ، المنتصر لدينك ، وأره ما يحبّ وتقرّ به عينه في نفسه وفي ذرّيّته وأهله وماله وفي شيعته وفي

__________________

(٧) ـ من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٢١٥ ب التعقيب ٤٦ ح ٩٥٩ ؛ روضة المتّقين : ج ٢ ص ٣٧٥ ـ ٣٧٦ وفيه : «وأرهم منهم ما يحذرون».

٢٣٠

عدوّه ، وأره منهم ، وأره فيهم ما يحبّ وتقرّ به عينه ، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين.

١٢٤٨ ـ (٨) ـ مهج الدعوات : قال : ونروى بإسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده ، ذكر فيه غيبة المهدي صلوات الله عليه. قلت : كيف تصنع شيعتك؟ قال : عليكم بالدعاء وانتظار الفرج فإنّه سيبدو لكم علم ، فإذا بدا لكم فاحمدوا الله وتمسّكوا بما بدا لكم ، قلت : فما ندعو به؟ قال : تقول : اللهمّ أنت عرّفتني نفسك وعرّفتني رسولك وعرّفتني ملائكتك ، وعرّفتني نبيّك ، وعرّفتني ولاة أمرك ، اللهمّ لا آخذ إلّا ما أعطيت ، ولا واقي إلّا ما وقيت ، اللهمّ لا تغيّبني عن منازل أوليائك ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللهمّ اهدني لولاية من افترضت طاعته.

١٢٤٩ ـ (٩) ـ مهج الدعوات : حدّثنا محمّد بن علي بن دقّاق القمّي أبو جعفر ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسن بن شاذان القمّي ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبد السلام بن سالم ، قال : حدّثنا محمّد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر بن يزيد

__________________

(٨) ـ مهج الدعوات : ص ٣٣٢.

(٩) ـ مهج الدعوات : ص ٣٣٤ ـ ٣٣٦.

أقول : قد ورد من الدعاء في الأحاديث أدعية كثيرة غير ما ذكرناه ؛ كالدعاء المروي عن يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه‌السلام ، والدعاء الّذي يستحبّ أن يدعى به في ليلة النصف من شعبان : «اللهمّ بحقّ ليلتنا هذه ومولودها ...» ، ودعاء الندبة ، ودعاء العهد ، والصلوات المرويّة عن مولانا أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام ، وغيرها ممّا يطلب من كتب الدعوات ؛ كمصباح المتهجّد ، ومصباح الكفعمي ، وفلاح السائل ، وغيرها.

٢٣١

الجعفي ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام ... الحديث طويل مشتمل على الدعاء الموسوم بدعاء العهد ، أوّله : اللهمّ يا إله الآلهة ، يا واحد يا أحد ... وهو مشتمل على التنصيص على الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام بأسمائهم ، وإخبار الإمام الباقر عليه‌السلام بمن يقوم منهم بعده قبل ولادتهم.

١٢٥٠ ـ (١٠) ـ كمال الدين : وبهذا الإسناد (يعني : المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود) عن أبيه محمّد بن مسعود ، قال : وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد : حدّثني العبيدي محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ، ولا إمام هدى ، ولا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق ، قلت : كيف دعاء الغريق؟ قال : يقول : يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ، فقلت : يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك ، قال : إنّ الله عزوجل مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما اقول لك : يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك.

١٢٥١ ـ (١١) ـ مصباح المتهجّد : الدعاء لصاحب الأمر عليه‌السلام المروي عن الرضا عليه‌السلام : روى يونس بن عبد الرحمن ، عن الرضا عليه‌السلام أنّه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا : اللهمّ ادفع عن

__________________

(١٠) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٥١ ـ ٣٥٢ ب ٣٣ ح ٤٩ ؛ مهج الدعوات : ص ٣٣٢ ـ ٣٣٣ وقال : «أقول : لعلّ معنى قوله الابصار ؛ لأنّ تقلّب القلوب والأبصار يكون يوم القيامة من شدّة أهواله ، وفي الغيبة إنّما يخاف من تقلّب القلوب دون الأبصار» ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٤٨ ـ ١٤٩ ب ٢٢ ح ٧٣.

أقول : قوله : «فتبقون ...» يعني : في الغيبة.

(١١) ـ مصباح المتهجّد : ص ٣٦٦ ، وص ٤٠٩ طبع مؤسسة فقه الشيعة ـ بيروت.

٢٣٢

وليّك ، وخليفتك ، وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك ، الناطق بحكمك ، وعينك الناظرة بإذنك ، وشاهدك على عبادك ، الجحجاح (١) المجاهد ، العائذ بك ، العابد عندك ، وأعذه من شرّ جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصوّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمّتك ، ودعائم دينك ، واجعله في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي منعك وعزّك الّذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيّده بجندك الغالب ، وقوّه بقوّتك ، وأردفه بملائكتك ، ووال من والاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة ، وحفّه بالملائكة حفّا ، اللهمّ اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور وأظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقوّ ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم من نصب له ، ودمّر من غشّه ، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه ، واقصم به رءوس الضلالة ، وشارعة البدع ، ومميتة السنّة ، ومقوّية الباطل ، وذلّل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين ، وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها ، حتّى لا تدع منهم ديّارا ، ولا تبقي لهم آثارا ، اللهمّ طهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعزّ به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيّين ، وجدّد به ما امتحى من دينك ، وبدّل من حكمك ، حتّى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضّا محضا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة

__________________

(١) الجحجاح : السيّد السمح أو الكريم ، والجمع : الجحاجح. (لسان العرب : مادّة جحجح).

٢٣٣

معه ، وحتّى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران الكفر ، وتوضّح به معاقد الحقّ ومجهول العدل ، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك ، واصطفيته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرّأته من العيوب ، وطهّرته من الرجس ، وسلّمته من الدنس ، اللهمّ فإنّا نشهد له يوم القيامة ويوم حلول الطامّة أنّه لم يذنب ذنبا ، ولا أتى حوبا ، ولم يرتكب معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم يبدّل لك فريضة ، ولم يغيّر لك شريعة ، وأنّه الهادي المهتدي ، الطاهر التقيّ النقيّ ، الرضيّ الزكيّ ، اللهمّ أعطه في نفسه وأهله وولده وذرّيّته وامّته وجميع رعيّته ما تقرّ به عينه ، وتسرّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملكات كلّها ، قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتّى تجري حكمه على كلّ حكم ، وتغلب بحقّه كلّ باطل ، اللهمّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى الّتي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي ، وقوّنا على طاعته ، وثبّتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه ، القوّامين بأمره ، الصابرين معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتّى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ومقوّية سلطانه ، اللهمّ واجعل ذلك لنا خالصا من كلّ شكّ وشبهة ورياء وسمعة ، حتّى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلّا وجهك ، وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة معه ، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة ، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير ، وهو علينا كثير [كبير ـ خ] ، اللهمّ صلّ على ولاة عهده ، والائمّة من بعده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعزّ نصرهم ، وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم ، وثبّت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعوانا ، وعلى دينك أنصارا ، فإنّهم معادن كلماتك ، وخزّان علمك ،

٢٣٤

وأركان توحيدك ، ودعائم دينك ، وولاة أمرك ، وخالصتك من عبادك ، وصفوتك من خلقك ، وأولياؤك ، وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد نبيّك ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٢٨٠ ، ٢٩١ (وفيها المنع عن التسمية) ، ٥٥٠ (وفيه أيضا عدم جواز التسمية) ، ٥٥١ ، ٥٥٢ (وفيه أيضا المنع عن ذكر اسمه) ، ٥٥٧ ، ٥٦٠ (وفيه أيضا المنع) ، ٥٧٤ (وفيه أيضا المنع) ، ٦١٧ ، ٦٢١ (وفيه أيضا النهي) ، ٦٢٤ ، ٦٥٣ (وفيه أيضا تحريم التسمية) ، ٨٠٦ (وفيه أيضا المنع عن تسميته وتكنيته) ، ٨١٠ (وفيه أيضا المنع عن التسمية والتكنية) ، ١٢٢٠ إلى ١٢٤٠ ، ١٢٥٢ إلى ١٢٥٦ ، ١٢٥٨ ، ١٢٦٠ ، ١٢٦١ ، ١٢٦٤ ، ١٢٧٢ إلى ١٢٧٦.

٢٣٥

الفصل الرابع

في فضل من أدركه وأطاعه ، ويؤمن به في غيبته ،

ويأتمّ ويقتدي به ، ويثبت على موالاته

وفيه ٣١ حديثا

١٢٥٢ ـ (١) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن الحسن ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد ، عن محمّد بن جمهور ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية ابن وهب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتمّ به في غيبته قبل قيامه ، ويتولّى أولياءه ، ويعادي أعداءه ، ذلك من رفقائي ، وذوي مودّتي ، وأكرم أمّتي عليّ يوم القيامة.

١٢٥٣ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدّثنا أبو عمرو البلخي [اللجّي ـ خ] ، عن محمد بن مسعود ، قال : حدّثني خلف بن حماد [خلف بن حماد ـ خ ، خلف بن

__________________

(١) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٢٨٦ ب ٢٥ ح ٢ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٩٣ ب ٩٤ مثله ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ٢٢١ ح ١٣٩٥.

(٢) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ب ٢٥ ح ٣ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٩٣ ب ٩٤ نحوه.

٢٣٦

جابر ـ خ] ، عن سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن أسلم الجبلي ، عن الخطّاب بن مصعب ، عن سدير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه ، يأتمّ به وبأئمّة الهدى من قبله ، ويبرأ إلى الله عزوجل من عدوّهم ، اولئك رفقائي ، وأكرم أمّتي عليّ.

١٢٥٤ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركي بن علي البوفكي ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن مروان ابن مسلم ، عن أبي بصير ، قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام : طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية ، فقلت له : جعلت فداك ، وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنّة ، أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قول الله عزوجل : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (١).

١٢٥٥ ـ (٤) ـ أمالي الطوسي : وبالإسناد (يعني ابن الشيخ الطوسي ، عن والده أبي جعفر محمد بن الحسن) قال : أخبرنا أبو

__________________

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٥٨ ب ٣٣ ح ٥٥ ؛ معاني الأخبار : ص ١١٢ ب ٤٤ ح ١ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٢٣ ب ٢٢ ح ٦.

(١) الرعد : ٢٩.

(٤) ـ أمالي الطوسي : ج ١ ص ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ح ٢ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٢٢ ـ ١٢٣ ب ٢٢ ح ٥ ؛ بشارة المصطفى : ص ١١٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٢٩ ب ٣٢ ح ٤٤٨ مختصرا.

٢٣٧

عبد الله ؛ محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا ، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله! فقال : ليعن قويّكم ضعيفكم ، وليعطف غنيّكم على فقيركم ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ، واكتموا أسرارنا ، ولا تحملوا الناس على أعناقنا ، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنّا ، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردّوه ، وإن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميّت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا ، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه عدوّا لنا كان له أجر عشرين شهيدا.

١٢٥٦ ـ (٥) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بسطام بن مرّة ، عن عمرو بن ثابت ، قال : قال علي بن الحسين سيّد العابدين عليهما‌السلام : من ثبت على موالاتنا [ولايتنا ـ خ] في غيبة قائمنا أعطاه الله عزوجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر واحد.

__________________

(٥) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢٣ ب ٣١ ح ٧ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٢٥ ب ٢٢ ح ١٣ ، وج ٨٢ ص ١٧٣ ب ٢٠ النوادر ح ٦ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٢٢ ؛ الوافي : ج ٢ ص ٤٤٢ ب ٥٠ ؛ دعوات الراوندي : ص ٢٧٤ ح ٧٨٧ وفيه : «من مات على ...» ؛ إلزام الناصب : ج ١ ص ٤٧٠.

٢٣٨

١٢٥٧ ـ (٦) ـ من لا يحضره الفقيه : في حديث وصايا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا علي! أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان ، لم يلحقوا النبيّ ، وحجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض.

١٢٥٨ ـ (٧) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن المغيرة ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام أنّه قال :

يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم ، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ، إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جلّ جلاله فيقول : عبادي وإمائي ، آمنتم بسرّي ، وصدّقتم بغيبي ، فأبشروا بحسن الثواب منّي ، فأنتم عبادي وإمائي حقّا ، منكم أتقبّل ، وعنكم أعفو ، ولكم أغفر ، وبكم أسقي عبادي الغيث ، وأدفع عنهم البلاء ، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي ، قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله! فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال : حفظ اللسان ، ولزوم البيت.

١٢٥٩ ـ (٨) ـ كمال الدين : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق ـ

__________________

(٦) ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٦٦ باب النوادر ح ٥٧٦٢ ؛ كمال الدين : ج ١ ص ٢٨٨ ب ٢٥ ح ٨ مثله إلّا أنّه قال : «يا علي واعلم أنّ» ، وقال : «وحجبتهم الحجّة» ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٩٤ ب ٩٤ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٢٥ ب ٢٢ ح ١٢ ؛ إلزام الناصب : ج ١ ص ٤٧٠ ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ٢٢١ ح ١٣٩٤ ؛ النوادر : ص ١٧١ ب انتظار الفرج.

(٧) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٣٠ ب ٣٢ ح ١٥ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٤٥ ب ٢٢ ح ٦٦ ؛ مكيال المكارم : ج ٢ ص ٢٢٢ ح ١٣٩٨.

(٨) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٠ ـ ٣٤١ ب ٣٣ ح ٢٠. والظاهر أنّ قوله : «وشاهد ذلك»

٢٣٩

رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي بن أبي

__________________

من كلام الصدوق ، وليس من كلام الإمام عليه‌السلام ، كما صرّح به العلامة المجلسي في البحار ج ٥٢ ص ١٢٤ ب ٢٢ ، وشاهد هذا الاستظهار عدم ملائمة مضمون الآية لتأويله بالحجّة عليه‌السلام ، مضافا إلى أنّ الشاهد يجب أن يكون أظهر من المشهود عليه لا أن يكون مساويا له في الظهور أو أضعف ظهورا منه.

تأويل الآيات الظاهرة : ص ٣٤ إلى قوله : «والغيب : هو الحجّة الغائب» ، فترك كلام الصدوق ، فكأنّه أيضا لم يره من الحديث ، ولذا لم يذكره في سورة يونس الّتي فيها هذه الآية الّتي استشهد بها.

المحجّة : ص ١٦ (الآية الاولى) ، ولكنّه ذكر الشاهد كما ذكره في الآية السادسة والعشرين (ص ٩٧) ، وهي الآية العشرون من سورة يونس.

البحار : ج ٥١ ص ٥٢ ب ٥ ح ٢٩ وج ٥٢ ص ١٢٤ ب ٢٢ ح ١٠ ، وزاد عليه في نقله الأخير : «فأخبر عزوجل أنّ الآية هي الغيب ، والغيب هو الحجّة ، وتصديق ذلك قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) ، يعني : حجّة ، انتهى». وكأنّه لهذا الذيل الّذي لم أجده فيما عندي من نسخ «كمال الدين» ـ والظاهر أنّه كان موجودا في النسخة الّتي نقل عنها مولانا المجلسي ـ استظهر البعض أنّ هذه الجملة من كلام شيخنا الصدوق ، والجملة الّتي استظهرنا أنّها من كلامه ، كلام الإمام عليه‌السلام. ولكن لا يخفى عليك ضعف هذا الاستظهار : أوّلا : لأنّ المجلسي ذكره في باب الآيات المؤوّلة خاليا عن هذا الذيل ، فمن المحتمل كون هذه الجملة من بعض العلماء الناسخين للبحار ، وإلّا فمن المستبعد نقل هذا الحديث تارة من نسخة فيها هذه الجملة ، وتارة من نسخة فارغة منها مع عدم الإشارة إلى اختلاف النسختين.

ثانيا : من المحتمل أن تكون الجملة الأخيرة لبعض النسّاخ لكمال الدين ، ذكرها توجيها للجملة السابقة عليها لزعمه أنّها من كلام الإمام عليه‌السلام.

ثالثا : لو قبلنا أنّ كلام الصدوق الجملة الأخيرة ، وأنّ السابقة عليها ليست من كلامه ، فلما ذا لا يجوز أن تكون الجملة الاولى بل والثانية من غير الصدوق من رواة الحديث ، شرحا للحديث؟ فما نحن بصدده لعدم ملائمة مضمون الآية لتفسير الغيب المذكور في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) أنّ الجملتين ليستا من كلام الإمام عليه‌السلام ، ولا أقل انّه لا يثبت بذلك كونهما من كلامه عليه‌السلام ؛ لظهور عدم كونه منه بهذه القرينة ، سواء رجّح كونهما من الصدوق أو من غيره ، والله هو العالم.

٢٤٠