آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٨
مستدرك
قول رسول الله صلىاللهعليهوآله «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»
قد مضى ما ورد من الاخبار المأثورة في ذلك عن كتب أعلام العامة في ج ٥ ص ٣٦٨ وج ١٥ ص ٦٢٨ وص ٦٤٤ وج ١٦ ص ٢٢٠ الى ص ٢٧٦ ، وج ٢١ ص ٤٤٤ الى ٥٠٨ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها هناك :
منهم العلامة الشيخ ابو الجود التبرونى الحنفي في «الكوكب المضيء» (ص ٥٨ والنسخة مصورة من مكتبة السلطان احمد الثالث باسلامبول) قال :
ونحن ننقل أخبارا دالة على ذلك ، منها ما نقله المحب الطبري عن سلمة رضياللهعنه قال: بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابا بكر الصديق برايته وكانت بيضاء الى بعض حصون خيبر (١) ، فقاتل ورجع ولم يكن فتح وقد جهد ، فقال رسول
__________________
(١) قال الفاضل المعاصر الشيخ صفى الرحمن المباركفورى الهندي في كتابه : الرحيق المختوم ص ٣٣٧ :
وكانت خيبر منقسمة الى شطرين ، شطر فيها خمسة حصون :
__________________
١ ـ حصن ناعم.
٢ ـ حصن الصعب بن معاذ.
٣ ـ حصن قلعة الزبير.
٤ ـ حصن أبي.
٥ ـ حصن النزار.
والحصون الثلاثة الأولى تقع في منطقة يقال لها (النطاة) ، وأما الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تسمى بالشق.
أما الشطر الثاني ، ويعرف بالكتيبة ، ففيه ثلاثة حصون فقط :
١ ـ حصن القموص (كان حصن بني أبي الحقيق من بني النضير).
٢ ـ حصن الوطيح.
٣ ـ حصن السلالم.
وقال العلامة المؤرخ الأديب الشيخ شهاب الدين ابو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي في «معجم البلدان» ج ٢ ص ٤٠٩ ط بيروت :
خيبر : الموضع المذكور في غزاة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهي ناحية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام ، يطلق هذا الاسم على الولاية ، وتشتمل هذه الولاية على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير. وأسماء حصونها ـ فذكر أساميها ـ ثم قال :
وأما لفظ خيبر فهو بلسان اليهود «الحصن» ، ولكون هذه البقعة تشتمل على هذه الحصون سميت «خيابر». وقد فتحها النبي صلىاللهعليهوسلم كلها في سنة سبع للهجرة ، وقيل سنة ثمان.
الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح على يديه ليس بفرار ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا وهو أرمد ، فتفل في عينيه ثم قال : خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك.
قال سلمة : فخرج والله بها يهرول هرولة وأنا خلفه نتبع أثره ، حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن ، فاطلع اليه يهودي من رأس الحصن فقال : من أنت؟ قال : انا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي : علوتم وأنزل على موسى ـ أو كما قال ـ فما رجع حتى فتح الله عليه. أخرجه ابن اسحق.
وفي رواية : انه لما دنى من الحصن خرج اليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من اليهود وطرح ترسه من يده ، فتناول علي بابا كان عند الحصن فترس به نفسه ، فلم يزل بيده حتى فتح الله عزوجل عليه ، ثم ألقاه من يده حتى فرغ.
وفي رواية : ان علي بن ابى طالب حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه فافتتحوها ، وبعد ذلك لم يحمله أربعون رجلا. وقيل : اجتمع عليه سبعون رجلا فكان جهدهم أن أعادوا الباب.
الى أن قال : نازلهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قريبا من شهر ، ثم صالحوه على حقن دمائهم وترك الذرية على أن يخلوا بين المسلمين وبين الأرض والصفراء والبيضاء والبزة الا ما كان منها على الأجساد وان لا يكتموه شيئا ، ثم قالوا : يا رسول الله ان لنا بالعمارة والقيام على النخل علما فأقرنا ، فاقرهم وعاملهم على الشطر من التمر والحب ـ إلخ.
وقال فيه أيضا : انها سميت بخيبر بن قانية بن مهلائيل بن ارم بن عبيل. وعبيل أخو عاد بن عوض بن ارم بن سام بن نوح عليهالسلام. وهو عم الربذة وزرود والشقرة بنات يثرب ، وكان أول من نزل هذا الموضع.
ومنهم العلامة ابو حفص عمر بن محمد بن الخضر الملاء الموصلي المتوفى سنة ٥٧٠ في «الوسيلة» (ص ١٥٩ ط حيدرآباد الدكن) قال :
وعن ابى هريرة «رض» قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فيفتح الله على يده ، فدعا رسول الله عليا فأعطاه إياها وقال : لا تلتفت حتى يفتح الله عليك ـ وذكر الحديث.
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ١ ص ٦٢٨ ط دمشق) قالا :
عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال عمر رضياللهعنه : ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لأدفعن اللواء غدا الى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله به. قال عمر : ما تمنيت الإمرة الا يومئذ ، فلما كان الغد تطاولت لها ، فقال : يا علي قم ، اذهب فقاتل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، فلما قفى كره أن يلتفت فقال : يا رسول الله علام أقاتلهم؟ قال : حتى يقولوا «لا اله الا الله» فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم الا بحقها(ابن مندة في تاريخ أصبهان).
وقالا أيضا في ص ٦٢٩ :
عن ضمرة بن ربيعة ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، يفتح الله عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوقين ، فلما أصبح قال : أين على؟ قالوا :
يا رسول الله ما يبصر. قال : ائتوني به ، فلما أتى به فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أدن مني ، فدنا منه فتفل في عينيه ومسحها بيده ، فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد(قط ، خط في رواة مالك ، كر).
وقالا أيضا في ج ٤ ص ٢٣٣ :
عن بريدة قال : لما كان يوم خيبر أخذ اللواء ابو بكر فرجع ولم يفتح له ، فلما كان من الغد أخذ عمر رضياللهعنه ولم يفتح له ، وقتل ابن مسلمة ورجع الناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأدفعن لوائي هذا الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، لن يرجع حتى يفتح عليه. فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ، فصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الغداة ، ثم دعا باللواء وقام قائما ، فما منا من رجل له منزلة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم الا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل ، حتى تطاولت أنا لها ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه ، فدعا علي بن أبي طالب رضياللهعنه وهو يشتكى عينيه ، فمسحها ثم دفع اليه اللواء ففتح له (ابن جرير).
عن بريدة قال : لما نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحضرة خيبر فزع أهل خيبر ، فقالوا : جاء محمد في أهل يثرب ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر بن الخطاب رضياللهعنه بالناس ، فلقي أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابه ، فرجعوا الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر رضياللهعنهما. فدعا عليا رضياللهعنه وهو يومئذ أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه اللواء ، فانطلق بالناس ، فلقى أهل خيبر ولقى مرحبا الخيبري ، فإذا هو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرب |
وقالا أيضا في ص ٣١٢ :
عن عروة قال : قلت لعائشة رضياللهعنها : من كان أحب الناس الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : علي بن أبي طالب. قلت : أي شيء كان سبب خروجك عليه؟ قالت : لم تزوج أبوك أمك؟ قلت : ذلك من قدر الله. قالت : وكان ذلك من قدر الله (ز).
وقالا أيضا في ص ٣٨٣ :
عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال عمر رضياللهعنه : ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لأدفعن اللواء غدا الى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله به. قال عمر : ما تمنيت الإمرة الا يومئذ ، فلما كان الغد تطاولت لها ، فقال : يا علي قم اذهب فقاتل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، فلما قفى كره أن يلتفت ، فقال : يا رسول الله علام أقاتلهم؟ قال : حتى يقولوا «لا اله الا الله» ، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم الا بحقها(ابن مندة في تاريخ أصبهان).
وقالا أيضا في ص ٣٨٨ :
عن ضمرة بن ربيعة ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ابن الخطاب رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوقين ، فلما أصبح قال : أين علي؟ قالوا : يا رسول الله ما يبصر ، قال : ائتوني به ، فلما أتي به ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ادن منى ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحها بيده ، فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد(قط ، خط) في رواة مالك ، (كر).
وقالا أيضا في ص ٤١٩ :
عن سعد قال : لا أسب عليا رضياللهعنه ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فتطاولوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أين علي؟ فقالوا : هو رمد. قال : ادعوه ، فدعوه فبصق في عينيه ، ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه (ابن جرير).
عن سعد قال : لو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا رضياللهعنه ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما سمعت (ش ، وبقي ابن مخلد).
عن سعد رضياللهعنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لعلي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منها أحب الي من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (ابن جرير).
وقالا أيضا في ص ٤٦٢ :
عن أسامة بن زيد : كنت جالسا إذ جاء علي والعباس رضياللهعنه يستأذنان ، فقالا : يا أسامة استأذن لنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقلت : يا رسول الله علي والعباس يستأذنان. فقال : أتدري ما جاء بهما؟ قلت : لا. قال النبي صلىاللهعليهوسلم : لكني أدري ، ائذن لهما ، فدخلا فقالا : يا رسول الله جئناك نسألك : أي أهلك أحب إليك؟ قال : فاطمة بنت محمد. قالا : ما جئناك نسألك عن أهلك. قال : فأحب الناس الي من أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد. قالا : ثم من؟ قال : ثم علي بن أبي طالب. فقال العباس : يا رسول الله جعلت عمك آخرهم. قال : ان عليا سبقك بالهجرة (ط ، ت) : حسن صحيح ، والروياني والبغوي ،
(طب ، ك ، ص).
وقالا أيضا في ص ٧٤٩ :
عن جميع بن عمير : أنه سأل عائشة رضياللهعنها : من كان أحب الناس الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فاطمة رضياللهعنها. قال : لسنا نسألك عن النساء بل الرجال. قالت : زوجها.
وقالا أيضا في ج ٥ ص ١٧ من القسم الثاني :
عن سعد رضياللهعنه قال : لا أسب عليا رضياللهعنه ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، فتطاولوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أين علي؟ فقالوا : هو رمد ، قال : ادعوه ، فدعوه فبصق في عينه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه (ابن جرير).
وقالا أيضا في ص ١٨ :
عن سعد رضياللهعنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لعلي ثلاث خصال ـ لأن يكون لي واحدة منها أحب الي من الدنيا وما فيها ـ سمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي. وسمعته يقول : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (ابن جرير).
عن عامر بن سعد عن أبيه رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لعلي ثلاث خصال ـ لأن يكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم ـ نزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الوحي فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما رضي الله
عنهم تحت ثوبه ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي بيتي. وقال له حين خلفه في غزاة غزاها ، فقال علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان! فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي ، وقوله يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فتطاول المهاجرون لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ليراهم فقال : أين علي؟ فقالوا : هو رمد. قال : أدعوه ، فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه (ابن النجار).
وقالا أيضا في ج ٧ ص ١١١ من القسم الثاني :
عن بريدة رضياللهعنه قال : لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر رضياللهعنه ، فرجع ولم يفتح له ، فلما كان من الغد أخذه عمر رضياللهعنه ولم يفتح له ، وقتل ابن مسلمة ورجع الناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأدفعن لوائي هذا الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لن يرجع حتى يفتح عليه ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ، فصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الغداة ، ثم دعا باللواء وقام قائما ، فما منا من رجل له منزلة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم الا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل ، حتى تطاولت أنا لها ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه ، فدعا علي بن أبي طالب رضياللهعنه وهو يشتكي عينيه ، فمسحهما ثم دفع اليه اللواء ففتح له (ابن جرير).
عن بريدة رضياللهعنه قال : لما نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحضرة خيبر فزع أهل خيبر ، فقالوا : جاء محمد في أهل يثرب ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر بن الخطاب رضياللهعنه بالناس ، فلقي أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابه ، فرجعوا الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ، فدعا عليا رضياللهعنه وهو يومئذ أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه اللواء ، فانطلق بالناس فلقي أهل خيبر ولقي مرحبا الخيبري ، فإذا هو يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرب |
إذا الليوث أقبلت تلهب |
|
أطعن أحيانا وحينا أضرب |
فالتقى هو وعلي رضياللهعنه فضربه علي ضربة على هامته بالسيف ، عض السيف منها بالاضراس ، وسمع صوت ضربته أهل المعسكر ، فما تتام آخر الناس حتى فتح لأولهم (ش).
وقالا أيضا في ص ٦٨٢ :
عن إياس بن سلمة قال : أخبرني أبي قال : بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي ، فقال مرحب :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرب |
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال عمي عامر :
قد علمت خيبر أني عامر |
|
شاكي السلاح بطل مغامر |
فاختلفا ضربتين ، فوقع سيف مرحب في ترس عامر ، فرجع السيف على ساقه فقطع أكحله ، فكانت فيها نفسه. قال سلمة : فلقيت من صحابة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : بطل عمل عامر قتل نفسه ، فجئت الى النبي صلىاللهعليهوسلم أبكي ، قلت : يا رسول الله أبطل عمل عامر؟ قال : من قال ذلك؟ قلت : أناس من أصحابك ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كذب من قال ذلك ، بل
له أجره مرتين ، حين خرج الى خيبر جعل يرتجز بأصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وفيهم النبي صلىاللهعليهوسلم يسوق الركاب ، وهو يقول :
تالله لو لا الله ما اهتدينا |
|
ولا تصدقنا ولا صلينا |
ان الذين قد بغوا علينا |
|
إذا أرادوا فتنة أبينا |
ونحن عن فضلك ما استغنينا |
|
فثبت الأقدام ان لاقينا |
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من هذا؟ قال : عامر يا رسول الله. قال: غفر لك ربك. قال : وما استغفر لإنسان قط يخصه الا استشهد ، فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب رضياللهعنه قال : يا رسول الله لو ما متعتنا بعامر؟ فقام فاستشهد. قال سلمة رضياللهعنه : ثم ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسلنى الى علي رضياللهعنه فقال : لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فجئت به أقوده أرمد ، فبصق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عينيه ، ثم أعطاه الراية ، فخرج مرحب يخطر بسيفه ، فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرب |
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب رضياللهعنه :
أنا الذي سمتني أمي حيدره |
|
كليث غابات كريه المنظرة |
أو فيهم بالصاع كيل السندره
ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه (ش).
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف» (ج ٤ ص ٤٠ ط بيروت) قال :
وفيه قوله : «لأعطين الراية». م في المغازي (٤٧ : ٢) عن ابى بكر بن ابى شيبة ، عن ابى النضر هاشم بن القاسم ـ و (٤٧ : ٢) عن إسحاق بن ابراهيم ، عن ابى عامر العقدى ـ و (٤٧ : ٢) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن عبيد الله بن عبد المجيد أبي على الحنفي ـ ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار عنه به.
قال ابراهيم بن محمد بن سفيان (راوي صحيح مسلم) : ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عبد الصمد و (٤٧ : ٣) ثنا احمد بن يوسف الأزدي ، ثنا النضر بن محمد كلاهما عن عكرمة بن عمار به.
وقال أيضا في ص ٤٦ :
حديث : تخلف علي عن النبي صلىاللهعليهوسلم في خيبر ـ وكان رمدا ... الحديث ، فقال : «لأعطين الراية» ... الحديث. خ في الجهاد (١١٩ : ٢) وفي فضل على (المناقب ٣٨ : ٢) عن قتيبة ـ وفي المغازي (٢٩ : ١٥) عن القضبى ـ م في الفضائل (٥٠ : ٨).
وقال أيضا في ص ١١٢ :
حديث : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه» ... الحديث. خ في فضل على (المناقب ٣٨ : ١) عن قتيبة ـ وفي الجهاد (١٠١ : ٢) عن القضبى ـ م في الفضائل (٥٠ : ٧) عن قتيبة ـ كلاهما عنه به.
وقال في ص ١٢٥ :
حديث : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ... الحديث. خ في الجهاد (١٤٢) وفي المغازي (٢٩ : ١٥) م في الفضائل (٥٠ : ٧) س في المناقب (الكبرى ٤ : ١٣) وفي السير (الكبرى ٥) ثلاثتهم عن قتيبة ، عنه به.
وقال في ج ٨ ص ١٧٩ :
حديث : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله» ... الحديث. س في المناقب (الكبرى ٤ : ١٤) عن عباس بن عبد العظيم العنبري ، عن عمر بن عبد الوهاب ، عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عنه به.
وقال أيضا في ج ٩ ص ٤٢٣ :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله» م س ـ الحديث م في الفضائل (٥٠ : ٦) س في السير (الكبرى ٤ : ١٣) جميعا عن قتيبة عنه به.
وقال أيضا في ج ١٠ ص ٩٨ :
حديث : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لأدفعن الراية اليوم الى رجل يحب الله ورسوله» ... الحديث. س في المناقب (الكبرى ٤ : ١٥) عن أحمد ابن سليمان الرهاوي ، عن يعلى بن عبيد ، عنه به.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخى الحنفي الملطي المتولد سنة ٨٤٤ في ملطية والمتوفى بالسل سنة ٩٢٠ في كتابه «غاية السؤل في سيرة الرسول» (ص ٢٥٤ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : كان أبي يسمر مع علي ، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل له : لو سألته؟ فسألته فقال : ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث الي وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله اني أرمد العين. قال : فتفل في عيني وقال : اللهم أذهب عنه الحر والبرد. فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ ، وقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، فتشرف لها أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فأعطانيها.
وقال أيضا في ص ٢٥٥ :
ومن الرواية في هذا الباب ما روي عن سهيل بن سعد رضياللهعنه : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله. قال : فبات الناس يدوكون (يخوضون ويتحدثون) ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه. فقال : فأرسل اليه ، فأتى ، فبصق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ...
وراجع : ابن حزم. جوامع السيرة ص ١٦ ، ابن الجوزي. الوفا ص ٣٤٤ ـ ٣٤٥ ، المحب الطبري. الرياض النضرة ج ٣ ص ١٥٠ ـ ١٥٤ ، ابن سيد الناس
عيون الأثر ج ٢ ص ٢٨٦ ، الشرجي. التجريد الصريح ص ٤٠١.
ومنهم الحافظ ابو عبد الرحمن احمد بن على بن شعيب النسائي المتوفى سنة ٣٠٣ في «فضائل الصحابة» (ص ١٦ ط بيروت) قال :
أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال انا يعقوب ، عن ابى حازم ، قال أخبرنا سهل بن سعد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية (غدا يفتح) الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، قال : أين علي بن ابى طالب؟ فقال : هو يا رسول الله يشتكي عينيه.
قال : فأرسلوا اليه. فأتي به. فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام ، فو الله لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
أخبرنا العباس بن عبد العظيم ، قال ثنا عمر بن عبد الوهاب ، قال انا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عن ربعي ، عن عمران بن حصين أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ـ أو قال : يحبه الله ورسوله ـ فدعا عليا وهو أرمد ، ففتح الله على يعنى يديه.
أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال ثنا يعلى بن عبيد ، قال ثنا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : لأدفعن الراية اليوم الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاول القوم ، فقال : أين علي؟ قالوا : يشتكي عينيه ، فدعا به فبزق نبي الله صلىاللهعليهوسلم في كفيه ثم مسح بهما عيني علي ودفع اليه الراية ، ففتح الله عليه يومئذ.
ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٨ ص ٢٣٧ ط مطبعة الامة ببغداد) قال :
حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا ضرار بن صرد ابو نعيم ، ثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن علي السلمي ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش ـ قال محمد : ولو أني قلت اني قد سمعته من ربعي لصدقت ـ عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فأعطاها عليا.
حدثنا ابو معن ثابت بن نعيم الهوجي ، ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ، ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فأعطاها عليا رضياللهعنه.
حدثنا سهل بن موسى شيران الرامهرمزي ، ثنا احمد بن عبدة الضبي ، ثنا الحسن بن صالح الأسود ، ثنا سليمان بن قرم ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ثم دعا عليا رضياللهعنه فأعطاها إياه.
حدثنا محمد بن حيان المازني ، ثنا كثير بن يحيى ، ثنا سعيد بن عبد الكريم ، عن سليط بن عطية الحنفي ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول صلىاللهعليهوسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فدعا عليا فأعطاها إياه.
حدثنا الحسن بن العباس الرازي ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا هارون بن المغيرة ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن منصور ، عن ربعي ، عن عمران أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فأعطاها عليا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفى الرحمن المباركفورى الهندي في كتابه «الرحيق المختوم» (ص ٣٣٧ طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال : ولما كانت ليلة الدخول قال : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : يا رسول الله هو يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا اليه. فأتي به ، فبصق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يحب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
ومنهم العلامة الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة ٧٣٩ في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج ٩ ص ٤٣ ط بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن إسحاق بن ابراهيم مولى ثقيف ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. قال : فبات الناس ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ قالوا : يشتكي عيناه يا رسول الله. قال : فأرسلوا
اليه ، فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، وأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يعلى بن عبيد ، عن أبي منين يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأدفعن الراية اليوم الى رجل يحب الله ورسوله. فتطاول القوم فقال : اين علي؟ فقالوا : يشتكي عينه ، فدعاه فبزق في كفيه ومسح بها عين علي ثم دفع اليه الراية ففتح الله عليه.
أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا ابراهيم بن الحجاج السامي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : لأدفعن اليوم اللواء الى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه. قال عمر : فما أحببت الامارة الا يومئذ ، فتطاولت لها فقال لعلي : قم ، فدفع اللواء اليه ثم قال له : اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، فمشى هنيهة ثم قام ولم يلتفت للعرب فقال : على ما أقاتل الناس؟ قال النبي صلىاللهعليهوسلم : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا اله الا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله.
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي ، حدثنا ابو الوليد الطيالسي ، حدثنا عكرمة بن عمار ، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : خرجنا الى خيبر وكان عمي عامر يرتجز بالقوم وهو يقول :
والله لو لا الله ما اهتدينا |
|
ولا تصدقنا ولا صلينا |
ونحن عن فضلك ما استغنينا |
|
فثبت الأقدام ان لا قينا |
وأنزلن سكينة علينا
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : من هذا؟ قالوا : عامر. قال : غفر لك ربك يا عامر ، وما استغفر رسول الله صلىاللهعليهوسلم لرجل خصه الا استشهد. قال عمر : يا رسول الله لو متعتنا بعامر ، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخط سيفه وهو ملكهم وهو يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاك السلاح بطل مجرب |
إذ الحروب أقبلت تلهب
فنزل عامر فقال :
قد علمت خيبر أني عامر |
|
شاك السلاح بطل مغامر |
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في فرس عامر فذهب ليستقبل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت منها نفسه ، وإذا نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقولون : بطل عمل عامر ، قتل نفسه ، فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم وأنا أبكي فقلت : يا رسول الله بطل عمل عامر؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من قال هذا؟ قال : قلت : ناس من أصحابك. فقال صلىاللهعليهوسلم : بل أجره مرتين ، ثم ارسلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم الى علي بن أبي طالب فأتيته وهو أرمد ، فقال : لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي صلىاللهعليهوسلم ، فبصق في عينه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاك السلاح بطل مجرب |
إذ الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب رضياللهعنه :
أنا الذي سمتني أمي حيدره |
|
كليث غابات كريه المنظرة |
أو فيهم بالصاع كيل السندره
قال : فضربه ففلق رأس مرحب فقتله ، وكان الفتح على يدي علي بن أبي طالبرضياللهعنه.
قال ابو حاتم : هكذا أخبرنا ابو خليفة «في فرس عامر» وانما هو «في ترس عامر».
ذكر وصف خروج علي بن أبي طالب
رضياللهعنه برايته الى أعداء الله الكفرة
أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس فقال : يا ايها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يبعثه البعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يبعث الله عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الشوكانى المتوفى سنة ١٢٥٠ في «ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع» (ص ٥٥ ط بيروت سنة ١٤٠٤) قال :
وفي الصحيحين وغيرهما عن سهل بن سعد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه وهو عليرضياللهعنه.