إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٢

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

ومنهم الحافظ ابو شجاع شيرويه بن شهردار الحنفي الديلمي في «فردوس الاخبار» (ج ١ ص ١٨٢ والنسخة مصورة من مكتبة فيض الله افندى باسلامبول) قال :

روى عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا فاطمة أما ترضين أن الله عزوجل اطلع الى أهل الأرض فاختار أباك وزوجك.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٩١ نسخة مكتبة السيد الاشكورى) قال :

روي في كتاب مودة القربى يرفعه بسنده الى عبد الله بن عباس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع الى الأرض فاختار فيهم رجلين وجعل أحدهما أبوك والآخر بعلك.

وفي ص ٩٠ قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.

رواه الحاكم وتعقب عن ابى هريرة والطبراني والحاكم وتعقب والخطيب هم جميعا يرفعه بسنده عن ابن عباس (جامع الكبير).

٥٤١

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرءوف بن تاج العارفين بن على الحدادي المناوى الشافعي في «الجامع الأزهر في حديث النبي الأنور» (ج ١ ص ٨٧ ط القاهرة) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا فاطمة ان الله اطلع الى أهل الأرض ، فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك (طك) عن ابن عباس من رواية ابراهيم بن الحجاج عن عبد الرزاق لا يعرف وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي ص ٩١ قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع الى الأرض فاختار منهم رجلين ، وجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، فانا مختار الله لابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

رواه أيضا : ولقد شكت فاطمة من العيش وضيق الحال فقال لها ...

ومنهم العلامة ابو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في «الوسيلة» (ص ١٦٦ ط حيدرآباد الدكن) قال :

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : لما زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة بعلي رضي‌الله‌عنهما قالت : يا رسول الله زوجتني من رجل فقير لا شيء له. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضين يا فاطمة ان الله عزوجل اختار من أهل الأرض رجلين جعل أحدهما أباك والآخر بعلك.

٥٤٢

ومنهم العلامة ابو احمد عبد الله بن عدى الجرجاني الشافعي في «الكامل في الرجال» (ج ٥ ص ١٩٤٩ وص ١٩٦٨ ط بيروت) قال :

حدثنا على بن سعيد ، حدثنا ابو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابى نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قالت فاطمة : يا رسول الله زوجتني عائلا لا مال له ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضين أن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.

ومنها

ما رواه ابو أيوب الأنصاري

رواه جماعة من الأعلام :

منهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٩٣) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما علمت أن الله عزوجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع على أهل الأرض الثانية فاختار بعلك ، فأوحى الي فأنكحتك له واتخذته وصيا.

قاله لفاطمة ، رواه الطبراني يرفعه بسنده عن ابى أيوب.

٥٤٣

ومنها

ما رواه ابو هريرة

رواه جماعة من أعلام العامة :

فمنهم الفقيه الحافظ برهان الدين ابو الوفاء ابراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الحلبي الشافعي المعروف بسبط ابن العجمي المتولد سنة ٧٥٣ والمتوفى سنة ٨٤١ في كتابه «الكشف الحثيث» (ص ٢١٦) قال : حدثنا سريج بن يونس ، ثنا أبو حفص الأبار ، ثنا الأعمش ، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، قالت فاطمة رضي‌الله‌عنها : يا رسول الله زوجتني من علي وهو فقير لا مال له. قال : يا فاطمة ألا ترضين ان الله اطلع الى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك.

ومنهم العلامة الميرزا محمد خان بن رستم خان في «مفتاح النجاة» (ص ٣ مخطوط) قال :

عن ابى هريرة قال : قالت فاطمة : يا رسول الله زوجتني من علي وهو فقير لا مال له. فقال : يا فاطمة أما ترضين أن الله عزوجل اطلع الى أهل الأرض فاختار رجلين ، أحدهما أبوك والآخر بعلك. أخرجه الطبراني والخطيب عن ابى هريرة.

٥٤٤

ومنها

ما رواه على بن الهلال عن أبيه

رواه جماعة من الأعلام :

فمنهم العلامة شهاب الدين احمد الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٢٣٧ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبه الملي بفارس) قال : عن علي بن الهلال عن أبيه قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم في مرضه الذي قبض فيه ، فإذا فاطمة عند رأسه ، قال : فبكت حتى أن تفوض ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم طرفه إليها ، فقال : يا حبيبتي ما يبكيك؟ قالت : أخشى الضيعة بعدك. قال : يا حبيبتي أما تعلمين أن الله تعالى اطلع الى أهل الأرض اطلاعا فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك ، فأوحى الله تعالى الي بأن أنكحك.

رواه الصالحاني بإسناده الى ابى نعيم.

ومنها

ما روته اسماء بنت عميس

رواه جماعة من الأعلام :

٥٤٥

فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٤١ والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اسكتي فقد أنكحتك أحب أهل بيتي الي. قاله لفاطمة.

رواه الحاكم يرفعه بسنده عن أسماء بنت عميس.

ومنها

ما روى مرسلا

رواه جماعة من أعلام العامة :

فمنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج ٨ ص ٣٥١ ط دمشق) قالا :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما علمت أن الله اطلع الى أهل الأرض فاختار منها أباك فابتعثه برسالته ، ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك ، فأوحى الله الي أن أنكحك إياه ، يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تعط لاحد بعدنا : أنا خاتم النبيين ، وأنا أكرم النبيين على الله ، وأنا أحب المخلوقين الى الله ، وأنا أبوك ـ الحديث.

٥٤٦

ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٥٤ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

ودر بعض روايت آمده كه آمد رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم روز نكاح فاطمه وعلى بعد از عشاء بسوى خانه ايشان پس برداشت ظرفي از آب وانداخت آب دهن مبارك خود را وخواند معوذتين را ودعا كرد وامر كرد على را كه بياشامد آن آب را ووضو كند ، بعد از آن امر كرد فاطمه را كه بياشامد آن آب را ووضو كند از آن ، پس گفت : خداوندا اين هر دو ذات از من اند ومن از ايشانم ، خداوندا چنانكه دور كردى از من پليدى را وپاك ساختى مرا پاك گردان اين هر دو را. ونيز فرمود : بيرون آر از ايشان ذريت بسيار پاك از حضرت فاطمه اين ارشاد كرد كه : برگزيد خداى تعالى از زمين دو مرد را يكى از آن پدر توست وديگرى زوج تو.

٥٤٧

مستدرك

قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «أبوهما خير منهما»

تقدم ما يدل عليه من الأخبار في ج ٩ ص ١٨٩ وص ٢٢٩ الى ص ٢٤١ ، وج ١٨ ص ٤٠٨ الى ص ٤١٠ ، وج ١٩ ص ٢٠٢ وص ٢٠٥ وص ٢٤٢ وص ٢٤٣ وص ٢٧٨ ، وج ٢١ ص ٦٤٣ عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٦٧٤ نسخة مكتبة السيد الاشكورى) قال :

في حديث فقدان الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فلما وجدهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حملهما على عاتقه فقال : نعم الجمل جملكما ونعم الراكبان أنتما وابو كما خير منكما.

ورواه أيضا في ص ٦٧٦ عن ابى المؤيد موفق بن احمد اخطب الخطباء الخوارزمي المكي.

٥٤٨

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين احمد بن عبد الله الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٥٤ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

في الحديث المذكور : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما حملهما قال : نعم المطي مطيهما ونعم الراكبان هما وابو هما خير منهما.

ومنهم العلامة الشريف ابو المعالي المرتضى محمد بن على الحسيني البغدادي في «عيون الاخبار في مناقب الأخيار» (ص ٥٣ نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

في الحديث المذكور : ان جبرئيل نزل فقال : يا محمد لا تهتم ولا تحزن ، هما فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما خير منهما.

ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٩ ص ٢٩٢ ط بغداد) قال :

حدثنا احمد بن عبد الله البزار التستري ، ثنا محمد بن السكن الأيلي ، ثنا عمران بن أبان ، ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث الليثي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

٥٤٩

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين احمد الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٥٣ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

وعنه رضى الله عنه قال : رأينا وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتباشر بالسرور وقال : مالي لا أبش وقد أتاني جبرئيل فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما. عن ابن عمر.

٥٥٠

مستدرك

قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «ورأسه في حجر على عليه‌السلام»

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الاخبار عن كتب اعلام العامة في ج ٨ ص ٦٩٤ و ٦٩٥ وج ١٠ ص ٤٣٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

منهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٧٠ ط دمشق) قالا :

عن أبي غطفان قال : سألت ابن عباس رضي‌الله‌عنه : أرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال : توفي وهو الى صدر علي رضي‌الله‌عنه. قلت : فان عروة حدثني عن عائشة رضي‌الله‌عنها أنها قالت : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين سحري ونحري. فقال ابن عباس رضي‌الله‌عنهما : أتعقل والله لتوفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مستند الى صدر علي ، وهو الذي غسله وأخى الفضل بن عباس ، وأبي أبي أن يحضر وقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأمرنا أن نستتر فكان عند السترة(ابن سعد ، وسنده ضعيف).

٥٥١

ومنهم العلامة الشيخ عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخى الحنفي الملطي المتولد سنة ٨٤٤ في ملطية والمتوفى بالسل سنة ٩٢٠ في كتابه «غاية السؤل في سيرة الرسول» (ص ٦٦ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وأسنده علي اليه ، ونفضه فلم يخرج منه شيء ، وفاحت رائحة طيبة فوق رائحة المسك والعنبر وكل رائحة ذكية ، فامتلأت بها أرجاء المدينة ، حتى لم يبق بها دار إلا شمت بها هذه الرائحة ، فقال علي رضي‌الله‌عنه : صلى الله عليك ، طبت حيا وميتا ، ثم أدرج في ثلاثة أثواب بيض سحولية من غير خياطة.

ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ١١٩ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وروى ابن سعد في الطبقات عن علي بن الحسين قال : قبض رسول الله ورأسه في حجر علي.

وفيه أيضا عن أبي غطفان قال : سألت ابن عباس : أرأيت رسول الله توفي ورأسه في حجر أحد. قال : توفي رسول الله مستند الى صدر علي. قلت : فان عروة حدثني عن عائشة أنها قالت : توفي رسول الله «ص» بين سحري ونحري. فقال ابن عباس : أتعقل؟ والله لتوفي رسول الله «ص» وهو مستند الى صدر علي وهو الذي غسله.

وأخرج النسائي في الخصائص عن أم سلمة قالت : والذي تحلف به أم سلمة ان أقرب الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي. قالت : لما كان غدوة قبض رسول الله «ص» فأرسل اليه رسول الله قال : وأظنه كان بعثه في حاجة ، فجعل يقول : جاء علي ، ثلاث مرات ، فجاء قبل طلوع الشمس ، فلما أن جاء عرفنا

٥٥٢

أنه اليه حاجة ، فخرجنا من البيت وكنا عند رسول الله «ص» يومئذ في بيت عائشة ، وكنت آخر من خرج من البيت ، ثم جلست من وراء الباب فأكب عليه علي فكان آخر الناس به عهدا ، فجعل يساره ويناجيه ، ولفظ حديث المستدرك : فجعل يساره ويناجيه ثم قبض «ص».

٥٥٣

مستدرك

قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «انا مدينة العلم وعلى بابها»

تقدم نقل ما يدل عليه من كتب علماء العامة في ج ٥ ص ٤٦٩ الى ص ٥٠٢ وج ١٦ ص ٢٧٧ الى ص ٢٩٨ وج ٢١ ص ٤١٥ الى ص ٤٢٨ ، وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك : (١)

__________________

(١) قال الفاضل المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائرى المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضرى» ج ٢ ص ١٠٤ ط بيروت سنة ١٤٠٤ : تقدمت آثار كثيرة دالة على غزارة علمه واعتراف الصحابة والتابعين له بذلك وثنائهم عليه وفي مقدمتهم الفاروق ، وتقدم أيضا حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» ، وهذا الحديث رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة والحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عباس مرفوعا. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، ورد عليه الحافظ العلائي ردا علميا وقال : الصواب أن الحديث حسن ، وبهذا أفتى الحافظ ابن حجر من سأله عنه فقال : الصواب خلاف قولهما وان الحديث من قسم الحسن لا يرتقي الى درجة الصحة ولا ينحط الى درجة الوضع.

٥٥٤

فمنهم العلامة ابو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في «الوسيلة» (ص ١٦٤ ط حيدرآباد الدكن) قال :

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٦١٧ والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ، كذب من زعم أنه يصل الى المدينة الا من قبل الباب.

(أخبرنا) هذا الحديث ابو الحسن المعروف بابن المغازلي يرفعه بسنده الى محمد بن عبد الله قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحديث.

وقال أيضا :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ، كذب من زعم أنه يدخل المدينة بغير الباب ، قال الله عزوجل : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) ، وقال علي رضي‌الله‌عنه : علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ألف باب من العلم فانفتح من كل واحد منها ألف باب.

قال في الهامش : رواه ابن المغازلي يرفعه بسنده الى محمد بن عبد الله قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن امام المتقين علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحديث.

٥٥٥

ومنهم العلامتان الشريف عباس احمد صقر واحمد عبد الجواد في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج ٤ ص ٤٠٨ ط دمشق) قالا :

حدثنا محمد بن اسماعيل الضرارى ، حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

حدثنا ابراهيم بن موسى الرازي ـ وليس بالفراء ـ حدثنا أبو معاوية ـ بإسناد مثله هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث ـ انتهى كلام ابن جرير.

وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس ، وأخرج (ك) حديث ابن عباس وقال : صحيح الاسناد ، وروى (خط) في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال : هو صحيح ، وقال (عد) في حديث ابن عباس : انه موضوع ، وقال الحافظ صلاح الدين العلائى : قد قال ببطلانه أيضا الذهبي في الميزان وغيره ، ولم يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوى دعوى الوضع دفعا بالصدر ، وقال الحافظ ابن حجر في لسانه : هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم ، أقل أحوالها أن يكون الحديث أصلا ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع. وقال في فتوى هذا الحديث : أخرجه (ك) في المستدرك وقال انه صحيح ، وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال : انه كذب ، والصواب خلاف قولهما معا ، وان الحديث من قسم الحسن لا يرتقي الى الصحة ولا ينحط الى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولا ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك انتهى. وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهرا الى أن وقفت على

٥٥٦

تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح (ك) لحديث ابن عباس ، فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن الى مرتبة الصحة. والله أعلم.

٥٥٧

مستدرك

مبيت امير المؤمنين عليه‌السلام على فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

تقدم ما يدل عليه في ج ٣ ص ٢٤ الى ص ٣٣ وج ٦ ص ٤٧٩ الى ص ٤٨١ وج ٨ ص ٣٣٤ الى ص ٣٤٨ وج ١٤ ص ١١٦ وص ١٣٠ وج ٢١ ص ٢٨٦ الى ص ٢٩٣ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى :

فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في «الامام المهاجر» (ص ١٥١ ط دار الشروق بجدة) قال :

ولما اجتمعت قريش في دار الندوة ، ومعهم إبليس في صورة شيخ نجدي أجمع رأيهم على قتله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمر عليا فنام مكانه وغطى ببرد أخضر ، فكان أول من شرى نفسه. وفي هذا نزل قوله تعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) الآية.

وفي ذلك يقول :

رسول الله خاف أن يمكرو به

فنجاه ذو الطول الاله من المكر

٥٥٨

وقيت بنفسي خير من وطىء الثرى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

ولما هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى المدينة أمره أن يتخلف بعده ليؤدي عنه الودائع والأمانات للناس عنده ، ففعل ما أمره به ، ثم لحق به بعد ثلاثة أيام ، وهو بقباء.

ومنهم العلامة ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في كتاب «دلائل النبوة» (ج ٢ ص ٤٦٦ طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن عتاب العبدي ، قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، قال أخبرنا اسماعيل ابن أبي أويس ، قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة.

(ح) ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرني اسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، قال حدثنا جدي ، قال حدثنا ابراهيم بن المنذر ، قال حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب الزهري ، وهذا لفظ حديث اسماعيل ، قال : ومكث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ، ثم ان مشركي قريش اجتمعوا أن يقتلوه أو يخرجوه حين ظنوا أنه خارج ، وعلموا أن الله عزوجل قد جعل له مأوى ومنعة ولأصحابه ، وبلغهم اسلام من أسلم ، ورأوا من يخرج إليهم من المهاجرين ، فأجمعوا أن يقتلوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو يثبتوه ، فقال الله عزوجل (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ). وبلغه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك اليوم الذي أتى فيه أبا بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر في جوف الليل قبل الغار غار ثور ، وهو الغار الذي ذكر الله عزوجل في الكتاب ، وعمد علي بن أبي طالب فرقد على

٥٥٩

فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يواري عنه ، وباتت قريش يختلفون ويأتمرون : أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه ، فكان ذلك أمرهم حتى أصبحوا ، فإذا هم بعلي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، فسألوه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبرهم أنه لا علم له به ، فعلموا عند ذلك أنه قد خرج فارا منهم ، فركبوا في كل وجه يطلبونه.

وأيضا في ص ٦٦٨ ذكر اجتماع قريش على قتله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكيف يقتلونه ، الى أن قال :

قال أبو جهل بن هشام : والله ان لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه! قالوا : وما هو؟ قال : أرى أن تأخذوا من كل قبيلة من قريش غلاما نهدا جلدا نسيبا وسيطا ، ثم تعطوهم شفارا صارمة ثم يجتمعوا فيضربوه ضربة رجل واحد ، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل ، فلم تدر عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ، ولم يقووا على حرب قومهم ، فإنما أقصرهم عند ذلك أن يأخذوا العقل فتدونه لهم ، قال النجدي : لله در الفتى هذا الرأي والا فلا شيء. فتفرقوا على ذلك واجتمعوا له وأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخبر ، وأمر أن لا ينام على فراشه تلك الليلة ، فلم يبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيث كان يبيت ، وبيت عليا في مضجعه.

وقال أيضا في ص ٤٦٩ :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال حدثنا يونس ، عن ابن إسحاق ، قال : وأقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينتظر أمر الله حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا ، أتاه جبريل عليه‌السلام فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ، ثم خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على

٥٦٠