إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٠

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

علي ـ إلخ. رواه الحافظ جلال الدين السيوطي وأبو نعيم الحافظ هما يروونه بسنده عن ابن مسعود.

ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن حمد بن اسحق ابن موسى الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في على عليه‌السلام» خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ١٧٢ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال :

حدثنا أبو بكر بن القمص ، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص [بن عمر الخثعمي الأشناني الكوفي] ، قال حدثنا عباد بن يعقوب ، قال حدثنا أبو القاسم الفضل ابن القاسم البزار ، قال حدثنا سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن مرة [الهمداني] ، عن عبد الله [بن مسعود] انه كان يقرأ هذه الآية (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي ابن أبي طالب عليه‌السلام.

١٤١

الآية الحادية والخمسون

قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) سورة الفرقان:٢٤.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٢٩٤ وج ١٤ ص ٢٦٨) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٥) قال :

وبالاسناد المذكور عن كثير بن كلثمة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : هو علي وفاطمة. رواه الصالحاني.

وعن محمد بن سيرين رضي‌الله‌عنه في هذه الآية : انها نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام هو ابن عمه

١٤٢

وزوج ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها وكان نسبا وصهرا. رواه الامام الزرندي.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٤٩٨ والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) انها نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي بن أبي طالب هو ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وزوج فاطمة ، فكان نسبا وصهرا ، تفسير هذه الآية في الخمسة لأهل العباء.

أخرجه أبو نعيم الحافظ وأبو الحسن المعروف بابن المغازلي هما يرفعه بسنديهما الى سعيد بن جبير وعن امام المفسرين ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء ،

ثم قال : المراد من الماء نور النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي كان قبل خلق الخلق ، ثم أودعه في صلب آدم عليه‌السلام ، ثم نقله من صلب الى صلب الى أن وصل صلب عبد المطلب ، فصار جزءين جزء الى صلب عبد الله فولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجزء الى صلب أبي طالب فولد عليا ، ثم ألف النكاح فزوج عليا بفاطمة فولد حسنا وحسينا رضي‌الله‌عنهم. أخرجه في تفسير الثعلبي وأبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي المكي هما يرفعه بسنده عن أبي صالح وعن امام المفسرين ابن عباس.

وأيضا ابن مسعود وعن جابر وعن البراء وعن انس وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنهم قالوا : نزلت في الخمسة من أهل العباء.

١٤٣

الآية الثانية

والخمسون قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) سورة الزخرف : ٥٧.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٣٩٧ وج ١٤ ص ٣٣٧) عن كتب جماعة من أعلام العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٦) قال : وبالاسناد المذكور عن الأصبغ عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : ان فيك مثلا من عيسى ، أحبه قوم فهلكوا فيه وأبغضه قوم فهلكوا فيه. فقال المنافقون : أما رضي له مثلا عيسى ، فنزلت (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) رواه الامام الصالحاني.

١٤٤

وعن ربيعة بن ناجد قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : في نزلت هذه الآية (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) رواه الامام الزرندي.

ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي (ص ٢٢٠ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال :

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن سالم السلولي عن جده قال حدثنا يحيى بن يعلى الرازي ، قال حدثنا ابن أبي الثلج ، قال حدثنا الحسن بن حماد ، قال حدثنا يحيى بن يعلى ، عن صباح المزني ، عن الحارث ابن حصيرة ، عن أبي صادق ، قال حدثنا ربيعة بن ناجد ، قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : في أنزلت هذه الآية (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).

[وأيضا] حدثنا عبد الله بن محمد [بن] جعفر ، قال حدثنا يحيى بن عبد الله ابن سالم السلولي ، عن جده ، قال حدثنا يحيى بن يعلى. وحدثنا أبو محمد بن حيان ، قال حدثنا ابراهيم بن محمد بن علي الرازي ، قال حدثنا ابن أبي الثلج ، قال حدثنا الحسن بن حماد ، قال حدثنا يحيى بن يعلى ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، قال حدثنا ربيعة بن ناجد ، قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : في نزلت هذه الآية (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).

١٤٥

الآية الثالثة والخمسون

قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) سورة الزمر : ٣٣.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ١٧٧ وج ١٤ ص ٢٤٢) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج ٢ ص ٤١٨ وص ٤١٩) قال :

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا محمد بن المظفر الشامي ، أنبأنا احمد ابن محمد العتيقي ، أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، أنبأنا محمد بن عمرو العقيلي ، حدثني محمد بن محمد الكوفي ، أنبأنا محمد بن عمرو السوسي ، أنبأنا نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن سعيد [كذا] عن ليث ، عن مجاهد في قوله عزوجل (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : الذي جاء بالصدق محمد والذي

١٤٦

صدق به علي.

أخبرنا أبو عبد الله بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو القاسم ، أنبأنا أبو محمد ابن أبي نصر ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، أنبأنا ابراهيم بن سليمان بن حزازة ، أنبأنا الحسن ابن الحسين الانصاري ، أنبأنا علي بن القاسم ، عن ابن مجاهد ، عن أبيه في قوله عزوجل (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : الذي جاء بالصدق هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدق به علي بن أبي طالب.

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٦ والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال :

وبالاسناد المذكور عن مجاهد رضي الله تعالى عنه في الآية قال : وصدق به علي بن أبي طالب. رواه الامام الصالحاني.

ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحق بن موسى الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ٢٤٠ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال :

أخبرنا ابراهيم بن محمد إجازة ، قال حدثنا الحسين بن علي بن الحسين السلولي ، [أخبرنا محمد بن الحسن السلولي] ، قال : حدثنا عمر بن سعد ، عن ليث ، عن مجاهد في قوله تعالى (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : [الذي صدق به] علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٤٧

الآية الرابعة والخمسون

قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) سورة الحج : ١٩.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٥٥٢ وج ١٤ ص ٤٠٧) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة الشيخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتولد سنة ٣٩١ والمتوفى سنة ٤٦٣ في كتاب «تلخيص المتشابه في الرسم» (طبع دمشق) قال :

أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، أنا أبو الحسن علي ابن عمر بن أحمد الحافظ ، قال حدثني أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن النقاشي بشيء من كتابه ، قال نا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي ، نا عبد العزيز ابن محمد بن الحسن المخزومي ، نا محمد بن عبد الله المخزمي ، نا محمد بن

١٤٨

إدريس الشافعي ، نا موسى بن هارون ، نا محمد بن مروان السدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، ابن عباس في قوله تبارك وتعالى (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). قال : ثلاثة من وسط القلادة : حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث رضي‌الله‌عنهم ، وثلاثة من المشركين من وسط القلادة : شيبة ، وعتبة ، والوليد.

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٤ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :

قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) الى قوله تعالى (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ).

عن أبي ذر يقسم أنه أنزلت هذه الآية في هؤلاء الرهط يوم بدر في علي وحمزة عليهما‌السلام وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. رواه الطبري ورواه الزرندي عن علي عليه‌السلام قال : نزلت فينا هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) الى قوله تعالى (الْحَرِيقِ).

ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن بدير بن سعيد الموصلي المعروف بابن معين في كتابه «الجمع بين الصحيحين مع حذف السند والمكرر من البين» (والنسخة مصورة من مخطوطة جستربيتى) قال :

قال قيس بن عباد : فيهم نزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) ، قال :

١٤٩

هم الذين تبارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة بن الحرث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحق ابن موسى الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي.

حدثنا أحمد بن محمد بن حبلة ، قال حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال حدثنا أحمد بن منيع ، قال حدثنا هشيم بن بشير ، قال : حدثنا أبو هاشم يحيى بن دينار الواسطي ، عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، عن قيس بن عباد ، عن علي عليه‌السلام قال : أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله عزوجل ، فينا نزلت هذه الآية في مبارزتي يوم بدر (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) الآية.

١٥٠

الآية الخامسة والخمسون

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) سورة الأنفال : ٢٦.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ١٩٤ وج ١٤ ص ٥٨٥) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج ٢ ص ٤١٩) قال :

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي ، انبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، انبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن سليمان العوفي النصيبي ، انبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، انبأنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المهري (كذ) ، انبأنا عباس بن بكار ، انبأنا خالد بن أبي عمرو الأسدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش «لا اله الا الله وحدي لا شريك لي ،

١٥١

ومحمد عبدي ورسولي ، أيدته بعلي» وذلك قوله في كتابه (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) علي وحده.

ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» الذي خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ٨٢ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال:

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال حدثنا الحسين بن اسماعيل المهري ، قال حدثنا عباس بن بكار ، قال حدثنا خالد بن أبي عمرو الأسدي ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش «لا اله الا الله وحده لا شريك له ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته بعلي بن أبي طالب» ، وذلك قوله تعالى في كتابه (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في كتاب «آل محمد» (ص ١٤٤ نسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

أخرج أبو نعيم الاصفهاني الحافظ بسنده عن أبي هريرة وعن أبي صالح وعن أنس وعن جعفر الصادق عليه‌السلام وعن امام المفسرين ابن عباس في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) قالوا : نزلت في علي ، وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : رأيت مكتوبا على العرش «لا اله الا الله وحده لا شريك له ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته ونصرته بعلي بن أبي طالب».

١٥٢

الآية السادسة والخمسون

قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) الآيات. سورة الإنسان : ٥.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ١٥٧ وص ٥٨٣ وج ١٤ ص ٤٤٦) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٩ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :

قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) الآيات عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : آجر علي كرم الله تعالى وجهه نفسه وسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح ، فقبض الشعير وطحن منه فجعلوا منه شيئا

١٥٣

ليأكلوه يقال له الحريزة دقيق بلادهن ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين يسأل فأطعموه إياه ، ثم صنعوا الثلث الثاني فلما تم أتى يتيم فسأل فأطعموا إياه ، ثم صنعوا الثلث الباقي فلما تم إنضاجه اتى أسير من المشركين فأطعموه إياه وطووا يومهم فنزلت. وهذا قول الحسن وقتادة.

قال اهل العلم : وهذا يدل على أن الثواب مرجو فيهم وان كانوا من غير أهل الذمة ، وهذا إذا أعطوا من غير الزكاة والكفارة.

وقال سعيد بن جبير : الأسير المجوس من أهل القبلة ، رواه الطبري وقال : خرجه الواحدي.

وفي فرائد التفسير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان حسنا وحسينا رضي الله تعالى عنهما مرضا ، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما ان يصوموا ثلاثة أيام ان برءا عما بهما ، فشفيا واختبزت فاطمة رضي الله تعالى عنها خمسة أقراص من دقيق الشعير على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : «السّلام عليكم يا أهل بيت رسول الله محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة» فآثروه ولم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صياما ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله تعالى عنه بيد حسن وحسين وأقبلوا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع وقال : ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم.

١٥٤

فانطلق صلى‌الله‌عليه‌وآله معهم فرأى فاطمة عليها‌السلام في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها ، فساءه ذلك فنزل جبرئيل وقال : خذها يا محمد هنأك الله تعالى في أهل بيتك فاقرأ السورة.

وفي ص ٣٢٢ قال :

قوله تعالى (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) الآية ، قال الواقدي في كتاب أسباب النزول : ان عليا عليه‌السلام آجر نفسه يسقي نخيلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحنوا ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الخزيرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا اليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيهم هذه الآيات ، والله سبحانه أعلم. وروى الطبري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان نزولها في شأنهم.

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٢٢ والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال :

فمن ذلك ما قال الامام الصالحاني : قرأت على استاذي الحافظ أبو موسى المديني عودا على بدء قلت له : أخبركم الامام أبو نصر احمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الحافظ رحمه‌الله تعالى ، انا الحاكم أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد بنوقان طوس ، انا أحمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري ، انا عبد الله بن حامد ، انا أبو محمد

١٥٥

أحمد بن عبد الله المزني ، نبا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهل الباهلي بالبصرة ، حدثني محمد بن زكريا البصري ، حدثني شعيب بن واقد المزني ، نبا القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعنهم في قوله الله عزوجل (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) ، قال : مرض الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما ، فعادهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا ابا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا وكل نذر لا يكون على وفاء فليس بشيء. فقال أمير المؤمنين علي عليه‌السلام :

ان برئا مما بهما صمت لله عزوجل ثلاثة أيام شكرا ، وقالت فاطمة عليها‌السلام : ان برئ ولداي مما بهما صمت لله سبحانه وتعالى ثلاثة أيام شكرا ، وقالت جارية لهم يقال لها فضة نوبية : ان بريء سيداي مما بهما صمت لله عزوجل ثلاثة أيام شكرا ، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم قليل ولا كثير ، فانطلق علي رحمة الله ورضوانه عليه الى جار يقال له شمعون بن حابا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير.

وفي رواية ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : فآجر نفسه ليلة يسقي النخيل بشيء من الشعير معلوم.

وفي رواية ابن مهران : استقرض على ان يعطيه جزة من صوف تغزلها فاطمة عليها‌السلام ، فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها‌السلام بذلك فقبلت وأطاعت ، فقامت الى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم

١٥٦

قرصا ، وصلى علي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم المغرب ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السّلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين اطعموني أطعمكم الله تعالى على موائد الجنة. فسمعه علي رضوان الله تعالى عليه فأنشأ يقول :

فاطمة ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين

قد قام بالباب له حنين

يشكو الى الله ويستكين

يشكو إلينا الجائع الحزين

كل امرئ بكسبه رهين

فأجابته فاطمة رضي الله تعالى عنها :

أمرك سمع لي وطاعة

ما بي من لوم ولا ضراعة

أطعمه ولا أبالي الساعة

أرجو لئن أشبع من مجاعة

أن الحق الأخيار والجماعة

وأدخل الخلد ولي شفاعة

قال : فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها‌السلام الى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب فقال : السّلام عليكم أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة اطعموني أطعمكم الله تعالى على مائدة الجنة. فسمعه علي عليه‌السلام فأنشأ يقول :

١٥٧

فاطمة بنت سيد الكريم

بنت نبي ليس باللئيم

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من رحم اليوم فهو رحيم

قد حرم الخلد على اللئيم

يزل في النار الى الجحيم

شرابه الصديد والحميم

فقالت فاطمة عليها‌السلام :

أطعمه اليوم ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

امسوا جياعا وهم أشبالي

يكفيني الرحمن ذو الجلال

فأعطوه الطعام فمكثوا يومين وليلتين ولم يذوقوا الا الماء ، فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة الى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، ثم أتى المنزل ووضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير فوقف بالباب فقال : السّلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعمونى فاني أسير محمد ، فأنشأ علي عليه‌السلام :

فاطمة بنت النبي أحمد

بنت النبي السيد المسود

هذا أسير النبي المهتد

مقفل في غلبه مقيد

يشكو إلينا الجوع في تمدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلى الواحد الموحد

ما يزرع الزارع سوف يحصد

فقالت فاطمة عليها‌السلام :

لم يبق مما جئت غير صاع

قد دميت كفى مع الذراع

١٥٨

ابناي والله من الجياع

أبوهما في المكرمات ساع

يصطنع المعروف بابتداع

عبل الذراعين شديد الباع

يا رب لا تتركهما ضياع

قال : فأعطوه الطعام ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي الحسن بيمناه والحسين بيسراه وأقبل نحو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما بصر بهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسؤني ما بكم ، انطلقوا يعني الى فاطمة رضي الله تعالى عنها.

وفي رواية فوثب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم حتى دخل على فاطمة رضي‌الله‌عنها حتى وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم لهم : أنتم منذ ثلاث فيما أرى وانا غافل عنكم ، فهبط جبرئيل عليه الصلاة والسّلام فقال : يا محمد خذ هنأك الله في أهل بيت. فقال صلى الله عليه وبارك وسلم : وما آخذ؟ فأقرأه (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) الى قوله تعالى (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) الآيات.

أقول : هذه رواية الامام الصالحاني عن استاذه الحافظ أبي موسى المدني.

١٥٩

ومنهم العلامة جمال الدين اسماعيل بن الحسين الشافعي المتوفى سنة ٦٣٠ في «نهاية البيان في تفسير القرآن» (ج ٨ ص ١٠٧ من مصورة مكتبة جستربيتى في ايرلنده) قال :

في قوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآية : اختلفوا في من نزلت على ثلاثة أقوال :

أحدها أنها نزلت في علي كرم الله وجهه ،

آجر نفسه يستسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح ، فلما قبض الشعير طحن ثلثه فأصلحوا منه شيئا يأكلونه يقال له الخزيرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا له الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه جاء أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك ، فنزلت هذه الآيات. رواه عطاء عن ابن عباس.

والثاني : أنها نزلت في علي وفاطمة وجارية لهما يقال لها فضة ، والقصة على ماروى مجاهد عن ابن عباس قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت نذرا عن ولديك ـ أن قال : فقال علي كرم الله وجهه : ان برأ ولدي مما بهما صمت ثلاثة أيام الله شكرا ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت فضة كذلك ، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي كرم الله وجهه الى شمعون اليهودي فاستقرض منه ثلاثة آصع الطعام من شعير.

١٦٠