إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٠

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

الله عليه [وآله] وسلم يقول لعلي : الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ (وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ).

حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، قال حدثنا محمد بن يوسف بن الطباع ، قال حدثنا أبو نعيم ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال حدثنا محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : يا علي ان الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة.

١٠١

الآية السادسة والثلاثون

قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) سورة الواقعة.

قد تقدم ما ورد من الأخبار في شأن نزولها في سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ١١٤ ، وج ١٤ ص ١٩٠) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الحسيني الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٧ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :

قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) وبالاسناد المذكور عن مجاهد عن ابن عمار رضي الله تعالى عنهم في هذه الآية : يوشع بن نون سبق الى موسى بن عمران ، ومؤمن آل ياسين سبق الى عيسى بن مريم ، وعلي بن أبي طالب سبق الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم وعليهما وعليهم ، وكل

١٠٢

رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم. رواه الامام الصالحاني.

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : السباق ثلاثة : سبق يوشع بن نون الى موسى ، وصاحب ياسين الى عيسى ، وعلي الى النبي صلى الله عليه وعلى آلهم وبارك وسلم. رواه الطبري.

ومنهم العلامة الحافظ ابو نعيم احمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ٢٤٠ ط وزارة الإرشاد الإسلامي في طهران) قال:

حدثنا مسلم بن أحمد بن مسلم الدهان ، قال : حدثنا ابراهيم بن الحكم بن ظهير العامري ، قال حدثني أبي ، عن السدي ، عن أبي مالك الغفاري ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) الى آخر القصة. قال : سابق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ١٧٩ والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

أبو الحسن بن المغازلي يرفعه بسنده عن مجاهد وعن ابن عباس هو امام المفسرين تفسير في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : سبق يوشع بن نون وسبق مؤمن الى فرعون الى موسى وسبق صاحب يس الى عيسى وسبق علي الى

١٠٣

محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أيضا نحوه موفق بن أحمد يرفعه بسنده عن مجاهد وعن امام المفسرين ابن عباس قال الحسن بن علي في خطبته : فكان أبي أولهم ايمانا فهو سابق السابقين وفضل الله السابقين علي المتأخرين ، كذلك فضل سابق السابقين على السابقين.

١٠٤

الآية السابعة والثلاثون

قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) سورة التوبة : ١٠٠.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ١١٤ وج ١٤ ص ١٩٠) عن كتب جماعة من العامة ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ١١٨ والنسخة مصورة من مكتبة طوب قابوسراي باسلامبول) قال :

عن عبد الرحمن بن عوف في قوله عزوجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) قال : هم عشرة من قريش كان أولهم إسلاما علي بن أبي طالب.

١٠٥

ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري الشافعي المكي امام مسجدى الحرام والقدس المولود سنة ٩٧٦ والمتوفى سنة ١٠٣٣ في كتابه «عيون المسائل في أعيان الرسائل» (ص ٨٤ طبع مطبعة السلام بمصر سنة ١٣١٦ ه‍) قال :

وروى الواحدي بسنده الى أبي سعيد وقال الثعلبي في تفسير قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) وهو علي بن أبي طالب ، وبذلك قال ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري وزيد بن أرقم ومحمد بن المنكدر وربيعة ، وأشار الى ذلك علي رضي‌الله‌عنه في قوله :

محمد النبي أخي وصنوي

وحمزة سيد الشهداء عمي

وبنت محمد سكني وعرسي

منوط لحمها بدمي ولحمي

سبقتكم الى الإسلام طفلا

صغيرا ما بلغت أوان حلمي

فويل ثم ويل ثم ويل

لمن يلقى الإله غدا بظلمي

١٠٦

الآية الثامنة والثلاثون

قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) سورة محمد آية : ٤٧.

قد تقدم من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ١١٠ وج ١٤ ص ١٨٨) عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم في كتبهم :

منهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٦ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

في قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) وبالاسناد المذكور في الآية عن أبي سعيد (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ببغضهم علي بن أبي طالب. رواه الصالحاني.

١٠٧

ومنهم العلامة أبو القاسم الشافعي الدمشقي المشتهر بابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج ٢ ص ٤٢١) قال :

وانبأنا حصين ، عن الخليل من لطيف ، عن أبي هرون ، عن ابى سعيد الخدري في قوله تعالى (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : بغضهم علي بن أبي طالب.

ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي في «ما نزل من القرآن في على عليه‌السلام» خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ٢٢٧ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال :

حدثنا الحسن بن علان ، قال حدثنا هيثم بن خلف ، قال حدثنا أحمد بن محمد ابن يزيد بن سلّم مولى بني هاشم ، قال حدثنا الحسين بن الأشقر ، قال حدثني علي بن القاسم الكندي ، عن أبي الحسن المدائني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري في قوله عزوجل : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : ببغضهم عليا عليه‌السلام.

١٠٨

الآية التاسعة والثلاثون

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) سورة البقرة : ٢٠٧.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأحاديث في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٢٣ وج ١٤ ص ١١٦) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في كتابه «توضيح الدلائل» (ص ١٥٤ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال : وبالاسناد المذكور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما قالا : ليلة بات علي بن أبي طالب عليه‌السلام على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم.

وروى الامام الحافظ الخطيب عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولفظه

١٠٩

قال : بات علي عليه‌السلام ليلة خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم الى المشركين على فراشه ليعمي على قريش ، وفيه نزلت هذه الآية.

وروى أيضا عن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما قال : أول من شرى نفسه عزوجل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ، كان المشركون يطلبون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم فقام عن فراشه وانطلق هو وأبو بكر واضطجع علي عليه‌السلام فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم في مكانه ، فجاء المشركون فوجدوا عليا ولم يجدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم. قال الامام الصالحاني : وكان علي رضوان الله تعالى عليه تلبس بالدواج الأخضر اليماني الذي كان يلبسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم وقت المنام ، ونام مكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، فقد جزم عزمه على أن يفدي نفسه ويبذل مهجته دون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم ، وكذا قال علي عليه‌السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم قال :

وقيت بنفسي خير من وطي الحصا

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول اله خاف أن يمكروا به

فنجاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا

موقى وفي حفظ الإله وفي ستر

فبت أراعيهم وما يثبتونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

١١٠

ومنهم علامة الأدب والبلاغة عمرو بن بحر الحاجظ في كتابه «العثمانية» (ص ٣٢٥ ط القاهرة) قال :

وقد روى المفسرون كلهم أن قول الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) أنزلت في علي عليه‌السلام ليلة المبيت على الفراش.

ومنهم العلامة أبو الجود الرونى الحنفي في «الكوكب المضي في فضل ابى بكر وعمر وعثمان وعلي» (ص ٤٥ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتى في ايرلند) قال :

ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما أمر بالجلاء من مكة الى مدينة أمر عليا أن ينام مكانه ليتوهم المشركون أنه هو ، فنام علي مكان الرسول ، فأوحى الله الى جبريل ومكائيل : اني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله إليهما : أفلا كنتما مثل علي؟ آخيت بينه وبين حبيبي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، فاهبطا الى الأرض واحفظاه من عدوه ، ففعلا فكان جبريل عند رأس علي ومكائيل عند رجليه وجبريل ينادي : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب؟ يباهي الله عزوجل الملائكة بك ، وأنزل الله تعالى الى رسوله وهو متوجه الى المدينة في شأن علي (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٤٥) قال :

في الاحياء للإمام حجة الإسلام أبي حامد محمد بن الغزالي : بات علي بن

١١١

أبي طالب على فراش رسول الله «ص» ، فأوحى الله عزوجل الى جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام : اني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر أيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عزوجل : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، آخيت بينه وبين محمد هو مسجاة على فراشه ففدى بنفسه وآثره بالحياة ، اهبطا الى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي تعالى بك الملائكة ، فأنزل الله عزوجل (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ).

ومنهم العلامة أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣ في «تلخيص المتشابه» (ج ١ ص ٤١٤ ط دمشق) قال :

أخبرنا ابن أبي بكر ، أخبرنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، قال أخبرنا علي بن الحسن بن فضال ، قال نا الحسن بن نصر بن مزاحم ، قال حدثنا أبي ، قال نا عبد الله بن جبير ، عن قيس بن ربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين في قول الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ») قال : نزلت في علي بن أبي طالب حين خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر الى الغار وكان علي بن أبي طالب على فراشه.

١١٢

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلى الكردي الشافعي في «غاية المرام في رجال البخاري الى سيد الأنام» (ص ٧١ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتى في ايرلند) قال :

قال ابن الأثير : لما اتشح علي بردته صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة الهجرة أوحى الله تعالى الى جبرائيل وميكائيل : اني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يوقى صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد نام علي فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا الى الأرض فاحفظاه من عدوه ، ففعلا فكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي : بخ بخ لك من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله عزوجل الملائكة بك ، فأنزل الله عزوجل على رسوله وهو متوجه الى المدينة في علي عليه‌السلام : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ...) الآية.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتولد سنة ٣٩١ والمتوفى سنة ٤٦٣ في كتاب «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٤١٤ ط دمشق) قال :

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال أخبرنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، قال نا علي بن الحسن بن فضال ، قال نا الحسن بن نصر بن مزاحم ، قال حدثني

١١٣

أبي ، قال نا عبد الله بن جبير ، عن قيس بن ربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن علي ابن الحسين ، في قول الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب حين خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر الى الغار ، وكان علي بن أبي طالب على فراشه.

١١٤

الآية الأربعون

قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) سورة الرعد : ٤٣.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا الأمير عليه‌السلام من كتب أعلام العامة في (ج ٣ ص ٢٨٠ وص ٤٥١) ، ونستدرك هاهنا النقل عن كتبهم التي لم نرو عنها :

فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه «آل محمد» (ص ١٥٠ ونسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

روى الامام الثعلبي بسنده عن عبد الله بن سلام في قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : انما ذلك علي بن أبي طالب.

١١٥

الآية الحادية والأربعون

قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) سورة الشعراء : ٨٤.

قد تقدم ما ورد من الاخبار في شأن نزولها في سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٣٨٠ وج ١٤ ص ٣٣٠ عن كتب جماعة من العامة ، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ١٦٤) قال :

وعن علاء بن فضيل قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام عن هذه الآية قال : هو علي بن أبي طالب ، ان ابراهيم عليه الصلاة والسّلام عرضت ولايته عليه فقال : اللهم اجعله من ذريتي ، ففعل الله ذلك. رواه الامام الصالحاني ، واني وجدت في بعض الكتب المصنفة لبعض السلف الحنفية في فضائل النبي والصحابة ان المراد بآية (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ) عليا هو أمير المؤمنين علي عليه‌السلام والال نسيت اسمي المصنف والكتاب. والله اعلم بالصواب.

١١٦

الآية الثانية والأربعون

قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر : ١ ـ ٣.

منهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» تخريج العلامة الشيخ محمد باقر المحمودي (طبع وزارة الإرشاد الإسلامي في طهران) قال :

حدثنا أحمد بن محمد بن الصبيح ، قال حدثنا حجاج بن يوسف [بن قتيبة] قال حدثنا بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن الضحاك ، [عن ابن عباس] في قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعني أبا جهل لعنه الله (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) قال : [هو] علي عليه‌السلام.

١١٧

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (ص ١٧١ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :

قوله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).

وبالاسناد المذكور عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعنى أبا جهل بن هشام و (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني عليا وسلمان. رواه الصالحاني.

١١٨

الآية الثالثة والأربعون

قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) سورة الشعراء : ٢١٤.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأحاديث في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٥٦٠ وج ١٤ ص ٤٢٣) عن جماعة من العامة في كتبهم ، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم :

منهم العلامة الشيخ ابو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير ابن ضوء بن كثير بن زرع الشافعي الدمشقي المولود سنة ٧٠١ والمتوفى سنة ٧٤٧ في كتابه : «السيرة النبوية» (ج ١ ط دار الاحياء في بيروت) قال :

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل : أخبرنا محمد بن عبد الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل ، استكتمني اسمه ، عن ابن عباس ، عن علي بن أبي طالب قال : لما نزلت هذه

١١٩

الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ* وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عرفت أني ان بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره ، فصمت فجاءني جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد ان لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار.

قال : فدعاني فقال : يا علي ان الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام ، وأعدلنا عس لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب.

ففعلت ، فاجتمعوا له يومئذ ، وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب الكافر الخبيث.

فقدمت إليهم تلك الجفنة ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها حذية فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال «كلوا بسم الله» ، فأكل القوم حتى نهلوا عنه ، ما نرى الا آثار أصابعهم ، والله ان كان الرجل ليأكل مثلها. ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اسقهم يا علي» فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا ، وأيم الله ان كان الرجل ليشرب مثله.

فلما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب لعنه الله فقال : لهد ما سحركم صاحبكم. فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فلما كان من الغد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عد لنا مثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشراب ، فان هذا الرجل قد بدر الى ما سمعت قبل

١٢٠