إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٩

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

ومنهم العلامة احمد بن احمد الشهير بالصغير الشافعي في «تحفة الراغب» (ص ١٤ ط محمد مصطفى) قال :

وقال الواقدي : ولد سنة ثلاث وثلاثين ، فيكون عمره يوم الطف ثمانيا وعشرين سنة. وقال الزبير بن بكار : كان عمره يوم الطف ثلاثا وعشرين سنة ، وكان مريضا.

وتوفي سنة خمس وتسعين من الهجرة يوم السبت الثامن عشر من المحرم. وفضائله أكثر من أن تحصى أو يحيطها الوصف ، وكان أمير المؤمنين ولى حديث ابن جابر الحنفي جانبا من المشرق فبعث اليه ببنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين أحدهما وهي شهر بانو وقيل شاه زنان فأولدها زين العابدين.

٤٤١

قصيده الفرزدق

(في مدحه عليه‌السلام عند هشام بن عبد الملك)

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالشافع الصغير المصري في «تحفة الراغب» (ص ٥٣ ط محمد أفندى مصطفى) قال :

ولما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه طاف بالبيت وجهد أن يصل الى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام ، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر الى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم وكان من أجمل الناس وجها وأطيبهم أرجا ، فطاف بالبيت فلما انتهى الى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر ، فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه. مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه. فقال الشامي : من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق :

٤٤٢

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده أنبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم

كلتا يديه غياث عم نفعهما

يستو كفان فلا يعروهما العدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

يزينه اثنان حسن الخلق والشيم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا

حلو الشمائل تحلو عنده نعم

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعتزم

ما قال لا قط الا في تشهده

لو لا التشهد كانت لاؤه نعم

عم البرية بالإحسان فانقشعت

عنه الغيابة والاملاق والعدم

إذا رأته قريش قال قائلها

الى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلم الا حين يبتسم

بكفه خيزران ريحها عبق

من كف أروع في عرنينه شمم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

الله شرفه قدما وعظمه

جرى بذاك له في لوحه القلم

أي الخلائق ليست في رقابهم

لاولية هذا أو له نعم

من يشكر الله يشكر أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم

ينمي الى ذروة الدين التي قصرت

عنها الا كف وعن إدراكها القدم

من جده دان فضل الأنبياء له

وفضل أمته دانت له الأمم

مشتقة من رسول الله نبعته

طابت مغارسه والخيم والشيم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرته

كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

من معشر حبهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجى ومعتصم

٤٤٣

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

في كل بدء ومختوم به الكلم

ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد جودهم

ولا يدانيهم قوم وان كرموا

فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة ، وبلغ ذلك زين العابدين فبعث اليه باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به. فردها الفرزدق وقال : يا ابن بنت رسول الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله عزوجل ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كنت لأخذ عليه شيئا. فقال : شكر الله تعالى لك ذلك غير أنا أهل بيت إذا أنفذنا أمرا لم نعد فيه. فقبلها وجعل يهجو هشاما وهو في الحبس ، فبعث اليه هشام وأخرجه من السجن ببركة الامام زين العابدين.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٨ ط بيروت)

روى ستة أبيات من القصيدة ، ثم قال : وهي قصيدة طويلة.

قال : فأمر هشام بحبس الفرزدق فحبس بعسفان ، وبعث اليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر أبا فراس. فردها وقال : ما قلت ذلك الا غضبا لله ولرسوله. فردها اليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها ، فقد علم الله نيتك ورأى مكانك فقبلها وقال في هشام :

أيحبسني بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس يهوي منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

وعينين حولاوين باد عيوبها

٤٤٤

ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر)

ذكر من القصيدة البيت الاول والثاني والثالث والرابع والحادي عشر والثاني عشر والثاني والعشرين والرابع والعشرين بعين ما تقدم ، وذكر بدل البيت السابع عشر هكذا :

من يعرف الدين يعرف أولوية ذا

الدين من بيت هذا ناله الأمم

ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٤ من نسخة مخطوطة في اسلامبول)

ذكر من القصيدة البيت الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والعاشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ـ لكنه ذكر بدل كلمه «شرفه» : عظمه ـ والسادس عشر والعشرين ، والثاني والعشرين والثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين.

وذكر بدل المصرع الاول من البيت السابع عشر هكذا :

«من يعرف الله يعرف أولوية ذا».

وذكر بدل البيت الثامن عشر هكذا :

ينمى الى ذروة العز التي قصرت

عن مثلها عرب الإسلام والعجم

وذكر بدل البيت الحادي والعشرين هكذا :

ينجاب نور الهدى من نور غرته

كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم

ثم ذكر بمثل ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء» وذكر ما أنشأه من البيتين في ذم هشام.

٤٤٥

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤١ ط الشعبية بمصر) روى الواقعة بعين ما تقدم عن «تحفة الراغب» وذكر من القصيدة البيت الاول والثاني والثامن عشر ، لكنه ذكر المصرع الثاني هكذا : عن نيلها عرب الإسلام والعجم ، وذكر البيت الرابع عشر والثاني عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين ، لكنه ذكر بدل كلمه ثوب الدجى : نور الهدى ، وذكر البيت العشرين والبيت الثالث والبيت الخامس عشر والبيت الرابع والخامس والسادس والسابع والتاسع والثامن والعاشر لكنه ذكر بدل كلمة القتارة : الغيابة ، وذكر البيت الثاني والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين والثالث والعشرين وستة عشر بهذا الترتيب وزاد في آخر القصيدة :

هم الغيوث إذا ما ازمة ازمت

والأسد اسد شرى والبأس محتدم

لا ينقص العسر بسطا من اكفهم

سيان ذاك ان اثروا وان عدموا

يستدفع السوء والبلوى بحبهم

ويستراد به الإحسان والنعم

من يعرف الله يعرف اولوية ذا

والدين من بيت هذا ناله الأمم

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٨٨ نسخة المكتبة الملية بفارس).

روى الواقعة وأورد جملة من أبيات القصيدة.

٤٤٦

عبادة السجاد عليه‌السلام

فمما روي فيها وقد تقدم النقل عن أعلام القوم في (ج ١٢ ص ١٨ الى ص ٢٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ محمد عز الدين المدعو بعربي الكاتبي في «الروضة البهية» قال :

قال ابن عساكر : ومسجد علي بن الحسين هو زين العابدين في جامع دمشق محروس معروف ، قال الحوراني : هو في المسجد الشرقي الشمالي. كان رضي الله تعالى عنه يصلي فيه كل يوم وليلة ألف ركعة ، وهو مسجد لطيف عليه جلالة وهيبة يزار ويتبارك به.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٩)

روى عن علي بن حمزة قال : كان علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

٤٤٧

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ والنسخة مصورة من نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

وكان (علي بن الحسين عليه‌السلام) يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روى مصعب بن عبد الله عن مالك قال : ولقد بلغني أنه (علي بن الحسين عليه‌السلام) كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة الى أن مات ، وكان يسمى زين العابدين لعبادته. الى أن قال : ويروى عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «ع» : كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط مصر) قال :

وكان (علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وقال مالك : سمي زين العابدين لكثرة عبادته.

ومنهم الحافظ ابن عبد ربه في «العقد الفريد» (ج ٣ ص ٢٨ ط الشرفية بمصر) قال :

قيل لمحمد بن علي بن الحسين : ما أقل ولد أبيك؟ قال : اني لأعجب كيف ولدت له. قيل : وكيف ذلك؟ قال : انه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرغ للنساء.

٤٤٨

ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٢٧ الى ٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٩) قال :

وكان علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه إذا توضأ للصلاة يصفر لونه ، فقيل له : ما هذا الذي نراه يعتريك عند الوضوء؟ فيقول : أما تدرون من أريد أن أقف بين يديه.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ والنسخة مصورة أصلها في اسلامبول)

وكان (علي بن الحسين) إذا توضأ يصفر ، فإذا قام الى الصلاة أرعد من الفرق ، فقيل له في ذلك ، فقال : أتدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٢ ط بيروت) روى عن ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها ، وإذا قام الى الصلاة ، أخذته رعدة ، فقيل له ، فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.

وروى : أنه إذا توضأ اصفر.

٤٤٩

ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٧ و ٣٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (مخطوط) قال :

ووجه تلقبه (أي علي بن الحسين «ع») بزين العابدين أنه كان في ليلة مشتغلا بالتهجد ، فتمثل له الشيطان بصورة أفعى ليشغله عن الصلاة ، فلدغ إصبع رجله فلم يقطع صلاته ، فكشف الله له أنه الشيطان فطرده ، فرجع ليتم صلاته فإذا سمع صوتا يقول : أنت زين العابدين ـ ثلاثا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة على بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر) قال :

وكان لا يعينه (أي علي بن الحسين) على طهوره أحد ، ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا ، وقرب اليه طهوره مرة في وقت ورده فوضع يده في الإناء ليتوضأ ثم رفع رأسه فنظر الى السماء والقمر والكواكب فجعل يتفكر في خلقها حتى اذن المؤذن ويده في الإناء فلم يشعر.

٤٥٠

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحمدوني في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت) روي أنه قرب الى علي بن الحسين طهوره في وقت ورده ، فوضع يده في الإناء ليتوضأ ، ثم رفع رأسه فنظر الى السماء والقمر والكواكب ، فجعل يفكر في خلقها حتى أصبح ، وأذن المؤذن ويده في الإناء.

ومنها

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٤٢ الى ٤٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٤٠ ط الاسكندرية) قال :

روى طاوس عن سالم أنه قال : رأيت علي بن الحسين ساجدا ، فسمعته يقول في سجوده : عبدك بفنائك ، مسكينك ببابك ، سائلك لائذ بجنابك ، فقيرك يدعوك. قال سالم : فوالله ما دعوت بهذه الكلمات في كرب الا كشفها الله عني.

٤٥١

ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٩) قال :

وعن طاوس قال : دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل فقام يصلي ما شاء الله ، ثم سجد سجدة فأطالها ، فقلت : رجل صالح من بيت النبوة لاصغين اليه ، فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك.

قال طاوس : فالله ما طلبت ودعوت بهن في كرب الا فرج الله عني.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ نسخة اسلامبول) قال :

قال طاوس : سمعته يقول عند الحجر. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «الاعتصام».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روى الحديث عن طاوس بعين ما تقدم عن «عيون التواريخ» لكنه ذكر بدل قوله عند الحجر : في الحجر.

ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٧ و ١٣٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

٤٥٢

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الواعظ البغدادي الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ في «سلوة الأحزان» (ط منشأة المعارف بالاسكندرية) قال :

قد سمي (أي علي بن الحسين عليه‌السلام) أيضا بالسجاد لكثرة سجوده وبذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود. توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤل» (ص ٧٧) قال :

كان يحب أن لا يعينه على طهوره أحد ، وكان يستقي الماء بطهوره ويخمره قبل ان ينام فإذا قام في الليل ـ الى أن قال ـ وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر.

ومنهم العلامة احمد بن احمد الشهير بالصغير الشافعي المصري في «تحفة الراغب» (ص ١٥ ط محمد مصطفى) قال :

قال الشريف ابن الأعرج في بحر الأنساب : هو علي وكنيته أبو محمد ، ويقال أيضا أبو الحسن ، ولقبه زين العابدين والسجاد وذو الثفنات ، وانما لقب به لان مساجده كثفنة البعير من كثرة صلاته رضوان الله عليه وسلامه.

٤٥٣

خوفه عليه‌السلام من ربه

ونذكر أنموذجا مما ورد فيه :

منها

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٢٧ الى ٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٣٩ ط الاسكندرية)

روي أن علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه كان إذا قام يصلي أخذته الرعدة ـ أي الخوف ـ فقيل له : ما بالك ترعد؟ قال : ما تدرون بين يدي من أنا واقف ، ولا من أناجي؟.

٤٥٤

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٢ ط بيروت) قال : فلما احتضر (علي بن الحسين) بكى ، فقلت : يا أبت ما يبكيك؟ قال : يا بني انه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل الا كان لله فيه المشيئة ، ان شاء عذبه وان شاء غفر له (١).

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩١ ط بيروت) روى عن محمد بن أبي معشر السندي ، عن أبي نوح الانصاري ، قال : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا يقولون : يا ابن رسول

__________________

(١) ان رجلا قال لابن المسيب : ما رأيت أورع من فلان. قال : هل رأيت علي بن الحسين؟ قال : لا ، قال : ما رأيت أورع منه.

رواه القوم في كتبهم ، ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩١ ط بيروت).

٤٥٥

الله النار. فما رفع رأسه حتى طفئت. فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ مصورة نسخة في اسلامبول) قال :

ويروى أنه احترق البيت الذي هو (أي علي بن الحسن «ع») فيه وهو قائم يصلي ، فلما انصرف قيل له : مالك لم تنصرف؟ فقال : اني اشتغلت عن هذه النار بالنار.

ومنهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ مصورة نسخة في اسلامبول)

أنه (أي علي بن الحسن عليه‌السلام) لما حج وأراد أن يلبى أرعد وقال : أخشى أن أقول «لبيك اللهم لبيك» فيقول «لا لبيك» ، فشجعوه وقالوا : لا بد من التلبية ، فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة.

٤٥٦

طرف من أوصاف السجاد عليه‌السلام

بكاؤه عليه‌السلام

وفيه أحاديث :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان»

قال : علي بن الحسين «ع» المشهور بزين العابدين ، كان أحد البكائين الخمسة.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٣ مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

وذكروا أنه (أي علي بن الحسين) كان كثير البكاء ، فقيل له في ذلك فقال :

٤٥٧

ان يعقوب عليه‌السلام بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف ولم يعلم أنه مات ، واني رأيت بضعة عشر من أهلي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزني يذهب من قلبي أبدا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن الحسن بن محمد بن على بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت) قال :

قال طاوس : رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب ويدعو ويبكي في دعائه ، فتبعته حين فرغ من الصلاة فإذا هو علي بن الحسين ، فقلت : يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا وكذا ، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف : أحدها أنك ابن رسول الله ، والثانية شفاعة جدك ، والثالثة رحمة الله. فقال : يا طاوس أما أني ابن رسول الله فلا يؤمنني ، وقد سمعت الله عزوجل يقول (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ) ، وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لان الله تعالى يقول (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) ، وأما رحمة الله فان الله عزوجل يقول «انها قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» ، ولا أعلم أني محسن.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

٤٥٨

منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٢ ط بيروت) قال :

ابراهيم بن محمد الشافعي ، عن سفيان : حج علي بن الحسين ، فلما أحرم اصفر وانتفض ولم يستطع أن يلبي ، فقيل : ألا تلبي؟ قال : أخشى أن أقول «لبيك» فيقول لي «لا لبيك» ، فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته فلم يزل بعض ذلك به حتى قضى حجه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم ابو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٣ ط بيروت) قال :

سقط ابن لعلي بن الحسين عليهما‌السلام في بئر ، فتفرغ أهل المدينة لذلك حتى أخرجوه ، وكان قائما يصلي فما زال عن محرابه ، فقيل له في ذلك ، فقال : ما شعرت ، كنت أناجي ربا كريما.

صبره عليه‌السلام

فمما ورد فيه ما رواه القوم وتقدم نقله عنهم في (ج ١٢ ص ٨٢) ما

٤٥٩

وممن لم نرو عنه هناك العلامة ابو الحسن على بن محمد المدائني في «المغازي» (ص ٦٤ ط النجف) قال :

أخبرنا عبد الله ، قال أخبرنا الحسن بن علي ، قال أخبرنا أبو الحسن ، عن ابراهيم بن سعد قال : سمع علي بن الحسين رضوان الله عليه داعية في بيته ، فنهض الى بيته فسكتهم ، ثم رجع الى مجلسه ، فقيل له : أمر حدث ما كانت الناعية؟ قال : نعم. فعزوه وتعجبوا من صبره ، ثم قال : انا أهل بيت نطيع الله فيما يحب ونحمده فيما نكره.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ص ١٦٣ من نسخة مصورة موجودة في اسلامبول) قال :

وقال المدائني : سمعت سفيان يقول : كان علي بن الحسين يقول : ما يسرني أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم.

كتمانه عليه‌السلام لنسبه في السفر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ابو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت)

وقيل له (أي علي بن الحسين عليه‌السلام) : ما بالك إذا سافرت كتمت نسبك أهل الرفقة؟ فقال : أكره أن آخذ برسول الله عليه‌السلام ما لا أعطي مثله.

٤٦٠