إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٩

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

وجها برسول الله «ص» وكان أشبه الناس به الحسن بن علي.

وفي (ص ٣٧ الى ٥٦):

روى بثلاث وثلاثين سندا قال «ص» : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

وفي (ص ٥١ الى ٥٦):

روى بأربعة أسانيد قال «ص» : من أحبني فليحب هذا (أي الحسن) من احبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب.

وفي (ص ٧٩):

روى بخمسة أسانيد قال «ص» : من أحب ان ينظر الى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى هذا (اي الحسن).

وفي (ص ١٠٣):

روى بسبعة أسانيد عن أبي هريرة قال للحسن : ارفع ثوبك حتى اقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقبل ، فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته.

وفي (ص ١٠٤):

روى بسنده عن أبي جعفر «ع» : بينما الحسن مع رسول الله «ص» إذ عطش فاشتد ظمؤه فطلب له النبي ماء فلم يجد ، فأعطاه رسول الله لسانه فمصه حتى روي.

وفي (ص ١٠٧):

روى بسنده عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله «ص» حامل الحسن بن علي

٣٤١

على عاتقه ولسانه يسيل عليه.

وفي (ص ١٠٨ وص ١٠٧):

روى بسندين أن النبي «ص» يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة.

وفي (ص ١١٣):

روى بسنده عن ابن عمر قال : كان على الحسن والحسين تعويذ ان فيهما زغب من زغب جناح جبرئيل.

وفي (ص ١٢١):

روى بسند واحد أن النبي «ص» قال : ألا ان الحسن بن علي قد اعطي من الفضل ما لم يعط احد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الله.

وفي (ص ١١٤):

روى بسندين عن محمد بن سيرين قال : نظر النبي «ص» الى الحسن بن علي فقال : يا بني اللهم سلمه وسلم منه.

وفي (ص ١٤٢):

روى بثلاثة أسانيد عن ابن عباس : ولقد حج حسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وان النجائب لتقاد معه ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى انه كان يعطي الخف ويمسك النعل.

٣٤٢

وفي (ص ١٤٢):

روى بسندين عن علي بن زيد بن جذعان قال : حج الحسن بن علي خمس عشر مرة ماشيا وخرج من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا.

وفي (ص ١٤٣):

روى بسندين عن ابن نجيح : ان الحسن بن علي حج ماشيا وقسم ماله نصفين.

وفي (ص ١٤٧):

روى بسند واحد عن ابن سيرين ان الحسن بن علي كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف.

وفي (ص ١٤٧):

روى بسندين عن سعيد بن عبد العزيز ان الحسن بن علي بن أبي طالب سمع الى جنبه رجلا يسأل ان يرزقه الله عشرة آلاف درهم فانصرف فبعث بها اليه.

وفي (ص ١٤٨):

روى بسنده عن أبي اسحق في حديث فمر الحسن بن علي «ع» واشترى الغلام والحائط وجاء الى الغلام فقال : يا غلام قد اشتريتك فقام قائما فقال السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي. قال : وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه الله والحائط هبة مني إليك. قال : فقال الغلام يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.

٣٤٣

وفي (ص ١٥٦):

روى بسنده عن ابن سيرين قال : كان الحسن بن علي «ع» لا يدعو الى طعامه أحدا الا وهو يقول : هو أهون من أن يدعى اليه احد.

وفي (ص ١٥٦):

روى بسنده عن جويرة بن اسماء قال : لما مات الحسن بن علي «ع» بكى مروان في جنازته ، فقال له الحسين : أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال اني كنت افعل ذلك الى أحلم من هذا ـ وأشار بيده الى الجبل.

وفي (ص ١٥٨):

روى بسنده عن ابن عون عن عمير بن اسحق قال : ما تكلم عندي احد كان أحب الي إذا تكلم ان لا يسكت من الحسن بن علي «ع» إلخ.

وفي (ص ١٥٩):

روى بسنده عن محمد بن يزيد المبرد قال : قيل للحسن بن علي ان أبا ذر يقول : الفقر أحب الي من الغنى والسقم أحب الي من الصحة. فقال : رحم الله أبا ذر اما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن انه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء؟.

وفي (٢٢٨):

روى بسنده عن عمرو بن مفجة قال : اول ذل دخل على العرب بموت الحسن بن علي.

٣٤٤

وفي (٢٢٩):

روى بسنده عن مساور مولى بني سعد بن بكر قال : رأيت ابا هريرة قائما على باب مسجد رسول الله «ص» يوم مات الحسن بن علي ويبكى وينادي بأعلى صوته : يا ايها الناس مات اليوم حبيب رسول الله «ص» فابكوا.

٣٤٥

جملة من خطبه وكلماته

من خطبة له عليه‌السلام بعد بيعة الناس له :

نحن حزب الله الغالبون ، ونحن عترة رسوله الأقربون ، ونحن اهل بيته الطيبون ، ونحن أحد الثقلين اللذين خلفهما جدي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أمته ، ونحن ثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فالمعول علينا في تفسيره ولا نتظنى تأويله ، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله عزوجل ، وطاعة رسوله مقرونة ، قال جل شأنه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).

رواها في «أهل البيت» (ص ٧٣ ط السعادة بالقاهرة).

ورويت في غيره من الكتب تقدم نقلها في (ج ١١ ص ٢٠٦ و ٢٠٧).

ومن خطبة له عليه‌السلام يوم شهادة امير المؤمنين (ع):

روى حفص بن خالد ، عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي قام الحسن

٣٤٦

ابن علي خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع ابن نون فتى موسى.

[خالد بن جابر عن أبيه عن] الحسن مثله ، وزاد : وفيها تيب على بني إسرائيل ، وقال : والله ما سبقه أحد كان قبله ولا يلحقه أحد كان بعده ، وان كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليبعثه في السرية ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء الا ثمانية او سبعمائة درهم أرصد بها لخادم يشتريها (هما لأبي يعلى).

رواها في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٣٢٤ ط الكويت).

ورواها في «التبصرة» (ج ١ ص ٤٤٨ طبع عيسى الحلبي بالقاهرة).

أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، انبأنا احمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن احمد ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن علي فقال :

لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينصرف حتى يفتح له.

ورواها في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٥ ط گلشن فيض في لكهنو).

قال : أخرج الحاكم مسلسلا بالسادات الاشراف حديثا ابو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيع الحسيني حدثنا إسماعيل بن محمد ابن اسحق بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين

٣٤٧

قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون وقد كان رسول الله يعطي رايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، وما ترك على الأرض صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت عن عطاياه أراد ان يبتاع بها خادما لأهله. ثم قال : ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وانا ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانا ابن الوصي وانا ابن البشير وانا ابن النذير وانا ابن الداعي الى الله باذنه وانا ابن السراج المنير وانا من اهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وانا من اهل البيت الذي اذهب الله عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا ، وانا من اهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

ومن خطبه له عليه‌السلام :

اتقوا الله أيها الناس حق تقاته فانا أمراؤكم وأضيافكم ونحن أهل البيت الذين قال الله: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب] والله لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس مثلي في قرابتي وموضعي ما وجدتموه!!

ثم ذكر ما كان عليه أبوه من الفضل والزهد والأخذ بأحسن الهدي وخروجه من الدنيا خميصا لم يدع الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه فأراد أن يبتاع بها خادما.

فبكى الناس ثم بايعوه ، وكانت بيعته التي أخذ على الناس أن يحاربوا من حارب ، ويسالموا من سالم. فقال بعض من حضر : والله ما ذكر السلم الا ومن

٣٤٨

رأيه أن يصالح معاوية أو كما قال.

رواه في «أنساب الاشراف» (ص ٢٩ ط دار التعارف في بيروت).

ورويت عن غيره من الكتب تقدم النقل عن بعضها في (ج ١١ ص ٢١٧).

ومن خطبة له عليه‌السلام :

بعد الحمد والثناء ثم قال : ان أكيس الكيس التقى ، وأحمق الحمق الفجور أيها الناس انكم لو طلبتم بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين ، وان الله قد هداكم بأولنا محمد ، وان معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الامة وحقن دمائها ، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت ، وقد رأيت أن أسالمه وقد بايعته ، ورأيت أن ما حقن الدماء خير مما سفكها ، وأردت صلاحكم وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر ، (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ). ثم سكت وتفرق الناس.

رواه في «أنساب الاشراف» (ص ٤٣ ط دار التعارف في بيروت).

ورواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٩ ط لكنهو) بتغيير يسير.

ورواه الباقلاني في «مناقب الأئمة» (ص ٢٣١ نسخة الظاهرية بدمشق) بعين ما تقدم عن «أنساب الاشراف» الى قوله حقا هو لي. ثم قال : فنظرت لصلاح أمة محمد صلى الله عليه وبايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ولقد رأيت أن أسالم معاوية وأن أضع الحرب وقد بايعته ورأيت ان حقن الدماء خير من سفكها فأردت صلاحكم وأن يكون ذلك حجة على من كان يتمنى ما اقضي اليه من الأمر (لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).

ورواه في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ط ٢٧١ ط بيروت).

٣٤٩

عن هشيم ، عن مجالد ، عن الشعبي ، أن الحسن خطب ، فقال : ان أكيس الكيس التقى ، وان أحمق الحمق الفجور. ألا وان هذه الأمور التي اختلفت فيها أنا ومعاوية ، تركت لمعاوية إرادة اصلاح المسلمين وحقن دمائهم.

وروي في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عنها في (ج ١١ ص ٢٠٠ الى ص ٢٠٥).

ومن خطبة له عليه‌السلام :

أيها الناس انكم قد أكثرتم في هذين الرجلين وانما بعثا ليحكما بالكتاب على الهوى فحكما بالهوى على الكتاب ، ومن كان هكذا لم يسم حكما ولكنه محكوم عليه ، وقد أخطأ عبد الله بن قيس إذ جعلها لعبد الله بن عمر فأخطأ في ثلاث خصال : واحدة أنه خالف أباه إذ لم يرضه لها ولا جعله من أهل الشورى ، وأخرى أنه لم يستأمره في نفسه ، وثالثة أنه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار الذين يعقدون الامارة ويحكمون بها على الناس ، وأما الحكومة فقد حكم النبي عليه الصلاة والسلام سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم بما يرضى الله به ولا شك ولو خالف لم يرضه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم جلس.

رواها في «العقد الفريد» (ج ٢ ص ٢٠٧ ط المطبعة الشرقية بالقاهرة).

قال : لما انقضى أمر الحكمين واختلف أصحاب علي قال بعض الناس : ما منع أمير المؤمنين أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم فانه لم يبق أحد من رؤساء العرب الا وقد تكلم. قال : فبينما علي يوما على المنبر إذ التفت الى الحسن ابنه فقال : قم يا حسن فقل في هذين الرجلين عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص فقام الحسن فقالها.

٣٥٠

ومن كلامه في اصحاب الأخدود :

كان أصحاب الأخدود خدوا الخدود وملئوها نارا ، فألقوا فيها من آمن بالله وتركوا من كفر ، فألقوا بضعة وثمانين مؤمنا ، حتى أتوا على عجوز كبيرة وابنها خلفها صبي صغير ، فلما رأت النار كيف تأخذهم ، جزعت قالت : يا بني أما ترى؟ قال لها ابنها : يا أمتاه امضى ولا تنافقي. فمضت واقتحم ابنها على أثرها. قال الحسن : كانت لذعة نار ثم لا نار عليهم آخر ما عليهم. ثم قال : يا سبحان الله ، ما أصبر الله ، انهم يعذبون أولياءه بالنار وهو يدعوهم الى التوبة ، ثم قرأ (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ). يقول : أحرقوا المؤمنين والمؤمنات (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) (الآية : ١٠). أي : فلو تابوا لتاب الله عزوجل عليهم.

رواه أبو الحجاج مجاهدين حبر المكي المخزومي في «تفسيره» ج ٢ ص ٧٤٧ ط مجمع البحوث پاكستان.

شطر من خطبة له عليه‌السلام :

أما بعد فان الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ، وان لهذا الأمر مدة ، والدنيا دار زوال ، وقد قال الله : (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).

رواه في «انساب الاشراف» (ص ٦٨ ط دار التعارف في بيروت).

وروى في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عن بعضهم في (ج ١١ ص ١٩٩).

٣٥١

ومن كلام له عليه‌السلام في الموعظة :

يا ابن آدم عف محارم الله تكن عابدا ، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عدلا. انه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا ، ويبنون مشيدا ، ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بورا ، وعملهم غرورا ، ومساكنهم قبورا يا ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك ، فان المؤمن يتزود والكافر يتمتع. وكان يتلو بعد هذه الموعظة : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى).

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٠ ط بيروت) قال : وكان الحسن ابن علي عليهما‌السلام يقوله في مواعظه.

ومن خطبة له (ع):

ان الحلم زينة ، والوقار مروءة ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، ومجالسة أهل الدناءة شين ، ومخالطة الفساق ريبة.

رواها في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٦٣ ط بيروت) عن الحرمازي قال : خطب الحسن بن علي بالكوفة فقالها.

ومن كتابه في جواب الحسن البصري في المسألة عن القدر :

بسم الله الرّحمن الرّحيم أما بعد فقد انتهى الي كتابك عند حيرتك وحيرة من زعمت من أمتنا

٣٥٢

والذي عليه رأى ان من لم يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى فقد كفر ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر ، ان الله لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبة ولا يميل العباد من ملكه لكنه المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه قدرهم فان استمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا ولا لهم مانعا وان أتوا بالمعصية وشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبينها فعل وان لم يفعل فليس هو حملهم عليها اجبارا ولا ألزمهم اكراها باحتجاجه عليهم ان عرفهم ومكنهم وجعل لهم السبيل الى أخذ ما دعا لهم الله وترك ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة. والسلام.

رواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٤ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).

ورواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١١ مخطوط).

وقد تقدم نقله عن غيرهما من كتب العامة في ج ١١ ص ٢٣٣.

ومن كلامه عليه‌السلام :

ان عليا كان سهما لله صائبا في أعدائه وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها من رسول الله «ص» ، وكان رباني هذه الامة لم يكن لمال الله بالسروقة ، ولا في أمر الله بالنومة ، أعطى القران عزيمة علمه فكان منه في رياض مونقة ، وأعلام بينة ، ذاك علي بن أبي طالب يا لكع.

رواه في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من «تاريخ دمشق» (ص ٢٠٣ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم ، أنبأنا رشاد بن نظيف ، أنبأنا الحسن ابن اسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا أحمد بن على الرزاق ، أنبأنا ابراهيم بن بشار ، أنبأنا نعيم بن موزع ، أنبأنا هشام بن حسان ، قال : بينا نحن عند الحسن إذ أقبل رجل من الازارقة فقال له : يا با سعيد ما تقول في علي بن أبي طالب ، قال : فاحمر وجنتا الحسن وقاله.

٣٥٣

ومن كلامه عليه‌السلام لجعيد : يا جعيد ان الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق فذاك اشر الناس ، ومنهم من له خلق وخلاق فذاك افضل الناس؟.

رواه في تاريخ دمشق لابن عساكر (ص ١٥٩ ط بيروت).

عن جعيد بن همدان انه «ع» قال له ذلك.

ومن كلماته عليه‌السلام :

هلاك الناس في ثلاث في الكبر والحرص والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنة ، والحسد رائد السوء ومنه قتل هابيل قابيل.

رواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٢ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام :

من لم يتمن غير ما اختار الله له فقد اتكل على حسن اختيار الله فهذا احد الوقوف على الرضا بما يعرف القضا.

رواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٤ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو) نقلا عن «الصواعق» قال : لما قيل ان أبا ذر يقول الفقر أحب الي من الغنى والسقم أحب الي من الصحة ، فقال : رحم الله أبا ذر واما انا أقول ، فذكره.

ورواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٠) لكنه قال : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن انه في غير الحالة التي اختار الله له.

ورواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٦٢ ط بيروت) قال :

٣٥٤

قال المبرد : قيل للحسن بن علي : ان أبا ذر يقول : الفقر أحب الي من الغنى ، والسقم أحب الي من الصحة. فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئا ، وهذا حد الوقوف على الرضى بما تصرف به القضاء.

وروى في غيرها من كتب العامة تقدم النقل من بعضها في (ج ١١ ص ٢٣٧).

ومن كلامه عليه‌السلام :

اللهم اني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي ـ فكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه.

رواه في «ترجمة الامام حسن بن علي من «تاريخ دمشق» ص ٢١٣ ط بيروت بأربعة أسانيد عن رقبة بن مصقلة قال : لما حضر الحسن بن علي قال : أخرجوني انظر في ملكوت السماء ، فلما اخرج قاله.

ومن كلامه (ع):

من أحبنا لله نفعه الله تعالى بحبنا ومن أحبنا لغير الله فان الله يقضى في الأمور ما يشاء ، اما ان حبنا أهل البيت يساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق عن الشجر.

رواه في «وسيلة المآل» (ص ٦١) قال :

وقال الحافظ جمال الدين الزرندي قال : أبو سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه سمعت الحسن بن علي رضي‌الله‌عنها يقوله.

ومن كلامه عليه‌السلام :

شر من المرزئة سوء الخلف. من أقبل مع أمر ولى مع انقضائه. راكب

٣٥٥

الحرون أسير نفسه ، والجاهل أسير لسانه. المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحلل العقدة الوثيقة ، وأقل ما فيه المغالبة ، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٧٠ ط بيروت).

ومن منظومه عليه‌السلام :

وكتب اليه رجل هذين البيتين :

لم يبق لي مما يباع بحجة

وكفاك منظر حالتي عن مخبري

الا بقية ماء وجهى صنتها

من أن يباع فقد وجدت المشتري

فأرسل اليه بعشرة آلاف درهم وكتب اليه :

عاجلتنا فأتاك عاجل برنا

فلا وان أمهلتنا لم نقلل

فخذ القليل وكن كأنك لم تسل

ونكون نحن كأننا لم نسأل

رواه في «وسيلة المآل» ص ٢٤٠ ط لكنهو.

ومن كلماته عليه‌السلام :

خير المال ما وقي به العرض.

رواه في «الاعجاز والإيجاز» (ص ٣٧ ط دار البيان في بغداد).

كنس الفناء وغسل الإناء مجلبة الغنى.

رواه في «تعليم المتعلم طريق التعلم» (ص ٣٦ ط مطبعة الميرية بمصر).

الكرم هو التبرع قبل السؤال.

رواه في «التمثيل والمحاضرة» (ص ٣٠ ط مطبعة دار احياء الكتب العربية بالقاهرة).

الطعام أيسر من أن يقسم عليه إذا دعي الرجل الى أكله فلم يأكل.

٣٥٦

رواه في «انساب الاشراف» (ص ٢٥ ط دار التعارف في بيروت).

الامين آمن ، والبريء جري ، والخائن خائف ، والمسيء مستوحش.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٧٠ ط بيروت).

خير المال ما وقي به العرض.

رواه في «الجوهر النفيس في سياسة الرئيس» (ص ١٢٩ ط دار الطليعة في بيروت).

لما قيل له : ان أبا ذر يقول الفقر أحب الي من الغنى والسقم أحب الي من الصحة. قال : رحم الله أبا ذر ، أما انا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.

رواه في «ترجمة الامام حسن (ع) من تاريخ دمشق» (ص ١٥٩ ط بيروت) عن محمد بن يزيد المبرد.

وروي في غيره من كتاب العامة وقد تقدم النقل عن بعضها في (ج ١١ ص ٢٣٧).

ان أشد الناس حسرة يوم القيامة رجلان : رجل نظر الى ماله في ميزان غيره سعد به وشقي هو به ، ورجل نظر الى علمه في ميزان غيره سعد به وشقي هو به.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٢٥١ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة).

تعلموا العلم فإنكم ان تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غدا ، فمن لم يحفظ فليكتب.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ١٠٧ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة) قال :

٣٥٧

أخبرنا قاسم بن محمد أبو محمد رحمه‌الله ، قال أخبرنا خالد بن سعد ، قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن حيون ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا مطلب بن زياد ، قال حدثنا محمد بن أبن ، قال : قاله الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه ، فذكره.

وتقدم نقله عن غيره من الكتب في (ج ١١ ص ٢٣٥)

ومن كلامه عليه‌السلام لما سئل عن الصمت :

هو سير العمر وزين العرض وفاعله في راحة.

رواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٣١٢).

ومن كلماته في جواب الاسئلة :

نقل الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده فيها ان عليا سأل ابنه الحسن «ع» عن أشياء من أمر المروة فقال : يا بنى ما السداد؟ فقال : يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف. قال : فما الشرف؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال : فما المروة. قال : العفاف واصلاح المال. قال : فما الدقة. قال : النظر في اليسير ومنع الحقير. قال : فما اللؤم. قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرضه. قال : فما السماح. قال : البذل في العسر واليسر. قال : فما الشح. قال : ان ما في يدك سرفا وما أنفقته تلفا. قال : فما الإخاء. قال : المساواة في الشدة والرخاء قال : فما الجبن. قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال : فما الغنيمة قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة. قال : فما الحلم. قال : كظم الغيظ وملك النفس. قال : فما الغنى. قال : رضي النفس بما قسم الله لها وان قل وانما الغنى عز النفس. قال : فما الفقر. قال : شره النفس في كل شيء. قال :

٣٥٨

فما المنعة. قال : شدة البأس ومنازعة أعز الناس. قال : فما الذل. قال : الفزع عن المصدوقة (الصدقة خ ل) قال : فما العي. قال : العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة. قال : فما الجرأة. قال : موافقة الاقران. قال : فما الكلفة قال : كلامك فيما لا يعنيك. قال : فما المجد. قال : أن تعطى في العزم وان تعفو عن الجرم. قال : فما العقل. قال : حفظ القلب كلما استوعيته. قال : فما الخرق قال : معاداتك امامك ودفعك عليه كلامك. قال : فما السناء. قال : إتيان الجميل وترك القبيح. قال : فما الحزم. قال : طول الإناة والرفق بالولاة. قال : فما السفه. قال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة. قال : فما الغفلة. قال : ترك المسجد وطاعتك المفسد. قال : فما الحرمان. قال : تركك حظك وقد عرض عليك. قال :فمن السيد. قال : الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب المهتم بأمر عشيرته هو السيد ، (فهذه الاجوبة الصادرة منه على البديهة من غير روية شاهدة له «ع» ببصيرة باصرة وبديهة حاضرة ومادة فضل وافرة وفكرة على استخراج الغوامض قادرة).

رواه في «مطالب السؤول» (ص ٦٨ ط طهران).

ورواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٢) بتلخيص يسير وتقدم نقله عن سائر كتب القوم في (ج ١١ ص ١٠٧).

وروي شطر منها في «تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة الامام الحسن ابن علي» (ص ١٦٦ ط بيروت).

ومن كلامه عليه‌السلام :

حين سأله معاوية عن الكرم والمروءة والنجدة أما الكرم فالتبرع بالمعروف ، والإعطاء قبل السؤال ، والإطعام في المحل

٣٥٩

وأما النجدة فالذب عن الجار في المواطن ، والاقدام في الكريهة ، وأما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس ، وقيامه لضيفه ، وأداء الحقوق ، وافشاء السلام.

رواه في «الجوهر النفيس في سياسة الرئيس» (ص ١١٨ ط دار الطليعة في بيروت).

جوابه عليه‌السلام لمعاوية

قال له معاوية :

وتجلدي للشامتين اريهم

اني لريب الدهر لا اتضعضع

فقال «ع» في جوابه :

وإذا المنية انشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع

رواه في «وسيلة النجاة» ص ٢٤١ ط لكنهو.

٣٦٠