إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة. فوضع علي اللقمة من يده وقال :

فاطم بنت السيد الكريم

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يطلب اليوم رضا الرحيم

موعده في جنة النعيم

فأقبلت السيدة فاطمة رضي‌الله‌عنها وقالت :

فسوف أعطيه ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

أمسوا جياعا وهم أمثالي

أصغرهم يقتل في القتال

ثم عمدت الى جميع ما كان في الخوان فأعطته اليتيم ، وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح وأصبحوا صياما ، وعمدت فاطمة الى باقي الصوف فغزلته وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص ، وصلى علي رضي‌الله‌عنه المغرب مع الرسول ثم أتى منزله ، فقربت اليه الخوان ، ثم جلس ، وعند ما بدأ في كسر اول لقمة إذ بأسير من أسارى المسلمين بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، ان الكفار أسرونا وقيدونا ولم يطعمونا ، فوضع علي اللقمة من يده وقال :

فاطمة ابنة النبي أحمد

بنت نبى سيد ومسود

هذا أسير جاء ليس يهتدى

مكبل في قيده المقيد

يشكو إلينا الجوع والتشدد

من يطعم اليوم تجده من غد

عند العلي الواحد الموحد

ما يزرع الزارع يوما يحصد

فأقبلت فاطمة رضي‌الله‌عنها تقول :

لم يبق مما جاء غير صاع

قد دبرت كفي مع الذراع

وابناي والله لقد أجاعا

يا رب لا تهلكهما ضياعا

٣٤١

ثم عمدت الى ما كان في الخوان فأعطته إياه ، فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، وأقبل علي والحسن والحسين نحو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهما يرتعشان من شدة الجوع ، فلما أبصرهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا أبا الحسن أشد ما يسوءني ما أدرككم ، انطلقوا بنا الى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضمها اليه وقال : وا غوثاه أهل بيت محمد يموتون جوعا. ولم ينته الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من كلامه حتى هبط عليه أمين الوحي وهو يرفع اليه سورة (هل أتى) وفيها أجمل الثناء وعاطر الذكر لأهل البيت ، قال الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً* وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) لقد شكر الله سعيهم على هذا الإيثار الذي لا نظير له في عالم المبرات والإحسان ، وأورثهم في دار الآخرة الفردوس يتقلبون في نعيمه ، وجعل ذكراهم خالدا وحياتهم قدوة وجعلهم أئمة المسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ويقول الشاعر :

ولزوج فاطمة بسورة هل أتى

تاج يفوق الشمس عند ضحاها

لما شكا المحتاج خلف رحابها

رقت لتلك النفس في شكواها

جادت لتنقذه بر خمارها

يا سحب أين نداك من جدواها

٣٤٢

ومنهم العلامة السيد خير الدين ابو البركات نعمان افندى الآلوسى البغدادي المتوفى سنة ١٣١٧ والمولود سنة ١٢٥٢ في كتابه «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة ج ٢ ص ٩٦) قال :

وروى عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآيات في سورة هل أتى : انها نزلت في علي بن أبي طالب ، آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح ، فلما قبض الشعير طحنوا ثلثه وأصلحوا منه ما يأكلون ، فلما استوى رأى مسكينا فأخرجه اليه ، ثم عملوا الثلث الثاني فلما تم أتى يتيم فأطعموه ، ثم عملوا الباقي فلما تم أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا ـ أي باتوا جياعا ـ فنزلت هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً). ولله در القائل:

الام الام وحتى متى

أعنف في حب هذا الفتى

فهل زوجت فاطم غيره

وفي غيره هل أتى هل أتى

وكذا القائل :

أهوى عليا وإيماني محبته

كم مشرك دمه من سيفه وكفا

ان كنت ويحك لم تسمع مناقبه

فاسمع مناقبه من هل أتى وكفى

٣٤٣

الخمسة الطاهرة من شجرة واحدة

تقدم نقل الأحاديث الواردة فيها عن كتب أهل السنة في (ج ٥ ص ٢٥٥ الى ص ٢٦٦ وج ٩ ص ١٥٠ الى ص ١٥٩) ونستدرك هاهنا جملة مما لم نذكره هناك أو نقلناه عن غير الكتب التي ننقل عنها هاهنا ، وهي أحاديث :

الاول

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٤ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : خلق الناس من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة ، فما قولكم في شجرة أنا أصلها وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمارها وشيعتنا أوراقها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها ساقه الى الجنة ومن تركها هوى الى النار.

٣٤٤

ومنهم العلامة السيد على بن شهاب الدين الحسيني الهمداني في «مودة القربى» (ص ٨٣ ط لاهور)

روى عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين أثمارها وأشياعها أوراقها ، فمن تعلق بها نجى ومن زاغ عنها هوى.

ومنهم المعاصر الشيخ أحمد أبو لف المصري في «آل بيت النبي» (ص ٨٠ ط دار التعاون مصر)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أهل البيت».

الثاني

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامه السيد على بن شهاب الدين الحسيني الهمداني في «مودة القربى» (ص ٣٤ ط لاهور)

روى عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي خلقت من شجرة وخلقت منها ، وأنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ومحبونا أوراقها ، فمن تعلق بشيء منها أدخله الله الجنة.

الثالث

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

٣٤٥

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين «ع» من تاريخ دمشق» (ص ١٢٤ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا اسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة ابن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد ابن عدي ، أنبأنا عمر بن سنان ، أنبأنا الحسن بن علي أبو عبد الغني الازدي ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن ميناء بن أبي ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال : ألا تسألوني قبل أن تشوب الأحاديث الأباطيل؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا الشجرة وفاطمة أصلها ـ أو فرعها ـ وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها ، فالشجرة أصلها في جنة عدن ، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة.

ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٧١)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ترجمة الامام الحسين بن علي من تاريخ دمشق».

الرابع

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢٩١ ط بيروت)

روى بسنده عن جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان بعرفات وعلي

٣٤٦

تجاهه فقال : يا علي ادن مني وضع خمسك في خمسي ، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، يا علي من تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة.

الخامس

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين «ع» من تاريخ دمشق» (ص ١٢٣ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر ابن خلف بن زنبور ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق ، عن أبي بكر محمد بن المقرئ ابن عثمان التمار ، أنبأنا نصر بن شعيب ، أنبأنا موسى بن نعمان ، أنبأنا ليث بن سعد ، عن ابن جريح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأذني والا فصمتا وهو يقول : أنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها والمحبون من أهل البيت ورقها من الجنة حقا حقا.

ومنهم العلامة الشيخ احمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٧٧ مخطوط)

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

٣٤٧

ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليا وفاطمة والحسن والحسين

في مكان واحد يوم القيامة

وقد تقدمت الأحاديث الدالة عليه منا (في ج ٩ ص ١٧٤ الى ص ١٨٠) ونروي هاهنا عن كتب لم نرو عنها هناك :

الاول

ما رواه ابو سعيد

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولى على المتقى في «كنز العمال» (ج ١٣ ص ٨٤ ط حيدرآباد)

روى من طريق احمد والطبراني عن علي والحاكم عن أبي سعيد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني وإياك وهذا الراقد ـ يعني عليا ـ والحسن

٣٤٨

والحسين يوم القيامة لفي مكان واحد.

وفي (ج ١٢ ص ٢١٣) روى من طريق الطبراني عن ابى سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني وإياك وهما وهذا النائم لفي مكان واحد يوم القيامة.

ورواه في (ج ١٢ ص ٢١٣) من طريق الطبراني عن أبى سعيد ، لكنه ذكر بدل كلمة «الراقد» النائم.

ورواه في (ج ١٦ ص ٢٥٣) من طريق ابن عساكر عن أبي سعيد بعينه ، لكنه ذكر بدل كلمة «الراقد» : المضطجع.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين بن محب الدين في «وسيلة النجاة» (ص ٢٠٧)

روى الحديث عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم ثانيا عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة المعاصر عيني الحنفي في «مناقب على» (ص ٢٤ ط أعلم بريس)

روى الحديث من طريق الحاكم عن أبي سعيد بعين ما تقدم ثانيا عن «كنز العمال».

الثاني

ما رواه على عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

٣٤٩

منهم العلامة الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين في تاريخ دمشق» (ص ١١١ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم أخبرني أبو القاسم ابن السمرقندي أنبأنا يوسف بن الحسن ، قالا أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يونس بن حبيب ، أنبأنا أبو داود ، أنبأنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي فاختة قال : قال علي : زارنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبات عندنا والحسن والحسين نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى قربة لنا

فجعل يعصرها في القدح ثم جاء يسقيه ، فتناول الحسين القدح ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنه أحبهما إليك؟ فقال : لا ولكنه استسقى أول مرة. ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اني وإياك وهذين ـ وأحسبه قال : وهذا الراقد يعني عليا ـ يوم القيامة في مكان واحد.

وروى في (ص ١١٥) بسنده عن ميمونة وام سلمة قول رسول الله «ص» بعين ما تقدم.

ورواه في (ص ١١٤) بسنده عن أبي سعيد لكنه عبر قوله هكذا : اني وأنت وهما وهذا المضطجع في مكان واحد يوم القيامة.

ومنهم العلامة المولى علاء الدين على بن حسام الدين في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٥١ ط حيدرآباد الدكن) قال :

عن علي قال : زارنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبات عندنا والحسن والحسين نائمان ، فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ـ وفي لفظ : فقام لشاة لنا فحلبها فدرت ـ

٣٥٠

ثم جاء يسقيه فناول الحسن فتناول الحسين ليشرب فمنعه. وفي لفظ فأهوى بيده الى الحسين وبدأ بالحسن ـ فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنه أحبهما إليك. قال : لا ولكنه استسقى أول مرة. ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا وإياك وهذين وهذا الراقد ـ يعني عليا ـ يوم القيامة في مكان واحد.

ورواه في (ج ١٢ ص ٢١٣) من طريق الطبراني عن علي هكذا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : واني وإياك وهما وهذا الراقد يوم القيامة لفي مكان واحد.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ٢٥)

روى الحديث عن علي بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة الشيخ صفى الدين احمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري في «خلاصة تذهيب تهذيب الكمال» (ص ٨٣ ط مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب)

روى من طريق أبي داود الطيالسي عن علي بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة قطب الدين احمد شاه ولى الله في «قرة العينين» (ص ١٢٠ ط بلدة پشاور) قال :

ودخل «ص» على فاطمة فقال : اني وإياك وهذا النائم والحسن والحسين لفي مكان واحد يوم القيامة.

٣٥١

ومنهم العلامة المعاصر عيني الحنفي في «مناقب سيدنا على كرم الله وجهه» (ص ٢٤ ط أعلم بريش)

روى الحديث من طريق احمد وأبي داود الطيالسي عن علي بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة الشيخ صفى الدين ابو الفضل احمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل في عد مناقب الال» (ص ٧٦)

روى الحديث من طريق احمد عن علي بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال».

الثالث

ما رواه على عليه‌السلام ايضا

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحافظ سليمان بن احمد الطبرانيّ في «المعجم الصغير» (ج ٢ ص ٧٠ ط مكتبة السلفية بالمدينة المنورة) قال :

حدثنا محمد بن محمد بن خلاد الباهلي البصري ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

٣٥٢

ومنهم الحافظ ابن المغازلي الشافعي في «مناقب على» (ص ٣٧٠ ط طهران) قال :

أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء ، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي وخالد بن النضر القرشي ومحمد بن علي الصيرفي ومحمد بن أمية البصريون ومحمد بن أبي بكر الباغندي وأبو القاسم بن منيع وعبد الله بن قحطبة بصلح واسط ، قالوا حدثنا نصر ابن علي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير» سندا ومتنا.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٥١ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث من طريق الترمذي ونظام الملك في أماليه وابن النجار عن علي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ورواه في (ج ١٣ ص ٨٣) من طريق احمد والترمذي.

وفي (ج ١٣ ص ٨٩) رواه من طريق الطبراني.

ومنهم العلامة السيد محمد بن الحسن الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص ٧٣ و ٩٨ و ٩٩)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة اليماني الزيدي في «ابتسام البرق» (ط بيروت)

روى الحديث عن علي بعين ما تقدم «الجامع الصغير».

٣٥٣

ومنهم العلامة صفى الدين احمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٧٧ مخطوط)

روى قوله بعين ما تقدم عن المعجم الصغير ، ثم قال : وأخرجه الترمذي وقال : كان معي في الجنة ، وأخرجه ابو داود.

ومنهم العلامة ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٥)

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة الشيخ ابو الفضل محمد بن جمال الدين الشافعي في «الرصف» (ص ٣٨٢ ط الكويت)

روى الحديث من طريق الترمذي عن علي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة الشيخ محمد المغربي السائح في «بغية المستفيد لشرح منية المريد» (ص ١٣٣ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)

روى الحديث من طريق احمد والترمذي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة المولى على بن سلطان في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٣٧ ط ملتان)

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

٣٥٤

ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في «مناقب على» (ص ٥٣ ط أعلم بريش)

روى الحديث من طريق الترمذي واحمد والطبراني والديلمي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين بن محب الله في «وسيلة النجاة» (ص ٥١ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة الشيخ عبد النبي بن احمد القدوسي الحنفي في «سنن الهدى» (ص ٢٠ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

٣٥٥

لا تزولا قدما عبد عن الصراط

حتى يسأل عن حبنا أهل البيت

قد تقدمت مداركه منا في (ج ٩ ص ٤٠٩ الى ص ٤١٣) ونستدرك هاهنا جملة مما لم نرو عنهم هناك ، وهي أحاديث :

الاول

حديث ابى برزة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٢٢ مخطوط) قال :

وأخرج ابن المؤيد في كتاب المناقب فيما نقله عنه ابو الحسن علي السفاقسي ثم الملكي في «الفصول المهمة» عن أبي برزة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول

٣٥٦

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن جلوس ذات يوم : والذي نفسي بيده لا تزول قدم عن قدم يوم القيامة حتى يسأل الله الرجل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله مم كسبه وفيم أنفقه ، وعن حبنا اهل البيت. فقال عمر رضي‌الله‌عنه : ما آية حبكم؟ فوضع يده على رأس علي وهو جالس الى جانبه وقال : آية حبى حب هذا من بعدي.

الثاني

حديث ابى ذر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج ٢ ص ١٦٠ ط بيروت)

روى بسنده عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن علمه ما عمل به ، وعن ماله ما اكتسبه [كذا] وفيما أنفقه ، وعن حب أهل البيت. فقيل : يا رسول الله ومن هم؟ فأومأ بيده الى علي بن أبي طالب.

الثالث

حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام القوم :

٣٥٧

منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «مناقبه» (ص ١١٩ ط طهران) قال :

أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحان إجازة ، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ ، حدثنا أبو الطيب ابن فرج ، حدثنا الهيثم بن خلف ، حدثني أحمد بن محمد بن يزيد ، حدثني حسين بن الحسن الأشقر ، حدثنا هشيم عن أبي هاشم يعني الرماني ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه ، وعن حبنا أهل البيت.

٣٥٨

اختصاص أهل البيت في آية التطهير

بالنبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين

عليهم‌السلام

قد تقدم نقل الأحاديث الواردة فيها عن كتب أهل السنة في (ج ٢ ص ٥٠٢ الى ص ٥٤٧ وج ٩ ص ١ الى ص ٦٩) ونستدرك النقل عن جملة من الكتب التي لم ننقل عنها فيما مر ، وهي أحاديث :

الاول

حديث ابى سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ في «المعجم الصغير» (ج ١ ص ١٣٤) قال :

حدثنا الحسن بن احمد بن حبيب الكرماني بطرسوس ، حدثنا أبو الربيع

٣٥٩

الزاهراني ، حدثنا عمار بن محمد ، عن سفيان الثوري ، عن أبى الجحاف داود بن أبى عوف ، عن عطية العوفي ، عن أبى سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه في قوله جل وعز (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، قال : نزلت في خمسة : في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي‌الله‌عنهم (١).

ومنهم الحافظ الكبير ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين من تاريخ دمشق» (ص ٧٥ ط بيروت)

روى بسندين عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

__________________

(١) قال العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٤٢ ط دار الطباعة المحمدية بمصر) قال :

هذه الآية منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على غرر من مآثرهم والاعتناء بشأمهم حيث ابتدئت بانما المفيد لحصر إرادته تعالى في أمرهم على اذهاب الرجس الذي هو الإثم أو الشك فيما يجب الايمان به منهم وتطهيرهم من سائر الأخلاق والأحوال المذمومة ، وسيأتي في بعض الطرق تحريمهم على النار ، وهو فائدة ذلك التطهير وغايته إذ منتهى المهام الإنابة الى الله وادامة الاعمال الصالحة ، ومن ثم لما ذهب عنهم الخلافة الظاهرة لكونها صارت ملكا ولذا لم يتم للحسن عزم عوضوا منها بالخلافة الباطنة حتى ذهب قوم الى أن قطب الأولياء في كل زمن لا يكون الا منهم.

٣٦٠