إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٧

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

مالكم دولا ولم يأخذ منكم الا السهمين اللذين جعلهما الله سهما في الخاصة وسهما في العامة. الى أن قال : فقتلوهم فلم ينج منهم تمام عشرة فقال : آتوني بذي الثدية فانه في القوم. فقلب الناس القتلى فلم يقدروا عليه ، فأتى فأخبر بذلك فقال : الله أكبر والله ما كذبت ولا كذبت وانه لفي القوم. ثم قال : ائتوني بالبغلة فإنها هادية مهدية ، فركبها ثم انطلق حتى وقف على قليب ثم قال : قلبوا فقلبوا سبعة من القتلى فوجدوه ثامنهم فقال : الله أكبر هذا ذو الثدية الذي خبرني رسول الله «ص» أنه يقتل مع شر خيل. ثم قال : تفرقوا فلم يقاتل معه الذين اعتزلوا كانوا وقوفا في عسكره على حده.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» (ص ١٩١).

وقتل من أصحاب علي عليه‌السلام قيل رجلان وقيل تسعة بعده من أسلم من الخوارج المارقين وهي جملة كرامات علي عليه‌السلام فانه قال : نقتلهم ولا يقتل منا عشرة ولا يسلم منهم عشرة.

الى أن قال : فقال عليه‌السلام : التمسوا المخدج ، فالتمسوه فلم يجدوه ، فقام علي عليه‌السلام بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض.

وقال في (ص ٤١٥ ط طهران):

أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ إجازة ان أبا عبد الله محمود بن محمد وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطيين حدثاه ، قالا حدثنا القاسم بن عيسى الطائي ، حدثنا أبو سلمة عيسى بن ميمون الخواص ، عن العوام بن حوشب ، عن أبيه ، عن جده يزيد بن رويم قال : كنت عاملا لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام على باروسما ونهر الملك ، فأتاه من أخبره

٥٤١

أن الخوارج الذين قتلوا عبد الله بن الخباب قد عبروا النهروان ، فقال له علي عليه‌السلام : لم يعبروا ولن يعبروا وان عبروا لم ينج منهم عشرة ولن يقتل منكم عشرة. قال : ثم جاء القوم فبرز إليهم فقال : يا يزيد بن رويم اقطع أربعة آلاف خشبة أو قصبة. قال : فقطع له ثم أوفقهم قال : فقاتلهم فلما فرغ من قتالهم قال لي : يا يزيد اطرح على كل قتيل خشبة أو قصبة. قال : فركب بغلة رسول الله «ص» وأناس بين يديه ونحن على ظهر نهر لا أمر بقتيل الا طرحت عليه خشبة أو قصبة قال : حتى بقيت في يدي واحدة قال : فنظرت اليه فإذا وجهه اربد وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت. قال : فبينا أنا أمر بين يديه إذا خرير ماء عند موضع دالية ، فقلت : يا أمير المؤمنين هذا خرير ماء. فقال لي : فتشه ، ففتشته فإذا رجل قد صارت في يدي فقلت : هذه رجل ، فنزل الي فأخذنا الرجل الأخرى وجرها وجررت فإذا رجل. قال : فقال لي مد يده فمددتها فاستوت قال : ثم قال : خلها فخليتها فإذا هي كأنها الثدي في صدره حتى صار على التراب فإذا المخدج فكبر علي فكبر الناس.

وقال : أخبرنا القاضي أبو علي اسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطبيب بن كماري الفقيه العراقي ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفضل بن سهل ، وأخبرنا أحمد بن محمد بن المعلى ، وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي نا أبو الحسن علي بن الحسن الطحان ، قال وحدثنا أبو بكر محمد بن سمعان ، نا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم الواسطي ، نا القاسم بن عيسى. فذكر الحديث بعين ما تقدم سندا ومتنا.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١١ ص ٢٧٤ ط حيدرآباد) قال :

روى من طريق الطبراني في الأوسط عن جندب قال : لما فارقت الخوارج

٥٤٢

عليا خرج في طلبهم وخرجنا معه ، فانتهينا الى عسكر القوم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن وإذا فيهم أصحاب النقبات وأصحاب البرانس ، فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي ووضعت برنسي فنشرت عليه درعي وأخذت بمقود فرسي ، فقمت أصلي الى رمحي وأنا أقول في صلاتي : اللهم ان كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فأذن لي فيه ، وان كان معصية فأرني براءتك.

قال : فأنا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب على بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما جاء الي قال : تعوذ بالله يا جندب من شر السخط ، فجئت أسعى اليه ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل على برذون يقرب به فقال : يا أمير المؤمنين. قال : ما شأنك. قال : ألك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك. قال : قد قطعوا النهر فذهبوا. قال : ما قطعوه. قلت : سبحان الله. ثم جاء آخر أرفع منه في الجري فقال : يا أمير المؤمنين. قال : ما تشاء. قال : ألك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك. قال : قد قطعوا النهر فذهبوا. قلت : الله اكبر. قال علي : ما قطعوه. قال : سبحان الله. ثم جاء آخر ، فقال : قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي : ما قطعوه. ثم جاء آخر يستحضر بفرسه. فقال : يا أمير المؤمنين. قال : ما تشاء. قال : ألك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك. فقال : قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن دونه ، عهد من الله ورسوله. قلت : الله أكبر.

ثم قمت فأمسكت له بالركاب ، ثم ركب فرسه ثم رجعت الى درعي فلبستها والى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره ، فقال لي : يا جندب. قلت : لبيك يا أمير المؤمنين. قال : أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعو الى كتاب الله ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ، يا جندب أما

٥٤٣

انه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة.

فانتهينا الى القوم وهم في معسكرهم الذي كانوا فيه لم يبرحوا ، فنادى علي في أصحابه فصفهم ، ثم أتى الصف من رأسه ذا الى رأسه ذا مرتين ، ثم قال : من يأخذ هذا المصحف فيمشي به الى هؤلاء القوم فيدعوهم الى كتاب الله ربهم وسنة نبيهم وهو مقتول وله الجنة. فلم يجبه الا شاب من بني عامر بن صعصعة فقال له علي : خذ فأخذ المصحف فقال له : أما انك مقتول ولست مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل ، فخرج الشاب بالمصحف الى القوم ، فلما دنى منهم حيث يسمعون قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع. قال : فرماه انسان فأقبل علينا بوجهه فقعد ، فقال علي : دونكم القوم. قال جندب : فقتلت بكفي هذه بعد ما دخلني ما كان دخلني ثمانية قبل أن أصلي الظهر وما قتل منا عشرة ولا نجى منهم عشرة كما قال (طس).

أخباره عن أن معاوية يعمر حتى يلي الأمور

وقد تقدم نقله في (ج ٨ ص ١٦٣) وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

منهم العلامة الشيخ أبو الحسن على بن محمد الديلمي في «عطف الالف المألوف على اللام المعطوف» (ص ١٣١ ط المعهد العلمي الفرنسى) قال : روى أنه يوم صفين وقعت صيحة فخرج علي بن أبي طالب فقالوا : ما الخبر؟ قالوا : مات معاوية. قال : ان معاوية لا يموت حتى يلي الأمور.

٥٤٤

اخباره لحجر المدرى انه يؤمر بلعنه

وقد تقدم نقله في (ج ٨ ص ١٨١) وننقله هاهنا عمن لم ننقله عنه هناك :

منهم العلامة الشيخ عطاء حسينى بك الحنفي في «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الإسلام» (ص ٢٠٩ ط القاهرة) قال :

وروى عبد الرزاق عن حجر المدري (١) قال : قال علي بن أبي طالب كيف بك إذ أمرت ان تلعنني؟ قلت : وهل يحدث. قال : نعم. قلت : فكيف أصنع. قال : العني ولا تبرأ مني. قال : يأمرني محمد بن يوسف أخو الحجاج ـ وكان أميرا على اليمن ـ أن ألعن عليا ، فقلت : ان الأمير أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله ، فلم يفطن لذلك إلا رجل واحد فقط.

اخباره عن شهادة الحسين عليه‌السلام

قد تقدم اخباره عليه‌السلام عن ذلك في موارد في (ج ٨ ص ١٤١ الى ص ١٥٢) وننقل جملة منها عمن لم ننقل عنه هناك :

منهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٢٧ من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى عن الأصبغ قال : أتينا مع علي رضي‌الله‌عنه فمررنا بموضع قبر الحسين رضي‌الله‌عنه ، فقال علي رضي‌الله‌عنه : هاهنا مناخ ركابهم وهاهنا موضع رحالهم وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) وفي الصواعق : المرادي.

٥٤٥

يقتلون بهذه العرصة. فبكى.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ١٧١ ط لكنهو).

روى الحديث من طريق صاحب الرياض بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٣٦ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن الأصبغ بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ٧٧ ط الهند).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة» وفي آخره يصلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض.

اخباره أيضا عن شهادة الحسين عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٥ مخطوط) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سلام أبي شرحبيل ، عن أبي هرثمة قال : كنت مع علي رضي‌الله‌عنه بنهري كربلاء ، فمر بشجرة تحتها بعر غزلان ، فأخذ منه قبضة ، فشمها ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.

٥٤٦

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين بن على من تاريخ دمشق» (ص ١٨٧ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر الانصاري ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر ابن حيويه ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا يحيى ابن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن سليمان قال : أنبأنا أبو عبيد الضبي قال : دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي ـ وهو جالس على دكان له ـ وله امرأة يقال لها جرداء وهي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا ـ فجاءت شاة له فبعرت فقال : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا : وما علم علي بهذا؟ قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ثم قال : أوه أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

وقال : أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمد ابن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد ابن الاعرابي ، أنبأنا أبو علي الحسن ابن علي بن محمد بن هاشم الأسدي النحاس ، أنبأنا منصور بن واقد الطنافسي أنبأنا عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن كدير الضبي قال : بينا أنا مع علي بكربلاء بين أشجار الحرمل إذ أخذ بعرة فشمها ثم قال : ليبعثن الله من هذا الموضع قوما يدخلون الجنة بغير حساب.

وفي (ص ٢٣٥):

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي ، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، أنبأنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، أنبأنا علي بن حرب الجنديسابوري ، أنبأنا

٥٤٧

إسحاق بن سليمان ، أنبأنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن قدامة الضبي ، عن جرداء بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع علي في بعض غزوه فسار حتى انتهى الى كربلاء ، فنزل الى شجرة فصلى إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال : واها لك من تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

اخباره أيضا عن شهادة الحسين عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٥ مخطوط) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، نا سعد بن وهب الواسطي ، نا جعفر بن سليمان ، عن شبيل بن غرزة ، عن أبي حبرة قال : صحبت عليا رضي‌الله‌عنه حتى أتى الكوفة فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم. قالوا : إذا نبلي الله فيهم بلاء حسنا. فقال : والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم ، فلتقتلنهم ثم أقبل يقول :

هم أوردوهم بالغرور وعردوا

أحبوا نجاة لا نجاة ولا عذر

اخباره أيضا عن شهادة الحسين عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين بن على من تاريخ دمشق» (ص ١٨٨ ط بيروت) قال :

وأنبأنا ابن سعد ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ، أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق

٥٤٨

عن هانئ ابن هانئ ، عن علي قال : ليقتل الحسين بن علي قتلا ، واني لا عرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريب من النهرين.

اخباره أيضا عن شهادة الحسين عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين بن على من تاريخ دمشق» (ص ٢٣٤ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد ابن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن ميمون عن شيبان بن مخرم ـ قال ميمون : وكان عثمانيا يبغض عليا ـ قال : رجعنا مع علي من صفين ، قال : فانتهينا الى موضع قال فقال : ما يسمى هذا الموضع؟ قال : قلنا كربلاء. قال : كرب وبلاء. قال : ثم قعد على رابية وقال : يقتل هاهنا قوم هم أفضل شهداء على ظهر الأرض ، لا يكون شهداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : قلت : بعض كذباته ورب الكعبة. قال : فقلت لغلامي ـ وثم حمار ميت ـ جئني برجل هذا الحمار فجاءني به فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا ، فلما قتل الحسين قلت لاصحابي : انطلقوا ننظر ، فانتهينا معهم الى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله.

وقال : أخبرناه أبو علي الحداد وغيره في كتبهم قالوا : أنبأنا أبو بكر ابن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، أنبأنا محمد ابن يحيي بن أبي سمينة ، أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن عطاء بن

٥٤٩

السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن شيبان بن مخرم ـ وكان عثمانيا ـ قال : اني لمع علي إذ أتى كربلاء فقال : يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر. فقلت : هذا بعض كذباته وثم رجل حمار ميت فقلت لغلامي : خذ رجل هذا الحمار فأوتدها في مقعده وغيبها. قال : فضرب الدهر ضربة ، فلما قتل الحسين انطلقت ومعي أصحاب لي فإذا جثة الحسين بن علي على رجل الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله.

ومنهم العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» (ص ٤٢٧ ط المطبعة الحيدرية بالنجف) قال :

أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل ، أخبرنا ابن أبي زيد ، أخبرنا محمود ، أخبرنا ابن فاذشاه ، أخبرنا الامام أبو القاسم الطبراني ، حدثنا محمد بن يحيى. فذكر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن «تاريخ دمشق».

اخباره عن شهادته

وقد تقدم في (ج ص ١٠٩ الى ص ١٤١) اخباره عن ذلك في موارد ومروي جملة منها هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنها

حديث أبى الطفيل

رواه جماعة من أعلام القوم :

٥٥٠
٥٥١
٥٥٢

الله بن عبيد الله بن يحيى ، نبأ القاضي أبو عبد الله المحاملي ، نبأ علي بن محمد ابن معاوية ، نبأ عبد الله بن داود ، عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن سالم ابن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبيع قال : سمعت عليا على المنبر وهو يقول : ما ينتظر أشقاها عهد الي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليخضبن هذه من هذا ـ وأشار أبو داود الى لحيته ورأسه ـ.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٤٦ مخطوط) قال : وعن عبد الله بن سبع قال : خطبنا علي رضي‌الله‌عنه فقال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه. قال : فقال الناس : أعلمنا من هو لنبيره أو لنبيرن عشيرته. قال : أنشدكم بالله أن لا يقتل بي غير قاتلي. قالوا : ان كنت قد علمت ذلك فاستخلف إذا. قال : لا ولكن أكلكم الى من وكلكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أخرجهما أحمد.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٥٣ من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث من طريق أحمد عن عبد الله بن سبع بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة القاضي الدياربكرى في «تاريخ الخميس» (ج ٢ ص ٢٨٠ ط الوهبية بمصر).

روى الحديث نقلا عن «ذخائر العقبى» من طريق أحمد عن عبد الله بن سبع بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

٥٥٣

ومنهم العلامة الزبيدي في «الإتحاف» (ج ١٠ ص ٣١٨ ط الميمنية بمصر).

روى عن عبد الله بن سبع قال سمعت عليا رضي‌الله‌عنه على المنبر يقول : ما ينتظر إلا شقي ، عهد الي رسول الله لتخضبن هذه من هذا.

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٢٧٠ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، أنبأنا أبو محمد.

(حيلولة) وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي ، قالا أنبأنا أحمد ابن جعفر ، أنبأنا عبد الله ، حدثني أبي ، أنبأنا وكيع ، أنبأنا الأعمش ، عن سالم ابن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبع ، قال : سمعت عليا يقول : لتخضبن هذه من هذا ، فما ينتظر بي إلا شقي.

قالوا : يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته. قال : إذا تالله تقتلون بي غير قاتلي. قالوا : فاستخلف علينا. قال : لا ولكن أترككم الى ما ترككم اليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قالوا : فما تقول لربك إذا أتيته؟ وقال وكيع مرة : إذا لقيته؟ ـ قال : أقول «اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم فان شئت أصلحتهم وان شئت أفسدتهم».

وقال : أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد ، وأخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني عنه ، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن ابراهيم بن يزداد ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، أنبأنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي ، أنبأنا محاضر ، أنبأنا الأعمش ، عن سالم عن عبد الله بن سبع ، قال : سمعت عليا يقول : لتخضبن هذه من هذه.

ثم قال : وأخبرناه أبو القاسم ابن السمرقندي ، وأبو البركات ابن الانماطي

٥٥٤

قالا : أنبأنا أبو الحسين ابن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا محمد بن هارون الحضرمي ، أنبأنا إسحاق بن ابراهيم الشهيدي ، قال : سمعت أبا بكر ابن عياش يقول : خطب علي بن أبي طالب فقال : ما يمنعه أن يقوم فيخضب هذه من هذا.

قال الشهيدي : وسمعت أبا بكر بن عياش يقول : عندي في هذا الحديث اسناد جيد ، أخبرني الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبع أن عليا خطبهم بهذه الخطبة.

كذا رواه وكيع ، ومحاضر بن المورع عن الأعمش. ورواه الشهيدي عن أبي بكر بن عياش ورواه الأسود بن عامر : شاذان عن أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل. ورواه جرير بن عبد الحميد ، والحربي : عبد الله ابن داود ، عن الأعمش ، عن سلمة ، عن سالم.

ثم قال : فأما حديث أسود بن عامر فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب.

حيلولة : وأخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، أنبأنا أسود ابن عامر ، أنبأنا أبو بكر ، عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن سبع ، قال : خطبنا علي فقال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه. قال : قال الناس : فأعلمنا من هو والله لنبيرنه أو لنبيرن عترته. قال : أنشدكم بالله أن يقتل بي غير قاتلي. قالوا : ان كنت قد علمت ذلك استخلف اذن. قال : لا ولكن أكلكم الى ما وكلكم اليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ثم قال : وأما حديث جرير : فأخبرناه أبو المظفر بن القشيري ، أنبأنا أبو سعد الأديب ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

٥٥٥

حيلولة : وأخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم بن سعدويه ، وأبو منصور الحسين ابن طلحة بن الحسين الصالحاني ، قالا : أنبأنا ابراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا زهير ـ وقال ابن المقرئ : أنبأنا أبو خثيمة ـ أنبأنا جرير عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع ، قال : خطبنا علي بن أبي طالب فقال : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لتخضبن هذه من هذه. يعني لحيته من دم رأسه. الحديث.

ثم قال : أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا ، أنبأنا البيع ، أنبأنا أبو عبد الله المحاملي ، أنبأنا يوسف بن موسى القطان ، أنبأنا جرير ، عن الأعمش عن سلمة بن كهيل ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبع ـ هكذا قال جرير ـ قال : قام علي فقال : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لتخضبن هذه من دم هذا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب في مناقب الامام على بن أبى طالب» (ص ١٩٩) قال :

ومنها (أي من كراماته) ما صدر في قضية مقتله عليه‌السلام ، وتلخيص ذلك أنه عليه‌السلام لما فرغ من قتل الخوارج المارقين عاد الى الكوفة في شهر رمضان ، فأم المسجد فصلى ركعتين ثم صعد المنبر فخطب خطبة حسنة ، ثم التفت الى ابنه الحسن فقال : يا أبا محمدكم مضى من شهرنا هذا؟ قال : ثلاث عشرة يا أمير المؤمنين. ثم التفت الى الحسين فقال : يا أبا عبد الله كم بقي من

٥٥٦

شهرنا هذا يعني رمضان الذي هم فيه؟ فقال الحسين : سبع عشرة يا أمير المؤمنين فضرب يده الى لحيته وهي يومئذ بيضاء فقال : والله ليخضبها بدمها إذا انبعث أشقاها ، ثم جعل يقول :

أريد حياته ويريد قتلي

خليلي من عذيري من مراد

الى أن قال : فلما كان ليلة ثلاث وعشرين من الشهر فقام ليخرج من داره الى المسجد لصلاة الصبح وقال : ان قلبي يشهد اني مقتول في هذا الشهر ، وفتح الباب فتعلق الباب بمئزره فجعل ينشد :

أشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا

ولا تجزع من الموت

إذا حل بواديكا

فخرج فقتل.

ومنها

حديث فضالة بن أبى فضالة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن الشيخ جمال الدين العاقولي في «الرصف» (ص ٣٩٦ ط الكويت) قال :

روي عن فضالة بن أبي فضالة الانصاري وكان أبو فضالة من أهل بدر ، قال خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب من مرض أصابه ثقل منه. قال : فقال له أبي وما يقيمك بمنزلك هذا لو أصابك أجلك لم يملك الا أعراب جهينة يتحمل الى المدينة ، فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك. فقال علي رضي

٥٥٧

الله عنه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد الي ان لا أموت حتى أو مر ثم تخضب هذه ـ يعني لحيته ـ من دم هذه ـ يعني هامته ـ فقتل وقتل أبو فضالة مع علي يوم صفين. قال البيهقي : ولهذا الحديث شواهد يقوى بشواهده.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٣٦ مخطوط).

روى الحديث عن فضالة بمعنى ما تقدم عن «الرصف» لكنه قال : فقال له علي رضي‌الله‌عنه : اني لست بميت من وجعي هذا ، ان رسول الله «ص» عهد الي أن لا أموت حتى أضرب ثم تخضب هذه يعني لحيته من هذه يعني هامته.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٣٦ من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث من طريق ابن الضحاك عن فضالة بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة المولى محمد بن عبد الله بن عبد العلى القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٣٣٩ ط دهلي).

روى الحديث عن فضالة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان المالكي في «جمع الفوائد» (ج ١ ص ٣٢٣ ط ميرية بالهند).

روى عن فضالة بن أبي فضالة قال : قال أبي لعلي وقد عاده (أي عاد عليا) في مرض : ما يقيمك بمنزلك هذا ، لو أصابك أجلك لم يك الا أعراب جهينة تحمل الى المدينة ، فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك. قال علي :

٥٥٨

ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد الى أني لا أموت حتى تؤمر ثم تخضب هذه يعني لحيته من هذه يعني هامته.

ومنها

حديث سعيد بن المسيب

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٢٨٤ ط بيروت) قال :

كتب الي أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد ، وحدثني أبو الحجاج يوسف ابن مكي بن يوسف عنه ، أنبأنا ابراهيم بن عمر البرمكي ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن هارون الآجري ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ، أنبأنا أحمد بن الوليد العجام ، أنبأنا الوليد بن صالح ، أنبأنا أبو ليلى الخراساني ، عن أبي جرير ، عن سعيد بن المسيب ، قال : رأيت عليا على المنبر وهو يقول :

لتخضبن هذه من هذه ـ وأشار بيده الى لحيته وجبينه ـ فما يحبس أشقاها؟ قال : فقلت : لقد ادعى علي علم الغيب ، فلما قتل علمت أنه قد كان عهد اليه.

ومنها

حديث عبيدة

رواه جماعة من أعلام القوم :

٥٥٩

منهم الحافظ أبو سليمان حمد بن ابراهيم الخطاب الخطابي البستي في «العزلة» (ص ٧٩ ط لجنة الشبيبة السورية بالقاهرة) قال :

أخبرنا الشيخ أبو سليمان ، قال حدثنا محمد بن هاشم ، قال حدثنا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة قال : سمعت عليا رضي‌الله‌عنه يخطب فقال : اللهم اني قد سئمتهم وسئموني ومللتهم وملوني فأرحني منهم وأرحهم مني ، ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم ووضع يده على لحيته.

ومنها

حديث زيد بن وهب

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٢٧٨ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو علي بن المظفر ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.

حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، قالا أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني علي بن حكيم الأودي ، أنبأنا شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن زيد بن وهب ، قال : قدم على علي قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له : الجعد بن بعجة ، فقال له : اتق الله يا علي فإنك ميت. فقال علي : بل مقتول ضربة على هذا يخضب هذه ـ يعني لحيته من رأسه ـ عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى.

٥٦٠