إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٧

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

قد حدث فيهما الشهوة فإنهما سيموتان جميعا سريعا ، فما لبثا أن ماتا وبينهما ساعة أو نحوها.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب في مناقب الامام على بن أبى طالب» (ص ١١٨ مخطوط).

فمنها (أي قضاوته الحق) ان سبعة أنفس خرجوا من الكوفة مسافرين ، فغابوا مدة ثم عادوا وقد فقد منهم واحد ، فجاءت امرأته الى علي عليه‌السلام فقالت : يا أمير المؤمنين ان زوجي سافر هو وجماعته وقد أدوا دونه فأتيتهم وسألتهم عنه فلم يخبروني بحاله وقد اتهمتهم بقتله وأسألك إحضارهم واستكشاف حالهم ، فأحضرهم عليه‌السلام وفرقهم وأقسام كل واحد منهم الى سارية من سواري المسجد ووكل بهم رجلا يمنع أن يقرب منه أحد ليحادثه ، ثم استدعى واحدا فحدثه وسأله عن حال الرجل فأنكر ، فلما أنكر رفع عليه‌السلام صوته بالتكبير فقال : الله أكبر. فلما سمع الباقون صوت علي عليه‌السلام مرتفعا بالتكبير اعتقدوا أن رفيقهم قد أقر وحكى لعلي صورة الحال ، ثم استدعاهم واحدا واحدا فأقروا بقتله بناء على أن صاحبهم قد أخبر عليا عليه‌السلام بما فعلوه ، فلما أقروا بذلك قال الاول : يا أمير المؤمنين هؤلاء قد أقروا وأنا ما أقررت. قال له علي عليه‌السلام : هؤلاء رفقاؤك قد شهدوا عليك فما ينفعك إنكارك بعد شهادتهم فاعترف أنه شاركهم في قتله ، فلما تكمل اعترافهم بقتله أقام عليهم حكم الله تعالى وقتلهم به.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

٥٠١

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٥٣ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

ومن الحكم بالفراسة والأمارات : ما رواه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه قال : خاصم غلام من الأنصار أمه الى عمر بن الخطاب ، فجحدته فسأله البينة فلم تكن عنده ، وجاءت المرأة بنفر فشهدوا أنها لم تتزوج وان الغلام كاذب عليها وقد قذفها ، فأمر عمر بضربه ، فلقيه علي رضي‌الله‌عنه فسأل عن أمرهم فأخبر ، فدعاهم ثم قعد في مسجد النبي «ص» وسأل المرأة فجحدت ، فقال للغلام : أجحدها كما جحدتك. فقال : يا ابن عم رسول الله «ص» انها أمي. قال : أجحدها وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك. قال : قد جحدتها وأنكرتها. فقال علي لأولياء المرأة : أمري في هذه المرأة جائز؟ قالوا : نعم وفينا أيضا. فقال علي : أشهد من حضر أني قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأة الغريبة منه ، يا قنبر ائتني بطينة فيها دراهم ، فأتاه بها فعد أربعمائة وثمانين درهما فدفعها مهرا لها وقال للغلام : خذ بيد امرأتك ولا تأتينا الا وعليك أثر العرس. فلما ولى قالت المرأة : يا أبا الحسن الله الله هو النار هو والله ابني. قال : وكيف ذلك؟ قالت : ان أباه كان زنجيا وان إخوتي زوجوني منه فحملت بهذا الغلام ، وخرج الرجل غازيا فقتل وبعثت بهذا الى حي بنى فلان فنشأ فيهم وأنفت ان يكون ابني. فقال علي : أنا أبو الحسن ، وألحقه بها وثبت نسبه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

٥٠٢

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٧٧ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

وقال الأصبغ بن نباتة : بينا علي رضي‌الله‌عنه جالسا في مجلسه إذ سمع ضجة فقال : ما هذا؟ فقالوا : رجل سرق ومعه من يشهد عليه ، فأمر بإحضارهم فدخلوا فشهد شاهدان عليه انه سرق درعا ، فجعل الرجل يبكي ويناشد عليا ان يتثبت في أمره ، فخرج علي الى مجمع الناس بالسوق فدعا بالشاهدين فأشهدهما الله وخوفهما ، فأقاما على شهادتهما ، فلما رآهما لا يرجعان أمر بالسكين وقال : ليمسك أحد كما يده ويقطع الآخر. فتقدما ليقطعاه فهاج الناس واختلط بعضهم ببعض وقام علي عن الموضع فأرسل الشاهدان يد الرجل وهربا. فقال علي : من يدلني على الشاهدين الكاذبين؟ فلم يقف لهما أحد على خبر ، فخلى سبيل الرجل.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٢٦٢ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

وقد روى زيد بن أرقم قال : أتي علي رضي‌الله‌عنه وهو باليمن بثلاثة وقعوا على امرأة في طهر واحد ، فسأل اثنين أتقران لهذا بالولد. قالا : لا ، حتى سألهم جميعا ، فجعل كلما سأل اثنين قالا : لا ، فأقرع بينهم فألحق الولد بالذي صارت اليه القرعة ، وجعل عليه ثلثي الدية. قال : فذكرت ذلك للنبي «ص»

٥٠٣

فضحك حتى بدت نواجذه. وفي لفظ «فذكرت ذلك للنبي فقال : لا أعلم الا ما قال علي». أخرجه الامام أحمد في المسند وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم في صحيحه.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٢٦ مخطوط).

روى الحديث من طريق أحمد في المناقب عن زيد بن أرقم بمعنى ما تقدم وفي آخره : فذكروا ذلك لرسول الله «ص» فقال : لا أجد فيها الا ما قال علي.

ومنهم العلامة القاضي محمد بن على اليماني الصنعاني في «ارشاد الفحول الى تحقيق الحق من علم الأصول» (ص ٢٥٧ ط مصطفى البابى الحلبي بالقاهرة) قال :

روى أحمد في «المسند» أن ثلاثة وقعوا على امرأة في طهر فأتوا عليا يختصمون في الولد ، فأقرع بينهم فبلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لا أعلم فيها الا ما قال علي.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي الشافعي نزيل مكة والمتوفى بها سنة ١٠٤٧ في «وسيلة المآل في عد مناقب الال» (ص ١٢٩ ألفه سنة ١٠٢٧ باسم الشريف إدريس شريف مكة المكرمة والنسخة مصورة من النسخة المخطوطة التي في مكتبة الظاهرية بدمشق الشام).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة» الى قوله : وروى.

ومنهم العلامة الشيخ قطب الدين أحمد الشهير بالشاه ولى الله بن عبد الرحيم العمرى الفاروقي الدهلوي في «قرة العينين في تفضيل الشيخين» (ص ١٥٨).

روي الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن «الطرق الحكمية».

٥٠٤

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٥٧ ط شركة مساهمة مصرية) قال :

ورأيت في أقضية علي رضي‌الله‌عنه نظير هذه القضية وان المضروب ادعى أنه أخرس ، وأمر أن يخرج لسانه وينخس بابرة فان خرج الدم أحمر فهو صحيح اللسان ، وان خرج أسود فهو أخرس.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الزبيدي في «تاج العروس» (ج ٨ ص ٣٧ ط القاهرة) في مادة «عول» قال :

ان عليا رضي‌الله‌عنه سئل عنها (أي مسألة من مات وله ابنتان وأبوان وامرأة) وهو على المنبر فقال من غير روية : صار ثمنها تسعا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

٥٠٥

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ١٩٩ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

وقال ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن الشعبي ، عن مسروق أن ستة غلمان ذهبوا يسبحون فغرق أحدهم ، فشهد ثلاثة على اثنين انهما أغرقاه ، وشهد اثنان على ثلاثة أنهم أغرقوه ، فقضى علي ابن أبي طالب على الثلاثة بخمسي الدية وعلى الاثنين بثلاثة أخماسها.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم علامة اللغة والأدب أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة ٢٢٤ في كتابه «غريب الحديث» (ج ٣ ص ٤٧٧ ط حيدرآباد) قال :

وقال أبو عبيد : في حديثه (أي علي عليه‌السلام) في الرجل الذي سافر مع أصحاب له فلم يرجع حين رجعوا ، فاتهم أهله أصحابه فرفعوهم الى شريح ، فسألهم البينة على قتله فارتفعوا الى علي فأخبروه بقول شريح ، فقال علي :

أوردها سعد وسعد مشتمل

يا سعد لا تروى بهذاك الإبل

قال : ان أهون السقي التشريع. قال : ثم فرق بينهم وسألهم فاختلفوا ثم أقروا بقتله.

٥٠٦

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٥٦ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

قال أصبغ بن نباتة : ان شابا شكا الى علي رضي‌الله‌عنه نفرا ، فقال : ان هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر فعادوا ولم يعد أبي ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، فسألتهم عن ماله فقالوا : ما ترك شيئا ، وكان معه مال كثير ، وترافعنا الى شريح فاستحلفهم وخلى سبيلهم ، فدعا علي بالشرط ، فوكل بكل رجل رجلين وأوصاهم أن لا يمكنوا بعضهم يدنو من بعض ، ولا يمكنوا أحدا يكلمهم ، ودعا كاتبه ودعا أحدهم فقال : أخبرني عن أبي هذا الفتى أي يوم خرج معكم؟ وفي أي منزل نزلتم؟ وكيف كان مسيركم؟ وبأي علة مات؟ وكيف أصيب بماله؟ وسأله عمن غسله ودفنه؟ ومن تولى الصلاة عليه؟ وأين دفن؟ ونحو ذلك. والكاتب يكتب ، فكبر علي وكبر الحاضرون ، والمتهمون لا علم لهم الا أنهم ظنوا أن صاحبهم قد أقر عليهم.

ثم دعا آخر بعد أن غيب الاول عن مجلسه فسأله كما سأل صاحبه ، ثم الآخر كذلك حتى عرف ما عند الجميع ، فوجد كل واحد منهم يخبر بضد ما أخبر به صاحبه ، ثم أمر برد الاول فقال : يا عدو الله قد عرفت عنادك وكذبك بما سمعت من أصحابك وما ينجيك من العقوبة الا الصدق ، ثم أمر به الى السجن وكبر ، وكبر معه الحاضرون.

فلما أبصر القوم الحال لم يشكوا أن صاحبهم أقر عليهم ، فدعا آخر منهم فهدده فقال : يا أمير المؤمنين والله لقد كنت كارها لما صنعوا. ثم دعا الجميع فأقروا بالقصة ، واستدعى الذي في السجن وقيل له : قد أقر أصحابك ولا ينجيك

٥٠٧

سوى الصدق ، فأقر بكل ما أقر به القوم ، فأغرمهم المال وأقاد منهم بالقتيل.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السيد عباس بن على بن نور الدين الموسوي المكي في «نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس» (ج ١ ص ٣٤٨ الطبعة القديمة بمصر).

روى سعد بن ظريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال : أتي عمر بن الخطاب بجارية فشهد عليها شهود أنها بغت ، وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل وكان للرجل امرأة وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله فشبت اليتيمة فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها إذا رجع الى منزله ، فدعت بنسوة من جيرانها فأمسكنها ثم افتضتها بإصبعها ، فلما قدم زوجها سأل امرأته عن اليتيمة ، فرمتها بالفاحشة وأقامت البينة من جيرانها على ذلك.

قال : فرفع الرجل ذلك الى عمر ، فأرسلها عمر مع رجل الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فأتوا عليا وقصوا عليه القصة ، فقال لامرأة الرجل : ألك بينة؟ قالت : نعم ، هؤلاء جيراني يشهدن عليها بما أقول ، فأخرج علي السيف من غمده وطرحه بين يديه ، ثم أمر بكل واحدة من الشهود ، فأدخلت بيتا ثم دعى بامرأة الرجل ، فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها ، فردها الى البيت الذي كانت فيه ثم دعى بإحدى الشهود وجثا على ركبتيه وقال لها : أتعرفيني أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت الى الحق وأعطيتها الامان ، فأصدقيني والا ملأت سيفي منك.

فالتفتت المرأة الى علي ، فقالت : الامان علي الصدق. فقال لها علي :

٥٠٨

فاصدقي. فقالت : لا والله ما زنت اليتيمة ولكن امرأة الرجل لما رأت حسنها وجمالها وهيئتها خافت فساد زوجها فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها فافتضتها بإصبعها. فقال علي عليه‌السلام : الله أكبر ، الله أكبر أنا أول من فرق بين الشهود الا دانيال عليه‌السلام.

ثم حد المرأة حد القاذف وألزمها ومن ساعدها على افتضاض اليتيمة المهر لها أربعمائة درهم ، وفرق بين المرأة وزوجها وزوجه اليتيمة وساق عنه المهر إليها من ماله.

فقال عمر بن الخطاب : فحدثنا يا أبا الحسن بحديث دانيال عليه‌السلام. فقال : ان دانيال كان غلاما يتيما لا أب له ولا أم وان امرأة من بني إسرائيل عجوزا ضمته إليها وربته ، وان ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان وكان له صديق وكان من ملوك بني إسرائيل وكان رجلا صالحا وكانت له امرأة جميلة ، وكان يأتي الملك فيحدثه ، فاحتاج الملك الى رجل يبعثه في بعض أموره ، فقال للقاضيين : اختارا لي رجلا أبعثه في بعض أموري. فقالا : فلان.

فوجهه الملك ، فقال الرجل للقاضيين : أوصيكما بامرأتي خيرا. فقالا : نعم ، فخرج الرجل وكان القاضيان يأتيان باب الصديق ، فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها ، فأبت عليهما ، فقالا لها : ان لم تفعلي شهدنا عليك عند الملك بالزنا ليرجمك. فقالت : افعلا ما شئتما ، فأتيا الملك ، فشهدا عليها أنها بغت وكان لها ذكر حسن جميل.

فدخل على الملك من ذلك أمر عظيم واشتد غمه وكان بها معجبا ، فقال لهما : ان قولكما مقبول ، فأجلوها ثلاثة أيام ثم ارجموها ، ونادى في مدينته احضروا قتل فلانة العابدة ، فإنها قد بغت وشهد عليها القاضيان بذلك ، فأكثر الناس القول في ذلك ، فقال الملك لوزيره : ما عندك في هذا حيلة؟ فقال : لا والله

٥٠٩

ما عندي في هذا شيء ، فلما كان اليوم الثالث ركب الوزير وهو آخر أيامها ، فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال ، فقال دانيال : يا معاشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ويكون فلان وفلان القاضيان الشاهدان عليها ، ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب ثم قال للغلمان : خذوا بيد هذا فنحوه الى موضع كذا والوزير واقف ، وخذوا هذا فنحوه موضع كذا ثم دعى بأحدهما ، فقال له : قل حقا فإنك ان لم تقل حقا قتلتك. قال : نعم ، والوزير يسمع قال له : بم تشهد على هذه المرأة؟ قال : أشهد أنها زنت. قال : في أي يوم؟ قال : في يوم كذا وكذا. قال : في أي وقت؟ قال : في وقت كذا وكذا. قال : في أي موضع؟ قال : في موضع كذا وكذا. قال : مع من؟ قال : مع فلان. فقال : ردوا هذا الى مكانه وهاتوا الآخر ، فردوه وجاءوا بالآخر فسأله عن ذلك ، فخالف صاحبه في القول ، فقال دانيال : الله أكبر ، الله أكبر شهدا عليها بزور.

ثم نادى الغلمان أن القاضيين شهدا على فلانة بالزور ، فاحضروا قتلهما ، فذهب الوزير الى الملك مبادرا ، فأخبره بالخبر ، فبعث الملك الى القاضيين ، فأحضرهما ثم فرق بينهما وفعل بهما كما فعل دانيال بالغلامين ، فاختلفا كما اختلفا فنادى في الناس وأمر بقتلهما.

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٧٢ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

وقرأت في كتاب أقضية علي رضي‌الله‌عنه بغير اسناد : ان امرأة رفعت الى علي وشهد عليها أنها بغت وكان من قضيتها : أنها كانت يتيمة عند رجل وكان

٥١٠

للرجل امرأة وكان كثير الغيبة عن أهله فشبت اليتيمة فخافت المرأة أن يتزوجها فدعت نسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بإصبعها ، فلما قدم زوجها من غيبته رمتها المرأة بالفاحشة ، وأقامت البينة من جاراتها اللواتي ساعدنها على ذلك. فسأل المرأة : ألك شهود؟ قالت : نعم هؤلاء جاراتي يشهدن بما أقول.

فأحضرهن علي وأحضر السيف وطرحه بين يديه وفرق بينهن فأدخل كل امرأة بيتا ، فدعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فلم تزل عن قولها ، فردها الى البيت الذي كانت فيه ودعا بإحدى الشهود وجثا على ركبتيه وقال : قالت المرأة ما قالت ورجعت الى الحق وأعطيتها الامان ، وان لم تصدقيني لأفعلن ولأفعلن. فقالت : لا والله ما فعلت الا أنها رأت جمالا وهيبة فخافت فساد زوجها ، فدعتنا وأمسكناها لها حتى افتضتها بإصبعها. فقال علي : الله أكبر أنا أول من فرق بين الشاهدين.

فألزم المرأة حد القذف وألزم النسوة جميعا العفو ، وأمر الرجل أن يطلق المرأة وزوجه اليتيمة وساق إليها المهر من عنده.

ثم حدثهم : ان دانيال كان يتيما لا أب له ولا أم ، وأن عجوزا من بني إسرائيل ضمته وكفلته وان ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان. وكانت امرأته مهيبة جميلة ، تأتى الملك فتناصحه وتقص عليه ، وأن القاضيين عشقاها فراوداها عن نفسها فأبت ، فشهدا عليها عند الملك أنها بغت.

فدخل الملك من ذلك أمر عظيم واشتد غمه ، وكان بها معجبا ، فقال لهما : ان قولكما مقبول ، وأجلها ثلاثة أيام ، ثم يرجمونها ، ونادى في البلد : احضروا رجم فلانة. فأكثر الناس في ذلك ، وقال الملك لثقته : هل عندك من حيلة؟ فقال : ما ذا عسى عندي ـ يعني وقد شهد عليها القاضيان ـ فخرج ذلك الرجل في اليوم الثالث ، فإذا هو بغلمان يلعبون وفيهم دانيال وهو لا يعرفه ، فقال دانيال :

٥١١

يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وأنت يا فلان المرأة العابدة وفلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها.

ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب وقال للصبيان : خذوا بيد هذا القاضي الى مكان كذا وكذا ، ففعلوا ثم دعى الآخر فقال له : قل الحق فان لم تفعل قتلتك بأي شيء تشهد؟ والوزير واقف ينظر ويسمع. فقال : أشهد انها بغت. قال : متى؟ قال : في يوم كذا وكذا. قال : مع من؟ قال : مع فلان ابن فلان. قال : في أي مكان؟ قال : في مكان كذا وكذا. فقال : ردوه الى مكانه وهاتوا الآخر ، فردوه الى مكانه وجاءوا بالآخر فقال : بأي شيء تشهد؟ قال : بغت. قال : متى؟ قال : يوم كذا وكذا. قال : مع من؟ قال : مع فلان بن فلان. قال : وأين؟ قال : في موضع كذا وكذا. فخالف صاحبه. فقال دانيال : الله أكبر شهدا عليها والله بالزور فاحضروا قتلهما. فذهب الثقة الى الملك مبادرا فأخبره الخبر ، فبعث الى القاضيين ففرق بينهما وفعل بهما ما فعل دانيال فاختلفا كما اختلف الغلامان ، فنادى الملك في الناس : أن احضروا قتل القاضيين فقتلهما.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٦١ ط شركة مساهمة مصرية) قال :

وقضى علي أيضا في امرأة تزوجت ، فلما كان ليلة زفافها أدخلت صديقها

٥١٢

الحجلة سرا وجاء الزوج فدخل الحجلة ، فوثب اليه الصديق فاقتتلا فقتل الزوج الصديق ، فقامت اليه المرأة فقتلته ، فقضى بدية الصديق على المرأة ثم قتلها بالزوج.

وانما قضى بدية الصديق عليها لأنها هي التي كانت عرضته لقتل الزوج له فكانت هي المتسببة في قتله وكانت أولى بالضمان من الزوج المباشر ، لان المباشر قتله قتلا مأذونا فيه دفعا عن حرمته. فهذا من أحسن القضاء الذي لا يهتدي اليه كثير من الفقهاء وهو الصواب.

ومنهم العلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي في «تاج العروس» (ج ٤ ص ٤٢٠ ط مصر) قال :

ومنه حديث علي رضي الله تعالى عنه أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا ، هن ثلاث جوار كن يلعبن فتراكبن فقرصت السفلى الوسطى فقمصت فسقطت العليا فوقصت عنقها ، فجعل ثلثي الدية على الثنتين وأسقط ثلث العليا لأنها أعانت على نفسها.

ومنهم العلامة الشيخ منصور بن يونس الحنبلي في «كشاف القناع» (ج ٦ ص ١٢ ط مكتبة النصر الحديثة بالرياض) قال :

ان ثلاث جوار اجتمعت فركب إحداهن على عنق أخرى وقرصت الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت الراكبة فوقصت عنقها فماتت ، فرفع ذلك الى علي فقضى بالدية أثلاثا على عواقلهن وألقى الثلث الذي قابل فعل الواقصة لأنها أعانت على قتل نفسها.

٥١٣

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم علامة الأدب أبو محمد القاسم بن على الحريري في «درة الغواص في أوهام الخواص» (ص ٥٢ ط مكتبة المثنى في بغداد) قال :

وروى في قضايا علي رضي‌الله‌عنه أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا ، وتفسيره أن ثلاث جوار ركبت إحداهن الأخرى فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت الراكبة ووقصت ، فقضى للتي وقصت ـ أي اندق عنقها ـ بثلثي الدية على صاحبتيها وأسقط الثلث باشتراك فعلها فيما أفضى الى وقصها. والواقصة هاهنا بمعنى الموقوصة.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٧٨ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

وجاءت الى علي رضي‌الله‌عنه امرأة فقالت : ان زوجي وقع على جاريتي بغير أمري. فقال للرجل : ما تقول؟ قال : ما وقعت عليها الا بأمرها. فقال : ان كنت صادقة رجمته وان كنت كاذبة جلدتك الحد ، وأقيمت الصلاة وقام ليصلي ففكرت المرأة في نفسها فلم تر لها فرجا في أن يرجم زوجها ولا أن تجلد ، فولت ذاهبة ولم يسأل عنها علي.

٥١٤

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الصفورى في «المحاسن المجتمعة» (ص ١٨٢ مخطوط) قال :

في الفصول المهمة في معرفة الأئمة : جاء رجلان الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال أحدهما : يا رسول الله ان بقرة هذا قتلت حماري. فبادر رجل وقال : لا ضمان على البهائم. فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا أن يقضي بينهما ، فقال : أكانا مرسلين أم مشدودين أم أحدهما مشدود والآخر مرسل؟ فقال : كان الحمار مشدودا والبقرة مرسلة وصاحبها معها. فقال : على صاحب البقرة ضمان الحمار ، فأمضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حكمه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن على بن عبد الله حمادى البكري الصديقى الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «أخبار الظراف والمتماجنين» (ص ١٦ ط مكتبة الحيدرية).

روى عن حنش بن المعتمر أن رجلين أتيا امرأة من قريش فاستودعاها مائة دينار وقالا : لا تدفعيها الى واحد منا دون صاحبه حتى نجتمع ، فلبثا حولا فجاء أحدهما إليها فقال : ان صاحبي قد مات فادفعي الي الدنانير. فأبت ، فلم يزالوا بها حتى دفعتها اليه ، ثم لبثت حولا فجاء الآخر فقال : ادفعي الي الدنانير.

٥١٥

فقالت : ان صاحبك جاءني فزعم انك مت فدفعتها اليه. فاختصما الى عمر بن الخطاب فأراد أن يقضي عليها ، فقالت : أنشدك الله أن تقضي بيننا ارفعنا الى علي فرفعهما الى علي ، فعرف أنهما قد مكرا بها ، فقال : أليس قلتما لا تدفعيها الى واحد منا دون صاحبه؟ قال : بلى. فقال علي : مالك عندنا فجيء بصاحبك حتى ندفعها اليكما.

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٣٦ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أخبار الظراف».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ١٥٠ ط لكنهو).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أخبار الظراف».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٢٦ مخطوط) قال :

وعن محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ كانت تحته امرأتان هاشمية وأنصارية فطلق الانصارية ثم مات على رأس الحول ، فجاءت الانصارية وقالت : لن تنقضي عدتي. فارتفعوا الى عثمان وقال : ليس لي به علم ، فارتفعوا الى علي فقال علي :

٥١٦

تحلفين عند منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنك لم تحيضي ثلاث حيضات فلك الميراث ، فحلفت وأشركت في الميراث.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٥٨ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

وأوصى رجل الى آخر : أن يتصدق عنه من هذا الالف دينار بما أحب ، فتصدق بعشرها ، وأمسك الباقي ، فخاصموه الى علي ، وقالوا : يأخذ النصف ويعطينا النصف. فقال : أنصفوك. قال : انه قال لي : أخرج منها ما أحببت. قال : فأخرج عن الرجل تسعمائة والباقي لك. قال : وكيف ذلك؟ قال : لان الرجل أمرك أن تخرج ما أحببت وقد أحببت التسعمائة فأخرجها.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة ٧٥١ في «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (ص ٦٦ ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال :

ومن قضايا علي رضي‌الله‌عنه أنه أتي برجل وجد في خربة بيده سكين

٥١٧

متلطخ بدم وبين يديه قتيل يتشحط في دمه ، فسأله فقال : أنا قتلته. قال : اذهبوا به فاقتلوه. فلما ذهبوا به أقبل رجل مسرعا فقال : يا قوم لا تعجلوا ردوه الى علي فردوه فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته ، فقال علي للأول : ما حملك على أن قلت : أنا قاتله ولم تقتله؟ قال : يا أمير المؤمنين وما أستطيع أن أصنع؟ وقد وقف العسس على الرجل يتشحط في دمه وأنا واقف وفي يدي سكين وفيها أثر الدم وقد أخذت في خربة فخفت أن لا يقبل مني وان يكون قسامة ، فاعترفت بما لم أصنع واحتسبت نفسي عند الله. فقال علي : بئسما صنعت فكيف كان حديثك؟

قال : اني رجل قصاب ، خرجت الى حانوتي في الغلس فذبحت بقرة وسلختها ، فبينما أنا أصلحها والسكين في يدي أخذني البول ، فأتيت خربة كانت بقربى فدخلتها فقضيت حاجتي وعدت أريد حانوتي ، فإذا أنا بهذا المقتول يتشحط في دمه ، فراعني أمره فوقفت أنظر اليه والسكين في يدي ، فلم أشعر الا بأصحابك قد وقفوا علي فأخذوني ، فقال الناس : هذا قتل هذا ماله قاتل سواه فأيقنت أنك لا تترك قولهم لقولي فاعترفت بما لم أجنه

فقال علي للمقر الثاني : فأنت كيف كانت قصتك؟ فقال : أغواني إبليس فقتلت الرجل طمعا في ماله ، ثم سمعت حس العسس فخرجت من الخربة واستقبلت هذا القصاب على الحال التي وصف ، فاستترت منه ببعض الخربة حتى أتى العسس فأخذوه وأتوك به ، فلما أمرت بقتله علمت أني سأبوء بدمه أيضا فاعترفت بالحق. فقال للحسن : ما الحكم في هذا؟ قال : يا أمير المؤمنين ان كان قد قتل نفسا فقد أحيا نفسا وقد قال الله تعالى (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً). فخلى علي عنهما وأخرج دية القتيل من بيت المال.

٥١٨

مقالة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله له حين بعثه قاضيا الى اليمن :

ان الله سيهدى قلبك ويثبت لسانك

قد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليها في (ج ٨ ص ٣٤ الى ص ٤٧) وننقلها هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

فمنهم العلامة ابن المغازلي في «مناقبه» (ص ٢٤٨ ط طهران).

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري ، ان أبا بكر أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان البزار أخبرهم اذنا ، ثنا اسماعيل بن سعدان ، أخبرنا أبي ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي عليه‌السلام قال : بعثني رسول الله «ص» الى اليمن فقلت : يا رسول الله تبعثني الى قوم شيوخ ذوى أسنان واني أخاف أن لا أصيب. فقال رسول الله : ان الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك.

وقال أيضا :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ اذنا ، حدثنا أحمد بن الفضل القاضي المنقري قدم علينا حدثنا أبو كريب محمد بن العلا ، حدثنا محمد بن معاوية ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي عليه‌السلام بعين ما تقدم.

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس حيوية الخرار اذنا ، حدثنا أبو عبيد بن حربويه ، حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا أبو معاوية الضرير ، حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي عليه‌السلام قال : بعثني رسول الله «ص» الي اليمن لاقضي بينهم. قال : فقلت

٥١٩

يا رسول الله اني لا علم لي بالقضاء ، فضرب يده على صدري وقال : اللهم اهد قلبه وثبت لسانه. قال : فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا.

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر ابن موسى بن عيسى الحافظ اذنا ، حدثنا محمد بن الحسين بن حفص ، حدثنا علي بن المثنى التهوي ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي عليه‌السلام بعين ما مر ثانيا.

ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبي الفضل محمد بن عبد الله العاقولي في «الرصف» (ص ٣١٣ ط الكويت).

روى من طريق أبي داود عن علي رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله «ص» الى اليمن قاضيا فقلت : يا رسول الله ترسلني وأنا حدث السن ولا علم لي بالقضاء. فقال : ان الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك ، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الاول فانه أحرى أن تبين لك القضاء. قال : فما زلت قاضيا ـ أو ما شككت في قضاء ـ بعد.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٢٥ مخطوط) قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى اليمن قاضيا وأنا حديث السن ، فقلت : يا رسول الله تبعثني الى قوم يكون بينهم أحداث أي وقائع فلا علم لي بالقضاء. قال : ان الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك. قال : فما شككت في قضاء بين الاثنين.

وفي رواية : ان الله يثبت لسانك ويهدي قلبك. قال : ثم وضع يده على فمه. أخرجه أحمد.

٥٢٠