إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٤

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

من بعدك ، فأوحى الله إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي) ـ إلى قوله ـ (الظَّالِمِينَ) قال : هم أصحاب الجمل فقال ذلك النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنزل الله : (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ) فلما نزلت هذه الآية جعل النّبي لا يشكّ أنه سيرى ذلك ، قال جابر : بينما أنا جالس إلى جنب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمنى يخطب الناس [ف] حمد الله واثنى عليه وقال : أيّها النّاس أليس قد بلّغتكم؟ قالوا : بلى. قال : ألا لا ألفينّكم ترجعون بعدي كفارا بضرب بعضكم رقاب بعض ، أما لئن فعلتم ذلك لتعرّفني في كتيبة أضرب وجوهكم فيها بالسيف. فكأنه غمز من خلفه فالتفت ثمّ أقبل علينا فقال : أو عليّ بن أبي طالب. فأنزل الله عليه : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) قال : وقعة الجمل.

«الآية الثامنة والعشرون بعد المائتين»

قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ

الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣١٤ ط بيروت).

الجوهري عن محمّد بن عمران ، عن عليّ بن محمّد قال : حدّثني الحبري ، عن حسين بن نصر قال : حدّثني أبي ، عن ابن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عبّاس قال : في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) قال: بولاية عليّ بن أبي طالب.

٦٤١

«الآية التاسعة والعشرون بعد المائتين»

قوله تعالى : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٦١ ط بيروت).

قال : أخبرنا محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن خرزاد ، عن البرقي ، عن علي ، عن سعد.

عن أبي جعفر ، قال : آل محمّد الصراط الّذي دل الله عليه.

حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس ، عن محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن بكير بن عبد الله الواسطي ، عن أبيه قال :

حدّثني أبو بصير ، عن أبي عبد الله قال : الصراط الّذي قال إبليس : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) ١٦ / الأعراف فهو عليّ.

حدّثنا الحسين قال : أخبرنا محمّد بن علي الصيرفي ، عن أبي جميلة قال : حدّثنا عبد الله بن أبي جعفر [كذا] قال : حدّثني أخي عن قوله : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) قال: هو أمير المؤمنين.

٦٤٢

«الآية متمم الثلاثين بعد المائتين»

قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ

مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا

مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٣٢ ط بيروت).

أخبرني الوالد ، عن أبي حفص بن شاهين ، أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر [ظ] ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، عن ضرار بن صرد ، عن علي بن هاشم ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن عمر بن عبد الله [كذا] بن أبي رافع عن أبيه.

عن أبي رافع : ان رسول الله بعث عليّا في أناس من الخزرج حين انصرف المشركون من احد ، فجعل لا ينزل المشركون منزلا إلّا نزله علي عليه‌السلام فأنزل الله في ذلك (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) يعنى الجراحات ـ (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) ـ هو نعيم بن مسعود الأشجعي ـ (إِنَّ النَّاسَ) ـ هو أبو سفيان ابن حرب ـ (قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ. فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا : حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).

٦٤٣

أخبرونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي قال : أخبرنا أبو بكر السبيعي ، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن سلمة البزاز الكوفي ، عن محمّد ابن عبيد بن أبي الحرث الكوفي قال : حدّثني أبي ، عن موسى بن عمير ، عن أبي صالح مولى امّ هانئ :

عن ابن عباس في قوله : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) هم وعلي وابن مسعود.

في نزول قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) فيه وفي أصحابه.

قال السبيعي : وحدّثنا عليّ بن محمّد الدهان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص ، قالا : حدّثنا الحسين بن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً) الآية آل عمران نزلت في عليّ بن أبي طالب غشيه النعاس يوم أحد.

وقوله : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) ـ إلى قوله ـ (أَجْرٌ عَظِيمٌ) نزلت في علي ابن أبي طالب وتسعة نفر منهم بعثهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي سفيان حين ارتحل ، فاستجابوا لله ورسوله ، في العتيق عن أبي رافع في [كذا].

أبو النضر العياشي ، عن جعفر بن أحمد قال : حدّثني العمركي بن علي ، وحمدان بن سليمان ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن بن سالم الأشل ، عن سالم بن أبي مريم قال : قال لي أبو عبد الله :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عليّا في عشرة استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح وقوله : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) إنما أنزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عمران

٦٤٤

المرزباني : ان عليّ بن محمّد بن عبيد الله الحافظ قال : حدّثني الحسين بن الحكم الحبري ، أخبرنا حسن بن حسين ، عن حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) نزلت في علي غشيه النعاس يوم احد.

وقوله : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) آل عمران نزلت في رسول الله خاصة وأهل بيته.

وقوله : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) الآية ، نزلت في علي وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أثر أبي سفيان حين ارتحل ، فاستجابوا لله ورسوله.

وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا) أي أنفسكم (وَصابِرُوا) أي في جهاد عدوكم (وَرابِطُوا) أي في سبيل الله ، نزلت في رسول الله وعلي وحمزة بن عبد المطلب ، وقوله : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) نزلت في رسول الله وأهل بيته وذوي أرحامه ، وذلك ان كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه ونسبه (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) يعنى حفيظا.

وقوله : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ) الآية : ٥٤ / آل عمران نزلت في رسول الله خاصة مما أعطاه الله من الفضل.

وقوله : (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) نزلت في رسول الله وعلى وزيد حين أتاهم يستفتيهم في القبلتين أنا جمعته وقد عرفه بالإسناد المذكور.

٦٤٥

«الآية الحادية والثلاثون بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى

النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ

مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢٣١ ط بيروت).

أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن أحمد القاضي بقراءتي عليه في داري من أصله ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النجار بالكوفة ، أخبرنا أبو العباس إسحاق بن محمّد بن مروان بن زياد القطان ، عن أبي إسحاق بن يزيد ، عن حكيم بن جبير :

عن عليّ بن الحسين قال : إن لعلي أسماء في كتاب الله لا يعلمه الناس.

قلت : وما هو؟ قال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) علي والله الأذان يوم الحج الأكبر.

ورواه عن حكيم قيس بن الربيع وحسين الأشقر ، وأبو جارود.

ورواه ابن أبي ذيب عن الزهري عن زين العابدين مثله ، والاخبار متظاهرة بأن هذا المبلّغ هو علي عليه‌السلام.

أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد ببغداد ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا إسماعيل بن

٦٤٦

عيسى ، عن المسيب ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عبّاس قال : كان بين نبى الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين قبائل من العرب عهد ، فأمر الله نبيه ان ينبذ إلى كلّ ذي عهد عهده من اقام الصّلاة المكتوبة والزكاة المفروضة ، فبعث عليّ بن أبي طالب بتسع آيات متواليات من أول براءة ، وأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ان ينادي بهنّ يوم النحر ، وهو يوم الحجّ الأكبر ، وان يبرئ ذمة رسول الله من أهل كلّ عهد ، فقام عليّ بن أبي طالب يوم النحر عند الجمرة الكبرى فنادى بهؤلاء الآيات.

أخبرنا الشيخ جدي أبو نصر رحمه‌الله ، أخبرنا أبو عمرو المزكي : أخبرنا أبو خليفة البصري محمّد بن عبد الله الخزاعي ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب :

عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال : لا يذهب إلّا رجل من أهل بيتي فبعث عليّا [كذا].

رواه جماعة عن حماد بن سلمه كذلك.

أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني ، أخبرنا أبو طاهر السلمي ، أخبرنا أبو بكر جدي أخبرنا محمّد بن بشار ، أخبرنا عفان بن مسلم وعبد الصمد قالا : حدّثنا حماد بن سلمة ، عن سماك :

عن أنس قال : بعث النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، ثمّ دعاه فقال : لا ينبغي ان يبلغ هذا إلّا رجل من أهلي. فدعا عليا فأعطاه إياها.

أخبرناه عليّ بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبيدة ، أخبرنا تمتام ، أخبرنا عفان بن مسلم أبو عثمان الصفار ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن سماك :

عن أنس ان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلما أدبر ،

٦٤٧

دعاه وأرسل عليّا وقال : لا يبلغها إلّا رجل من قومي.

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة وإملاء ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة الشيباني بالكوفة ، أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري ، أخبرنا عفان.

وأخبرنا أبو علي السجستاني ، أخبرنا أبو علي الرفاء ، أخبرنا علي ابن عبد العزيز بمكة ، أخبرنا عفان بن مسلم ، عن حمّاد بن سلمة ، عن سماك :

عن أنس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلما ان قفاه دعاه فبعث عليّا وقال : لا يبلغها إلّا رجل من أهلى. لفظا واحدا إلّا ما غيرت.

قال الحاكم : يقول به حماد عن سماك وعنه ضيق بمرة.

أخبرناه محمّد بن موسى بن الفضل ، أخبرنا محمّد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن إسحاق ، أخبرنا عفان ، أخبرنا حماد ، عن سماك بن حرب :

عن أنس بن مالك ان رسول الله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة ، ثمّ دعاه فبعث عليّا فقال : لا يبلغها إلّا رجل من أهلى.

وقال عفان : أحسبه قال : أخبرنا سماك قال : سمعت أنس بن مالك.

حدّثني الأستاذ ظ أبو طاهر الزيادي ، حدّثنا أبو طاهر المحمدآبادي ، حدّثنا أبو قلابة الرقاشي ، حدّثنا عبد الصمد وموسى بن إسماعيل قالا : حدّثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب :

عن أنس بن مالك ان النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث سورة براءة مع أبي بكر ، ثمّ أرسل إليه فأخذها ودفعها إلى علي وقال : لا يؤدّي عني إلّا أنا أو رجل من أهل بيتي.

أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني ، أخبرنا أبو طاهر السلمى ، أخبرنا جدي

٦٤٨

أبو بكر ، أخبرنا عبد الوارث بن عبد الصمد ، قال : حدّثني أبي ، عن حماد ، عن سماك :

عن أنس ان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث ببراءة مع أبي بكر ، فلمّا بلغ ذا الحليفة قال : لا يؤذّن بها إلّا أنا أو رجل من أهل بيتي. فبعث عليّا.

أخبرناه أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله البالوي ، أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد القرشي ، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن عاصم الرازي ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أبي بكر المقدمي عن عبد الصمد ، عن حمّاد ، عن سماك : عن أنس قال : بعث رسول الله بسورة براءة مع أبي بكر فلمّا بلغ ذا الحليفة أرسل [إليه] فرده وأخذ منه فدفعها إلى عليّ وقال : لا يقيم بها إلّا أنا أو رجل من أهل بيتي.

أخبرنا أبو القاسم منصور بن خلف المقري ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن موسى ، عن إسماعيل بن يحيى الكرماني بن عمرو ، عن حماد ، عن سماك :

عن أنس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث بالبراءة مع أبي بكر ، ثمّ قال : لا يخطب بها إلّا أنا أو رجل من أهلي. فبعث بها مع عليّ عليه‌السلام.

وروي في الباب عن أمير المؤمنين عليه‌السلام.

أخبرنيه الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ببغداد ، قال : حدّثني أبي ، حدّثنا العباس بن محمّد ، عن عمرو بن حماد بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن سماك :

عن حنش ، عن عليّ بن أبي طالب ان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين بعثه ببراءة قال : يا نبي الله إنّي لست باللسن ولا بالخطيب. قال : ما بدّ من ان أذهب بها أنا او تذهب بها أنت. قال : فإن كان لا بدّ فأذهب أنا. فقال : انطلق فإن

٦٤٩

الله عزوجل يثبت لسانك ويهدي قلبك. ثمّ وضع يده على فمي وقال : انطلق فاقرأها على الناس.

أخبرنا الهيثم بن أبي الهيثم الإمام ، أخبرنا بشر بن أحمد ، أخبرنا ابن ناجية ، أخبرنا عبد الله بن عمر بن فضيل ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر الشعبي :

عن علي قال : لما بعثه [كذا] رسول الله حين أذن في النّاس بالحج الأكبر ، قال علي : ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك ، ألا ولا يطوف بالبيت عريان ، ألا ولا يدخل الجنّة إلّا مسلم ، ومن كانت بينه وبين محمّد ذمة فأجله إلى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبيد ، أخبرنا موسى بن محمّد بن سعدان العصفري ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا النضر بن شميل ، عن شعبة ، عن الشيباني ، عن الشعبي :

عن المحرز بن أبي هريرة ، عن أبيه قال : كنت مع علي حين بعثه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالبراءة فكنت انادي حتّى صحل صوتي.

أخبرنا محمّد بن عليّ بن محمّد ، أخبرنا محمّد بن الفضل بن محمّد ، أخبرنا محمّد بن إسحاق ، أخبرنا محمّد بن سليمان الواسطي ، أخبرنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا عباد ، عن سفيان بن حسين ، عن الحكم ، عن مقسم :

عن ابن عباس ان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث أبا بكر وأمره ان ينادى بهؤلاء الكلمات ، ثمّ اتبعه عليّا فدفع إليه كتاب رسول الله ، فبينا أبو بكر في الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصوى فخرج أبو بكر فزعا وظن انه رسول الله ، فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله فأمره على الموسم وأمر عليّا ان ينادى بهؤلاء الكلمات ، فانطلقا فحجا فقام علي أيّام التشريق

٦٥٠

فنادى : ذمة الله ورسوله بريئة من كلّ مشرك ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجنّ بعد العام مشرك ولا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلّا مؤمن.

فكان علي ينادي بها فإذا بحّ قام أبو هريرة فنادى بها.

أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا مطين ، أخبرنا عثمان بن محمّد ، أخبرنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثني أبو شيبة ، قال : حدّثني الحاكم ، عن مصعب بن سعد :

عن سعد ، قال : بعث رسول الله أبا بكر ببراءة ، فلما انتهى إلى ضجنان تبعه علي ، فلما سمع أبو بكر وقع ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ظن انه رسول الله فخرج فإذا هو بعليّ ، فدفع إليه براءة فكان هو الّذي ينادي بها.

أخبرناه أحمد بن عليّ بن إبراهيم قال : قرأت على موسى بن طارق اليماني ، عن ابن جريح قال : حدّثني عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن أبي الزبير :

عن جابر بن عبد الله ان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين رجع من عمرة جعرّانة ؛ بعث أبا بكر على الحجّ ، فأقبلنا معه حتّى إذا كنا بالعرج ثوى بالصبح فلمّا استوى ليكبر إذ سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عند التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله في الحج فلعله ان يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنصلّي معه فإذا عليّ عليها فقال له أبو بكر : أأمير أم رسول؟ فقال : لا بل رسول أرسلني رسول الله ببراءة اقرأه على النّاس في مواقف الحج قال : فقدمنا مكّة ، فلمّا كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب النّاس وحدثهم عن مناسكهم حتّى إذا فرغ قام علي عليه‌السلام

٦٥١

فقرأ على النّاس براءة حتّى ختمها ، وكذلك يوم عرفه ويوم النحر ، ويوم النفر الأوّل.

والحديث طويل انا اختصرته.

حدّثني الحاكم الوالد ، عن أبي حفص ابن شاهين ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسن الخزاز ، عن أبي حصين ، عن عبد الصمد ، عن أبيه :

عن ابن عباس قال : وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بآيات من أوّل سورة براءة مع أبي بكر ، وأمره ان يقرأها على النّاس ، فنزل عليه جبرئيل فقال : انه لا يؤدي عنك إلّا أنت أو علي فبعث عليّا في أثره ، فسمع أبو بكر رغاء الناقة فقال : ما وراؤك يا علي؟ أنزل فيّ شيء؟ قال : لا ولكن رسول الله قال : لا يؤدي عنّي إلّا أنا أو عليّ. فدفع أبو بكر عليه الآيات ، وقرأها عليّ على الناس.

٦٥٢

الآية الثانية والثلاثون بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ

فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى

وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢١٨ ط بيروت).

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي. أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدّثني محمّد بن سهل ، حدّثنا عمرو بن عبد الجبار بن عمرو ظ حدّثني أبي ، عن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه.

عن عليّ بن أبي طالب في قول الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) الآية ، قال : لنا خاصة ، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا ، كرامة أكرم الله تعالى نبيه وآله بها ، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين.

أخبرنا أبو عبد الله السفياني قراءة ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس ، عن عكرمة.

عن فاطمة عليها‌السلام قالت : لما اجتمع علي والعباس وفاطمة وأسامة بن زيد ، عند النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : سلوني. فقال العباس : أسألك كذا وكذا من المال. قال : هو لك. وقالت فاطمة : اسألك مثل ما سأل عمّي العباس. فقال : هو لك. وقال

٦٥٣

أسامة : اسألك ان ترد عليّ أرض كذا وكذا ، أرضا كان له انتزعه منه ، فقال : هو لك. فقال لعليّ : سل. فقال : اسألك الخمس. فقال هو لك ، فأنزل الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) الآية ، فقال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد نزلت في الخمس كذا وكذا. فقال علي : فذاك أوجب لحقي. فأخرج الرمح الصحيح والرمح المكسر ، والبيضة الصحيحة والبيضة المكسورة فأخذ رسول الله أربعة أخماس وترك في يده خمسا.

«الآية الثالثة والثلاثون بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٤١ ط بيروت).

أخبرنا أبو العباس الفرغاني قال : أخبرنا أبو المفضل الشيباني ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن مخلد ، أخبرنا أبو الطيب الجعفي الدهان ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن محمّد بن عمر المنازلى ، عن عباد بن صهيب ، عن الكلبي ، عن كامل أبي العلاء ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) قال : لا تقتلوا أهل بيت نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرونا عن القاضي أبي الحسين محمّد بن عثمان النصيبي ، أخبرنا أبو بكر محمّد ابن الحسين بن صالح السبيعي ، عن عليّ بن جعفر بن موسى ، عن جندل بن والق ، عن محمّد بن عمر ، عن عباد ، عن كامل ، عن أبي صالح :

٦٥٤

عن ابن عبّاس في قوله : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) قال : لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم إن الله يقول : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) وكان أبناؤنا الحسن والحسين ، وكان نساؤنا فاطمة ، وأنفسنا النّبى وعلي عليهما‌السلام.

«الآية الرابعة والثلاثون بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ

بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ

وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ

وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٤٣ ط بيروت).

أخبرنا أبو علي الخالدي كتابة سنة تسع وتسعين وثلاث مائة ، وكتبته من خط يده ، قال : حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن مروان الخوري بالرّي ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر العلوي قال : حدّثني يحيى بن سعيد المخزومي قال : أخبرنى صيام المديني ، قال : أخبرنى إسماعيل بن أبان ، عن كثير بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هارون العبدي.

٦٥٥

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنا مع النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أبصر برجل ساجد راكع متطوّع متضرع فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته؟ فقال : هذا الّذي أخرج أباكم آدم من الجنّة فمضى إليه عليّ غير مكترث فهزّه هزّا أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ثمّ قال : لأقتلنك إن شاء الله. فقال : لن تقدر على ذلك ، إن لي أجل معلوم من عند ربّى ، مالك تريد قتلى؟ فو الله ما أبغضك أحد إلّا سبقت نطفتي في رحم امّه قبل أن يسبق نطفة أبيه!!! ولقد شاركت مبغضك في الأموال والأولاد ، وهو قول الله في محكم كتابه : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ، وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) فقال النّبى : صدقك والله يا علي لا يبغضك من قريش إلّا سفاحيّا ، ولا من الأنصار إلّا يهوديا ، ولا من العرب إلّا دعيّا ولا من سائر النّاس إلّا شقيّا ، ولا من النساء إلّا سلقلقيّة وهي الّتي تحيض من دبرها.

ثمّ اطرق مليا فقال : معاشر الأنصار أغدوا أولادكم على محبة عليّ.

قال جابر : كنا نبور أولادنا في وقعة الحرّة [كذا] بحبّ عليّ فمن أحبّه علمنا انه من أولادنا ، ومن أبغضه أشفينا منه.

أخبرنى أبو الحسين الحسن «خ» المصباحى ، أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ـ هو ابن واصل الحافظ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن مقرن بن شبوتة بمرو الفقيه ، أخبرنا محمّد بن علوية بن الحسن ، أخبرنا أبو بكر عليّ بن الحسن الكسائي ، أخبرنا أبو ميسرة الكوفي ـ هو الحسين بن عبد الأول ـ أخبرنا أبو الجحاف تليد بن سليمان ، عن مسلم الملائى :

عن حبّة العرني قال : سمعت عليّ بن أبي طالب يقول : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وقت كنت لا أدخل عليه فيه ، فوجدت رجلا جالسا عنده مشوّه الخلقة

(احقاق الحق ـ ج ٤١)

٦٥٦

لم أعرفه قبل ذلك ، فلمّا رآني خرج الرجل مبادرا قلت : يا رسول الله من ذا الّذي لم أره قبل ذي؟ قال : هذا إبليس الأبالسة سألت ربّي ان يرينيه ، وما رآه أحد قط في هذه الخلقة غيري وغيرك. قال : فعدوت في أثره فرأيته عند أحجار الزيت فأخذت بمجامعه وضربت به البلاط وقعدت على صدره ، فقال ما تشاء يا علي؟ قلت : أقتلك. قال : إنك لن تسلط عليّ قلت : لم؟ قال : لأن ربّك أنظرني إلى يوم الدين ، خلّ عني يا عليّ فإن لك عندي وسيلة لك ولأولادك. قلت : ما هي؟ قال : لا يبغضك ولا يبغض ولدك أحد إلّا شاركته في رحم امّه ، أليس الله قال : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)؟

وفيه ورد أيضا عن عبادة بن الصامت ، وأبي سعيد الخدري. رواه الجنابي عن ابن واصل.

والرواية في هذا الباب كثيرة وهي في كتاب طيب الفطرة في حبّ العترة مشروحة.

أخبرني أبو سعد بن علي ، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي ، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي ، أخبرنا عليّ بن حسان ، قال : حدّثني عبد الرّحمن بن كثير :

عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام قال : سمعته وهو يقول : إذا دخل أحدكم على زوجته في ليلة بنائه بها فليقل : اللهمّ بأمانتك أخذتها ، وبكلمتك استحللت فرجها ، اللهمّ فإن جعلت في رحمها شيئا فاجعله بارّا تقيا مؤمنا سويا ولا تجعل فيه شركا للشيطان ، فقلت له : جعلت فداك وهل يكون فيه شرك للشيطان؟ قال : نعم يا عبد الرّحمن أما سمعت الله تعالى يقول لإبليس : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) الآية ، قلت : جعلت فداك بأيّش تعرف ذلك؟ قال : بحبّنا وبغضنا.

فرات بن إبراهيم الكوفي قال : أخبرنا محمّد بن القاسم بن عبيد ، أخبرنا محمّد ابن عبد الله ، أخبرنا علام بن نبهان أبو سعيد الباساني ، أخبرنا إسحاق بن بشير ، عن

٦٥٧

جويبر ، عن الضحاك :

عن ابن عبّاس قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس إذ نظر إلى حيّة كأنها بعير ، فهمّ علىّ بضربها بالعصا ، فقال له النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مع إنه إبليس وإني قد أخذت عليه شروطا ألا يبغضك مبغض إلّا شاركه في رحم امه وذلك قوله تعالى : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ).

«الآية الخامسة والثلاثون بعد المائتين»

قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ

اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ

مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ

هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ١٠٣ ط بيروت).

حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي قال : حدّثني الحسين ابن إبراهيم بن الحسن الجصاص ، حدّثني الحسين بن الحكم ، حدّثني عمرو بن خالد ، حدّثني أبو جعفر الأعشى :

عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين ، قال : إني لجالس عنده إذ جاءه

٦٥٨

رجلان من أهل العراق فقالا : يا ابن رسول الله جئناك كي تخبرنا عن آيات من القرآن. فقال : وما هي؟ قالا : قول الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا) فقال : يا أهل العراق وأيّش يقولون؟ قالا : يقولون : إنّها نزلت في امّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقال عليّ بن الحسين : امّة محمّد كلّهم إذا في الجنة!! قال : فقلت من بين القوم : يا ابن رسول الله فيمن نزلت؟ فقال : نزلت والله فينا أهل البيت ـ ثلاث مرات ـ قلت : أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه؟ قال : الّذي استوت حسناته وسيئاته ـ وهو في الجنّة ـ فقلت : والمقتصد؟ قال : العابد لله في بيته حتّى يأتيه اليقين. فقلت : السابق بالخيرات؟ فقال : من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربّه.

وبه حدّثنا الحسين بن الحكم ، حدّثنا حسين بن حسن [كذا] عن يحيى بن مساور ، عن أبي خالد ، عن زيد بن علي في قوله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) وساق الآية إلى آخرها وقال : «الظالم لنفسه» المختلط منّا بالنّاس «والمقتصد» العابد «والسابق» الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربّه.

أخبرنا عقيل ، أخبرنا علي ، أخبرنا محمّد ، أخبرنا محمّد بن عبيد بن الورا ببغداد أخبرنا عبد الله بن أبي الدنيا ، أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، أخبرنا سفيان ، عن السدي :

عن عبد خير ، عن علي قال : سألت ظ رسول الله عن تفسير هذه الآية فقال : هم ذرّيتك وولدك ؛ إذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم على ثلاثة أصناف : ظالم لنفسه يعنى الميّت بغير توبة ، ومنهم مقتصد استوت حسناته وسيئاته من ذرّيتك ، ومنهم سابق بالخيرات من زادت حسناته على سيئاته من ذريّتك.

٦٥٩

«الآية السادسة والثلاثون بعد المائتين»

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ

حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ

وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ

شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ، فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا

وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ١٢٣ ط بيروت).

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الصوفي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، قال : حدّثني محمّد بن زكريا ، حدّثني جعفر بن محمّد بن عمارة ، قال : حدّثني أبي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال :

قال علي : لقد مكثت الملائكة سنين وأشهرا لا يستغفرون إلّا لرسول الله ولي وفينا نزلت هاتان الآيتان : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) ـ إلى قوله ـ (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فقال قوم من المنافقين : من كان من آباء علي وذرّيته [كذا] الّذين

٦٦٠