إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٤

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

«الآية متمم المائتين»

قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا

إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢٨٥ ط بيروت).

أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد الحسني بن علىّ بن يزيد الجعفري قال : حدّثني سعيد بن الحسن بن مالك ، عن بكار ، عن إسماعيل بن أمية غورك [كذا] عن عبد الحميد :

عن أبي جعفر قال : لا نالتني شفاعة جدي إن لم يكن هذه الآية نزلت في على خاصة (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ، وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) لفظا واحدا.

فرات عن إسماعيل بن إبراهيم ، ومحمّد بن الحسين بن خطاب ، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن نجم :

عن أبي جعفر قال : سألته عن قول الله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) قال : (وَمَنِ اتَّبَعَنِي) عليّ بن أبي طالب.

فرات قال : حدّثني جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن تسنيم الحجال ، عن ثعلبة ، عن عمر بن حميد :

٦٠١

عن أبي جعفر قال : سألته عن قول الله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) قال : (مَنِ اتَّبَعَنِي) عليّ بن أبي طالب.

فرات قال : حدّثني أحمد بن القاسم ، حدّثنا محمّد بن أبي عمر بن حرب ابن الحسين ، ومحمّد بن حفص بن راشد ، قالا : أخبرنا شاذان الطحان ، عن كهمش ابن الحسن ، عن سلم الحذاء :

عن زيد بن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قول الله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) من أهل بيتي لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعو إليه.

فرات قال : حدّثني الحسين بن سعيد ، حدّثني محمّد بن حماد بن عمرو الحناط ، حدّثني محمّد بن الهيثم التميمي ، حدّثني حمّاد بن ثابت ، عن أبي داود ، عن أبان بن تغلب.

عن جعفر بن محمّد في هذه الآية : (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ) قال : هي والله ولايتنا أهل البيت لا ينكره أحد إلّا ضال ، ولا ينتقص عليّا إلّا ضال.

٦٠٢

«الآية الحادية بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ

مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣١٧ ط بيروت).

حدّثنا أبو سعد السعدي إملاء في الجامع ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن السقاء بواسط ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن إسحاق بن حماد بن إسحاق بن الضيف ، أخبرنا يزيد ابن أبي حكيم ، أخبرنا سفيان الثوري ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة ، وجعفر ، وعقيل وأبي ذر ، وسلمان وعمار والمقداد ، والحسن والحسين عليهم‌السلام.

أخبرنا المديني بقراءتي عليه ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم النجاد ببغداد ، أخبرنا أبو العباس ابن عقدة ، أخبرنا أبو شيبة ، أخبرنا أبو غسان ، أخبرنا أبو شيبة ، عن تميم بن عمير أبي اليقظان :

عن عبد الله بن مليل قال : سمعت عليّا يقول : نزلت هذه الآية : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) في ثلاث بطون من قريش : بني هاشم ، وبني تيم بن مرة ، وبني عدي بن كعب منهم.

أخبرنا أبو نصر المقري ، أخبرنا أبو عمرو المزكي ، أخبرنا أبو إسحاق

٦٠٣

المفسر ، أخبرنا يوسف بن القطان ، أخبرنا حسين بن علي ، أخبرنا ابن عيينة :

عن أبي موسى قال : قال الحسن : قرأ عليّ عليه‌السلام هذه الآية : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) فقال : فينا والله نزلت أهل بدر خاصة.

وبه حدّثنا محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا أبو نعيم أبان بن عبد الله ، قال : حدّثني نعيم بن أبي هند قال :

حدّثني ربعي بن خراش قال : إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على عليّ فرحّب به ، فقال : ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي!! قال : أما مالك فهو ذي معزول في بيت المال فأخذ إلى مالك فخذه ، وأما قولك : قتلت أبي فإني أرجو ان أكون أنا وأبوك من الّذين قال الله : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) فقال رجل من همدان : الله اعدل من ذلك. فصاح عليه صيحة تداعى له القصر ، قال : فمن إذا إذا لم نكن نحن أولئك.

أخبرنا منصور المقري ، أخبرنا أبو سعيد الرازي ، أخبرنا محمّد بن أيّوب ، أخبرنا عليّ بن محمّد الطنافسي ، أخبرنا وكيع ، أخبرنا أبان بن عبد الله البجلي ، عن نعيم بن أبي هند :

عن ربعي قال : قال علي : إنى أرجو أنا وطلحة والزبير ان نكون فيمن قال الله تعالى فيهم : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) فقام إليه رجل من همدان فقال : الله أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين. فصاح به صيحة ظننت ان القصر تدهده لها ثم قال : من هم إذا لم نكن نحن هم.

رواه جماعة عن وكيع ، وأخرجه السبيعي في تفسيره. رواه عن يوسف عن وكيع.

أخبرنا سعيد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو بكر النجاد ، أخبرنا أبو عيسى أحمد

٦٠٤

ابن إسحاق الأنماطى ، أخبرنا محمّد بن علي الوراق ، عن قبيصة قال : سمعت سفيان يقول في هذه الآية : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) نزلت في أبي بكر وعمر وعليّ وعثمان وابن مسعود رضى الله عنهم.

أخبرنا منصور بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن جعفر وإبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سهل ، عن محمّد بن يوسف ، عن سفيان :

عن الكلبي في قوله : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرّحمن وسعد وسعيد وعبد الله بن مسعود.

حدّثني أبو مسعود البجلي ، حدّثنا أبو الحسن بن فراس ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الذهلي ، حدّثنا سعيد بن محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي ، عن سفيان بن عيينة ، عن إسرائيل أبي موسى :

عن الحسن ، عن عليّ بن أبي طالب إنه قال : فينا نزلت : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) أهل بدر.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل عن سفيان.

أخبرنا أبو سعد ، أخبرنا أبو بكير ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي ، حدّثني سفيان ، عن أبي موسى.

عن الحسن ، عن عليّ بن أبي طالب قال : فينا والله نزلت : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) الآية.

٦٠٥

«الآية الثانية بعد المائتين»

قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ

وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ

آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢٤٤ ط بيروت).

أخبرنا أبو نصر المفسر ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو إسحاق المفسر عن ابن زنجويه ، عن عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن إسماعيل :

عن الشعبي قال : نزلت في عليّ والعباس تكلما في ذلك.

وقال أيضا : حدّثنا عقبة بن مكرم ، عن ابن أبي عبدى [كذا] عن سعيد ، عن إسماعيل :

عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) الآية ، في علي والعباس.

أخبرنا ابن فنجويه ، أخبرنا ابن شيبة عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي ، أخبرنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد :

عن الشعبي في قوله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) قال : نزلت في العباس وعليرضي‌الله‌عنهما.

٦٠٦

وعن مروان بن معاوية ، عن إسماعيل مثله.

أخبرنا منصور بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن جعفر ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق ابن إبراهيم ، أخبرنا أمية بن خالد ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة :

عن الشعبي في قوله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) الآية قال : نزلت في على والعبّاس.

وعن الحماني ، عن محمّد بن فضيل ، عن إسماعيل بن أبي خالد مثله.

أخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة ، أخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن بحتويه ، أخبرنا عمرو بن ثور [كذا] وإبراهيم ابن أبي سفيان ، قالا : حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي ، حدّثنا قيس ، عن أشعث ابن سوار :

عن ابن سيرين قال : قدم عليّ بن أبي طالب من المدينة إلى مكة فقال للعبّاس : يا عم ألا تهاجر؟ ألا تلحق برسول الله؟ فقال : أعمّر المسجد الحرام ، وأحجب البيت. فأنزل الله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ ، وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

وقال لقوم قد سماهم : ألا تهاجرون؟ ألا تلحقون برسول الله؟ فقالوا : نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا. فأنزل الله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ) الآية : ٢٤ / التوبة.

وأخبرنا أبو عبد الله قال : حدّثنا أبو علي المقري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن موسى السوانيطي بحلب ، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، حدّثنا بشر بن المنذر ، عن أبي لهيعة ، عن بكر بن سوادة :

عن عروة بن الزبير : ان العباس بن عبد المطلب ، وشيبة بن عثمان أسلما ولم يهاجرا ، فقام العباس على سقايته وشيبة على حجابته ، فقال العباس لعلىّ بن أبي طالب :

٦٠٧

أنا أفضل منك ، أنا ساقي بيت الله ـ وكان بينهما كلام ـ فأنزل الله تعالى فيما تنازعا فيه : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ).

أخبرنا أبو نصر المفسر ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو إسحاق المفسر ، أخبرنا ابن زنجويه ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عمرو :

عن الحسن قال : لما نزلت : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) في عباس وعلي وعثمان وشيبة ، تكلموا في ذلك الحديث.

وبه حدّثنا الحسين بن علي ، عن عمرو ، عن أسباط ، عن السدي ، عن أصحابه في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) إلى آخر الآيات قال : افتخر عليّ بن أبي طالب وشيبة والعباس ورجل قد سماه فقال العباس : أنا أسقي حجيج بيت الله وأنا أفضلكم. وقال علي : أنا هاجرت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجاهدت معه. وقال شيبة : أنا أعمر مساجد الله ، فأنزل الله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ـ إلى قوله ـ الْفائِزُونَ).

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، أخبرنا أبو العباس الكديمي ، أخبرنا أحمد بن معمر ، عن الحسين بن عمرو الأسدي ، عن السدي ، عن أبي مالك :

عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) قال : افتخر العباس بن عبد المطلب فقال : أنا عم محمّد ، وأنا صاحب سقاية الحاج ، وأنا أفضل من عليّ [كذا] وقال شيبة بن عثمان : أنا أعمر بيت الله وصاحب حجابته وأنا أفضل. فسمعهما عليّ وهما يذكران ذلك ، فقال : أنا أفضل منكما ، أنا المجاهد في سبيل الله. فأنزل الله فيهم : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) يعني العباس ، (وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يعني شيبة ، (كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إلى قوله : (أَجْرٌ عَظِيمٌ) ففضل عليّا عليهما.

احقاق الحق ـ ج ٣٨)

٦٠٨

حدّثني الحاكم الوالد ، حدّثنا أبو محمّد عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا حبرون بن عيسى ، حدّثنا يحيى ابن سليمان القرشي ، حدّثنا عبّاد بن عبد الصّمد أبو معمر :

عن أنس بن مالك قال : قعد العباس بن عبد المطلب ، وشيبة صاحب البيت يفتخران حتّى أشرف عليهما عليّ بن أبي طالب فقال له العبّاس : على رسلك يا ابن أخي. فوقف له عليّ فقال له العباس : إن شيبة فاخرني فزعم انه اشرف منّي. قال : فما ذا قلت له يا عماه؟ قال : قلت له : أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف منك. فقال علي لشيبة : فما قلت يا شيبة؟ قال : قلت له : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك عليه كما ائتمنني!! فقال لهما علي : اجعلا لي معكما فخرا. قالا : نعم. قال : فأنا أشرف منكما ، أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامّة ، وهاجر وجاهد. فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجثوا بين يديه فأخبر كلّ واحد منهم بمفخرته [ظ] فما أجابهم رسول الله بشيء ، فانصرفوا عنه فنزل الوحي بعد أيّام فيهم فأرسل إليهم ثلاثتهم حتّى أتوه فقرأ عليهم النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) إلى آخر العشر قرأها أبو معمر ، وهذا مختصر منه.

أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن خلف بن الخضر البخاري كتابة ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن يعقوب بن الحرث البخاري ، أخبرنا حمّاد بن محمّد بن حفص الجوزجاني ، أخبرنا رقاد بن إبراهيم المروزي ، أخبرنا أبو حمزة السكري عن ليث ابن أبي سليم ، عن عثمان بن سليمان :

عن أبي بريدة ، عن أبيه قال : بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مرّ بهما عليّ بن أبي طالب فقال : في ما ذا تفاخران؟ فقال العباس : يا علي لقد أوتينا من الفضل ما لم يؤت أحد. فقال : وما أوتيت يا عباس؟ قال : أوتيت سقاية الحاج.

٦٠٩

فقال : ما تقول أنت يا شيبة؟ قال : قد أعطيت عمارة المسجد الحرام فقال لهما علي : استحييت لكما يا شيخان فقد أوتيت على صغرى ما لم تؤتياه. فقالا : وما أوتيت يا علي؟ قال : ضربت خراطيمكما بالسيف حتّى آمنتما بالله ورسوله ، فقام العبّاس مغضبا يجر ذيله حتّى دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له النّبي : ما وراؤك يا عباس؟ فقال : أما ترى إلى ما استقبلني به هذا؟ قال : ومن ذاك؟ فقال : علىّ بن أبي طالب. فقال : ادعوا لي عليا. فدعي فقال له : يا علي ما الّذي حملك على ما استقبلت به عمك؟ فقال : يا رسول الله صدمته بالحق ان غلظت له آنفا فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض إذ نزل جبرئيل فقال : يا محمّد إن ربك يقرؤك السلام ويقول : اتل عليهم هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) فقال العباس : إنا قد رضينا. ثلاث مرات.

ورواه أسد بن سعيد الكوفي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : افتخر علي والعباس وشيبة.

حدثت بذلك في العتيق.

وروى نزول الآية في علي عليه‌السلام في «مقصد الراغب» نسخة جامعة مشهد.

٦١٠

«الآية الثالثة بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا

لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ، وَيَمْكُرُونَ

وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢١١ ط بيروت):

حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسين الثقفي ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي إملاء ، حدّثنا أبي ومحمّد ابن يحيى بن أبي عمر العدني ، قالا : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : أخبرني عثمان ، عن مقسم.

عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : تشاورت قريش ليلة بمكّة فقال بعضهم : إذا أصبح محمّد فأوثقوه بالوثاق. وقال بعضهم : اقتلوه. وقال بعضهم : بل أخرجوه فاطلع الله نبيّه على ذلك ، فبات عليّ بن أبي طالب على فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك الليلة ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا وهم يظنون انه رسول الله ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا ردّ الله مكرهم فقالوا : أين صاحبك؟ قال : لا أدرى. فاقتصّوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا فوق الجبل فمرّوا بالغار فرأوا على بابه نسج

٦١١

العنكبوت فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن على بابه نسج العنكبوت.

رواه عن عبد الرزاق ابن راهويه ، وسلمة ، وعبد الله بن جعفر.

أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو بكر بن المقري ، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي عمر ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عثمان الجزري ، عن مقسم ، عن ابن عباس.

وأخبرنا منصور بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن جعفر ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.

وأخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ، أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عثمان الجزري ان مقسما أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال :

تشاورت قريش ليلة بمكّة فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه في الوثاق يريدون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر مثله سواء إلّا ما غيرت إلى قوله ـ فلما أصبحوا ثاروا إليه ـ وقال ابن راهويه : فلمّا أصبحوا رأوا عليّا. وساق مثله إلّا ما غيّرت إلى قوله : لو دخل ها هنا لم يكن ينسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثا. وقال ابن راهويه. ثلاث ليال.

وأخبرنا منصور ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن زنجويه ، عن عبد الرزاق قال : سمعت أبي يحدث ، عن عكرمة في قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : لما خرج النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو بكر إلى الغار ، أمر عليا فنام في مضجعه وبات المشركون يحرسونه فلما رأوه نائما حسبوا انه النبي وتركوه ، فلما أصبح وثبوا إليه وهم يحسبون انه النّبي فإذا هم بعلي ، قالوا : أين صاحبك؟ قال : لا أدري. فركبوا الصعب والذلول في طلبه.

٦١٢

أخبرنا محمّد بن علي بن محمّد المقري ، أخبرنا محمّد بن الفضل بن محمّد ، قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق جدي قال : أخبرنا محمّد بن عيسى ، أخبرنا سلمة ، عن محمّد بن إسحاق قال : حدّثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر : عن ابن عباس في حديث.

«الآية الرابعة بعد المائتين»

قوله تعالى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٤٣٥ ط بيروت) قال :

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن العقيقي ببغداد ، سنة اثنتين وأربعين ، حدّثني أبو الحسين يحيى ، حدّثني أحمد بن يحيى الأودي ، حدّثني عمرو بن حماد العباد [كذا] حدّثني عبد الله ابن المهلّب البصري ، عن المنذر بن زياد الضبّي ، عن ثابت البناني ، والمنذر ، عن أبان [كذا] :

عن أنس ، عن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : بعث النّبي مصدّقا إلى قوم فعدوا على المصدّق فقتلوه فبلغ ذلك النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبعث عليّا فقتل المقاتلة وسبى الذرية ، فبلغ ذلك النّبى فسرّه ؛ فلما بلغ علي أدنى المدينة تلقاه رسول الله فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال : بأبى أنت وامّى من شدّ الله عضدي به كما شدّ عضد موسى بهارون.

كذا ورد في الآثار للعقيقى.

٦١٣

«الآية الخامسة بعد المائتين»

قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا

أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٤٠٨ ط بيروت).

أخبرنا عقيل قال : أخبرنا علي ، أخبرنا محمّد ، أخبرنا عمر بن محمّد الجمحي ، أخبرنا يعقوب بن سفيان ، أخبرنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة :

عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا) يعنى جزيتهم بالجنّة اليوم بصبر عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدّنيا على الطاعات وعلى الجوع والفقر ، وبما صبروا على المعاصي وصبروا على البلاء لله في الدّنيا (أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) والناجون من الحساب.

٦١٤

«الآية السادسة بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ

الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٨٩ ط بيروت).

حدّثونا عن أبي بكر السبيعي قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد ، والحسين بن إبراهيم الخصاص [كذا] قالا : حدّثنا الحسين بن الحكم ، عن الحسن العرني ، عن حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس قال : الخاشع : الذليل في صلاته ، المقبل عليها ، يعنى رسول الله وعليّا ، نزلت في علي وعثمان بن مظعون ، وعمّار بن ياسر وأصحاب لهم رضى الله عنهم.

أخرجه الحسين الحبري في تفسيره ، وأخبرنا به الجوهري ، عن المرزباني عن عليّ بن محمّد بن عبيد الله ، عن الحبري بذلك.

٦١٥

«الآية السابعة بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي

فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ

يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٧٩ ط بيروت).

فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن أحمد الأودي ، حدّثنا جعفر بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن عمر المازني ، حدّثنا يحيى بن راشد ، عن كامل ، عن أبى صالح :

عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ، وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) انّ من ترك ولاية عليّ أعماه الله وأصمّه.

٦١٦

«الآية الثامنة بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ

غَيْرَ مَنْقُوصٍ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٢٣٨ ط بيروت).

فرات بن إبراهيم ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد الفزاري ، حدّثني عباد ، عن نصر بن مزاحم ، عن محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ) يعنى بنى هاشم نوّفيهم ملكهم الّذي أوجب الله لهم غير منقوص ، قال ابن عباس : وهو ستون مائة وسنة.

٦١٧

«الآية التاسعة بعد المائتين»

قوله تعالى : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ

وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٤٤٣ ط بيروت).

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن مروان قاضي مدينة الرسول بها سنة سبع وأربعين وثلاث مائة ، أخبرنا عبد الله بن منيع ، عن آدم ، عن سفيان ، عن واصل الأحدب عن عطاء :

عن ابن عباس قال : لما أنزل الله : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة وأعطاها فدكا [ظ] وذلك لصلة القرابة. (وَالْمِسْكِينَ) : الطّوّاف الّذي يسألك ، يقول : أطعمه. (وَابْنَ السَّبِيلِ) وهو الضّيف ، حثّ على ضيافته ثلاثة أيام ، وإنك يا محمّد إذا فعلت هذا فافعله لوجه الله (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) يعني أنت ومن فعل هذا من الناجين في الآخرة من النار الفائزين بالجنّة.

٦١٨

«الآية العاشرة بعد المائتين»

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا

لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٤٤٢ ط بيروت).

أخبرنا أبو الحسين الأهوازي ، أخبرنا أبو بكر البيضاوي ، أخبرنا محمّد بن القاسم ، عن عبّاد ، عن الحسن بن حماد ، عن زياد بن المنذر :

عن أبي جعفر في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) قال : فينا نزلت.

فرات بن إبراهيم قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسيّ [ظ] قال :حدّثنا الحسن بن الحسين ، عن يحيى بن علي ، عن أبان بن تغلب :

عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) قال : نزلت فينا أهل البيت.

٦١٩

«الآية الحادية عشر بعد المائتين»

قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ

السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ مَنْ

كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ

السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ

لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ، وَالَّذِينَ

آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ

سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٤٤٠ ط بيروت).

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن محمّد بن زكريا ، أخبرنا أيّوب بن سليمان ، عن محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

٦٢٠