إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٤

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

أخبرنا محمّد بن عبد الله ، أخبرنا محمّد بن أحمد ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى ، أخبرنا الحسين بن معاذ ، أخبرنا محمّد بن عقبة ، عن حسين بن حسن ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك :

عن ابن عباس قال : كان علي إذا صفّ في القتال كأنه بنيان مرصوص فأنزل الله تعالى هذه الآية.

ورواه أيضا فرات عنه ، وكذا الحافظ عنه كما سويت.

وحدّثونا عن أبى بكر السبيعي ، عن عليّ بن محمّد بن مخلد ، والحسين بن إبراهيم ، قالا : حدّثنا حسين بن حكم ، حدّثنا حسن بن حسين ، حدّثنا حبّان ، عن الكلبي ، عن أبى صالح ، عن ابن عباس في قوله جلّ وعزّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا) قال : نزل في عليّ وحمزة وعبيدة ، وسهل بن حنيف ، والحرث بن الصمّة وأبى دجّانة.

وروى نزوله في «مقصد الراغب» نسخة جامعة مشهد.

٥٤١

«الآية السابعة والخمسون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ

وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٤٦ ط بيروت).

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدّثني محمّد بن سهل ، حدّثنا أحمد بن عمر الدهان ، حدّثنا محمّد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز ، حدّثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :

إن رجلا جاء إلى النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشكا إليه الجوع فبعث إلى بيوت أزواجه فقلن ما عندنا إلّا الماء! فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من لهذا الليلة؟ فقال علي : أنا يا رسول الله. فأتى فاطمة فأعلمها فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصبية ، ولكنّا نؤثر به ضيفنا فقال علي : نوّمي الصبية ، وأنا أطفئ للضيف السراج. ففعلت وعشّى الضيف ، فلمّا أصبح أنزل الله عليهم هذه الآية : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية.

أخبرنا عقيل ، أخبرنا علي ، أخبرنا محمّد ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي (ظ) حدّثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدّثني آدم بن أبي أناس ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد :

عن ابن عبّاس في قول الله : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) قال : نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

٥٤٢

«الآية الثامنة والخمسون بعد المائة»

قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ

كَذَّبَ وَتَوَلَّى)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٩٥ ط بيروت).

فرات بن إبراهيم الكوفي ، عن جعفر بن محمّد بن عتبة الجعفي ، عن العلاء بن الحسن ، عن حفص بن حفص الثغري ، عن عبد الرزاق ، عن سورة الأحول :

عن عمّار بن ياسر ؛ قال : كنت عند أبي ذر الغفاري في مجلس لابن عبّاس وعليه فسطاط وهو يحدّث الناس إذ قام أبو ذر حتّى ضرب بيده إلى عمود الفسطاط ، ثمّ قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته باسمي أنا جندب ابن جنادة أبو ذر الغفاري سألتكم بحقّ الله وحقّ رسوله أسمعتم رسول الله يقول : ما أفلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة [كذا] أصدق من أبى ذر؟ قالوا : اللهمّ نعم. قال : أتعلمون أيها الناس ان رسول الله جمعنا يوم غدير خمّ ألف وثلاث مائة رجل ، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل ، وفي كلّ ذلك يقول : اللهمّ من كنت مولاه فإن عليّا مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه فقام عمر فقال : بخّ بخّ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولا كلّ مؤمن ومؤمنة. فلما سمع ذلك معاوية بن أبى سفيان ، اتكأ على المغيرة بن شعبة ، وقام وهو يقول : لا نقرّ لعلىّ بولاية ، ولا نصدّق محمّدا في مقالة. فأنزل الله تعالى على نبيّه (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ، أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) تهدّدا من الله

٥٤٣

تعالى وإشهادا. فقالوا : اللهمّ نعم.

فرات قال : حدّثني إسحاق بن محمّد بن القاسم بن صالح بن خالد الهاشمي ، حدّثنا أبو بكر الرازي ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن تيهان بن عاصم بن زيد بن ظريف مولى علي بن أبى طالب ، حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني ، حدّثنا سلمة بن الفضل ، عن أبى مريم ، عن يونس بن حسّان ، عن عطية :

عن حذيفة بن اليمان قال : كنت والله جالسا بين يدي رسول الله وقد نزل بنا غدير خمّ ، وقد غصّ المجلس بالمهاجرين والأنصار ، فقام رسول الله على قدميه فقال : يا أيّها النّاس إن الله أمرنى بأمر فقال : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ثمّ نادى عليّ بن أبى طالب فأقامه عن يمينه ثمّ قال : يا أيها النّاس ألم تعلموا أنّى أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا : اللهمّ بلى. قال : من كنت مولاه فعلى مولاه اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله.

فقال حذيفة : فو الله لقد رأيت معاوية قام وتمطّى وخرج مغضبا واضع يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة ثمّ قام يمشى متمطئا وهو يقول : لا نصدق محمّدا على مقالته ولا نقرّ لعلى بولايته. فأنزل الله (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) فهمّ به رسول الله أن يردّه فيقتله فقال له جبرئيل : لا تحرّك به لسانك لتعجل به. فسكت عنه.

وقد تقدّم نقل الأحاديث في حديث الغدير.

(احقاق الحق ـ ١٤ ج ٣٤)

٥٤٤

«الآية التاسعة والخمسون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ

أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ

لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٢٣ ط بيروت).

أخبرنا أبو أحمد بن أبي الحسن الميكالي بقراءتي عليه في قصره من أصله ، أخبرنا أبو العباس الكرخي ، أخبرنا أبو بكر بن كامل ، أخبرنا محمّد بن يونس.

وحدّثني أبو الحسن المصباحي ، حدّثنا أبو سهل سعيد بن محمّد بن عيينة القاضي ، حدّثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن مسروق النصيبي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصارىّ الكوفي ، حدّثنا عمرو بن جميع ، عن ابن أبي ليلى ، عن أخيه عيسى :

عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزبيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم.

أخبرنا الجماعة قالوا : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الريونجي ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن.

٥٤٥

وأخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة ـ واللفظ له ـ أخبرنا هارون بن محمّد بن هارون ، أخبرنا حازم بن يحيى الحلواني ، أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد ابن أبي ليلى ، أخبرنا عمر وبن جميع ، عن محمّد بن أبي ليلى ، عن عيسى بن عبد الرحمن ، عن أبيه :

عن جدّه أبى ليلى ـ واسمه داود بن بلال بن أحيحة ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين الّذى قال : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) وحزبيل مؤمن آل فرعون وهو الّذى قال : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ : رَبِّيَ اللهُ ، وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ) وعليّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم.

أخبرنا أبو سعيد الجرجاني ، أخبرنا أبو محمّد التميمي ، أخبرنا أبو يحيى البزاز ، أخبرنا أحمد بن داود الحنظلي ، أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن به مثله.

أخبرنا أبو طالب الجعفري ، أخبرنا أبو الحسين الكلابي ، أخبرنا عثمان بن محمّد ابن علان الدهني ، أخبرنا محمّد بن بشر بن موسى ، ومحمّد بن عبد الله بن سليمان ، قالا : حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بذلك.

وأخبرناه عاليا عبد الرّحمن بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة ، أخبرنا مطين ، أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن به كلفظ محمّد بن يونس سواء ، إلّا أنه زاد الثالث [كذا].

٥٤٦

«الآية متمم الستين بعد المائة»

قوله تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها

إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٢٩ ط بيروت).

أخبرنا عن أبي بكر محمّد بن عبد الله بن الجراح المروزي ، أخبرنا أبو رخاء محمّد بن حموية السبخى ، أخبرنا الحسن بن هارون ظ الهمداني ، أخبرنا عبد الله بن واقد الحراني ، عن عثمان بن سعيد ، عن مجاهد :

عن ابن عبّاس قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في دار الندوة إذ قال لعلى : أخبرنى بأول نعم أنعمها الله عليك. قال : أن خلقني ذكرا ولم يخلقني أنثى. قال : فالثانية. قال : الإسلام. قال : فالثالثة قال : فتلا عليّ هذه الآية : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) فضرب النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين كتفيه وقال : لا يبغضك إلّا منافق.

٥٤٧

«الآية الحادية والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٥٧ ط بيروت).

أخبرنا عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن موسى البزاز ، من أصله العتيق ، أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر بن سعدان ببغداد ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعي ، أخبرنا أبى قال : أخبرنا عليّ بن موسى الرضا قال : أخبرنى أبى قال : أخبرنا أبى جعفر بن محمّد قال : أخبرنا أبى محمّد بن علي قال : أخبرنا أبى على ابن الحسين قال : أخبرنى أبى الحسين بن علي قال : أخبرني عليّ بن أبي طالب قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليلة عرج بى إلى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن فقيل لي : من استخلفته على أهل الأرض؟ فقلت خير أهله لها أهلا : علي بن أبى طالب أخى وحبيبي وصهري يعنى ابن عمى فقيل لي : يا محمّد أتحبه؟ فقلت : نعم يا ربّ العالمين. فقال لي : أحبّه ومر أمّتك بحبّه ، فإنى أنا العلىّ الأعلى اشتقت له من أسمائي اسما فسميته عليّا ، فهبط جبرئيل فقال : إن الله يقرأ عليك السّلام ويقول لك : اقرأ. قلت : وما أقرأ؟ قال : (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا).

٥٤٨

«الآية الثانية والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ

هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٥٦ ط بيروت).

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو محمّد الحسين ، حدّثنا محمّد بن يحيى العقيقي ، حدّثنا علي بن أحمد بن علي العلوي ، عن أبي الحسن بن سليمان ، عن محمّد بن أيّوب المزني ، عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ في قول الله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) قال : تلك ولاية أمير المؤمنين الّتي لم يبعث نبي قط إلّا بها.

٥٤٩

«الآية الثالثة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ

وَاصْطَبِرْ عَلَيْها)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٨١ ط بيروت).

أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله أن أبا حفص أخبرهم ببغداد قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز ، أخبرنا حصين ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده قال : قال أبو الحمراء خادم النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

لما نزلت هذه الآية : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) كان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأتي باب علي وفاطمة عند كلّ صلاة فيقول : الصّلاة رحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية ٣٣ الأحزاب.

٥٥٠

«الآية الرابعة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ

السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٨٣ ط بيروت).

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله أخبرنا محمّد بن عبيد بن زبورا ببغداد ، بباب الشام ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عبيد ، أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح :

عن ابن عبّاس قال : (أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ) هو والله محمّد وأهل بيته ، والصراط : الطريق الواضح الّذي لا عوج فيه ، (وَمَنِ اهْتَدى) فهم أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٥٥١

«الآية الخامسة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ

مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٥٢ ط بيروت).

فرأت (ظ) في التفسير العتيق عن العباس بن الفضل ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين في قوله : (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) قال : بولاية عليّ يوم أقامه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فرات بن إبراهيم قال : حدّثني جعفر بن محمّد الفزاري ، حدّثنا أحمد بن الحسين ، عن محمّد بن حاتم ، عن أبي حمزة الثمالي قال :

سألت أبا جعفر عن قول الله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) قال : يعني ولقد ذكرنا عليّا في كلّ القرآن وهو الذكر ، (وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً).

فرات قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن جعفر بن عبد الله ، عن محمّد ابن عمر المازني ، عن عباد بن صهيب.

عن جابر قال : قال أبو جعفر : قال الله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ) يعني لقد ذكرنا عليّا في كلّ آية ، فأبوا ولاية عليّ (وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً).

٥٥٢

«الآية السادسة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً

لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٩٢ ط بيروت).

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الصوفي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عمير ، قال: حدّثني بشر بن المفضل ، عن عيسى بن يوسف ، عن أبي الحسن عليّ بن يحيى ، عن أبان بن أبي عياش :

عن سليم بن قيس ، عن علي عليه‌السلام قال : إن الله إيانا عني بقوله تعالى : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) فرسول الله شاهد علينا ، ونحن شهداء على الناس على خلقه «خ» وحجته في أرضه ، ونحن الّذين قال الله جلّ اسمه فيهم : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً).

٥٥٣

«الآية السابعة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى

الَّذِينَ هَدَى اللهُ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ص ٩٣ ط بيروت).

أخبرنا أبو نصر المفسّر قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر أنبأنا أبو إسحاق المفسّر ، أنبأنا محمّد بن حميد الرازي ، أنبأنا حكام أبو درهم قال : سمعت الحسن يقول : كان عليّ بن أبي طالب من المهتدين ثمّ تلا : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها) الآية فكان عليّ أوّل من هداه الله مع النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوّل من لحق بالنّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له الحجّاج ترابي عراقيّ ، قال : فقال الحسن : هو ما أقول لك حدّثني السيّد الزكيّ أبو منصور مظفر (ظفر خ) ابن محمّد الحسيني رحمه‌الله قال : أخبرنا أبو أحمد محمّد بن علي العبد كي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن داود الاصفهاني ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن جعفر الهاشمي ، أخبرنا أبو معمر المنقري ، أخبرنا عبد الرزاق بن سعيد ، أخبرنا محمّد بن ذكوان ، قال : حدّثني محمّد ابن خالد بن سعيد : ان الشعبي حدّثهم قال :

قدمنا على الحجاج بن يوسف البصرة وكان الحسن آخر من دخل ، ثمّ جعل الحجاج يذاكرنا وينتقص عليّا وينال منه ، فنلنا منه مقاربة له وفرقا من شره والحسن ساكت عاض على إبهامه ، فقال له الحجاج : يا أبا سعيد ما لي أراك ساكتا؟ فقال

٥٥٤

الحسن : ما عسيت ان أقول قال الحجاج : أخبرني برأيك في أبي تراب. فقال الحسن : سمعت الله يقول : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ، وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ ، وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ). فعلىّ ممن هداه الله ومن أهل الايمان ، وعليّ ابن عم رسول الله وختنه على ابنته أحب الناس إليه ، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله ، لا تستطيع أنت ردها ولا أحد من النّاس ان يحظرها عليه. وذكر الحديث.

قال : وحدّثنا الغلابي عبد الله بن الضحاك قال : حدّثني عبد الله بن عمر والهدادى [كذا] قال : قال الحجاج للحسن : ما تقول في أبي تراب؟ قال : ومن أبو تراب؟ قال : عليّ بن أبي طالب. قال : أقول إن الله جعله من المهتدين. قال :هات على ما تقول برهانا. قال : قال الله تعالى في كتابه : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ)

٥٥٥

«الآية الثامنة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ

فِيها خالِدُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٩٠ ط بيروت).

حدّثونا عن أبي بكر السبيعي قال : أخبرنا عليّ بن محمّد بن مخلد ، وحسين ابن إبراهيم الجصاص قال : حدّثنا حسين بن الحكم قال : حدّثنا حسن بن حسين ، عن حبّان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عبّاس قال : مما نزل من القرآن خاصّة في رسول الله وعليّ وأهل بيته من سورة البقرة قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) نزلت في عليّ خاصة وهو أوّل مؤمن وأوّل مصلّ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٥٥٦

«الآية التاسعة والستون بعد المائة»

قوله تعالى : (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ

حُسْنُ الثَّوابِ ، وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٣٨ ط بيروت).

أخبرنا محمّد بن عبد الله ، أخبرنا محمّد بن أحمد الحافظ ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدّثني محمّد بن سهل قال : حدّثني عبد الله بن محمّد البلوي ، أخبرني عمارة بن زيد ، قال : حدّثني عبيد الله بن العلاء ، قال : أخبرنى أبي ، عن صالح بن عبد الرّحمن :

عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عليّا يقول : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيدي ثمّ قال : يا أخى قول الله تعالى : (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) ، (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) أنت الثواب وشيعتك الأبرار.

أبو النضر العياشي ، عن محمّد بن نصير ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين ابن سعيد ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن زريع :

عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ في قول الله : (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت الثواب وأصحابك الأبرار.

٥٥٧

«الآية متمم السبعين بعد المائة»

قوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ

وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٣٧٥ ط بيروت).

أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا أبو الشيخ الأصبهانى ، أخبرنا محمّد بن يحيى ، أخبرنا إسحاق بن الفيض ، أخبرنا سلمة بن الفضل ، أخبرنا شملال بن إسحاق :

عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر في قوله تعالى : (ثُمَّ اهْتَدى) قال : إلى ولايتنا أهل البيت.

أخبرناه أبو الحسن الأهوازى ، أخبرنا أبو بكر البيضاوي ، أخبرنا محمّد بن القاسم ، أخبرنا عمّاد بن يعقوب ، أخبرنا مخول بن إبراهيم ، عن جابر بن الحسن ، عن جابر :

عن أبي جعفر في قوله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : إلى ولايتنا أهل البيت.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، أخبرنا موسى بن هارون ، أخبرنا إسماعيل بن موسى ، أخبرنا عمر بن شاكر البصري :

٥٥٨

عن ثابت البناني في قوله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : إلا (إلى ظ) ولاية أهل بيته.

حدّثني أبو الحسن الفارسي ـ بحديث غريب ـ حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه ، حدّثني عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدّثنا أبي ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد ، حدّثنا سهل بن المرزبان ، حدّثنا محمّد بن منصور ، عن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن الفيض ، عن أبيه :

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فقال : إن الله تعالى يقول : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ثمّ قال لعلي بن أبي طالب : إلى ولايتك.

فرات بن إبراهيم ، عن محمّد بن القاسم بن عبيد ، عن الحسن بن جعفر بن إسماعيل الأفطس ، عن الحسين بن محمّد به سواء.

وعن محمّد بن عبد الله الحنظلي ، عن عبد الرزاق ، عن الحسن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جدّه :

عن أبي ذر في قول الله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ) الآية ، قال : لمن آمن بما جاء به محمّد ، وأدّى الفرائض ، (ثُمَّ اهْتَدى) قال : اهتدى إلى حبّ آل محمّد.

٥٥٩

«الآية الحادية والسبعون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٣٦ ط بيروت).

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائى ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدّثني محمّد بن زكريا الغلابي ، عن أيوب بن سليمان ، عن محمّد بن مروان ، عن جعفر بن محمّد قال :

قال ابن عباس : ولقد شكر الله تعالى عليّا في موضعين من القرآن : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) و (سَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) ٤٤٥ / آل عمران.

وفي العتيق حدّثنا محمّد بن الحسين اللؤلؤي «الكوفي خ» عن موسى بن قيس عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة بن ناجذ السعدي :

عن حذيفة بن اليمان قال : لما التقوا مع رسول الله بأحد وانهزم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقبل عليّ يضرب بسيفه بين يدي رسول الله مع أبي دجانة الأنصاري حتّى كشف المشركين عن رسول الله ، فأنزل الله : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) ـ إلى قوله ـ (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) عليّا وأبا دجانة وأنزل تبارك وتعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) والكثير عشرة ألف. إلى قوله : (وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) عليّا وأبا دجانة.

(احقاق الحق ـ ١٤ ج ٣٥)

٥٦٠