إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٤

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

«الآية السادسة والعشرون والمائة»

قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا

بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا

بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ

هُمُ الصَّادِقُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني النيشابوري الحنفي المذهب من أعلام القرن الخامس في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ١٨٦ ط بيروت).

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، قال : حدّثنا عبدويه بن محمّد بشيراز ، حدّثنا سهل بن نوح بن يحيى ، حدّثنا يوسف ابن موسى القطان ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء :

عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا) قال : يعني صدقوا (بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَ) لم يشكّوا في إيمانهم. نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار. ثمّ قال : (وَجاهَدُوا) ـ الأعداء ـ (فِي سَبِيلِ اللهِ) ـ في طاعته ـ (بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) يعني في ايمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء.

٥٠١

«الآية السابعة والعشرون بعد المائة»

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ

وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الأمر تسرى من المعاصرين في «أرجح المطالب» (ص ٨٧ ط لاهور):

روى نقلا عن النظيري في «الخصائص العلويّة» عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، في قوله تعالى : ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ، قال : نزل في عليّعليه‌السلام.

٥٠٢

«الآية الثامنة والعشرون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ

وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ ، وَلَا الظِّلُّ

وَلَا الْحَرُورُ ، وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني النيشابوري الحنفي المذهب من أعلام القرن الخامس في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ١٠١ ط بيروت).

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله أخبرنا عبد الملك بن عليّ ، أخبرنا أبو عمر ، أخبرنا أبو مسلم الكشي ، أخبرنا يحيى ابن عبد الله بن بكير ، عن مالك ، عن ابن شهاب الزهري ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى) قال : أبو جهل ابن هشام (وَالْبَصِيرُ) قال : عليّ بن أبي طالب ، ثمّ قال : (وَلَا الظُّلُماتُ) يعني أبو جهل المظلم قلبه بالشرك (وَلَا النُّورُ) يعني قلب علي المملوء من النور ، ثمّ قال : (وَلَا الظِّلُ) يعني بذلك مستقرّ عليّ في الجنّة (وَلَا الْحَرُورُ) يعني به مستقرّ أبي جهل في جهنّم ، ثمّ جمعهم فقال : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) كفار مكّة.

٥٠٣

روى محدّثو العامة نزول آيات أخرى في أمير المؤمنين عليه‌السلام أو فيه وفي سائر أهل البيت ذكرها الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» لم ننقلها عن غيره في هذا المجلد الّذي قد خصصناه بالنقل عن كتب لم ننقل عنها في المجلد الثاني والثالث وهي هذه الآية وما نوردها على تلوها إلى آخر هذا المجلّد.

٥٠٤

«الآية التاسعة والعشرون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ

ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ

وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني النيشابوري الحنفي المذهب من اعلام القرن الخامس في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٠٣ ط بيروت).

حدّثونا عن أبي بكر السبيعي عن عليّ بن العباس بن الوليد البجلي ، عن محمّد ابن مروان الغزال ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير قال : حدّثني أبي :

عن السدى قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب في ناسخ القرآن ومنسوخه [كذا].

٥٠٥

«الآية المتمم للثلاثين بعد المائة»

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا

وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٣٩ ط بيروت).

حدّثنا أبو يعلي حمزة بن عبد العزيز المهلبي ان أبا القاسم الطبراني كتب إليه تحت ختمه أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن كذا :

عن ابن عباس قال في تفسيره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا) علي واتقوا الله في محبة علي ، محبة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وأولاده.

أخبرنا عن أبي بكر السبيعي ، عن عليّ بن محمّد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص ، قالا : حدّثنا الحسين بن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حبّان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله : (اصْبِرُوا) يعني في أنفسكم (وَصابِرُوا) يعني مع عدوكم. (وَرابِطُوا) في سبيل الله (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم.

ورواه العلامة في «مقصد الراغب» نسخة مكتبة جامعة مشهد.

٥٠٦

«الآية الحادية والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى

مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ «وَطائِفَةٌ

مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ»)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٩١ ط بيروت) قال :

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ـ هو بخطه عندي ـ أخبرنا علي بن عبد الرّحمن السبيعي ، أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري ، أخبرنا الحسن بن الحسين ، أخبرنا عبيدة بن حميد ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ). قال : علي وأبو ذرّ.

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا علىّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا محمّد بن مهدي السيرافي ، أخبرنا أبي ، أخبرنا محمّد بن النضر قال : حدّثني أيّوب بن سليمان الحيطى ، عن محمّد بن مروان ، عن السدى ، عن قتادة ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ) ـ يا محمد ـ (تَقُومُ) ـ تصلى ـ (أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) قال : فأوّل من قام الليل معه علي ، وأوّل من بايع معه علي ، وأوّل من هاجر معه على.

٥٠٧

«الآية الثانية والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ

بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٦٧ ط بيروت) قرأت (ظ) في التفسير العتيق ، قال : حدّثنا محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ، عن كعب بن عجرة وعبد الله بن مسعود ، قالا : قال النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسئل عن علي فقال : علي أقدمكم إسلاما وأوفركم إيمانا وأكثركم علما وأرجحكم حلما وأشدّكم في الله غضبا ، علمته علمي واستودعته سري ووكلته بشأنى فهو خليفتي في أهلى وأمينى في أمتي. فقال بعض قريش : لقد فتن علي رسول الله حتّى ما يرى به شيئا!!! فأنزل الله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ).

حدّثني علي بن حمدون ، عن عبّاد ، عن رجل قال : أخبرنا زياد بن المنذر ، عن أبى عبد الله الجدلي ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :

غدوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخلت المسجد والناس أجفل ما كانوا كأن على رؤسهم الطير ، إذ أقبل عليّ بن أبى طالب حتّى سلم على النبي ، فتغامز به بعض من كان عنده ، فنظر إليهم النّبى فقال : ألا تسألونى عن أفضلكم؟ قالوا : بلى. قال : أفضلكم عليّ بن أبي طالب أقدمكم إسلاما وأوفركم ايمانا وأكثركم علما وأرجحكم حلما وأشدّكم غضبا في الله وأشدّكم نكاية في العدو ، فهو عبد الله وأخو رسوله ، فقد

٥٠٨

علمته علمي ، واستودعته سري وهو أميني على امّتي. فقال بعض من حضر : لقد افتن علي رسول الله حتّى لا يرى به شيئا. فأنزل الله (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ).

وورد أيضا عن الإمام جعفر الصادق.

أبو النصر في تفسيره عن جعفر بن أحمد ، عن أبي الخير ، عن جعفر بن محمّد الخزاعي ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله يقول : نزل (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) في تبليغك في علي ما بلغت. وساقها إلى ان بلغ إلى قوله : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ).

حدّثني أبو الحسن الفارسي قال : حدّثني أبو القاسم عليّ بن محمّد التاجر القمي حدّثني حمزة بن القاسم العلوي ، حدّثني سعد بن عبد الله ، حدّثني أحمد بن محمّد ابن خالد ، قال : حدّثني جدّي ، عن أبيه كذا عمّن حدثه : عن جابر ، قال : قال أبو جعفر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كذب يا علي من زعم أنه يحبّنى ويبغضك. فقال رجل من المنافقين : لقد فتن رسول الله بهذا الغلام. فأنزل الله (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ).

٥٠٩

«الآية الثالثة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها)

رواه القوم :

منهم العلامة الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٣٧ ط بيروت).

أخبرنا عليّ بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا محمّد بن عيسى ، أخبرنا عاصم بن علي ، عن قيس بن الربيع ، عن مسلم الأعور ، عن حجيّة بن عدي ، عن علي عليه‌السلام قال : قال لي رسول الله : يا علي من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة. قال : صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟ قلت : لا أدري قال : الّذي يضربك على هذه كعاقر ناقة الله أشقى بنى فلان من ثمود.

أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، أخبرنا موسى بن عبد الرّحمن الكندي ، أخبرنا محمّد بن كثير ، عن ابن أبى الزناد ، عن زيد بن أسلم ، عن نباتة بن أسد ، عن علي عليه‌السلام قال : إن الصادق المصدق عهد إلىّ لينبعثنّ أشقاها فليقتلك كما انبعث أشقى ثمود.

أخبرنا أبو القاسم القرشي ، أخبرنا أبو بكر ابن قريش ، أخبرنا الحسين بن سفيان ، أخبرنا سعيد بن كثير بن شهير بن نهير.

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن معاذ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن المؤمل أخبرنا الفضل بن محمّد ، أخبرنا سعيد بن أبى مريم قالا : حدّثنا أبى لهيعة قال :حدّثنى ابن الهاد ، عن عمر بن صهيب ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما لعلى : من أشقى الأولين؟ قال : الّذي عقر الناقة. قال : صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟ قال : لا أدري. قال : الّذي يضربك على هذه. وأشار النبي بيده إلى

٥١٠

يافوخه. قال : فكان علي يقول : يا أهل العراق أما والله لوددت أن لو انبعث أشقاكم فخضب هذه اللحية من هذه. ووضع يده على مقدم رأسه.

فقال ابن الهاد : فحدّثنى إبراهيم بن سعيد بن عبيد بن السباق ، عن جده أنه سمع عليّ بن أبي طالب يقول ذلك.

هذا لفظ ابن أبى مريم ، ورواه أبو يحيى البزار في كتاب الفتن ؛ عن محمّد بن يحيى ، عن سعيد ابن أبى مريم كذلك.

أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو بكر القبّاب ، أخبرنا أبو بكر الشيباني ، أخبرنا الحسن بن علىّ الحلواني ، أخبرنا أبو الليث بن سعد قال : حدّثنى خالد بن يزيد ، عن سعيد ابن أبى هلال.

عن زيد بن أسلم ان أبا سنان الدؤلي حدّثه انه عاد عليّا في شكوة اشتكاها فقال له : لقد تخوفنا عليك يا أبا حسن في شكواك هذا. فقال : ولكنى والله ما تخوفت على نفسي منه ، لأنى سمعت الصادق المصدوق صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنك ستضرب ضربة هاهنا ، وضربة هاهنا ـ وأشار إلى صدغيه ـ يسيل دمها حتّى يخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود.

وبهذا الإسناد ، قال الحسن بن علي الحلواني : أخبرنا الهيثم بن الأشعث ، أخبرنا أبو حنيفة اليماني ، عن عمير بن عبد الملك قال : خطب على عليه‌السلام على منبر الكوفة فأخذ بلحيته ثمّ قال : متى ينبعث أشقاها حتّى يخضب هذه من هذه.

وقال أبو يحيى البزار في كتاب الفتن : أخبرنا محمّد بن يحيى ، أخبرنا محمّد بن عبيد ، قال : حدّثنى مختار بن نافع ، عن أبي مطر ، قال : قال علي : متى ينبعث أشقاها!! قيل : ومن أشقاها؟ قال : الّذي يقتلني.

وقال البزار أيضا : حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا مطر قال : حدّثنى أبو الطفيل قال : دعا على الناس إلى البيعة ، فجاء عبد الرّحمن بن

٥١١

ملجم المرادي فرده مرتين ثمّ بايعه ثمّ قال : ما يجلس كذا أشقاها ليخضبنّ هذه من هذه. يعنى لحيته من رأسه ، ثمّ تمثّل بهذين البيتين :

شد حيازيمك للموت

فإن الموت يأتيك

ولا تجزع من القتل

إذا حلّ بواديك

حدّثنى أبو يحيى سهل بن عبد الله بن محمّد ، ان جده محمّد بن عبد الله بن دينار أخبره إجازة قال : أخبرنا أبو يحيى البزار بهذا الكتاب.

أخبرنا أبو القاسم القرشي ، أخبرنا أبو بكر ابن قريش ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، أخبرنا محمّد بن سلمة المرادي ، أخبرنا حجاج بن سليمان ، عن ابن لهيعة ، قال : حدّثنى أبو يونس مولى أبى هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول : كنت جالسا مع النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء علي فسلم فأقعده رسول الله إلى جنبه فقال : يا علي من أشقى الأولين؟ قال : الله ورسوله أعلم. قال : عاقر الناقة ، فمن أشقى الآخرين؟ قال : الله ورسوله أعلم. قال : فأهوى بيده إلى لحية علي فقال : يا علي الّذي يخضب هذه من هذا ووضع يده على قرنه ، قال أبو هريرة : فو الله ما أخطأ الموضع الّذي وضع رسول الله يده عليه.

حدّثنى أبو القاسم السبيعي وأبو حازم العبدى ان أبا محمّد ابن أبى حامد الشيباني أخبرهم قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن محمّد بن رزين الهروي ، أخبرنا عليّ بن حشرم ، أخبرنا عيسى بن يونس ابن أبى إسحاق ، عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد ابن يزيد بن خيثم ، عن محمّد بن كعب القرظي قال : حدّثنى يونس بن خيثم أبو محمّد.

عن عمّار بن ياسر ، قال : كنت أنا وعلي في غزوة ذي العسيرة ، فنزلنا منزلا فرأينا رجالا من بنى مدلج ظ يعملون في نخل لهم فأتيناهم فنظرنا إليهم

(احقاق الحق ـ ١٤ ج ٣٢)

٥١٢

ساعة ، فغشينا الناس ، فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب ، فما أهبّنا إلّا رسول الله فحركنا برجله فقمنا وقد تترّبنا ، فيومئذ قال لعلي : يا أبا تراب ـ لما كان يرى عليه من الدقعاء ـ ألا أنبئك بأشقى النّاس رجلين : أحمير ثمود الّذي عقر الناقة ، والّذي يضربك على هذا حتّى تبل منه هذه ـ وأومى إلى رأسه ولحيته.

وأخبرناه أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو بكر القباب ، أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم ، أخبرنا أبو أيوب ، أخبرنا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق بذلك.

ومما يتصل بهذه القصة ما أخبرناه أبو بكر الحرشي ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله ابن عدي الحافظ بجرجان ، أخبرنا يحيى بن محمّد بن يحيى ، أخبرنا عمي حرملة ابن يحيى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرنا ابن لهيعة ، أخبرنا أبو قبيل المعافري :

عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله يقول : ألا إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من امّتي إلّا من قتل عليّ بن أبي طالب.

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا محمّد بن عبيد بن إسماعيل الصفار بالبصرة ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن عكرمة :

عن ابن عباس قال : قال لي رسول الله : أشقى الخلق قدار بن قدير عاقر ناقة صالح ، وقاتل عليّ بن أبي طالب.

ثمّ قال ابن عباس : ولقد أمطرت السماء يوم قتل عليّ دما يومين متتابعين.

أخبرنا أبو سعيد ، أخبرنا أبو بكر ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبى ، حدّثني وكيع ، قال : حدّثنى قتيبة بن قدامة الرواسي ، عن أبيه ، عن الضحاك ابن مزاحم قال :

قال رسول الله : يا علي تدري من شرّ الأولين؟ ـ وقال وكيع مرة : عن

٥١٣

الضحاك ، عن علي قال : قال رسول الله : يا علي تدري من أشقى الأولين؟ ـ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : عاقر الناقة. ثمّ قال : تدري من أشقى الآخرين؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : قاتلك.

أقول : وقد تقدّم الأحاديث الواردة في هذا الباب في المجلّد السّادس فراجع.

«الآية الرابعة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٦٩ ط بيروت).

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائى ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، قال : حدّثنى عمرو بن محمّد بن تركي ، أخبرنا محمّد بن الفضل ، أخبرنا محمّد بن شعيب ، عن عمرو بن شمر ، عن دلهم بن صالح :

عن الضحاك بن مزاحم قال : لما رأت قريش تقديم النّبى عليّا وإعظامه له ، نالوا من علي وقالوا : قد افتتن به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فأنزل الله تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) [هذا] قسم أقسم الله به (ما أَنْتَ) يا محمّد (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) ، (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) يعنى القرآن وساق الكلام إلى قوله : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) وهو النفر الّذين قالوا ما قالوا (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) يعنى عليّ بن أبى طالب.

ورواه طاوس عن الإمام الباقر عليه‌السلام مثله.

٥١٤

شعر ـ أخبرنى السيد أبو الحمد به ـ لأبى نواس :

واليت آل محمّد وهو السبيل إلى الهداية

وبرئت من أعدائهم وهو النهاية في الكفاية

 «الآية الخامسة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ

يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٩٠ ط بيروت).

فرات بن إبراهيم قال : حدّثنى جعفر بن محمّد الفزاري قال : حدّثنى محمّد ابن أحمد المدائني قال : حدّثني هارون بن مسلم ، عن الحسين بن علوان ، عن عليّ بن غراب ، عن الكلبي ، عن أبى صالح :

عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) قال : ذكر ربّه ولاية عليّ بن أبى طالب عليه وعلى أولاده السلام.

٥١٥

«الآية السادسة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٩٣ ط بيروت).

أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن الحافظ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة أخبرنا مطين ، أخبرنا أحمد بن صبيح الأسدي ، أخبرنا عنبسة بن نجاد العابدي ، عن جابر :

عن أبي جعفر في قول الله تعالى : (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) قال : نحن وشيعتنا أصحاب اليمين.

ورواه السبيعي عن مطين بالاجازة.

حدّثنى القاضي أبو بكر الحبري ، حدّثنا أبو منصور بن محمّد بن أحمد بن الأهوازى كذا أخبرنا الأزهر الهروي ، أخبرنا أحمد بن نجدة بن العريان ، أخبرنا عثمان بن أبى شيبة ، أخبرنا عنبسة العابد ، عن جابر :

عن أبى جعفر في قوله : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) قال : هم شيعتنا أهل البيت.

٥١٦

«الآية السابعة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ

لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٢١ ط بيروت).

فرات بن إبراهيم قال : حدّثني القاسم بن الحسن بن الحسن بن حازم القرشي حدّثني الحسين بن علي النقاد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي حمزة الثمالي قال :

دخلت على محمّد بن علي [ف] قلت له : يا ابن رسول الله حدّثني بحديث ينفعني. قال : يا أبا حمزة كلّ الناس يدخل الجنّة إلّا من أبى. قلت هل يوجد احد يأبى أن يدخل الجنة؟! قال : نعم من لم يقل لا إله إلّا الله محمّد رسول الله. قلت : إنّي تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية يقولون : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله فقال : أيهات أيهات إذا كان يوم القيامة سلبهم الله إياها فلم يقلها إلّا نحن وشيعتنا ، والباقين منها براء ، أما سمعت الله يقول : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ، لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) يعني من قال : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله.

وقال أيضا : حدّثني عليّ بن محمّد بن عمر الزهري قال : حدّثني محمّد بن العباس بن عيسى ، عن الحسين بن عليّ بن أبي حمزة ، عن صالح بن سهل ، عن أبى الجارود قال :

٥١٧

قال أبو جعفر في قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) قال : إذا كان يوم القيامة خطف قول : لا إله إلّا الله. عن قلوب العباد في الموقف إلّا من أقرّ بولاية علي وهو قوله : (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) يعنى من أهل ولاية علي ، فهم الّذين يؤذن لهم بقول : لا إله إلّا الله.

«الآية الثامنة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ

ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٢٤ ط بيروت).

أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، وعمر بن محمّد الجمحي بمكّة قالا : أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البغوي ، أخبرنا أبو نعيم أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت :

عن أنس بن مالك قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) قال : يا أنس هي وجوهنا بنى عبد المطلب أنا وعلي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة ، نخرج من قبورنا ونور وجوهنا كالشمس الضاحية يوم القيامة ، قال الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) يعنى مشرقة بالنور في أرض القيامة (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) بثواب الله الّذي وعدنا.

٥١٨

«الآية التاسعة والثلاثون بعد المائة»

قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى

النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٢٣ ط بيروت).

أخبرنا عقيل ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا محمّد بن عبيد بن إسماعيل الصفار بالبصرة ، أخبرنا عليّ بن حرب الطائي ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن مجاهد :

عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ طَغى) يقول : علا وتكبّر وهو علقمة بن الحرث بن عبد الله بن قصىّ (وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا) وباع الآخرة بالدّنيا ، (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) من كان هكذا (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ) يقول : عليّ بن أبى طالب خاف مقام بين يدي ربّه وحسابه وقضاءه بين العباد ، فانتهى عن المعصية ، ونهى نفسه عن الهوى يعنى عن المحارم الّتى يشتهيها النفس ، فإن الجنّة هي مأواه خاصة ، ومن كان هكذا عاما.

٥١٩

«الآية متمم الأربعين بعد المائة»

قوله تعالى : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ،

عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٢٦ ط بيروت).

حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله ان عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ حدّثه ببغداد شفاها ان أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ حدّثهم [عن] أحمد بن الحسن ، عن أبى حصين بن مخارق ، عن أبى حمزة ، عن أبى جعفر ، عن علي بن حسين :

عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله تعالى : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) قال : هو أشرف شراب الجنّة يشربه آل محمّد ، وهم المقرّبون السابقون : رسول الله وعليّ ابن أبى طالب وخديجة وذرّيتهم الّذين اتبعوهم بإيمان.

٥٢٠