إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٤

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

عطاء ، والضحاك ، عن مجاهد :

عن ابن عباس في قوله الله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) الآية ، قال : نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب ، وهم (كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، وفي ثلاثة رهط من المشركين عتبة وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وهم (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) يعني اكتسبوا الشرك بالله ، كانوا جميعا بمكة فتجادلوا وتنازعوا فيما بينهم فقال الثلاثة : الّذين اجترحوا السيئات للثلاثة من المؤمنين : والله ما أنتم على شيء ، وإن كان ما تقولون في الآخرة حقّا لنفضلن عليكم فيها. فأنزل الله عزوجل فيهم هذه الآية.

أبو رجاء السنحي في تفسيره عن محمّد بن مغيرة ، عن عمار بن عبد الجبار ، عن حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : «أم حسب» قال وذلك إن عتبة وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة قالوا لعلي وحمزة وعبيدة : إن كان ما يقول محمّد في الآخرة من الثواب والجنة والنعيم حقا لنعطين فيها أفضل مما تعطون ولتفضلن عليكم كما فضّلنا في الدنيا ، فأنزل الله (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) أظنّ شيبة وعتبة والوليد (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) علي وحمزة وعبيدة (سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) لأنفسهم.

حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي ، حدّثنا عليّ بن محمّد الدهان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص ، قال : حدّثنا حسين بن حكم ، حدّثنا حسن بن حسين قال : حدّثنا حبان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبى صالح ، عن ابن عباس قال : أما (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) بنو عبد شمس وأما (كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بنو هاشم.

وروى سعيد بن أبي سعيد البلخي عن أبيه ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك عن ابن عبّاس في قوله (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) يعني بني أميّة (أَنْ

٤٤١

نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) النّبي وعليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام.

ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الأمر تسرى من المعاصرين في «أرجح المطالب» (ص ٦٢ ط لاهور).

روى عن ابن عباس قال : نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) ـ عتبة وشيبة والوليد ـ و (كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ـ عليّ وحمزة وعبيدة ـ أخرجه السبط ابن الجوزي.

رواه في ص ٨٨ من طريق ابن عساكر والسيوطي في «الدر المنثور».

«الآية التاسعة والثمانون»

قوله تعالى : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ)

قد تقدّم ما ورد في نزولها في شأنه عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٥٧٨) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم.

منهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٥٥ ط اسلامبول).

روى نقلا عن المناقب ، عن عطية بن سعد العوفي ، عن مخدوج بن يزيد الذهلي قال : نزلت آية (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) فقلنا : يا رسول الله من أصحاب الجنّة؟ قال : من أطاعنى ووالي عليّا من بعدي وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكف عليّ فقال : إنّ عليّا منّي وأنا منه فمن حاده فقد حادني ومن حادني فقد أسخط الله عزوجل ثمّ قال : يا علي حربك حربي وسلمك سلمى وأنت العلم بيني وبين امّتي قال عطيّة : سألت زيد بن أرقم عن حديث مخدوج قال : أشهد لله لقد حدّثنا به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٤٢

«الآية التسعون»

قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ)

قد تقدّم ما ورد في نزولها في شأنه عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٥٨٢) عن جماعة من العامّة في كتبهم ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم.

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٢٨٦ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدّثني محمّد بن سهل ، حدّثني زيد بن إسماعيل مولى الأنصاري حدّثني محمّد بن أيوب الواسطي ، عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن علي قال : لما نصب رسول الله عليّا يوم غدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله ان نشهد ان لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك ، ثمّ لم ترض حتّى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فهذا مولاه. فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ قال : الله الّذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله. قال : فولى النعمان وهو يقول : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فرماه الله بحجر على رأسه فقتله فأنزل الله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ).

حدثونا عن أبي بكر السبيعي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن نصر بن جعفر الضبعي قال : حدّثني زيد بن إسماعيل بن سنان ، حدّثنا شريح بن النعمان ، حدّثنا سفيان

٤٤٣

ابن عيينة ، عن جعفر ، عن أبيه :

عن عليّ بن الحسين قال : نصب رسول الله عليّا يوم غدير خمّ وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فطار ذلك في البلاد.

والحديث به سواء معنى.

وفي التفسير العتيق ، عن إبراهيم بن محمّد الكوفي قال : حدّثني نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن عليّ قال :

أقبل الحارث بن عمرو الفهري إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إنك أتيتنا بخبر السماء فصدقناك وقبلنا منك.

فذكر مثله إلى قوله : فارتحل الحرث فلما صار ببطحاء مكة أتته جندلة من السماء فشدخت رأسه ، فأنزل الله (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) بولاية عليّ عليه‌السلام.

وورد أيضا في الباب عن حذيفة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي هريرة ، وابن عباس.

حدّثني أبو الحسن الفارسي ، حدّثني أبو الحسن محمّد بن إسماعيل الحسني ، حدّثني عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ، حدّثنى إبراهيم.

وأخبرنا أبو محمّد بن محمّد البغدادي ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني ، أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن الأسدى ، أخبرنا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، أخبرنا الفضل بن دكين ، أخبرنا سفيان بن سعيد ، عن منصور ، عن ربعي :

عن حذيفة بن اليمان قال : لما قال رسول الله لعلىّ : من كنت مولاه فهذا مولاه. قام النعمان بن المنذر الفهري [كذا] فقال : هذا شيء قلته من عندك أو شيء أمرك به ربك؟ قال : لا بل أمرنى به ربى. فقال : اللهمّ أنزل علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتّى جاءه حجر فخرّ ميتا ، فأنزل الله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ

٤٤٤

بِعَذابٍ واقِعٍ ، لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ).

والطريقان لفظهما واحد.

وأخبرنا عثمان ، عن فرات بن إبراهيم الكوفي عن الحسين بن محمّد بن مصعب البجلي قال : حدّثنا أبو عمارة محمّد بن أحمد المهتدي ، حدّثنا محمّد بن معشر المدني عن سعيد بن أبي سعيد المقري ، عن أبي هريرة قال :

أخذ رسول الله بعضد عليّ بن أبي طالب يوم غدير خمّ ثمّ قال : من كنت مولاه فهذا مولاه. فقام إليه أعرابي فقال : دعوتنا ان نشهد ان لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله فصدقناك وأمرتنا بالصّلاة والصيام فصلينا وصمنا ، وبالزكاة فأدّيناه فلم تقنعك إلّا ان تفعل هذا؟! فهذا عن الله أم عنك؟! قال : عن الله لا عني. قال : الله الّذي لا إله إلّا هو لهذا عن الله لا عنك؟!! قال : نعم ثلاثا فقام الأعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) الآية ، فما استتم الكلمات حتّى نزلت نار من السماء فأحرقه وأنزل الله في عقب ذلك (سَأَلَ سائِلٌ) ـ إلى قوله ـ (دافِعٌ).

ومنهم العلامة الصفورى في «نزهة المجالس» (ج ٢ ص ٢٠٩ ط القاهرة) قال :

روى القرطبي في تفسير قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) لما قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من كنت مولاه فعليّ مولاه.

قال النضر بن الحرث لرسول الله : أمرتنا بالشهادتين عن الله تعالى ، فقبلنا منك ، وأمرتنا بالصلاة والزكاة لم ترض حتّى فضّلت علينا ابن عمك ، ءالله أمرك بهذا أم من عندك؟ فقال : والله الذي لا إله إلا هو إنه من عند الله ، فولّى وهو يقول : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك ، فأمطر علينا حجارة من السماء ، فوقع عليه حجر من السماء ، فقتله.

٤٤٥

«الآية الحادية والتسعون»

قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ

مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ

لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً)

قد تقدّم النقل منّا في (ج ٣ ص ٥٨٣) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هاهنا عمّن لم ننقل عنهم.

فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ١٠٢ مخطوط) قال :

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن السع ، أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، نبأ أحمد بن محمّد بن جعفر بن سلم الحثلي ، حدّثني عمر ابن أحمد قال : قرأت على امّي فاطمة بنت محمّد بن شعيب ابن أبي مدين الذيّات قالت : سمعت أباك أحمد بن روح يقول : حدّثني موسى بن بهلول ، نبأ محمّد بن مروان ، عن ليث بن أبي سلم ، عن طاوس في هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) الآية نزلت في عليّ بن أبى طالب وفاطمة وحسن وحسين وذلك أنّهم صاموا وخادمتهم فلمّا كان عند الإفطار وكانت عندهم ثلاثة ارغفة قال : فجلسوا لتأكلوا فأتاهم سائل فقال : أطعموني فانى مسكين فقام علي عليه‌السلام فأعطاه رغيفه ثمّ جاء سائل فقال : أطعموا اليتيم فأعطته فاطمة الرغيف ثمّ جاء سائل فقال : أطعموا الأسير فقامت الخادمة فأعطته الرغيف وباتوا ليلهم طاوين فشكر

٤٤٦

الله لهم فأنزل فيهم هذه الآية.

ومنهم الحافظ الحسين بن الحكم الحبري في «تنزيل الآيات» (ص ٣٠ مخطوط) قال :

حدّثنا عليّ بن محمّد قال : حدّثنا الحبري قال : حدّثنا حسن بن حسين ، حدّثنا حبّان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أطعم عشاه وأفطر على القراح.

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ص ٢٠٧ ط مصر) قال : قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآية نزلت في عليّ

وسيأتي ذكرها في فصل صدقته إنشاء الله تعالى من فضل من فضائله.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن على بن أحمد الواحدي النيسابوري في «أسباب النزول» (ص ٣٣١ ط الهندية بالقاهرة).

روى عن عطاء ، عن ابن عبّاس نزول قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ) الآية في عليّ.

ومنهم العلامة الحضرمي الشافعي في «وسيلة المآل» (ص ١٢١ ألفه باسم الشريف إدريس شريف مكة المكرمة والنسخة مصورة من النسخة المخطوطة التي في المكتبة الظاهرية بدمشق الشام).

روى نزول قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ) الآية في عليّ.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٢٩ مخطوط).

روى نزول قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ) الآية في عليّ.

٤٤٧

ومنهم العلامة السيد أحمد زيني دحلان في «الفتح المبين» (ص ١٥٤ ط الميمنية بمصر).

روى عن ابن عبّاس نزول الآية في عليّ.

ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن الحسن ابن الجوزي البغدادي التيمي الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «التبصرة» (ص ٤٤٩ طبع عيسى الحلبي وشركاء بالقاهرة).

قال : روى عطاء عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) إلخ ـ انها نزلت في عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه اجّر نفسه يسقى نخلّا بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح فلما قبض الشعير طحنوا ثلاثة وأصلحوا منه ما يأكلونه فلما استوى انى مسكين فأخرجوه اليه ثمّ عملوا الثلث الثاني فلمّا تم أتى يتيم فأطعموه ثمّ عملوا الباقي فلما تمّ اتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا فنزلت هذه الآيات.

ومنهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٠٣ ط بيروت) قال:

أخبرناه إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد الواعظ ، أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري بمرو ، سنة ست وستين ، أخبرنا محمود بن ووالان ، أخبرنا جميل ابن يزيد الحنوحردي ، أخبرنا القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد عن ابن عباس في قول الله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله وعادهما عمومة العرب فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا. فقال علي : إن برئا صمت ثلاثة أيام شكرا. وقالت جارية لهم نوبية يقال لها فضة : كذلك فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير ، فانطلق عليّ إلى شمعون الخيبري ـ وكان يهوديا ـ فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير

(احقاق الحق ـ ١٤ ج ٢٨)

٤٤٨

فجاء به ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى عليّ مع النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام ، فلما كان يوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى عليّ مع النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم.

وساق الحديث بطوله وأنا اختصرته.

ورواه عن القاسم بن بهرام جماعة ، منهم شعيب بن واقد ، ومحبوب بن حمدويه البصري ومحمّد بن حمدويه أبو رجاء.

وحدثنيه أبو القاسم الحسن بن محبوب ، حدّثنا محمّد بن حبيب المفسر ، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ حدّثنا عبد الله بن الوهاب الخوارزمي ، حدّثنا أحمد بن حمّاد المروزي ، حدّثنا محبوب بن حميد البصري ، حدّثنا القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس. وساقه بطوله إلى آخره وأنا اختصرته.

وحدّثني أبو الحسن الماوردي ، حدّثنا أبو الطيب الذهلي ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أحمد بن نصر المقري ، حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب به إلّا ما غيرت.

ورواه جماعة عن أبي حامد ابن الشرفي ، وجماعة عن أحمد المروزي.

ورواه عن ليث بن أبي سليم جماعة كرواية القاسم ، منهم القعقاع بن عبد الله السعدي ، وجرير بن عبد الحميد.

أخبرناه أبو نصر المفسر ، أخبرنا عمّى أبو حامد إملاء ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الوراق ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن الحسن بن بشير الترمذي قال : حدّثني أبو بكر ابن سيار ، عن سهل بن خاقان ، عن القعقاع بن عبد الله السعدي ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) وساق الحديث بطوله وأنا اختصرته.

٤٤٩

ورواه حنان بن علي أبو علي العنزي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس.

ورواه أيضا الضحاك عن ابن عباس. ورواه ابن جريح عن عطاء ، عن ابن عباس ورواه عبد الله بن المبارك ، عن يعقوب بن القعقاع ، عن مجاهد ، عن ابن عباس.

ورواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

حدّثنى محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني ، حدّثني جعفر بن محمّد العلوي ، حدّثني محمّد ، عن محمّد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي رافع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) قال : أنزلت في علي وفاطمة ، أصبحا وعندهم ثلاثة ارغفة ، فأطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا ، فباتوا جائعا فنزلت فيهم هذه الآية.

أبو النصر في تفسيره قال : أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن روح الطرطوسي أخبرنا محمّد بن خالد العباسي ، أخبرنا إسحاق بن نجيح ، عن عطاء :

عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) قال : مرض الحسن والحسين مرضا شديدا حتّى عادهما جميع أصحاب رسول الله فكان فيهم أبو بكر وعمر فقال رسول الله : يا أبا الحسن لو نذرت لله نذرا.

فقال علي : لئن عافي الله سبطي نبيّه محمّد بما بهما من سقم لأصومنّ لله نذرا ثلاثة أيام. وسمعته فاطمة فقالت : ولله عليّ مثل الّذى ذكرته. وسمعه الحسن والحسين فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الّذى ذكرت. فأصبحا وقد صاموا ، فأتى عليّ إلى جار له فقال : أعطنا جزّة من صوف تغزلها فاطمة ، وأعطنا كراه ما شئت. فأعطاه جزّة من صوف وثلاثة أصوع من شعير.

وذكر الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله : إذ هبط جبرئيل فقال : يا محمّد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ) إلى آخره ، فدعا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وجعل يتلوها عليه وعليّ يبكي ويقول : الحمد لله

٤٥٠

الّذى خصنا بذلك.

والحديث اختصرته.

أخبرنا عقيل قال : أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السمان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن ثابت المقري قال : حدّثني أبي ، عن أبي الهذيل ، عن مقاتل ، عن الأصبغ بن نباتة ، وعن سعيد ابن جبير :

عن ابن عبّاس في قوله الله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ) قال : يعني الصديقين في إيمانهم علي وفاطمة والحسن والحسين ، يشربون في الآخرة من كأس خمر كان مزاجها من عين ماء يسمى الكافور ، ثمّ نعتهم فقال : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) يعني يتمّون الوفاء به (وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) قد على وفشا وعمّ ، نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ، وذلك إنهما مرضا مرضا شديدا فعادهما رسول الله ومعه وجوه أصحابه فقال : يا علي انذر أنت وفاطمة نذرا إن عافي الله ولديك أن تفي به.

وساقه بطوله.

أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني كتابة ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أخبرنا بكر بن سهل الزمياطي كذا ، أخبرنا عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمن ، عن ابن جريح ، عن عطاء :

عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) قال : وذلك إن عليّ بن أبي طالب آجر نفسه ليسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح ، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة ، فلما تمّ إنضاجه اتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثمّ عملا كذا الثلث الثاني فلما تم إنضاجه اتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد الجوهري قراءة عليه ببغداد من أصله ،

٤٥١

أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني قراءة عليه في شعبان سنة إحدى وثلاثين وثمانين «خ» أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الله الحافظ قراءة عليه في قطيعة جعفر ، قال : حدّثني الحسين بن الحكم الحبري ، حدّثنا حسن بن حسين ، حدّثنا حبّان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ، إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) الآيات قال : نزلت في علي بن أبي طالب اطعم عشاءه وأفطر على القراح.

حدثونا عن أبي العباس المعقلي قال : حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا أبو معاوية ، عن سفيان ، عن سالم الأفطس ، عن مجاهد في قوله تعالى : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) قال : لم يقولوا حين أطعموهم (نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى به عليهم ليرغب فيه راغب.

حدّثني سعيد الحبري ، حدّثنا أبو الحسن بن مقسم المقري قال : سمعت أبا إسحاق الزجاج يقول في قوله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) هذه الهاء تعود على الطعام ، المعنى : يطعمون الطعام أشدّ ما يكون حاجتهم إليه ، وصفهم الله تعالى بالأثرة على أنفسهم.

وورد في الباب عن زيد بن أرقم ، ورواه فرات عن سقين الديمي فساويته.

أخبرناه أبو القاسم القرشي والحاكم ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الماسرخسي أخبرنا أبو العباس محمّد بن يونس الكديمي ، أخبرنا حمّاد بن عيسى الجهني ، أخبرنا النهاس بن فهم ، عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تشدّ على بطنه الحجر من الغرث ، فظل يوما صائما ليس عنده شيء فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين متكئا فقال رسول الله : يا فاطمة اطعمي ابنيّ

٤٥٢

فقالت : ما في البيت إلّا بركة رسول الله فالقاهما [كذا] رسول الله بريقه حتّى شبعا وناما ، وأفطر فينا رسول الله [ولنا] ثلاثة اقراص من شعير ، فلما أفطر وضعناها بين يديه ، فجاء سائل فقال : اطعموني مما رزقكم الله فقال رسول الله : يا علي قم فأعطه. قال : فأخذت قرصا فأعطيته ، ثمّ جاء ثان فقال رسول الله : قم يا علي فأعطه فقمت فأعطيته ، فجاء ثالث فقال : قم يا علي فأعطه. قال : فأعطيته ، وبات رسول الله طاويا وبتنا طاوين ، فلما أصبحنا مجهودين ونزلت هذه الآية : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً).

ثم إن الحديث بطوله اختصرته في مواضع (١).

__________________

(١) ثم قال : اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال : اتفق أهل التفسير على ان هذه السورة مكية ، وهذه القصة كانت بالمدينة ـ ان كانت ـ فكيف كانت سبب نزول السورة ، وبان بهذا انها مخترعة!!!.

قلت : كيف يسوغ له دعوى الإجماع مع قول الأكثر : أنها مدنية!!!.

فلقد حدثونا عن أبى الشيخ الاصبهانى [قال : حدثنا] بهلول الأنباري [حدثنا] محمد بن عبد الله ابن أبى جعفر الرازي [حدثنا] عمر بن هارون [حدثنا] عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس.

وحدثنا أبو نصر المفسر [حدثنا] عمى أبو حامد إملاء سنة سبع / ١٨٣ / ب / وأربعين [وثلاث مائة ، قال : أخبرنا] أبو يوسف يعقوب بن محمود المقري [حدثنا] محمد بن يزيد السلمى [حدثنا] زيد ابن أبى موسى [حدثنا] عمر بن هارون ، عن عثمان بن عطاء عن أبيه :

عن ابن عباس أنه قال : أول ما أنزل بمكة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وذكر [كلامه] الى قوله : هذا ما نزل بمكة [وهي] خمسة وثمانين سورة ، فأول ما نزل بالمدينة البقرة ، وآل عمران ، والأنفال ، والأحزاب ، والممتحنة ، وإذا زلزلة ، والحديد ،

٤٥٣

__________________

ومحمد ، والرعد ، والرحمن ، وهل أتى على الإنسان ، والطلاق. وذكر الى قوله :

فذلك ثمانية وعشرون سورة ما نزل بالمدينة. هذا لفظ أبى نصر ، وقال بهلول :

ثم انزل بالمدينة البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلة ، ثم الحديد ، ثم سورة محمد ، ثم الرعد ، ثم سورة الرحمن ، ثم هل أتى على الإنسان ، ثم الطلاق. وذكر الى قوله : فذلك ثمانية وعشرون. وزاد : قال عمر بن هارون : [و] حدثني ابن جريح ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس نحوه.

ورواه عن عثمان ، عن عطاء جماعة :

أخبرونا عن أحمد بن حرب الزاهد ، قال حدثني صالح بن عبد الله الترمذي في التفسير من تأليفه [عن] عمر بن هارون : عن ابن جريح ، عن عطاء الخراساني ؛ عن ابن عباس.

وعن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ان سورة هل أتى مدنية.

ورواه عن مجاهد ابن أبى نجيح ، وأبو عمرو ابن أبى العلاء المقري.

وأخبرنا على بن أحمد [أخبرنا] أحمد بن عبيد [أخبرنا] محمد بن الفضيل بن جابر [أخبرنا] اسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقى ، قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي [عن] حصيف ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه / ١٨٤ / أ/ قال : أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وساق الحديث الى قوله : ثم هاجر الى المدينة وأنزل الله عليه بالمدينة البقرة ، والأنفال ـ الى [قوله] ـ ثم الرحمن ، ثم هل أتى على الإنسان ، ثم الطلاق ، ثم لم يكن ، الحديث بطوله.

[و] رواه جماعة عن اسماعيل.

قرأت في التفسير تأليف أبى القاسم عبد الله بن محمدشاه بن إسحاق [قال] : كتب إلينا

٤٥٤

__________________

أبو سهل محمد بن محمد بن على الطالقاني [حدثنا] عبد الله بن محمد بن سليم [حدثنا] صالح ابن محمد الترمذي [حدثنا] محمد بن مروان ، عن الكلبي عن أبى صالح :

عن ابن عباس قال : أول شيء نزل بمكة اقرأ باسم ربك ، ثم ن والقلم ، ثم والضحى ، ثم يا أيها المزمل ، ثم يا أيها المدثر ؛ ثم تبت ، ثم إذا الشمس كورت. ذكر الى قوله : وهي ثلاثة وثمانون سورة مما نزل بمكة.

وأول شيء نزل بالمدينة ويل للمطففين ، ثم البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلة ، ثم الحديد ، ثم سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم هل أتى على الإنسان ، ثم الطلاق. وذكر [كلامه] الى قوله :

وإذا كانت فاتحة سورة نزلت بمكة كتبت [السورة] مكية ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة ، فذلك ثلاثون سورة نزلت بالمدينة.

حدثني حمزة بن عبد العزيز الصيدلاني [حدثنا] أبو عمرو ، [حدثنا] محمد بن جعفر السختياني [حدثنا] أبو نعيم الجرجاني قراءة عليه بهرات سنة ست عشرة وثلاث مائة فأقر به ، [حدثنا] أبو العباس ابن الوليد بن مزيد البيروتى ، قال : أخبرنى محمد بن شبيب بن شابور ، قال : أخبرنى عثمان بن عطاء ، عن أبيه عطاء الخراساني قال :

هذا كتاب ما ذكر لنا من تفسير القرآن وتنزيل سورة / ١٨٤ / ب / الاول فالأول [مما نزلت] بمكة ، وما أنزل بعد ذلك بالمدينة. وذكر [كلامه] الى قوله : ثم كان أول ما أنزل بالمدينة سورة البقرة. وذكر الى قوله : ثم (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً). وذكر الحديث.

أخبرنا أبو نصر المقري [أخبرنا] أبو عمرو بن مطر إملاء في المحرم سنة تسع وخمسين [حدثنا] جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ [حدثنا] محمد بن على الثقفي قال : حدثني على بن الحسين بن واقد ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثني بريد ، عن عكرمة ، والحسن

٤٥٥

__________________

ابن أبى الحسن : أن أول ما أنزل الله من القرآن بمكة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [الَّذِي خَلَقَ]) ون والقلم. وذكر [لامه] الى قوله : وما أنزل الله بالمدينة (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ). والبقرة ، والأنفال ، وآل عمران ، والأحزاب ـ [وساق كلامه] الى [قوله] ـ : والرحمن ، وهل أتى على الإنسان ، ويا أيها النبي إذا طلقتم. الحديث.

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، قال : أخبرنى أبو محمد ابن زياد العدل [أخبرنا] محمد بن إسحاق [أخبرنا] يعقوب بن ابراهيم الدورقي [أخبرنا] أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي [أخبرنا] على بن الحسين بن واقد ، عن أبيه قال : حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا : ما أنزل الله من القرآن بمكة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) وذكر الى قوله و [أما] ما أنزل بالمدينة [فهي] ويل للمطففين ، والبقرة ، وآل عمران ، والأنفال ، والأحزاب ، والمائدة ، والممتحنة ، والنساء ، وإذا زلزلة ، والحديد ، ومحمد ، والرعد ، والرحمن ، وهل أتى على الإنسان ، والطلاق ، ولم يكن.

وذكر الحديث [وقد] اختصرته أنا وساويته في اسناده.

أخبرونا عن أبى أحمد ابن عدى [قال : أخبرنا] محمد بن المعافى ابن أبى حنظلة أملاه قصدا [كذا] [أخبرنا] محمد بن خلف [أخبرنا] آدم ابن أبى أياس [أخبرنا] أبو شيبة / ١٨٥ / أ/ :

عن عطاء الخراساني قال : كانت : إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتب مكية ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة ، وكان أول ما نزل بالمدينة ، سورة البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلة ، ثم الحديد ، ثم سورة ، الرعد ، ثم سورة الرحمن ، ثم هل أتى. الحديث.

حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب [حدثنا] أبو الحسن محمد بن حسين ابن نحيد البغوي بها ، [حدثنا] أبو النضر محمد بن أحمد الملقانى [حدثنا] المطهر

٤٥٦

__________________

ابن الحكم الكرابيسي [حدثنا] على بن الحسين بن واقد ، عن أبيه قال :

أول ما نزل من القرآن بمكة بلا اختلاف (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) يا أيها المزمل ـ [وساق الكلام] الى [قوله :] وأول ما نزل بالمدينة البقرة ، ثم الأنفال الى قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلة ثم الحديد ، ثم محمد ، ثم الرعد ، ثم الرحمن ، ثم هل أتى على على الإنسان ، ثم الطلاق ، ثم لم يكن ، ثم الحشر. وساق الحديث.

٤٥٧

«الآية الثانية والتسعون»

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا

مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)

قد تقدّم ما ورد في نزولها في شأنه عليه‌السلام في (ج ٣ ص ٥٨٣) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم.

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ٣٢٧ ط بيروت) قال :

حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسين الجبلي ، حدّثني موسى بن محمّد ، حدّثني الحسن بن علوية ، حدّثني المسيّب بن شريك قال : حدّثني الكلبي قال : استعمل رسول الله عليّا على بني هاشم فكان إذا مرّ ضحكوا به ، فنزلت هذه الآية.

حدّثني أبو القاسم الهاشمي ، عن أبي النضر العياشي قال : حدّثني جعفر بن محمّد ، حدّثني أحمد ، حدّثني حمدان بن سليمان ، والعمر كي بن علي ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن عبد الرّحمن بن سالم ، عن أبي عبد الله في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلى آخر السورة ، قال : نزلت في علي ، والّذين استهزؤا به من بني أمية ، ان عليّا مرّ على نفر من بني أمية وغيرهم من المنافقين فسخروا منه ، ولم يكونوا يصنعون شيئا إلّا نزل به كتاب ، فلما رأوا ذلك مطّوا بحواجبهم فأنزل الله تعالى : (وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ).

حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن صالح السبيعي ، حدّثنا عليّ بن محمّد الدهان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص قالا : حدّثنا حسين بن الحكم ، قال : حدّثنا حسن

٤٥٨

ابن حسين ، حدّثنا حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلى آخر السورة قال : (الَّذِينَ آمَنُوا) عليّ بن أبي طالب وأصحابه و (الَّذِينَ أَجْرَمُوا) منافقوا قريش.

وبه عن سعيد بن أبي سعيد البلخي ، عن أبيه ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) قال : هم بنو عبد شمس ، مرّ بهم عليّ بن أبي طالب ومعه نفر فتغامزوا به وقالوا : هؤلاء هم الضلال. فأخبر الله تعالى : ما للفريقين عنده جميعا يوم القيامة وقال : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ وهم علي وأصحابه ـ (مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ، عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم عليا وأصحابه ، فبشر النبي عليّا وأصحابه الّذين كانوا معه انكم ستنظرون إليهم وهم يعذبون في النار.

وفي تفسير مقاتل ـ رواية إسحاق عنه ـ في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) قال : وذلك إن عليّ بن أبي طالب انطلق في نفر إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسخر منهم المنافقون وضحكوا وقالوا : (إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) يعني يأتون محمّدا يرون انهم على شيء. فنزلت هذه الآية قبل ان يصل علي ومن معه إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) يعني المنافقين (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني عليّا وأصحابه «يضحكون» إلى آخرها.

حدثناه الأستاذ أبو القاسم بن حبيب قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن المأمون حدّثنا أبو ياسر عمّار بن عبد المجيد ، حدّثنا أحمد بن عبد الله ، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم التغلبي ، عن مقاتل بهذا التفسير.

ومنهم الحافظ الحسين الحبري في «تنزيل الآيات» (ص ٣١ مخطوط) قال :

حدّثنا عليّ بن محمّد قال : حدّثني الحبري قال : حدّثنا حسن بن حسين قال :

٤٥٩

حدّثنا حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) إلى آخر السورة فالّذين آمنوا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام والّذين كفروا منافقي قريش.

ومنهم العلامة أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ١٨٦ ط تبريز) قال :

قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) قيل إنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسخر به المنافقون وتضاحكوا وتغامزوا ، ثمّ قالوا لأصحابهم : رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فأنزل الله هذه الآية قبل أن يصل إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن مقاتل والكعبي.

٤٦٠