إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٤

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

يا نبى الله؟ فقال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير.

وعطاء هو ابن أبى رباح.

ورواه عن عبد الملك (هذا) جماعة :

أخبر أبو سعد السعدي ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، قال : حدّثنى أبى ، حدّثنى عبد الله بن نمير ، حدّثنى عبد الملك بن أبى سليمان :

عن عطاء بن أبى رباح قال : حدّثنى من سمع امّ سلمة تذكر ان النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها : ادعى زوجك وابنيك فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان (كذا) وكان تحته كساء خيبري وأنا في الحجرة أصلى فأنزل الله عزوجل هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتى فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. قالت : فأدخلت رأسى في البيت وقلت : أنا معكم يا رسول الله؟ قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير.

قال عبد الملك : وحدّثنى بها أبو ليلى عن امّ سلمة مثل حديث عطاء سواء.

وحدثني داود ابن أبى عوف ، عن شهر بن حوشب ، عن امّ سلمة بمثله سواء.

ورواه أيضا أبو ليلى الكندي عنها :

أخبرنا أبو سعد بن علي ، أخبرنا أبو الحسين الكهيلى ، أخبرنا فغشّاهم به ، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتى فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. قالت : فأدخلت رأسى في البيت وقلت : أنا معكم يا رسول الله؟ قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير.

١٠١

قال عبد الملك : وحدّثنى بها أبو ليلى عن امّ سلمة مثل حديث عطاء سواء.

وحدّثنى داود ابن أبى عوف ، عن شهر بن حوشب ، عن امّ سلمة بمثله سواء.

ورواه أيضا أبو ليلى الكندي عنها :

أخبرنا أبو سعد بن علي ، أخبرنا أبو الحسين الكهيلى ، أخبرنا عن عقرب ، عن امّ سلمة قالت : في بيني نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ومحمّد وعلي وفاطمة وحسن وحسين ، وجبرئيل يملى على رسول الله ، ورسول الله يملى على علي عليهم‌السلام.

أخبرنا أبو القاسم بن أبى الوفاء ، وأبو عبد الله الثقفي من أصل سماعهما : أن أبا سعد بن حمدويه الزاهد أخبرهم قال : أخبرنا عبد الله بن أبى داود السخرى ، أخبرنا أبو الربيع سليمان بن داود المصري ، أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنى أبو صخر ، عن أبى معاوية البجلي ـ وهو عمّار الدهني ـ ، عن سعيد بن جبير ، عن أبى الصهباء ، عن عمرة الهمدانية قالت : قالت امّ سلمة : أنت عمرة؟ قلت : نعم يا أماه ألا تخبريني؟ وأيضا أخبرناه أبو عمر البسطامي ، أخبرنا أبو أحمد بن عدى الجرجاني ، أخبرنا الحسن بن الفرح الغرنى ، أخبرنا عمرو بن خالد الحراني ، أخبرنا ابن لهيعة قال : حدّثنى أبو صخر ، عن أبى معاوية البجلي :

عن عمرة الهمدانية أنها دخلت على امّ سلمة زوج النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم [و] قالت : يا أمّتاه ألا تخبريني عن هذا الرجل الّذى قتل بين أظهرنا فمحبّ ومبغض [له] قالت لها امّ سلمة : أتحبينه؟ قالت : لا أحبّه ولا أبغضه ـ يريد عليّ بن أبي طالب ـ فقالت لها امّ سلمة : أنزل الله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وما في البيت إلّا جبرئيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنا ، فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ فقال رسول الله : أنت من صالح نسائي (كذا) فلو كان قال : نعم ، كان أحبّ إلى مما تطلع عليه الشمس وتغرب.

١٠٢

والحديثان لفظا سواء.

ورواه أيضا الطحاوي عن فهد ، عن سعيد بن كثير بن عفير ، قال : حدّثنى ابن لهيعة به.

أخبرنا أبو سعد ابن علي ، أخبرنا أبو الحسين الكهيلى ، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي ، أخبرنا عبّاد بن يعقوب ، أخبرنا عبد الله بن عبد القدّوس عن الأعمش ، عن بعض أشياخه :

عن امّ سلمة قالت أتى رسول الله منزلي فقال لي : لا تأذن لأحد عليّ. فجاءت فاطمة فلم أستطع ان أحجبها عن أبيها ، ثمّ جاء الحسن فلم أستطع ان أحجبه عن امّه وجده ، ثمّ جاء الحسين فلم أستطع ان أحجبه عن امّه وجده وأخيه ، ثمّ جاء عليّ فلم أستطع ان احجبه عن زوجته وابنيه ، قالت : فجمعهم رسول الله حوله وتحته كساء خيبرى فجلّلهم رسول الله جميعا ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقلت : يا رسول الله وأنا معهم؟ فو الله ما قال : وأنت معهم ولكنه قال : إنك على خير ، وإلى خير. فنزلت عليه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ورواه أيضا سالم بن عبد الله عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري :

أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله أنّ أبا حفص بن شاهين أخبرهم ببغداد قال : أخبرنا عبد الله بن سليمان ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي الكرماني بن عمرو ، قال : حدّثنا أبو حماد سالم بن عبد الله :

عن عطية العوفي ، عن أبى سعيد الخدري ، عن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حين نزلت (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) كان النّبى يجيء إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر ، يقول : الصّلاة رحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية.

حدّثنا أبى ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهران ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ،

١٠٣

حدّثنا عمران أبو عمر الأزدى :

عن عطية ، عن أبي سعيد قال : نزلت هذه الآية في نبي الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم‌السلام.

حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن عثمان العجلي ، ويعقوب بن سفيان ، قالا : حدّثنا عبيد الله بن موسى ، حدّثنا عمران :

عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : لما نزلت الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) في نبي الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجلّلهم رسول الله بكساء خيبري فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. وامّ سلمة على باب البيت فقالت : وأنا؟ قال : وأنت إلى خير.

حدثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا حمّاد بن الحسن النهشلي ، وأبو أمية الطرسوسي ، ويعقوب بن إسحاق ، وأبو سفيان صالح بن حكيم البصري قالوا : حدّثنا بكر بن زياد العنزي ، حدّثنا مندل ، عن الأعمش :

عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله : نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية.

حدّثنا يحيى ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن عبيد الكندي ، حدّثنا إبراهيم بن خالد بن ميمون ، حدّثنا علي بن عابس ، عن أبي الجحاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد.

وعن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) في خمسة ، في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.

حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا جعفر بن مسافر ، حدّثنا يحيى بن حسّان ، حدّثنا منصور بن أبي الأسود ، قال : سمعت أبا داود ، قال :

سمعت أبا الحمراء يقول : حفظت من رسول الله سبعة أشهر ـ أو ثمانية ـ

١٠٤

يجيء عند وقت كلّ صلاة إلى باب فاطمة وحسن وحسين فيقول : الصّلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية.

حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد المصري ، قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن أشعث ، حدّثنى محمّد بن يحيى بن سلام ، عن أبيه. وحدثني يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي داود :

عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر مع رسول الله كيوم واحد ، فسمعت النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة ثلاثا (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية.

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد العبسي ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد :

عن أنس انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يمرّ ببيت فاطمة بعد ان بنى بها عليّ ستّة أشهر فيقول : الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية.

ورواه أيضا عمران بن مسلم أبو عمر عن عطيّة :

حدّثنى أبو طالب حمزة بن محمّد بن عبد الله الجعفري ، حدّثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق :

حدّثني أبو الحسين عثمان بن محمّد بن علان النبيه الدهني ، حدّثنى محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنى عليّ بن الحسن سالم الأزدى ، حدّثني أسباط بن محمّد ، عن عمران بن مسلم :

عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) في النّبيّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ فألقى عليهم الكساء وقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا.

١٠٥

«الآية الرابعة»

قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ

أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)

قد تقدّم ما ورد في نزولها في شأنه عليه‌السلام عن جماعة من أعلام العامّة في (ج ٣ ص ٢ ، إلى صفحة ٢٢ و ٥٣١ ، إلى ص ٥٣٣ وج ٦ ص ٩٢ ، إلى ص ١٠١) ونستدرك النّقل هاهنا عمّن لم ننقل عنهم ، ويشتمل على أحاديث :

الاول

حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «مناقبه» (ص ١١٢ مخطوط) قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أنبأ أبو محمّد عبد العزيز ابن أبي صابر اذنا ، أنبأ إبراهيم بن إسحاق بن هاشم بدمشق ، نبأ عبيد الله بن جعفر العسكري بالرقة ، نبأ يحيى بن عبد الحميد ، نبأ حسين الأشقر ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الّذين أمر الله بمودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وولدهما.

١٠٦

ومنهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٣٠ ط الاعلمى ببيروت) قال :

حدّثني القاضي أبو بكر الحيري ، حدّثني أبو العباس الضبعي ، حدّثني الحسين ابن علي بن زياد السري ، حدّثني يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، حدّثني حسين الأشقر ، قال : حدّثنى قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الّذين أمرنا الله بمودّتهم؟ قال : علي وفاطمة وولدهما.

وأخبرنيه الحاكم الوالد ، عن ابن شاهين ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن عبيد بن الحسن بن قنفذ البزاز ، عن الحمّاني.

ورواه عن يحيى جماعة.

وأخبرنيه أبو بكر السكري ، أخبرنا أبو عمرو الحبري ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، أخبرنا يعقوب بن سفيان أخبرنا يحيى بن عبد الحميد ، أخبرنا حسين ، أخبرنا قيس ، أخبرنا الأعمش ، عن سعيد :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) ، قالوا : يا رسول الله من قرابتك الّتي افترض الله علينا مودّتهم؟ قال : علي وفاطمة وولدها.

أخبرناه أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، أخبرنا محمّد بن عيسى الواسطي ، وأحمد بن عمّار ، قالا : حدّثنا يحيى الحمّاني ، حدّثنا حسين ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله ومن هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال :

١٠٧

فاطمة وعلي وولدهما.

وقال أحمد بن عمّار في حديثه : من قرابتك الذي افترض الله علينا مودّتهم؟ قال : علي وفاطمة وولدهما. ثلاث مرات يقولها.

ورواه عن حسين بن حسن الأشقر جماعة سوى يحيى.

حدثنيه أبو حازم الحافظ من أصل سماعه ، حدّثنا بشر بن أحمد ، حدّثنا الهيثم بن خلف الدوري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم ، حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) الآية ، قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الّذين نودّهم فيك؟ قال : علي وفاطمة وولدها.

أخبرنا أبو نصر المفسر ، وأبو نصر منصور بن عبد القاهر البغدادي قالا : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسن السراج ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.

وأخبرنا محمّد بن عبد الله الرزجاهي ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي الحضرمي.

وحدّثني أبو عبد الله الدينوري ، حدّثنا برهان بن علي الصوفي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا حرب بن الحسن الطحان ، حدّثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وابنيهما. وقال الإسماعيلي : وابنيها.

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ وهو بخطه عندي قال : أخبرني مخلد بن جعفر الدقاق ، أخبرنى محمّد بن جرير الطبري قال : حدّثنى القاسم بن إسماعيل ، حدّثني أبو المنذر حسين بن حسن الأشقر ، عن قيس ، عن أبي الربيع ، عن الأعمش ،

١٠٨

عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس في قوله عزوجل (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال : عليّ وفاطمة والحسن والحسين.

أخبرنا أبو سعد ابن علي ، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي الحضرمي ، أخبرنا محمّد ابن مرزوق ، قال : حدّثني حسين الأشقر ، قال : حدّثنا نضر بن زياد ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : قالت الأنصار فيما بينهم : لو جمعنا لرسول الله ما لا يبسط فيه يده ولا يحول بينه وبين أحد فقالوا : يا رسول الله إنا أردنا ان نجمع لك من أموالنا شيئا يبسط فيه يدك لا يحول بينك وبينه أحد. فأنزل الله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

ورواه أيضا طاوس اليماني عن ابن عباس :

أخبرنا أبو عمرو البسامي ، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني ، أخبرنا محمّد ابن عثمان بن أبى شيبة ، أخبرنا سهل بن بكار ، أخبرنا شعبة ، أخبرنا عبد الملك بن ميسرة ، عن طاوس :

عن ابن عباس قال : لم يكن بطن من بطون قريش إلّا لرسول الله فيه قرابة فنزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [أي] إلّا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم.

وقال : حدّثنى عبد الله بن أحمد الهروي ، حدّثنى عبد الله بن أحمد الحمودي حدّثنى إبراهيم بن خريم الشاشي ، حدّثنى عبد بن حميد الكشي ، حدّثنى سليمان ابن داود ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة قال :

سمعت طاوسا يقول : سأل رجل عن ابن عباس في قوله : (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) فقال ابن جبير : القربى آل محمّد. فقال ابن عباس : عجلت ، إنه لم يكن

١٠٩

فخذ من قريش إلّا كان بينهم وبين رسول الله قرابة فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) إلّا أن تصلوا قرابتي أو ما بيني وبينكم من القرابة.

ورواه أيضا ابن راهويه في مسنده عن عبدى كذا عن شعبة.

ورواه أيضا يوسف عنه :

وبه حدّثنا عبد بن حميد ، حدّثنا حجاج بن منهال ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن يوسف بن مهران :

عن ابن عباس انه قال في هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أي إلّا أن تودّوني في قرابتي ولا تؤذوني.

ورواه أيضا عامر الشعبي عنه :

وبه حدّثنا عبد بن حميد ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا سفيان ، عن داود ، عن الشعبي:

عن ابن عباس قال : إلّا أن تصلوا قرابتي ولا تكذّبونى.

أخبرنا الهيثم بن أبى الهيثم القاضي ، أخبرنا بشر بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، أخبرنا أبو بكر الختلي ببغداد ، أخبرنا نضر بن علي قال أخبرنى أبى ، عن شعبة ، عن داود ، عن الشعبي قال :

خالفني أهل الكوفة فيها فكتبت إلى ابن عباس ما أراد الله من قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال : أن تصلوني في قرابتي.

أخبرونا عن أبى رجاء السنحيّ في تفسيره قال : أخبرنا إلياس بن الفضل ، أخبرنا أبو نوفل بن داود ، عن ابن السائب ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قدم المدينة وليس بيده شيء ، وكانت تنوبه نوائب وحقوق ، فكان يتكلّفها وليس بيده سعة ، فقالت الأنصار فيما بينها : هذا

١١٠

رجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده سعة ، فاجمعوا له طائفة من أموالكم ثمّ ائتوه بها يستعين بها على ما ينوبه ، ففعلوا ثمّ أتوه بها فنزل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) يعني على الايمان والقران ثمنا ، يقول : رزقا ولا جعلّا إلّا أن توادّوا قرابتي من بعدي. فوقع في قلوب القوم شيء منها ، فقالوا : استغنى عما في أيدينا أراد أن يحثنا على ذوي قرابته من بعده ، ثمّ خرجوا فنزل جبرئيل فأخبره أن القوم قد اتهموك فيما قلت لهم. فأرسل إليهم فأتوه فقال لهم : أنشدكم بالله وما هداكم لدينه أتتهمونني فيما حدثتكم به على ذوي قرابتي؟ قالوا : لا يا رسول الله انك عندنا صادق بار ، ونزل (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) الآية فقام القوم كلّهم فقالوا : يا رسول الله فإنا نعهد انك صادق ولكن وقع ذلك في قلوبنا وتكلمنا به وإنا نستغفر الله ونتوب إليه. فنزل : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) الآية.

ومنهم العلامة الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٦٦ نسخة الظاهرية بدمشق)

روى عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : لمّا نزلت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وابناهما.

أخرجه في المناقب والطبراني في الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في مناقب الشافعي والواحدي في الوسيط (١).

__________________

(١) ثمّ قال : جزم به الثعلبي والبغوي بنقله عن ابن عباس في تفسيره قوله تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) الى قوله (يَقْبَلُ التَّوْبَةَ) فقالا : قال ابن عباس رضي‌الله‌عنهما : لما نزل قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) الآية قال قوم في تقولهم : ما يزيد الا يحثنا على أقاربه من بعده فأخبر جبرئيل عليه‌السلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انهم اتهموه

١١١

وفي (ص ٧٧ ، من النسخة المذكورة).

روى الحديث من طريق أحمد في «المناقب».

ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر الشافعي السنندجى في «تقريب المرام في شرح تهذيب الاحكام» (ص ٣٣٢ مطبعة الامرية ببولاق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازلي».

الثاني

حديث على

رواه القوم :

منهم العلامة الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ١٤٢ ط الاعلمى ببيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أخبرنا أبو الشيخ الأصبهاني ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن زكريا ، أخبرنا إسماعيل بن يزيد ، أخبرنا قتيبة بن مهران ، أخبرنا عبد الغفور ، حدّثنا أبو الصباح ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان :

__________________

فأنزل الله تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) الآية فقال القوم يا رسول الله نشهد انك صادق فنزل (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) وهذا التناسب هو الذي حمل السدى على ان قال في قوله تعالى (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لذنوب آل محمد (شَكُورٌ) لحسناتهم نقله عنه القرطبي وغيره وكل ذلك جار على ما تقدم من التفسير في قوله تعالى (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أى قربى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم أهل بيته وهذا القول هو المشهور في تفسيره هذه الآية المنقول عن كثير من المفسرين.

(احقاق الحق ١٤ ـ ج ٧)

١١٢

عن عليّ قال : فينا في «آل حم» آية انه لا يحفظ مودّتنا إلّا كلّ مؤمن ، ثمّ قرأ (أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

ورواه أيضا مصبح بن هلقام ، عن عبد الغفور ، فأسنده إلى النبي.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٦٥ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث من طريق أبي حيان والواحدي عن علي بعين ما تقدّم عن «شواهد التنزيل».

الثالث

حديث على بن الحسين

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٦٥ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وروى السدى عن أبي الديلم قال : لما جيء بعليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهما بعد قتل أبيه إلى الشام قال رجل من أهل الشام : الحمد لله الّذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة ، فقال له عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهما أقرأت القرآن قال : نعم ، قال : ا قرأت ال حم قال : قرأت القرآن ولم أقرأ ال حم قال : ما قرأت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال وانّكم أنتم هم قال : نعم أخرجه الطبراني في تفسيره وأخرج أيضا من طريق أبي إسحاق السبيعي قال : سألت عمرو بن سعيد رحمه‌الله تعالى عن قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)

١١٣

فقال : قربى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد رضا المصري المالكي في «الحسن والحسين» (ص ٧ ط القاهرة).

روى الحديث عن أبي الديلم بعين ما تقدّم عن «وسيلة المآل».

الرابع

حديث أبي امامة الباهلي

رواه القوم :

منهم الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ٢ ص ١٤٠ ط بيروت) قال :

حدثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم المروزي قدم حاجاه ، ان أبا الحسن ثمل ابن عبد الله الطرسوسي حدّثهم ببخارا ، وقال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بجنديسابور ، حدّثنا الحسن كذا بن إدريس التستري ، حدّثنا أبو عثمان الجحدري : طالوت بن عباد ، عن فضال بن جبير :

عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت وعليّ كذا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمارها ، وأشياعنا أوراقها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى ، ولو أن عبدا عبد الله بن الصفا والمروة ألف عام ثمّ ألف عام ثمّ ألف عام حتّى يصير كالشّنّ البالي ثمّ لم يدرك محبتنا أكبّه الله على منخريه في النار. ثمّ قرأ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ

١١٤

عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (١).

__________________

(١) قال الفاضل المعاصر العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٥١ ط السعادة بمصر) :

ويشير لتلك الآية الكريمة (أى آية المودة) سيدي محيي الدين بن عربي في قوله :

أرى حب أهل البيت عندي فريضة

على رغم أهل البعد يورثني القربا

فما اختار خير الخلق منا جزاءه

على هديه الا المودة في القربى

ويشير الامام الشافعي الى مضمون الآية الكريمة فيقول :

يا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

ويقول الشيخ شمس الدين بن العربي :

رأيت ولا آل طه فريضة

على رغم أهل البعد يورثني القربى

فما طلب المبعوث أجرا على الهدى

بتبليغه الا المودة في القربى

١١٥

«الآية الخامسة»

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ

يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)

قد تقدّم النقل منا (في ج ٣ ص ٢٣) عن جماعة في كتبهم ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم ويشتمل على أحاديث.

الاول

حديث ابن عباس

رواه القوم :

منهم العلامة أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي في «الكشف والبيان» (مخطوط) قال :

روى محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله القائني قال : حدّثني أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي ببغداد قال : حدّثنى أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنى محمّد بن منصور قال : حدّثنى أحمد بن عبد الرّحمن ، حدّثنى الحسن بن محمّد بن فرقد ، حدّثنى الحكم بن ظهير قال : حدّثنا السدى في قوله الله عزوجل (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) قال : قال ابن عباس نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام حين هرب النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم

١١٦

من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام على فراش النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من اعلام القرن الخامس في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ٩٧ ط الاعلمى ببيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو بكر القتاب ، أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم القاضي ومحمّد بن الليثي كذا ، أخبرنا يحيى بن حماد ، أخبرنا أبو عوانة ، عن يحيى بن سليم ، عن ابن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون.

عن ابن عباس قال : وكان ـ يعني عليّا ـ أوّل من أسلم من النّاس بعد خديجة برسول الله (بالنّبي «خ») صلى‌الله‌عليه‌وآله ولبس ثوبه ونام مكانه فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله وهم يحسبون انه نبي الله ، فجاء أبو بكر وقال : يا نبي الله. فقال علي : ان نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون. وكان المشركون يرمون عليّا وهو يتضور حتّى أصبح فكشف عن رأسه فقالوا : كنا نرمي صاحبك ولا يتضور ، وأنت تتضور استنكرنا ذلك منك.

أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني ، قال : أخبرنا أبو طاهر السلمي ، أخبرنا جدي أبو بكر عليّ بن مسلم ، أخبرنا أبو داود ، عن أبى عوانة ، عن أبي بلج.

عن عمرو بن ميمون الأودي ، عن ابن عبّاس قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما

__________________

(١) قال العلامة الفاضل الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في «البدء والتاريخ» (ج ٤ ص ١٦٨ ط الخانجى بمصر).

في ذكر واقعة ليلة المبيت :

وجمعوا من فتيان قريش أربعين شابا وأعطوهم السيوف وأمروهم أن يغتالوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقتلوه قالوا : فأتوا داره وأحاطوا به يرصدونه حتى ينام فيبيتون به وأتاه الخبر من السماء فثبت حتى امسى ثم اضطجع على فراشه وتجلل ريطة له خضراء والرصد يرون ما صنعه ويترقبون نومه فدعى عليا وقال : نم على فراشي.

١١٧

انطلق ليلة الغار أنام عليّا في مكانه وألبسه برده فجاءت قريش تريد ان تقتل النّبى فجعلوا يرمون عليّا وهم يرونه النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد لبس برده ، وجعل علي يتضور ، فنظروا فإذا هو علي فقالوا : إنك أنت تتضور وكان صاحبك لا يتضور وقد أنكرنا ذلك.

وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، قال : أخبرنا زياد بن الخليل التستري ، أخبرنا كثير بن يحيى أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون :

عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ نام مكانه.

أخبرنا الحاكم الوالد ، عن أبي حفص بن شاهين ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد ابن سعيد الهمداني قال : أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن بن سراج ، ومحمّد بن أحمد ابن الحسين القطواني قالا : حدثنا عباد بن ثابت قال : حدثني سليمان بن قرم قال : حدّثني عبد الرّحمن بن ميمون أبو عبد الله قال : حدّثني أبي :

عن عبد الله بن سليمان (عباس خ ل) انه سمعه يقول : أنام رسول الله عليّا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار ، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله فأخبره علي انه قد انطلق ، فاتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليّا وجعلوا يرمونه ، فلمّا أصبحوا إذا هم بعلى فقالوا : أين محمّد؟ قال : لا علم لي به. فقالوا : قد أنكرنا تضورك كنا نرمي محمّدا فلا يتضور وأنت تتضور وفيه نزلت هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

قال سليمان بن قرم : وحدّثنى كثير أبو إسماعيل عن ميمون أبي عبد الله أنه سمع عبد الله بن عباس مثله.

ومنهم العلامة الشيباني في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٤ مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق).

١١٨

قال ابن عبّاس رضى الله عنه أنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار فجاء أبو بكر رضى الله عنه يطلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره عليّ انّه قد انطلق فأتبعه أبو بكر وباتت قريش وجعلوا يرمونه فلمّا أصبحوا إذا هم بعلىّ قالوا أين محمّد قال : لا علم لي فقالوا : قد أنكرنا تضوّرك كنّا نرمي محمّدا فلا يتضوّر وأنت تتضوّر وفيه نزلت هذه الآية :

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

ورواه العلامة الحبري في تنزيل الآيات (ص ٤ مخطوط) قال حدّثنا عليّ ابن محمّد قال : حدّثنى الحبري قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدّثنا أبو عوانة عن أبى صلح ، عن عمر بن ميمون ، عن ابن عباس فذكرها.

وروى العلامة العيني في «مناقب عليّ» (ص ٥٦ ط اعلم پريس چهار منار) عن ابن عباس منامه عليه‌السلام على فراش النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة الهجرة.

ومنهم العلامة المعاصر السيد العلوي الطاهر الحداد في «القول الفصل» (ج ٢ ص ٢٢٠).

روى شطرا من الحديث وقال :

قال ابن عبّاس وشرى عليّ نفسه فلبس ثوب النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ نام مكانه قال ابن عبّاس : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء أبو بكر (رض) وعليّ نائم قال : وأبو بكر يحسب أنّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فقال يا نبى الله فقال له عليّ : إن نبىّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال : وجعل عليّ رضى الله عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبىّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يتضوّر وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتّى أصبح ثمّ كشف عن رأسه فقالوا إنّك للئيم وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضوّر.

١١٩

الثاني

حديث على بن الحسين

رواه القوم :

منهم العلامة الحسكاني في «شواهد التنزيل» (ج ١ ص ١٠١ ط الاعلمى ببيروت) قال :

حدّثنى الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا بكر بن محمّد الصيرفي بمرو ، حدّثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا قيس عن حكيم بن جبير :

عن عليّ بن الحسين قال : إن أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله عليّ بن أبى طالب.

وأخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال : أخبرنا أبو بكر الجرجرائى ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، أخبرنا العباس بن الفصل ، والحسين بن حميد ، وأحمد بن عمار ، قالوا : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن حكيم ابن جبير :

عن عليّ بن الحسين قال : أوّل من شرى نفسه لله عزوجل عليّ ، ثمّ قرأ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

زاد الحاكم : عند مبيته على فراش رسول الله. ثمّ قالا : وقال عليّ بن أبى طالب :

وقيت بنفسي خير من وطء الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول الهى خاف أن يمكروا به

فنجّاه ذو الطول الإله من المكر

١٢٠