إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٢

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

بسمه تعال

الحمد لله على إتمام النعمة ، وإكمال الموهبة ، حيث وفّقنا بالفراغ عمّا يتعلّق بأحوال سيّد الشهداء المقربين ، ريحانة رسول الله وفلذة كبده ومهجة فؤاده ، مولانا ومولى الثقلين أبي عبد الله الحسين روحي له الفداء ، ورزقنا الله شفاعته في الآخرة ، وأنا لنا زيارته في هذه النشأة.

شرعنا بذكر أحوال سائر الأنجم الزاهرة ، والكواكب المضيئة ، الأئمة الهداة البررة ، مشاكى العلم والفضل ونبارس الحجى والنبالة ، وبدأنا في هذا الجزء فيما ينوط بمولانا سيّد الساجدين وزين المتهجّدين ، بكّاء المحاريب ، فخر المناجين ، شرف العرب والعجم ، آدم آل محمّد ، الّذي قال بعض الأكابر في حقّه : لو لا صحيفة هذا الإمام لم يعلم المسلمون كيف يناجون باريهم ويطلبون منه الحوائج ، فله حقّ التعليم في هذا الشأن على كلّ مسلم اعنى الامام أبا الحسن على ابن الحسن روحي له الفداء ، ولا تسأل أيّها القارئ الكريم عمّا كابدنا من الفحص والبحث في كتب القوم : الحديثية والرجالية والفقهية والأدبية.

والمرجو من العلماء والأفاضل ، وأرباب القلم والمحابر أن ينظروا من مبدإ الجزء الأوّل من هذه الموسوعة إلى آخر الأجزاء المنتشرة بعين العدل والإنصاف حتّى يقفوا على المكاره والمتاعب الّتي تحمّلها هذه الفئة الناصرة

١
٢

بسم الله الرحمن الرحم

فهرس المجلد الثان عشر من

ملحقات احقاق الحق

العنوان

الصفحة

العنوان

الصفحة

المقدمة

١

كتمانة لنسبة في السفر اعظاما لنسبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

١٢

الامام الرابع

قال رسول لله صلي الله عليه وآله وسلم : اذا کان وم القامة ناد مناد : لقم سد العابدين فيقوم علي بن الحسين عليها السلام

١٣

زين العابدين سيد الساجدين

علي بن الحسين عليهما السلام نسبه عليه السلام

٣

عبادته عليه السلام

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حقة : أنه سيد في العرب والعجم وسيد في الدنيا والاخرة

٦

كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة

١٨

وجه تلقبه بزبن العابدين

٧

كان يحب ان لا يعنيه على طهوره

أحد ، وكان لا يترك قيام الليل لا

سفرا ولا حضرا

٢٤

وجبه تلقبه بذي الثفنات

٧

دخل عليه الباقر عليه السلام فبكى مماطره عليه من شىدة العبادة

٢٥

تاريخ ميلاده ووفاته

٨

نقش خاتمه

١١

٣

ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة ١٠٤٤ في كتابه «انسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية» (ج ٢ ص ٤٥ ط قاهرة) قال : جيء ببنات الملك الثلاث فوقفن بين يديه (أي عمر بن الخطاب) وأمر المنادى أن ينادي عليهن وأن يزيل نقابهنّ عن وجوههنّ ليزيد المسلمون في ثمنهنّ فامتنعن من كشف نقابهنّ ووكزن المنادى في صدره فغضب عمر رضي الله تعالى عنه وأراد أن يعلوهنّ بالدّرة وهنّ يبكين فقال له عليّ رضي الله تعالى عنه : مهلا يا أمير المؤمنين فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ارحموا عزيز قوم ذلّ وغنيّ قوم افتقر. فسكن غضبه فقال له علي : إنّ بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهنّ من بنات السوقة ، فقال عمر : كيف الطريق إلى العمل معهنّ؟ فقال : يقوّمن ومهما بلغ ثمنهنّ يقوم من يختارهنّ ، فقوّمن وأخذهنّ عليّ رضي الله تعالى عنه ، فدفع واحدة لعبد الله بن عمر فجاء منها بولده سالم ، وأخرى لمحمد بن أبي بكر فجاء منها بولده القاسم ، والثالثة لولده الحسين فجاء منها بولده عليّ الملقّب بزين العابدين.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٩ ط مصر).

روى الحديث نقلا عن «السيرة الحلبيّة» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٥٧ مخطوط) قال :

وذكر العلّامة ، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في ربيع الأبرار أنّ الصحابة لمّا أتوا المدينة لسبي فارس في خلافة عمر رضي‌الله‌عنه كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد فأمر عمر رضي‌الله‌عنه ببيعهنّ فقال عليّ كرّم الله وجهه : إنّ بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «السيرة الحلبيّة».

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٧ ط العثمانية بمصر) قال :

٤

وأمّه (أي عليّ بن الحسين) إحدى بنات كسرى ، ثمّ نقل عن «السيرة الحلبيّة» ما تقدم عنه بلا واسطة بعينه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٨ ط العثمانية بمصر) قال :

وأمّه (أي زين العابدين) سلافة ولقبها شاه زنان بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وفتح الزاء والنون الثّانية بعد الألف ، كلمة فارسيّة معناها ملكة النساء وهي بنت يزدجرد بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وكسر الجيم ودال مهملة بعد الراء الساكنة ولد انوشروان العادل ملك الفرس. ذكر الزمخشري في «ربيع الأبرار» أنّه لمّا أتى بسبي فارس في خلافة سيّدنا عمر رضي‌الله‌عنه أمر ببيع بنات يزدجرد فقال له عليّ رضي‌الله‌عنه : إنّ بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «السّيرة الحلبيّة».

٥

قال امير المؤمنين على عليه‌السلام قبل ولادته :

انه سيد في العرب والعجم وسيد في

الدنيا والآخرة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٣٤٧ ط بيروت) قال :

عاتب هشام زيد بن عليّ وقال : بلغني أنّك تريد الخلافة وكيف تصلح لها وأنت ابن أمة ، فقال : كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرّة فأخرج الله من صلب إسماعيل خير ولد آدم فقال هشام : إذا لا تراني إلّا حيث تكره ، كانت امّ عليّ بن الحسين عليهما‌السلام جيهان شاه بنت يزدجرد أخذها الحسين من جملة الفيء وقال له أمير المؤمنين : خذها فستدلك سيّدا في العرب سيّدا في العجم سيّدا في الدنيا والآخرة.

٦

وجه تلقبه بزين العابدين

رواه القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣١٣ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى نقلا عن شواهد النبوة أنّ سبب تلقّبه بزين العابدين أنّ الشيطان تمثل بصورة أفعى فلدغ إصبع رجله حين كان مشتغلا بالصلاة فلم يلتفت إليه ولم يقطع صلاته فسمع مناد ينادى : أنت زين العابدين حقّا.

وجه تلقبه بذي الثفنات

رواه القوم :

قال العلامة المنشى النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن على بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة ٨٢١ في كتابه «صبح الأعشى» (ج ١ ص ٤٥٢ طبع القاهرة) قال :

ذو الثفنات ، كان يقال ذلك لعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب لما على أعضاء السجدات منه شبه ثفنات البعير.

وقال العلامة السيد خير الدين أبو البركات في «غالية المواعظ» (ج ٢ ص ١٤٢ ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة)

يقال لعليّ بن الحسين ذو الثفنات لأنّ كثرة سجوده أحدث في مواقعه أشباه ثفنات البعير.

وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٧ ط تهران)

٧

وأمّا لقبه فكان له ألقاب كثيرة كلّها تطلق عليه أشهرها زين العابدين وسيّد العابدين والزّكيّ والأمين وذو الثفنات.

وقال عبد الرحمن ابن الجوزي في «سلوة الأحزان» (ص ١٤٠ ط الاسكندرية)

وقد سمّى بذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود.

تاريخ ميلاده ووفاته

فممن نروى كلامه في ذلك العلامة محمد پارسا البخاري المتوفى سنة ٨٢٢ في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٧ ط اسلامبول) قال :

ولد (أي عليّ بن الحسين) سنة ثمان وثلاثين وكان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء. وقال حمّاد بن زيد : كان أفضل هاشمي أدركته.

ومنهم العلامة الذهبي في «دول الإسلام» (ج ١ ص ٤٧ ط حيدرآباد) قال :

والامام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وله بضع وخمسون سنة.

ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في «إكمال الرجال» (ص ٧٢٥ ط دمشق) قال:

مات (أي عليّ بن الحسين) سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، ودفن بالبقيع في القبر الّذي فيه عمّه الحسن بن عليّ.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٦ ط الغرى) قال :

توفى (أي عليّ بن الحسين) بالمدينة سنة خمس وتسعين وله يومئذ سبع

٨

وخمسون سنة ودفن بالبقيع مع الحسن.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٩ نسخة الظاهرية بدمشق) قال :

وتوفى زين العابدين بالمدينة سنة أربع وتسعين وقيل ثنتين وتسعين ، ودفن بالبقيع وله ثمان وخمسون.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر) قال :

كان مع أبيه يوم قتل وله ثلاث وعشرون سنة وهو مريض فقال عمر بن سعد ابن أبي وقاص : لا تعرّضوا لهذا المريض.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٧ ط العثمانية بمصر) قال :

ولد (أي عليّ بن الحسين) بالمدينة يوم الخميس لخمس ليال مضين من شعبان سنة ثمان وثلاثين ، ثم شرع في ذكر فضائله إلى أن قال في (ص ٢٤١) مات سنة أربع وتسعين عن ثمان وخمسين سنة.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٩ ط طهران) قال :

أمّا عمره مات في ثامن عشر المحرّم من سنة أربع وتسعين وقيل خمس وتسعين وقد تقدّم ذكر ولادته في سنة ثمان وثلاثين فيكون سبعا وخمسين سنة كان منها مع جدّه ستة ومع أبيه ومع عمّه أبي محمّد الحسن عشر سنين وأقام مع أبيه عشر سنين وبقي بعد أبيه تتمّة ذلك.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط القاهرة) قال :

٩

توفى وعمره سبع وخمسون ، منها : سنتان مع جدّه عليّ ثمّ عشر مع عمّه الحسن ، ثمّ إحدى عشر مع أبيه الحسين ، وقيل : سمّه الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع عند عمّه الحسن عن أحد عشر ذكرا وأربع إناث ، وارثه منهم عبادة وعلما وزهادة أبو جعفر محمّد الباقر.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٣ ط الغرى) قال :

ولد عليّ بن الحسين عليه‌السلام بالمدينة نهار الخميس الخامس من شعبان المكرّم في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيّام جدّه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قبل وفاته بسنتين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٧ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» (ص ٣٤١ ط الغرى) قال:

اختلفوا في وفاته على أقوال : أحدها ذكره ابن عساكر أنّه توفّى سنة أربع وتسعين ، والثاني سنة اثنين وتسعين ، والثالث سنة خمس وتسعين ، والأوّل أصحّ لأنّها تسمّى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء وكان سيّد الفقهاء مات في أوّلها وتتابع النّاس بعده سعيد بن المسيّب وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير وعامّة فقهاء المدينة ، أسند على الحديث عن أبيه وعمّه الحسن وابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأمّ سلمة وصفيّة وعائشة في آخرين وعاش سبعا وخمسين سنة وقيل ثمان وخمسين ، وهو الأصحّ ودفن بالبقيع.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩١ ط العثمانية بمصر) قال :

١٠

توفّى عليّ زين العابدين رضي‌الله‌عنه في ثاني عشر المحرّم سنة أربع وتسعين من الهجرة وكان عمره إذ ذاك سبعا وخمسين سنة.

نقش خاتمه عليه‌السلام

قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم السهمي المتوفى سنة ٤٢٧ في كتاب «تاريخ جرجان» (طبع حيدرآباد الدكن):

حدثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني حدثنا عمران بن موسى حدثنا إبراهيم بن المنذر حدّثني محمّد بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمّد قال : كان نقش خاتم أبي محمّد بن علي : القوّة لله جميعا.

وقال العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٢ في «مطالب السئول في مناقب آل الرسول ص» (ص ٨١ ط طهران):

ونقل الثعلبي في تفسيره أنّ الباقر كان نقش خاتمه هذه :

ظنّى بالله حسن ، وبالنبيّ المؤتمن ، وبالوصيّ ذي المنن ، وبالحسين والحسن.

رواها بسنده في تفسيره متصلا إلى ابنه الصّادق.

١١

كتمانه لنسبه في السفر

إعظاما لنسبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

فممّا روى في ذلك ما ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة في الأدب المبرد في «الفاضل» (ص ١٠٣ ط دار الكتب بمصر) قال :

يروى أنّ عليّا كان أبرّ الناس وأتقاهم وكان إذا سافر كتم نسبه وستر وجهه ، فقيل له في ذلك فقال : أكره أن آخذ برسول الله ما لا اعطى مثله وكان يقول : ما أكلت بنسبتي من رسول الله درهما قطّ.

ومنهم العلامة محمد پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٧ ط اسلامبول) قال :

وكان (اى عليّ بن الحسين) إذا سافر كتم نسبه فقيل له في ذلك فقال : أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما لا اعطى إيّاه.

١٢

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نادى

مناد ليقم سيد العابدين فيقوم على بن

الحسين عليه‌السلام

ونروى في ذلك حديثين :

الأوّل

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران) قال :

ونقل عن أبي الزبير محمّد بن أسلم المكّي أنه قال : كنّا عند جابر بن عبد الله فأتاه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبىّ فقال عليّ لابنه محمّد : قبّل رأس عمّك فدنا محمّد من جابر فقبّل رأسه فقال جابر : من هذا؟ وكان قد كفّ بصره فقال له عليّ : هذا ابني محمّد فضمّه جابر إليه وقال : يا محمّد محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ عليك السلام فقال لجابر : كيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له عليّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين فيقوم عليّ بن الحسين ، ويولد لعليّ ابن يقال له محمّد يا جابر إن رأيته فأقرئه منّي السلام.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٩ ط الميمنية بمصر) قال :

١٣

وكفى شرفا أنّ ابن المديني روى عن جابر أنّه قال له (اى محمّد بن علي) وهو صغير : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسلّم عليك فقيل له : وكيف ذاك؟ قال : كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد له مولود اسمه علىّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده. ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد فإن أدركته يا جابر فأقرئه منّي السلام.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

قال أبو الزبير : كنا عند جابر بن عبد الله وقد كفّ بصره وعلت سنّه فدخل عليه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبيّ صغير فسلّم على جابر وجلس وقال لابنه محمّد : قم إلى عمّك فسلّم عليه وقبّل رأسه ففعل الصبيّ ذلك فقال جابر : من هذا؟ فقال : محمّد ابني فضمّه إليه وبكى فقال يا محمّد إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ عليك السلام فقال له صحبه : وما ذاك أصلحك الله فقال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل عليه الحسين بن علي فضمّه إليه وقبّله وأقعده إلى جنبه ثمّ قال : يولد لابني هذا ابن يقال له عليّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيّد العابدين فيقوم هو ، ويولد له محمّد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه‌السلام منّى واعلم أنّ بقاك بعد ذلك اليوم قليل ، فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلّا بضعة عشر يوما حتّى توفّى.

ورواه في (ص ٢٦ ، النسخة المذكورة) بعينه من قوله : كنت عند رسول الله إلى قوله : فيقوم هو.

ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني في «لسان الميزان» (ج ٥ ص ١٦٨ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدّثنا الغلابي حدّثنا إبراهيم بن بشّار عن سفيان عن أبي الزبير قال : كنّا عند جابر فدخل عليّ بن الحسين فقال جابر : دخل الحسين فضمّه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم

١٤

إليه وقال : يولد لابني هذا ابن فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق».

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٩٩ طبع الغرى) قال :

وأخبرنا القاضي العلّامة مفتي الشّام أبو نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد بن مميل الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن الشافعي ، أخبرنا الشريف الكامل أبو القاسم عليّ بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن قيراط المقري قالا : أخبرنا أبو الحسن رشا بن نظيف بن ما شاء الله المقري حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمّد الفرضي قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا العلائي حدّثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : كنّا عند جابر فدخل عليه عليّ بن الحسين عليه‌السلام فقال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل عليه الحسين بن عليّ عليهما‌السلام فضمّه إلى صدره وقبّله وأقعده إلى جنبه ثمّ قال : يولد ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الصواعق» إلى قوله ثمّ يولد وزاد بعد كلمة مناد : من بطنان العرش ثمّ قال : قلت : هذا حديث ذكره محدّث الشام في مناقبه كما أخرجناه وسنده معروف عند أهل النقل.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عنه في «الصّواعق المحرقة» إلّا أنّه ذكر بدل قوله سيّد العابدين : سيّد العارفين.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٧ ط الغرى).

روى الحديث عن أبي الزبير محمّد بن مسلم المكّي بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنه ذكر بدل كلمة فقال لجابر : فقالوا يا جابر : وزاد في آخر الحديث تتمّة لكلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي هذا : وإن لاقيته فاعلم أنّ بقاك في الدّنيا

١٥

قليل ، فلم يعش بعد ذلك إلّا ثلاثة أيّام.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٤ مخطوط).

روى الحديث عن أبي الزبير محمّد بن مسلم بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» (ص ٨١).

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٣ ط اسلامبول).

روى الحديث من طريق المدائني عن جابر أنّه جاء أبا جعفر محمّد بن علي وهو صغير فوجده في المكتب فقال له : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسلّم عليك فقيل لجابر : كيف هذا؟ فقال كنت جالسا عند رسول الله ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمة» لكنّه ذكر بدل كلمة يلاعبه : يقبّله ، وبدل كلمة لقيته : أدركته.

ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٦٤ ط الازهرية بمصر).

روى الحديث من طريق المدائني بعين ما تقدّم عن «ينابيع الموّدة» ملخّصا.

لكنّ الموجود في النسخة : ليقم العباد فيقوم ولده محمّد ، والظّاهر كونه مغلوطا.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الفصول المهمّة» لكنه ذكر بدل كلمة في الدنيا : بعده.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٧ ط الغرى).

روى الحديث من طريق المدائني عن جابر بن عبد الله انه أتى أبا جعفر محمّد بن عليّ إلى الكتّاب (١) وهو صغير فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول».

__________________

(١) بضم الكاف وتشديد التاء : موضع التعليم.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١)

١٦

الثاني

ما رواه القوم :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٢٥ ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال :

وكنية الامام عليّ بن الحسين أبو محمّد وأبو الحسين ، أمّا ألقابه فكثيرة أشهرها زين العابدين ، وكان الزهري إذا حدّث عنه يقول : حدّثني زين العابدين لما رواه عن سعيد بن المسيّب من أنّه إذا كان يوم القيامة ينادى مناد : أين زين العابدين؟ فيقوم عليّ بن الحسين وهو يخطر بين الصفوف إلى أن قال :

وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي :

وإنّ غلاما بين كسرى وهاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم

١٧

عبادته

كان عليه‌السلام يصلى في اليوم والليلة ألف ركعة ونروى في ذلك أحاديث :

الاول

ما روى عن أبي حمزة الثمالي

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٣ ط الغرى):

روى عن أبي حمزة الثّمالي قال : كان عليّ بن الحسين عليه‌السلام يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة ـ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط بمصر).

روى عن أبي حمزة ما تقدّم عنه في «الفصول المهمّة» بعينه.

١٨

الثاني

ما روى عن مالك

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في كتابه «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٥ طبع حيدرآباد) قال :

وقال مالك : بلغني أنّه (أي عليّ بن الحسين) كان يصلّى في اليوم واللّيلة ألف ركعة إلى أن مات وقال : وكان يسمّى زين العابدين لعبادته ـ.

ومنهم العلامة المذكور في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٧ ط مصر).

روى عن مالك ما تقدّم عنه في «تذكرة الحفاظ» بعينه.

ومنهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٦ ط حيدرآباد):

روى عن مالك ما تقدّم عنه في «تذكرة الحفاظ» بعينه.

١٩

الثالث

ما روى عن سعيد بن المسيب

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة عبد الله بن سعد اليافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ١٩٠ ط حيدرآباد) قال :

روى عن جماعة من السلف أنهم قالوا : ما رأينا أورع وبعضهم قالوا أفضل منه منهم سعيد بن المسيب وقال : أيضا بلغني أنّ عليّ بن الحسين كان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة إلى أن مات قال : وسمّى زين العابدين لعبادته ـ.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» على ما في ينابيع المودّة ، (ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

روى عن سعيد بن المسيّب ما تقدّم عنه في «مرآة الجنان» بعينه.

٢٠