إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٢

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

ومن كلامه عليه‌السلام

وذكر إنّه بعث إلى الرّشيد برسالة من الحبس كان فيها : انّه لم ينقض عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ثمّ نمضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.

رواه العلامة الشيخ عبد المجيد الشافعي النقشبندى في «الحدائق الوردية» (ص ٤٠ ط الرشدية في دمشق).

والعلامة سبط ابن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٨٧ ط حلب).

ومن كلامه عليه‌السلام

قال : ثمّ إذا صحبت رجلا وكان موافقا لك ثمّ غاب عنك فلقيته فاضطرب قلبك عليه فارجع إلى نفسك فانظر فان كنت اعوججت فتب ، وان كنت مستقيما فاعلم انه ترك الطريق وقف عند ذلك ولا تقطع منه حتّى يستبين لك إنشاء الله تعالى.

رواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٤٠ ط الرشدية في دمشق).

٣٤١
٣٤٢

الامام الثامن

الامام على بن موسى الرضا عليه‌السلام

٣٤٣

امه وكيفية ولادته عليه‌السلام

نروى في ذلك كلام جماعة :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٤ ط اسلامبول) قال :

وكانت امّه (اى الرضا عليه‌السلام) من أشراف العجم وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لحميدة (امّ موسى عليه‌السلام) حتّى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها وكان الرّضا رضي‌الله‌عنه يرتضع كثيرا وكان تامّ البدن فقالت امّه : أعينوني بمرضعة فقيل لها : أينقص درك؟ قالت : ما نقص درى ولكن عليّ ورد من صلاتي وتحميدي وتسبيحي.

وقالت : لما حملت يا بنى عليّ الرضا لم أشعر بثقل الحمل وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتحميدا وتهليلا من بطني فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعا يده عليّ الأرض رافعا رأسه إلى السّماء محركا شفتيه كأنه يناجى ربه فدخل أبوه فقال لي هنيئا لك كرامة ربّك عزوجل فناولته إياه فأذّن في اذنه اليمني وأقام في اليسرى فحنكه بماء الفرات (١).

__________________

(١) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ٢٤٥ ط الغرى) : قال بعض الأئمة من أهل العلم : مناقب على بن موسى الرضا من أجل المناقب وامداد فضائله وفواضله متوالية كتوالى الكتائب ، وموالاته محمودة البوادي والعواقب ، وعجائب أوصافه من غرائب العجائب ، وسودده ونبله قد حل من الشرف في الذروة والمغارب فلمواليه السعد الطالع ولمناويه النحس الغارب.

أما شرف آبائه فأشهر من المصباح المنير وأضوأ من عارض الشمس المستدير ، واما

٣٤٤

__________________

أخلاقه وسماته وسيرته وصفاته ودلائله وعلاماته فناهيك من فخار وحسبك من علو مقدار جاز على طريقة ورثها عن الأدباء وورثها عنه البنون ، فهم جميعا في كرم الارومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون ، فشرفا لهذا البيت المعالي الرتبة السامي المحلة لقد طال السما علاء ونبلا وسما على الفراقد منزلة ومحلا ، واستوفى صفات الكمال فما يستثنى في شيء منه لغير والا انتظم هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي وتناسبوا في الشرف فاستوى المقدم والتالي ونالوا رتبة محمد يحيط عنها المقصر والعالي ، اجتهد عداتهم في خفض منازلهم والله يرفعه ، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه ، وكم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه.

وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٤ ط طهران) :

قد تقدم القول في أمير المؤمنين على وفي زين العابدين على وجاء هذا على الرضا ثالثهما ومن أمعن النظر والفكرة وجده في الحقيقة وارثهما فيحكم كونه ثالث العليين نما ايمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه واتسع إمكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه حتى أحله الخليفة المأمون محل مهجته وأشركه في مملكته (الى أن قال) وكانت مناقبه علية وصفاته سنية ومكارمه خاتمية وأخلاقه عربية وشنشنته احزمية ونفسه الشريفة هاشمية وأرومته الكريمة نبوية ، فمهما عد من مزاياه كان أعظم منه ومهما فصل من مناقبه كان أعلا رتبة منه.

ونقله في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٥ ط الغرى) عن «مطالب السؤول» بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. وفي «نور الأبصار» (ص ٢٠٦ ط العثمانية).

وقال العلامة ابن حجر المالكي في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٢ ط حلب) :

على الرضا : وهو أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا ، ومن ثم أحله المأمون محل مهجته

٣٤٥

تاريخ ميلاده عليه‌السلام ووفاته

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٨ ط طهران) قال :

وامّا ولادته فمن حادي عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة بعد وفاة جدّه أبي عبد الله بخمس سنين.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٦٤ ط الغرى) قال :

توفّى علي بن موسى بطوس في سنة ثلاث ومأتين (إلى أن قال) فمات وله خمس وخمسون سنة وقيل تسع وأربعون ودفن إلى جانب هارون الرّشيد.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى) قال :

__________________

وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته ، فانه كتب بيده كتابا سنة إحدى ومأتين بأن عليا الرضا ولى عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين لكنه توفى قبله ، فأسف عليه كثيرا وأخبر قبل موته بأنه يأكل عنبا ورمانا مبثوثا ويموت ، وأن المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع ، فكان ذلك كله كما أخبر به.

وقال العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط الحلبي بمصر) :

على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة من أهل بيت النبوة ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوة كان عظيم القدر مشهور الذكر وله كرامات كثيرة ، منها انه اخبر انه يأكل عنبا ورمانا فيموت ، فكان كذلك.

٣٤٦

ولد عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام في المدينة سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة وقيل سنة ثلاث وخمسين ومائة ، وأمّا نسبه فهو علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام (إلى أن قال) وأمّا ألقابه : فالرّضا والصّابر والزكيّ والوليّ وأشهرها الرضا صفته معتدل القامة.

وفي (ص ٢٤٦) :

كانت وفاة عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام بطوس من خراسان في قرية يقال لها سناباذ في آخر صفر سنة ثلاث ومأتين وله من العمر يومئذ خمس وخمسون سنة كانت مدّة إمامته عشرون سنة.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ٢٠٣ ط دار الطباعة المحمدية بمصر) قال :

وتوفى (اى علي بن موسى عليه‌السلام) رضي‌الله‌عنه وعمره خمس وخمسون سنة عن خمسة ذكور وإناث.

ومنهم العلامة السيد عباس بن على بن نور الدين في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٦٥) قال :

كانت ولادته (اى عليّ بن موسى الرضا) يوم الجمعة في بعض شهور ثلاث وخمسين ومائة وتوفى في آخر صفر سنة اثنتين ومائتين وقيل في خامس ذى الحجة وقيل ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين بمدينة طوس سمّه المأمون.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣١٠ ط سنة ٣٥٦ في الغرى) قال :

والإمام بعد موسى الكاظم أبو الحسن عليه‌السلام مولده بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة وقبض بطوس من أرض خراسان في صفر سنة ثلاث ومأتين وله خمس

٣٤٧

وخمسون سنة ولم يذكر له ولد سوى الامام بعده الجواد.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٥ ط العثمانية بمصر) قال :

ولد عليّ بن موسى بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة وقيل سنة ثلاث ومائة وامّه امّ ولد يقال لها امّ البنين واسمها اروى.

ومنهم العلامة الشيخ عثمان دده في «تاريخ الإسلام والرجال» (ص ٣٦٩ مخطوط) قال :

ولد بالمدينة يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة جدّه الصادق بخمس سنين.

النص على إمامته من أبيه عليهما‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى)

روى عن المخزومي وكانت امّه من ولد جعفر بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال بعث إلينا موسى الكاظم فجمعنا ثمّ قال : أتدرون لم جمعتكم؟ فقلنا : لا.

قال : اشهدوا أنّ ابني هذا ، وأشار إلى علي بن موسى الرضا هو وصيّي والقائم بأمرى وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كانت له عندي عدة فليستنجزها منه ، ومن لم يكن له بدّ من لقائي فلا يلقني إلّا بكتابه.

٣٤٨

نص آخر على إمامته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٥ ط الغرى)

قال : وممن روي ذلك من أهل العلم والدّين داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لموسى الكاظم : جعلت فداك إنّى قد كبرت سنى فخذ بيدي وأنقذني من النار من صاحبنا بعدك؟ قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن الرّضا ، فقال : هذا صاحبكم بعدي.

نص آخر على إمامته من أبيه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارسا في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٤ ط اسلامبول) قال :

قال موسى بن جعفر عليه‌السلام : عليّ ابني أكبر ولدي ، وأسمعهم لقولي ، وأطوعهم لأمرى ، من أطاعه رشده.

نص آخر ايضا على إمامته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى)

روى عن زياد بن مروان العبدى قال : دخلت على موسى الكاظم وعنده ابنه

٣٤٩

ابو الحسن الرضا ، فقال لي : يا زياد هذا ابني علىّ ، كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي. وما قال فالقول قوله.

كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لحميدة

في الرؤيا انه عليه‌السلام خير أهل الأرض

رواه القوم :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (ص ١٧٦ مخطوط) قال :

روى انّ حميدة لما اشترتها (اى امّه المسمّاة بنجمة) رأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام يقول لها : يا حميدة هبى نجمة لابنك موسى فإنّه سيلد منها خير أهل الأرض فوهبتها له فلمّا ولدت الرّضا سمّاها طاهرة.

ومنهم العلامة الشيخ عثمان ددة الحنفي سراج الدين العثماني في «تاريخ الإسلام والرجال» (ص ٣٦٩ مخطوط) قال :

وقيل : كانت امّه جارية لحميدة امّ موسى الكاظم ، فرأت في المنام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرها أن تهب نجمة لابنها موسى ، وقال : سيولد لها خير أهل الأرض.

٣٥٠

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب

الا نفس الله كربته ولا مذنب الا غفر الله له

رواه القوم :

منهم العلامة السيد على بن شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى» (ص ١٤٠ ط لاهور)

روى عن الإمام على الرضا عن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّه قال : ستدفن بضعة منّى بخراسان ما زار مكروب إلّا نفّس الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله له.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٦٥ ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مودة القربى».

كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

في الرؤيا لأبيه في حقه

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه بارسا في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٤ ط اسلامبول)

روى عن موسى الكاظم إنّه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليّ رضى الله عنه معه فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا موسى ابنك ينظر بنور الله

٣٥١

عزوجل وينطق بالحكمة ، يصيب ولا يخطى ، يعلم ولا يجهل ، قد ملاء علما وحكما.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعائشة :

من زار ولدي بطوس فكأنما حج مرات

رواه القوم :

منهم العلامة السيد على بن شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى» (ص ١٤٠ ط لاهور)

روى عن عائشة قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من زار ولدي بطوس فانّما حجّ مرّة ، قالت : مرّة ، فقال : مرّتين قالت : مرّتين ، فقال : ثلاث مرّات فسكتت عائشة ، فقال : ولو لم تسكتى لبلغت إلى سبعين.

رأى رجل من أهل خراسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضى فحكاها له عليه‌السلام

فقال : انا المدفون بأرضكم ، ثم ذكر ثواب من زاره

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ ابراهيم بن محمد بن أبى بكر بن حمويه الحموينى المتوفى سنة ٧٢٢ في كتابه «فرائد السمطين» قال :

أنبأني الشيخ كمال الدين على بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن وضّاح

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٢)

٣٥٢

الشهربانى المورّخ بغداد الإمام محبّ الدين محمّد بن الحسين النجار إجازة قال : أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبى المكارم المطرزي إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي ثمّ الخوارزمي ، قال : أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، قال أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله البيّع ، قال نبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن الراز العلوي الكوفي ، قال نبّأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، قال نبّأنا على بن الحسن بن فضّال ، قال نبّأنا أبي قال :

سمعت عليّ بن موسى الرضا عليه التحيّة والثناء وجاءه رجل فقال له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام كان يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضى واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم لحمي.

فقال له الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيّكم وأنا الوديعة واللحم من زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقّى وطاعتي أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعاؤه نجا ولو عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس.

ولقد حدّثني أبي عن جدّى عن أبيه عن آبائه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائى إنّ رؤيا الصّادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة.

تواضعه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤١ ط مصر) قال :

دخل يوما (أى الرضا عليه‌السلام) حماما فبينا هو في مكان من الحمّام إذ دخل

٣٥٣

عليه جندىّ فأزاله عن موضعه وقال صبّ على رأسي يا أسود ، فصبّ على رأسه فدخل من عرفه فصاح يا جنديّ هلكت ، أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبل الجندىّ يقبّل رجليه ويقول : هلّا عصيتني إذ أمرتك فقال : إنّها لمثوبة وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه ، ثمّ أنشأ يقول :

ليس لي ذنب ولا ذنب لمن

قال لي يا عبد أو يا أسود

إنّما الذنب لمن ألبسني

ظلمة وهو الّذي لا يحمد

كذا في تاريخ القرماني.

ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٧ ص ٣٦٠ ط الميمنية بمصر) قال :

وكان له بنيسابور على باب داره حمام وكان إذا دخل الحمام فرغ له الحمام فدخل ذات يوم ، فأطبق باب الحمام ومرّ الحمامي إلى قضاء بعض حوائجه.

فتقدّم إنسان رستاقي إلى باب الحمام ودخل ونزع ثيابه ، فدخل الحمام ، فرأى عليّ بن موسى الرضا ، فظنّ أنّه بعض خدّام الحمام ، فقال له : قم فأحمل إلىّ الماء ، فقام عليّ بن موسى وامتثل جميع ما كان يأمره.

علمه وزهده عليه‌السلام

رواه جماعة من اعلام القوم :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ١٧٩) قال :

قال أبو الصّلت الهروي : ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا ولا رآه عالم

٣٥٤

إلّا شهد له بمثل شهادتي (١).

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٣ ط الغرى) قال :

قال إبراهيم بن العباس سمعت العباس يقول ما سئل الرضا عن شيء إلّا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيبه الجواب الشّافي وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر ويقول ذلك صيام الدهر وكان كثير المعروف والصّدقة سرا وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٨ ط العثمانية بمصر) روي الحديث عن إبراهيم بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٧ ص ٣٦٠ ط الميمنية بمصر) قال :

وروى انّ أبا الحسن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب يلقّب الرّضا ، بكسر الراء وفتح الضاد المعجمة ، صدوق روى له ابن ماجة مات سنة ثلاث ومأتين ولم يكمل الخمسين ووالده يلقّب الكاظم

__________________

(١) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٩ ط الغرى) كتب عليه‌السلام بخطه الشريف على ظهر كتاب العهد الذي كتبه المأمون له وفيه بعد الالتزام بطاعة الله ورسوله ان تولى الأمر : والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك.

وقال العلامة ابن الطقطقى في «الفخرى في الآداب السلطانية» وضع عليه‌السلام خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه : اني قد أجبت امتثالا للأمر وان كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك.

٣٥٥

وجدّه الصّادق كان يميل لونه إلى السواد إذ كانت امّه سوداء.

سخائه عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم علامة الأدب الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٢ ص ٥٨٩ ط مكتبة الحيات في بيروت) قال :

وفرّق عليّ بن موسى الرّضا ماله بخراسان كلّه في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل : ما هذا المغرم؟ فقال : بل هو المغنم ، لا تعدنّ مغرما ما ابتعت به أجرا وكرما.

إعطاؤه عليه‌السلام لإبراهيم بن عباس عشرة آلاف درهم

من الدراهم التي ضربت باسمه الشريف

رواه القوم :

منهم العلامة ابو الفرج في «الأغاني» (ج ٩ ص ٤٧ ط دار الفكر) قال : أخبرني محمّد بن يونس الأنبارى قال حدّثنى أبى ان إبراهيم بن العباس الصّولى دخل على الرضا لما عقد له المأمون وولّاه على العهد فأنشده قوله :

أزالت عزاء القلب بعد التجلّد

مصارع أولاد النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

فوهب له عشرة آلاف درهم من الدراهم التي ضربت باسمه فلم نزل عند إبراهيم وجعل منها مهور نسائه وخلّف بعضها لكفنه وجهازه إلى قبره.

٣٥٦

نبذة من كراماته عليه‌السلام :

اخباره عن عدم تسلط هارون عليه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر).

روى عن صفوان بن يحيى قال : لمّا مضى موسى الكاظم وظهر ولده من بعده على الرضا خفنا عليه وقلنا له إنّا نخاف عليك من هذا يعنى هارون الرّشيد ، قال ليجهدنّ جهده فلا سبيل له عليّ.

قال صفوان : فحدّثنى ثقة أنّ يحيى بن خالد البرمكي ، قال لهارون الرّشيد : هذا عليّ بن موسى قد تقدّم وادّعى الأمر لنفسه فقال هارون يكفينا ما صنعنا بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٧ ط الغرى).

ذكر بعين ما تقدّم في «نور الأبصار» من أوّله إلى آخره.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث عن صفوان بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».

٣٥٧

دخوله عليه‌السلام في بركة السباع وإقعاء السباع

على أذنابها إلى الأرض عنده

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في «مطالب السؤول» (ص ٨٥ ط طهران) قال :

انّه كان بخراسان امرأة تسمّى زينب فادّعت أنّها علوية من سلالة فاطمة عليها‌السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها فسمع بها عليّ الرضا عليه‌السلام فلم يعرف نسبها فأحضرت إليه فردّ نسبها وقال هذه كذّابة فسفهت عليه وقالت كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك فأخذته الغيرة العلوية فقال لسلطان خراسان وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يسمّى ذلك الموضع : بركة السباع إذا أراد الانتقام من بعض المجرمين الخارجين عليه ألقاه بينهم فافترسوه لوقته ، فأخذ الرضا بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال هذه كذّابة على عليّ وفاطمة وليست من نسلهما فانّ من كان حقّا صوابا بضعة من فاطمة وعليّ فانّ لحمها حرام على السباع فألقوها في بحر السباع فان كانت صادقة فانّ السباع لا تقربها وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع.

فلمّا سمعت ذلك منه قالت : فأنزل أنت إلى السبّاع فان كنت صادقا فانّها لا تقربك وإلّا فتفترسك فلم يكلمها وقام فقال له ذلك السلطان الى أين فقال له إلى بركة السّباع والله لأنزلنّ إليها.

فقام السلطان والناس والحاشية وفتحوا باب تلك البركة فنزل الرضا عليه‌السلام والناس ينظرون من أعلى البركة فلمّا حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض

٣٥٨

على أذنابها فصار يأتى إلى واحد واحد يمسح وجهه ورأسه وظهره والسبع يبصبص له هكذا إلى ان اتى على الجميع ثمّ طلع والناس يبصرونه ، فقال لذلك السلطان : أنزل هذه الكذّابة على عليّ وفاطمة ليبين لك فامتنعت فألزمها السلطان بذلك وأنزلها أعوانه فمذ رآها السبّاع وثبوا إليها وافترسوها فاشتهر اسمها بخراسان.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٣ ط البابى بحلب) قال : ونقل بعض الحفّاظ : أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكّل (المأمون ظ) فسئل عمّن يخبره بذلك ، فدلّ على عليّ الرضا ، فجاء فأجلسه معه على السرير وسأله ، فقال : إنّ الله حرّم لحم أولاد الحسنين على السباع ، فلتلق للسباع ، فعرض عليها بذلك ، فاعترفت بكذبها.

ثمّ قيل للمتوكل : ألا تجرّب ذلك فيه ، فأمر بثلاثة من السباع ، فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعاه فلمّا دخل بابه اغلق عليه والسباع قد أصمت الأسماع من زئيرها ، فلمّا مشي في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت وتمسّحت به ودارت حوله وهو يمسّها بكمّه ثمّ ربضت ، فصعد للمتوكّل وتحدث معه ساعة ثمّ نزل ، ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج ، فاتبعه المتوكل بجائزه عظيمة ، فقيل للمتوكل : افعل كما فعل ابن عمّك ، فلم يجسر عليه ، وقال : أتريدون قتلى ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.

ونقل المسعودي : أنّ صاحب هذه القصّة هو ابن عليّ الرضا هو عليّ العسكري وصوّب ، لأنّ الرضا توفّى في خلافة المأمون اتّفاقا ولم يدرك المتوكل.

٣٥٩

تبانى حجاب المأمون على عدم رفع

الستر له عليه‌السلام فارتفع عند دخوله وخروجه بالريح

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر) قال : لمّا جعله المأمون وليّ عهده وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك وخافوا على خروج الخلافة من بني العباس وعودها لبني فاطمة فحصل عندهم من عليّ الرضا ابن موسى نفور وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل بادر من في الدهليز من الحجّاب وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليه ويرفعون له الستر حتّى يدخل ، فلمّا حصلت لهم هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القصّة ودخل في قلوبهم منها شيء قالوا فيما بينهم : إذا جاء يدخل على الخليفة بعد اليوم نعرض عنه ولا نرفع له الستر واتّفقوا على ذلك ، فبينما هم جلوس إذ جاء عليّ الرضا على جارى عادته فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلّموا عليه ورفعوا له الستر على عادتهم فلمّا دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون لكونهم ما فعلوا ما اتّفقوا عليه وقالوا الكرّة الآتية إذا جاء لا نرفعه.

فلمّا كان في اليوم الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا وسلّموا عليه ولم يرفعوا الستر فجاءت ريح شديدة فرفعت الستر أكثر ممّا كانوا يرفعونه فدخل ثمّ عند خروجه جاءت ريح من الجانب الآخر فرفعته له وخرج فأقبل بعضهم على بعض وقالوا إنّ لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية انظروا إلى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين ارجعوا إلى ما كنتم عليه

٣٦٠