إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٢

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

ثمّ قال : يا أرحم الراحمين حتّى انقطع نفسه وزاد بعد قوله ببردين موضوعين : لم أر مثلهما في الدّنيا ، وذكر بدل قوله خذ أحبّ البردين إليك : أخذ أحد البردين ودفع إلىّ الآخر.

ومنهم العلامة المذكور في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٣ ط حلب).

روى الحديث فيه أيضا بعينه بتغيير يسير.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنّه ذكر الدّعاء هكذا : يا ربّ يا ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا ربّاه يا ربّاه حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : ربّ ربّ ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا الله يا الله حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا حيّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا رحيم حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا أرحم الراحمين حتّى انقطع نفسه سبع مرات.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين محب الله السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٥ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى الحديث نقلا عن «صفوة الصفوة» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٠ مخطوط).

روى الحديث من طريق أبي القاسم الطبري عن ابن وهب بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنّه اقتصر في ذكر دعائه على قوله يا ربّ يا ربّ يا حيّ يا حيّ.

٢٤١

استجابة دعائه عليه‌السلام في انصراف منصور عن قتله

وابتلاء من سعى به اليه من ساعته

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٧ ط الغرى) قال:

حدّث عبد الله بن الفضل بن الرّبيع قال : حجّ المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة قدم المدينة قال للرّبيع : ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتينا به سعيا قتلني الله إن لم أقتله فتغافل الرّبيع عنه وناساه فأعاد عليه في اليوم الثاني وأغلظ له في القول فأرسل إليه الرّبيع فلمّا حضر قال له الرّبيع : يا أبا عبد الله اذكر الله تعالى فإنّه قد أرسل إليك ما لا دافع له غير الله وإنّي أتخوّف عليك فقال جعفر : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العظيم ثمّ انّ الرّبيع دخل به على المنصور فلمّا رآه المنصور أغلظ له بالقول فقال : يا عدوّ الله اتّخذك أهل العراق اماما يجبون إليك زكاة أموالهم تلحد في سلطنتي وتتبع إلىّ الغوائل قتلني الله إن لم أقتلك فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إنّ سليمان اعطى فشكر ، وإنّ أيّوب ابتلى فصبر ، وإنّ يوسف ظلم فغفر ، فهؤلاء أنبياء الله وإليهم يرجع نسبك ولك فيهم اسوة حسنة ، فقال المنصور : أجل لقد صدقت يا أبا عبد الله ارتفع إلى هاهنا عندي ثمّ قال : يا أبا عبد الله إنّ فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك فقال : أحضره يا أمير المؤمنين أيوافقني على ذلك ، فاحضر الرّجل الّذي سعى به إلى المنصور فقال له المنصور : أحقّا ما حكيت لي عن جعفر فقال : نعم ، يا أمير المؤمنين قال جعفر : فاستحلفه على ذلك فبدر الرّجل وقال : والله العظيم الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة الواحد

٢٤٢

الأحد الفرد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأخذ يعدّ في صفات الله ، فقال جعفر : يا أمير المؤمنين يحلف بما أستحلف به ويترك يمينه هذا فقال المنصور : حلّفه بما تختار فقال جعفر عليه‌السلام : قل برئت من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل كذا وكذا فامتنع الرّجل فنظر إليه المنصور منكرا فحلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وقضى ميتا مكانه في المجلس فقال المنصور : جرّوا برجله وأخرجوه لعنه الله.

ومنهم القاضي أبو على المحسن بن على بن داود التنوخي المتوفى سنة ٣٨٤ في «الفرج بعد الشدة» (ص ٧٠ ط القاهرة) قال :

أخبرني أبو الفرج الاصفهاني ، عن الحسين بن عليّ السّلوسي ، عن أحمد بن سعيد بالإسناد : أنّه لمّا قتل إبراهيم بن عبد الله بباخمرى حشرنا من المدينة ، فلم يترك فيها محتلم حتّى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع القتل ثمّ خرج إلينا الربيع الحاجب فقال : يا هذه الأمّة العلوية ادخلوا على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوى الحجى قال : فدخلت أنا والحسين بن زيد فلمّا صرت بين يديه قال لي : أنت الّذي تعلم الغيب قلت : لا يعلم الغيب إلّا الله إلى أن قال : حدّثنا عليّ ابن الحسن بالإسناد قال : حجّ أبو جعفر المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة فقال : ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتيني به تعبا قتلني الله إن لم اقتله فأمسكت عنه رجاء أن ينساه فأغلظ في الثانية فقلت : جعفر بن محمّد بالباب فقال : ائذن له فدخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال : لا سلام الله عليك يا عدوّ الله تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي قتلني الله إن لم أقتلك قال جعفر : يا أمير المؤمنين إنّ سليمان اعطى فشكر وإنّ أيّوب ابتلى فصبر وإنّ يوسف ظلم فغفر وأنت من ذلك السنخ فسكت طويلا ثمّ رفع رأسه وقال : أنت عندي يا أبا عبد الله البريء الساحة السليم الناحية القليل الغائلة جزاك الله من ذي رحم

٢٤٣

أفضل ما يجزي به ذوي الأرحام عن أرحامهم ثمّ تناول يده فأجلسه على مفرشه ثمّ قال : يا غلام عليّ بالمنفخ. والمنفخ مدهن كبير فيه غالية فأتى به فغلفه بيده حتّى خلت لحيته قاطرة ثمّ قال : في حفظ الله وكلاءته يا ربيع ألحق أعط أبا عبد الله جائزته وكسوته وانصرف فلحقته فقلت : إنّي قد رأيت ما لم يرو رأيت بعد ذلك ما قد رأيت وقد رأيتك شفتيك فما الّذي قلت : فقال : نعم ، أنّك رجل منّا أهل البيت ولك محبة وودّ قلت : اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام واكنفني بكنفك الّذي لا يرام وارحمني بقدرتك عليّ لا أهلك وأنت رجائي يا ربّ كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكرى فلم تحرمني ، فيا من قلّ عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني يا ذا المعروف الّذي لا ينقضي أبدا ويا ذا النعم الّتي لا تحصى عددا أسألك أن تصلّي على محمّد وعلى آل محمّد بك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره اللهمّ أعنّي على ديني بدنياي وعلى آخرتي بالتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضرّه الذّنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، اغفر لي ما لا يضرّك ، وأعطني ما لا ينفعك ، إنّك أنت الوهّاب ، أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا والعافية من جميع البلايا وشكر العافية.

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٧ طبع الغرى) قال :

أخبرنا إبراهيم الكاشغري ، أخبرنا عليّ بن أبي القاسم الطوسي ، أخبرنا يحيى ابن أحمد السبتي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، أخبرنا ابن أبي الدّنيا ، حدّثنا عيسى بن أبي حرب ، والمغيرة بن محمّد قالا : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد ، حدّثنا حسن بن الفضل بن الربيع ، حدّثني عبيد الله بن الفضل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفرج

٢٤٤

بعد الشدّة» لكنّه ذكر بدل قوله واكنفني بكنفك الّذي لا يرام : واكنفني بركنك الّذي لا يضام إلخ.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٣ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفرج بعد الشدّة».

ومنهم العلامة المذكور في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٦ ط حلب).

روى الحديث فيه أيضا بتغيير يسير.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفرج بعد الشدّة».

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٢ ط طهران).

روى الحديث بمثل ما تقدّم عن «كفاية الطالب».

ومنهم العلامة الشيخ عفيف الدين اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٨ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «كفاية الطالب» ملخّصا.

ومنهم العلامة الفهري في «الآيات البينات» (ص ١٦٢ ط الوطنية ببلدة الرباط).

روى الحديث نقلا عن ابن أبي الدّنيا في «كتاب الفرج بعد الشدّة» بعين ما تقدّم عن «كفاية الطالب» سندا ومتنا لكنّه ذكر في السند حسن بن الفضل بن الربيع عن أبيه ، عن جدّه وذكر بدل قوله : وأنت من ذلك السنخ : وأنت على ارث منهم وأحقّ من تأسّي بهم ، وبدل قوله : واكفني بركنك الّذي لا يضام : واكنفني بكنفك الّذي لا يرام ، وبدل كلمة لا ينقضي : لا ينقطع. وزاد بعد قوله : أن تصلّي على

٢٤٥

محمّد وآل محمّد : اللهمّ إنّه عبد من عبادك مثلي ألقيت عليه سلطانا من سلطانك فخذ بسمعه وبصره وقلبه إلى ما فيه صلاح أمرى وبك أدرأ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٧ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث عن عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه بمثل ما تقدّم عن «كفاية الطالب».

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ١١٣ ط مطبعة الزهراء) قال :

وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدّم في كتابه) عن السيّد أبي طالب هذا ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثني أبي ، حدّثني الحسن بن الفضل مولى الهاشميين بالمدينة سنة خمس عشرة ومأتين هجريّة ، حدّثني عليّ بن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام قال : أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمّد الصّادق عليه‌السلام ليقتله ، وطرح سيفا ونطعا وقال لحاجبه الربيع : يا ربيع إذا أنا كلّمته ثمّ ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه.

فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليه‌السلام فنظر إليه من بعيد ، نزق أبو جعفر على فراشه (يعني تحرّك) وقال : مرحبا وأهلا وسهلا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلّا رجاء أن نقضي دينك. ثمّ سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته وقال له : قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك ، يا ربيع لا تمض ثالثة حتّى يرجع جعفر بن محمّد إلى أهله. فلمّا خرج هو والرّبيع قال له : يا أبا عبد الله أرأيت السّيف والنّطع ، إنّما كانا وضعا لك ، فأيّ شيء رأيتك تحرّكت به شفتاك ، قال يا ربيع : لمّا رأيت الشرّ في وجهه قلت : (حسبي الربّ من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي الله ربّ العالمين ، حسبي من هو حسبي ، حسبي من

٢٤٦

لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلّت وهو ربّ العرش العظيم).

وفي رواية أخرى أنّ الرّبيع قال للدّوانيقي : ما بدا لك يا أمير المؤمنين حيث انبسطت إلى جعفر بن محمّد بعد ما أضمرت له ما أضمرت ، قال والله : لقد رأيت قدّامه أسدين فاغرين فمويهما ، فلو هممت به سوءا لابتلعاني ، فلذلك تضرّعت له وفعلت ما فعلت.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط القاهرة) قال :

وسعى به عند المنصور لمّا حجّ ، فلمّا حضر السّاعي به يشهد قال له : أتحلف؟ قال : نعم ، فحلف بالله العظيم إلى آخره ، فقال : أحلفه يا أمير المؤمنين بما أراه ، فقال له : حلّفه ، فقال له : قل : برئت من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل جعفر كذا وكذا وقال : كذا وكذا ، فامتنع الرّجل ثمّ حلف ، فما تمّ حتّى مات مكانه ، فقال أمير المؤمنين لجعفر : لا بأس عليك أنت المبرأ السّاحة المأمون العائلة.

ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني في «التدوين» (ج ١ ص ١٥١ النسخة الفوتوغرافية المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال :

محمّد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي أبو بكر يروى عن أبي بكر بن خلاد قدم قزوين وحدث بها رأيت بخط بعض الثقات السالفين ، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله ابن عبد العزيز قدس‌سره قال : سمعت أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاد سمعت موسى بن عبيدة السكرى يقول : سعى رجل بجعفر بن محمّد إلى أبي جعفر بأنه قال منك وقال فيك ، فأحضر جعفر فقال جعفر : معاذ الله فقال الساعي : بلى نلت من أمير المؤمنين وقلت فيه كذا وكذا فقال جعفر : حلّفه بالله يا أمير المؤمنين ثمّ افعل ما شئت فحلف الرّجل فقال له جعفر : إن حلفت كاذبا أخرج الله منك كلّ

٢٤٧

قوّة أعطاك فقال : نعم ، فقام الرّجل من ساعته أعمى أصم أشل أعرج وخطا خطوتين وارتعد وسقط ومات.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٤ ط الحلبي بالقاهرة) قال :

قال المناوى : ومن كراماته أنّه سعى به عند المنصور فذكر بعين ما تقدّم عن «الصواعق» ثم قال : ومنها : أنّ بعض البغاة قتل مولاه ، فلم يزل ليلته يصلّي ثمّ دعا عليه عند السحر فسمعت الضجّة بموته.

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٩ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى الحديث وفيه ما تقدّم عن «الصواعق» بعينه.

اخباره عليه‌السلام عن خلافة صاحب القباء الأصفر

وكان المنصور يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٢ ط اسلامبول) قال :

وقد ذكر أهل السير أن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضي‌الله‌عنهم كان شيخ بني هاشم في زمانه جمع المحاسن الكثيرة وهو والد محمّد الملقب بالنفس الزكيّة ووالد إبراهيم أيضا فلمّا كان في أواخر دولة بني مروان وضعفهم أراد بنو هاشم أن يبايعوا منهم من يقوم بالأمر فاتفقوا على محمّد وإبراهيم ابني عبد الله المحض فلمّا اجتمعوا لذلك أرسلوا إلى جعفر الصادق فقال عبد الله : إنّه

٢٤٨

يفسد أمركم فلمّا دخل جعفر الصّادق سألهم عن سبب اجتماعهم فأخبروه فقال لعبد الله : يا ابن عمّي إنّي لا أكتم خيريّة أحد من هذه الأمّة إن استشارني فكيف لا أدّل على صلاحكم فقال عبد الله : مدّ يدك لنبايعك قال جعفر : والله إنّها ليست لي ولا لابنيك وانّها لصاحب القباء الأصفر والله ليلعبنّ بها صبيانهم وغلمانهم ثمّ نهض وخرج ، وكان المنصور العباس يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فكان كما قال.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط مصر) قال :

عند دولة بني أميّة وضعفهم أراد بنو هاشم مبايعة محمّد وأخيه وأرسل لجعفر ليبايعهما ، فامتنع فاتّهم إنّه يحسدهما ، فقال : والله ليست لي ولا لهما إنّها لصاحب القباء الأصفر ليلعبنّ بها صبيانهم وغلمانهم ، وكان المنصور العباسي يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فما زالت كلمة جعفر تعمل فيه حتّى ملكوا.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٤ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «ينابيع المودة».

ظهور ثعبان عظيم للمنصور حين أراد قتله

وهو يقول إن آذيته ابتلعك

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨١ ط اسلامبول) قال :

دعى أبو جعفر المنصور وزيره ليلة وقال : ايتني جعفر الصادق حتّى أقتله

٢٤٩

قال : هو رجل أعرض عن الدّنيا ووجه بعبادة المولى فلا يضرّك قال المنصور :

إنّك تقول بإمامته والله إنّه إمامك وإمامي وإمام الخلائق أجمعين والملك عقيم فائتني به قال الوزير : فذهبت ودخلت عليه فوجدته في الصلاة وبعد فراغه قلت له : يدعوك أمير المؤمنين فقام وانطلق بي وقبل مجيئه قال المنصور لعبيده : إذا رفعت قلنسوتي عن رأسي اقتلوه قال الوزير : لما جئنا بالباب استقبله المنصور وأدخله وأجلسه في الصدر وركع بين يديه فقال : سل حاجتك يا ابن رسول الله قال : حاجتي أن لا تدعني حتّى آتيك باختياري وخليتني بيني وبين عبادة ربّي ، قال : لك ذلك وانصرف واقشعرّ المنصور ونام وألقينا عليه الأثواب وقال لي : لا تذهب حتّى أن أستيقظ ، فنام نومة طويلة حتّى فاتت صلاته من الأوقات الثلاثة ثمّ انتبه وتوضأ وصلّى الفائتة فسألته ما وقع لك؟ قال : لما قدم الصادق في داري رأيت ثعبانا عظيما أحد شفتيه فوق الصفّة والآخر تحتها ويقول بلسان فصيح : إن آذيته ابتلعك مع الصّفة.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٥ ط گلشن بلكهنو).

روى بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب».

ومنهم النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي الزبيري المتوفى سنة ٢٥٦ في كتابه «الاخبار الموفقيات» (طبع مطبعة العاني ببغداد ص ١٤٩ إلى ١٥٠) قال :

حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدّثني الزبير قال : حدّثني عليّ ابن صالح ، عن عامر بن صالح سمعت الفضل بن الربيع يحدّث عن أبيه الربيع قال : قدم المنصور المدينة فأتاه قوم فوشوا بجعفر بن محمّد ـ وقالوا : إنّه لا يرى الصلاة خلفك وينتقصك ولا يرى التسليم عليك فقال لهم : وكيف أقف على صدق ما تقولون

٢٥٠

قالوا : تمضى ثلاث ليال فلا يصير إليك مسلّما قال : إن كان في ذلك لدليلا فلما كان في اليوم الرابع قال : يا ربيع ايتني بجعفر بن محمّد فقتلني الله إن لم أقتله قال الربيع : فأخذني ما قدم وما حدث فدافعت بإحضاره يومي ذلك فلما كان من غد قال : يا ربيع أمرتك بإحضار جعفر بن محمّد فوريت عن ذلك ائتني به فقتلني الله إن لم أقتله وقتلني الله إن لم أبدأ بك إن أنت لم تأتني به قال الربيع : فمضيت إلى أبي عبد الله فوافيته يصلّي إلى جنب استوانة التوبة فقلت : يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين للتي لا شوى لها فأوجز في صلاته وتشهد وسلّم وأخذ نعله ومضى معي وجعل يهمس بشيء أفهم بعضه وبعضا لم أفهم فلمّا أدخلته على أبي جعفر سلّم عليه بالخلافة فلم يرد عليه‌السلام وقال : يا مرائي يا مارق منتك نفسك مكاني فوريت على ولم تر الصلاة خلفي والتسليم عليّ فلمّا فرغ من كلامه رفع جعفر رأسه إليه فقال : يا أمير المؤمنين إنّ داود النبيّ عليه‌السلام اعطي فشكر وإنّ أيّوب ابتلى فصبر وإنّ يوسف ظلم فغفر وهؤلاء صلوات الله عليهم أنبياؤه وصفوته من خلقه وأمير المؤمنين من أهل بيت النبوّة وإليهم يؤول نسبه ، وأحقّ من أخذ بآداب الأنبياء من جعل الله له مثل حظّك يا أمير المؤمنين؟

يقول الله جلّ ثناءه : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (١)

فتثبّت يا أمير المؤمنين يصحّ لك اليقين. قال : فسرى عن أبي جعفر ، وزال عنه الغضب وقال : أنا أشهد أبا عبد الله أنك صادق. وأخذ بيده فرفعه وقال : أنت أخي وابن عمّي ، وأجلسه معه على السرير وقال : سلني حاجتك ، صغيرها وكبيرها. قال : يا أمير المؤمنين قد أذهلني ما كان من لقائك وكلامك عن حاجاتي ولكنّي افكّر وأجمع حوائجي إن شاء الله. قال الربيع : فلمّا خرجت قلت له :

__________________

(١) الحجرات آية ٦.

٢٥١

يا أبا عبد الله ، سمعتك همست بكلام أحبّ أن أعرفه قال : نعم إنّ جدّي عليّ بن الحسين عليهم‌السلام أجمعين يقول : من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقل : اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكفني بركنك الّذي لا يرام ، واغفر بقدرتك (خ ل وارحمني) عليّ ، فلا أهلكنّ وأنت رجائي ، فكم من نعمة قد أنعمت عليّ قلّ عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري ، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قلّ عند نقمته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، ويا ذا النعماء الّتي لا تحصى ، ويا ذا الأيادي الّتي لا تنقضي ، بك أستدفع مكروه ما أنا فيه ، وأعوذ بك من شرّه يا أرحم الراحمين.

قال الرّبيع : فكتبت بالدعاء ، ولم يلتق مع أمير المؤمنين المنصور ولا سأله حاجة حتّى فارق الدّنيا.

ومنهم العلامة محمد مبين المولوى السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٩ ط لكهنو).

روى الحديث ملخّصا.

دعاء أخرى له عليه‌السلام

دعا بها لدفع شر منصور ، واستجيبت من ساعتها

رواها القوم :

منهم العلامة المعاصر الشيخ عبد الحفيظ المالكي الفهري الفاسى من مشايخنا في الرواية في «الآيات البينات» (ص ١٥٩ ط المطبعة الوطنية ببلدة الرباط من المغرب الأقصى) قال :

٢٥٢

المسلسل الرّابع والثلاثون بقول كلّ راو كتبته فها هو في جيبي حدّثني به القاضي أبو العبّاس حميد بناني سماعا قال : حدّثنا به أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري سماعا بفأس ح وحدّثني به عمّي أبو جيدة سماعا وهو وابن ظاهر قالا : حدّثنا عبد الغنى ، عن عابد ، عن عبد الرّحمن بن سليمان الأهدل بسنده السابق من طريق بني الأهدل إلى محمّد بن عبد الرّحمن السخاوي قال : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ البيضاوي والكاتبة مريم بنت عليّ بن عبد الرّحمن قالت الثانية أنا المحبّ محمّد بن أحمد الطبري سماعا ، وعبد الله بن سليمان المكّي إذنا إن لم يكن سماعا وقال الأوّل : أنا أبو السّادة عبد الله بن أسعد اليافعي قال : هو والمكّي أنا الرضيّ أبو إسحاق الطبري ، أنا المحبّ أحمد بن عبد الله الطبري ، أنا التقي أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الطبري ، أنا محمّد بن إسماعيل بن أبي الصيف الفقيه ، أنا الحافظ أبو الحسن عليّ بن المفضّل المقدّسي ح وقال عبد الرّحمن الأهدل ، أنا أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي ، أنا محمّد بن أحمد عقيلة ، أخبرنا أحمد بن محمّد النّخلي ، عن محمّد بن علان الصّديقي ، عن نور الدّين عليّ الحميري ، عن عبد الرّحمن ابن فهد ، عن جار الله بن فهد ، عن ابن أبي شريف ، عن إبراهيم بن عليّ الزمزمي قال : هو وشيخ السخاوي الأوّل وهو إبراهيم البيضاوي وهو عال ، أنا مجد الدين أبو طاهر الفيروزآبادي ح قال السخاوي : وكتب إليّ عاليا عبد الرّحمن بن عمر قال هو والفيروزآبادي : أنا محمّد بن أبي القاسم الفارقي ، أنا أبو الحسن الغرافي ، أنا أبو الفضل جعفر بن عليّ ، أنا أبو محمّد الديباجي ، ثنا محمّد بن الحسن بن صدقة بن سليمان الإسكندري ، ثنا أبو الفتح نصر بن الحسين بن القاسم الشاشي قدم علينا اسكندريّة ثنا عليّ بن الحسين بن إبراهيم العاقولي ، ثنا القاضي أبو الحسن محمّد بن عليّ بن صخر الأزدي ، ثنا أبو عياض أحمد بن محمّد بن يعقوب الهروي ، ثنا أحمد بن منصور بن محمّد الحافظ المعدل ، ثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أحمد القطان البلخي بمدينة

٢٥٣

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله وكان صدوقا ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد المحتسب البلخي ، ثنا محمّد بن هارون الهاشمي ، ثنا محمّد بن يحيى المازني ، ثنا محمّد بن سهل عن الرّبيع حاجب المنصور قال : لمّا أسندت الخلافة لأبي جعفر يعني المنصور العبّاسي قال لي : يا ربيع البعث إلى جعفر بن محمّد (يعني جعفر الصّادق بن محمّد الباقر) قال : فقمت من بين يديه فقلت : أيّ بليّة يريد أن يفعل وأوهمته إنّي أريد أن أفعل ثمّ أتيته بعد ساعة فقال : ألم أقل لك ابعث إلى جعفر بن محمّد فوالله لتاتيني به أو لأقتلنّك شرّ قتلة قال : فذهبت إليه فقلت : أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي فلمّا دنونا من الباب قام فحرّك شفتيه ثمّ دخل فسلم فلم يرد عليه ووقف فلم يجلس ، ثمّ رفع رأسه فقال : يا جعفر أنت الّذي البت وكثرت ، وحدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله قال : ينصب للغادر يوم القيامة لواء يعرف به ، قال جعفر بن محمّد : حدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه رضي‌الله‌عنه انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله قال : ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم من كان أجره على الله فلا يقوم من عباده إلّا المتفضّلون فما زال يقول حتّى سكن ما به ولان له ، فقال : اجلس أبا عبد الله ارتفع أبا عبد الله ثمّ دعا بدهن فيه غالية فأراقه عليه بيده والغالية تقطر من بين أصابع أمير المؤمنين ثمّ قال : انصرف أبا عبد الله في حفظ الله تعالى ثمّ قال : يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته وأضعفها فخرجت فقلت : أبا عبد الله تعلم محبّتي لك قال : أنت منّا.

حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله قال : مولى القوم منهم فقلت أبا عبد الله : شهدت ما لم تشهد وعلمت ما لم تعلم وقد دخلت ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك إليه ، قال : دعاء كنت أدعو به ، فقلت له : دعاء حفظته عند دخولك ، أم شيء تاثرته عن آبائك الطّاهرين قال : بل حدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا حزنه أمر دعا بهذا الدعاء وكان

٢٥٤

يقول : إنه دعاء الفرج وهو ، اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني بكنفك الّذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك عليّ أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك بها شكرى ، وكم من بليّة ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري ، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، أسألك أن تصلّى على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت وباركت وترّحمت على إبراهيم إنّك حميد مجيد ، اللهمّ أعنّى على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضرّه الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، هب لي ما لا يضرّك ، واغفر لي ما لا ينقصك ، يا إلهى أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، وأسألك العافية من كلّ بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الغنى عن النّاس ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم ، قال الربيع : فكتبته من جعفر وها هو في جيبي قال موسى : فكتبته من الربيع وها هو في جيبي وهكذا قال كلّ واحد من الرواة إلى أن وصل إلى الشيخين حميد وأبى جيدة فقال الأوّل منهما : فكتبته من أبى الحسن بن ظاهر وها هو في جيبي وقال ثانيهما : فكتبته من عبد الغنى وها هو في جيبي وأنا أقول فكتبته منهما وها هو في جيبي هذا حديث جليل حسن غريب أخرجه ابن الطيلسان وأبو عليّ بن أبى الأحوص وغيرهما من أرباب المسلسلات ببعض مخالفة.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن على بن هذيل في «عين الأدب والسياسة» (المطبوع بهامش غرر الخصائص ص ١٨٢ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الآيات البيّنات».

٢٥٥

حضور بريد الجن عنده بصورة الطائر

واخباره عن موت هشام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١١ ط الغرى) قال:

وعن أبى حمزة الثّمالى قال : كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق بين مكّة والمدينة فالتفت فإذا عن يساره كلب أسود فقال له : مالك قبحك الله ما أشدّ مسارعتك فإذا هو في الهواء يشبه الطائر فتعجّبت من ذلك فقال : هذا أعثم بريد الجنّ مات هشام السّاعة وهو طائر ينعاه.

واقعة إبراهيم بن عبد الحميد

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١١ ط الغرى) قال:

وعن إبراهيم بن عبد الحميد قال : اشتريت من مكّة بردة وآليت على نفسي أن لا تخرج من ملكي حتّى تكون كفني ، فخرجت بها إلى عرفة فوقفت فيها الموقف ثمّ انصرفت إلى المزدلفة فبعد أن صلّيت فيها المغرب والعشاء رفعتها وطويتها ووضعتها تحت رأسى ونمت ، فلمّا انتبهت لم أجدها فاغتممت لذلك غمّا شديدا. فلمّا أصبحت صلّيت وأفضت مع النّاس إلى منى فإنّي والله في المسجد

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٦)

٢٥٦

الخيف إذ أتاني رسول أبى عبد الله جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه يقول لي : قال لك أبو عبد الله : تأتنا في هذه السّاعة فقمت مسرعا حتّى دخلت على أبي عبد الله جعفر الصّادق رضى الله عنه وهو في فسطاطه فسلّمت عليه وجلست فالتفت إلىّ وقال : يا إبراهيم نحن نحبّ أن نعطيك برة تكون لك كفنا قلت : والّذي خلق إبراهيم لقد كانت معى بردة نعدّها لذلك ولقد ضاعت منّى في المزدلفة فأمر غلامه فأتاني ببردة فتناولتها فإذا هي والله بردتي بعينها فقلت : بردتي يا سيّدي فقال : خذها واحمد الله تعالى يا إبراهيم فقد جمع الله عليك يا إبراهيم.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث عن إبراهيم بن عبد الحميد بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» إلّا أنّه ذكر بدل قوله والّذي خلق إبراهيم : والّذي يحلف به.

استجابة دعائه عليه‌السلام في احياء الطيور

رواها القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٧ ط گلشن فيض بلكهنو) قال :

روى انّ جماعة حضروا عنده عليه‌السلام فسألوه عن الطيور الّتي أحياه الله لإبراهيم عليه‌السلام فنادى عليه‌السلام عدّة من الطيور ثمّ أمرهم بذبحها فذبحوها وقطعوا أعضائها ثمّ نادى الطيور فأحياها الله تعالى بدعائه عليه‌السلام.

٢٥٧

دعائه عليه‌السلام على داود بن على لما قتل معلى بن خنيس

وموته فجأة في تلك الليلة

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٨ ط الغرى).

روى انّ داود بن عليّ بن العبّاس قتل المعلّى بن خنيس مولى كان لجعفر الصادق «رض» فأخذ ما له فبلغ ذلك جعفرا فدخل إلى داره ولم يزل ليله كلّه قائما إلى الصبّاح ولما كان وقت السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته : يا ذا القوّة القويّة ويا ذا المحال الشديد ويا ذا العزّة الّتى كلّ خلقك لها ذليل اكفنا هذا الطاغية وانتقم لنا منه ، فما كان إلّا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل وقيل مات داود ابن عليّ فجأة.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٧ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى موت داود في سحر اللّيلة الّتى دعا الصادق عليه.

٢٥٨

دعائه عليه‌السلام على الحكم بن عباس

وافتراس الأسد له

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٨ ط الغرى) قال : ولمّا بلغ جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه قول الحكم بن عبّاس الكلبي :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم أر مهديّا على الجذع يصلب

فرفع جعفر يديه إلى السّماء وهما يرتعشان فقال : اللهمّ سلّط على الحكم بن العبّاس الكلبي كلبا من كلابك ، فبعثه بنو أميّة إلى الكوفة فافترسه الأسد في الطريق واتّصل ذلك بالصادق فخرّ ساجدا وقال : الحمد لله الّذي أنجزنا ما وعدنا.

ومنهم العلامة الحمويني في «فرائد السمطين» (مخطوط).

روى الحديث نقلا من خطّ شيخ الإسلام معين الدين أبي بكر عبد الله بن علي ابن محمّد حمويه بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦١ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى الحديث نقلا عن شواهد النبوّة وغيرها بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنّه ذكر الدعاء هكذا : اللهمّ إن كان عبدك كاذبا فسلّط عليه كلبا.

٢٥٩

استجابة سائر أدعيته

رواها القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٧ ط العثمانية بمصر) قال : كان جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه مجاب الدعوة إذا سأل الله شيئا لا يتمّ قوله إلّا وهو بين يديه.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٠ ، ط العثمانية بمصر).

ذكر في توصيفه ما تقدّم عن «نور الأبصار» بعينه.

صيرورة النخلة اليابسة مثمرة بدعائه

رواها القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٨ ط لكهنو).

ومن جملة كراماته ما روى عن جماعة قالوا : كنا مع جعفر بن محمّد في طريق مكّة فنزلنا تحت نخلة يابسة فتحرك شفتاه عليه‌السلام فكان يقرأ دعاء لا نفعهما فإذا توجه إلى النخلة فقال : أطعمينا ممّا أودعه الله فيك فصارت النخلة مثمرة مملوة بالرطب فنادانا فقال : أقبلوا فكلوا منها بسم الله فأكلنا فوجدناها أطيب طعام أكلناه منذ اليوم ، وكان هناك اعرابي فأنكر عليه وقال : هذا سحر مبين فقال عليه‌السلام : نحن ورثة الأنبياء ندعو الله فيستجاب لنا فان شئت ندعو الله فيمسخك كلبا فقال الأعرابي : سل بذلك ، فلمّا دعا عليه‌السلام مسخ الأعرابي كلبا فأقبل إلى بيته فكان أهله

٢٦٠