إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٢

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

وعظّمه ، وقد غيّر بعض الكلمات بما لا يهمّنا ذكره.

ومنهم الحافظ عماد الدين ابن كثير القرشي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٢٠٨ ط القاهرة).

وقد روى الطبراني : حدّثنا أبو حنيفة محمّد بن حنيفة الواسطي ، ثنا يزيد بن البراء ابن عمرو بن البراء الغنوي ، ثنا سليمان بن الهيثم قال : كان الحسين بن عليّ يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له النّاس ، فقال رجل : يا أبا فراس من هذا؟ فقال الفرزدق :

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

الأشعار المعروفة المشهورة إلخ.

فإنّ المشهور أنّها من قيل الفرزدق في عليّ بن الحسين لا في أبيه ، وهو أشبه فانّ الفرزدق لم ير الحسين إلّا وهو مقبل إلى الحجّ والحسين ذاهب إلى العراق ، فسأل الحسين الفرزدق عن النّاس فذكر له ما تقدّم ـ.

ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٩ ط السعادة بمصر) قال :

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سنان قال : ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، قال : سمعت محمّد بن زكريّا قال : أخبرنا ابن عائشة عن أبيه فذكر الحديث ملخّصا وذكر من قصيدة الفرزدق تسعة من أوّلها إلّا البيت المبدوّ بقوله : في كفّه خيزران ، وثلاثة أخرى مثلها.

ومنهم العلامة الشيخ تقى الدين بن أبي بكر بن حجة الحموي في «ثمرات الأوراق» (ج ٢ ص ٢٠ ط القاهرة) قال :

قال أبو الفرج الأصبهاني : حدّثني أحمد بن محمّد الجعد ومحمّد بن يحيى قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا العلائي قال : حدّثنا ابن عائشة قال : حجّ هشام بن عبد الملك

١٤١

في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام فطاف وجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من الازدحام فذكر الحديث مع قصيدة الفرزدق.

ومنهم العلامة القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١٠٩ ط بغداد) قال :

حكى أنّه لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في حياة أبيه دخل إلى الطّواف وجهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل عليه لكثرة ازدحام النّاس عليه فنصب له منبر إلى جانب زمزم وجلس عليه ينظر إلى النّاس وحوله جماعة من أعيان أهل الشّام فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين يريد الطّواف فلمّا انتهى إلى الحجر تنحّى له النّاس حتّى استلمه فقال رجل من أهل الشّام لهشام : من هذا الّذي قد هابته النّاس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشّام ، وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه ، فقال الشّامي : من هو؟ فقال : ثمّ شرع في نقل القصيدة.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٣٨ ط الغرى).

روى من القصيدة المذكورة : البيت ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٦ و ٧ و ٨ و ١٢ و ١٤ و ١٥ و ١٦ و ١٩ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ و ٩ لكنّه ذكر بدل كلمة ينجاب : ينشقّ ، وبدل كلمة القشم : الظلم ، و ١٧ لكنّه ذكر المصرع الأوّل منه هكذا : لا يخلف الوعد ميمون بعزّته.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٣ طبع الغرى).

نقل القصيدة بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» مع مخالفة في ترتيب أبياتها (١).

__________________

(١) ثم قال : قلت ذكره غير واحد من أهل السير والتواريخ ، وذكره الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» ، هذا لفظ محدث الشام في ترجمة زين العابدين عليه‌السلام من

١٤٢

ومنهم العلامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن تقى الدين الشافعي السبكى في «طبقات الشافعية الكبرى» (ج ١ ص ١٥٣ ط القاهرة) قال :

أخبرنا أبي تغمدّه الله برحمته من لفظه قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن أبي بكر بن حامد الأرموى الصّوفي بقراءتي عليه ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن مكّي السبط ، أخبرنا جدّي الحافظ أبو طاهر السّلفي ، أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي بقراءتي ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد

__________________

كتابه. ورواه أبو القاسم الطبرانيّ مع جلالة قدره في معجمه الكبير في ترجمة الحسين عليه‌السلام ، قال حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي زيد بن عمرو بن البراء العبدى حدثنا سليمان بن الهيثم قال كان الحسين بن على يطوف بالبيت فأراد ان يستلم الحجر فأوسع له الناس والفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل : من هذا يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته وجعله فيه ، وهذا عندي وهم لوجهين «أحدهما» اتفاق الأئمة على خلافه انه في المذكور كما أخرجناه «الثاني» ما رواه الدارقطني أنه لم يره إلا مرة واحدة في طريق مكة فاعلم ذلك ، ونسبه أبو تمام الطائي إلى حزين ، وروى دعبل أنها لكثير السهمي في محمد بن على بن الحسين عليه‌السلام وكل ذلك خطأ لما بيناه ، وسمعت الحافظ فقيه الحرم محمد بن أحمد بن على القسطلاني يقول : سمعت شيخ الحرمين أبا عبد الله القرطبي يقول : لو لم يكن لأبي فراس عند الله عمل الا هذا دخل الجنة به ، لأنها كلمة حق عند سلطان جائر.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ١ ص ٢٢٣ ط الغرى).

نقل الأبيات عن الفرزدق وان ذكره في حق الحسين بن على (ع) فلعله من اشتباه النسخة فذكر الأبيات بعين ما تقدم عن «زهر الآداب» لكنه أسقط البيت المبدو بقوله : في كفه خيزران إلخ والبيت المبدو بقوله : ما قال لا قط إلخ وذكر بدل قوله : ينجاب نور الهدى :

١٤٣

ابن علي الورّاق ، أخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن طيفور البصري اللّغوي قرئت على أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب المتوفّى بالبصرة وأبي الحسين محمّد بن محمّد بن جعفر بن كنكك اللغوي قالا : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا بن دينار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد يعني ابن عائشة ، حدّثنى أبي وغيره قال : حجّ هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى النّاس ومعه أهل الشام إذ أقبل عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم وكان من أحسن النّاس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلمّا بلغ الحجر تنحّى له النّاس حتّى يستلمه فقال رجل من أهل الشّام : من هذا الّذي قد هابه النّاس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشّام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق : لكنّى أعرفه قال الشّامي : من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق :

هذا الّذي تعرف البطحاء ووطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم ـ إلخ

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الشافعي الدميري في «حيوة الحيوان» (ج ١ ص ٩ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات الشافعيّة» وقال في آخر الحديث : فغضب هشام على الفرزدق وأمر بحبسه فأنفذ له زين العابدين اثنى عشر ألف درهم فردّها وقال : مدحته لله تعالى لا للعطاء فأرسل إليه زين العابدين وقال له : إنّا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده والله عزوجل يعلم نيّتك ويثيبك عليها ، فشكر الله لك سعيك ، فلمّا بلغته الرسالة قبلها.

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن نباته المصري المتوفى ٧٦٨ في «شرح العيون» (المطبوع بهامش الغيث المسجم ج ٢ ص ١٦٣).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٩)

١٤٤

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ملخّصا وذكر ثلاثة من أبيات الفرزدق.

ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي المتوفى سنة ٧٦٨ في كتابه «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٢٣٩ ط حيدرآباد).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ملخّصا لكنّه ذكر : من ذا الّذي هابه الناس هذه الهيبة وكذا قصيدة الفرزدق.

ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرىّ المتوفى سنة ٥٣٨ في كتابه «الفائق» (ج ١ ص ٢١٩ طبع القاهرة).

ذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدوّ بقوله : في كفّه.

ومنهم العلامة الزرقاني في «شرح المواهب اللدنية» (ج ٤ ص ٢٩٧ ط الازهرية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات الشافعيّة».

ومنهم العلامة المحدث الشهير الشيخ محمد طاهر بن على الصديقى النسب الهندي الفتنى الوطن المتوفى سنة ٩٨٦ في كتابه «مجمع بحار الأنوار» (ج ١ ص ٣٤١ وص ٢١٦ ط نول كشور في لكهنو):

ذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدوّ بقوله : في كفّه خيزران.

ومنهم الشيخ الامام عفيف الدين أبو محمّد عبد الله اسعد اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٥ ط القاهرة).

روى الحديث ملخّصا وذكر من قصيدة الفرزدق ستّة من أوّلها إلّا البيت المبدوّ بقوله : في كفّه خيزران ، وأربعة أخرى.

ومنهم العلامة الأمر تسرى في «أرجح المطالب» على ما في «فلك النجاة»

١٤٥

(ج ١ ص ١٧٨ ، المخطوط).

نقل الحديث عن «الصواعق».

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٨ ط اسلامبول):

روى الحديث من طريق أبي نعيم في الحلية والطبراني في الكبير والحافظ السلفي وأهل السير والتواريخ بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» لكنّه قال : من هذا الّذي هاب النّاس من هيبته ، وذكر من أبيات الفرزدق تسعة ثمّ قال :

فلمّا سمعها هشام غضب وحبس الفرزدق فأرسل إليه الإمام زين العابدين رضي‌الله‌عنه اثنى عشر ألف درهم فردّها وقال : مدحته لله تعالى لا للعطاء فقال : إنا أهل البيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده فقبلها الفرزدق. قال الشيخ أبو عبد الله القرظي شيخ الحرمين الشريفين : لو لم يمكن لأبي فراس عند الله عزوجل عمل إلّا هذا دخل الجنّة لأنّها كلمة حقّ عند سلطان جائر ، وهجا هشاما وهو في الحبس :

أتحبسني بين المدينة والّتي

إليها قلوب النّاس يهوى منيبها

يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد

وعينا له حولاء باد عيوبها

فأخرجه من الحبس وكان هشام أحول.

ومنهم العلامة أبو مجد زكى الدين بن عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبداه بن محمد المصري الشهير بابن أبي الأصبغ العدواني المصري المتوفى سنة ٦٥٤ والمولود سنة ٥٨٥ في «بديع القرآن» (ص ٢٠٢ ط مكتبة نهضة مصر بالقاهرة):

أشار إلى قصيدة الفرزدق.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٩

١٤٦

ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم ملخّصا ثمّ شرع في نقل القصيدة.

ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الأنصاري الكتبي في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ١٦ ط القاهرة).

ذكر البيت السّادس من القصيدة.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر).

روى الحديث من طريق ابن حجر بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتابه «أئمة الهدى» (ص ١٠٩ ط القاهرة بمصر).

روى الحديث مفصّلا.

ومنهم العلامة الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص ١١٤ ط مصر).

روى الحديث ملخّصا.

ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥ في «تاج العروس» (ج ٣ ص ١٧٤ مادة (خزر) ط القاهرة).

ذكر البيت الخامس من القصيدة.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار المصري في «الاشراف» (ص ٢٥ ط مصر).

روى الحديث والقصيدة ملخّصا.

وذكر علامة الأدب الشيخ الحسين بن محمّد بن مفضل أبى القاسم الراغب الاصبهانى المتوفى (سنة ٥٦٥) في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٢٩٩ طبع مكتبة الحياة في بيروت).

١٤٧

وكان عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهما يطوف بالبيت ، فرآه يزيد فقال : من هذا؟ فقال له الحارث بن اللّيث :

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

ومنهم العلامة السيد عباس بن على بن نور الدين المكي في «نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس» (ج ٢ ص ١٦ ط مصر).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «زهر الآداب» لكنّه ذكر فيه ، بدل قوله وأعطرهم رائحة إلخ : وأطيبهم ريحا وأكرمهم نفسا وأعلاهم حسبا وأعظمهم شرفا فساق الحديث إلى آخر القصيدة إلّا أنّه أسقط ثلاثة أبيات ممّا تقدّم في «زهر الآداب» وزاد فيها بيتا وهو :

حيّية بسلام وهو مرتفق

وضجّة القوم عند الباب تزدحم

ذكر بدل قوله كلمة ينجاب في «البيت التاسع» : تنشقّ ، وبدل قوله الحلم والكرم في «البيت السادس عشر» : الخلق والهمم ، وبدل قوله ميمون بغرّته في «البيت السابع عشر» : مأمون عواقبه ، وبدل قوله عنها الغياهب والإملاق والظّلم في «البيت الرابع عشر» : عنه الملامة والإملاق والعدم.

ثمّ ذكر بعد ختم القصيدة ما تقدّم عن «ينابيع المودّة» بعينه إلى قوله : فقبلها الفرزدق.

ومنهم العلامة المعاصر توفيق علم في كتابه «أهل البيت» (ص ٤٢٧ ط القاهرة).

ذكر أبيات الفرزدق لكنّه أسقط بعضها.

حجّ هشام بن عبد الملك في خلافة أبيه عبد الملك بن مروان فلمّا طاف بالبيت وأتى الحجر زاحمه النّاس فجعله رجال أهل الشام على سرير فحملوه على

١٤٨

أعناقهم فبينما هم يطوفون به إذ دخل على باب المسجد شابّ وعليه مئزر وإزار وفي جبهته كأنّها كبسة عنز كأنّها الشمس تطلع من بين حاجبيه فبدأ بالطواف فلمّا أتى الحجر فرّج لها النّاس عنه هيبة له وإجلالا فأغاظ ذلك هشام بن عبد الملك غيظا شديدا فقالوا له : من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال لهم : لا أعرفه لئلّا يفتن به رجال أهل الشام ، وكان الفرزدق بالحضرة فقال : أنا أعرفه يا ابن أمير المؤمنين قال له : فقل ، فأنشأ الفرزدق يقول : فذكر الأبيات لكنّه أسقط البيت المبدوّ بقوله : ما قال لا قط إلخ.

وزاد هذا البيت :

هذا سليل حسين وابن فاطمة

بنت الرسول الّذي انجابت به الظلم

١٤٩
١٥٠

الامام الخامس

باقر العلوم محمد بن على بن

الحسين بن على عليهم‌السلام

١٥١

تاريخ ميلاده ووفاته

فممن ننقل كلامه في ذلك :

العلامة الخطيب التبريزي في «إكمال الرجال» (ص ٧٥٩ ط دمشق) قال :

محمد بن علي (هو محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب) يكنّى أبا جعفر المعروف بالباقر ، سمع أباه زين العابدين ، وجابر بن عبد الله ، روى عنه ابنه جعفر الصّادق وعيره. ولد سنة ستّ وخمسين ، ومات بالمدينة سنة سبع عشرة ، وقيل : ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل غير ذلك ، ودفن بالبقيع وسمّي «الباقر» لأنّه تبقّر في العلم أي توسّع.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس ومنية الأنيس» (ج ٢ ص ٢٣ ط القاهرة) قال :

وكان مولده يوم الثلثاء سنة سبع وخمسين ، وكان عمره يوم قتل جدّه الحسين عليه‌السلام ثلاث سنين وأمّة أمّ عبد الله ، وتوفّى في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائة ، وقيل : في الثالث والعشرين من شهر صفر سنة أربع عشرة ، وقيل :

ثماني عشرة ومائة بالجميمة ونقل إلى المدينة ودفن في البقيع في القبر الّذي فيه أبوه وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليه‌السلام في القبّة الّتي فيها قبر العبّاس رضي‌الله‌عنه ، وأمّا معجزات الباقر عليه‌السلام وفضائله لا تحصر وقد ذكره الشيخ محمّد بن حسن الحرّ في أرجوزة له ذكر بعض فضائله ومعجزاته عليه‌السلام.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٨١ ط طهران) قال :

أما ولادته (أيّ محمّد بن علي عليهما‌السلام) فبالمدينة في ثالث صفر من سنة سبع وخمسين

١٥٢

للهجرة قبل قتل جدّه الحسين بثلاث سنين ، وقيل : غير ذلك إلى أن قال : وأمّا عمره فانّه مات في سبع عشرة ومائة ، وقيل : غير ذلك وقد نيف على الستّين وقيل : غير ذلك ، أقام مع أبيه زين العابدين بضعا وثلاثين سنة من عمره.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٠ ط الغرى) قال :

اختلفوا فيها (أي في وفاة الباقر عليه‌السلام) على ثلاثة أقوال : أحدها أنّه توفّى سنة سبع عشرة ومائة ذكره الواقدي ، والثاني أربع عشرة ومائة قاله الفضل بن دكين ، والثالث سنة ثمان عشرة ومائة. واختلفوا في سنّة أيضا على ثلاثة أقوال : أحدها ثمان وخمسون ، والثاني سبع وخمسون ، والثالث ثلاث وسبعون. والأوّل أشهر لما روينا في سن أمير المؤمنين عليّ ، فان محمّدا هذا روى إنّ عليّا قتل وهو ابن ثمان وخمسين ، قال : ومات لها الحسن وقتل لها الحسين ومات لها عليّ بن الحسين. قال جعفر بن محمّد هذا وسمعت أبي يقول لعمّته فاطمة بنت الحسين : قد أتت عليّ ثمان وخمسون فتوفّى لها.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٣ ط الغرى) قال :

ولد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنه بالمدينة في ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة قبل قتل جدّه الحسين عليه‌السلام بثلاث سنين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٣ ط العثمانية بمصر).

ذكر ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه.

وفي (ص ١٩٥ ، الطبع المذكور) قال :

مات أبو جعفر محمّد الباقر سنة سبع عشرة ومائة ، وله من العمر ثلاث وستون

١٥٣

سنة وقيل : ثمان وخمسون ، وقيل : غير ذلك ، وأوصى أن يكفّن في قميصه الّذي كان يصلّي فيه. وفي درر الأصداف : مات مسموما كأبيه ودفن بقبّة العبّاس بالبقيع ...

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين الشهير بابن الوردي في ذيل «تاريخ أبى الفداء» (ج ١ ص ٢٤٨ ط الغرى) قال :

سنة ستّ عشرة ومائة فيها توفّى (الباقر) محمّد بن زين العابدين عليّ بن الحسين ، وقيل : سنة أربع عشرة وقيل : سبع عشرة وقيل : ثماني عشرة ومائة. قيل : عاش ثلاثا وسبعين وأوصى أن يكفن في قميصه الّذي كان يصلّى فيه ، تبقّر في العلم : أي توسّع ، ومولده سنة سبع وخمسين وكان عمره لمّا قتل الحسين ثلاث سنين توفّى بالحميمة من الشراة فنقل إلى البقيع.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٤ ، ط العثمانية بمصر) قال :

مات (أيّ محمّد بن علي عليهما‌السلام) مسموما سنة سبع عشرة ومائة عن نحو ثلاث وسبعين سنة ، وأوصى أن يكفّن في قميصه الّذي كان يصلّي فيه.

١٥٤

اخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جابرا بأنه يدرك

الباقر عليه‌السلام وأمره بإبلاغ سلامه إليه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران) قال :

ونقل عن أبي الزّبير بن محمّد بن أسلم المكّي ، قال : كنّا عند جابر بن عبد الله فأتاه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبّي ، فقال عليّ لابنه محمّد : قبّل رأس عمّك ، فدنا محمّد من جابر فقبّل رأسه ، فقال جابر : من هذا؟ وكان قد كفّ بصره ، فقال له عليّ : هذا ابني محمّد ، فضمّه جابر إليه وقال : يا محمّد! محمّد جدّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ عليك السّلام ، فقال لجابر : وكيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له : عليّ إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيّد العابدين ، فيقوم عليّ بن الحسين ، ويولد لعليّ ابن يقال له : محمّد يا جابر إن رأيته فأقرئه منّي السلام.

وقد تقدّم منّا نقل هذا الحديث عن جماعة من أرباب كتبهم في فضائل الامام سيّد السّاجدين عليّ بن الحسين سلام الله عليه.

منهم العلامّة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٩ ط عبد اللطيف بمصر).

ومنهم الحافظ العسقلاني في «لسان الميزان» (ج ٥ ص ١٦٨ ط حيدرآباد الدكن).

١٥٥

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر).

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٧ ط الغرى).

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٤ مخطوط).

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٣ ط اسلامبول).

ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٦٤ ط الازهرية بمصر).

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر) ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٧ ط الغرى).

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

اخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للجابر عنه عليه‌السلام وأنه

يبقر العلم بقرا فإذا رأيته فأقرئه مني السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ نور الدين على بن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٣ ط الغرى) قال :

وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا جابر يوشك أن تلتحق بولد لي من ولد الحسين عليه‌السلام اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا أي يفجره تفجيرا فإذا رأيته فأقرئه عنّي السّلام ، قال جابر رضي‌الله‌عنه : فأخّر الله تعالى مدّتي حتّى رأيت الباقر عليه‌السلام فأقرأته السّلام عن جدّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٥٦

ومنهم العلامة المؤرخ القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١١ ط بغداد).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّه».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الحنفي السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٨ ط فيض في لكهنو).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي في «الروضة الندية» (ص ١٦ ط الخيرية بمصر)

روى عن جابر بن عبد الله الأنصارىّ رضي‌الله‌عنه قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له محمّد ، يبقر العلم بقرا فإذا لقيته فاقرأ منّي السّلام (١).

__________________

(١) قال البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا المخطوط ص ١٦٥).

وحكى ابن الأخضر عن أبي جعفر رضي‌الله‌عنه قال سمعت جابر بن عبد الله رضى الله عنه يقول لي : أنت ابن خير البرية ، وجدك سيد شباب أهل الجنة ، وجدتك سيدة نساء العالمين.

١٥٧

تقبيل جابر بطنه عليه‌السلام وقوله : أمرني

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن أقرء عليك السلام

رواه القوم :

منهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ١٠ ص ٢٢ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :

روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال : أتاني جابر عبد الله وأتا في الكتاب فقال : اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبّله ثمّ قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرني أن أقرأ عليك السلام ، رواه الطبراني في الأوسط.

اخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جابرا بأنه يعمر حتى

يدرك الباقر عليه‌السلام فلما أدركه مات من ليلته

رواه القوم :

منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في «عيون الاخبار» (ج ١ ص ٢١٢ ط مصر) قال :

أخبرنا جابر بن عبد الله أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا جابر إنّك ستعمر بعدي حتّى يولد لي مولود اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السّلام ، فكان جابر يتردّد في سكك المدينة بعد ذهاب بصره وهو ينادي : يا باقر ، حتّى قال النّاس : قد جنّ جابر ، فبينا هو ذات يوم بالبلاط إذ بصر بجارية يتورّكها صبّي ، فقال لها : يا جارية من هذا الصبّي؟ قالت : هذا محمّد بن عليّ بن

١٥٨

الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، فقال : أدنيه منّي ، فأدنته منه ، فقبّل بين عينيه وقال : يا حبيبي ، رسول الله يقرئك السّلام. ثمّ قال : نعيت إلي نفسي وربّ الكعبة. ثمّ انصرف إلى منزله وأوصي ، فمات من ليلته.

قد أجلسه جده الحسين في حجره وأخبره

بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٣٣٠ ط الميمنية بمصر).

أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عبد الله الكريني ، حدّثنا أبو بكر العاطر فانّي أملأ ثنا عبد الرّحمن محمّد بن إبراهيم المديني ، ثنا ابن عقدة ، ثنا محمّد بن عبد الله بن أبي نجيح ، حدثني عليّ بن حسّان القرشي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي جعفر محمّد قال : قال أبو جعفر محمّد بن عليّ : أجلسني جدّي الحسين ابن عليّ في حجره وقال لي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السّلام. وقال لي عليّ بن الحسين : أجلسني عليّ بن أبي طالب في حجره وقال لي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السلام.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠)

روى الحديث عن جعفر بن محمّد بعين ما تقدّم عن «منتخب كنز العمال».

١٥٩

لقب بالباقر لأنه عليه‌السلام بقر العلم

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة (٦٧٦) في «شرح صحيح مسلم» (ج ١ ص ١٠٢ طبع القاهرة) قال :

محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم المعروف بالباقر لأنّه بقر العلم أي شقّه وفتحه فعرف أصله وتمكّن فيه.

وفي (ص ١٥ ط نول كشور في بلدة لكهنو).

قال : في شرح قول مسلم عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر ، أبو جعفر هذا هو محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم المعروف بالباقر لأنّه بقر العلم أيّ شقّه وفتحه.

ومنهم العلامة الراغب الاصبهانى في «مفردات القرآن» (ص ٣٧ ط الميمنية بمصر) قال :

وسمّى محمّد بن عليّ رضي‌الله‌عنه باقرا لتوسّعه في دقائق العلوم.

ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور المصري في «لسان العرب» (ج ٤ ص ٧٤ ط دار الصادر في بيروت) قال :

وكان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، الباقر رضوان الله عليهم ، لأنّه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقّر في العلم.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٠ ط اسلامبول) قال :

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٠)

١٦٠