إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١١

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

اضطرم وجه عبيد الله بن زياد نارا

حين قتل الحسين

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٥ ، مخطوط) قال : حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا أحمد بن يحيى الصّوفي ، نا أبو غسان نا عبد السّلام بن حرب ، عن عبد الملك بن كردوس ، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال : دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين ، فاضطرم في وجهه نارا ، فقال : هكذا بكمه على وجهه ، فقال : هل رأيت؟ قلت : نعم ، فأمرني أن أكتم ذلك.

ومنهم الحافظ على بن أبي بكر الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٩٦ ، ط مكتبة القدسي في القاهرة).

روى الحديث من طريق الطبراني ، عن حاجب عبيد الله بن زياد بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير».

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ٨٧ ط الغرى) قال :

وأنبأني الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني بها ، أخبرني محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسين ، أخبرني الطبراني ، حدّثني محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثني محمّد بن يحيى الصيرفي ، حدّثني أبو غسّان ، حدّثني عبد السّلام بن حرب عن عبد الملك بن كردوس ، عن حاجب عبيد الله بن زياد. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير» لكنّه زاد قبل قوله فقال هل رأيت : والتفت إليّ.

٥٤١

تخللت الرءوس حية فدخلت منخري

عبيد الله بن زياد ثم تغيبت

مرتين أو مرارا

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الترمذي في «صحيحه» (ج ١٣ ص ١٩٧ ط الصادي بمصر) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضّدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت فإذا حيّة قد جاءت تخلّل الرءوس حتّى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيئة ثمّ خرجت فذهبت حتّى تغيّبت ثمّ قالوا : قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ٨٤ ط الغرى) قال :

أخبرنا العالم العابد الأوحد ، أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، عن مشايخه الثلاثة محمود بن أبي القاسم الأزدي وأبي نصر التّرياقي ، وأبي بكر الغورجي ، ثلاثتهم عن أبي محمّد الجراحي ، عن أبي العبّاس المحبوبي ، عن الحافظ أبي عيسى الترمذي.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيحه» سندا ومتنا.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج ٢ ص ٢٢ ط مصر ، سنة ١٢٨٥):

٥٤٢

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدّم عن «صحيحه» سندا ومتنا.

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٥ المخطوط) قال :

حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا محمّد بن عبد الله بن نمير ، نا أبو معاوية.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي».

ومنهم العلامة الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١٢٨ ط مكتبة القدسي بمصر):

روى الحديث عن عمارة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي».

ومنهم الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٣٥٩ ط دار المعارف بمصر).

روى الحديث عن عمارة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي» لكنّه ذكر بدل كلمة منخريه : منخره.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص ١٩٢ ط القاهرة) قال :

وروى الترمذي عن عمارة بن عمر ، قال : لمّا جيء برأس عبيد الله بن زياد وألقيت تلك الرّءوس في رحبة المسجد صار كلّ من دخل يقول : خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم ثمّ تباكى النّاس حتّى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه ، فبينما النّاس كذلك إذا جاءت حيّة سوداء فدخلت في منخري عبيد الله بن زياد ، فمكثت هنيهة ثمّ خرجت ، فغابت ثمّ جاءت فدخلت منخريه ثانيا حتّى فعلت ذلك ثلاث مرّات من بين تلك الرءوس يقولون : قد خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «جامع الأصول» (ج ١٠ ص ٢٥ ط السنة المحمدية بمصر):

٥٤٣

روى الحديث نقلا عن «صحيح الترمذي» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الزرندي في «نظم درر السمطين» (ص ٢٢٠ ط القضاء):

روى الحديث من طريق التّرمذي بعين ما تقدّم عن «صحيحه».

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٦ ط الميمنية بمصر):

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدّم عن «صحيحه».

ومنهم العلامة محمود بن أحمد العيني في «عمدة القاري» (ج ١٦ ص ٢٤١ ط القاهرة) قال : ولمّا ابن زياد جيء برأسه وبرءوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار وجاءت حييه دقيقة تخلّلت الرءوس حتّى دخلت في فم ابن مرجانة وهو ابن زياد ، وخرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرءوس.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١١٨ ط عبد اللطيف بمصر):

روى الحديث نقلا عن صحيح الترمذي بعين ما تقدّم عن «صحيحه».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٢١ ط اسلامبول):

روى الحديث نقلا عن «جمع الفوائد» عن عمارة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي».

ومنهم العلامة ابن الصبان المصري في «اسعاف الراغبين» (ص ١٨٥ ط مصر):

٥٤٤

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدّم عن «صحيحه» لكنّه ذكر بدل كلمة منخريه : منخره.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٦ ط مصر) قال : (روى الترمذي) أنّه لمّا جيء برأسه ونصب في المسجد معه رءوس أصحابه جاءت حيّة فتخلّلت الرءوس حتّى دخلت في منخره فمكثت هنيئة ، ثمّ خرجت فعلت ذلك مرّتين ، أو ثلاثا ، وكان نصبها في محلّ رأس الحسين. ذكره الشيخ عبد الرّحمن الأجهوري في كتابه «مشارق الأنوار» ومثله في «اسد الغابة» وزاد ابن الأثير : هذا حديث ، صحيح ، أخرجه الثلاثة.

٥٤٥

خروج يد كتبت على جبهة يزيد حرمانه

من الشفاعة

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ أبو إسحاق برهان الدين محمد بن ابراهيم بن يحيى في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٢٧٦ ط مصر) قال :

ويقال : إنّه لمّا حمل رأس الحسين رضي‌الله‌عنه إلى يزيد بن معاوية ووضع بين يديه خرجت كفّ يد من الحائط فكتبت في جبهته :

أترجو امّة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

٥٤٦

ان رجلا سب الحسين فطمس الله بصره

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم أحمد بن حنبل في «كتاب المناقب» (مخطوط) قال :

حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني أبي قال : حدّثني عبد الملك بن عمرو ، قال : حدّثنا قرّة ، قال : سمعت أبا رجاء يقول : لا تسبّوا عليّا ولا أهل هذا البيت انّ رجلا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال : ألم تروا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق انّ الله قتله يعني الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ، قال : فرماه الله بكوكبين في عينيه وطمس الله بصره.

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٥ ، مخطوط) قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا بكر بن خلف ، نا أبو عاصم ح وحدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا أبو عامر العقدي كلاهما عن قرّة بن خالد قال : سمعت أبا رجاء العطاردي. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المناقب» لكنّه ذكر بدل كلمة بني الهجيم : بلهجيم.

ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ دمشق» (ج ٤ ص ٣٤٠ ط روضة الشام) قال :

قال أبو رجاء : إنّ جارا من بلهجيم جاءنا من الكوفة فقال : ألم تروا إلى الفاسق ابن الفاسق الحسين بن عليّ قتله الله ، فرماه الله بكوكبين من السّماء في عينيه فذهب بصره.

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ط القدسي بالقاهرة):

٥٤٧

روى الحديث من طريق أحمد ، عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «المناقب».

ومنهم العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٩٦ ط الغرى) قال:

به (أي السند المتقدّم في كتابه) حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا بكر بن خلف حدّثنا أبو عاصم ، عن قرة بن خالد. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المناقب».

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٤ ط عبد اللطيف بمصر) قال :

ومرّ أنّ أحمد روى أنّ شخصا قال : قتل الله الفاسق ابن الفاسق الحسين فرماه الله بكوكبين في عينيه فعمى.

ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبي بكر الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٩٦ ، ط مكتبة القدسي في القاهرة).

روى الحديث من طريق الطبراني عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».

ثمّ قال : ورجاله رجال الصحيح ، لكنّه ذكر بني الهجيم.

ومنهم العلامة الشهير بالقرمانى في «أخبار الدول» (ص ١٠٩ ط بغداد) قال : وتكلّم رجل في الحسين بكلمة فرماه الله بكوكب من السّماء.

ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في «المختار» (ص ٢٢ مخطوط):

روى الحديث عن أبي رجاء العطاردي بعين ما تقدّم عن «المناقب» من قوله قدم علينا ـ إلخ ، ثمّ قال : قال أبو رجاء : فأنا رأيته.

ومنهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٢ ص ٣٥٣ ط حيدرآباد):

٥٤٨

روى الحديث عن قرّة بن خالد ، عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢١١ ط مصر).

روى الحديث عن قرّة ، عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد».

ومنهم العلامة المذكور في «تاريخ الإسلام» (ج ٢ ص ٣٤٨ ط مصر):

روى الحديث عن قرّة بن خالد ، عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد».

ومنهم جمال الدين الزرندي في «نظم درر السمطين» (ص ٢٢٠ ط مطبعة القضاء) قال :

قال سفيان بن عيينة (وح) حدّثتني جدّتى امّ عيينة أنّ حمالا كان يحمل ورشا فهوى قتل الحسين فصار ورشه رمادا (ثمّ قال):

قال أبو رجاء العطاردي (ح) لا تسبّوا عليّا ولا أهل هذا البيت ، فإنّ جارا لنا من هذيل قدم المدينة فقال : قتل الله الفاسق ابن الفاسق الحسين بن عليّ ، فرماه الله بكوكبين فطمس عينيه.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٥١ مخطوط):

روى الحديث من طريق أحمد عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «مجمع الزّوائد».

ومنهم العلامة السيد أبو بكر العلوي الحسيني الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص ٦٣ ط مصر):

٥٤٩

روى الحديث عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد» ثمّ نقل كلام جماعة.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٢٠ ط اسلامبول):

روى الحديث من طريق الطبري وأحمد بعين ما تقدّم عن «نظم درر السّمطين» لكنّه ذكر بدل كلمة قتل الله ـ إلخ ، ورواه في ص ٣٢٣ نقلا عن الصّواعق بعين ما تقدّم عنه.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٩٧ مخطوط).

روى الحديث عن أبي رجاء بعين ما تقدّم عن «المناقب».

٥٥٠

ابتلاء رجل كان يبشر الناس

بقتل الحسين بالعمى

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٢ ص ٣٥٣ ط حيدرآباد الدكن) قال :

قال محمّد بن الصلت الأسدي ، عن الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه جاء رجل يبشّر النّاس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد.

ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ دمشق» (على ما في منتخبه ج ٤ ص ٣٣٩ ط روضة الشام):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تهذيب التهذيب».

٥٥١

ان شيخا حضر قتله رأى النبي أكحله

من دم الحسين فعمى

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السيد مؤمن الحسيني الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٣ ط مصر) قال :

وروى سبط ابن الجوزي إنّ شيخا حضر قتله فقط فعمى فسئل عن سببه فقال :

رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبيده نطع وعليه عشرة ممّن قتل الحسين مذبوحين ثمّ لعنني وسبّني ثمّ أكحلني بمرود من دم الحسين فأصبحت أعمى.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١١٧ ط مصر):

روى الحديث بعين ما تقدم عن «نور الأبصار» لكنّه ذكر بدل كلمة رأيت النبيّ :

إنّه رأى النّبيّ.

ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ، ص ١٩٢ الطبع المذكور):

روى الحديث نقلا عن سبط ابن الجوزي بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٢٣ ط اسلامبول):

روى الحديث نقلا عن «الصواعق».

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٢٩١ ط الغرى) قال :

٥٥٢

حكى الواقدي عن ابن الرّماح قال : كان بالكوفة شيخ أعمى قد شهد قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام فسألناه عن ذهاب بصره ، قال : كنت في القوم وكنّا عشرة غير أنّي لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا رميت بسهم ، فلمّا قتل الحسين وحمل رأسه رجعت إلى منزلي وأنا صحيح وعيناي كأنّهما كوكبان فنمت تلك اللّيلة أتانى آت في المنام وقال : أجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : مالي ولرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بيدي وانتهرني ولزم تلبابي وانطلق بي إلى مكان فيه جماعة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس وهو معتم معنجر حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع فإذا أصحابي العشرة مذبوحون فسلّمت عليه فقال : لا سلّم الله عليك ولا حياك يا عدوّ الله الملعون أما استحييت منى ، تهتك حرمتي وتقتل عترتي ولم ترع حقّي ، قلت : يا رسول الله ما قاتلت ، قال : نعم ولكنّك كثرت السّواد ، وإذا بطشت عن يمينه فيه دم الحسين رضي‌الله‌عنه فقال : اقعد فجثوت بين يديه فأخذ مرودا وأحماه ثمّ كحّل به عيني فأصبحت أعمى كما ترون.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ١٠٤ ط مطبعة الزهراء) قال :

وقال ابن رماح : لقيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين عليه‌السلام ، فكان النّاس يأتونه ويسألونه عن سبب ذهاب بصره ، فقال : إنّي كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أنّي لم أضرب ولم أطعن ولم أرم فلمّا قتل رجعت إلى منزلي فصلّيت العشاء الآخرة ونمت ، فأتاني آت في منامي وقال لي : أجب رسول الله ، فإذا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في الصحراء ، حاسر عن ذراعيه آخذ بحربة ، ونطع بين يديه وملك قائم لديه في يده سيف من نار يقتل أصحابي فكلّما ضرب رجلا منهم ضربة التهبت نفسه نارا ، فدنوت من النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وجثوت بين يديه ، وقلت : السّلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد عليّ ومكث طويلا مطرقا ثمّ رفع رأسه وقال لي : يا عبد الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت وفعلت؟! فقلت له : يا رسول الله والله ما ضربت سيفا ولا طعنت

٥٥٣

رمحا ولا رميت سهما ، فقال : صدقت ولكنّك كثرت السّواد ادن منّي فدنوت منه فإذا طست مملوء دما فقال : هذا دم ولدي الحسين ، فكحلني منه ، فانتبهت ولا أبصر شيئا حتّى السّاعة. ثم قال :

وأورد هذا الحديث مجد الأئمّة السرخسكي ، ورواه عن أبي عبد الله الحدّاد عن الفقيه أبي جعفر الهندواني أنّه قال : يحكى عن عبد الله بن رماح القاضي. وساق الحديث إلى أن قال : وكلّما قتلهم عادوا أحياء فيقتلهم مرّة أخرى ، وقال : صدقت ولكن يا عدوّ الله لم ترع حقّ نبوّتي. وباقي الحديث يقرب بعضه من بعض في اللّفظ والمعنى ولقد لقى بنو الحسن والحسين من عتاة بني العبّاس ما لقى آباؤهم من طغاة بني أميّة.

ومنهم العلامة الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص ٢٩١ ط الغرى):

روى الحديث من طريق سبط ابن الجوزي بعين ما تقدّم عنه في «التذكرة».

ومنهم على بن أحمد بن حجر الهيتمى المتوفى ٩٧٤ في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٤ ط الميمنية بمصر) قال :

وأخرج أيضا أنّ شيخا رأى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النّوم وبين يديه طشت فيها دم والنّاس يعرضون عليه فيلطخهم حتّى انتهيت إليه فقلت : ما حضرت ، فقال لي : هويت فأومأ إلىّ بإصبعه فأصبحت أعمى.

٥٥٤

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٠ ط اسلامبول) قال :

وأخرج عبد بن محمّد القرشي ، عن شيخ بن أسد قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام والنّاس يعرضون عليه وبين يديه طشت فيها دم فيلطخهم بالدّم حتّى انتهيت إليه فقلت : ما رميت بسهم ولا طعنت برمح ، فقال لي : هويت قتل الحسين فأومأ إلىّ بإصبعه فأصبحت أعمى.

٥٥٥

صيرورة وجه رجل بصورة الخنزير بسبب

شكوى الحسين منه الى جده

رواه القوم :

منهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٥١ مخطوط) قال : ورأيت في بعض الكتب عن المنصور أنّه رأى رجلا بالشّام ووجهه وجه خنزير فسأله فقال : انّه كان يلعن عليّا كلّ يوم ألف مرّة ، ففي جمعة لعنه أربعة آلاف مرّة وأولاده معه ، فرأى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر مناما طويلا من جملته انّ الحسين شكاه إليه فلعنه ثمّ بصق في وجهه فصار وجهه وجه خنزير وصار آية للنّاس.

٥٥٦

كان مكتوبا في كنيسة الروم ثلاثمائة سنة

قبل البعثة : أترجو أمة قتلت حسينا ـ إلخ

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٧ ، مخطوط) قال : حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا محمّد بن غورك ، نا أبو سعيد التّغلبي ، عن يحيى بن يمان ، عن امام لبني سليم ، عن أشياخ له غزوا أرض الرّوم ، فنزلوا في كنيسة من كنائسهم ، فقرءوا في حجر مكتوب :

أترجو معشر قتلوا حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

فسألناهم منذ كم بنيت هذه الكنيسة؟ قالوا قبل أن يبعث نبيّكم بثلاثمائة سنة قال أبو جعفر الحضرمي : حدّثنا جندل بن والق ، عن محمّد بن غورك ثمّ سمعته من محمّد ابن غورك.

ومنهم العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٩٠ ط الغرى) قال:

أخبرنا المفتي أبو نصر هبة الله ، أخبرنا عليّ بن الحسن الحافظ ، أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني ، أخبرنا أبو بكر بن خلف ، أخبرنا السيّد أبو منصور ظفر ابن محمّد بن أحمد الحسني ، أخبرنا أبو الحسين عليّ بن عبد الرّحمن بالكوفة ، أخبرنا أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري ، أخبرنا سعيد التغلبي. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير» سندا ومتنا لكنّه ذكر بدل قوله بثلاثمائة : بستّمائة عام

٥٥٧

وبدل قوله أترجو إلخ : أترجو امّة قتلت حسينا. ثمّ قال : هذا رواه ابن عساكر في تاريخه بطرق شتّى غير أنّ في رواية أبي قبيل عنده وعند أبي جرير وابن سبع المغربي والطبراني.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ٩٣ ط مطبعة الزهراء) قال :

وذكر هذا البيت مع بيت آخر الرئيس أبو الفتح الهمداني في كتابه المعروف (بفوز الطّالب في فضائل عليّ بن أبي طالب) على ما أخبرني به سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني الرئيس أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني في كتابه ، حدّثني الشريف أبو طالب ، حدّثني الحافظ محمّد ابن مردويه ، حدّثني يحيى بن عبد الله ، حدّثني جندل بن والق ، حدّثني محمّد ابن فورك (ح) قال الرئيس أبو الفتح : وحدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن عليّ الزّعفراني حدّثني أحمد بن عبيد الله ، حدّثني الحضرمي. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير» سندا ومتنا في المعنى لكنه ذكر بيتين وثانيهما :

فلا والله ليس لهم شفيع

وهم يوم القيامة في العذاب

ومنهم العلامة ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٢٠٠ ط القاهرة):

روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير».

ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبي بكر الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٩٩ ط مكتبة القدسي في القاهرة):

روى الحديث من طريق الطبراني عن إمام لبني سليمان بعين ما تقدّم عنه في «المعجم الكبير».

٥٥٨

ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ دمشق» (ج ٤ ص ٣٤٢ ط روضة الشام):

روى الحديث عن امام لبني سليم بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير» لكنّه ذكر بدل قوله فنزلوا ، إلى قوله في حجر مكتوب : فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوبا.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٢٨٣ ط الغرى) قال :

قال ابن سيرين : وجد حجر قبل مبعث النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمس مائة سنة مكتوب عليه بالسريانيّة فنقلوه إلى العربيّة فإذا هو :

أترجو امّة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

ومنهم العلامة الزرندي في «نظم درر السمطين» (ص ٢٩١ ط مطبعة القضاء):

روى الحديث عن محمّد بن سيرين بعين ما تقدّم عن «التذكرة» لكنّه قال : بثلاثمائة سنة ، وقيل بخمسمائة سنة.

ومنهم العلامة القلقشندي في «مآثر الإنافة في معالم الخلافة» (ص ١١٧ ط الكويت) قال :

قد حكى صاحب «درر السمط في خبر السبط» أنّه وجد على حجر مكتوب تاريخه قبل البعث بألف سنة ، هذا البيت. فذكره.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣١ ط اسلامبول):

٥٥٩

روى الحديث عن ابن سيرين بعين ما تقدّم عن «التذكرة» لكنّه قال : بثلاثمائة سنة.

ورواه عن ابن البرقي حدّثنا عمرو بن خالد قال : حدّثنا أبو سعيد محمّد بن يحيى ابن اليمان ، عن صالح امام مسجد بني سليم ، عن أشياخ له قالوا : غزونا أرض الروم فإذا كتاب في كنيسة بالعربيّة :

أترجو امّة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

فقلنا لأهل الرّوم : من كتب هذا؟ قالوا : ما ندري.

ومنهم العلامة الشعراني في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص ١٩٤ ط مصر) قال :

وجدوا حجرا قديما من أيّام الجاهليّة مكتوبا عليه. فذكر البيت.

٥٦٠