إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١١

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

يبكون حزنا على الحسين ، وجبرئيل معه قبضة من تربة الحسين تفوح مسكا أذفر فدفعها إلى النبيّ وقال : يا حبيب الله هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة وسيقتله اللّعناء بأرض كربلاء ، فقال النّبيّ : حبيبي جبرئيل ، وهل تفلح امّة تقتل فرخي وفرخ ابنتي؟ فقال جبرئيل : لا ، بل يضربهم الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدّهر (١).

__________________

(١) ثم قال : وقال شرحبيل بن أبى عون : ان الملك الذي جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انما كان ملك البحار ، وذلك أن ملكا من ملائكة الفراديس نزل الى البحر ثم نشر أجنحته عليه وصاح صيحة قال فيها : يا أهل البحار البسوا ثياب الحزن فان فرخ محمد مقتول مذبوح ، ثم جاء إلى النبي فقال : يا حبيب الله تقتتل على هذه الأرض فرقتان من أمتك إحداهما ظالمة متعدية فاسقة تقتل فرخك الحسين ابن ابنتك بأرض كرب وبلاء وهذه التربة عندك ، وناوله قبضة من أرض كربلاء وقال له : تكون هذه التربة عندك حتى ترى علامة ذلك ثم حمل ذلك الملك من تربة الحسين في بعض أجنحته فلم يبق ملك في سماء الدنيا الا شم تلك التربة وصار لها عنده أثر وخبر ، قال : ثم أخذ النبي تلك القبضة التي أتاه بها الملك فجعل يشمها ويبكى ويقول في بكائه ، اللهم لا تبارك في قاتل ولدي ، وأصله نار جهنم ثم دفع تلك القبضة الى ام سلمة وأخبرها بقتل الحسين بشاطئ الفرات وقال : يا ام سلمة خذي هذه التربة إليك فإنها إذا تغيرت وتحولت دما عبيطا فعند ذلك يقتل ولدي الحسين ، فلما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة هبط على رسول الله اثنا عشر ملكا : أحدهم على صورة الأسد والثاني على صورة الثور ، والثالث على صورة التنين ، والرابع على صورة ولد آدم ، والثمانية الباقون على صور شتى محمرة وجوههم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون : يا محمد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ، قال : ولم يبق في السماء ملك الا ونزل على النبي يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته ، والنبي يقول : اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه.

٤٠١

ومنهم العلامة الشيخ يوسف النبهاني في «الفتح الكبير» (ج ١ ص ٢٢ ط مصر).

روى الحديث من طريق الحاكم عن امّ الفضل بعين ما تقدّم عن «الصواعق».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣١٩ ط اسلامبول).

روى الحديث عن «الصواعق» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

٤٠٢

حديث انس بن مالك

في اخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في «دلائل النبوة» (ص ٤٨٥ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدّثنا محمّد بن الحسن بن كوثر ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الصّمد بن حسان ثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك المطر أن يأتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذن له فقال لامّ سلمة احفظى علينا الباب لا يدخلنّ أحد قال : فجاء الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنه فوثب حتّى دخل فجعل يصعد على منكب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له الملك أتحبّه؟ فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم ، قال : فإنّ من امّتك من يقتله وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه ، قال : فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذته امّ سلمة رضي‌الله‌عنها ، وفي رواية سليمان بن أحمد : فشمّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ريح كرب وبلاء ، فقال : كنّا نسمع أنّه يقتل بكربلاء.

ومنهم الحافظ أحمد بن حنبل في «المسند» (ج ٤ ص ٢٤٢ ط الميمنية بمصر):

روى بإسناده عن أنس بن مالك : أنّ ملك المطر استأذن أن يأتي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذن له ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لامّ سلمة : أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قالت : فقال الملك للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتحبّه؟ قال : نعم ، قال : إنّ امّتك

٤٠٣

ستقتله وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه فضرب بيده فجاء بطينة حمراء ، فأخذتها امّ سلمة فصيرتها في خمارها ، قال : قال ثابت : بلغنا أنّها كربلاء.

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١٤٦ ط مكتبة القدسي بمصر).

روى عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر ربّه أن يزور النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذن له وكان في يوم امّ سلمة فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا امّ سلمة احفظى علينا الباب لا يدخل أحد ، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن عليّ طفر فاقتحم فدخل فوثب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلثمه ويقبّله ، فقال له الملك أتحبّه؟ قال : نعم ، قال : إنّ امّتك ستقتله وإن شئت أريك المكان الّذي يقتل به فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته امّ سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت : كنّا نقول إنّها كربلاء خرّجه البغوي في معجمه ثمّ قال :

وخرّجه أبو حاتم في صحيحه وقال : إن شئت أريك المكان الّذي يقتل فيه؟ قال : نعم ، فقبض قبضة من المكان الّذي قتل فيه فأراه إيّاه فجاءه بسهلة. ثمّ ذكر باقي الحديث ، ثمّ قال :

ورواه من طريق أحمد في «مسنده» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٤ ، مخطوط) قال : حدّثنا بشر بن موسى ، نا عبد الصّمد بن حسان المروزي (ح) وحدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمّد بن محمّد التمّار البصري ، وعبدان بن أحمد قالوا : نا شيبان بن فرّخ قالا : نا عمارة بن زاذان الصّيدلاني قالا : نا ثابت البناني عن أنس بن مالك. فذكر صدر الحديث بعين ما تقدّم ثانيا عن «ذخائر العقبى» وذيله بما تقدّم عنه أوّلا لكنّه ذكر بدل قوله طفر واقتحم فدخل فوثب على رسول الله : ففتح الباب فجعل

٤٠٤

يتقفّر على ظهر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ١ ص ١٦٠ ط النجف) قال:

وأنبأني الامام صدر الحفاظ أبو العلاء الحسين بن أحمد الهمداني ، أخبرنى زاهر ابن طاهر الكاتب ، أخبرني محمّد بن عبد الرحمن الخبروردي ، أخبرني محمّد بن أحمد بن حمدان الخيري ، أخبرني أحمد بن عليّ بن المثنّى ، حدّثني شيبان ، حدّثني عمارة ابن زاذان ، حدّثني ثابت البناني عن أنس بن مالك. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى» مع الزيادة الّتي نقلها عن أبي حاتم لكنّه أسقط قوله : فوثب مع رسول الله. وذكر بدل قوله يلثمه : يلتزمه.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٣ ص ١٠ ط مصر).

روى عن عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس بعين ما تقدّم أوّلا عن «ذخائر العقبى» لكنّه ذكر بدل قوله فوثب على رسول الله : فجعل يتوثّب على ظهر النّبيّ ، وأسقط بعد قوله يلثمه : يقبّله ، ثمّ قال عمارة صالح الحديث ، رواه الناس عن شيبان عنه.

ومنهم العلامة المذكور في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط مصر).

روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدّم عنه في «تاريخ الإسلام» سندا ومتنا.

ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٦ ص ٢٢٩ ط القاهرة).

روى الحديث عن أحمد ، عن عبد الصمد. فذكره بعين ما تقدّم عن «دلائل النّبوّة» سندا ومتنا إلّا أنّه ذكر بدل قوله إنّ من امّتك من يقتله : إنّ امّتك تقتله ، وفي آخر الحديث : فأخذت امّ سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها ، فكنّا نسمع يقتل بكربلاء.

٤٠٥

ثمّ رواه من طريق أحمد بعين ما تقدّم ثانيا عن «ذخائر العقبى» ثمّ قال : وروى هذا الحديث من غير وجه عن امّ سلمة.

ورواه الطبرانيّ عن أبي أمامة ، وفيه قصّة امّ سلمة.

ومنهم العلامة الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٨٧ ط مكتبة القدسي بمصر).

روى الحديث من طريق أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني بأسانيد بعين ما تقدّم عن «المسند».

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٠ ط عبد اللطيف بمصر).

روى الحديث من طريق البغوي في معجمه عن أنس بعين ما تقدّم أوّلا عن «ذخائر العقبى» ثمّ قال :

وأخرجه أيضا أبو حاتم في «صحيحه» وروى أحمد نحوه وروى عبد بن حميد وابن أحمد نحوه أيضا لكنّ فيه انّ الملك جبريل فإن صحّ فهما واقعتان ، وزاد الثاني أيضا أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم شمّها وقال : ريح كرب وبلاء.

وأخرج أحمد : لقد دخل على البيت مالك لم يدخل عليّ قبلها فقال لي : إنّ ابنك هذا حسينا مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض الّتي يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء.

ومنهم العلامة السيوطي في «الخصائص» (ج ٢ ص ١٢٥ ط حيدرآباد) قال :

وأخرج البيهقي وأبو نعيم ، عن أنس قال : استأذن ملك المطر أن يأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإذن له فدخل الحسين فجعل يقع على منكب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال الملك أتحبّه؟ قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم ، قال : فإن امّتك تقتله وإن شئت أريتك

٤٠٦

المكان الّذي يقتل فيه ، فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذته امّ سلمة فصرته في ثوبها فكنّا نسمع أنّه يقتل بكربلاء.

ومنهم العلامة المذكور في «الحبائك في أخبار الملائك» (ص ٤٤ ط دار التقريب بالقاهرة).

روى الحديث فيه أيضا من طريق البغوي في «معجم الصّحابة» والطبرانيّ عن أنس بعين ما تقدّم أوّلا عن «ذخائر العقبى» لكنّه أسقط قوله : قال ثابت ـ إلخ.

ورواه من طريق الطبراني عن أبي الطّفيل بعين ما تقدّم ثانيا عن «مجمع الزوائد».

ومنهم العلامة العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني المصري في «مختصر تذكرة الشيخ أبى عبد الله القرطبي» (ص ١١٩ ط مصر):

روى الحديث من طريق أحمد عن أنس بعين ما تقدّم عنه في «المسند».

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٨١ مخطوط).

روى الحديث من طريق البغوي بعين ما تقدّم أوّلا عن «ذخائر العقبى».

ورواه أيضا من طريق ابن أبي حاتم بعين ما تقدّم ثانيا عنه.

ورواه أيضا من طريق أحمد بعين ما تقدّم ثالثا عنه.

ومنهم العلامة النبهاني في «الأنوار المحمدية» (ص ٤٨٦ ط الادبية ببيروت):

روى الحديث من طريق البغوي بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى» ملخّصا.

ومنهم العلامة السيد محمد بن رسول الحسيني البرزنجى في «الاشاعة في أشراط الساعة» (ص ٢٤ ط مصر) قال :

جاء من طرق صحّح الحاكم بعضها أنّ جبريل ، وفي رواية ملك القطر جاء إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره أنّ الحسين مقتول وأراه من تربة الأرض الّتي يقتل فيها

٤٠٧

فأعطاه لامّ سلمة وأخبرها أنّ يوم قتله يتحوّل دما ، فكان كذلك وشمّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك فقال : ريح كرب وبلاء.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣١٩ ط اسلامبول):

روى الحديث من طريق البغوي في «معجمه» وأبو حاتم في «صحيحه» وأحمد وابن أحمد وعبد بن حميد وابنه أحمد عن أنس بعين ما تقدم أوّلا عن «ذخائر العقبى».

ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٤ ط الشرقية بمصر):

روى الحديث من طريق البغوي في «معجمه» عن أنس بعين ما تقدّم أوّلا عن «ذخائر العقبى».

٤٠٨

حديث ابى الطفيل

في اخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادته

رواه القوم :

منهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٩٠ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :

وعن أبي الطفيل قال : استأذن ملك القطر أن يسلّم على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيت امّ سلمة فقال : لا يدخل علينا أحد ، فجاء الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنهما فدخل فقالت امّ سلمة : هو الحسين ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : دعيه فجعل يعلو رقبة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويعبث به والملك ينظر ، فقال الملك : أتحبّه يا محمّد؟ قال : إي والله انّي لاحبّه ، قال : أما انّ امّتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان ، فقال بيده فتناول كفّا من تراب فأخذت امّ سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء. رواه الطبرانيّ واسناده حسن.

٤٠٩

حديث المسور بن مخرمة

في اخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادته

رواه القوم :

منهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ١ ص ١٦٢ ط النجف) قال :

قال المسور بن مخرمة : ولقد أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ملك من ملائكة الصفيح الأعلى لم ينزل إلى الأرض منذ خلق الله الدّنيا ، وانّما استأذن ذلك الملك ربّه ونزل شوقا منه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا نزل إلى الأرض أوحى الله عزوجل إليه : أيّها الملك أخبر محمّدا بأنّ رجلا من امّته يقال له يزيد يقتل فرخك الطّاهر وابن الطّاهرة نظيرة البتول مريم ابنة عمران ، فقال الملك : إلهي وسيّدي لقد نزلت وأنا مسرور بنزولي إلى نبيّك فكيف أخبره بهذا الخبر؟! ليتني لم أنزل عليه ، فنودي الملك من فوق رأسه : أن امض لما أمرت ، فجاء وقد نشر أجنحته حتّى وقف بين يديه فقال : السّلام عليك يا حبيب الله إنّي استأذنت ربّي في النزول إليك فليت ربّي دق جناحي ولم آتك بهذا الخبر ولكنّي مأمور يا نبيّ الله ، اعلم أنّ رجلا من امّتك يقال له يزيد يقتل فرخك الطاهر ابن فرختك الطاهرة نظيرة البتول مريم ابنة عمران ولم يمتع من بعد ولدك وسيأخذه الله معافصة على أسوء عمله فيكون من أصحاب النّار ، قال : ولمّا أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النّبيّ في سفر فلمّا كان في بعض الطّريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك ، فقال : هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة ، فقيل : من يقتله

٤١٠

يا رسول الله؟ فقال : رجل يقال له يزيد لا بارك الله في نفسه ، وكأنّي أنظر إلى مصرعه ومدفنه بها وقد اهدى رأسه ، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلّا خالف الله بين قلبه ولسانه ، يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشّهادة ، قال : ثمّ رجع النّبيّ من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر. فخطب ووعظ ، والحسين بين يديه مع الحسن ، فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ، ورفع رأسه إلى السّماء ، وقال : اللهمّ إنّي محمّد عبدك ونبيّك وهذان أطائب عترتي وخيار ذرّيتي وارومتي ومن اخلفهما في امّتي ، اللهم وقد أخبرني جبرئيل بأنّ ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء ، إنّك على كلّ شيء قدير اللهمّ ولا تبارك في قاتله وخاذله ، قال : فضجّ النّاس في المسجد بالبكاء ، فقال النّبيّ : أتبكون ولا تنصرونه ، اللهمّ فكن له أنت وليّا وناصرا.

٤١١

حديث سعيد بن جمهان

في اخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله عن شهادته

رواه القوم :

منهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي المتوفى ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام» (ج ٣ ص ١١ ط مصر) قال :

وروى عن حمّاد بن زيد ، عن سعيد بن جمهان : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه جبرئيل بتراب من تراب القرية الّتي يقتل فيها الحسين وقيل له اسمها كربلاء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كرب وبلاء.

ومنهم العلامة المذكور في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ١٩٥ ط مصر).

روى الحديث عن حمّاد ، عن سعيد بن جمهان بعين ما تقدّم عنه في «تاريخ الإسلام».

٤١٢

حديث اسماء بنت عميس

في اخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله عن شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة القاضي الشيخ حسين بن محمد الديار بكرى في «تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس» (ج ١ ص ٤١٨ ط الوهبية بمصر).

عن أسماء بنت عميس قالت : عقّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الحسن يوم سابعة بكبشين أملحين وأعطى القابلة الفخذ وحلق رأسه وتصدّق بزنة الشّعر ثمّ طلى رأسه بيده المباركة بالخلوق ، ثمّ قال : يا أسماء الدم من فعل الجاهليّة ، فلمّا كان بعد حول ولد الحسين فجاء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ففعل مثل الأوّل ، قالت وجعلته في حجره فبكى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قلت : فداك أبي وامّي ممّ بكائك؟ فقال : انّ ابني هذا ستقتله الفئة الباغية من امّتي لا أنا لهم الله شفاعتي ، يا أسماء لا تخبري فاطمة فإنّها قريبة عهد بولادة. خرّجه الامام عليّ بن موسى الرّضا.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٢٠ ط اسلامبول).

روى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعين ما تقدّم عن «تاريخ الخميس».

ومنهم العلامة الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٨٣ ط مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ الخميس» من قوله : فبكى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلخ.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٠٩ ، مخطوط).

روى الحديث نقلا عن «تاريخ الخميس» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

٤١٣

حديث خالد بن عرفطة

في اخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله عن شهادته

رواه القوم :

منهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٩٤ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :

وعن عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال : كنّا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنهما ، فقال لنا خالد : هذا ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنّكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي. رواه الطبراني والبزار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح.

٤١٤

ما رواه عليه‌السلام بنفسه حين نظر الى شمر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ السيوطي في «الخصائص الكبرى» (ج ٢ ص ١٢٥ ط حيدرآباد الدكن).

وأخرج ابن عساكر ، عن محمّد بن عمرو بن حسن قال : كنّا مع الحسين رضي‌الله‌عنه بنهر كربلاء فنظر إلى شمر بن ذى الجوشن فقال : صدق الله ورسوله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنّي أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي ، وكان شمر أبرص.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٣ ص ١١٣ ط حيدرآباد الدكن).

روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدّم عن «الخصائص».

ومنهم العلامة المذكور في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ، ج ٥ ص ١١٢ ط الميمنية بمصر):

روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدّم عن «الخصائص».

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٢٦ مخطوط).

روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدّم عن «الخصائص» الى قوله : وكان شمر.

ورواه جماعة مرسلا :

منهم العلامة القرمانى في «أخبار الدول» (ص ١٠٧ ط بغداد) قال : وفي بهجة المحاسن أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى كأنّ كلبا أبقع ولغ في دمه فأوّل

٤١٥

أنّ رجلا يقتل الحسين ابن بنته فكان شمر قاتل الحسين رضي‌الله‌عنه أبرص فتأخّرت الرّؤيا بعده صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمسين سنة.

ومنهم العلامة القاضي شيخ حسين بن محمّد الديار البكري في «تاريخ الخميس» (ج ٢ ص ٢٩٩ ط الوهبية بمصر).

رواه نقلا عن البهجة بعين ما تقدّم عن «أخبار الدّول».

ومنهم الحافظ السيوطي الشافعي في «الكنز المدفون» (ص ٨٢ ط بولاق) قال : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى كلبا أبقع يلغ في دمه فكان شمر بن ذى الجوشن قاتل الحسين رضي‌الله‌عنه وكان أبرص ، وكان تأخّر هذه الرّؤيا خمسين سنة.

ومنهم العلامة برهان الدين ابراهيم بن على بن محمد بن فرحون المالكي في «الديباج المذهب» (ص ٣٥٨ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الكنز المدفون».

ومنهم العلامة الشيخ على بن برهان الدين الحلبي الشافعي في كتابه «انسان العيون» الشهير بالسيرة الحلبية (ج ١ ص ٢٣٥ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الكنز المدفون».

٤١٦

نبذة من صفاته شباهته

بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٨ مخطوط) قال : حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا الحسين بن عبيد الله الكوفي ، نا النّضر بن شميل ، نا هشام بن حسان ، عن حفصة بنت سيرين ، عن أنس قال : كنت عند ابن زياد حين أتى برأس الحسين ، فجعل يقول بقضيب في أنفه : ما رأيت مثل هذا حسنا ، فقلت : أما أنّه كان من أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٦٨ ط اسلامبول).

روى عن ابن سيرين ، عن أنس قال : كان الحسين بن عليّ أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله.

ومنهم الحافظ الفقيه أبو الفضل العراقي في «طرح التثريب في شرح التقريب» (ج ١ ص ٤١ ط مصر):

نقل عن الترمذي : أنّ الحسين أشبه النّاس بالنبيّ.

ومنهم العلامة الشعراني في «مختصر التذكرة» (ص ١٩٠ ط مصر):

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدّم عن «طرح التثريب».

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٦ مخطوط) قال : حدثنا عليّ بن عبد العزيز ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن الضحّاك بن عثمان الحزامي قال : لكان جسد الحسين شبه جسد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤١٧

عبادته

كان يصلى في اليوم والليلة ألف ركعة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في «عقد الفريد» (ج ٢ ص ٢٢٠ ط مصر):

قال : وقيل لعليّ بن الحسين : ما كان أقلّ ولد أبيك؟ قال : العجب كيف ولدت له كان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنّساء.

ومنهم العلامة أبو الفداء اسماعيل صاحب بلدة حماة في «المختصر في أخبار البشر» (ج ١ ص ١٩١ ط مصر):

قيل : وكان (أى الحسين بن عليّ عليهما‌السلام) يصلّى في اليوم واللّيلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٨ ط الميمنية بمصر) قال :

حكى : أنّه (أى الحسين بن عليّ عليهما‌السلام) يصلّى في اليوم واللّيلة ألف ركعة.

٤١٨

حج خمسا وعشرين حجا ماشيا

(ونجائبه تقاد معه)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة جمال الدين عبد الرحمن بن على بن محمد بن على بن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج ١ ص ٣٢١ ط حيدرآباد).

روى عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : حجّ الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنه خمسا وعشرين حجة ماشيا ، ونجائبه تقاد معه.

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٦ ، مخطوط) قال : حدثنا عليّ ، نا الزّبير قال : وحدّثنى عمّي مصعب بن عبد الله قال : حجّ الحسين رضي‌الله‌عنه خمسا وعشرين حجّة ماشيا.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج ٢ ص ٢٠ ط مصر) روى الحديث عن الزّبير بن بكّار بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير».

ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٢٠٧ ط القاهرة).

روى الحديث عن محمّد بن سعد ، عن يعلى بن عبيد ، عن عبد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد الله بعين ما تقدّم عن «صفة الصفوة».

قال : وحدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، ثنا حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه : أنّ الحسين بن عليّ حجّ ماشيا ، وإنّ نجائبه لتقاد ورائه.

٤١٩

ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص ١٢٠ ط مصر):

روى الحديث عن مصعب بعين ما تقدّم عن «صفة الصفوة».

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير في «المختار» (ص ٢٢ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن مصعب بعين ما تقدّم عن «المعجم الكبير».

ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ١٩٢ ط مصر).

وقال مصعب الزّبيرى : حجّ الحسين خمسا وعشرين حجّة ماشيا.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ١ ص ١٥٥ ط الغرى) قال :

روى انّ الحسين بن عليّ حجّ خمسا وعشرين حجّة ماشيا.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن محمد مخلوف المالكي في «الطبقات المالكية» (ج ٢ ص ٨٩ ط القاهرة) قال : امّا الحسين فكان فاضلا كثير الصّوم والصّلاة ، حجّ خمسا وعشرين حجّة ماشيا.

ومنهم العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في «عقد الفريد» (ج ٢ ص ٢٢٠ ط مصر) قال :

عليّ بن عبد العزيز ، عن الزّبير ، عن مصعب بن عبد الله قال : حجّ الحسين خمسة وعشرين حجّة ملبّيا ماشيا.

ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ٢٠١ ط القاهرة):

٤٢٠