إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١١

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

ومن كلامه عليه‌السلام

التبرّع بالمعروف والعطا قبل السؤال ، وإطعام الطّعام في المحلّ ، وأمّا النّجدة فالذّبّ عن الجار ، والصّبر في المواطن ، والاقدام عند الكريهة ، وأمّا المودّة فحفظ الرّجل دينه ، وإحراز نفسه من الدّنس ، وقيامه لضيفه ، وأداء الحقوق ، وإفشاء السّلام.

قاله حين سأل معاوية عن الكرم والنّجدة والمودّة فقاله.

رواه العلّامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار» (ص ٢٠) عن عيسى ابن سليمان.

ومن كلامه عليه‌السلام

البلاغة تقريب بعيد الحكمة بأسهل.

رواه العلّامة أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفّى سنة ٣٥١ في «الصّناعتين» (ص ٥٢ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

ما رأيت يقينا لا شكّ فيه ، أشبه بشكّ لا يقين فيه من الموت.

رواه العلّامة أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري في «الصناعتين» (ص ٢٩٩ ط القاهرة).

٢٤١

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ من خوّفك حتّى تبلغ الأمن ، خير ممّن يؤمنك حتّى تلقى الخوف.

رواه العلّامة أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري في «الصناعتين» (ص ٢٩٩ ط القاهرة).

ورواه ابن الخلفاء عبد الله بن المعتز العباسي في «البديع» (ص ٣٧ ط لنينغراد).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سئل عنه عن المحبّة فقال : بذل المجهود ، والحبيب يفعل ما يشاء.

رواه علّامة العرفان والحديث أبو نصر عبد الله بن عليّ السّراج الطوسي الشهير بطاوس الفقراء في «اللّمع» (ص ٨٧ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سئل عنه : متى يكون العاقل عاقلا؟ قال : إذا عقله عقله عمّا لا ينبغي فهو عاقل.

رواه العلّامة الشيخ أبو إسحاق محمّد بن إبراهيم الأنصاري الكبير الشهير بالوطواط.

في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٧٢ ط القاهرة).

٢٤٢

ومن كلامه عليه‌السلام

أوّل الفاتحة نعيم ، ووسطها تكريم ، وآخرها رضوان الله تعالى.

رواه في «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٣٢).

ومن كلامه عليه‌السلام

اللهمّ تفرّد بموته ، فإنّ القتل كفّارة ، قاله عليه‌السلام حين بلغه أنّ زيادا يتبع شيعة عليّ (رض) فيقتلهم.

رواه في «المعجم الكبير» (ص ١٣٨ نسخة جامعة طهران) قال : حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، نا أبو نعيم ، نا سفيان عن يونس بن عبيد. فذكره.

ومن كلامه عليه‌السلام

لو علمت ما أعدّ الله لي في دار الآخرة ممّا لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، لعلمت أنّي في هذه الحالة بالنسبة إلى ذلك في سجن ، ولو نظرت إلى ما أعدّ الله لك في دار الآخرة من العذاب العليم (الأليم ظ) لرأيت أنّك الآن في جنّة واسعة قاله عليه‌السلام حين استوقفه يهوديّ وقال له : قال جدّك : الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر وأنت مؤمن وأنا كافر ، وما أرى الدّنيا إلّا جنّة لك وسجنا عليّ.

رواه العلّامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٧٢ مخطوط).

٢٤٣

ومن إنشائه عليه‌السلام

أتأمر يا معاوي عبد سهم

بشتمي والملا منّا شهود

إذا أخذت مجالسها قريش

فقد علمت قريش ما تريد

قصدت إلىّ تشتمني سفاها

لضغن ما يزول وما يبيد

فما لك من أب كأبي تسامي

به من قد تسامي أو تكيد

ولا جدّ كجدّي يا ابن هند

رسول الله إن ذكر الجدود

ولا امّ كامّي من قريش

إذا ما يحصل الحسب التليد

فما مثلي تهكّم يا ابن هند

ولا مثلي تجاريه العبيد

فمهلا لا تهج منّا أمورا

يشيب لها معاوية الوليد

رواه العلّامة إبراهيم بن محمّد البيهقي المتوفّى سنة ٣٠٠ بقليل في «المحاسن والمساوي» (ص ٨٣ ط بيروت) قال :

قيل : واستأذن الحسن بن عليّ رضي‌الله‌عنه على معاوية وعنده عبد الله بن جعفر وعمرو بن العاص ، فأذن له ، فلمّا أقبل قال عمرو : قد جاءكم الأفّه العييّ الّذي كان بين لحييه عبلة ، فقال عبد الله بن جعفر : مه فو الله لقد رمت صخرة ململمة تنحطّ عنها السيول وتقصر دونها الوعول ولا تبلغها السهام ، فإيّاك والحسن وإيّاك ، فإنّك لا تزال راتعا في لحم رجل من قريش ، ولقد رميت فما برح سهمك ، وقدحت فما أورى زندك. فسمع الحسن الكلام ، فلمّا أخذ النّاس مجالسهم قال : يا معاوية لا يزال عندك عبد راتعا في لحوم النّاس ، أما والله لو شئت ليكوننّ بيننا ما تتفاقم فيه الأمور وتحرّج منه الصدور ، فأنشأه.

٢٤٤

نبذة مما قيل في شأنه

كلام عمرو بن العاص

روى عنه القوم :

منهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٢٠٦ ط مصر) قال :

قال محمّد بن سعد : أنبانا قبيصة بن عقبة ، ثنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار ابن حريث قال : بينما عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسن مقبلا فقال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء.

ومنهم العلامة الزرندي الحنفي في «نظم درر السمطين» (ص ٢٠٢ ط مطبعة القضاء) قال :

يروى أنّ عمرو بن العاص لمّا أقبل الحسن بن عليّ (رض) قال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٦٨ ط اسلامبول).

روى الحديث عن العيزار بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

ومنهم العلامة ابن الصبان المصري في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ، ص ١٠٦ ط مصر).

٢٤٥

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «البداية والنّهاية».

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٤ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

ومنهم العلامة أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي في كتابه «المحدث الفاضل بين الراوي والواعي» (نسخة مخطوطة في خزانة كتب مولانا الرضا) قال :

حدّثنا عبد الله بن عليّ بن مهدي ، ثنا محمّد خلد بن خراش المهلبي ، ثنا مسلم ابن قتيبة ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن الوليد بن العيزار قال : كان عمرو بن العاص جالسا. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «البداية والنّهاية».

ومنهم العلامة الأمر تسرى في «أرجح المطالب» (ص ٢٨٠ ط لاهور).

روى الحديث عن العيزار بن حريث نقلا عن الاصابة بعين ما تقدّم عن «البداية والنّهاية».

٢٤٦

كلام عبد الله بن عمرو

وأخرج البزار عن رجاء بن ربيعة قال : كنت جالسا بالمدينة في مسجد الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو ، فمرّ الحسن بن عليّ رضي‌الله‌عنهم فسلّم فردّ عليه القوم وسكت عبد الله بن عمرو ثمّ أتبعه فقال وعليك السّلام ورحمة الله ثمّ قال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء والله ما كلمته منذ ليال صفين.

فقال أبو سعيد : ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه قال : نعم قال : فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن فأذن له ثمّ استأذن لعبد الله بن عمرو فدخل فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو : حدّثنا بالذي حدّثتنا به حيث مرّ الحسن فقال : نعم أنا احدّثكم به إنّه أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء قال : فقال له الحسن : إذ علمت أنّي أحبّ أهل الأرض ـ إلخ.

نقله في «حياة الصّحابة» عن الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٧٧) قال : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة.

٢٤٧

كلام رجاء بن ربيعة

روى عنه القوم :

منهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر الهيتمى المتوفى سنة ٨٠٧ في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٧٦ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :

وعن رجاء بن ربيعة قال : كنت جالسا بالمدينة في مسجد الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حلقة فيها أبو سعيد ، وعبد الله بن عمرو ، فمرّ الحسن بن عليّ فسلّم فردّ عليه القوم وسكت عبد الله بن عمرو ثمّ اتبعه فقال : وعليك السّلام ورحمة الله ، ثمّ قال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء والله ما كلمته منذ ليال صفين ، فقال أبو سعيد : ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه ، قال : نعم ، قال : فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن فأذن له ثمّ استأذن لعبد الله بن عمرو فدخل فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو : حدّثنا بالّذي حدّثتنا به حيث مرّ الحسن فقال : نعم أنا احدّثكم أنّه أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء قال : فقال له الحسن : إذ علمت أنّي أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء فلم قاتلتنا أو كثرت يوم صفين ـ الحديث.

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة.

٢٤٨

كلام جابر بن عبد الله

روى عنه القوم :

منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٤ في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٣٥ طبع القاهرة) قال :

قال محمّد بن سعد : ثنا محمّد بن عبد الله الأسدي ، ثنا شريك ، عن جابر ، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى الحسن بن عليّ».

وقد رواه وكيع ، عن ربيع بن سعد ، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن جابر فذكر مثله ، وإسناده لا بأس به ، ولم يخرجوه.

ومنهم الحافظ السيوطي في «الجامع الصغير» (ص ٥٢٦ ط مصر).

روى الحديث من طريق أبي يعلى ، عن جابر بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية» ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى المكي الشافعي المتوفى سنة ٩٧٤ في «الصواعق» (ص ١٩٠ ط عبد اللطيف بمصر).

روى الحديث من طريق أبي يعلى ، عن جابر بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

ومنهم الشيخ علاء الدين المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ، ج ٥ ص ١٠٢ ط الميمنية بمصر).

روى الحديث من طريق أبي يعلى عن جابر بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

٢٤٩

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٨٧ ط اسلامبول)

نقل الحديث عن «الجامع الصغير» بعين ما تقدّم عنه.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١١٧ المخطوط).

روى الحديث من طريق أبي يعلى ، عن جابر بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

ومنهم العلامة الشيخ يوسف النبهاني من مشايخنا في الرواية في «الفتح الكبير» (ج ٣ ص ١٩٨ ط القاهرة).

روى الحديث من طريق أبي يعلى ، عن جابر بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الأمر تسرى من المعاصرين في «أرجح المطالب» (ص ٢٧١ ط لاهور).

نقل الحديث عن «الصّواعق» بعين ما تقدّم عنه.

٢٥٠

كلام ابن الزبير

روى عنه القوم :

منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة ٧٧٤ في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٣٧ ط مصر) قال :

وكان ابن الزّبير يقول : والله ما قامت النّساء عن مثل الحسن بن عليّ.

ومنهم العلامة الذهبي الدمشقي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام» (ج ٢ ص ٢١٧ ط مصر) قال :

ومناقب الحسن (رض) كثيرة وكان سيّدا حليما ذا سكينة ووقار وحشمة وكان جوادا ممدوحا.

ومنهم العلامة ابراهيم بن محمد البيهقي المتوفى سنة ٣٠٠ بقليل في «المحاسن والمساوى» (ص ٨٢ ط بيروت) قال :

قال معاوية ذات يوم وعنده أشراف الناس من قريش وغيرهم : أخبرونى بخير النّاس أبا وامّا وعمّا وعمّة وخالا وخالة وجداّ وجدّة ، فقام مالك بن العجلان فأومأ إلى الحسن فقال : ها هوذا أبوه عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليهم وامّه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعمّه جعفر الطيّار في الجنان ، وعمّته امّ هاني بنت أبي طالب ، وخاله القاسم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخالته بنت رسول الله زينب وجدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجدّته خديجة بنت خويلد رضي‌الله‌عنها ؛ فسكت القوم

٢٥١

ونهض الحسن ، فأقبل عمرو بن العاص على مالك فقال : أحبّ بني هاشم حملك على أن تكلّمت بالباطل؟! فقال ابن العجلان : ما قلت إلّا حقّا وما أحد من النّاس يطلب مرضاة مخلوق بمعصية الخالق إلّا لم يعط أمنيّته في دنياه وختم له بالشقاء في آخرته ، بنو هاشم أنضرهم عودا وأوراهم زندا ، كذلك يا معاوية؟ قال : اللهمّ نعم.

ومنهم العلامة القلقشندي في «صبح الأعشى» (ج ١ ص ٣٧٧ ط القاهرة).

روى بمثل ما تقدّم عن «المحاسن والمساوي».

ومنهم العلامة السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ص ١٨٩ ط السعادة بمصر) قال : ومناقب الحسن رضي‌الله‌عنه كثيرة. وذكر كما تقدّم عن «تاريخ الإسلام» وزاد : أنّه يكره الفتن والسيف.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ يوسف النبهاني البيروتى في كتابه «الشرف المؤبد لال محمد (ص)» (ص ٦٣ ط مصر).

روى الحديث نقلا عن المسامرات للشيخ الأكبر بعين ما تقدّم عن «المحاسن والمساوي» لكنّه ذكر بدل قوله : بخير النّاس : بأكرم النّاس ، وذكر بدل قوله : فأقبل عمرو بن العاص ، إلى قوله : بالباطل ، فقام رجل من بني سهم وقال : أنت أمرت ابن عجلان على مقالته فقال :

وقال العلامة الشيخ عز الدين أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني الشهير بابن أبى الحديد المتوفى ٦٥٥ في «شرح نهج البلاغة» (ج ١ ص ٤٩ ط القاهرة) :

حسن الخير يا شبيه أبيه

قمت فينا مقام خير خطيب

٢٥٢

قمت بالخطبة الّتى صدع الله به

ا عن أبيك أهل العيوب

وكشفت القناع فاتّضح الأمر

وأصلحت فاسدات القلوب

لست كابن الزّبير لجلج في القو

ل وطأطأ عنان فسل مريب

وأبى الله أن يقوم بما ق

ام به ابن الوصيّ وابن النّجيب

إنّ شخصا بين النّبيّ لك الخير

وبين الوصيّ غير مشوب

وقال العلامة أبو إسحاق ابراهيم بن على الحصرى القيرواني المالكي المتوفى ٤٥٣ في «زهر الآداب» (المطبوع بهامش «عقد الفريد» ج ١ ص ٦٤ ط الشرفية بمصر) حيث قال :

ولمّا توفّي الحسن أدخله قبره الحسين ، ومحمّد بن الحنفيّة ، وعبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنهم ثمّ وقف محمّد على قبره وقد اغرورقت عيناه وقال : رحمك الله أبا محمّد فلئن عزّت حياتك فلقد هدّت وفاتك ، ولنعم الرّوح روح تضمّنه بدنك ، ولنعم الجسد جسد تضمّنه كفنك ، ولنعم الكفن كفن تضمّنه لحدك ، وكيف لا تكون كذلك ، وأنت سليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وخلف أهل التّقى وجدّك النّبيّ المصطفى وأبوك عليّ المرتضى وامّك فاطمة الزّهراء وعمّك جعفر الطيّار في جنّة المأوى وغذّتك أكفّ الحقّ وربّيت في حجر الإسلام ورضعت ثدي الإيمان فطبت حيّا وميّتا ، فلئن كانت الأنفس غير طيّبة لفراقك إنّها غير شاكة ان قد خير لك وإنّك وأخاك سيّدا شباب أهل الجنّة ، فعليك يا أبا محمّد منّا السّلام.

قد مرّ في ص ١٧٨ مثله.

٢٥٣

كلام محمد ابن الحنفية

روى عنه القوم :

منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد في «مقتل الحسين» (ص ١٤٠ ط الغرى) قال :

وقيل : ولمّا مات الحسن بن عليّ عليهما‌السلام قام محمّد بن الحنفيّة على قبره فقال : رحمك الله أبا محمّد لئن عززتني حياتك فقد هدّتني وفاتك ولنعم البدن بدن تضمّن روحك ، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك ، وكيف لا تكون كذلك وأنت سليل الهدى وحليف التّقى ، وخامس أهل الكساء ، وابن الخيرة سيّدة النّساء ، وأبوك الذائد عن الحوض غدا ، وجدّك النّبيّ محمّد المصطفى ، غذتك أكف الحقّ ، وربّيت في حجر الإسلام ورضعت ثدي الإيمان ، فطبت حيّا وميتّا ، فانّك والحسين غدا سيّدا شباب أهل الجنّة ، ثمّ ضرب بيده إلى الحسين فقال : قم بأبي أنت وأمي فعلى أبي محمّد السلام.

٢٥٤

فضائل الامام الثالث

الباذل مهجته في سبيل الله سيد الشهداء

ابى عبد الله الحسين بن على عليهما‌السلام

٢٥٥

تاريخ ميلاده عليه‌السلام

ونروى في ذلك عن جماعة من أعلام القوم :

منهم النسابة أبو عبد الله المصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري في «نسب قريش» (ص ٢٤ ط دار المعارف والطباعة بپاريس) قال :

والحسين بن عليّ يكنّى أبا عبد الله ، ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة (١).

ومنهم الحافظ ابن عبد البر في «الاستيعاب» (ج ١ ص ١٤٢ ط حيدرآباد الدكن) قال :

الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، امّه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كنّى أبا عبد الله ، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع ، وقيل : سنة ثلاث ، هذا قول الواقدي وطائفة معه ؛ قال الواقدي : علّقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة وروى جعفر بن محمّد عن أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين إلّا طهر واحد وقال قتادة : ولد الحسين بعد الحسن بسنة أو عشرة أشهر لخمس سنين وستّة أشهر من التاريخ ، وعقّ عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما عقّ عن أخيه.

__________________

(١) قال العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٨٣ مخطوط).

نقل عن ابن الدراع : ان مدة حمل الحسين ستة أشهر ولم يولد مولد لستة أشهر وعاش الا الحسين رضي‌الله‌عنه ، وعيسى بن مريم عليهما‌السلام.

٢٥٦

ومنهم الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في «المستدرك» (ج ٣ ص ١٧٧ ط حيدرآباد الدكن) قال :

أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو الأشعث ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة قال : ولدت فاطمة حسينا بعد الحسن لسنة أو عشرة أشهر فولدته لستّ سنين وخمسة أشهر ونصف من التّاريخ.

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار» (ص ٢٢ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

أبو عبد الله سبط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وريحانته من الدّنيا وسيّد شباب أهل الجنّة ، ولد في شعبان سنة أربع من الهجرة.

ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٢٤٣ ط الغرى) قال:

وكنيته (أى الحسين) أبو عبد الله ويلقّب بالسيّد والوليّ والوفيّ والمبارك والسّبط وشهيد كربلاء ، ولد سنة أربع من الهجرة في شعبان ؛ وقال ابن سعد في الطّبقات : علقت به فاطمة عليها‌السلام لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة ، فكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة ، ووضعته في شعبان لليال خلون منه سنة أربع.

ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في «نظم درر السمطين» (ص ١٩٤ ط مطبعة القضاء) قال :

روى جعفر بن محمّد ، عن أبيه انّه لم يكن بين الحسن والحسين (رض) إلّا طهر واحد ، وولد الحسين (رض) لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

٢٥٧

ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٣ ص ٥ ط القاهرة).

نقل عن جعفر الصّادق ما تقدّم نقله في «نظم درر السمطين» إلى قوله : طهر واحد.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٥٢ ط مطبعة العدل في النجف).

ذكر ما تقدّم نقله في «التذكرة» عن ابن سعد بعينه.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن الصبان المصري في «إسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ، ص ١٧٩ ط مصر).

ذكر ما تقدّم نقله في «التذكرة» عن ابن سعد بعينه ثمّ قال : وحنّكه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بريقه وأذّن في اذنه وتفل في فمه ودعا له وسمّاه حسينا يوم السّابع وعقّ عنه.

ومنهم العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٦٩ ط الغرى) قال:

أخبرنا بذلك الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب ، قال : قرأت على عبد الله بن كارة ببغداد ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن عليّ الجوهري ، عن أبي عمر بن حيويه ، عن أبي الحسن أحمد بن معروف حدّثنا الحسن بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد كاتب الواقدي. فذكر الحديث بعين ما تقدّم نقله عنه في «التذكرة».

ومنهم العلامة السيد أحمد بن عبد الحميد في «عمدة الاخبار» (ص ٣٩٤ ط السيد اسعد الطرابزوني) قال :

فيها (أى السنة الاولى بعد قدوم رسول الله) مولد الحسن بن عليّ في منتصف

٢٥٨

رمضان ، وعلقت امّه بالحسين عقب الولادة بالحسن ، لأنّ فاطمة لا ترى طمثا ولا نفاسا ، ومدّة الحمل بالحسين ستّة أشهر ، فيكون الحسن أسنّ من الحسين بهذه المدّة.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١١٦ ط المليجية بمصر).

ذكر ما تقدّم نقله في «التذكرة» عن ابن سعد بعينه.

ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ٥٤ ط الازهرية بمصر) قال : ولد الحسين سنة أربع أو ستّ أو سبع ، وقيل : لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن رضي‌الله‌عنه إلّا طهر واحد ، وكان شجاعا مقداما من حين كان طفلا.

٢٥٩

سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحسين بأمر الله وأذن في اذنه

وأمر بحلق رأسه والتصدق بوزن شعره فضة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشهير بالقرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١٠٧ ط بغداد) قال :

لمّا ولد الحسين أخبر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم به ، فجاءه وأخذه وأذّن في اذنه اليمنى وأقام في اذنه اليسرى ، وجاء جبريل عليه‌السلام فأمره أن يسمّيه حسينا كما جاء في الحسن.

ومنهم العلامة أبو اليقظان الشيخ أبو الحسن الكازروني في «شرف النبي» (على ما في مناقب الكاشي ص ٢٥١ مخطوط).

روى عن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أذّن في اذن الحسين بن عليّ حين ولدته امّه أذان الصّلاة.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٢٤٣ ط الغرى) قال : قال ابن سعد : ولمّا ولد أذّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في اذنه.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٨٣ من النسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «أخبار الدول» إلى قوله : وجاء جبريل.

وفي (ص ١٨٠ من الطبع المذكور).

رواه من أبي داود والترمذي عن أبي رافع بعين ما تقدّم عن «شرف النّبيّ».

٢٦٠