إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١١

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

روى الحديث من طريق سفيان الثوري وغير واحد ، قالوا : ثنا وكيع ، ثنا إسماعيل بن أبى خالد ، عن أبى جحيفة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي».

ومنهم العلامة ابن عبد ربه في «الاستيعاب» (ج ١ ص ١٤٢ ط حيدرآباد) روى الحديث عن أبى جحيفة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ١٦٤ ط مصر).

روى الحديث عن أبي جحيفة بمعنى ما تقدم.

ومنهم الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في «أخبار أصبهان» (ج ١ ص ٢٩١ ط ليدر) قال :

حدثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، ثنا محمّد بن إبراهيم بن عامر ، ثنا عمّي ، ثنا أبي ، ثنا أبو وهب حميد بن وهب ، عن إسماعيل. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح البخاري» سندا ومتنا.

ومنهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٢٩ نسخة جامعة طهران):

حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا إسحاق بن شاهين ، نا خالد بن عبد الله عن إسماعيل. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي» سندا ومتنا.

وقال :

حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا الحسن بن عليّ الحلواني ، نا يزيد.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المسند» سندا ومتنا.

وقال :

حدّثنا عبيد بن غنّام ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا عبد الله بن إدريس ، عن إسماعيل. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي» سندا ومتنا.

وقال :

١٠١

حدّثنا معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا يحيى ، عن إسماعيل. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح البخاري» سندا ومتنا.

وقال :

حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا محمّد بن عبد الله بن نمير ، نا محمّد بن بشر نا إسماعيل. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح البخاري».

ومنهم العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٦٧ ط الغرى).

أخبرنا يوسف الحافظ ، أخبرنا أبو المكارم اللبّان ، أخبرنا أبو عليّ الحدّاد أخبرنا إبراهيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر بن خلّاد ، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق حدّثنا محمّد بن يحيى الكناسي ، حدّثنا إسماعيل بن أبى خالد ، قال : قلت لأبى جحيفه :

رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، وكان الحسن بن عليّ يشبهه.

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١٣٧ ط القدسي بالقاهرة).

روى الحديث عن أبي جحيفة بعين ما تقدّم عن «المستدرك».

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «الاصابة» (ج ١ ص ٣٢٨ ط مصر).

روى الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد بعين ما تقدّم عن «المستدرك».

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١١٠ مخطوط).

روى الحديث من طريق البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي عن أبى جحيفة بعين ما تقدّم عن «المستدرك».

ومنهم العلامة السفاريني الحنبلي في «شرح ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٥٥٦ ط دمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «المسند» سندا ومتنا.

١٠٢

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «الاصابة» (ج ٣ ص ٦٠٦ ط مصطفى محمد بالقاهرة).

روى الحديث عن أبي جحيفة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي» ومنهم العلامة النسابة السيد محمد الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥ في «تاج العروس» (ج ٣ ص ١٣٧ ماده (حر) ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي» مرسلا ، وزاد : إلّا أنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان آخر حسنا منه.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٦٨ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن أبي جحيفة بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي».

السادس

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٢٨ نسخة جامعة ـ طهران) قال :

حدثنا زكريّا بن حمدويه الصفّار البغدادي ، نا عفّان بن مسلم ، نا عبد الواحد ابن زياد ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه قال : ذكر الحسن بن عليّ رضي‌الله‌عنهما عند ابن عباس ، فقال : إنّه كان يشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ دمشق» (على ما في منتخبه) (ج ٤ ص ٢٠٢ ط روضة الشام) قال :

وأخرج محمّد بن سعد ، عن أبي هريرة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من رآني في النوم فقد رآني ، فإنّ الشيطان لا يتخيلنى ، قال عاصم بن كليب : قال أبي لابن عباس :

١٠٣

إنّي والله قد رأيته في المنام ، فذكرت الحسن بن عليّ ، فقال ابن عباس : إنّه كان يشبهه.

ومنهم العلامة ابن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ١٦٧ ط مصر) قال :

عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن ابن عباس إنّه شبّه الحسن بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٣٦ ط مصر) قال :

وقد روى عن ابن عباس : إنّ الحسن بن عليّ كان يشبه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة النبهاني في «سعادة الدارين» (ص ٤١٠ ط بيروت).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ دمشق».

١٠٤

فصاحته عليه‌السلام في أوان طفوليتة

ما رواه القوم :

منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة ٧٧٤ في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٣٧ ط مصر) قال :

وكان عليّ يكرم الحسن إكراما زائدا ، ويعظّمه ويبجّله ، وقد قال له يوما : يا بنيّ ألا تخطب حتّى أسمعك؟ فقال : إنّي أستحيي أن أخطب وأنا أراك ، فذهب عليّ فجلس حيث لا يراه الحسن ثمّ قام الحسن في النّاس خطيبا وعليّ يسمع ، فأدّى خطبة بليغة فصيحة ، فلمّا انصرف جعل عليّ يقول : «ذرّية بعضها من بعض ، والله سميع عليم» (١).

__________________

(١) قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ص ٧٣ ط الميمنية بمصر) :

وأخرج ابن سعد ، عن عمير بن إسحاق قال : ما تكلم عندي أحد كان أحب الىّ إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن على.

١٠٥

كان يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو غلام

كأن وجهه الدينار

ما رواه القوم :

منهم العلامة محمد بن طلحة الشامي في «مطالب السئول» (ص ٦٥ ط طهران) قال :

وروى الامام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ـ ره ـ في تفسيره المسمّى بالوسيط ما يرفعه بسنده أنّ رجلا قال : دخلت مسجد المدينة فإذا أنا برجل يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والنّاس حوله ، فقلت : أخبرني عن شاهد ومشهود ، قال : نعم ، أمّا الشاهد فيوم الجمعة ، وأما المشهود فيوم عرفة ، فجزته إلى آخر يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : أخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال : نعم ، وأمّا الشاهد فيوم الجمعة وأمّا المشهود فيوم النحر ، فجزتهما إلى غلام آخر كأنّ وجهه الدينار وهو يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : أخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال : نعم ، أمّا الشاهد فمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمّا المشهود فيوم القيامة ، أما سمعته يقول : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) ، وقال تعالى : ذلك يوم مجموع له النّاس وذلك يوم مشهود فسألت عن الرّجل الأوّل فقالوا : ابن عباس ، وعن الثاني فقالوا : ابن عمر ، وسألت عن الثالث فقالوا : الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام ، فكان قول الحسن أحسن.

١٠٦

أسئلة أبيه وأجوبته عنها

ما رواه القوم :

منهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى المتوفى سنة ٤٣٠ في «حلية الأولياء» (ج ٢ ص ٣٥ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عليّ بن المنذر ، ثنا عثمان ابن سعيد ، ثنا محمّد بن عبد الله أبو رجاء الحبطى من أهل تستر ، ثنا شعبة بن الحاج ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث قال : سأل عليّ ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروّة ، فقال : يا بنىّ ما السّداد؟ قال : يا أبت السّداد دفع المنكر بالمعروف ، قال : فما الشرف؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة ، قال : فما المروّة؟ قال : العفاف واصلاح المال قال : فما الرأفة؟ قال : النّظر في اليسير ومنع الحقير ، قال : فما اللؤم؟ قال:إحراز المرء نفسه وبذله عرسه (١) قال : فما السّماح؟ قال : البذل في العسر واليسر قال : فما الشّح؟ قال : أن ترى ما في يدك شرفا وما أنفقته تلفا ، قال : فما الإخاء؟ قال : المواساة في الشدّة والرّخاء ، قال : فما الجبن؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدوّ ، قال : فما الغنيمة؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدّنيا هي الغنيمة الباردة ، قال : فما الحلم؟ قال : كظم الغيظ وملك النّفس ، قال : فما الغنى قال : رضى النّفس بما قسّم الله تعالى لها وإن قلّ ، وإنّما الغنى غنى النّفس ، قال : فما الفقر؟ قال : شره النّفس في كلّ شيء ، قال : فما المنعة؟ قال : شدّة البأس ومنازعة أعزاء النّاس ، قال : فما الذلّ؟ قال : الفزع عند المصدوقة ، قال : فما العىّ؟ قال : العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة ، قال : فما الجرأة؟ قال : موافقة الأقران قال : فما الكلفة؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك ، قال : فما المجد؟ قال : أن تعطى في الغرم

__________________

(١) الظاهر انه غلط ، والصحيح : عرضه ، كما في وسيلة المآل.

١٠٧

وتعفو عن الجرم ، قال : فما العقل؟ قال : حفظ القلب كلّما استوعيته ، قال : فما الخرق؟قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك ، قال : فما السّناء؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح ، قال : فما الحزم؟ قال : طول الأناة والرّفق بالولاة ، قال : فما السّفه؟ قال : اتّباع الدّناة ومصاحبة الغواة. قال : فما الغفلة؟ قال : تركك؟؟ وطاعتك المفسد ، قال : فما الحرمان؟ قال : تركك حظّك وقد عرض عليك ، قال : فمن السيد؟ قال : الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب ، والمتحزّن بأمر عشيرته هو السيّد.

فقال عليّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا فقر أشدّ من الجهل ، ولا مال أعود من العقل.

ومنهم العلامة الحافظ ابن كثير القرشي المتوفى سنة ٧٧٤ في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٣٩ ط مصر) قال :

قال أبو الفرج المعافي بن زكريّا الحريري : ثنا بدر بن الهيثم الحضرمي : ثنا عليّ بن المنذر الطّريفي. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» إلّا أنّه ذكر بدل كلمة : اصلاح المال : اصلاح المرء ماله ، وبدل قوله : فما الرّأفة : فما الدنيّة. وبدل كلمة : المواساة : الوفاء ، وأسقط قوله : هي الغنيمة الباردة ، وذكر بدل قوله : منازعة أعزاء النّاس : مقارعة أشدّ النّاس ، وأسقط قوله : قال : فما العىّ إلى قوله : عند المخاطبة ، وزاد بعد قوله : الرّفق بالولاة ، والاحتراس من النّاس بسوء الظنّ هو الحزم ، قال : فما الشّرف ، قال : موافقة الأخوان وحفظ الجيران.

ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير في «المختار» (ص ٢٠ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل كلمة اللّؤم : المذمّة.

١٠٨

ومنهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم» (ص ١٣٧ نسخة جامعة طهران) قال :

حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا عليّ بن المنذر الطريقي. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» سندا ومتنا ، لكنّه زاد بعد قوله : وحمل الجريرة : وموافقة الإخوان وحفظ الجيران ، وذكر بدل كلمة الرأفة : الدقة ، وبدل كلمة معاداتك : معازتك ، وبدل كلمة الثنا : حسن الثنا.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٧٤ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث ملخّصا لكنّه ذكر بدل كلمة السناء : السودد.

١٠٩

إباؤه عن الاكل مع امه

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفورى الشافعي البغدادي المتوفى بعد ٨٨٤ في كتابه «نزهة المجالس» (ج ١ ص ١٩٩ طبع القاهرة) قال :

كان الحسن رضي‌الله‌عنه لا يأكل مع فاطمة رضي‌الله‌عنها ، فسألته عن ذلك فقال : أخاف أن آكل شيئا سبق إليه نظرك فأكون عاقا لك ، فقالت : كل وأنت في حلّ.

بكائه من هيبة لقاء الله

رواه القوم :

منهم العلامة الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٤ ص ٤٩٤ ط بيروت) قال :

وبكى الحسن بن عليّ عليهما الرّضوان فقيل له : ما يبكيك؟ وقد ضمن لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجنّة ، فقال : إنّي أسلك طريقا لم أسلكها ، وأقدم على سيّد لم أره. وقيل لبشر بن الحارث : كرهت الموت ، فقال : القدوم على الله شديد.

١١٠

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ص ١٣٧ ط الغرى) قال : وأخبرنى أبو العلاء الحافظ بهمدان إجازة ، أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، أخبرنا عليّ بن محمّد ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن محمّد حدّثني يوسف بن موسى ، حدّثني سلم بن أبي حبّة ، حدّثني جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : لمّا حضر الحسن بن عليّ عليهما‌السلام الموت بكى بكاء شديدا ، فقال له الحسين : ما يبكيك يا أخي إنّما تقدم على رسول الله وعليّ وفاطمة وخديجة عليهم‌السلام فهم ولّدوك ، وقد أخبرك الله على لسان نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّك سيّد شباب أهل الجنّة ، وقد قاسمت الله مالك ثلاث مرّات ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرّة حاجّا ، وإنّما أراد أن يطيب نفسه ، قال : فو الله ما زاده إلّا بكاء وانتهابا ، وقال : يا أخي إنّي أقدم على أمر عظيم وهول لم يقدم على مثله قطّ.

خوفه من ربه

رواه القوم :

منهم العلامة المهدى لدين الله الصنعاني في «طبقات المعتزلة» (ص ٨٢ ط بيروت) قال :

قال أبو الحسن : وكان (أى الحسن بن عليّ) من أحسن النّاس وجها وتواضعا وأكثرهم موعظة فبينا هو في طلاقاته حتّى ذكر الموت فتنحدر دموعه ويأخذ في العظة حتّى كأنّه غير ذلك الرّجل.

١١١

كان إذا توضأ تغير لونه من هيبة القيام

بين يدي الله

رواه القوم :

منهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (١٩٣ مخطوط) قال : كان الحسن بن عليّ عليهما‌السلام إذا فرغ من وضوئه تغيّر لونه ، فقيل له ، فقال : حقّ على من أراد أن يدخل على ذى العرش أن يتغيّر لونه.

ومنهم العلامة العارف الشيخ نصر بن محمد السمرقندي الحنفي في «تنبيه الغافلين» (ص ١٩٤ ط القاهرة).

روى أنّ الحسن بن عليّ رضي الله تعالى عنهما كان إذا أراد أن يتوضّأ تغيّر لونه ، فسئل عن ذلك فقال : إنّى أريد القيام بين يدي الملك الجبّار ، وكان إذا أتى باب المسجد رفع رأسه ويقول : «إلهي عبدك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء وقد أمرت المحسن منّا أن يتجاوز عن المسيء ، فأنت المحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم» ثمّ دخل المسجد.

١١٢

ومن عاداته انه كان لا يتكلم بين الفجر

وطلوع الشمس

رواه القوم :

منهم العلامة الزمخشرىّ في «الفائق» (ج ١ ص ٥٢٤ ط دار الكتب العربية في القاهرة) قال :

الحسن بن عليّ عليه‌السلام كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلّم حتّى تطلع الشمس وإن زحزح.

زهده عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٣٨ ط الغرى) قال : كان (أى الحسن بن عليّ) عليه‌السلام من أزهد النّاس في الدّنيا ولذّاتها عارفا بغرورها وآفاتها ، وكثيرا ما كان عليه‌السلام يتمثل بهذا البيت شعرا :

يا أهل لذّات دنيا لا بقاء لها

إنّ اغترارا بظلّ زائل حمق

١١٣

ومن عاداته أنه كان يقرأ الكهف إذا

أوى الى فراشه

رواه القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ١٧٣ ط مصر).

روى مغيرة بن مقسم ، عن امّ موسى ، كان الحسن بن عليّ إذ آوى إلى فراشه قرأ الكهف.

تواضعه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة العارف الشهير أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري النيشابوري الشافعي المتوفى سنة ٤٦٥ في كتابه «الرسالة القشيرية» (ص ٧٧ ط مصر) قال :

ومرّ الحسن بن عليّ رضي‌الله‌عنهما بصبيان معهم كسر خبز فاستضافوه فنزل وأكل معهم ثمّ حملهم إلى منزله وأطعمهم وكساهم وقال : اليد لهم لأنّهم لم يجدوا غير ما أطعمونى ونحن نجد أكثر منه.

ومنهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي البغدادي في «شرح النهج» (ج ٣ ص ٦٦ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّسالة القشيريّة» لكنّه ذكر بدل كلمة اليد :

الفضل.

ومنهم العلامة ابن الصبان المصري في «إسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ، ص ١٩٩ ط مصر).

١١٤

روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدّم عن «الرّسالة القشيرية».

حلمه

ونروى في ذلك أحاديث :

الاول

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٣٧ طبع عبد اللطيف بمصر) قال :

أخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق ، أنّه لم يسمع منه كلمة فحش إلّا مرّة كان بينه وبين عمرو بن عثمان بن عفّان خصومة في أرض فقال : ليس له عندنا إلّا ما أرغم أنفه ، قال : فهذه أشدّ كلمة فحش سمعتها منه.

ومنهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٣٩ ط مصر) قال :

قال محمّد بن سعد : أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن محمّد بن إسحاق قال : ما تكلّم عندي أحد كان أحبّ إلىّ إذا تكلّم أن لا يسكت من الحسن بن عليّ ، ثمّ ساق كلامه بعين ما تقدّم عن «الصواعق المحرقة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المصري في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ، ص ٢٠٠ ط مصر).

١١٥

روى الحديث من طريق ابن سعد ، عن عمير بن إسحاق بعين ما تقدّم عن «الصواعق» (١).

الثاني

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفورى البغدادي المتوفى بعد ٨٨٤ في كتابه «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٢٠٩ طبع القاهرة) قال : وقال الحسن بن عليّ رضي‌الله‌عنهما : لو شتمني أحد في إحدى اذنى ثمّ اعتذر في الأخرى لقبلت.

__________________

(١) وقال العلامة المعاصر الشيخ محمد رضا المصري في «الحسن والحسين» (ص ٨ ط القاهرة):

كان الحسن حليما ، كريما ، ورعا ، ذا سكينة ووقار وحشمة ، جوادا ، ممدوحا ميالا للسلم ، يكره الفتن ، واراقة الدماء ، ما سمعت منه كلمة فحش قط.

وقال العلامة السفاريني الحنبلي في «شرح ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٥٥٨ ط دمشق): وقد كان الحسن رضي‌الله‌عنه له مناقب كثيرة ، وكان سيدا حليما ، ذا سكينة ووقار وحشمة ، وجود ممدحا يكره الفتن.

١١٦

الثالث

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد في «مقتل الحسين» (ص ١٢٧ ط الغرى) قال :

وقيل : كان للحسن بن عليّ عليه‌السلام شاة تعجبه فوجد ما يوما مكسورة الرّجل فقال للغلام : من كسر رجلها؟ قال : أنا ، قال : لم؟ قال : لأغمنّك ، قال الحسن : لا فرحتك أنت حرّ لوجه الله تبارك وتعالى.

وفي رواية أخرى : قال : لأغمّن من أمرك بغمّي ، يعني أنّ الشّيطان أمره أن يغمّه.

الرابع

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد في «الكامل» (ج ٢ ص ٦٣ ط مصر) قال :

ويحدّث ابن عائشة ، عن أبيه ، أنّ رجلا من أهل الشّام دخل المدينة فقال : رأيت رجلا على بغلة لم أر أحسن وجها ولا أحسن لباسا ولا أفره مركبا منه فسألت عنه فقيل لي : الحسن بن عليّ بن أبي طالب فامتلأت له بغضا فصرت إليه فقلت : أأنت ابن أبي طالب فقال : أنا ابن ابنه فقلت له : فيك وبك وبأبيك أسبّهما ، فقال :

١١٧

أحسبك غريبا ، قلت : أجل ، فقال : إنّ لنا منزلا واسعا ومعونة على الحاجة ومالا نواسى منه فانطلقت وما أجد على وجه الأرض أحبّ إلىّ منه.

وفي (ج ١ ص ٢٣٥ ، الطبع المذكور).

رواه عن ابن عائشة بعين ما تقدّم عنه أوّلا لكنّه زاد بعد قوله لم أر أحسن وجها : ولا سمتا ، وقبل قوله فصرت إليه : وحسدت عليّا أن يكون له ابن مثله وذكر بدل قوله : أنّ لنا منزلا : قل فمل بنا فإن احتجت إلى منزل أنزلناك أو إلى مال آسيناك أو إلى حاجة عاونّاك ، قال : فانصرفت عنه وو الله ما على الأرض أحد أحبّ إلىّ منه.

ومنهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ١٦٩ مخطوط).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الكامل».

ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد اخطب خوارزم المتوفى ٥٦٨ في «مقتل الحسين» (ص ١٣١ ط الغرى) قال : وقال رجل من أهل الشّام : قدمت المدينة بعد صفّين فرأيت رجلا حضرنا فسألت عنه فقيل : الحسن بن عليّ فحسدت عليّا أن يكون له ابن مثله ، فقلت له : أنت ابن أبي طالب ، قال : أنا ابن ابنه ، فقلت له : بك وبأبيك فشتمته وشتمت أباه وهو لا يرد شيئا ، فلمّا فرغت أقبل عليّ وقال : أظنّك غريبا ولعلّ لك حاجة فلو استعنت بنا لأعناك ولو سألتنا لأعطيناك ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك قال الشّاميّ : فولّيت عنه وما على الأرض أحد أحبّ إلىّ منه فما فكرت بعد ذلك فيما صنع وفيما صنعت إلّا تصاغرت إلى نفسي.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ٦٧ ط طهران).

روى الحديث عن ابن عائشة بمثل ما تقدّم لكنّه ذكر بعد قوله فقلت أجل

١١٨

فقال : فمل معي إن احتجت إلى منزل أنزلناك وإلى مال أرفدناك وإلى حاجة عاونّاك فاستحييت والله منه وعجبت من كرم خلقه فانصرفت وقد صرت أحبّه مالا أحبّ غيره.

ومنهم العلامة النسابة الشيخ أحمد بن شهاب الدين عبد الوهاب النويرى المصري المتوفى سنة ٧٣٢ في كتابه «نهاية الارب» (ج ٦ ص ٥٢ طبع القاهرة) قال :

حكى صاحب العقد ، عن ابن عائشة ، أنّ رجلا من أهل الشّام دخل المدينة قال : فرأيت رجلا راكبا على بغلة لم أر أحسن وجها ولا سمتا ولا ثوبا ولا دابّة منه قال : فمال قلبي إليه فسألت عنه ، فقيل : هذا الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، فامتلأ قلبي بغضا له وحسدت عليّا أن يكون له ولد مثله ، فصرت إليه فقلت : أنت ابن أبي طالب؟ قال : أنا ابن ابنه ؛ فقلت : قلت فيك وفي أبيك أشتمهما ، فلمّا انقضى كلامي قال : أحسبك غريبا ، فقلت : أجل ، قال : فإن احتجت إلى منزل أنزلناك أو إلى مال آسيناك أو إلى حاجة عاونّاك ، فانصرفت وما على الأرض أحبّ إلىّ منه.

الخامس

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ عبد الرحمن جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «تاريخ الخلفاء» (ص ١٩٠ ط السعادة بمصر) قال :

وأخرج ابن سعد ، عن عمير بن إسحاق قال : كان مروان أميرا علينا فكان يسبّ عليّا كلّ جمعة على المنبر وحسن يسمع فلا يردّ شيئا ، ثمّ أرسل إليه رجلا يقول له : بعليّ وبعليّ وبعليّ وبك وبك وما وجدت مثلك إلّا مثل البغلة يقال لها من أبوك ، فتقول امّى الفرس ، فقال له الحسن : ارجع إليه فقل له : إنّى والله لا أمحو عنك

١١٩

شيئا ممّا قلت بأنّ أسبّك ولكن موعدي وموعدك الله ، فإن كنت صادقا جزاك الله بصدقك ، وإن كنت كاذبا فالله أشدّ نقمة.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٣٧ ط عبد اللطيف بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ الخلفاء» إلّا أنّه أسقط قوله : يقول له : إلى قوله : فقال له الحسن.

ومنهم العلامة الشيخ على بن برهان الحلبي في «السيرة الحلبية» (ج ٣ ص ٢٨٩ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الصواعق». وروى الحديث أيضا بعين ما تقدّم عن «تاريخ الخلفاء» إلّا أنّه أسقط قوله : ثمّ أرسل إلى آخر كلام مروان.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٩٢ ط اسلامبول).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الصواعق».

ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الأمر تسرى في «أرجح المطالب» (ص ٢٧٤ ط لاهور).

ومنهم الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ٥٣ ط الازهرية بمصر) قال :

ثمّ رحل الحسن رضي‌الله‌عنه عن الكوفة إلى المدينة فأقام بها فصار أميرها مروان يسبّه ويسبّ أباه على المنبر وغيره ويبالغ في أذاه بما الموت دونه وهو صابر محتسب.

١٢٠