تراثنا ـ العدد [ 21 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 21 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤

١١ ـ الخير فيما وقع :

وأخيرا .. فإن ما جرى في عرفة ، وإظهار هؤلاء الناس على حقيقتهم ، وما رافق ذلك من فوائد ، وعوائد أشير إليها ، قد كان ضروريا ولازما ، للحفاظ على مستقبل الدعوة ، وبقائها ، فقد عرفت الأمة الوفي من المتآمر ، والمؤمن الخالص ، من غير الخالص ، وفي ذلك النفع الكثير والخير العميم.

(فعسى أن تكرهوا شيئا ، ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) (٩٤).

وصدق الله ورسوله ، وخاب من افترى ..

و (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (٩٥).

والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

جعفر مرتضى العاملي

__________________

(٩٤) النساء ٤ : ١٩.

(٩٥) الفتح ٤٨ : ١٠.

١٦١

المصادر والمراجع

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ الاحتجاج ، للطبرسي ، طبعة سنة ١٣٨٦ ه. ق.

٣ ـ إحقاق الحق (الملحقات) للمرعشي النجفي ، طبعة قم ـ إيران.

٤ ـ إرشاد الساري ، للقسطلاني ، طبعة سنة ١٣٠٤ ه. ق ـ دار المعرفة ـ بيروت / لبنان ـ.

٥ ـ أسد الغابة ، لابن الأثير الجزري ، طبعة سنة ١٣٨٠ ه. ق ـ ثم انتشارات إسماعليان ـ طهران ـ إيران.

٦ ـ إعلام الورى ، للطبرسي ، طبعة سنة ١٣٩٠ ه. ق ـ الحيدرية ـ النجف الأشرف.

٧ ـ الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني.

٨ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد ، من منشورات جماعة المدرسين ـ قم ـ إيران.

٩ ـ الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة ، طبعة سنة ١٣٨٨ ه. ق ، مصر.

١٠ ـ أنساب الأشراف ، للبلاذري ، بتحقيق المحمودي ، طبعة سنة ١٣٩٤ بيروت ـ لبنان.

١١ ـ الأوائل ، لأبي هلال العسكري ، طبعة سنة ١٩٧٥ م ، دمشق ـ سوريا.

١٢ ـ الايضاح ، لابن شاذان ، طبعة سنة ١٣٩٢ ه. ق ـ جامعة طهران ـ إيران.

١٣ ـ بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي ـ طبعة دار الوفاء ، بيروت ـ لبنان.

١٤ ـ البرهان في تفسير القرآن ، للبحراني ـ دار الكتب العلمية ـ قم ـ إيران.

١٥ ـ بهج الصباغة ، للتستري ، طبعة سنة ١٣٩٠ ه. ق. مكتبة الصدر ـ طهران ـ إيران.

١٦ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، نشر دار الكتاب العربي ، بيروت ـ لبنان.

١٧ ـ تاريخ الخلفاء ، للسيوطي ، طبعة سنة ١٣٧١ ه. ق ـ مصر.

١٨ ـ تاريخ المدينة ، لابن شبة ، طبعة سنة ١٤١٠ ه. ق. دار الفكر ـ قم ـ إيران.

١٩ ـ تاريخ اليعقوبي ، لابن واضح ، طبعة دار صادر ـ بيروت ـ لبنان.

٢٠ ـ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ، من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) طبعة بيروت ـ لبنا ن.

٢١ ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، طبعة سنة ١٣٨٣ ه. ق ـ النجف الأشرف ـ العراق.

١٦٢

٢٢ ـ تفسير العياشي ، نشر المكتبة العلمية الإسلامية ، طهران ـ إيران.

٢٣ ـ تلخيص المستدرك على الصحيحين ، للذهبي ، مطبوع بهامش المستدرك نفسه في الهند ، سنة ١٣٤٢ ه. ق.

٢٤ ـ الجامع الصحيح ، للترمذي ، نشر المكتبة الإسلامية ، للحاج رياض الشيخ.

٢٥ ـ حديث الثقلين ، للشيخ قوام الدين الوشنوي ، طبعة دار التقريب القاهرة.

٢٦ ـ حلية الأولياء ، لأبي نعيم ، طبعة سنة ١٣٨٧ ه. ق ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان ـ.

٢٧ ـ الخصال ، للشيخ الصدوق ، طبعة سنة ١٤٠٣ ه ـ ق ، منشورات جماعة المدرسين ـ قم ـ إيران.

٢٨ ـ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ، منشورات مكتبة بصيرتي ، سنة ١٣٩٧ ه. ق ، قم ـ إيران.

٩ ٢ ـ روضة الواعظين ، للفتال النيسابوري ، طبعة الحيدرية ، سنة ١٣٨٦ ه. ق ـ النجف الأشرف ـ العراق.

٣٠ ـ سنن ابن ماجة ، طبعة سنة ١٣٧٣ ه. ق.

٣١ ـ سنن أبي داود ، نشر دار إحياء السنة النبوية.

٣٢ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، طبعة سنة ١٣٨٥ ه. ق ـ مصر ـ.

٣٣ ـ شواهد التنزيل ، للحسكاني ، طبعة الأعلمي ـ بيروت ـ سنة ٣٩٣ ١ ه. ق.

٣٤ ـ صحيح البخاري ، طبعة سنة ٣٠٩ ه. ق ـ مصر ـ.

٣٥ ـ صحيح مسلم. طبعة محمد علي صبيح وأولاده ـ مصر ـ.

٣٦ ـ الصواعق المحرقة ، لأحمد بن حجر الهيثمي المكي ، دار الطباعة المحمدية ـ القاهرة.

٣٧ ـ العمدة ، لابن البطريق ، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، سنة ١٤٠٧ ه. ق ـ قم ـ إيران.

٣٨ ـ عيون الأخبار ، لابن قتيبة ـ دار الكتب ، مصر.

٣٩ ـ الغارات ، للثقفي ، طبعة مطبعة الحيدري ـ إيران.

٤٠ ـ الغدير ، للعلامة الأميني ، طبعة سنة ١٣٩٧ ه. ق ، دار الكتاب العربي ، بيروت ـ لبنان.

٤١ ـ الغيبة ، للطوسي ، مطبعة النعمان ، سنة ١٣٨٥ ه ـ ق النجف الأشرف ـ العراق.

٤٢ ـ الغيبة ، للنعماني ، مكتبة ا لصدوق ، طهرا ن ـ إيران.

١٦٣

٤٣ ـ فتح الباري ، للعسقلاني ، نشر دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان.

٤٤ ـ فرائد السمطين ، للجويني ، طبعة بيروت.

٤٥ ـ قاموس الرجال ، للتستري ، طبعة طهران ـ مركز نشر الكتاب.

٤٦ ـ الكافي ـ الأصول ـ المطبعة الإسلامية ١٣٨٨ ه. ق ـ إيران.

٤٧ ـ كتاب سليم بن قيس ، طبعة سنة ١٤٠٧ ه. ق ، مؤسسة البعثة ، طهران ـ إيران.

٤٨ ـ كشف الغمة ، للإربلي رحمة الله عليه ، المطبعة العليمة ـ قم ـ إيران.

٤٩ ـ كفاية الأثر ، للخزاز القمي ، طبعة سنة ١٤٠١ ه. ق. مطبعة الخيام ـ قم ـ إيران.

٥٠ ـ كفاية الطالب ، للكنجي الشافعي ، المطبعة الحيدرية ، سنة ١٣٩٠ ه. ق النجف الأشرف العراق.

٥١ ـ إكمال الدين ، للشيخ الصدوق ـ طبعة سنة ١٣٩٥ ه. ق. طهران ـ إيران.

٥٢ ـ كنز العمال ، للمتقي الهندي ، طبعة الهند ، سنة ١٣٨١ ه. ق.

٥٣ ، ـ كنز الفوائد ، للكراجكي ، طبعة حجرية.

٥٤ ـ لسان العرب ، لابن منظور ، طبعة دار صادر ، بيروت ـ لبنان.

٥٥ ـ مجمع البيان (تفسير) ، للطبرسي ، طبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.

٦ ٥ ـ مجمع الزوائد ، للهيثمي ، طبعة سنة ٩٦٧ ١ م.

٥٧ ـ مر وج الذهب ، للمسعودي ، طبعة دار الأندلس ـ بيروت.

٥٨ ـ المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ، طبعة الهند ، سنة ١٣٤٢ ه. ق.

٥٩ ـ المسترشد في الإمامة ، لابن جرير بن رستم الطبري ، طبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ العراق.

٦٠ ـ مسند أبي عوانة : طبعة الهند ، سنة ١٣٦٢ ه. ق.

٦١ ـ مسند أحمد بن حنبل ، طبعة مصر ، سنة ١٣١٣ د. ق.

٦٢ ـ معرفة الصحابة ، مخطوط ، في مكتبة طوب ، قپوسراي.

٦٣ ـ مقتل الحسين ، للخوارزمي ، منشورات مكتبة المفيد ، قم ـ إيران.

٦٤ ـ مكاتيب الرسول ، للأحمدي ، طبعة سنة ١٣٧٩ ه. ق ـ المطبعة العلمية قم ـ إيران.

٦٥ ـ المناقب ، للخوارزمي ، طبعة الحيدرية ، في النجف الأشرف ـ سنة ١٣٨٥ ه. ق.

٦٦ ـ مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب ، طبعة مصطفوي ـ إيران.

١٦٤

٦٧ ـ مناقب علي بن أبي طالب ، لابن المغازلي ـ المطبعة الاسلامية سنة ١٣٩٤ ه. ق ، طهران ـ إيران.

٦٨ ـ منتخب الأثر ، للطف الله الصافي ، طبعة إيران ـ مكتبة الصدر.

٦٩ ـ منحة المعبود ، في ترتيب مسند الطيالسي ـ للساعاتي ، طبعة مؤسسة مكة للطباعة والإعلام ـ مكة المكرمة ـ الحجاز.

٧٠ ـ الموفقيات ، للزبير بن بكار طبعة سنة ١٩٧٢ م.

٧١ ـ ميزان الاعتدال ، للذهبي ، طبعة دار المعرفة ـ بيروت.

٧٢ ـ نزل الأبرار للبدخشاني الحارثي ـ طبعة سنة ١٤٠٣ ه. ق طهران ـ إيران.

٧٣ ـ النهاية في اللغة ، لابن الأثير ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٧٤ ـ نهج البلاغة ، (جمع الشريف الرضي رحمه‌الله تعالى) طبعة الاستقامة ، بشرح عبده.

٧٥ ـ نهج السعادة ، الطبعة الأولى ، بيروت ـ لبنان.

٧٦ ـ نور الأبصار للشبلنجي الشافعي ، طبعة مصر ـ المطبعة اليوسفية.

٧٧ ـ ينابيع المودة ، للقندوزي الحنفي ، طبعة إسلامبول ـ تركيا ـ سنة ١٣٠٩ ه. ق.

وثمة مصادر عديدة أخرى تعلم من هوامش البحث.

* * *

١٦٥

الغدير

في التراث الإسلامي

السيد عبد العزيز الطباطبائي

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتاد المحدثون والحفاظ ـ خاصة القدامى منهم ـ أنهم إذ رأوا حديثا كثرت طرقه وتوفرت أسانيده وتنوعت وتجمعت لديهم وفرة من الطرق والروايات بألفاظ مختلفة أو متقاربة أفردوه بالجمع والتأليف ودونوه في جزء يخصه مثل حديث الطير وحديث رد الشمس وغير ذلك ، وقد تقدم في الأعداد السابقة ـ من موضوع أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ـ من ذلك الشئ الكثير ، ومن ذلك حديث الغدير وهو أولاها بذلك وأكثرها إسنادا وطرقا.

وكان هذا الأمر في القدامى منهم أكثر من غيرهم ولذلك ترى التأليف في حديث الغدير ـ مثلا ـ في القرن الرابع أكثر منه في القرون التي تليه.

ومكتبة الغدير في التراث الإسلامي أصبحت على مر العصور مكتبة غنية تستحق العناية بالسرد والعرض ثم الدراسة والبحث ، فقد أفرده بالتأليف كثير من العلماء والمحدثين والكتاب والمؤرخين والمتكلمين

وهذا عرض متواضع حسب التسلسل التأريخي ولما ألفوه في هذا الصدد على اختلاف قومياتهم ولغاتهم ومبادئهم واتجاهاتهم ، ولذلك اخترت لمقالي هذا عنوان :

١٦٦

الغدير في في التراث الإسلامي ليعم الجميع.

ونحن نذكر هنا ما بلغه علمنا ونالته يدنا ، ونحن على يقين بأن ما غاب عنا علمه أو كتم عنا خبره أكثر وأكثر مما عثرنا عليه واحتفظ لنا التاريخ ولي بمجرد اسمه وعنوانه.

وهذا مبلغ علمي وما نالته يدي من ذلك ، والله من وراء القصد ، وهو ولي التوفيق والهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل ، وهو نعم المولى ونعم الوكيل.

السيد عبد العزيز الطباطبائي

١٦٧

القرن الثاني

جز فيه خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير

١ ـ للخليل بن أحمد الفراهيدي ، وهو أبو عبد الرحمن اليحمدي العتكي الأزدي البصري ، صاحب كتاب «العين» وواضع علم العروض (١٠٠ ـ ١٧٥ ه).

ذكره أبو غالب الزراري أحمد بن محمد بن سليمان ـ المتوفى سنة ٣٦٨ ه ـ في رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله ابن أحمد ، يترجم له فيها أسرته ، ويجيزه رواية كتبه وسماعاته ورواياته ، وعد هذا في ما أجاز له روايته ، فقال في ص ٨٣ : «جز فيه خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رواية الخليل ، كان وابن عمك حضرا بعض سماعه».

وذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ٥ / ١٠١ وقال : «جز في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الغدير برواية الخليل بن أحمد النحوي ، المتوفى سنة ١٧٠ ، سمعه الشيخ أبو غالب الزراري عن مشايخه».

ومما يظهر أنه روى الخطبة بطولها من التابعين أو أتباع التابعين ثم أضاف إليها بعض الشروح اللغوية وفسر غريبه ، فأصبح جزء ينسب إليه يتداولونه بالرواية وا لسماع والإجازة.

وقال الذهبي في ترجمة الخليل من سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٣٠ : «حدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان».

وراجع مصادر ترجمة الخليل المذكورة بهامش سير أعلام النبلاء وأضف إلى ذلك أيضا رياض العلماء ٢ / ٢٤٩ ، تأسيس الشيعة الكرام لجميع فنون الإسلام (فن العروض) : ١٧٨ ، ومعجم رجال الحديث ٧ / ٧٦ ، وروضات الجنات ٣ / ٢٨٩ ، وتنقيح المقال ٢ / ١ ٠ ٤ ، وترجمته المطولة في أعيان الشيعة ٠ ٣ / ٥٠ ـ ١ ٩ ، وفي طبعة دار التعارف ٦ / ٣٣٧ ـ ٣٤٦ وتهذيب الكمال للمزي ٨ / ٢٦ ـ ٣٣٣ ، قاموس الرجال ٤ / ٩ ٢ ـ ٣١.

١٦٨

القرن الثالث

كتاب الولاية

٢ ـ للطاطري ، وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الطائي الجرمي الكوفي المعروف بالطاطري لبيعه ثيابا يقال لها : الطاطرية.

ترجم له أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه وشيخ الطائفة الطوسي ـ المتوفى سنة ٠ ٤٦ ه ـ في فهرسيهما ، فقال الأول منهما في رقم ٦٦٧ : «وكان فقيها ، ثقة في حديثه ، وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم ، وهو أستاذ الحسن ابن محمد بن سماعة الصيرفي الحضرمي ، ومنه تعلم ، وكان يشركه في كثير من الرجال ...».

ثم عدد كتبه وننتقي منها : «كتاب التوحيد ، الإمامة ، المتعة ، الغيبة ، المناقب ، الولاية ، الإمامة.

أخبرنا أبو عبد الله ابن شاذان ، قال : حدثنا علي بن حاتم ، قال : حدثنا محمد بن ثابت ، قال : حدثنا علي بن الحسن بكتبه كلها.

وأخبرنا أحمد بن محمد بن هارون ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد [ابن عقدة] ، قال : حدثنا أحمد بن عمر بن كيسبة ومحمد بن غالب ، قالا : حدثنا علي بن الحسن بكتبه كلها».

وقال شيخ الطائفة في رقم ٣٩٢ : «كان واقفيا شديد العناد في مذهبه! صعب العصبية على من خالفه من الإمامية! وله كتب كثيرة في نصرة مذهبه ، وله كتب في الفقه ، رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم ، فلأجل ذلك ذكرناها ، منها ... كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ... كتاب الولاية .. وقيل : إنها أكثر من ثلاثين كتابا.

أخبرنا برواياته كلها أحمد بن عبدون ، عن أبي الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي [ابن الكوفي] ، عن علي بن الحسن بن فضال وأبي الملك أحمد بن عمر بن كيسبة النهدي جميعا ، عن علي بن الحسن الطاطري».

١٦٩

وترجم له أيضا في كتاب الرجال في أصحاب الكاظم عليه‌السلام برقم ٤٦.

وذكره أيضا في كتاب «عدة الأصول» قال : «ولأجل ذلك [وثاقة الراوي] عملت الطائفة بما رواه بنو فضال وبنو سماعة والطاطريون».

وترجم له رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ـ في «معالم العلماء» رقم ٤٣٧ وعدد كتبه وسمى منها : «فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الولاية ...».

وذكر كتابه هذا شيخنا رحمه‌الله في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٤٣ رقم ٨٣٢.

وله ترجمة في تنقيح المقال ٢ / ٢٧٨ رقم ٠ ٨٢٢ ، ومعجم رجال الحديث ١١ / ٣٤٤١ ، وراجع ترجمته ومصادرها في «أحسن التراجم في أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام» للشبستري ١ / ٤٠٠ رقم ٣٠٣ فقد استقصى ووفى وكفى.

كتاب في حديث الغدير

٣ ـ لأبي جعفر البغدادي ، من أعلام القرن الثالث.

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي عثمان سعيد بن محمد بن صبيح المغربي ـ المتوفى سنة ٣٠٢ ه ـ فقال في ١٤ / ٢٠٦ : «بينا سعيد ابن الحداد جالس أتاه رسول عبيد الله ـ يعني المهدي ـ قال : فأتيته وأبو جعفر البغدادي واقف ... فإذا بكتاب لطيف! فقال لأبي جعفر : أعرض الكتاب على الشيخ ، فإنه (حديث غدير خم) قلت : هو صحيح وقد رويناه ...».

أقول : عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب ، بويع في القيروان بيعة عامة سنة ٩٧ ٢ ه ، وابن صبيح المغربي توفي سنة ٢ ٠ ٣ ه ، فالكتاب مما ألف في القرن الثالث ، وأبو جعفر البغدادي لم أهتد إلى معرفته ، فلا هو الإسكافي لأنه توفي سنة ٢٤٠ ه ، ولا هو الطبري صاحب التاريخ ـ وإن كان له كتاب في حديث الغدير ـ لأنه لم يرحل إلى المغرب.

١٧٠

القرن الرابع

كتاب الولاية

في جمع طرق حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»

٤ ـ لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه).

قال ياقوت في ترجمة الطبري من معجم الأدباء ٦ / ٤٥٢ عند عد مؤلفاته : «وكتاب فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، تكلم في أوله بصحة الأخبار الواردة في غدير خم ثم تلاه بالفضائل ولم يتم!».

وقال في ص ٤٥٥ وهذا نص ياقوت ، على أن الطبري صحح في سبب تأليفه لهذا الكتاب : «وكان إذا عرف من إنسان بدعة أبعده وأطرحه ، وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم!!». وبلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل علي بن أبي طالب ، وذكر طرق حديث خم ، فكثر الناس لاستماع ذلك ...».

وذكره الذهبي في ترجمة الطبري من تذكرة الحفاظ : ٧١٣ ، وحكى عن الفرغاني أنه قال : «ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم! عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث ثم قال :

قلت : رأيت مجلدا من طرق هذا الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق!».

أقول : يظهر من كلام الذهبي هذا أن الكتاب في أكثر من مجلد ، وإنما رأى الذهبي مجلدا منه ، وكان فيه من الطرق الصحيحة كثرة هائلة بحيث أدهش حافظا مثل الذهبي!

ولظهر من رسالة الذهبي في حديث «من كنت مولاه» أنه حصل فيما بعد على

١٧١

المجلد الثاني من كتاب الطبري ، فقد جاء فيها في الحديث ٦١ : «قال محمد بن جرير الطبري في المجلد الثاني من كتاب غدير خم له ، وأظنه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيع! فقال : حدثني محمد بن حميد الرازي ...».

وترى هذا الذي عنده من طرق حديث الغدير الكثرة الهائلة التي استغرقت مجلدين ، ومجلد واحد منهما أدهش الحافظ الذهبي.

هذا الرجل ، مع هذا العلم الجم ، تراه في تاريخه يهمل هذا الحدث التاريخي العظيم العظيم! ولا يشير إلى الغدير من قريب ولا بعيدة!! لأن التاريخ يكتب كما يشاؤه الحكام.

ولكن لما بلغه أن بعض مناوئيه ومنافسيه ـ كابن أبي داود البربهاري وأمثالهما من الحنابلة ـ أنكر حديث الغدير ثارت حفيظته وأظهر من علمه ما كتم ردا على منافسه! وإبانة لجهله ، وليفضحه في الملأ ، فروى حديث الغدير في هذا الكتاب من خمس وسبعين طريقا ، وأضاف إليه مناقب أخرى كثيرة كان كتمها! كمناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الشورى ، وحديث الطير وأمثاله مما تجده في كتاب «شرح الأخبار» للقاضي نعمان المصري ـ المتوفى سنة ٣٦٦ ـ وهو قريب من عصر الطبري ، ولعله نثر كتابه كله في «شرح الأخبار» ولو كان نقل أحاديثه ، بأسانيدها لكان قد احتفظ لنا بكتاب الطبري بكامله.

ولاشتماله على فضائل كثيرة سماه السيد ابن طاوس في ما ينقل عنه في كتاب اليقين. «مناقب أهل البيت عليهم‌السلام».

ومن ناحية أخرى .. حيث ألف الطبري كتابه هذا ردا على إنكار بعض الحنابلة سماه بعضهم «الرد على الحرقوصية» أي الحنابلة ، نسبة إلى حرقوص بن زهير الخارجي.

فهذا أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ـ ذكره في فهرسه برقم ٨٧٩

١٧٢

قائلا : «محمد بن جرير أبو جعفر الطبري ، عامي ، له كتاب الرد على الحرقوصية ، ذكر طرق خبر يوم الغدير.

أخبرنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد ، حدثنا أبي ، قال حدثنا محمد بن جرير بكتابه الرد على الحرقوصية».

ولكن شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ـ ذكره في فهرسه بأسم : «كتاب غدير خم» مما فقال في رقم ٦٥٤. «محمد بن جرير الطبري ، يكنى أبا جعفر ، صاحب التاريخ ، عامي ، له كتاب (خبر) غدير خم وشرح أمره ، تصنيفه.

أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن ابن كامل ، عنه».

وهذا هو المشهور كما عبر عنه الذهبي حين نقل عنه غير مرة في كتابه في حديث «من كنت مولاه» كما تقدم.

وروى الذهبي في رسالته عن كتاب الطبري هذا في الأرقام ٠ ٢ ، ٣٣ ، ١ ٤ ، ٢ ٦ ، ٧٢ ، ١٠٨.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١١ / ١٤٦ في ترجمة الطبري : «إني رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين».

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٩ في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام والكلام عن حديث الغدير : «وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر [أي ابن عقده] صححه».

ولنا مع الطبري وكتابه هذا كلام طويل عريض نكله إلى محله في حرف الواو من مقالنا «أهل البيت في المكتبة العربية» فسوف نذكره هناك باسم : «كتاب الولاية» كما يعبر عنه ، ولو وفق الله سبحانه لاستيفاء الكلام فيه ولربما شغل وحده مقالا بكامله ، والله ولي التوفيق.

١٧٣

خصائص الغدير

٥ ـ أو خصائص يوم الغدير ، للكليني ، وهو ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الأعور الرازي ثم البغدادي السلسلي ، مؤلف كتاب «الكافي في الحديث» المتوفى ببغداد في شعبان سنة ٣٢٨ ه.

ترجم له شيخ الطائفة الشيخ أبو جعفر الطوسي ـ قدس الله نفسه ـ في «الفهرست» برقم ٦٠٣ وقال : «ثقة عارف بالأخبار له كتب ...».

وترجم له أيضا في كتاب «الرجال» ص ٤٥٩ قائلا : «جليل القدر عالم بالأخبار وله مصنفات».

وترجم له أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه ـ في «الفهرست» برقم ١٠٢٦ وقال. «شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم المعروف بالكليني ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنف الكتاب الكبير يسمى الكافي في عشرين سنة ، شرح كتبه : كتاب العقل ...

وله غير كتاب الكافي ، كتاب الرد على القرامطة ، كتاب رسائل الأئمة عليهم السلام ، كتاب تعبير الرؤيا ، كتاب الرجال ، كتاب ما قيل في الأئمة عليهم‌السلام من الشعر.

كنت أتردد إلى المسجد المعروف اللؤلؤي ـ وهو مسجد نفطويه النحوي ـ أقرأ القرآن على صاحب المسجد ، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب ، حدثكم محمد بن يعقوب الكليني ...».

وهكذا تجد الثناء عليه بكل تجلة وتبجيل في كل كتبنا الرجالية والحديثية وأينما جرى له ذكر في غيرها ، ولكن المصادر العامية بين مهمل له كالخطيب والسمعاني وياقوت وابن الجوزي وما شاكل ، وبين ذاكر له بكل إيجاز! فالخطيب لفرط تعصبه لم

١٧٤

يترجم له في تاريخ بغداد على أنه انتقل إليها وأقام بها إلى آخر عمره ، وأملى الحديث بها إلى أن توفي ودفن بها ، وقبره بها معروف مزور.

مع ذلك كله أهمله! كما أهل الشيخ أبا جعفر الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه وأبا العباس النجاشي ـ المتوفى ٤٥٠ ه وهما من معاصريه ومعايشيه ، ويشتركان معه في كثير من مشايخه ، ولعلهم كانوا يتلاقون ويلتقون كل يوم في حلقات سماع الحديث على مشايخ بغداد.

نعم ترجم للكليني عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري المتوفى سنة ٤٠ ه «المؤتلف والمختلف» وضبطه بضم الكاف وقال : «من الشيعة المصنفين ، مصنف على مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ٧ / ١٨٦ معاصر الخطيب وهو ابن ماكولا في الإكمال فقال : أما الكليني ـ بضم الكاف ، وإمالة اللام ، وقبل الياء نون ـ فهو أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي ، من فقهاء الشيعة والمصنفين في مذهبهم ، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره ، وكان ينزل بباب الكوفة في درب السلسلة في بغداد ، وتوفي بها سنة ٣٢٨ ، ودفن بباب الكوفة في مقبرتها».

وترجم له ابن عساكر في تاريخه ١٦ / ١٣٧ وقال : «أبو جعفر الكليني الرازي ، من شيوخ الرافضة ، قدم دمشق ، وحدث ببعلبك عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي ومحمد بن أحمد الخفاف النيسابوري وعلي بن إبراهيم بن هاشم.

روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى ... وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم وأبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي وعبد الله بن محمد بن ذكوان».

ثم روى عنه بإسناده عن الصادق عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله».

وذكره أبو السعادات ابن الأثير الجزري في المجددين على رأس المائة الثالثة فقال في «جامع الأصول» ١١ / ٣٢٣ : «وأما من كان على رأس المائة الثالثة : فمن أولي الأمر المقتدر بأمر الله! ومن الفقهاء وأبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية».

١٧٥

وترجم له أخوه عز الدين في الكامل ٨ / ٣٦٤ قال في وفيات سنة ٣٢٨ ه : «وفيها توفي محمد بن يعقوب .. أبو جعفر الكليني وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم».

وأثنى عليه الذهبي في المشتبه ٢ / ٥٥٣ قائلا : «محمد بن يعقوب الكلي من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر».

وأطراه بأكثر من هذا في سير أعلام النبلاء حيث ترجم له في ١٥ / ٢٨٠ وقال : «شيخ الشيعة وعالم الإمامية ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني ، بنون».

روى عنه أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره ، وكان ببغداد ، وبها توفي ، وقبره مشهور ...

وترجم لها الصفدي في الوافي بالوفيات ٥ / ٢٢٦ وقال : «محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني ... من أهل الري ، سكن بغداد إلى حين وفاته ، وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم.

حدث عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي ومحمد بن أحمد الخفاف النيسابوري وعلي بن إبراهيم بن هاشم ، توفي سنة ٣٢٨».

وترجم له ابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧٣٧ وقال : «وأبو جعفر محمد بن يعقوب الكلبي! الرازي من فقهاء الشيعة ومصنفيهم ، يعرف بالسلسلي لنزوله درب السلسلة ببغداد».

أقول : كذا هنا في المطبوع : الكلبي ، على أنه ضبطه هو في التبصير ٣ / ١٢١٩ قائلا : «الكليني ، بالضم وإمالة اللام ثم ياء ساكنة ثم نون : أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر وهو منسوب إلى كلين من قرى العراق».

وترجم له أيضا في لسان الميزان ٥ / ٤٣٣ قائلا : «محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني بضم الكاف ... سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار وعلي بن إبراهيم بن هاشم وغيرهما.

١٧٦

وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين غلى مذهبهم ، توفي سنة ٣٢٨ ببغداد».

وتجد ترجمته وذكره الجميل بكل تجلة وإكبار في كل كتبنا الرجالية والحديثة منذ القرن الرابع وحتى الآن وإلى الخلود ، فلا نطيل بسرد مصادر ترجمته في كتب أصحابنا ، فلا يخلو شئ منها من ثنائه العاطر ، رحم الله معشر الماضين وألحقنا بسلفنا الصالحين.

كتاب الولاية ومن روى غدير خم

٦ ـ لابن عقدة ، وهو الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عجلان ، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني الكوفي (٢٤٩ ـ ٣٣٣ ه).

ترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي رحمه‌الله في «الفهرست» رقم ٨٦ وسرد نسبه كما حكيناه وقال : «أخبرنا بنسبه أحمد بن عبدون ، عن محمد بن أحمد بن الجنيد.

وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر ، وكان زيديا جاروديا ، وعلى ذ لك مات! أو إنما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم».

ثم عدد كتبه ومنها : كتاب من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ومسنده ، كتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما‌السلام ، كتاب من روى عن علي بن الحسين عليه‌السلام وأخباره ، كتاب من روى عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام وأخباره ، كتاب من روى عن زيد بن علي ومسنده ، كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد عليه‌السلام ، كتاب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ... كتاب الولاية ومن روى غدير خم ، كتاب فضل الكوفة ، كتاب من روى عن علي عليه‌السلام أنه قسيم النار كتاب [حديث] الطائر ، [كتاب] حديث الراية ، كتاب الشورى ... كتاب طرق تفسير قول الله عزوجل : (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ، كتاب طرق حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ،

١٧٧

كتاب تسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه‌السلام حروبه من الصحابة والتابعين ، كتاب الشيعة من أصحاب الحديث ، وله كتاب من روى عن فاطمة عليها‌السلام من أولادها ، وله كتاب يحيى بن الحسين بن زيد وأخباره (١).

أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي ، وكان معه خط أبي العباس بالإجازة ، وشرح رواياته وكتبه عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، ومات أبو العباس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

وترجم له في كتاب «الرجال» أيضا ، في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) برقم ٣٠ وقال : «جليل القدر ، عظيم المنزلة ، له تصانيف كثيرة ، ذكرناها في كتاب الفهرست ، وكان زيديا جاروديا! إلا أنه روى جميع كتب أصحابنا ، وصنف لهم ، وذكر أصولهم ، وكان حفظة.

سمعت جماعة يحكون أنه قال : أحفظ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها! وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!!».

وترجم له أبو العباس النجاشي في فهرسه برقم ٢٣٣ وقال : «هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ... وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته ...».

ثم عدد كتبه بنحو ما مر وكأنه أخذه من فهرس الطوسي ، إلى أن قال : «كتاب الولاية ومن روى غدير خم .. طرق حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) عن سعد بن أبي وقاص .. كتاب صلح الحسن عليه‌السلام ، كتاب الحسن عليه‌السلام ومعاوية ، تفسير القرآن وهو كتاب حسن كبير ، وما رأيت أحدا ممن حدثنا عنه ذكره! (٢).

__________________

(١) سمى الشيخ كتبا أكثر من هذا حذفنا بعضها اختصارا ، واكتفينا بما كان منه حول العترة الطاهرة عليهم‌السلام وشيعتهم.

(٢) كانت نسخة منه عند السيد ابن طاووس وسماه «تفسير القرآن عن أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» مجلد واحد ، راجع فهرس مكتبته : رقم ١٢٢.

١٧٨

وقد لقيت جماعة ممن لقيه وسمع منه وأجازه منهم ، من أصحابنا ومن العامة ومن الزيدية ، ومات أبو العباس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة».

وترجم له الحفاظ ابن شهرآشوب السروي المتوفى سنة ٥٨٨ ه في «معالم العلماء» رقم ٧٧ ، ووثقه ، وقال : «ثقة ، زيدي ، إلا أنه مصنف لأصحابنا مثل كتاب ... وكتاب من روى غدير خم ... التسمية في فقه أهل البيت عليهم‌السلام ... كتاب يحيى ابن الحسين ، كتاب زيد وأخباره».

وترجم له العلامة الحلي ـ المتوفى سنة ٧٢٦ ه ـ في كتاب «خلاصة الأقوال» ص ٢٠٣ وقال : «جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وكان زيديا ... وإنما ذكرناه من جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم ، روى جميع كتب أصحابنا وصنف لهم ، وذكر أصولهم ، وكان حفظة ... له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير [كشف المقال] منها كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه‌السلام ـ أربعة آلاف رجل ـ ، وأخرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه ، مات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة».

وترجم له شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة ، ص ٤٦ ، وقال : «روى عنه جماعة ، منهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني ـ تلميذ الكليني ـ في كتاب (الغيبة) وقال : (هذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له) ومنهم أبو غالب الزراري المتوفى سنة ٣٦٨ ه ..».

وترجم له سيدنا الأستاذ ـ دام ظله ـ في معجم رجال الحديث ٢ / ٤ ٢٧ ـ ٠ ٢٨ وقال : «وهو من مشايخ الكليني ، وقد روى عنه في موارد ، كما يأتي في تفصيل طبقات الرواة» ثم ذكره في طبقات الرواة من الجز نفسه ، ص ٦٤٩ ـ ٦٥٠. وعين موارد رواياته وعمن روى هو ، ومن روى عنه في الكتب الأربعة.

ومن مصادر ترجمته عدا ما تقدم : روضات الجنات ١ / ٢٠٨ رقم ٥٨ ، تنقيح المقال ١ / ٨٦ ، أعيان الشيعة ٣ / ٢ ١ ١ ـ ٦ ١ ١ ، قاموس الرجال ١ / ٢ ٠ ٦ ـ ٧ ٠ ٦ من طبعة جماعة

١٧٩

المدرسين في قم ، تهذيب المقال ٣ / ٤٧٣ ـ ٤ ٤٩ وله في هذه الأربعة الأخيرة ترجمة موسعة ، الجامع في الرجال ـ للعلامة المغفور له الشيخ موسى الزنجاني ـ ١ / ١٦٨ ، وأفرد الذهبي رسالة عن حياته مذكورة في مؤلفاته في مقدمة طبع سير أعلام النبلاء باسم «ترجمة ابن عقدة».

هذا ، وقد ترجم له أعلام العامة بكل تجلة وتبجيل ، ووثقوه ، وأثنوا على علمه وحفظه وخبرته وسعة اطلاعه ، وأرخوا ولادته ليلة النصف من المحرم سنة ٢٤٩ ه ووفاته في ٧ ذي القعدة سنة ٣٣٢ ه ، وترجموا لأبيه الملقب بعقدة في ضمن ترجمته ، راجع مثلا تاريخ بغداد ٥ / ٤ ١ ـ ٠ ٢ ، أنساب السمعاني ٩ / ١٦ (العقدي) المنتظم ٦ / ٣٣٦ ، العبر ٢ / ٣٠ ، تذكرة الحفاظ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٤٠ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٥ ٣٩. البداية والنهاية ١١ / ٩ ٠ ٢ ، لسان الميزان ١ / ٢٦٣ ، ومن المؤسف أن هذا الرجل العظيم لم يبق من مؤلفاته الكثيرة الكبيرة (٣) سوى وريقات توجد في دار الكتب الظاهرية بدمشق ، ضمن المجموعة رقم ٤٥٨١ ، با سم : جز من حديث ابن عقدة ، من الورقة ٩ ـ ١٥ ، راجع فهرس حديث الظاهرية ـ للألباني ـ : ٨٧ لم.

وأما كتاب الولاية

فقد ظل مرجعا ومنهلا لمن بعده ، واعتمده الفريقان كإجماعهم على وثاقة مؤلفة.

ففي القرن الخامس أخرج الشيخ الطوسي من رواياته في أماليه ، ورواها عنه بواسطة واحد بينه وبينه ، وهو ابن الصلت الأهوازي ، وكذلك الخطيب روى بواسطة مشايخه عنه في كتبه.

وفي القرن السادس أخرج ابن عساكر من طريقه روايات في ترجمة أمير

__________________

(٣) ذكر شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ في فهرسه ، في ترجمة ابن عقدة ، رقم ٨٦. «وله كتب كثيرة ، منها كتاب التاريخ ، ذكر من روى الحديث في الناس كلهم من العامة والشيعة وأخبارهم ، خرج منه شئ كثير ولم يتمه ، وكتاب السنن وهو كتاب عظيم ، قيل : إنه حمل بهيمة! لم مجتمع لأحد ، وقد جمعه هو ...».

١٨٠