تراثنا ـ العدد [ 18 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 18 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٥٤

فهل أغفله المؤلف ، أو طالته يد التحريف؟

٣٠ ـ ص ١٦١ س ١ : سيد الحميري.

كذا في المصورة ، لكن الدكتور العبيدي طبعها (السيد الحميري) وهو الصواب ، لأنه لقب به كذلك في ترجمته.

لكن رمضان اعتقد بما أثبته هنا ، فلذلك كرره في فهرس القوافي (١٦٩) وفهرس الأعلام (١٧٦) هكذا : سيد الحميري.

٣١ ـ ص ١٦١ س ٤ : ألف النون.

أقول : هذا هو الموجود في الأصل أيضا ، لكن العبيدي طبعها (الفت النون) من دون إشارة إلى الأصل.

وقد اتضح من مجموع ما ذكرناه. ، أن الكتاب بالرغم من صغره ، وبذل جهدين؟ من محققين خبيرين عليه ، يزال تنقصه جوانب ، ولا تزال الاحتمالات واردة في بضع كلماته!

ولا ريب أن الدكتور رمضان لو كان يقف على عمل الدكتور العبيدي لأمكنه أن يتلا؟ في قدرا أكبر من التعقيدات ، ويقدم نصا أضبط فائدة أكبر.

ونسأل الله التوفيق لخدمة العلم والحق.

* * *

٦١

أهل البيت (ع)

في المكتبة العربية

(١١)

السيد عبدالعزيز الطباطبائي

حرف القاف

٤٠٣ ـ قتال علي وطلحة

لأبي سهل بشر بن المعتمر الهلالي الكوفي ثم البغدادي المعتزلي ، المتوفى سنة ٢١٠ هـ.

من كبار المعتزلة ورؤسائهم ، إليه انتهت رئاسة المعتزلة في وقته. على ما ذكر في ترجمته في فهرست النديم : ١٨٥ و ٢٠٥ ، وطبقات المعتزلة ـ لابن المرتضى ـ : ٥٢ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٠٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٥ ، ولسان الميزان ٢ / ٣٣ ، وهديّة العارفين ١ / ٢٣٢.

٤٠٤ ـ قراءة أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) وحروفه

لأبي طاهر المقرىء ، عبدالواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم المقرىء البغدادي البزّاز ، غلام ابن مجاهد ، المتوفى سنة ٣٤٩ هـ.

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ٧ وقال : كان من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات ، وله في ذلك تصانيف عدّة ... وكان ثقة أميناً ...».

وترجم له الجزري في طبقات القرّاء ١ / ٤٧٥ وقال : «الاُستاذ الكبير ، الامام

٦٢

النحوي ، العلم الثقة ...».

وقال في ص ٤٧٦ : «قال الحافظ أبو عمرو [الداني] : ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل أبي طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجة واستقامة طريقة ، وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين .. ولما توفي ابن مجاهد رحمه‌الله أجمعوا على أن يقدموه ، فتصدر للإقراء في مجلسه ، وقصده الأكابر ... وهو والد محمد أبي عمر الزاهد غلام ثعلب».

وترجم له النجاشي برقم ٦٥١ وذكر كتابه وقال : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام ابن الحسين ، قال : حدثنا أبو بكر الدوري ، قال : أملى علينا أبو طاهر هذه القراءة ...».

وترجم له شيخ الطائفة الطوسي في فهرسته ، رقم ٥٥٣ ، وروى كتابه هذا عن أحمد بن عبدون ، عن الدوري ، عنه.

وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء ، رقم ٥٥٠.

وراجع الذريعة ١٧ / ٥٤ ، ومعجم رجال الحديث ١١ / ٣٧.

ويأتي في حرف الميم : «مجموع قراءة أمير المؤمنين (عليه‌السلام)» للجلودي.

٤٠٥ ـ قراءة علي بن أبي طالب

لابن مجاهد ، وهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي (٢٤٥ ـ ٣٢٤ ه).

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ١٤٤ وقال : «كان شيح القراء في وقته ، والمقدم منهم على أهل عصره ... وكان ثقة مأمونا ...».

وترجم له النديم في الفهرست : ٣٤ وقال : «وكان واحد عصره غير مدافع ...».

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠٠ وقال : «شيخ القراء في عصره ، ومصنف السبعة ... وكان ثقة مأمونا ...» إلى أن عدد كتبه وعد منها : قراءة النبي! (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، كتاب السبعة ، انفراد القراء السبعة ، قراءة علي بن أبي طالب.

وراجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٧٢ والمصادر المذكورة بهامشه.

٦٣

٤٠٦ ـ قرة العين في الأخذ بثأر الحسين

لأبي عبد الله بن محمد.

أوله : «الحمد لله رب العالمين الموجد للأشياء بلا معين ...».

بروكلمن الذيل ٢ / ٩٦٩.

طبع في القاهرة مع كتاب «نور العين» للأسفرائيني ، الطبعة الثالثة ، سنة ١٣٧٤ ه ، مطبعة البابي الحلبي ، ويبدأ هذا الكتاب فيه هذه الطبعة من الصفحة ٨٥ حتى نهاية الكتاب ص ١١٢.

نسخة في دار الكتب الوطنية في طهران ، رقم ١٣٥٧ / ع ، كتبت سنة ١٢٩٦ ه ، منضمة إلى «نور العين» للأسفرائيني كما في فهرسها ٩ / ٣٥٢.

نسخة في مكتبة كيره سون في تركيا ، كتبت سنة ١٢٥٣ ه ، ضمن المجموعة رقم ٤٨ من ٤٨ ب ١٤١ / أ ، ذكرها الدكتور رمضان ششن في نوادر المخطوطات العربية في تركيا ٢ / ٢٠٧ ، الفهرس الجامع لمخطوطات تركيا ٢ / ١٧٠.

٤٠٧ ـ قرة العين في البكاء على الحسين (عليه‌السلام)

لمحمد معين بن محمد أمين السندي التتوي الحنفي ، المتوفى سنة ١١٦١ ه.

أثبت فيه فضل البكاء على الحسين (عليه‌السلام) ، وندب إقامة تعزيته والحداد عليه ، وأن جده الرسول الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) لو كان حيا لأعلن الحدا وأقام التعزية وبكى عليه ، وأن إقامة عزاء الحسين لا يختص بالشيعة بل يفعله غيرهم أيضا.

ذكر ذلك كله عبد الرشيد النعماني في ترجمة مطولة للمؤلف طبعها في نهاية كتاب «دراسات اللبيب في حسن الأسوة بالحبيب» للمؤلف المطبوع في كراجي سنة

٦٤

٤٠٨ ـ قرة العينين في تراجم الحسن والحسين

للشيخ ياسين العمري الموصلي ، وهو ياسين بن خير الله الخطيب العمري ، من فضلاء الموصل وأدبائها وشعرائها ، توفي بعد سنة ١٢٣٢ ه.

ترجم له الزركلي في الأعلام ٨ / ١٢٩ وعدد مؤلفاته ومنها هذا الكتاب ، وذكر مصادر ترجمته فراجعه.

نسخة كتبت سنة ١٢٢٢ ه ، في مكتبة الدكتور محمد صديق الجليلي الموصلي ، بالموصل في ٨٩ ورقة ، وعنها مصورة على الميكروفيلم في المكتبة المركزية في جامعة بغداد ، رقم ١٣ ، ومصورة أخرى عنها في المجمع العلمي العراقي ، رقم الفيلم ١٣٢ ف.

٤٠٩ ـ قرة كل عين في بعض مناقب سيدنا الإمام الحسين

لمحمد بن حسين الشافعي المدني ، المولود بها حدود سنة ١١٤٩ ه ، والمتوفى سنة ١١٨٦ ه.

أوله : «الحمد لله الذي اختار سيدنا محمدا (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ...».

وللمؤلف ترجمة في سلك الدرر ٤ / ٣٥ ، ومعجم المؤلفين ٩ / ٢٤٥.

إيضاح المكنون ٢ / ٢٢٤ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٥٨ و ٢٤٥ ، هدية العارفين ٢ / ٣٣٩.

نسخة في دار الكتب الظاهرية بد مشق ، كتبت سنة ١٢٦٦ ه ، ضمن مجموعة رقمها ٧٠٠٦.

فهرس الظاهرية / التاريخ لخالد الريان : ٣٨٠ ، ٣٨١ ، فهرس الأزهرية ٦ / ٣٤٥.

طبع بتحقيق الأستاذ محمد سعيد الطريحي مع كتاب «المواهب والمنن» للمؤلف الآتي في حرف الميم ، طبعتهما مؤسسة الوفاء البيروتية.

٦٥

٤١٠ ـ القصائد السبع العلويات

لابن أبي الحديد ، عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن محمد المدائني البغدادي المعتزلي الشافعي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ ه).

وهي سبع قصائد رنانة متينة رصينة عصماء نظمها سنة ٦١١ ه في مدح أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، وقد كتبت العينية منها بالذهب حول ضريحه المقدس.

وعلى هذه القصائد عدة شروح منذ القرن السابع حتى الآن ، ذكرها شيخنا العلامة الرازي رحمه‌الله في الذريعة ١٣ / ٣٩١ ـ ٣٩٢.

وتقدم للمؤلف «شرح نهج البلاغة» و «الألف كلمة من قصار كلمات أمير المؤمنين (عليه‌السلام)» وذكرنا هناك بعض مصادر ترجمة المؤلف.

نسخة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، ضمن المجموعة رقم ٥٠ علم الكلام ، من ١٤٤ ـ ١٥٣ ، ذكرت في فهرسها ص ١٩٧.

ولمحمد بن علي وحيش المتوفى سنة ١٢٧٥ ه شرح على هذه القصائد سماه : «القول السديد وتهديد البليد في شرح علويات ابن أبي الحديد» منه نسخة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، ذكرت في فهرسها ص ١٢١.

وشرحها السيد أبو المحاسن يوسف بن ناصر بن محمد بن حماد العلوي الغروي الحسيني ، سماه : «غرر الدلائل والآيات في شرح السبع العلويات» الذريعة ١٦ / ٤٠.

و «غرر الدلائل» للشيخ محفوظ بن وشاح الحلي ، من أعلام القرن السابع. الذريعة ١٦ / ٤٠.

نسخة القصائد السبع ، جيدة ، كتبها محمد يوسف أبو طالب الحسيني ، بخط التعليق ، سنة ١٢٣٨ ه ، عليها تملك الشيخ أحمد الخطاط الزنجاني بخطه سنة ١٣٥٧ ه ، وهي في مكتبة المتحف العراقي ببغداد رقم ١١٦٨٥ / ١.

وفيها أربع نسخ أخرى.

٦٦

راجع فهرسها : مخطوطات الأدب في المتحف العراقي : ٤٦١ ، وفي ص ٣٦٤ : شرح صاحب المدارك ، وشرح آخر غير الشروح المعروفة.

٤١١ ـ قصة الطير

للحاكم النيشابوري ، أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه ، ابن البيع الشافعي (٣٢١ ـ ٤٠٥ ه).

من كبار المحدثين ومن أشهرهم. وقد سمع نحو ألفي شيخ ، فإنه سمع بنيسابور وحدها من ألف شيخ (١) وقد ألف أبو موسى المديني كتابا مفردا في ترجمته.

وقال عنه تلميذه أبو حازم العبدوئي : «وتفرد الحاكم أبو عبد الله في عصرنا هذا من غير أن يقابله أحد بالحجاز والشام والعراقين والجبال والري وطبرستان وقومس وخراسان بأسرها وما وراء النهر» (٢).

وقال الصفدي : «وانتخب على خلق كثير ، وجرح وعدل ، وقبل قوله في ذلك لسعة علمه ، ومعرفته بالعلل ، والصحيح والسقيم» (١٣).

ونسبوا الحاكم إلى التشيع ، فقال الخطيب : «وكان يميل إلى التشيع» (١٤).

وقال السمعاني : «وكان فيه تشيع قليل» (٥).

__________________

(١) تبيين كذب المفتري ـ لابن عساكر ـ : ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٣ ، تذكرة الحفاظ : ١٠٣٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٧٦ ، وكرره في ١٧٧ ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ١٨٩ ، العبر ٣ / ٩١ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤ ، طبقات الأسنوي ١ / ٤٠٦ ، طبقات ابن هداية الله : ٤١.

(٢) تبيين كذب المفتري : ٢٣٠

(٣) الوافي بالوفيات ٣ / ٣٢٠.

وقد فسر المباركفوري هذه المصطلحات وبين ما تعني في علم مصطلح الحديث ، فقال في تحفة الأحوذي ١ / ١٠ : «وقيل : الحافظ : من أحاط علمه بمائة ألف حديث.

والحجة : من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث.

والحاكم : من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا وتاريخا ".

(٤) تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٢.

(٥) الأنساب (البتع).

٦٧

وقال الذهبي : «وصنف وخرج ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل ، وكان من بحور العلم على تشيع قليل فيه!» (٦).

وقال أيضا : «وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان ، لا بل في الدنيا ، وكان فيه تشيع وحط على معاوية ، وهو ثقة ، حجة» (٧).

وقال الأسنوي : «كان فقيها حافظا ثقة حجة ، إلا أنه كان يميل إلى التشيع ويظهر التسنن! انتهت إليه رئاسة أهل الحديث حتى حدث الأئمة عنه في حياته» (٨٩).

وقال ابن ناصر الدين : «وهو صدوق من الأثبات ، لكن فيه تشيع» (٩).

أقول : لا يتوهم القارئ لهذه النصوص أن الحاكم كان شيعيا من الطائفة المعروفة ، كلا فإنه لا يقول بالنص ولا بالعصمة ، ولا يؤمن بإمامة الاثني عشر إماما ، ولم يرفض خلافة من تقدموا عليا (عليه‌السلام) ، بل يراه رابعهم!! فأين هذا من التشيع؟!

نعم كان في الحاكم ميل إلى أهل البيت ومحبة لعلي (عليه‌السلام) وانحراف عن معاوية ، وهذا هو التشيع عند هؤلاء! مجرد محبة علي وآل البيت والولاء لهم والميل إليهم (عليهم‌السلام) ، ومن فضل عليا على عثمان فهو مفرط في التشيع! ومن فضله على الشيخين فهو شيعي غال ، وهذا هو الغلو في التشيع!! قال ابن هداية الله عن الحاكم : " كان فقيها حافظا ثقة ، لكنه كان يفضل علي بن أبي طالب على عثمان (١٠).

وقد تعقب الذهبي هذه الأقوال فقال : «كلا! ليس هو رافضيا ، بل يتشيع» (١١).

وقال : «أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر ، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما

__________________

(٦) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٥.

(٧) العبر ٣ / ٩٢.

(٨) طبقات الشافعية ١ / / ٤٠٦.

(٩) شذرات الذهب ٣ / ١٧٧.

(١٠) طبقات ابن هداية الله : ٤١.

(١١) سير أعلام النبلاء ١٧ /.

٦٨

بكل حال ، فهو شيعي لا رافضي» (١٢).

وجاء في طبقات القراء ٢ / ١٨٥ : «كان شيعيا مع حبه للشيخين!».

أقول : فانظر إلى هؤلاء القوم كيف جعلوا المعروف منكرا والمنكر معروفا ، وقلبوا الحقائق ، وعاكسوا أمر الله ورسوله ، وناقضوا الكتاب والسنة الآمرين بحب علي ومودة أهل البيت ، وقد فرض الله مودتهم في الكتاب وجعلها أجر الرسالة فقال تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (١٣) فحبهم (فرض من الله في القرآن أنزله) وسيد العترة علي (عليه‌السلام) حبه إيمان وبغضه نفاق فيما صح عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أنه قال لعلي : «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» (١٤).

وهؤلاء عكسوا هذا كله ، وجعلوا التشيع لعلي أي الحب له والميل إليه عيبا يعاب الرجل عليه وينتقد ويهاجم ويضعف ويحارب.

قال الذهبي : «هو معظم للشيخين بيقين ، ولذي النورين ، وإنما تكلم في معاوية فأوذي» (١٥).

نعم ، أوذي على جلالته وإمامته وتوحده في الفن! حاربوه وكسروا منبره وضيقوا عليه وألجأوه إلى الانزواء في بيته لا يأمن الخروج من البيت!! كل ذلك حمية الجاهلية وتعصبا لرأس المنافقين وابن رئيسهم معاوية بن أبي سفيان!

قال أبو عبد الرحمن السلمي : «دخلت على الحاكم وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله ابن كرام ، وذلك أنهم كسروا منبره

__________________

(١٢) تذكرة الحفاظ ١٠٤٥.

(١٣) سورة الشورى ، الآية ٢٣.

(١٤) أخرجه مسلم والنسائي والترمذي وأحمد وغيرهم من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد ، وقد أسلفنا شيئا من ذلك في بعض الأعداد السابقة مما ورد عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في الحث على حب أهل بيته والتركيز على مودتهم ما ناسب المقام وسمح به المجال. راجع العدد الثاني عشر ، ص ٩٢ ـ ٩٣ ، والحادي عشر : ١٣٢ ، والعاشر ١٣٣ ـ ١٣٧.

(١٥) طبقات الشافعية ـ لابن قاضي شهبة ـ ١ / ١٩٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٧٧.

٦٩

ومنعوه من الخروج! فقلت له : لو خرجت وأمليت في فضائل هذا الرجل معاوية حديثا لاسترحت من المحنة؟ فقال : لا يجئ من قلبي ، لا يجئ من قلبي» (١٦).

وأما كتاب

«قصة الطير» للحاكم

فقد ذكرها هو في كتابه «معرفة علوم الحديث» (١٧) في النوع الخمسين : " جمع الأبواب التي يجمعها أصحاب الحديث ... وأنا أذكر ... الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من المحدثين ببعضها.

فمن هذه الأبواب : قصة الخوارج ، لا تذهب الأيام والليالي ، قصة الغار ، من كنت مولاه .. لأعطين الراية ، قصة المخدج .. قصة الطير ... أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... تقتل عمارا الفئة الباغية ... " فله في كل واحد من هذا كتاب مفرد.

وقال ابن طاهر : «ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم!» (١٨).

أقول : وعد الحاكم حديث الطير من الحديث المشهور ، في النوع الثالث والعشرين من كتابه معرفة علوم الحديث (١٩) قال :

«هذا النوع من هذا العلم معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح ، من ذلك قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : طلب العلم فريضة ... الخوارج كلاب النار ... فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها وطرقها وأبواب

__________________

(١٦) المنتظم ٧ / ٢٧٥ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٧٥ ، الوافي بالوفيات ٣ / ٣٢١ ، طبقات السبكي ٤ / ١٦٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٥٥ ، ومنهاج السنة ٤ / ٩٩.

(١٧) ص ٣١٠ ـ ٣١٤ من طبعة حيدر آباد الثانية ، سنة ١٣٨٥ ه ـ ١٩٦٦ م.

(١٨) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٧٦ ، طبقات السبكي ٤ / ١٦٥ ، وابن طاهر هو المقدسي ، المتوفى ٥٠٧ ه.

(١٩) ص ١١٤ ـ ١١٧.

٧٠

يجمعها أصحاب الحديث ، وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزءين ... ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير ...».

وحكى ابن الجوزي عن ابن ناصر عن ابن طاهر ، قال : قال أبو عبد الله الحاكم : حديث الطائر لم يخرج في الصحيح ، وهو صحيح» (٢٠).

أقول : ولما كان حديث الطير روي من طرق كثيرة ربما جاوزت حد التواتر ، حيث رواه عن أنس وحده مائة من التابعين أو أكثر ، فكان من الأبواب التي يفردها الحفاظ والمحدثون بالتأليف ويجمعون طرفها وألفاظها في كتاب مفرد ، وكان الحاكم ممن عني بجمع طرقه في جزء ضخم ولم ينفرد بالتأليف فيه ، فقد أفرده بالتأليف قبله وبعده غير واحد من أعلام الحفاظ وأئمة هذا الشأن ، منهم :

٢ ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، المتوفى سنة ٣١٠ ه.

ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ عند كلامه على حديث الطير قال : «ورأيت مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، المفسر ، صاحب التاريخ» وكرره في ١١ / ١٤٧.

٣ ـ الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، المتوفى سنة ٣٣٣ ه.

ذكره له الحافظ ابن شهرآشوب في كتاب «مناقب آل أبي طالب».

٤ ـ الحافظ ابن مردويه أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤١٠ ه.

وقال الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين (عليه‌السلام) ١ / ٤٦ : «وأخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا».

وقال ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٢ : «وقد جمع طرق الطير ابن مردويه والحاكم وجماعة ، وأحسن شئ فيها طريق أخرجه النسائي في الخصائص».

__________________

(٢٠) المنتظم ٧ / ٢٧٥ ، والعلل المتناهية ١ / ٢٣٦.

٧١

عده ابن تيمية في منهاج السنة ٤ / ٩٩ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ ممن ألف في حديث الطير.

٥ ـ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠ ه.

ذكره السمعاني في التحبير ١ / ١٨١ ، وابن تيمية في منهاج السنة ٤ / ٩٩ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٦.

٦ ـ أبو طاهر محمد بن علي بن حمدان الخراساني ، من أعلام القرن الخامس.

ذكره له الذهبي في ترجمته من تذكرة الحفاظ : ١١١٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٣ ٤٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣.

٧ ـ الذهبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي الشافعي ، المتوفى سنة ٧٤٨ ه.

قال في تذكرة الحفاظ : ١٠٤٣ ، في ترجمة الحاكم : «وأما حديث كالطير فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل!».

وقال في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٣ : «وحديث الطير على ضعفه! فله طرق جمة وقد أفردتها في جزء».

وقال في ١٧ / ١٦٩ : «وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء وطرق حديث : من كنت مولاه ، وهو أصح ، أصح مهما ما أخرجه مسلم عن علي قال : إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق».

أقول : وقد تقدمت هذه الرسائل وسبق الكلام عليها في العدد الرابع : ٦٨.

حديث الطير

بقي الكلام عن حديث الطير ، لفظه ، طرقه ، مصادره ..

أما لفظه ففي ما رواه الحاكم بإسناده عن يحيي بن سعيد ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، قال : «كنت أخدم رسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقدم لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فرخ مشوي ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل

٧٢

معي من هذا الطير.

قال : فقلت : اللهم اجعله رجلا رجلا من الأنصار.

فجاء علي رضي‌الله‌عنه ، فقلت : إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على حاجة.

ثم جاء ، فقلت : إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على حاجة.

ثم جاء فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : إفتح.

فدخل ، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : ما حبسك علي؟

فقال : إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس ، يزعم أنك على حاجة!!

فقال : ما حملك على ما صنعت؟!

فقال : ما حملك على ما صنعت؟!

فقلت : يا رسول الله سمعت دعاءك ، فأحببت أن يكون رجلا من قومي!

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : إن الرجل قد يحب قومه ".

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين ٣ / ٣٤٠ ، وابن يونس في تاريخ مصر ، وعنه ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٥٨ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!

وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك ، وابن كثير في البداية والنهاية ٩ / ١٢٥ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥.

وقد أخرجه ابن المغازلي من أربع وعشرين طريقا (٢٣) وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بأسانيد كثيرة تبلغ الأربعين (٢٤).

__________________

(٢١) حكاه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٢٣٦.

(٢٢) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٢.

(٢٣) في كتابه : مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، رقم ١٣ ـ ٦٤٥ ، من طبعة زميلنا العلامة المحمودي حفظه الله ، الجزء الثاني ص ١٠٦ ـ ١٥٦ ، وفي غير ترجمته (عليه‌السلام) ، من تاريخه كما سيأتي.

٧٣

وطرقه ابن الجوزي من ١٧ طريقا (٢٥).

وألف الذهبي في هذا الحديث كتابا مفردا ، ورواه من بضع وعشرين طريقا وسرد أسماء بضع وتسعين تابعيا رواه عن أنس بن مالك (٢٦).

وساقه ابن كثير عن أكثر من ثلاثين طريقا (٢٧).

وجمع له أحمد ميرين بلوش في تعليقاته على خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي ثلاثين طريقا ، أوردها طريقا طريقا (٢٨).

وعمد زميلنا العلامة الشيخ المحمودي فاستدرك على ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام) عند إيراد أسانيده وطرقه إلى حديث الطير ، فأضاف في «فهذه بضعة وتسعون حديثا من طريق القوم عن عشرة من أجلاء الصحابة ...».

ثم نقول :

قد روى هذا الحديث عشرة من أصحاب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم) ، وهم : أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو رافع ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وحبشي بن جنادة السلولي ، ويعلى بن مرة الثقفي ، وابن عباس ، وسفينة ، وأنس بن مالك ورواه عن أنس أكثر من مائة نفس.

١ ـ أما حديث أمير المؤمنين (عليه‌السلام) :

فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمته (عليه‌السلام) من تاريخ دمشق برقم ٦١٣ ، والكنجي في «كفاية الطالب» ص ١٥٤ ، وأوعز إليه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وصححه حيث قال : في ٣ / ١٣١ : «صحت الرواية عن علي وأبي سعيد

__________________

(٢٥) العلل المتناهية ١ / ٢٢٨ ، من رقم ٣٦٠ ـ ٣٧٧.

(٢٦) نقله بن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٢ عن كتاب الذهبي مباشرة.

(٢٧) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٠ ـ ٣٥٣.

(٢٨) في التعليق على الحديث رقم ١٠ ، طبعة الكويت ، مكتبة المعلا.

٧٤

الخدري وسفينة ، ووافقه عليه الذهبي في تلخيصه حيث أورده ولم يناقش فيه».

٢ ـ وأما حديث سعد بن أبي وقاص :

فقد أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ٣٥٦ رواه بإسناده عن شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلي ، عنه ، أنه قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم) : في علي ثلاث خلال : لأعطين الراية غدا رجلا يجب الله ورسوله ، وحديث الطير ، وحديث غدير خم وعده القاضي عبد الجبار في المغني ج ٢ ق ٢ / ١٢٢ من رواة حديث الطير.

٣ ـ وأما حديت أبي سعيد الخدري :

فرواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ قال : «وصححه الحاكم».

٤ ـ وأما حديث أبي رافع :

ففي البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ وعده القاضي عبد الجبار في المغني ج ٢ ق ٢ / ١٢٢ من رواة حديث الطير.

٥ ـ وأما حديث جابر :

فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٣ ، وقال : «أورده ابن عساكر».

٦ ـ وأما حديث جبشي بن جنادة :

ففي البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣.

٧ ـ وأما حديث يعلى بن مرة :

فقد أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦ ، وابن الجوزي في العلل المتناهية رقم ٣٧٠ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٣.

٨ ـ وأما حديت ابن عباس :

فقد أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٠ / ٣٤٣ رقم ١٠٦٦٧ ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦. وعده القاضي عبد الجبار في المغني ج ٢ ق ٢ / ١٢٢ من رواة حديت الطير.

٧٥

وأخرجه ابن عدي في الكامل : ٩٥٨ ، والحافظ ابن شاهين ، ومن طريقه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) رقم ١٩٥.

وأخرجه يحيى بن محمد بن صاعد ، ومن طريقه الخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ص ٥٨ ـ ٥٩ ، وكذا ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٣.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه برقم ٦١٤ ، وابن الجوزي في العلل برقم ٣٦٠ ، والذهبي في ميزانه ٣ / ٥٨٠ ، وابن حجر في لسانه ٥ / ١٩٩.

٩ ـ وأما حديت سفينة مولى في رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : فقد رواه عنه بريدة بن سفيان وثابت البجلي وعبد الرحمن بن أبي نعم.

أ ـ أما ما رواه بريدة عنه :

فقد أخرجه الحافظان المحاملي والبزار قال كلاهما : حدثنا عبد الأعلى بن واصل ، ثنا عون بن سلام ، ثنا سهل بن شعيب ، ثنا بريدة بن سفيان : عن سفينة ... (٢٩).

وأخرجه الحافظان ابن عساكر برقم ٦٤٣ ، وابن المغازلي ص ١٧٥ ، كلاهما من طريق المحاملي.

وأخرجه الحافظ الطبراني ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦ قال : «أخرجه البزار والطبراني باختصار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة».

ب ـ وأما رواية ثابت البجلي عن سفينة :

فقد أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ / ٥٦٠ رقم ٩٤٥. وفي مناقب علي رقم ٨٦.

وأخرجه الحافظ أبو يعلى ، وعنه ابن حجر في المطالب العالية ٤ / ٦٢ رقم

__________________

(٢٩) البزار في مسنده كما في كشف الأستار ٣ / ١٩٣ مرقم ٢٥٤٧ ، ومجمع الزوائد ١١٢٦.

والمحاملي في أماليه ، الموجود في المكتبة الظاهرية ، في المجموع ٢٣ ، أخرجه في الجزء التاسع ، الورقة ١٧٣ ، وفيه : «إسماعيل بن شعيب» بدل «سهل بن شعيب» وأظن الصحيح : إسماعيل ، وهو الذي ذكره ابن حبان في الثقات ٦ / ٤٢.

٧٦

٣٩٦٤ ، وأخرجه ابن عساكر برقم ٦٤٥.

وأخرجه الحافظ البغوي ، وعنه ابن عساكر برقم ٦٤٤.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٧ / ٩٥ رقم ٦٤٣٦ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٢ من طريق البغوي وأبي يعلى.

ج ـ وأما رواية عبد الرحمن بن أبي نعم عن سفينة :

فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٧ / ٩٦ رقم ٦٤٣٧ ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦.

١٠ ـ وأما حديث أنس مالك :

فقد رواه عنه جماعة كثيرة من أصحابه من التابعين ، مائة نفس أو يزيدون ، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، وصححه وقال :

«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة».

وقوله «وقد رواه عن أنس جماعة ...» وافقه عليه الذهبي وأورده في تلخيصه ولم يناقشه فيه.

ولعل «ثلاثين» كان في الأصل «ثمانين» فصحف في الطبع ، كما رواه عنه الكنجي في كفاية الطالب ص ١٥٢ ، قال : «وحديث أنس الذي صدرته في أول الباب أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري عن ستة وثمانين رجلا كلهم رووه عن أنس» ثم سرد أسماءهم.

وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء ٦ / ٣٣٩ حديث الطير من طريق مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أنس ، وقال : «غريب من حديث مالك وإسحاق ، ورواه الجم الغفير عن أنس».

وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٢٢٩ : «وأمّا حديث أنس فله ستّة عشر طريقاً ...» فأوردها كلّها ثم قال في ص ٢٣٦ : «وقد ذكره ابن مردويه من نحو

٧٧

عشرين طريقا ... فلم أر الإطالة بذلك».

فيظهر أنه كان عنده «كتاب حديث الطير» لابن مردويه ، وأن العشرين طريقا غير ما ذكره هو من الستة عشر طريقا.

وقال الذهبي في تارخ الإسلام (٣٠) ٢ / ١٩٧ : «وقال عبيد الله بن موسى وغيره ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السدي ، قال : ثنا أنس بن مالك ، قال أهدي إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) أطيار ، فقسمها وترك طيرا ، فقال : «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فجاء علي ... وذكر حديث الطير».

وله طرق كثيرة عن أنس متكلم فيها ، وبعضها على شرط السنن ، ومن أجودها حديث قطن بن نسير ـ شيخ مسلم ـ ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس ، قال : أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجل مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ... وذكر الحديث».

وقال أيضا في تذكرة الحفاظ (٣١) : «وأما حديث الطير ، فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل.»

وهناك جمع سردوا أسماء التابعين الذين رووا حديث الطير عن أنس ، البالغين نحو المائة ، منهم : الذهبي في كتابه في حديث الطير ، ومنهم ابن كثير ، وسرد أسماءهم في تاريخه ٧ / ٣٥٢ على النسق نقلا عن الذهبي في كتاب (حديث الطير).

قال ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٠ (حديث الطير) : «وهذا الحديث قد صنف الناس فيه وله طرق متعددة ..» ثم ساق الحديث من ٢٢ طريقا عن أنس فحسب ، ثم قال : «فهذه طرق متعددة عن أنس. وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث بعدما أورد طرقا متعددة نحوا مما ذكرنا : ويروي هذا الحديث ...

__________________

(٣٠) طبعة مكتبة الفدسي بالقاهرة ، سنة ١٣٦٨ ه.

(٣١) طبعة حيدرآباد الثانية ص ١٠٤٢

٧٨

فسرد ابن كثير الأسماء ، ثم قال بعد أن ذكر الجميع : الجميع بضعة وتسعون».

أقول : ونحن نورد لك هنا من هذه الأسماء من ظفرنا بروايته ومصادرها مما تيسر جمعه في هذه العجالة ، فإليك رواة حديث الطير عن أنس فمنهم :

١ ـ أبان ، وهو ابن تغلب أو ابن أبي أبي عياش ، وكلاهما روى عنه حديث الطير.

أخرج حديثه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عبيد الله بن إسحاق السنجاري.

٢ ـ إبراهيم بن مهاجر :

أخرج حديثه ابن مردويه ، وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٣٧٧.

٣ ـ إبراهيم النخعي :

أخرج حديثه ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٣٠.

٤ ـ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة :

حلية الأولياء ٦ / ٣٣٩ ، العلل المتناهية رقم ٣٦١.

٥ ـ إسماعيل ، رجل من أهل الكوفة :

تاريخ ابن عساكر برقم ٦٣٨ ، وتاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥٢ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٦.

٧ ـ إسماعيل بن سلمان أبي المغيرة الأزرق :

التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٣٥٨ ، الكامل ـ لابن عدي ـ : ٢٧٦ ، مسند البزار وعنه في كشف الأستار : ٢٥٤٨ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٦ ، وأخرجه أبو يعلى في مسنده وابن حجر في المطالب العالية ٣ / ٦٢ رقم ٣٩٦٣ عن أبي يعلى والبزار ، وأخرجه ابن المغازلي في المناقب رقم ١٩١ ، والخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) : ٦٨.

٨ ـ السدي إسماعيل بن عبد الرحمن :

أخرج حديثه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه ابن عساكر برقم ٦٣٣ ، ومن طريق آخر برقم ٦٣٤ ، والترمذي في السنن ٥ / ٦٣٧ رقم ٣٧٢١ ، وابن عدي في الكامل : ٢٤٤٩ ، والنسائي في خصائص علي (عليه‌السلام) رقم ١٠ ، وأبو يعلى في مسنده ٧ / ١٠٥

٧٩

رقم ٤٠٥٢ ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان : ٢٠٥ ، وابن المغازلي بطريقين : ٢٠٥ و ٢٠٦ ، وابن الجوزي في العلل : ٣٦٢ و ٣٦٣ ، وسبطه في التذكرة : ٤٤ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٢١ و ٣٠ ، وأخوه في جامع الأصول ٩ / ٤٧١ طبعة مصر ، والطبري في ذخائر العقبى : ٦١ ، والكنجي في كفاية الطالب : ١٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٧ طبعة القدسي ، وابن كثير ٧ / ٣٥٠ وبطريق آخر ص ٣٥١ ، والتلمساني في الجوهرة ٢ / ٢٣٢ طبعة الرياض ، والبغوي في مصابيح السنة ، والخطيب في مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٤ ، والعاقولي في الرصف ٢ / ٢٦٩ طبعة الكويت ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٥ ١٢ ، وابن حجر العسقلاني في أجوبة عن أحاديث وقعت في المصابيح المطبوعة بآخر المشكاة ٣ / ٣١٤ وقال : «السدي : أخرج له مسلم ، ووثقه جماعة منهم شعبة وسفيان ويحيى القطان».

٩ ـ ثابت البناني :

حديثه في مستدرك الحاكم ٣ / ١٣١ ، وتلخيصه للذهبي ، وميزانه ١ / ٢١ و ٢٥ ، ولسانه ١ / ٣٧ و ٤٣ ، والعقيلي ١ / ٤٦ ، وابن كثير ٧ / ٣٥١.

١٠ ـ ثمامة :

أخرج حديثه الدارقطني ، وابن عساكر : ٦١٦ من طريق الدارقطني ، وابن مردويه ، وعنه ابن الجوزي في العلل ١ / ٢٣٤ ، وابن الجوزي في العلل من طريق آخر ١ / ٢٣١ رقم ٣٧٣.

١١ ـ الحسن البصري :

أخرج حديثه أبو أحمد الحاكم ، وابن عساكر : ٦٢٣ من طريقه ، و ٦٢٢ من طريق آخر ، والكامل ـ لابن عدي ـ : ٧٩٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٠ ، والعلل المتناهية رقم ٣٦٦.

١٢ ـ الحسن بن الحكم :

العلل المتناهية رقم ٣٧٢.

١٣ ـ حميد الطويل :

٨٠