تراثنا ـ العدد [ 16 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٨

عظيم الشأن ، جليل القدر ، رفيع المنزلة ، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم ، له مصنفات منها : كتاب آيات الأحكام ، جيد حسن ، توفي رحمه‌الله في شهر صفر سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في المشهد المقدس الغروي " (٨).

وجاء في روضات الجنات : «وقد قرأ في المنقول والمعقول على بعض تلامذة الشهيد الثاني وفضلاء العراقين والمشاهد المعظمة ... وله الرواية عن السيد علي الصايغ (٩) ، الذي هو من كبار تلامذة الشهيد المبرور كما يظهر من فواتح (أربعين) سمينا المجلسي رحمه‌الله ، وكان شريكا في الدرس مع المولى عبد الله اليزدي ، والمولى ميرزا جان الباغنوي عند المولى جمال الدين محمود الذي هو من تلامذة المولى جلال الدواني» (١٠).

تخرج عليه جملة من الأجلاء كصاحبي «المدارك» و «المعالم» (١١). والسيد أمير علام (١٢) ، والأمير فضل الله الأسترآبادي (١٣) ، والسيد فيض الله بن عبد القاهر الحسيني التفرشي (١٤) ، والمولى عبد الله التستري.

قال المولى محمد تقي المجلسي في شرحه على مشيخة «من لا يحضره الفقيه» من كتابه «روضة المتقين» : «عبد الله بن الحسين التستري رضي الله تعالى عنه ، كان شيخنا وشيخ الطائفة الإمامية في عصره ، العلامة المحقق الدقق الزاهد ...

وكان قرأ على شيخ الطائفة ، أزهد الناس في عهده ، مولانا أحمد الأردبيلي رحمة الله» (١٥). وقرأ على الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي (١٦).

__________________

(٨) نقد الرجال : ٩ ٢ رقم ١٢٦.

(٩) رياض العلماء ٣ / ٤٣٣.

(١٠) روضات الجنات ١ / ٨٢.

(١١) أعيان الشيعة ٣ / ٨١.

(١٢) أعيان الشيعة ٣ / ٨٢.

(١٣) رياض العلماء ٤ / ٣٦٢.

(١٤) رياض العلماء ٤ / ٣٨٧.

(١٥) روضة المتقين ١٤ / ٣٨٢.

(١٦) تكملة أمل الآمل : ٣٨٩ رقم ٣٧٥.

٨١

ويعتبر كتابه «زبدة البيان» من أحسن ما ألف في تفسير آيات الأحكام ، وهو على ترتيب الكتب الفقهية ، وفرغ من تأليفه سنة ٩٨٩ ه ، وقبل الشروع بكتاب الطهارة فسر سورة الفاتحة تيمنا. وكان هذا الكتاب موضع عناية الفقهاء والمفسرين والدارسين ، فشرحه بعضهم وعلق عليه آخرون.

نقد الرجال : ٢٩ رقم ١٢٦ ، أمل الآمل ٢ / ٢٣ رقم ٥٧ ، رياض العلماء ١ / ٥٦ ، جامع الرواة ١ / ٦١ ، لؤلؤة البحرين : ١٤٩ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٩ ، أعيان الشيعة ١ / ١٢٧ و ٣ / ٨٢ ، الذريعة ١ / ٠٠٠٠ و ١٢ / ٢١ ، الكنى والألقاب ٣ / ٢٠١ ، الفوائد الرضوية : ٢٧ ، كشف الحجب : ٣٠٣ رقم ١٦٢٣ ، مرآة الكتب ٢ / ٤ ، إيضاح المكنون ١ / ٦٠٩ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ١ / ٢٣٤.

١ ـ نسخة في مكتبة كلية الإلهيات ، في جامعة الفردوسي في مشهد ، برقم ٢٧٤ ، تاريخها يوم الجمعة ٢٢ صفر ٩٨٨ ه ، صححها أحد تلامذة المؤلف ، وربما وقع التباس في تاريخ تحريرها ، مذكورة في فهرسها ١ / ١٤٠.

٢ ـ نسخة أخرى فيها أيضا ، برقم ١٣٠١ ، كتبها حسن بن جمعة ، في حياة المؤلف ، يوم الثلاثاء ٢٣ ربيع الأول ٩٩٠ ه في النجف الأشرف ، عليها تعاليق بخط المؤلف ، مذكورة في فهرسها ٢ / ٤٣٩.

٣ ـ نسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، تاريخها يوم الجمعة ١٩ رمضان ٩٩٣ ه في النجف الأشرف ، عليها التعاليق والتصحيح والبلاغ ، مذكورة فهرسها ٨ / ٣٧٧.

٤ ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، برقم ٦١٣٢ ، تاريخها ٢٦ ربيع الآخر ٩٩٤ ه ، عليها المقابلة ، وفي أوائلها تعاليق من المؤلف مذكورة في فهرسها ٤ / ٤٠٢.

٥ ـ نسخة في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، برقم ٢٢٩٠ ، تاريخها ١٠٠٢ ه ، مذكورة في فهرسها ص ٢٢١.

٦ ـ نسخة في مكتبة الحسينية الشوشترية في النجف الأشرف ، برقم ٧٣١ ،

٨٢

تاريخها ١٠٠٦ ه ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ و ١٢ / ٨٠٠.

٧ ـ نسخة في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، برقم ٣٦٠ ، تاريخها ١٠٠٨ ه ، مذكورة في فهرسها ص ٢٢١.

٨ ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، برقم ٦٥٩٢ ، مقابلة مع نسخة الأصل ، تاريخها يوم الأحد سلخ صفر ١٠١٩ ه ، مذكورة في فهرسها ٤ / ٤٠٣.

٩ ـ نسخة في مكتبة مدرسة سپهسالار في طهران ، برقم ١٤٢ ، تاريخها ١٠٣٣ ه ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٣.

١٠ ـ نسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٥٢٢٥ ، تاريخها يوم الأربعاء ١٢ رمضان ١٠٣٧ ه ، عليها التعاليق والتصحيح والمقابلة ، كتبها محمد بن محمود الطبسي عن نسخة أمير فيض الله الحسيني تلميذ المؤلف ، وعن نسخة محمد بن نعمة الله حسني الشولستاني المصححة على نسخة المؤلف ، مذكورة في فهرسها ١٤ / ٢٤.

١١ ـ نسخة في مكتبة الوزيري في يزد ، برقم ٢٣٣٨ ، تاريخها ١٠٤٧ ه ، مذكورة في فهرسها ٤ / ١٢٥٥.

١٢ ـ نسخة في مكتبة كلية الآداب في جامعة طهران ، برقم ٤٨ ، تاريخها يوم الاثنين ٥ رمضان ١٠٥٧ ه ، مذكورة في فهرسها ص ٩٠.

١٣ ـ نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، برقم ١١٠ ، تاريخها ١٠٦٢ ه ، مذكورة في فهرسها ١ / ١٢٤.

١٤ ـ نسخة في مكتبة ملك في طهران ، برقم ١٨٨ ، تاريخها ١٠٨٨ ه ، مذكورة في فهرسها ١ / ٢٥٩.

١٥ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ، في طهران ، برقم ٣٧٤٣ ، تاريخها ١٠٨٨ ه ، وعليها تعاليق من الفيض الكاشاني ، مذكورة في فهرسها ١٠

٨٣

القسم الرابع / ١٧٢٦.

١٦ ـ نسخة في المكتبة الوطنية في طهران ، تاريخها ١٠٨٩ ه ، مذكورة في فهرسها ٧ / ٤٠٢.

١٧ ـ نسخة في مكتبة مدرسة سپهسالار في طهران ، برقم ١٤٤ ، تاريخها ١١٠٧ ه ، عليها تعاليق من الفيض الكاشاني وملا خليل وغيرهما ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٤.

١٨ ـ نسخة أخرى فيها أيضا ، برقم ١٤٦ ، تاريخها ١١٠٧ ه ، وفي حواشيها مطالب مهمة من الكشاف ومعالم التنزيل ومجمع البيان وتعاليق من الفيض الكاشاني وغيره ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٤.

ترجم إلى الفارسية بعنوان «ترجمة آيات الأحكام» وكانت نسخة منه في مكتبة العلامة السيد حسن الصدر بمدينة الكاظمية المقدسة ، مذكورة في الذريعة ٤ / ٧٣ رقم ٣٠٠.

طبع في طهران على الحجر بخط أحمد بن محمد حسين التفرشي ، في ٣٩٩ صفحة ، سنة ١٣٠٥ ه (١٧).

وطبعته على الحروف المكتبة المرتضوية في طهران ، بتحقيق محمد باقر البهبودي ، في ٧٠١ صفحة.

للبحث صلة ...

__________________

(١٧) فهرس الكتب العربية المطبوعة ـ للمشار ـ : ٦.

٨٤

ما ينبغي نشرة من التراث

(٦)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

(٢٨)

أسرار الإمامة

للعماد الطبري ، وهو عماد الدين الحسن بن علي الطبري ، من أعلام القرن السابع.

١ ـ نسخة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، كتبت سنة ١٢٩٤ ه ، رقمها ٣٧٥٧ ، ذكرت في فهرسها ١٠ / ١٤٩.

٢ ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٨٨٣٨ ، كتبت سنة ١٠٧٢ ه ، ذكرت في فهرسها ١١ / ١٢.

(٢٩)

معالم الهدى والإصابة

في تفضيل علي على الصحابة

لحجة العراقين ، أحمد حميد الدين الكرماني ، من أعلام الإسماعيلية في القرن الخامس.

وهو نقض على عثمانية الجاحظ.

٨٥

نسخة في مكتبة السيد المرعشي العامة ، رقم ٣٧٤٢ ، ذكرت في فهرسها ١٠ / ١٣٨.

(٣٠)

أخبار فخ ويحيى بن عبد الله

لأبي عبد الله أحمد بن سهل الرازي.

نسخة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٣٨١٧ ، ذكرت في فهرسها ١٠ / ١٩٥.

(٣)

الفوائد البهية في شرح الصمدية

للسيد بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسيني المختاري النائيني الأصفهاني ، من أعلام القرن الثاني عشر.

شرح فيه كتاب «الفوائد الصمدية» في النحو لبهاء الدين العاملي ، المطبوع مكررا.

١ ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ١٤٢٦٥ ، كتبت سنة ١٢٤٢ ه.

٢ ـ نسخة الأصل بخط المؤلف ، في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٤٨٢٨ ، ذكرت في فهرسها ١٣ / ٢٧.

(٣٢)

القواعد الجلية في شرح الشمسية

للعلامة الحلي ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

شرح فيه الرسالة الشمسية في المنطق لنجم الدين الكاتبي.

٨٦

١ ـ نسخة كتبت سنة ٦٧٩ ، وهي في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ١١١٤ ، ذكرت في فهرسها ١ / ٣٤٨ ، وعنا مصورة في المكتبة نفسها.

٢ ـ مخطوطة كتبت سنة ٧١٤ ، في نيكده في تركيا ، رقم ١٠٢٧ ، ذكرها الدكتور ششن في نوادر المخطوطات العربية في تركيا ١ / ١٨١.

٣ ـ مخطوطة كتبت سنة ٧١٨ ، وقوبلت سنة ٧٢٠ ، في مكتبة ملك العامة في طهران ، في المجموع رقم ٧٦٦ ، ذكرت في فهرسها ٥ / ١٧٠.

٤ ـ مخطوطة من القرن الثامن ، في مكتبة الشعب في مدينة أدنه في تركيا ، ضمن المجموع رقم ٥ / ١٧٧ ، ذكرت في الفهرس الموحد لمخطوطات تركيا ١ / ٤٣.

(٣٣)

مناهج اليقين

في أصول الدين

للعلامة الحلي ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

هو من أوسط كتبه الكلامية ومن أحسنها ، ولذلك كثرت نسخه المخطوطة القديمة ، فمن ذلك :

١ ـ نسخة كتبها علي بن الحسن الطبري سنة ٧٢٤ ، في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٢٥١ ، ذكرت في فهرسها

١ / ٢٣٨.

٢ ـ مخطوطة كتبت سنة ٧٧٢ عن خط المصنف رحمه‌الله ، في مكتبة ملك العامة في طهران ، رقم ٧٣٦ ، ذكرت في فهرسها للمخطوطات العربية ص ٧٤٠.

٣ ـ مخطوطة من القرن الثامن ، كتبت في حياة المصنف أو قرب عصره ، وعليها خط ابن العتايقي الحلي ، وهي في مكتبة زميلنا العلامة المحقق السيد محمد علي الروضاتي دام فضله في أصفهان.

٤ ـ مخطوطة كتبت سنة ٧٥٥ ، في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، بآخر

٨٧

المجموعة رقم ٦٥٦ ، ذكرت في فهرسها ص ٤٦٨.

٥ ـ مخطوطة قديمة في مكتبة شاه چراغ في شيراز ، رقم ٥٤٨ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ١٤٤.

(٣٤)

نور حدقة البديع ونور حديقة الربيع

للشيخ الكفعمي ، تقي الدين إبراهيم بن علي بن حسن الكفعمي اللويزي العاملي الجبشيتي ، المتوفى سنة ٩٠٥ ه.

من خيرة الكتب المؤلفة في علم البديع وأوسع ما كتب فيه ، ولعل السيد صدر الدين علي خان ابن معصوم نهل الكثير من مادة هذا الكتاب في كتابه القيم «أنوار الربيع في علم البديع» المطبوع في سبعة مجلدات.

توجد مخطوطته الفريدة في مكتبة طوپقپوسراي في إسلامبول رقم ١٧٠١. A  .. ، ذكرت في فهرسها ٤ / ٢٠٢.

(٣٥)

معارج السؤول ومدارج المأمول

في فقه القرآن وتفسير آيات الأحكام.

لكمال الدين حسن بن محمد بن الحسن الأسترآبادي النجفي ، من أعلام القرن التاسع.

منه في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد أربع نسخ كما يلي :

١ ـ مخطوطة رقم ١٤١٧ ، كتبت سنة ٩٨٨ ه ، في ٥٠٣ ورقة.

٢ ـ مخطوطة رقم ١٠١١٣ ، عليها تعليقات المؤلف.

٣ ـ مخطوطة رقم ١٣٧٧٨ ، كتبت سنة ١٠٣٠ ه.

٤ ـ مخطوطة رقم ١٥٥٣.

٨٨

من ذخائر التراث

٨٩
٩٠

٩١
٩٢

(١)

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. وبعد ، فقد لفت هذا الكتاب نظري ، منضما إلى مخطوطة لكتاب «أوائل المقالات» ولاحظت أن ما ورد فيه من مطالب لم ترد في موضع آخر من كتب الشيخ المفيد ، وبالتفصيل المذكور فيه.

ولاحظت أيضا تركيز الشيخ في هذا الكتاب على رد المعتزلة وذكر آرائهم الشاذة التي ينفردون بها دون جميع الأمة ، وخاصة ما يبعد الشيعة عنهم من الآراء.

وبعد الفحص في فهارس المخطوطات ، وجدت أن لهذا الكتاب نسخا عديدة منتشرة في خزائن العالم.

وبالرغم مما يدل عليه من استقلاله بالتأليف ، وتشكيل وحدة متكاملة متسقة في موضوع واحد ، فإن هذا الكتاب لم يحظ ـ مثل سائر مؤلفات الشيخ المفيد ـ بالعناية اللائقة ، من التحقيق والإخراج.

٩٣

وقد وفقني الله ـ تبارك ذكره ـ لتحقيقه بما يبرز أهميته العلمية.

وأنا إذ أقدمه إلى العلماء والمحققين والباحثين ، أرفع به النداء إليهم كافة ، وإلى كل المؤسسات والمزاولين للعمل التراثي ، أدعوهم للاهتمام بمؤلفات الشيخ المفيد ، وأن يعتنوا بها عناية تناسب مقام مؤلفها الشيخ ، استعدادا لإحياء ذكراه ، الألفية ، التي نقف بكل اعتزاز على أبوابها.

ونحثهم على تقديم الخدمة إلى هذا الشيخ الذي خدم الطائفة بكل ما أوتي من حول وقوة ، وذلك بتحقيق كتبه العلمية ، وعرض آرائه القيمة ، وتنظيم فهرس جامع لما في كتبه كلها من المطالب المرتبطة بمختلف العلوم والفنون ، وكذلك ترجمة ما كتب عنه باللغات الأخرى ، وإعداد ليل كامل عن مؤلفاته ومخطوطاتها في العالم ، وإعداد كتاب يضم مصادر الدراسة عنه ، تيسيرا لمن يريد الاطلاع عليها ، وترغيبا لإحيائها ونشرها.

إن الشيخ المفيد شخصية عظيمة ، ذو مقام شامخ في مختلف العلوم ، وذو أثر بارز في تثبيت العقيدة ، وذو دور فعال في مجريات الأحداث التي عاشها ، فقد تمكن من الدخول إلى التاريخ من أوسع أبوابه ، واستحق وسام «التجديد» في القرن الخامس بجدارة.

فالحديث عنه متسع لذي مقال ، وللتحقيق حوله علميا وتراثيا وتاريخيا وفقهيا أوسع مجال.

وفقنا الله لخدمة الحق وأهله.

(٢)

أقسام التعاليم الإسلامية

تنقسم تعاليم الإسلام إلى قسمين رئيسيين :

الأول : الأحكام الشرعية المرتبطة بتحديد أفعال المكلفين من عبادات ومعاملات ، والحكم عليها بأحد الأحكام الخمسة.

٩٤

الثاني : العقائد ، والالتزامات الفكرية للإنسان المسلم.

وقد اختلفت الفرق والمذاهب الإسلامية في تحديد مصادر هذه التعاليم.

أما القسم الأول :

فقد قال قوم بأن مصدره هو خصوص الطرق المقررة من قبل الشارع نفسه ، ولا يمكن أن يتدخل العقل ـ بأي شكل ـ في تحديد التكليف الشرعي ، وهؤلاء هم «المحدثون».

وقال قوم بأن مصدره هو الطرق المقررة ، إن وجدت ، وإلا فإن الدليل العقلي يكشف عن وجود التزام شرعي على طبقه ، وهم «المجتهدون».

ومحل تفصيل هذين القولين ، بمالها من الخصوصيات ، والمضاعفات ، واللوازم ، هو علم أصول الفقه (١).

وأما القسم الثاني :

فقد تكفل ببيان مسائله علم (الكلام) لكن المسلمين اختلفوا اختلافا كبيرا في تحديد مصدر أساسي لهذا العلم ، بعد اتفاقهم على أن مسائله جزء من أهم تعاليم الإسلام.

وبذلك يمكن القول بأن من المجمع عليه بين الأمة وجود بذور علم الكلام مع بزوغ الإسلام ومنذ بداية ظهوره ، فإن من مهمات المسائل الكلامية ، هي مسألتا «التوحيد» و «النبوة» وهما من المعتقدات التي أكد عليها الإسلام منذ البداية.

فيتضح خطأ من أخر عهد نشوء علم الكلام إلى عهد متأخر (٢).

__________________

(١) لاحظ بحث «الوسائل الرئيسية للإثبات في علم الأصول» من كتاب «المعالم الجديدة للأصول» تأليف السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، ص ٣٠ ـ ٤٥ ، ، وعامة القسم الأول من هذا الكتاب مفيد للمطالعة والبحث في هذا الصدد.

(٢) الرسائل العشر ـ للشيخ الطوسي ـ : المقدمة ص ١٦ ، وقارن : تاريخ المذاهب الإسلامية ـ لأبي زهرة ـ : ١٥٤.

٩٥

وإذا قارنا بين العلوم الإسلامية ، وجدنا أن علم الكلام ، أكثرها أهمية من حيث ما يحتويه من بحوث عميقة ضرورية ، كما هو أسبق رتبة من غيره ، وأشرف موضوعا ، لأنه يبحث عن أساس ما على المسلم من التزامات فكرية وعقائد ، من المبدأ ، والمعاد ، وما بينهما ، وعلى ذلك تبتني كل تصرفاته وشؤون حياته الدنيوية والأخروية (٣).

وبالرغم من اتحاد المسلمين على عهد الرسالة في الالتزام بما يتعلق بالقسمين من تعاليم الإسلام معا ، فإن عنصرا جديدا طرأ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فأدى إلى حدوث خلاف بينهم ، وهو «الخلافة» وسبب البحث حولها انقسام الأمة إلى فرقتين :

١ ـ الفرقة الأولى : تقول بوجوب الإمامة على الله تعالى ، كما هو الاعتقاد في النبوة ، وأن الإمام يتعين بتعيين الله تعالى ، وهم «الشيعة».

وعلى رأيهم يكون بحث الإمامة ، من صميم المباحث الكلامية.

٢ ـ الفرقة الثانية : تقول بأن الإمامة واجب تكليفي على الأمة ، فيجب على المسلمين كافة تعيين واحد منهم لأن يلي أمر الأمة ، وهؤلاء هم «العامة».

وعلى رأيهم يكون بحث الإمامة ، من مباحث الأحكام الشرعية ، وهذا النزاع مع أنه لم يمس ـ ظاهرا ـ العقائد المشتركة التي كانت على عهد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان الإنسان بها مسلما إلا أنه أدى إلى تصديع الحق الذي كانوا عليه في ذلك العهد ، وسبب بعد إحدى الفرقتين عن الأخرى ، فوجود مدرستين منفصلتين ، لكل منهما طريقتها الخاصة في التدليل والتحليل ، إلى حد دخل بحث الإمامة في صلب مباحث علم الكلام ، بعد حين (٤).

__________________

(٣) لاحظ : تلخيص المحصل ـ للمحقق الطوسي ـ : ١.

(٤) لاحظ : المقالات والفرق ـ للأشعري القمي ـ : ص ٢ وبعدها ، وخاندان نوبختي ٥ ـ ٧٦ ، وقارن : تأريخ المذاهب الإسلامية ـ لأبي زهرة ـ : ٢٠ و ٢٥ و ٨٨.

٩٦

ولئن كانت العقائد الإسلامية في بداية عصر الإسلام محدودة كما ، وواضحة سهلة كيفا ، لتحددها بالتوحيد والتنزيه ، وإثبات الرسالة بالمعاجز المشهودة عينا ، والوعد والوعيد ، فإنها كانت تعتمد على القرآن المجيد كنص ثابت ، وعلى السنة النبوية كنص حي ، فقد كانت بعيدة عن البحوث المعقدة المطروحة على طاولة علم الكلام فيما بعده من الفترات ، كما أن تلك البحوث لم تمس تلك الأصول الواضحة ، ولم تؤثر عليها بشئ (٥).

وطرحت في العقود الأولى لتأريخ الإسلام ، بحوث كلامية مستجدة ، كانت مسرحا للنزاعات الفكرية بين المسلمين ، أدت بالتالي إلى تأسيس مدارس كلامية متعددة ، ومن أهم تلك البحوث.

١ ـ الجبر والاختيار ، وما يرتبط بمبحث العدل.

٢ ـ القضاء والقدر.

٣ ـ صفات الله تعالى ، وما يرتبط بمبحث التوحيد.

٤ ـ الإيمان ، والفسق ، وارتكاب المعاصي ، وما يرتبط بمبحث المعاد.

وغير ذلك مما لم يطرح من ذي قبل ، أو كان مطروحا بشكل بدائي جدا ، من دون تفصيل.

ومع ذلك ، فإن هذه البحوث ـ أيضا ـ لم تثر اختلافا يؤدي إلى حدوث فرق مذهبية منفصلة ، إلا بعد فترة ، وإن لم تتجاوز القرن الأول الهجري (٦) على الأكثر.

* * *

__________________

(٥) لاحظ : تأريخ المذاهب الإسلامية : ١٠ و ١١٤.

(٦) لاحظ : تأريخ المذاهب الإسلامية : ١٠٩ و ١٤٨.

٩٧

(٣)

نشوء الفرق الكلامية

واختلف المسلمون في تحديد المصادر الأساسية للتعاليم الإسلامية في مجال العقائد ، فكانوا فرقا ثلاثا :

١ ـ فرقة تقول بأن المصدر الوحيد هو النص الشرعي ، من الكتاب والسنة ، وأن المسائل الاعتقادية توقيفية ، فلا يتجاوزون ما ورد في النصوص موضوعا ، وتعبيرا ، ولا يتصدون لشرح ما ورد فيها أيضا ، ولا لتوضيحه أو تأويله ، ويلتزمون بعقد القلب على تلك الألفاظ بما لها من المعاني التي لم يفهموها ولم يدركوها (٧).

٢ ـ وفرقة تقول بأن المصدر هو النص ، لكن ما ورد فيه من ألفاظ وتعابير لا بد من حملها على ظواهرها المنقولة ، لا المعقولة ، والالتزام بها على أساس التسليم بما ورد النص بتفسيره ، وقد التزم بهذا من ليس له حظ من العلوم العقلية ، وهم «أصحاب الحديث» (٨).

٣ ـ وفرقة تقول بأن طريق المعرفة بالعقائد الحقة والمسائل الكلامية هو العقل ، إذ به يعرف الحق ، ويميز عن الباطل ، ولا منافاة بين الشرع والعقل في ذلك ، فالنص إنما يرشد إلى الحق الذي يدل عليه العقل ، ولو ورد ما ظاهره مناف لما قرره العقل ، فلا بد من تأويل ذلك الظاهر إلى ما يوافق العقل ويدركه (٩).

فالفرقة الأولى : تسمى من العامة ب «السلفية» وهم «المقلدة» من الشيعة.

والفرقة الثانية : تسمى من العامة ب «الأشاعرة» وهم «الأخبارية» من

__________________

(٧) لاحظ : تأريخ المذاهب الإسلامية ٢١٣.

(٨) تلبيس إبليس ـ لابن الجوزي ـ : ١١٦.

(٩) تاريخ المذاهب الإسلامية. ١٤٨ و ١٤٩.

٩٨

الشيعة.

والفرقة الثالثة : تسمى من العامة ب «المعتزلة» وهم «الفقهاء» المجتهدون من الشيعة.

ويلاحظ في أتباع كل فرقة ، شبه كبير بين شيعتهم ، وبين العامة منهم.

فالسلفية من العامة ، يشبهون في المحاولات الفكرية والالتزامات العقائدية المقلدة من الشيعة.

والأشاعرة من العامة ـ وهم أهل الحديث عندهم ـ يقربون في الطريقة والأسلوب من الأخبارية الذين هم أهل الحديث من الشيعة.

والمعتزلة من العامة ، تشبه طريقتهم في التفكير والاستدلال طريقة الفقهاء المجتهدين من الشيعة.

وقد يتصور البعض أن الفرق بين شيعة كل فرقة وبين العامة منها ، هو مجرد الاختلاف في الإمامة ، وتعيين أشخاص الأئمة ، ذلك الخلاف الأول الذي أشرنا إليه.

لكن الواقع أن الخلاف بين الشيعة والعامة من كل فرقة واسع ، مضافا على ذلك الخلاف في الإمامة والإمام.

فالفرقة الأولى :

يعتمد العامة منهم ـ وهم «السلفية» (١٠) ـ على ما جاء ي الكتاب والسنة من العقائد ، وإذا تعذر عليهم فهم شئ من النصوص توقفوا فيه ، كما أنهم يلتزمون بالنصوص حرفيا ، فيكررون ألفاظها ، ويفوضون أمر واقعها إلى الشرع.

وكانوا يقفون من " علم الكلام " المصطلح ، موقفا سلبيا ، فكان مالك بن أنس يقول : «الكلام في الدين أكرهه ، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل ...

__________________

(١٠) لاحظ : تأريخ المذاهب الإسلامية : ٢١٢ ـ ٢١٣.

٩٩

أما الكلام في الدين وفي الله تعالى فالكف أحب إلي " (١١).

وكان يقول زعيمهم أحمد بن حنبل : «لست صاحب كلام ، وإنما مذهبي الحديث» (١٢).

لكن الشيعة من هذه الفرقة ، وهم «المقلدة» (١٣) كانوا يأخذون العقائد من الكتاب وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم‌السلام من الاستدلالات ، وفيها الكثير مما لم ينله السلفية من العامة لبعدهم عن الأئمة عليهم‌السلام.

لكن المقلدة والسلفية يشتركون في أنهم لا يحاولون الاستدلال على شئ خارج عن النص ، ولا يجتهدون في المزيد من البحث والفكر فيما يرتبط بالعقائد.

والفرقة الثانية :

فأهل الحديث من العامة ، هم «الأشاعرة» يلتزمون بالعقائد التي تدل عليها الخصوص ، ويفسرونها حسب ما تدل عليها العبارات من الظواهر المفهومة لهم ، وبما يدركونه من المحسوسات ، حتى ما ورد فيها من أسماء الأعضاء المضافة إلى اسم الله ، كاليد ، والرجل ، والعين ، والوجه ، ولم يلجؤوا إلى تأويل ذلك عن ظاهره (١٤) ولذلك يسمون ب «المشبهة».

ويختلف الأشاعرة عن السلفية في تجويز هؤلاء البحث في الكلام ، وقد كان أبو الحسن الأشعري ـ وهو زعيم الأشاعرة ومؤسس مذهبهم ـ من أوائل الرادين على دعوة ابن حنبل رئيس السلفية في النهي عن الكلام ، إذ تصدى له في كتاب

__________________

(١١) الإعتصام ـ للشاطبي ـ : ٢ / ٢ ـ ٣٣٤ ، وانظر : مناهج الاجتهاد في الإسلام : ٦٢٤ ـ ٦٢٥.

(١٢) المنية والأمل ـ المطبوع باسم «طبقات المعتزلة» لابن المرتضى ـ : ١٢٥ ، وانظر : مناهج الاجتهاد في الإسلام : ٧ ـ ٥٠٨ و ٦٧٩.

(١٣) لاحظ عن «المقلدة» : الفصول المختارة : ٨ ـ ٧٩ ، وتصحيح الاعتقاد ـ للمفيد ـ : ٢١٩ ـ ٢٢٠ طبعة النجف ، وعدة الأصول ـ للطوسي ـ ١ / ٧ ـ للطوسي ١ / ٧ ـ ٣٤٨.

(١٤) تأريخ الفرق الإسلامية ـ للغرابي ـ : ٢٩٧ ، وتاريخ المذاهب الإسلامية ـ لأبي زهرة ـ : ١٨٦.

١٠٠