إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

استجابة دعائه عليه‌السلام على من كتم حديث

الغدير في رحبة الكوفة فبرص أنس وعمى

البرآء وزيد بن أرقم ورجع جرير أعرابيا

بعد هجرته وأصاب الآفة يزيد بن وديعة

وعبد الرحمن بن مدلج

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المورخ الشهير أحمد بن يحيى البلاذري في «الأنساب» (ج ١) قال :

قال عليّ عليه‌السلام على المنبر : أنشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خمّ : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، إلّا قام فشهد ، وتحت المنبر أنس ابن مالك ، والبرآء بن عازب ، وجرير بن عبد الله البجليّ ، فأعادها فلم يجبه أحد فقال : اللهم من كتم هذه الشّهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدّنيا حتّى تجعل به آية يعرف بها ، فبرص أنس ، وعمي البرآء ، ورجع جرير أعرابي «بياظ» بعد هجرته فأتى السّراة فمات في بيت امّه. (١)

ومنهم العلامة الدينوري في «المعارف» (ص ١٩٤ ط أصلان آفندى بمصر) قال:

__________________

(١) تقدم نقل هذه الأحاديث مشروحا في تضاعيف أحاديث الغدير فراجع (ج ٦ ص ٣٠٨ الى ص ٣٣٨).

٧٤١

أنس بن مالك كان بوجهه برص ، وذكر قوم أنّ عليّا رضي‌الله‌عنه سأله عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال : كبرت سنّى ونسيت فقال عليّ : إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة.

ومنهم علامة علم المسالك والممالك أبو على أحمد بن عمر بن رستة الاصبهانى المتوفى بعد سنة ٢٩٠ في «البلدان» (ص ٢٢١ ط ليدن) : قال :

أنس بن مالك : كان بوجهه برص ويذكر قوم : انّ عليّ بن أبى طالب رضي‌الله‌عنه سأله عن شيء ، فقال : كبرت سنّي ونسيت ، فقال عليّ : إن كنت كاذبا فضربك الله بيضاء لا تواريها العمامة.

ومنهم العلامة أبو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل في «لطائف المعارف» (ص ١٠٥ ط القاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «المعارف».

ومنهم العلامة ابن أبى الحديد في «شرح نهج البلاغة» (ج ٤ ص ٣٨٨ ط مصر) قال : قال عليّ لأنس بن مالك وقد كان بعثه إلى طلحة والزّبير لمّا جاء إلى البصرة يذكرهما شيئا قد سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في معناهما فلوى عن ذلك فرجع فقال : إنّي أنسيت ذلك الأمر ، فقال عليه‌السلام : إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لامعة لا تواريها العمامة قال : يعني البرص فأصاب أنسا هذا الدّاء فيما بعد في وجهه فكان لا يرى إلّا متبرقعا. وفي هذه الصفحة أيضا قال : قال عليّ لأنس ابن مالك : لقد حضرتها فما بالك؟ فقال : يا أمير المؤمنين كبرت سنّي وصار ما أنساه أكثر ممّا أذكره فقال له : إن كنت كاذبا فضربك الله لها بيضاء لا تواريها العمامة فما مات حتّى أصابه البرص.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج ٣ ص ٣٢١ ط مصر)

٧٤٢

روى مسندا عن أبي إسحاق أنّ عليّا عليه‌السلام أنشد النّاس في الرّحبة (إلى أن قال :) وكتم قوم فما خرجوا من الدّنيا حتّى عموا وأصابتهم آفة ، منهم يزيد بن وديعة ، وعبد الرّحمن بن مدلج ، أخرجه أبو موسى.

ومنهم العلامة اسماعيل بن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٥ ص ٢١٠ ط مصر)

روى حديثا مسندا عن أبي إسحاق ، عن زيد بن وهب ، وزيد بن يثيغ وعمرو ذى مرّ : أنّ عليّا عليه‌السلام أنشد بالكوفة فذكر الحديث.

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «الاصابة» (ج ٢ ص ٤١٤ ط مصر) روى الحديث من طريق ابن شاهين عن أبي العبّاس بن عقدة عن أبي إسحاق بعين ما تقدّم عن «اسد الغابة».

ومنهم الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في «دلائل النبوة» (ص ٥١٠ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدثنا أحمد بن إسحاق قال : ثنا أحمد بن الحسين قال : ثنا إسماعيل بن محمّد بن جبر ، ثنا إسماعيل بن الحكم ، ثنا هشيم ، عن يسار ، عن عمّار قال : حدّث عليّ عليه‌السلام رجلا بحديث فكذّبه فما قام حتّى أعمى.

ومنهم العلامة محب الدين الطبري المتوفى سنة ٦٩٤ في «ذخائر العقبى» (ص ٩٧ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :

عن عليّ بن زادان أنّ عليّا عليه‌السلام حدّث حديثا فكذّبه رجل فقال عليّ : أدعو عليك إن كنت صادقا قال : نعم ، فدعا عليه فلم ينصرف حتّى ذهب بصره.

ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ٢٥٢ ط تبريز) قال :

أخبرنى سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلميّ

٧٤٣

الهمدانيّ فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس (ره) الهمداني كتابة ، حدّثني أبو طالب الجعفريّ ، حدّثني ابن مردويه الحافظ ، حدّثني محمّد بن أحمد بن عليّ ، حدّثني موسى بن يوسف بن موسى بن راشد القطّان ، حدّثني وهب بن بقيّة ، حدّثني هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عمّار الحضرميّ عن ذاذان عن أبي عمر انّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام سأل رجلا بالرّحبة عن حديث فكذّبه فقال عليّ : إنّك قد كذبتني فقال : ما كذبتك قال : أدعو الله عليك إن كنت كذبتني أن يعمي بصرك قال : ادع الله ، فدعا عليه فما خرج من الرّحبة حتّى قبض بصره.

ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١١٦ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :

عن شاذان انّ عليّا حدّث بحديث فكذّبه رجل فقال له عليّ : أدعو عليك إن كنت كاذبا قال : أدعو «ادع ظ» فدعا عليه فلم يبرح حتّى ذهب بصره ، رواه الطبرانيّ في الأوسط.

ومنهم العلامة الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٧٧ ط الميمنية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد».

ومنهم الحافظ السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ص ١٧٩ ط السعادة بمصر) قال:

وأخرج الطّبراني في «الأوسط» وأبو نعيم في «الدّلائل» عن زاذان أنّ عليّا حدّث بحديث فكذّبه رجل ، فقال له عليّ عليه‌السلام : أدعو عليك إن كنت كاذبا ، قال : ادع فدعا عليه فلم يبرح حتّى ذهب بصره.

ومنهم العلامة الذهبي الشافعي في «تاريخ الإسلام» (ج ٢ ص ٢٠٣ ط مصر) قال :

وقال هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عمّار الحضرميّ ، عن أبي عمر

٧٤٤

زاذان إنّ رجلا حدّث عليّا بحديث فقال : ما أراك إلّا قد كذبتني قال : لم أفعل قال : إن كنت أدعو عليك قال : ادع فدعا فما برح حتّى عمي.

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «مناقب أمير المؤمنين» (مخطوط)

روى مسندا عن زيد بن أرقم في حديث مناشدة عليّ فكنت أنا فيمن كتم فذهب بصري.

ومنهم الحافظ نور الدين الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٠٦ ط مكتبة القدسي في القاهرة)

روى الحديث من طريق الطّبراني في «الكبير» و «الأوسط» عن زيد بن أرقم بعين ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازليّ».

ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في «مناقبه» (مخطوط)

روى الحديث عن زيد بن أرقم بعين ماّ تقدم عن «مناقب ابن المغازليّ».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٠٦ ط اسلامبول)

روى الحديث من طريق أحمد عن زيد بن أرقم بعين ما تقدّم عن «مجمع الزوائد».

وفي (ص ٢١٦ ، الطبع المذكور)

روى الحديث من طريق أحمد في «المناقب» عن الأصبغ بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».

ومنهم العلامة أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب الاصفهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٣ ص ٢٩٣ ط بيروت) قال

قال أمير المؤمنين رضي‌الله‌عنه : (لأنس بن مالك) إن كنت كاذبا فرماك الله ببيضاء لا تواريها العمامة ، فصار به برص.

ومنهم العلامة السيد جمال الدين الهروي في «الأربعين حديثا» (مخطوط) روى عن ذرّ بن حبيش في حديث المناشدة : قال عليّ لأنس بن مالك والبراء

٧٤٥

ابن عازب : ما منعكما أن تقوما للتّشهّد فقد سمعتما كما سمع القوم فقال : اللهمّ إن كتماها معاندة فأبلهما ، فأمّا البرآء فعمي فكان يسأل عن منزله فيقول : كيف يرشد من أدركه الدّعوة ، وأمّا أنس فقد برصت قدماه وقيل استشهده على قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من كنت مولاه فعليّ مولاه. اعتذر بالنّسيان فقال عليّ عليه‌السلام : اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض موضح لا تواريه العمامة فبرص وجهه فسدل بعد ذلك برقعا على وجهه.

ومنهم العلامة الكشفى الترمذي في «المناقب المرتضوية» (ص ٣١٤ ط بمبئى)

روى نقلا عن «شواهد النّبوة» و «دلائل النبوة» أن عليّا كرم الله وجهه استنشد برحبة فكذّبه رجل فدعا عليه بالعمى فوالله ما خرج من الرحبة إلّا عمى بصره.

ومنهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ٥٧٨ ط لاهور)

روى الحديث عن ذرّ بن الحبيش بعين ما تقدّم عن «الأربعين».

وفي (ص ٥٧٩ ، الطبع المذكور)

روى عن طلحة بن عمير في حديث المناشدة. قال : فشهد اثنا عشر رجلا من الأنصار ، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين : يا أنس ما منعك أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال أمير المؤمنين : اللهمّ إن كان كاذبا فاضربه ببياض أو بوضح لا تواريه العمامة قال طلحة ابن عمير : فاشهد بالله لقد رأيته بيضاء بين عينيه ، أخرجه ابن مردويه.

وفي (ص ٥٨٠ ، الطبع المذكور)

روى عن عمير بن سعد في حديث المناشدة قال عليّ عليه‌السلام : اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدّنيا حتّى تجعل آية يعرف بها ، قال : فبرص أنس ، وعمى البرآء ، ورجع جرير أعرابيّا بعد هجرته فأتى الشّراه فمات

٧٤٦

في بيت امّه.

وفي (ص ٦٨١ ، الطبع المذكور)

روى الحديث من طريق أحمد في «المناقب» والطّبراني في «الأوسط» وأبي نعيم في «الدّلائل» عن زاذان بعين ما تقدّم عن «تاريخ الخلفاء».

وفي (ص ٥٨٠ ، الطبع المذكور)

روى الحديث من طريق أبي بكر بن مردويه ، والفقيه ابن المغازليّ والطبراني في «المعجم الكبير» ، عن زيد بن أرقم بعين ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازليّ».

وفي (ص ٥٨١ ، الطبع المذكور)

روى الحديث من طريق أبي موسى وابن الأثير عن أبي إسحاق بعين ما تقدّم عن «اسد الغابة».

استجابة دعائه عليه‌السلام فيمن أساء مخاطبته

فدعا عليه وعلى ولده بالعمى

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ أبو إسحاق القيرواني المالكي في «جمع الجواهر» (ص ٢٨٢ ط القاهرة) قال :

ويقال : إنّ جدّه (اي أبا العيناء) الأكبر لقى عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فأساء مخاطبته ، فدعا عليه وعلى ولده بالعمى ، فكلّ من عمى منهم فهو صحيح النّسب وكان قبل العمى أحول.

٧٤٧

استجابة دعائه عليه‌السلام في طلحة وزبير

رواه القوم :

منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفى الحنفي في كتابه «المناقب المرتضوية» (ص ٣٠٥ ط بمبئى)

روى عن «تاريخ أعثم الكوفي» إنّ طلحة وزبيرا لمّا أرادا الخروج إلى مكة استأذنا عليّا عليه‌السلام للعمرة فأخبرهما بما ينويانه من المكر فأذن لهما ثمّ دعا عليهما فقال : اللهم انّ طلحة بايعني بالطّوع والرّغبة ثمّ نقضها ، وإنّ زبيرا قطع رحمي فاصرف عنّي كيدهما فاستجاب الله دعوته فقتل كلاهما يوم حارباه بالجمل.

استجابة دعائه عليه‌السلام على القوم بقوله :

اللهم أبدلنى بهم خيرا منهم وأبدلهم بى شرا

وفيه أحاديث :

الاول

حديث الحسن بن على عليهما‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم علامة السير والنسب والتاريخ والتفسير والغريب أبو محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدينوري في «الامامة والسياسة» (ج ١ ص ١٦٠ طبع القاهرة بمطبعة مصطفى الحلبي) قال :

٧٤٨

وروى عن الحسن أنّه قال : أتيت أبي فقال لي : ارقت الليلة ثمّ ملكني عيني فسنح لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت له : يا رسول الله ما ذا لقيت من أمتك من الأود واللّدد؟ فقال : ادع عليهم فقلت : اللهم ابدلني بهم خيرا لي منهم وأبدلهم بي شرا لهم منّي وخرج إلى الصلاة فاعترضه ابن ملجم.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج ٤ ص ٣٦ ط مصر سنة ١٢٨٥) قال :

أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب اذنا ، أخبرنا أبو بكر الأنصاريّ أخبرنا أبو محمّد الجوهريّ أنبأنا أبو عمر بن حيويه ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن فهم ، أنبأنا محمّد بن سعد قال : انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن ابن ملجم المراديّ وهو من حمير وعداده في بني مراد «إلى أن قال» قال الحسن بن عليّ فأتيته سحيرا فجلست إليه فقال : إنّي بتّ الليلة أوقظ أهلي فملكتني عيناي وأنا جالس فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الامامة والسياسة».

وقال :

أنبأنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد ، أنبأنا النقيب طراد بن محمّد إجازة إن لم يكن سماعا ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، أنبأنا عبد الله بن أبي الدّنيا ، حدّثني عبد الرحمن بن صالح ، حدّثنا عمرو بن هاشم الحسيني عن جناب ، عن أبي عون الثقفيّ ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال : قال لي الحسين ابن عليّ فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الامامة والسياسة».

ومنهم العلامة ابن الأثير في «الكامل» (ج ٣ ص ١٩٥ ط المنيرية بمصر)

روى الحديث عن الحسن بن عليّ بعين ما تقدّم أوّلا ، عن «اسد الغابة».

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١١٣ ط مكتبة القدسي بمصر)

٧٤٩

روى من طريق أبي عمرو عن الحسن البصريّ ، عن الحسن بن عليّ أنّه سمع أباه في سحر اليوم الّذي قتل فيه يقول لهم : يا بنيّ رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نومة نمتها فقلت : يا رسول الله فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الإمامة والسّياسة».

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢٤٥ ط محمد أمين الخانجى بمصر)

روى الحديث فيه أيضا عن الحسن البصريّ ، عن الحسن بن عليّ بعين ما تقدّم عن «الامامة والسياسة».

ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي في «تاريخ الإسلام» (ج ٢ ص ٢٠٥ ط مصر) قال :

قال أبو جناب الكلبيّ حدّثني أبو عون الثّقفي فذكر الحديث بعين ما تقدّم أوّلا عن «اسد الغابة».

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٢ ص ٢٠٦ ط مصر):

وقال محمّد بن سعد لقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه بما عزم عليه من قتل عليّ فوافقه ، قال : وجلسنا مقابل السدّة الّتي يخرج منها عليّ ، قال الحسن وأتيته سحرا فجلست إليه فقال : إنّي ملكتني عيناي وأنا جالس فسنح لي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر المنام المذكور ، قال : وخرج وأنا خلفه وابن النّباح بين يديه فلمّا خرج من الباب نادى : أيّها النّاس الصّلاة الصّلاة ، وكذلك كان يصنع كلّ يوم ، ومعه درّته يوقظ النّاس ، فاعترضه الرّجلان فضربه ابن ملجم على دماغه ، وأما سيف شبيب فوقع في الطاق ، وسمع النّاس عليّا يقول : لا يفوتنّكم الرّجل ، فشدّ النّاس عليهما من كلّ ناحية فهرب شبيب وأخذ عبد الرّحمن وكان قد سمّ سيفه ، ومكث عليّ يوم الجمعة والسّبت وتوفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان.

ومنهم العلامة عماد الدين ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية»

٧٥٠

(ج ٨ ص ١٢ ط مصر) قال :

وقال ابن أبي الدّنيا : حدّثني عبد الرحمن بن صالح ، ثنا عمرو بن هشام الخبي ، عن أبي خباب ، عن أبي عوف الثّقفيّ ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي. قال : قال لي الحسن بن عليّ : قال لي عليّ : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سنح لي اللّيلة في منامي فقلت : يا رسول الله ما لقيت من أمّتك من الأود واللّدد قال : ادع عليهم فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شرّ منّي ، فخرج فضربه الرّجل [الأود العوج ، واللّدد الخصومة] وقد قدّمنا الحديث الوارد بالإخبار بقتله وأنّه يخضب لحيته من قرن رأسه ، فوقع كما أخبر صلوات الله وسلامه على رسوله.

ومنهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ٦٤٨ ط لاهور):

روى الحديث نقلا عن «كامل التواريخ» من إخراج أبي عمرو عن أبى عبد الرّحمن السلميّ بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

وفي (ص ٦٤٩ ، ط لاهور)

روى الحديث نقلا عن «تاريخ الخلفاء» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الشيخ نور الدين على بن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٢١ ط الغرى) قال :

وقال الحسن بن عليّ عليهما‌السلام : قمت ليلا فوجدت أبي قائما يصلّي في مسجد داره فقال : يا بنيّ أيقظ أهلك يصلّون. فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «اسد الغابة».

ومنهم العلامة السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ص ٦٧ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الامامة والسياسة» من قوله فقلت : يا رسول الله ما لقيت.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٩١ ط اسلامبول) قال : فلما كانت ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة أربعين استيقظ عليّ سحرا وقال

٧٥١

لابنه الحسن : رأيت اللّيلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يا رسول الله أشكوا إليك ما لقيت من هذه الأمّة فقال لي : ادع الله عليهم. فقلت : اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم وأبدلهم بي شرا لهم عنّي ثمّ خرج إلى الصلاة أقبل عليه الأوز يصحن في وجهه فطردوهنّ فقال : دعوهنّ فانّهنّ نوائح فلمّا دخل باب المسجد ينادي : ايّها النّاس الصلاة الصلاة فضربه ابن ملجم بالسيف فأصاب جبهته إلى قرنه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٩٩ ط العامرة بمصر)

روى الحديث عن الحسن بن عليّ بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

الثاني

حديث أبى صالح الحنفي

رواه القوم :

منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم الرافعي الشافعي في «التدوين» (ج ٢ ص ٢٥ ط طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال :

محمّد بن عيسى أبو جعفر سمع أبا الحسن القطان بقزوين في الطوالات ، ثنا عليّ ابن عبد العزيز ، ثنا ابن الاصبهاني ، أنبأ شريك ، عن عمار الدّهنيّ ، عن أبي صالح الحنفي ، عن عليّ رضي‌الله‌عنه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما يرى النائم قال : فشكوت اليه ما لقيت من امّته من الأود واللّدد فلم أزل أشكو حتّى بكيت ثمّ انتهيت أو انتبهت قال أبو صالح : فغدوت اليه كما كنت أغدو ، قال : فبينا أنا في السوق عند الجنادين سمعت النّاس يقولون : قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين.

٧٥٢

الثالث

حديث عبد الله بن رافع

رواه القوم :

منهم العلامة النحوي الوزير جمال الدين أبو الحسن على بن يوسف الشيباني القفطي المتوفى سنة ٦٤٢ في كتابه «أنباه الرواة على أنباء النحاة» (ج ١ ص ١٢ طبع القاهرة) قال :

وقال عبد الله بن رافع : سمعت عليّا واجتمع النّاس عليه حتّى أدموا رجله فقال : «اللهم انّي قد كرهتهم» قال : فما مات إلّا تلك اللّيلة.

الرابع

حديث عبيدة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المورخ الشهير أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع المشهور بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٣ ص ٣٤ ط دار الصارف بمصر) قال :

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا هشام بن حسان ، عن محمّد ، عن عبيدة قال : قال عليّ : ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني؟ اللهم قد سئمتهم وسئموني فأرحهم منّي وأرحني منهم.

ومنهم الشيخ علاء الدين على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٥٩ ط القديم بمصر)

٧٥٣

روى الحديث عن عبيدة بعين ما تقدّم عن «الطبقات الكبرى».

وفي (ص ٦٠ ، المجلد المذكور) قال :

عن عبيد قال : سمعت عليّا يخطب يقول : اللهم انّي قد سئمتهم وسئموني ومللتهم وملّوني فأرحني منهم وأرحهم منّي ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم ووضع يده على لحيته.

الخامس

حديث أبى عبد الرحمن السلمى

رواه القوم :

منهم العلامة أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي في «أسماء المغتالين» (ص ١٦١ ط القاهرة) قال :

وكان عليّ رضي‌الله‌عنه رأي في تلك اللّيلة رؤيا ، فخبّر بها أبا عبد الرحمن السّلمي وهو مجروح. فذكر أبو عبد الرّحمن وكان مؤدّب الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما ؛ قال : دخلت عليه وهو مجروح فقال : ادن منّي يا أبا عبد الرّحمن والنساء يبكين ـ فدنوت منه فقال لي : بتّ اللّيلة أوقظ أهلي. فملكتني عيني وأنا جالس ، فسنح لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، ما لقيت من امّتك من الأود واللّدد ، فقال : ادع عليهم ، فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شر منّي ، ودخل ابن التياح المؤذّن على ذلك ، فقال : الصلاة. فأخذت بيده ، فمشي ابن التياح بين يدي وأنا خلفه.

٧٥٤

السادس

حديث آخر لأبي صالح الحنفي

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة ٧٧٤ في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ١٢ ط حيدرآباد) قال :

وقال يعقوب بن أبي سفيان : ثنا عبد العزيز بن عبد الله الاريسي ، ثنا إبراهيم ابن سعيد ، عن شعبة ، عن أبي عون ـ محمّد بن عبد الله الثقفي ـ عن أبي صالح الحنفيّ قال : رأيت عليّ بن أبي طالب أخذ المصحف فوضعه على رأسه حتّى أنّي لأرى ورقه يتقعقع قال : ثمّ قال : اللهمّ إنّهم منعوني أن أقوم في الأمّة بما فيه فأعطني ثواب ما فيه ، ثمّ قال : اللهم إنّي قد مللتهم وملّوني وأبغضتهم وأبغضوني ، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي وأخلاق لم تكن تعرف لي ، اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا منّي ، اللهم أمت قلوبهم موت الملح في الماء. قال إبراهيم : يعني أهل الكوفة.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٦٠ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث عن أبي صالح الحنفيّ بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».

استجابة دعائه عليه‌السلام في كون

موضع قبره بالنجف

رواه القوم :

٧٥٥

منهم الحافظ على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي في «تاريخ دمشق» (ص ٢٠٢) قال :

كان أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام يأتي النجف ويقول : وادي السّلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان وكان يقول : اللهم اجعل قبري بها

نجاة السفينة عن الغرق ببركة الاستشفاع

بعلىّ عليه‌السلام فظهر راكب مبرقع فأخذ السفينة

بيده ونجاها من الغرق

رواه القوم :

منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفى الحسيني الحنفي الترمذي في «المناقب المرتضوية» (ص ٩ ط بمبئى) قال ما ترجمته :

وفي بعض الكتب المعتبرة أنّه وقع المرافقة لمسلم مع واحد من علماء النصارى في سفينة فأشرفت إلى الغرق فابتهل المسلم إلى الله واستشفع إليه عليّا فقال له النصراني : إنّي قد رأيت هذا الاسم في الإنجيل فان كان هذا الّذي استشفعت من المقرّبين يستجيب الله دعوتك وينجينا من الهلاك فإذا ظهر راكب مبرقع فأخذ السفينة بيده ونجّاها من الغرق وقد اشتهر هذا الخبر في النصارى وشاع.

اختناق رجل كان يدّعى مقامه عليه‌السلام

وموته من ساعته

رواه القوم :

٧٥٦

منهم العلامة المولى محمد صالح الحنفي الترمذي في «المناقب المرتضوية» (ص ٣١٦ ط بمبئى) قال ما ترجمته :

روى في «مفاتيح القلوب» إنّ عدوّا لعليّ جلس برحبة فادّعى مقامه وذكر مقاله قال : إنّي عبد الله وأخو رسوله لا يقولها بعدي إلّا كذّاب فخنقت ومات من ساعته.

مسخ رجل من الخوارج أهان عليا عليه‌السلام

فتحوّل وجهه بصورة الكلب

رواه القوم :

منهم العلامة المير محمد صالح الحنفي الترمذي في «المناقب المرتضوية» (ص ٣١٥ ط بمبئى) قال ما ترجمته :

روى في كتاب «مفاتيح القلوب» إنّ رجلا من الخوارج دخل إلى عليّ وأهان عليه فصاح عليه عليّ فانقلب وجهه بكرامته عليه‌السلام بصورة كلب فقال له رجل من النّاس : فكيف لا تدفع معاوية مع قدرتك هذه؟ فقال : كلّ ذلك بأمر الله بل هم (عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ.)

مسخ رجل يسبّ عليا عليه‌السلام بصورة الكلب

ونزول الصاعقة عليه وإحراقه

رواه القوم :

منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفى الحنفي الترمذي في كتابه

٧٥٧

«المناقب المرتضوية» (ص ١٨٤ ط بمبئى) قال :

روى عن الواقدي قال : دخلت يوما على هارون الرّشيد وعنده الشّافعي ومحمّد بن أبي يوسف ومحمّد بن إسحاق فقال للشافعي : كم تحفظ من فضائل عليّ؟ فقال : خمسمائة حديث ، وقال لمحمّد بن أبي يوسف : كم تحفظ من فضائل عليّ؟ قال : ألف حديث بل أزيد ، وقال لأبي إسحاق : كم تحفظ من فضائل عليّ؟ قال : أحاديث متواترة لو لا مخافة الخليفة لذكرتها فقال هارون : اذكرها ولا تخف فقال : خمسة عشر ألف حديث مسند وخمسة عشر ألف حديث مرسل. فقال هارون : أخبركم بفضيلة فيه رأيتها بعيني ثمّ قال : كتب إليّ عامل دمشق يخبرني عن خطيب كان يشتم عليّا فطلبته وسألته عن ذلك ، فقال : إنّي أشتمه لقتله آبائنا فقلت له : كلّ من قتله عليه‌السلام كان بأمر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إذا أبغضه أيضا فأمرت أن يضربوه مائة سوط ثمّ حبسته في بيت مقفّل وكنت افكّر في كيفيّة قتله فنمت فرأيت في المنام إنّ أبواب السّماء انفتحت ونزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبيده كأس من الماء فنادى : من كان من شيعة عليّ فليقم. فقام أربعون منهم فأسقاهم منه ثمّ أمر بإحضار الخطيب الدّمشقي فلمّا جيء به نظر إليه عليّ فقال : اللهم امسخه فتحوّل وجهه بصورة الكلب فانتبهت من النّوم فأمرت بإحضاره ففتحوا باب البيت الّذى فيه الخطيب فلم نجد فيها إلّا كلبا يشبه أذنه أذن الإنسان فقلت له : كيف رأيت عقوبة ربّك؟ فأطرق رأسه وسالت الدّموع من عينيه.

قال الواقدي : فأمر الخليفة بإحضار الكلب فأرانا إيّاه. فقال الشافعي : تنحوا عنه لا نأمن من نزول العذاب فلمّا ردّوه إلى البيت نزلت صاعقة فأحرقته.

٧٥٨

ان قاتله قد وكل عليه طير يقتله فيعود

حيا ثم يقتله كلّ يوم فيعود حيا

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أخطب خطباء خوارزم في «المناقب» (ص ٢٧٠ ط تبريز) قال :

وأخبرنى الامام سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيروية بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب اليّ من همدان ، أخبرني أبي شيروية شهردار ، أخبرني أبو الحسن عليّ ابن أحمد (خ ل محمّد) الميداني ، أخبرني أبو عمرو محمّد بن يحيى ، أخبرني أبو حفص عمرو بن أحمد بن محمّد بن عمر قال : سمعت أبا القاسم (خ ل الحسين) الحسن بن محمّد المعروف بابن الوفاء بالكوفة يقول : كنت بالمسجد الحرام ، فرأيت النّاس مجتمعين حول مقام إبراهيم عليه‌السلام فقلت : ما هذا؟ قالوا : راهب أسلم ، فأشرفت فإذا بشيخ كبير عليه جبّة صوف وقلنسوة صوف عظيم الخلق وهو قائم (خ ل قاعد) بحذا مقام إبراهيم ، فسمعته يقول : كنت قاعدا في صومعتي فأشرفت منها فإذا طاير كالنّسر قد وقع على صخرة على شاطئ البحر فتقيأ فرمى بربع إنسان ثمّ طار فتفقدته فعاد فتقيأ بربع انسان ثمّ طار ثمّ جاء فتقيأ بربع إنسان ثمّ طار ثمّ جاء فتقيّا بربع إنسان ثمّ طار فدنت الارباع فالتأمت فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجب منه حتّى انحدر الطّير فضربه وأخذ ربعه وطار ثمّ رجع فأخذ الرّبع الآخر ثمّ رجع فأخذ الرّبع الثالث ثمّ رجع فأخذ الرّبع الرّابع فبقيت أتفّكر وتحسّرت أن لا أكون لحقته فسألته من هو فبقيت أتفقّد الصّخرة حتّى رأيت الطير قد أقبل فتقيّأ بربع إنسان فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتّى جاء الرّبع الرّابع ثمّ طار

٧٥٩

فالتأم رجلا فقام قائما فدنوت منه فسألته فقلت : من أنت؟ فسكت عنّي ، فقلت : بحقّ من خلقك من أنت؟ فقال : أنا عبد الرحمن بن ملجم فقلت : وأيش عملت؟ قال : قتلت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فوكّل بي هذا الطّير يقتلني كلّ يوم أربعين قتلة فهو (١) أنقض الطّير فأخذ ربعه وطار ، فسألت عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقالوا : هو ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه فأسلمت.

ومنهم العلامة الشيخ نور الدين على بن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٢٢ ط الغرى) :

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مناقب الخوارزميّ» إلّا أنّه قال : بدل قوله : حتّى رأيت الطّير قد أقبل : فلمّا كان في اليوم الثاني ، فإذا بالطائر قد أقبل ، وبدل قوله : يقتلني كلّ يوم أربعين قتلة : ليفعل بي ما ترى كلّ يوم.

ومنهم العلامة الشيخ ابراهيم بن محمد بن أبى حمويه الحموينى المتوفى سنة ٧٢٢ في فرائد السمطين» (مخطوط) قال :

أخبرنا الامام بدر الدّين محمّد بن عبد الرزّاق بن أبي بكر القزويني إجازة بروايته عن الشيخ ركن الدّين أحمد بن أبي العلاء الحسن الهمداني إجازة عن الامام ظهير الدين أبو عبد الله الحسن بن العبّاس بن عليّ الرّستمى إجازة إن لم يكن سماعا قال : أنا الشيخ أبو العبّاس أحمد بن عبد الغفّار بن عليّ بن ربيعة قال : حدّثنا الفتح أبو سعيد محمّد بن عليّ بن عمرو بن مهدي النّقاش الحنبلىّ رحمه‌الله قال : قال أبو أحمد بن عديّ : ثنا أحمد بن سعيد بن فرصح ، ثنا جهيم ، ثنا أحمد ابن شبيب المكىّ ، ثنا أبو النجم بدر الدين أحمد بن بدر العبرى ، حدّثنى بلح خال المتوكّل قال : سمعت سليم بن منصور بن عمّار عن أبيه قال : سنحت على شرط البحر فأتيت على دير ، فذكر الحديث بمثل ما تقدّم عن الكتب السالفة.

__________________

(١) بياض في الأصل بين كلمة فهو ، وكلمة أنقض.

٧٦٠